صـدري مـن الضيقـة مزاميـر شيطـان
تعـزف علـى قلبـي وأنـا أكـره طربـهـا


أستنـزل مـن الحسـرة همـوم وأحــزان
وأجـمـع مـشـاريـه الـجــروح وعتـبـهـا


وأقـول يـا لـيـل العـنـاء حلـمـي إنـسـان
يـشـرب مــن الـوحـدة ويـأكـل رطبـهـا


تعبت أعيش الحـال فـي ثـوب حرمـان
والعـيـن أزاريــر الشـقـاء فــي هـدبـهـا


صدر الحيـاة أصبـح علـى هيئـة أكفـان
والـنـاس تـدفـن حلمـهـا فـــي غضـبـهـا


عنـدي قناعـة جرحنـا لبعضـنـا إدمــان
ونـفـوسـنــا نـــــارن تــزايـــد لـهـبــهــا


الطّيبة أضحت ضعف والجرح غفران
وكــلّ المـشـاكـل طيـبـنـا هـــو سبـبـهـا


الـسـمّ فـيـنـا محـتـضـن قـلــب ولـســان
عـكـس العـقـارب سـمّـهـا فـــي ذنـبـهـا


مــن المـهـانـة نـلـبـس ثـيــاب حـقــران
ونـــذلّ عــــزّ نـفـوسـنـا فــــي طـلـبـهـا


إذا بغـيـنـا حـاجــة نـصـيـح يـــا فـــلان
نفـسـي تــرى جـيـش المـواجـع غلبـهـا


وإذا وصلـنـا المٌبتـغـى نـثــور نـكــران
ونـدمـدم الجـمّـة عـلــى الـلــي شـربـهـا


مــن الـذنـوب صـدورنـا تـعـجّ طغـيـان
والـسـيـئـة يـسـتـأنـس الــلـــي كـسـبـهــا


إذا استحـيـنـا لـلأســف عــمــد نـنـهــان
مــات الحـيـاء ونفوسـنـا ضــاع أدبـهــا


لــــو إنّ بــاقــي دمّ بـوجـيـهـنـا كـــــان
مــا تـجـرح الـدمـعـات خـــدّن سكـبـهـا


الـصــدق مــالــه عـنـدنــا أيّ عــنــوان
والـكـذبـة يـنــال الـشـكـر مـــن كـذبـهـا


مـن قبـل لا ننقـص فكـر ننقـص إيمـان
وأزماتـنـا يـبـلـش بـهــا الـلــي حسـبـهـا


أزمة صبر وأزمة ثقـة وأزمـة إحسـان
وأزمــة لـحـى مــا عــاد يـكـرم شنبـهـا


نقـول حنّـا أخــوان وأحـبـاب وأعــوان
واحـنـا اشتـعـال الـنـار واحـنـا حطبـهـا


يا نـاس قلبـي مـن غثـاء الوقـت تعبـان
وجلـودكـم مـــا عـــاد يـبــرى جـربـهـا

خلونـي بروحـي تــرى حلـمـي إنـسـان
يشـرب مــن الـوحـدة ويـأكـل رطبـهـا

{ سراب الشعر }