الموضوع: اقهر المستحيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-15, 01:12 AM   #1
مطر الفجر

الصورة الرمزية مطر الفجر

آخر زيارة »  01-12-18 (03:05 AM)
سحقاً لقوم يقولون مالا يعلمون
و بئساً لقوم يحكمون بما لا يعرفون
و تباً لقوم في الجهالة يستمرون
_____
ان بعض القول فناً
فاجعل الاصغاء فناً

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اقهر المستحيل






بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أعلم أنك تحمل أفكار ممتازة وأكثر من رائعة
, تكفى بأن تجعلك تحيا حياة عظيمة , لكن في نفس الوقت
فإني ألمح بأنك عندما تخطط لتغيير سلوكك السلبي وكلنا كذلك ,
سرعان ما تنهار وتفقد تركيزك وتقوم بعمل أشياء جنونية
دون تفكير , فيضيق صدرك ممّا قد يؤثر على حياتك
بشكل أو بأخر , ومن الممكن أن تكون جميع السُبل
لديك مشجعة , فلا مشاكل مادية ولا اجتماعية
,وتملك جميع مقومات النجاح والتفوق , ولكن المشكلة
التي تعانى منها تكمن في نفسك , وكأنها غريبة عنك
, فتهددك وتجرك إلى القاع .

فأول ما يمكن لمسه من خلال هذه الكلمات السابقة
هو أن همتك عالية , وصاحب الهمة لا يرضى بالدون
, وصاحب نفس تواقة تتوق إلى تحصيل معالي الأمور
, ولذلك تجد من نفسك ألماً وحزناً على حصول مثل هذا التأخير
الذي يقع لها , نعم فأنت تتألم بسبب همتك العالية ,
وبسبب حرصك على تحصيل أفضل الأمور وأحسنها ,
ثم إذا ما شحثت همتك لنيل هذه المناصب المرموقة تشتت ذهنك
وأحسست بالإخفاق , فيزداد عليك الألم وتشعر
وكأنك تائه تريد أن تفرج عن نفسك فتفرغ
إلى عمل هذه السلبيات كتعبير عن هذا الألم الدفين
الكامن داخلك , فقد بان لك من خلال هذا التحليل
طبيعة الوضع الذي تمر به والذي تعانى منه
وأغلبنا يقع في مثل هذا الأمر , أليس كذلك؟

فإن قلت :فما هو الحل لهذه المشكلة العصيبة التي من الممكن
, بل من المؤكد ستثبطتنى مدى الحياة ؟
وكيف الخروج من هذا الأمر ؟

أقول لي ولك ولجميع من يُعانون من هذا الضعف
, بأن الحل موجود والمخرج أمامك
, بابه مفتوح على مصراعيه ينتظر أن تدخل فيه ,
وهى في نفس الوقت خطوات سهلة ميسورة
, وستجد بعون الله " عز وجل " في نهايتها
أنك ستخرج من كل هذه المعاناة التي تعانى منها الآن .

وذلك باللجوء إلى الله , وإنزال حاجتك بربك ,
ألست تريد صلاح دينك ودنياك ؟ ألست تريد الهدى والسداد
في الدنيا والآخرة ؟ ألست تريد سعادة الدارين ؟
إذاً فعليك بالتوكل على الله وطلب ذلك منه
, وذلك بقوة الاعتماد عليه من جهة , وبتحصيل مرضاته
والتقرب إليه من جهة أخرى , فإن فعلت ذلك
فقد تم الخير لك من جميع نواحيه ,
نعم فالقلب الملئ بالاعتماد على الله تعالى
والتوكل عليه , والمليء بخشيته والإنابة إليه
هو قلب ثابت راسخ كالجبل لا يتزعزع من مكانه
, ونفسه نفس ثابتة عند الملمات ,
منشرحة في جميع أوقاتها ,
وهذا هو عين الثبات ورباطة الجأش .

ثق بنفسك .
صاحب الأخيار والصالحين .
خذ نفسك بالتدرج .*