عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-15, 10:37 AM   #1
الخيال التغلبي

الصورة الرمزية الخيال التغلبي

آخر زيارة »  10-19-17 (07:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي من كلام الناس ، قولهم : ((لا يفضُض الله فاك)) .



وقولهم : ل"ا يفضُض الله فاك" .
قال ابو بكر ابن الانباري : معناه لا يكسؤ الله اسنانك ويفرّقثها . وفيه وجهان :
1 ـ "لا يفضُض الله فاك" ، بفتح الياء ، وضم الضّاد وكسر الثانية .
2 ـ و"لا يفُضُّ الله فاك" ، بضمّ الياء ، وحذف الياء الثانية للجزم .
فمن قال : "لا يفضُض الله فاك" ، أخذه من "فضفضتُ الشّيء" : إذا كسرته وفرّقته . ويقال : "قد فُضّت جموع القوم" ، إذا فرّقتها وكسرتها .
قال الله عزّ وجلّ ـ (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك) آل عمران ـ 159 ، معناه : لتفرّقوا . والعامّة تلحن في هذا فتقول : "لا يُفضض الله فاك" . ولغة النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يفضُض اله فاك" ، بفتح الياء ، وضم الضاد الأولى ، وكسر الثانية ، يروى انّ العباس بن عبد المطلب قال للنبي صلى الله عليه وسلم : "يا رسول الله إنّي أُريدُ أن أمدحك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قُل ، فقال العباس :
من قبلها طبت في الظّلال وفي ** مُشتودع حيثُ يُخصفُ الـورقُ
ثُــمّ هـبـطـت الــبــلاد لا بــشــرٌ ** أنــت ولا مُـضـغــةٌ ولا عــلــقُ
بل نُطفةٌ تركـبُ الـسـفـيـن وقـد ** ألـجـم نـسـراً وأهـلـهُ الـغـرقُ
تُـنـقـلُ من صــالــب إلـى رحــم ** إذا مــضــى عــالــم بـدا طبقُ
حتّى احــتــوى بـيـتـك المهيمنُ ** من خندق علياء تحتها النُّطُقُ
وأنت لما ولـدت أشــرقت الأرضُ ** وضــــــــــاءت بــنُــورك الاُفُـقُ
فنحنُ في ذلك الــضّــيـــاء وفـي ** النُّور وسُبل الرّشــــاد نخّترقُ

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يفضُض الله فاك"
وقال أبو بكر : فمعنى قول العباس ـ رضي الله عنه ـ : "من قبلها طبت في الظلّال" ، معناه " في ظلال الجنّة وأنت نطفة في صلب آدام " ، وظلّ الجنّة ظلٌّ لا تنسخه الشّمس وهو مخالفٌ لظلّ الدنيا ، لأنّ الظّلّ عند العرب : ما كان قبل طُلوع الشّمس ، و((الفيء)) : ما زالت عنه الشّمس . قال الشاعر :
فلا الظّلُّ من برد الضُّحى يستطيعُهُ ** ولا الفيء من برد العشيّ يذُوقُ
وقول العباس : ((في مُستودع)) ، فيه وجهان :
1 ـ يجوز أن يكون : الموضع الذي كان ينزله آدم من الجنّة .
2 ـ ويجوز أن يكون ((المُستودع)) صُلب آدم ـ عليه السلام .
وقوله : "ثُمّ هبطت البلاد" ، يُريدُ : حين أُهبط آدم ـ عليه السلام ـ إلى الدنيا .
وقوله : "بل نطفة تركب السفين" ، يعني : وأنت في صلب نوح ـ عليه السلام .
وقوله : "تُنقلُ من صالب إلى رحم" ، الصّالب : الصُّلب ، وفيه ثلاث لغات مشهورة : 1 ـ الصُّلبُ . 2 ـ والصُّلُبث . 3 ـ والصّلبُ .
و((الصالبُ)) لغة قليلة .
وقوله : "غذا مضى عالم بدا طبقُ" ، معناه : إذا مضى قرن جاء قرن ، والطّبق : الحالُ ، قال الله تعالى : (لتركبُنّ طبقاً عن طبق) الانشقاق ـ 19 ، ومعناه : لتركبن حالاً بعد حال . قال الشاعر :
إذا صفا طبقٌ للمرء يُعجبُهُ ** يا نفس كدّره من بعده طبقُ
معناه : إذا صفا حال كدرته حال أخرى ، وقال كعب ابن زهير :
كذلك المرُ إن يقدر لهُ أجلٌ ** يركب به طبقٌ من بعده طبقُ

وقول العباس : "من خندق علياء تحتها النُطُقُ" ، جمع ((نطاق)) : وهو الذي يشُدُّه الإنسان في وسطه ، ومن ذلك المنطقة ، وهذا مثل من العباس ، أي جعلك الله عالياً وجُعل خندق كالنّطاق لك" .
قلت أنا وفات ابن الانباري ـ ذكر حديث ((ذات النطاقين)) ، وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها ، حينما قطعت نطاقاها ، الى قطعتين ، وربطت بهما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعامه ، فقال : ((انت ذات النطاقين)) .
نتابع مع أبو بكر الانباري قال :
وقوله : "وضاءت بنُورك الأُفُقُ" ، يقال : "أضاء البرقُ يُضيءُ أضاءةً ، و"ضاء يضُوءُ ضوءا وضُوءا" .
ومن قال : "لا يُفضُّ الله فاك" ، أراد لا يجعل الله فاك فضاءً ، لا اسنان فيه . قال الشاعر الأخطل :
بأرض فضاء لا يُسدُّ وصيدُهُا ** عليّ ومعروفي بها غيرُ منكر