عطاء دائم
10-07-19, 07:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة النساء:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)).
نلاحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه الآية الحذف كما جاء في القرآن مثل:
(تنزّل و تتنزّل، تبدّل و تتبدّل) وهذا الحذف في عموم القرآن وحيث ورد مثل
هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون لأحد أمرين:
1- للدلالة على أن الحدث أقلّ.
2- أن يكون في مقام الإيجاز.
ففي سورة القدر مثلاً قال تعالى:
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4))
وقال في سورة فُصّلت:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30))
فآية سورة القدر التنزّل كان في ليلة واحدة في العام وهي ليلة القدر فحذف من
الفعل لأن الحدث أقل.
أما الآية الثانية فهي عند الموت وفي كل لحظة يُحتضر فيها شخص و يموت
فالتنزّل هنا يكون أكثر فقال تعالى (تتنزّل) وأعطى الفعل كل صيغته أن
الحدث أطول وأكثر.
نعود إلى آية سورة النساء، ورد فيها قوله تعالى (مستضعفين في الأرض)
وقال في سورة النحل:
((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)))
وهؤلاء المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين وليس كلهم فهم
أقل
أما الآية الثانية (ظالمي أنفسهم) فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من المستضعفين
لأنهم عموم الظالمين.
فلمّا خصّ بقسم من الظالمين (المستضعفين) قال تعالى توفّاهم ولما كثُر العدد قال تتوفاهم. وهذا الحذف هو جائز من حيث اللغة للتخفيف.
- كذلك قوله تعالى:
(لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا )(52: الأحزاب)
وهذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهي حالة خاصة به فقال (تبدّل).
أما في قوله تعالى:
(وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) (2: النساء)
فهذه حالة عامة وحكم عام مستمر إلى يوم القيامة فالحكم كثير ومتصل
فأعطى الفعل كل صيغته.
- وكذلك في قوله تعالى:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (103: آل عمران)
فالكلام هنا عن أمة واحدة لكل المسلمين وقد نهاهم الله تعالى عن أي جزء
من التفرّق ولو كان قليلاً فقال تفرقوا.
أما في قوله تعالى:
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (13: الشورى)
فالكلام لكل البشر وذكر كل الأنبياء من زمن نوح إلى قيام الساعة فقال
تتفرقوا.
منقول
قال تعالى في سورة النساء:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)).
نلاحظ في القرآن كله وليس فقط في هذه الآية الحذف كما جاء في القرآن مثل:
(تنزّل و تتنزّل، تبدّل و تتبدّل) وهذا الحذف في عموم القرآن وحيث ورد مثل
هذا التعبير في القرآن سواء في الفعل أو غيره يكون لأحد أمرين:
1- للدلالة على أن الحدث أقلّ.
2- أن يكون في مقام الإيجاز.
ففي سورة القدر مثلاً قال تعالى:
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4))
وقال في سورة فُصّلت:
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30))
فآية سورة القدر التنزّل كان في ليلة واحدة في العام وهي ليلة القدر فحذف من
الفعل لأن الحدث أقل.
أما الآية الثانية فهي عند الموت وفي كل لحظة يُحتضر فيها شخص و يموت
فالتنزّل هنا يكون أكثر فقال تعالى (تتنزّل) وأعطى الفعل كل صيغته أن
الحدث أطول وأكثر.
نعود إلى آية سورة النساء، ورد فيها قوله تعالى (مستضعفين في الأرض)
وقال في سورة النحل:
((الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)))
وهؤلاء المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين وليس كلهم فهم
أقل
أما الآية الثانية (ظالمي أنفسهم) فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من المستضعفين
لأنهم عموم الظالمين.
فلمّا خصّ بقسم من الظالمين (المستضعفين) قال تعالى توفّاهم ولما كثُر العدد قال تتوفاهم. وهذا الحذف هو جائز من حيث اللغة للتخفيف.
- كذلك قوله تعالى:
(لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا )(52: الأحزاب)
وهذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وهي حالة خاصة به فقال (تبدّل).
أما في قوله تعالى:
(وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) (2: النساء)
فهذه حالة عامة وحكم عام مستمر إلى يوم القيامة فالحكم كثير ومتصل
فأعطى الفعل كل صيغته.
- وكذلك في قوله تعالى:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (103: آل عمران)
فالكلام هنا عن أمة واحدة لكل المسلمين وقد نهاهم الله تعالى عن أي جزء
من التفرّق ولو كان قليلاً فقال تفرقوا.
أما في قوله تعالى:
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (13: الشورى)
فالكلام لكل البشر وذكر كل الأنبياء من زمن نوح إلى قيام الساعة فقال
تتفرقوا.
منقول