المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمة البطن


احمد العبدالله
11-14-19, 11:04 AM
لما كان أكثر المهام التي يقوم بها البطن هي استقبال الطعام والشراب وهضمهما وتحويلهما إلى مواد نافعة للجسم، وإخراج ما زاد عن ذلك إلى خارج البدن؛ فإن شكر الله عليه: أن لا يدخل المسلم فيه غذاء إلا من حلال، وأن ينزهه عن كل حرام من مطعوم ومشروب. قال تعالى: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114].



والحرام في المطعوم والمشروب يشمل ما كان حرامًا في أصله مثل أكل لحم الخنزير والميتة، ومهر البغي وحلوان الكلب، وثمن الكلب، وشرب الخمر وسائر المسكرات، ويشمل أيضًا كل طعام وشراب مباحين جاءا من طريق حرام كالربا والرشوة والغش والسرقة وأخواتها، وسائر أكل أموال الناس بالباطل.



إن اختيار الحلال والتنزه عن الحرام هو من حفظ البطن المأمور به، والحياء الصادق من الله تعالى، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء)، قال: قلنا: يا نبي الله، إنا لنستحيي والحمد لله، قال: (ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء).



فمن شكر الله تعالى على نعمة البطن: أن لا يدخل إليه المسلم إلا ما أحله الله فيكون ذلك البطن خاليًا من الحرام، فينبت الجسم من آثار ذلك الطعام نباتًا حسنًا، فيكون أثره صلاح حال المسلم في دنياه وآخرته.



إن المؤمن يتحرى الحلال في طعمته وشربته، ولا تغلبه شهوته وهواه وحرصه على لذات الدنيا ومصالحها حتى يوصل الحرام إلى بطنه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوماً بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه سبحان الله! هكذا بطون المؤمنين النقية لا تقبل لقمة الحرام وإن كانت من غير تعمد.



وعلى رب الأسرة وعائلها الحريص على إطعام أسرته أن ينتبه من أن يصل به حرصه إلى جلب الحرام وإطعام أهله وأولاده منه، ولا شك أن الأسرة الصالحة من زوجة وأولاد يعينون عائل الأسرة من زوج وأب على الحلال، "وهكذا كانت عادة النساء في الأزمنة الفاضلة؛ كان الرجل إذا خرج من منزله تقول له امرأته أو ابنته: إياك وكسب الحرام؛ فإنا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار" قال بعض الصالحين: " الدنيا بطنك، فبقدر زهدك في بطنك زهدك في الدنيا"

أعد النجوم
11-14-19, 02:33 PM
موضوع مهم

جزاك الله خير ونفع بك

شبح الشمال
11-14-19, 03:40 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
على الإفادة والمعلومات الطيبة
ننتظر إبداعاتك الشيقة
مع فائق الإحترام والتقدير

هاجسي
11-14-19, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


أحسنت وبارك الله فيك ولاحرمك الاجر والثواب



دمت بخير وصحة.


SEO by vBSEO 3.6.1