حسين سلطان
11-19-19, 01:34 PM
المقنع
عندما كننت طفلا في الثالثة من عمري , كنت أخاف من القناع , من الأطفال الذين يضعون الأقنعة على وجوههم , الذين كانوا هم أكبر مني سنا , هؤلاء الأشرار ينبغي أن لا يكونوا أصدقاء لي البتة , وبدأت أكبر , وصارت حالة الخوف عندي قليلا تضمحل بالتدريج , ويحل محل الحجم المحذوف من الخوف , جزءا يساويه من الكره للمقنعين, كبر بعض المقنعين الصغار , وكبرت معهم أقنعتهم , وتغيرت طريقة الصنع , ودرجة إتقان الصنع , وبدؤوا يصنعون الأقنعة بأنفسهم , ويختارون درجة إتقان الصنع , بدلا من استعمال الأقنعة الزائفة الصغيرة , طبيعي جدا أن يحدث ذلك في عالم التقنع لديهم , فمع تطور الزمن , صار للقناع عندهم صناعة خاصة , تلائم وجه كل منهم وكذلك تلاءم ثقافته , وازداد كرهي لهؤلاء المقنعين الكبار , أكثر من ذي قبل , وكبر طفلا منهم , لم أكون أعرفه من قبل , دخل إحدى المكتبات , ونصب نفسه مديرا للمكتبة , واستمر حبه لقناعه , وفخره بجودته , وكتب في ختمه الرسمي , أريد أن يكون القناع متقن الصنع , وأوصى أيضا أن يكون المهرج , يلهو بأصابع من شمع , ووضع القوانين المتناقضة , الهستيرية المقنعة لمكتبه مثلا : المكتب لا يسمح بنشر صور النساء الغير محجبات و يسمح بنشر قصائد الحب والغزل , والحديث عن القبل ؟؟؟؟؟ جدا تألمت من قناع هذا المقنع , وتألمت أكثر , أن هذا المقنع يغوص للأسفل ولا يكاد يعلو أو حتى يطفو على السطح , إلا وشحنة كهربائية تأتيه برسالة خاصة , توشي له بقضايا وأحدث , ما أنزل الله بها من سلطان , توقظه من نومه فيلبس قناعه ونظارته الليلية ويبحث عن باب مكتبه الخاص , ليقدم اعتذاره عن غيابه , ويدخل في قصص ومتاهات عديدة , تجعله يستحيل عليه أن يعرف طريق العودة لبيته , في حارته الشعبية
آه كم تألمت عندما وجدته آخر مرة يكرر كلمتين فقط طيبتين , هما أخي الفاضل في خطبة كريهة غير متقنة الصنع كما كان يوصي ويريد, وخوفا من شعاع الشمس , غير اسمه العربي المبارك مرتين , المرة الأولى كان للدلع فبدلا من اسمه الحقيقي المبارك ( محمد ) مثلا , صار اسمه حمودة أو (حمادة ), وفي المرة الثانية كان لابد من أن يدخل اسمه في مصنع الأقنعة , فأضاف لاسمه لاحقة مثل mix, ( dix) , flex, فخرج من مصنع الأقنعة , اسم مشوه يعجبه كثيرا ويفتخر به , وأصبح حوله كل شيء لديه مقنع, واكتملت شخصيته العجيبة , أنا أكره القناع والمقنعين , وهو يكره الشعاع , سألناه مرة متى تنتهي صلاحية القناع ؟؟ , أي قناع كان , صمت طويلا ولم يجب ولازال يفكر في إجابة مقنّعة متقنة الصنع , القناع والتقنع , مسألة في غاية الخطورة لنشر السموم في الجسد المعافى , سأل أبو النواس مرة , لماذا تقرأ القرآن وتشرب الخمر معا ، أجاب خير هذا بشر ذا يكون الله قد عفا , هذه عقيدة مدمن خمر , ومعروف أن أبو النواس كان يجاهر بالتاقض والمعصية دون قناع , اليوم نجد في عالم المقنعين مجاهرة بالتناقض والفساد لأنهم اخترعوا القناع , القناع هنا صار أعم وأشمل من قناع ديكس , ومن لا يلبس القناع أصبح أكثر تقنعا من المقنع الأول , وللمرأة خصوصيتها في التقنع وأحيانا تكون معفية من القناع , اللص يسرق ويضع قناع , والمجرم يقتل ويضع قناع , الشاب يكذب ويضع قناع , والمرأة تنافق ولكنها لا تضع قناع , وانتشر التقنع عند بعض الطيبين , رحمة الله عليك ياإبن المقفع , عجزوا ان يقلدوك في الأدب , فتحول اسمك إلى مقنع بدلا من مقفع , على كل حال (رب ضارة نافعة ) والحمد لله أنهم لم يلبسوك القناع
تصوروا حب إتقان القناع عند المقنعين , وحب التقنيع , والضرر الذي قد يلحقه المقنع في خطبه الغير متقنة الصنع , بمن حوله , وإذا سألت أحدهم أي قناع تريد ومن المهرج الذي تختار , يصمت ولا يجيب
وعلى المقلب الآخر , لازال المهرج يلهو بأصابع من شمع , المقنعون بحكم العادة , لا يحررون الأرض والضمير , ولا يقدمون شيئا للفائدة , وستسقط كل الأقنعة , عاجلا أم آجلا , واحدا تلو واحد , لنفترض أن هذا المقنع قرأ الموضوع في إحدى الجرائد , هل سيفكر بعقله ويخلع القناع , ويكف عن ثرثرا ته الطائشة ؟؟؟؟؟ أم أنه يقوم يسحب الجرائد من السوق ويصادر الحقيقة
واحدا تلو وحد
يسقط المقنعون تباعا
فاحرسي أنتي الشعاع
عائد يا شمس عائد
عندما كننت طفلا في الثالثة من عمري , كنت أخاف من القناع , من الأطفال الذين يضعون الأقنعة على وجوههم , الذين كانوا هم أكبر مني سنا , هؤلاء الأشرار ينبغي أن لا يكونوا أصدقاء لي البتة , وبدأت أكبر , وصارت حالة الخوف عندي قليلا تضمحل بالتدريج , ويحل محل الحجم المحذوف من الخوف , جزءا يساويه من الكره للمقنعين, كبر بعض المقنعين الصغار , وكبرت معهم أقنعتهم , وتغيرت طريقة الصنع , ودرجة إتقان الصنع , وبدؤوا يصنعون الأقنعة بأنفسهم , ويختارون درجة إتقان الصنع , بدلا من استعمال الأقنعة الزائفة الصغيرة , طبيعي جدا أن يحدث ذلك في عالم التقنع لديهم , فمع تطور الزمن , صار للقناع عندهم صناعة خاصة , تلائم وجه كل منهم وكذلك تلاءم ثقافته , وازداد كرهي لهؤلاء المقنعين الكبار , أكثر من ذي قبل , وكبر طفلا منهم , لم أكون أعرفه من قبل , دخل إحدى المكتبات , ونصب نفسه مديرا للمكتبة , واستمر حبه لقناعه , وفخره بجودته , وكتب في ختمه الرسمي , أريد أن يكون القناع متقن الصنع , وأوصى أيضا أن يكون المهرج , يلهو بأصابع من شمع , ووضع القوانين المتناقضة , الهستيرية المقنعة لمكتبه مثلا : المكتب لا يسمح بنشر صور النساء الغير محجبات و يسمح بنشر قصائد الحب والغزل , والحديث عن القبل ؟؟؟؟؟ جدا تألمت من قناع هذا المقنع , وتألمت أكثر , أن هذا المقنع يغوص للأسفل ولا يكاد يعلو أو حتى يطفو على السطح , إلا وشحنة كهربائية تأتيه برسالة خاصة , توشي له بقضايا وأحدث , ما أنزل الله بها من سلطان , توقظه من نومه فيلبس قناعه ونظارته الليلية ويبحث عن باب مكتبه الخاص , ليقدم اعتذاره عن غيابه , ويدخل في قصص ومتاهات عديدة , تجعله يستحيل عليه أن يعرف طريق العودة لبيته , في حارته الشعبية
آه كم تألمت عندما وجدته آخر مرة يكرر كلمتين فقط طيبتين , هما أخي الفاضل في خطبة كريهة غير متقنة الصنع كما كان يوصي ويريد, وخوفا من شعاع الشمس , غير اسمه العربي المبارك مرتين , المرة الأولى كان للدلع فبدلا من اسمه الحقيقي المبارك ( محمد ) مثلا , صار اسمه حمودة أو (حمادة ), وفي المرة الثانية كان لابد من أن يدخل اسمه في مصنع الأقنعة , فأضاف لاسمه لاحقة مثل mix, ( dix) , flex, فخرج من مصنع الأقنعة , اسم مشوه يعجبه كثيرا ويفتخر به , وأصبح حوله كل شيء لديه مقنع, واكتملت شخصيته العجيبة , أنا أكره القناع والمقنعين , وهو يكره الشعاع , سألناه مرة متى تنتهي صلاحية القناع ؟؟ , أي قناع كان , صمت طويلا ولم يجب ولازال يفكر في إجابة مقنّعة متقنة الصنع , القناع والتقنع , مسألة في غاية الخطورة لنشر السموم في الجسد المعافى , سأل أبو النواس مرة , لماذا تقرأ القرآن وتشرب الخمر معا ، أجاب خير هذا بشر ذا يكون الله قد عفا , هذه عقيدة مدمن خمر , ومعروف أن أبو النواس كان يجاهر بالتاقض والمعصية دون قناع , اليوم نجد في عالم المقنعين مجاهرة بالتناقض والفساد لأنهم اخترعوا القناع , القناع هنا صار أعم وأشمل من قناع ديكس , ومن لا يلبس القناع أصبح أكثر تقنعا من المقنع الأول , وللمرأة خصوصيتها في التقنع وأحيانا تكون معفية من القناع , اللص يسرق ويضع قناع , والمجرم يقتل ويضع قناع , الشاب يكذب ويضع قناع , والمرأة تنافق ولكنها لا تضع قناع , وانتشر التقنع عند بعض الطيبين , رحمة الله عليك ياإبن المقفع , عجزوا ان يقلدوك في الأدب , فتحول اسمك إلى مقنع بدلا من مقفع , على كل حال (رب ضارة نافعة ) والحمد لله أنهم لم يلبسوك القناع
تصوروا حب إتقان القناع عند المقنعين , وحب التقنيع , والضرر الذي قد يلحقه المقنع في خطبه الغير متقنة الصنع , بمن حوله , وإذا سألت أحدهم أي قناع تريد ومن المهرج الذي تختار , يصمت ولا يجيب
وعلى المقلب الآخر , لازال المهرج يلهو بأصابع من شمع , المقنعون بحكم العادة , لا يحررون الأرض والضمير , ولا يقدمون شيئا للفائدة , وستسقط كل الأقنعة , عاجلا أم آجلا , واحدا تلو واحد , لنفترض أن هذا المقنع قرأ الموضوع في إحدى الجرائد , هل سيفكر بعقله ويخلع القناع , ويكف عن ثرثرا ته الطائشة ؟؟؟؟؟ أم أنه يقوم يسحب الجرائد من السوق ويصادر الحقيقة
واحدا تلو وحد
يسقط المقنعون تباعا
فاحرسي أنتي الشعاع
عائد يا شمس عائد