عطاء دائم
11-30-19, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
تلك الكلماتُ صارَت خيوطاً نٓسجت له بُردة الإمامة .
وبعض الخُطى الواعية ..
إذا تأخّرتَ عنها الكلمات ؛ شَعرتَ بالخَوف ..
شَعَرتَ بالرَهبة أنْ لا تكون في سِياق الإصْطفاء !
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تَرتعشُ الكلمات جَلالاً ..
فهذه شهادة اللهُ لإبراهيم !
لمْ تنفلت عُروة واحدة من قميص الإبتلاءْ ..
لمْ تنفرط عُقدةٌ من عُهود الثَبات .
ثَمّة خيط خفيّ موصول ؛ كان يُمسك القلب كلّما تَخطّفَ الإبتلاءُ شعبةً منه !
.
{ فَأَتَمَّهُن }َّ ..
تتوهّج ندوبُه ألماً ؛ فتُصبح لنا نُجوماً نستهدي بها !
{ فَأَتَمَّهُنَّ } .. يضيقُ على إبراهيم قميصُ الإبتلاء ؛ فلا يفيضُ إلا ثباتاً !
وكلما كان القميصُ يضيقُ ؛ كانت تتّسع له بُردة الإمامة !
يُبالغ الإبتلاءُ في عَتمته ..
يتكدّس في الروح ؛ حتى يكاد يُثقلها ..
فإذا بالصَبر يتنامى على أطراف الإبتلاء كُلَما أمتدّ !
هلْ كان إبراهيم حينها مُرهَقاً وهو يُجاهد هذا الألَم ؟!
أمْ كان لُطف الله يلتقطُ من عُمره أثرَ الجراح ؛ فإذا بالسَكينة وارفةً في الصَدر الجَليل !
يا لإبراهيم وهو يُتِمّ الكَلمات ..
يا لإبراهيم في غُربته ؛ ولا أحدَ يَهُشّ عنه ليلَ الوَحدة في سَفَر الإبتلاء !
ربما كان وحيداً لأنه ( إذا عَظُم المَطلوب .. قَلّ المُساعد ؛ وقَلّ الرَّفيق ) !
دَوماً ..
للإبتلاء حاشِية الوَجع ، و مِلؤه فَيض الدّمع والأَلم ..
ومِن مِِلحه ؛ كانَ يتَهجّى إبراهيمُ تلك { الكَلمات } !
يا إبراهيم ..
مَن أوقَد رُوحك العُلوية ؛ حتَى كُلّما مَسّها الطِّينُ أطفَأه !
لقدْ كان عُمر إبراهيم ؛ مثل صلاةٍ توضّأ لها بماءِ الإستسلام ..
عُمره ؛ كان آية { إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمّة } !
عُمره كان مَعنى {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ} ..
عُمره كان دليلاً على { وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين} !
كانَ إبراهيمُ يَسمع في صَمت الإبتلاء ؛ صَوت الكَلمات { إنّي جاعِلكُ للنَّاس إمَاما } ..
تلك الكلماتُ التي امْتنَحْتَ بها يا إبراهيم .. هي التي بَلغتْ بكلماتك المَدى حتى صار لها أبدَ الدّهر خُلود الصَدى !
تتكرر الشهادة له ..{ وإبراهيم الذي وَفّى } ..
فيا للإسمِ ..
إذْ يكتبه القَلم في الّلوح المَحفوظ ؛ فلا تُسقِطه كَبوة !
يا للإسمِ ..
إذْ تكتبهُ ريشة مَلَك غُمِست في قبَس النُور فلا ينطفئُ أبدا !
يا للإسمِ ..
إذْ ظَلّ يُتلى في كتابٍ ؛ لنْ يمحوه التاريخ !
كيفَ بَلغْتَ ذلك يا إبراهيم ؟!
كانَ إبراهيمُ يُرابط على نِيّاته ، ويتَعوّذ برهبة مِن زَللٍ يُباغت الخطوات ..
ومِمّا يُخذِل الخطوات ؛ يتعوَذ من ما يستَتر في الخَفايا !
ظَلّ قلبُه يُرابط على الغايات ، وظَلّ يَدعو :
خُذْ بِقَدمي ياالله إلى أرضٍ تَظلّ الآثار بها باقية .. وخُذْ بمَقامي إلى حَيثُ سِدرة المُنتهى .. وخُذْ بِسَعيي إلى حيث تَتوق الملائكة أنْ تبلُغ !
يا ربّ ..
وجَهتُ إليك مآربي ..
املأ يدايَ بالعَطاء ؛ فقدْ أوجعني هذا الفَراغ !
يا لله ..
رُبما يُصبح العُمر زمناً راكِدا ..
نَجمةً مُنطفئة على حَافّة الوُجود .. لكني أعوذُ بكَ من أن يشدّني العُمر نحو التُراب ؛ وليس لي فوقَ التُراب مئذَنة تصدحُ بالكَلمات !
د. كفاح أبوهنّود
وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
تلك الكلماتُ صارَت خيوطاً نٓسجت له بُردة الإمامة .
وبعض الخُطى الواعية ..
إذا تأخّرتَ عنها الكلمات ؛ شَعرتَ بالخَوف ..
شَعَرتَ بالرَهبة أنْ لا تكون في سِياق الإصْطفاء !
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تَرتعشُ الكلمات جَلالاً ..
فهذه شهادة اللهُ لإبراهيم !
لمْ تنفلت عُروة واحدة من قميص الإبتلاءْ ..
لمْ تنفرط عُقدةٌ من عُهود الثَبات .
ثَمّة خيط خفيّ موصول ؛ كان يُمسك القلب كلّما تَخطّفَ الإبتلاءُ شعبةً منه !
.
{ فَأَتَمَّهُن }َّ ..
تتوهّج ندوبُه ألماً ؛ فتُصبح لنا نُجوماً نستهدي بها !
{ فَأَتَمَّهُنَّ } .. يضيقُ على إبراهيم قميصُ الإبتلاء ؛ فلا يفيضُ إلا ثباتاً !
وكلما كان القميصُ يضيقُ ؛ كانت تتّسع له بُردة الإمامة !
يُبالغ الإبتلاءُ في عَتمته ..
يتكدّس في الروح ؛ حتى يكاد يُثقلها ..
فإذا بالصَبر يتنامى على أطراف الإبتلاء كُلَما أمتدّ !
هلْ كان إبراهيم حينها مُرهَقاً وهو يُجاهد هذا الألَم ؟!
أمْ كان لُطف الله يلتقطُ من عُمره أثرَ الجراح ؛ فإذا بالسَكينة وارفةً في الصَدر الجَليل !
يا لإبراهيم وهو يُتِمّ الكَلمات ..
يا لإبراهيم في غُربته ؛ ولا أحدَ يَهُشّ عنه ليلَ الوَحدة في سَفَر الإبتلاء !
ربما كان وحيداً لأنه ( إذا عَظُم المَطلوب .. قَلّ المُساعد ؛ وقَلّ الرَّفيق ) !
دَوماً ..
للإبتلاء حاشِية الوَجع ، و مِلؤه فَيض الدّمع والأَلم ..
ومِن مِِلحه ؛ كانَ يتَهجّى إبراهيمُ تلك { الكَلمات } !
يا إبراهيم ..
مَن أوقَد رُوحك العُلوية ؛ حتَى كُلّما مَسّها الطِّينُ أطفَأه !
لقدْ كان عُمر إبراهيم ؛ مثل صلاةٍ توضّأ لها بماءِ الإستسلام ..
عُمره ؛ كان آية { إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمّة } !
عُمره كان مَعنى {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ} ..
عُمره كان دليلاً على { وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين} !
كانَ إبراهيمُ يَسمع في صَمت الإبتلاء ؛ صَوت الكَلمات { إنّي جاعِلكُ للنَّاس إمَاما } ..
تلك الكلماتُ التي امْتنَحْتَ بها يا إبراهيم .. هي التي بَلغتْ بكلماتك المَدى حتى صار لها أبدَ الدّهر خُلود الصَدى !
تتكرر الشهادة له ..{ وإبراهيم الذي وَفّى } ..
فيا للإسمِ ..
إذْ يكتبه القَلم في الّلوح المَحفوظ ؛ فلا تُسقِطه كَبوة !
يا للإسمِ ..
إذْ تكتبهُ ريشة مَلَك غُمِست في قبَس النُور فلا ينطفئُ أبدا !
يا للإسمِ ..
إذْ ظَلّ يُتلى في كتابٍ ؛ لنْ يمحوه التاريخ !
كيفَ بَلغْتَ ذلك يا إبراهيم ؟!
كانَ إبراهيمُ يُرابط على نِيّاته ، ويتَعوّذ برهبة مِن زَللٍ يُباغت الخطوات ..
ومِمّا يُخذِل الخطوات ؛ يتعوَذ من ما يستَتر في الخَفايا !
ظَلّ قلبُه يُرابط على الغايات ، وظَلّ يَدعو :
خُذْ بِقَدمي ياالله إلى أرضٍ تَظلّ الآثار بها باقية .. وخُذْ بمَقامي إلى حَيثُ سِدرة المُنتهى .. وخُذْ بِسَعيي إلى حيث تَتوق الملائكة أنْ تبلُغ !
يا ربّ ..
وجَهتُ إليك مآربي ..
املأ يدايَ بالعَطاء ؛ فقدْ أوجعني هذا الفَراغ !
يا لله ..
رُبما يُصبح العُمر زمناً راكِدا ..
نَجمةً مُنطفئة على حَافّة الوُجود .. لكني أعوذُ بكَ من أن يشدّني العُمر نحو التُراب ؛ وليس لي فوقَ التُراب مئذَنة تصدحُ بالكَلمات !
د. كفاح أبوهنّود