المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسالي غريبة كانت الأجيال السابقة تلجأ إليها لتمضية الوقت


هاشم هاشمي
12-10-19, 09:55 PM
ابتلاع الأسماك الذهبية



https://dkhlak.com/wp-content/uploads/2019/12/62186-3.jpg


الموضة العابرة كنوع من التباهي قاد إلى تحدٍ ورهان في ربيع سنة 1939. راح الطالب الشاب (لوثروب وثينغتون) في جامعة هارفرد، الذي كان قد شاهد أحدهم يبتلع سمكة ذهبية صغيرة عندما كان طفلا، يتباهى بالأمر أمام أصدقائه وكأنه هو من قام به. لم يصدقه أصدقاؤه فأقسم لهم أنه فعلها حقا، فتصعدت وتيرة الأمور وزادت حرارتها، وفي نهاية المطاف قرر أحد أصدقاء (لوثروب) أن يراهنه بمبلغ عشرة دولارات بأنه لن يستطيع القيام بالأمر مجددا، شعر (لوثروب) بأن سمعته على المحك بسبب ثرثرته الزائدة عن اللزوم، لذا ومن أجل حفظ كرامته لم يكن مستعدا للتراجع، فقبل الرهان، وأصبح الباقي موضة عابرة غبية خلدها التاريخ.




الحشر داخل حجرات الهواتف العمومية

https://dkhlak.com/wp-content/uploads/2019/12/62186-6.jpg




سنة 1959، اجتاحت العالم —أو على الأقل العالم المتحدث باللغة الإنجليزية— موضة عابرة سخيفة اتخذها الناس لتمضية الوقت، حيث راحوا يتنافسون لمعرفة أكبر عدد ممكن من الناس بإمكانه التواجد داخل حجرة هاتف عمومي. لم تدم موجة الهوس السخيفة هذه إلا بضعة أشهر لكنها في أثناء ذلك جذبت الكثير من الاهتمام الشعبي، وتمت تغطيتها بشكل واسع من طرف وسائل الإعلام سواء المطبوعة أو المذاعة.

يفترض غالبا أن هذه الهواية العابرة بدأت في جامعات الساحل الغربي الأمريكية، لكن جذورها وأصلها في الواقع كان في مدينة (دوربان) في إفريقيا الجنوبية. هناك، في أوائل سنة 1959، حاول 25 طالبا جامعيا حشر أنفسهم داخل حجرة هاتف عمومي، ومع مجهودات معتبرة بذلوها تمكنوا من تحقيق ذلك وقاموا بتسجيل نجاحهم الغريب ذلك في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. انتشرت الأنباء حول ما قام به هؤلاء الطلبة حول العالم، وقبل أن يمضي وقت طويل أصبح الحشر داخل حجرات الهواتف العمومية نزوة عابرة اجتاحت إنجلترا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

كانت المشاركة في هذه الموضة العابرة أمرا بسيطا للغاية: كان يتعين على الناس —الذين كان معظمهم من طلبة الجامعات— أن يحشروا أنفسهم داخل حجرة هاتف عمومي واحدا تلو الآخر حتى لا يصبح هناك متسع لشخص آخر.

بينما يبدو الأمر على قدر كبير من البساطة إلا أنه اكتنفه الكثير من التعقيد، وبدأ طلبة الجامعات يتخلفون عن حضور دروسهم ومحاضراتهم للتخطيط لخطة تمكنهم من تحطيم الرقم القياسي فيما يتعلق بأكبر عدد من الأشخاص يمكن أن تسعهم حجرة الهاتف العمومي.

تم رسم مخططات لمحاولة العثور على التوليفة المناسبة من أجل حشر أكبر عدد ممكن من الناس في مساحة ضيقة، وتم إطلاق اسم ”حشر حجرة الهاتف“ على هذه الهواية العابرة، وكان من الطلبة من أخذ الأمور على محمل خطير من الجدية وعمدوا إلى اتباع حميات غذائية لتخسيس الوزن حتى يتمكنوا من تحطيم الرقم القياسي، وفي معهد (ماساتشوستس) للتقنية في الولايات المتحدة لجأ البعض إلى الهندسة والحسابات المتقدمة للوصول إلى الطريقة المثلى لحشر أكبر قدر من الأجسام في مساحة حجرة الهاتف الضيقة.

بينما احتدمت المنافسة، تعرضت بعض الادعاءات للنقض والتقويض لكونها ”خرقت“ بعض القواعد المزعومة التي كان يجب أن تتبع، ومن بين هذه القواعد —التي اختلفت من مكان لآخر— أن ادعى البعض أن الحشر داخل حجرة الهاتف لا يحتسب إلا إذا كان أحد الأشخاص داخلها يستطيع إجراء مكالمة هاتفية، وفي بعض الجامعات كان الحساب مبنيا على عدد الأشخاص الذين يتمكنون من وضع جزء فقط من أجسادهم داخل الحجرة وليس أجسامهم كلها، وهو ما تحداه طلبة جامعات أخرى وقالوا بأن الشخص لا يحتسب إلا إذا تمكن من إدخال جسمه كاملا داخل الحجرة.

في نهاية المطاف، وعلى الرغم من احتدام الادعاءات المضادة، تلاشت هذه الموضة العابرة واختفت في نهاية سنة 1959.

قيثارة
12-11-19, 12:29 AM
طرح جميل
مشكووور اخوي
وربي يعطيك العافية


SEO by vBSEO 3.6.1