المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع القصص


عطاء دائم
12-20-19, 08:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمامنا حادثة وقعت بأواخر عهد الأتراك في بلادنا /بلاد الشام/ عندما سلَّط الله تعالى الجراد على مزارع وزروع الناس بسبب إعراضهم عن منهج الله، حتى لم يبقَ عود أخضر في البلاد.

فلقد هجمت أسراب الجراد بأعداد كبيرة جداً، ولكثافته كان يشكل سحابة تحجب نور الشمس أثناء طيرانه وانتقاله من مكان لآخر، فبدأ يأكل الأخضر واليابس (حتى إلتهم لحاء الشجر)، ونتيجة لذلك حدثت مجاعة كبيرة في البلاد بسبب فقدان المحاصيل والمواسم الزراعية. هذا وسُمِّيت تلك الفترة العصلَّة القاسية بزمن (سفر برلك ) ، إذ كانوا يُزجّون بالمعركة ضدّ الحلفاء بالحرب العظمى برّاً حتى ترعة السويس.

وخلال هذه الفترة جاء أحد المزارعين بقرية (داريا) قرب مدينة دمشق إلى السرايا يشكو مزارعاً في بلدته أن بحوزته نوعاً من المبيدات القاضية على الجراد قضاءً مبرماً ولم يعطِ منه أحداً، أو يُعلم الدولة لتأمينه للمزارعين، ودليله على ذلك بستانه الأخضر وأشجاره المونقة الوارفة الظلال، والتي لم يقربها الجراد ، فهي ذات أثمار متدلية وفيرة وأعناب غاية في الجودة وطيِّب المذاق.

وهنا امتطى الضابط المسؤول حصانه وتبعه عدد من الشرطة (الدرك) للتحقيق بهذا الموضوع والتأكُّد من صحة أقوال هذا المزارع، وانطلقوا مع الواشي إلى مكان البستان، وعند وصوله رأى الأشجار الخضراء والأثمار اليانعة تماماً، كما وُصفت له، فطلب صاحب البستان، وحين حضر ثار عليه والسوط في يده يبغي ضربه الضرب المبرح، قائلاً له:

لماذا تكتم هذا الدواء المبيد للحشرات عن المزارعين كما لم تُعلم الدولة كي تؤمِّنه للمزارعين، فقط يهمُّك أمر نفسك أيها الأناني ! يا ويلك غداً بين يدي الله.

فأجابه قائلاً: سيدي الدواء الذي استعمله كلّهم يعرفونه ولا يستعملونه، بل يرفضونه بازدراء... وكانت جمهرة من أهالي القرية ووجهائها قد تجمَّعت، فنظر إليهم ضابطُنا، وإذا بهم قد طأطأوا رؤوسهم ولم ينبسوا ببنت شفة خجلين مذلولين، عندها خفض سوْطه وقال له: ما هو هذا الدواء؟

فأجابه المزارع: الزكاة ـ سيدي، إني أتصدَّق بعشْر محصولي سنوياً طوال حياتي فحفظه الله لي، فقال له الضابط: ماذا تقول؟

فكرّر: الزكاة، سيدي.

وهنا خاطب صاحب البستان قائلاً: وهل يفهم الجراد ويميِّز بين بستان مزكّى وآخر غير مزكّى؟

فأجابه: جرِّب، وألقِ الجراد على الزرع.

عندها قفز الضابط من صهوة حصانه إلى الأرض بهمّة ونشاط وجمع بكلتا يديه جمعاً كبيراً من الجراد من الأرض، وألقاه في البستان، وإذا بالجراد يرتطم بأرض البستان وزرعه قافزاً بجناحه مرتداً القهقرى خارج البستان ولم تبقَ جرادة واحدة في البستان، بل كان الجراد يرتطم ويعود إلى مكانه دون أن يقضم ورقة من البستان، فكرّر ذلك ثلاث مرات، وفي كل مرة يعود الجراد من حيث أتى وكأنه اصطدم بجدار منيع أو بنار محرقة قذفت به خارج البستان.

وهنا تذكَّر الضابط حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: «حصِّنوا أموالكم بالزكاة».

لهذا أمرنا تعالى بها كي تحصل لنا ثقة برضاء الله عنا، فتتقرَّب نفوسنا زلفى بوجه أبيض بعملها من هذا الكامل العظيم وتتشرّب منه تعالى صفات الكمال ونصبح إنسانيين ونعمل الإحسان أيضاً ونعود إليه بعد هذه الحياة وهو راضٍ عنا، وندخل جناته كما وعدنا:

{... ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} سورة النحل (32).

فهو تعالى يحثُّنا على الزكاة وأدائها لأنها تولّد الحبَّ والودَّ والعطف بين أفراد المجتمع: الفقير يحبُّ الغني لأنه سبب يسره وكفافه، والأغنياء يحبون الفقراء لأنهم قدَّموا لهم المال الغالي على نفوسهم عن رضى لإرضاء الله وأسعفوهم من شدَّتهم وسرُّوا قلوبهم بعطاءاتهم.

وهكذا سبحانه وتعالى أحكامه وقوانينه كاملة وشاملة وفيها سعادة البشرية في الدنيا والآخرة، وهي التي تجمع البشر كافة تحت لواء الإنسانية وتدفع عن المرء وعن أمواله حدثان الزمان، وبذا يصدق القول:

(المال المزكّى لا يُحرق ولا يغرق).

بل يحميه الله من غوائل الأحداث، فالكلُّ بيده تعالى.

«ما نقص مال من صدقة».

«باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطَّى الصدقة».

دمتم بعافية

:MonTaseR_222:

هاجسي
12-20-19, 06:47 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته....


اذا لم تخني الذاكره انت نزلت هذه القصه قبل فتره


ولكنها قصه جميله ومعبره


دمتي سعيده....مراقبتنا الطيبه....عطاء .

عطاء دائم
12-22-19, 09:55 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته....


اذا لم تخني الذاكره انت نزلت هذه القصه قبل فتره


ولكنها قصه جميله ومعبره


دمتي سعيده....مراقبتنا الطيبه....عطاء .

اهلا بك اخي
لا صراحة بحثت انا قبل ان انزلها لم اجدها هنا
شكرا لك على كرم الحضور

آدم
12-25-19, 10:47 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركآته

قال الله تعالى :

'وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَـَٔاتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ۞

سورة البقرة ( 265 )


و هل الصدق إلآ مع الله سبحآنه وتعالى

شكراً لهذهـ القصة التي تدل على حقيقة التعآمل الصآدق مع الله عز وجل

و الإجآبة الحقيقية و الفعلية منه سبحآنه و تعالى

لمثل هذآ التعامل الخآلص لوجه الكريم


لآ حرمكم الله الأجر على هذهـ القصة الهآدفة عزيزتي

دمتم بكل خير و عطآء جميل









آدم

أعد النجوم
12-26-19, 07:24 AM
قصة جميلة

جزاك الله خير عطاء

عطاء دائم
01-13-20, 08:20 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركآته

قال الله تعالى :

'وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَـَٔاتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ۞

سورة البقرة ( 265 )


و هل الصدق إلآ مع الله سبحآنه وتعالى

شكراً لهذهـ القصة التي تدل على حقيقة التعآمل الصآدق مع الله عز وجل

و الإجآبة الحقيقية و الفعلية منه سبحآنه و تعالى

لمثل هذآ التعامل الخآلص لوجه الكريم


لآ حرمكم الله الأجر على هذهـ القصة الهآدفة عزيزتي

دمتم بكل خير و عطآء جميل









آدم



شكرا لك اخي على كرم الحضور

عطاء دائم
01-13-20, 08:20 AM
قصة جميلة

جزاك الله خير عطاء

واياك اخي خير الجزاء
شكرا لك على حضورك


SEO by vBSEO 3.6.1