المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكلمات تبكي أحياناً..


الشيخ حكيم
12-29-19, 12:58 PM
هذه القصة عبارة عن "مُلامسة" لقصة عمى!! المكتوبة في هذا القسم..

يرتدي ملابسه بسرعة، ويضع قدميه الصغيرتين في حذائهما بدون أن يربط خيطهما ثم يحملُ حقيبته المثقلة بكتبه المدرسية ويُسرع إلى الشارع!
يأخذ - كالمعتاد- زاوية صغيرة بجانب إحدى المحلات التجارية، ويقفُ متكئاً على الجدار حتى يلمح خيالها قادمٌ من البعيد فيمشي نحوها، وعندما كاد أن يقترب منها تصطدم به عربة مسرعة ... فيتأجل اللقاء إلى موعدٍ آخر.

يستفيق من غيبوبته بعد أسبوعين، ينظر إلى من حوله فعرف كل الوجوه، ولكنه تمنى للحظة لو أن أي من هذه الوجوه كانت لها، أو "لعلها هنا.. قد تكون مختبئة خلف أي واحدٍ من الذين يحيطونه به"، يبحث بعينيه بين العيون، بين الأجساد، بين خيوط الفراغ ولا يجدها، فيحمل خيبته وبعض أوجاعه ويعود إلى سباته!

ذات خريف، تتساقط عليه أوراق الحنين، ويسمع أجراس الشوق تُقرَعُ بين ضلوعه، فقرر أن يراها من جديد!
ينزلُ إلى الشارع، ويأخذ ركنه الدائم ... ويتكيء بظهره على الجدار فيراها قادمة، وكلما اقتربت تزداد نبضات قلبه تسارعاً فيهمس لنفسه بألم " ها قد جاءت.. ها قد كادت"... وحينما يفصلها عنه بعض الخطوات تبتسم له فيرتبك، ويتمنى - كالعادة- أن يكلمها.. وتضيع في جوفه كل الكلمات ... فتمضي هي وتتبعها عينيه بآلاف الحسرات!

القدمان الصغيرتان اصبحتا كبيرتان، والرأس الصغير أصبح متخمٌ بالحب،تجرهّ قدماه ورأسه إلى ذلك الركن الذي شهد ميلاد حبه لها قبل سنين، وفي كل مرة يصل فيها إلى محل تجاريٍ يقف أمامه وينظر إلى زجاجه الذي يتحول إلى مرآة في ساعات الظل، فيرتب هندامه ويعيد بعض خصلات شعره إلى مكانها ويكمل طريقه...
كانت تنظر إليه من بعيد، فابتسمت له، وقابلها الابتسام بالابتسام،اقتربت منه وفي عينيها آلاف الأسئلة .. " من أنت؟ لماذا تقف كل يوم هنا وتنظر إلي؟لماذا لا تكلمني؟ ماذا تريد؟ ....... "
وانقطعت سلسلة أسئلتها الحائرة حينما شعرت أنه يقترب منها مسافة لم يسبق أن اقتربها فوقفت، نظر إليها بذهول وكأنه يقول " وأخيراً.. أنا الآن بقربك... أنا معك.. "
حاول أن يخرج عن المعتاد فيكلمها، وكلما أراد أن ينطق كانت هي تهز رأسها وحالها يقول "ارجوك تكلم.. اني اسمعك"! ولكن ابتسم وعيناه دامعتان وتراجع خطوتان ليفسح لها الطريق.. ومضت هي تجر أذيال الخيبة.. وهو يجر آلاف الخيبات!

يكتب رسالة ويقرر أن يعطيها إياها، ويعود في اليوم الثاني إلى ركنه المعروف في الشارع، رآها قادمة فابتهجت اساريره، ابتسم ابتسامة عريضة وأمسك الورقة بيده ومضى نحوها ... قابلته بعصبية فقالت " ماذا تريد مني؟ أجبني؟ فقط قل لي كلمة واحدة أرجوك! منذ سنين وانت تنتظرني هنا ولا تتكلم.. قل لي أي شيء.. أو لا تعد هنا أبداً " فنظر إليها بحزن ووضع الرسالة بيدها .. ومضى مسرعاً!
وحينما وصَلَت البيت فَتَحت الرسالة فوجدت بعض من الكلمات التي كتبها بخط غير منتظم السطور " أحببتك بقلبي، وحاولت الف مرة أن أترجم محبتي لك حروفاً، ولكن الله حرمني من نعمة النطق، سيدتي ألا يكفي محبة قلبي لك!؟" فبكت .. بكت كثيراً ... ولم تعلم ما سبب بكائها.

خرج في الصباح إلى الشارع، وانتظرها إلى مغيب الشمس.. فلم تأتي!
القدمان الكبيرتان تشققتا بفعل العمر، والرأس الصغير أحرقه الشيب.. لكنهما لم يزالا ينتظران عودتها.

.
فُــرات الحكيم

عطاء دائم
12-29-19, 01:34 PM
ما أجملها من قصة تجسدت فيها الأحداث وكأنك تراها
وما اصعب أن لا تستطيع البوح بما تريد
لأن هناك أمر يمنعك
ومع هذا فأحيانا الصمت والنظرة تترجم بما يحمله القلب

الانتظار والترقب وكل معاني الود كانت تحمله هذه القصة
ورغم النهاية الحزينة
الا أنك كتبتها بشكل جميل أخي

شكرا لك

موسيقى
12-30-19, 05:26 AM
لم تبكي وحدها فقط
فلو رأيت عيناي البُنية الأن لشاهدت بؤبؤيّ يكبلهم الدمع !
هو مانطق بلسانه
لكن أحساسه كان صارخاً لدرجة يخترق حاجز الصوت !
هو ماكان متردداً
بل قلبه أندفع نحوها بطريقة ترجته سائر أعضاءه على البقاء مستقراً خلف قفصه الصدري
لكنه الحب
يعبث بنا يطير بنا ويسقطنا كيفما شاء ويشاء
غصة العاشق شبيهة بغصة فتاةٍ متزوجة منذ عشرون عاماً ومنذ نعومة أظافرها كانت تحلم بطفل
ولأن الله موجود لذا فالأمل لايموت
لكن زوجها استشهد دفاعاً على وطنه بعد يومين من أخبارهم بأن بمقدورهم أن ينجبوا طفلا !
لذة الحب ياصاحبي بعذابه
وكم من قتيلٍ بالعشق عانى بصمت
فُرات
كنت محتاجاً لأن اقرأ لك هذهِ الرائعة
وأنفض من عليّ أغبرة الركود
أرجوك
لاترحمنا بجديدك
ف قسوة المُحب حياة
:MonTaseR_205:

الشيخ حكيم
12-30-19, 12:02 PM
ما أجملها من قصة تجسدت فيها الأحداث وكأنك تراها
وما اصعب أن لا تستطيع البوح بما تريد
لأن هناك أمر يمنعك
ومع هذا فأحيانا الصمت والنظرة تترجم بما يحمله القلب

الانتظار والترقب وكل معاني الود كانت تحمله هذه القصة
ورغم النهاية الحزينة
الا أنك كتبتها بشكل جميل أخي

شكرا لك

أهلا يا عطاء
وبنفس الوقت
العيون تنطق أحيانا.. فلما تقيد المشاعر في كلمات..
سعيد أنها أعجبتك..
كل الشكر لمرورك الكريم

الشيخ حكيم
12-30-19, 07:19 PM
لم تبكي وحدها فقط
فلو رأيت عيناي البُنية الأن لشاهدت بؤبؤيّ يكبلهم الدمع !
هو مانطق بلسانه
لكن أحساسه كان صارخاً لدرجة يخترق حاجز الصوت !
هو ماكان متردداً
بل قلبه أندفع نحوها بطريقة ترجته سائر أعضاءه على البقاء مستقراً خلف قفصه الصدري
لكنه الحب
يعبث بنا يطير بنا ويسقطنا كيفما شاء ويشاء
غصة العاشق شبيهة بغصة فتاةٍ متزوجة منذ عشرون عاماً ومنذ نعومة أظافرها كانت تحلم بطفل
ولأن الله موجود لذا فالأمل لايموت
لكن زوجها استشهد دفاعاً على وطنه بعد يومين من أخبارهم بأن بمقدورهم أن ينجبوا طفلا !
لذة الحب ياصاحبي بعذابه
وكم من قتيلٍ بالعشق عانى بصمت
فُرات
كنت محتاجاً لأن اقرأ لك هذهِ الرائعة
وأنفض من عليّ أغبرة الركود
أرجوك
لاترحمنا بجديدك
ف قسوة المُحب حياة
:montaser_205:

شكرا لكل هذه الموسيقى التي أتحفت فيها قصتي..
أسعدني مرورك..
دمت بخير

مساحة قلم
12-30-19, 09:28 PM
في قمه الجمال ياصديقي
يختم ل3ايام

faddy younan
12-31-19, 02:27 PM
ممتاز جدا

الشيخ حكيم
12-31-19, 04:08 PM
في قمه الجمال ياصديقي
يختم ل3ايام

الجمال بلا شك في حضورك
شكرا لكرم المرور أخي عز

إرحليّ بسكـآـآت
12-31-19, 10:15 PM
يا لهُ من قلب.. وَيَا لها من صبر.. وَيَا لهُ من حرف.

جعل القارئ .. يمثل نفسه في كل المواقف..
تارةً هو.. وتارةً هي.. وتارةً يتمنى لو انهما إلتقياء.

القلوب المرهفة تدمعُ اعيُنُها.. والقلوب القاسية لابد ان تلين.
وقلبي لآن ودمعة عيناه.

———-

جميل جداً ما كتبت.
تحياتي :81:

أعد النجوم
01-01-20, 04:39 AM
تخيلت الموقف فجادة قريحتي بهذه الابيات المتواضعه لعلها ترتقي لذائقتكم


مر في الشارع وهو يمشي وحيد....
ومع مروره شاف نجمه ساطعه....


قام يطالعها بتمعن حس فيها من بعيد...
شاف فيها الحسن يضوي والعيون البارعه....


كان في قلبه سوالف كان في عينه قصيد.....
كان هو وده يعبر بس في شي مانعه.....


مرت أيامه وهّوّه ينتظرها من جديد....
كان في نفس المكان يمر لجل تطالعه....


كان متبعثر وخايف بس مرتاح وسعيد...
لانه يحس بحلاوة في فوأده قابعه.....


جات لمه وقالت ليش ساكت ياعنيد...؟؟
نزل عيونه وتمتم .....جاوبت مو سامعه؟؟


شال دفتر في يدينه دوّن بدم الوريد....
ودي احكي بس صوتي ربي اللي قاطعه!!!

الشيخ حكيم
01-06-20, 10:35 AM
ردودكم قصة بحد ذاتها..
كل الشكر والتحية لكم..
دمتم بحفظ الله جميعا

الجادل 2018
01-08-20, 04:49 PM
بين قصة العمياء ’’ وقصة الأخرس
ملامسة
’’’
أيها الحكيم إني لأشكر قدر منتدانا بإعلان المسابقة ولو أنها أوشكت على الإنتهاء لكني أشكرها أنها قادتني لتأمل الحكايا والقصص
’’
أيها الحكيم
رعاك الله كما تود ونود لك أكيد
ولأخرج قليلا عن سياق القصة برمتها
أني تعجبت من
حكيم
يريد منصب المدير رعاك الله !!!
ظني بالحكماء لا يريدون مناصبا زهاد
لكن
أنت حكيم من زمن التكنولوجيا إذا لنعتبرك تشذ عن قاعدة حكماء العصور الغابرة
:)

’’’
لنعد لمجرى قصتك الآن
ولأمارس هوايتي بالثرثرة الكتابية المخملية
وكي لا تضيق ذرعا
بإمكانك ممارسة طقوس عشقك وحبك
بين
الملوخية والمجدرة
ولن أشاركك حيث لا أحبهما وإلا لكانت
علوم
:)
,,,
إلا صدقا
أيوجد حكيم يحب الملوخية والمجدرة
!!!
دام أنت تعشقهما
فيه
ما بدها سؤال مو هيك
أحيانا نون النسوة تسأل اسألة بصراحة ما لها داعي
’’’
:)

المهم
نرجع لمحور حديثنا
لقصتك
’’
قصتك رائعة
في الرد الثاني رد مفصل فقط لها

الجادل 2018
01-08-20, 04:57 PM
ذاك المتيم عشقا وكلماته تأبى النطق
’’
في عالمنا هناك ناطقين كحالته تماما
حاجز التعبير
عندما يريد القلب أن يكتب لقلب
تضيع وتعجز لغة الحروف فالأبجدية برمتها
و
قواميس العالم ولغالتها لا تكفي لتستجمع قواها
وتستعيد رباطة جئشها أما سيل المشاعر
تلك
التي
تغرق و ترهق
’’
ويا رعاك الله
اعتبر بطل قصتك
رجل شجاع
من زمن
بلغت الكلمات المحاجر وتحجرت
لكنه
كتب رسالته أخيرا ليخبرها
عن
مكنونات طالما حجزها خلف سور
وأني لآراه كان قادرا على كتابة الرسالة من بداية الأمر لولا
صعوبة التعبير لمن يعشقها القلب

’’’
كان جرئ وعبر
و
شاخ وهرم
لأقف
متسائلة
أينها
؟؟؟
هل ظلت خطواتها
؟؟؟
أم
كانت دموع شفقة لا غير
؟؟؟

الفرق كبير بينهما
هو
عشق بصدق
لذا لم تنسى خطواته خارطة الطريق

’’’
وهي
كانت بين
حالتين
اعجاب
تلاشى لأنه لو كان حبا صادقا لن تبخره كلمات النطق
,,,
أو
اختارت البعد لظرف ما
’’’

في كلا الحالات
أنتصر هو لمعنى مصداقية العشق
فكان
هو
البطل
الحقيقي
رجل عشق
و
امرأة
مجهولة الموقف
هكذا المعادلة توزن
’’’

الجادل 2018
01-08-20, 05:01 PM
حكيم
ضاع
بين
ثبات
الحكمة و الجملة المفيدة
واستتر عن
الحب
بمعطف
المجدرة و الملوخية
لربما
كان أهون العشق ذاك

’’’
قصة رائعة جميلة
لا زلت اتساءل
أين البطلة
؟؟؟
في
ظل
انتصارك لبطل قصتك
’’

لا تضجر من كثرة تساؤلنا فأنا أمية لم أصب من الحكمة نيف نزير
لا زلت أبحث عن حقيقة مجهولة
كتبت
فأجدت
فأبدعت

دام قلم حكمتك
رعاك الله


مررت من هنا
الجادل
2018
،،،

الشيخ حكيم
01-09-20, 12:18 PM
الجادل..
عميق انت، وحرفك يزيد البهجة..
أسعدني مرورك..
حفظك الله.

الشيخ حكيم
03-19-20, 12:33 AM
شكرا للمرور جميعكم..
دمتم بخير:MonTaseR_11:

سمر ..
04-07-20, 09:10 AM
روعه يعطيك العافيه

الشيخ حكيم
05-10-20, 09:28 PM
أسعدكم الله جميعا
بوركتم


SEO by vBSEO 3.6.1