المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المِتأسْلِمَه


المعتفس
02-19-20, 04:22 PM
..




.......منزوي فاخر حدود الاكتئاب

............دفْتَرَه هالليل والتِّيه اقْلمَه


.......الهجوس تْمُر احساسه ذئاب

...............كل ماتنْهَشْه يِتْنثَّر دَمَه


.........ليت له شِعرٍ مَهُو ناتِج عذاب

..............ولا تلوَّن بالحياه المُظْلمَه


......الظما يَخلق من الشاعر سحاب

.......وتَخْلِق الروعه جروحه المؤلمَه


........يانوال الشاعر يْعيش اغتراب

..........وغير شعره لاوطن له يِفْهَمَه


.....اسمحي لِجْنون فنِّي الانسكاب

.....وشوفي عيبي يابَعَد عمري سِمَه


........والذي سوى الاوادم من تراب

....مُوْجِدٍ كلْ شي من عقْبِ اعْدِمَه


....... مااسْتَرَت عورات بِن آدم ثياب

.......طالما يْعيش العُرِي.. منطق فَمَه


.......ولا يعَمِّر بيت من قلبه خراب

.......ولااوْجَع مْن شْعور كفٍ مُعْدمَه


.....والوجوه فْعين من جرَّب كِتاب

...........واكثر الحزْن فْبِشَر متْبَسِّمَه


..... ولو نَعَق بالعَوْلَمَه طير الغراب

............ماتِعَوْلَم غير نِمسٍ وِرْخَمَه


............العَفَن له جاذبيَّه للذباب

..........مثْلِ جَذْب الطٌّهْر للمِتْحشِّمَه


.....كيف وقَّف قافله نبح الكلاب؟

........واعْبِثَت فاسلامنا المِتأسْلِمَه؟


......من حياها مابقى غير الهَباب

........ياالله امطرها حِجار مْسَوَّمَه


...والعِشِقْ روحه ولكن دون اياب

...........لاانفطَم رجَّال منَّه يَفْصِمَه


......ايه ياعشقي وِما لذَّ وَطاب

........ياهوا صدري وِصَعْداء انْسمَه


...صبِّيِ فْخوفي أمانك بانسياب

..... واخْرِسِي فاه الظنون المُجرمَه


...لملمي عاشق تشتَّت في الغياب

......خابر ان حضنك يجيد اللملمَه


من غيابك ممتلي صدري عِتاب

........ ينبت الأزهار وآنا اتمتمَه


..كيف اؤمن ياسراب انك سراب؟

......واقنع انك حلم ربي مااقْسِمَه؟


المعتفس

عتيم
02-19-20, 04:34 PM
*

لم تكن النيّة .. إلّا أن اكون مارّاً .. مرور الكرام

ولكنني لا استطيع .. وخالقي لا استطيع

فأنا لا امتلك القدرة على تعدّي هذا الجمال .. والمضي في صمت

فــ ذاك عدم الإنصاف بعينه

..

المعتفس .. يا انت الأنيق

اسم لا شك انه مرّ عليّ سابقاً

وسأتذكره دوماً

وخالقي .. أن لهذا النص رئة ثالثه

كلنا تنفّسنا من خلالها .. الشعر النبيل


صح نبضك


*

مساحة قلم
02-19-20, 05:01 PM
صح لسانك ابيات جميله لله درك
يختم ل3ايام

أنا فداهم
02-19-20, 08:35 PM
الحبر منك تحدر بانسياب
والمشاعر في وجودك مفعمه

يا شاعر حبره مثل مزن السحاب
رتل الأبيات لين فز قلمه

جيت أدور بيت يناسب هالكتاب
مالقيت الإ بقايا تمتمه

تحشرجت فيني غصات الغياب
الغياب اللي بليلة مظلمه

يابنات الفكر بيديكم خضاب
والمحاني سجن وقيودك تهزمه

عشت عمري بين سكة اغتراب
تشهق العبرة لو ضحك مبسمه

حرفك اللي حرك بقلبي أسراب
لا انهدم بيت الشعور انت ترممه

..

أخي المبدع / المعتفس

قصيدتك عذبة و لها طابع متفرد حاولت أن أجاريها ولكن أعتقد أنني خرجت عن موضوع القصيدة بالكامل لذلك لا تؤاخذني فأنا عاجز عن وصف روعة القصيدة ..

صح لسانك و سلم بنانك

أخوك

*

أنا فداهم

وهج
02-19-20, 09:31 PM
قلمٌ غنّيٌّ عن التّعريف
لا تعرّفه سوى :
الفخامة ، الجمال ، الجزالة



هو فقط ناتج :
سحاب وانهماره
يخلق الدّهشة





رائع

المعتفس
02-19-20, 11:59 PM
*

لم تكن النيّة .. إلّا أن اكون مارّاً .. مرور الكرام

ولكنني لا استطيع .. وخالقي لا استطيع

فأنا لا امتلك القدرة على تعدّي هذا الجمال .. والمضي في صمت

فــ ذاك عدم الإنصاف بعينه

..

المعتفس .. يا انت الأنيق

اسم لا شك انه مرّ عليّ سابقاً

وسأتذكره دوماً

وخالقي .. أن لهذا النص رئة ثالثه

كلنا تنفّسنا من خلالها .. الشعر النبيل


صح نبضك


*

أهلا كما يليق بك "عتيم "

وخالقي ..شرفت وأسعدت

وصح بدنك

المعتفس
02-20-20, 12:02 AM
صح لسانك ابيات جميله لله درك
يختم ل3ايام

صح بدنك "مساحة قلم "
وشكرا لكرمك وتحفيزك ومرورك

أعد النجوم
02-20-20, 01:13 AM
صح لسانك شاعر معتفس

ابيات راقية كرقي حضورك


تشرفت بقرأتها

تحية طيبة لك

الوله
02-20-20, 01:26 AM
ويش بقى اكثر بعد هذا الخطاب !؟
غير روح(ن) من حروفك ملهمه ..


ترسم المعنى على عين الصواب ..
والقصيدة ي صديقي مجرمه ..


لو ابوصفها ابكتب لك كتاب
تنشر بعدة لغات / مترجمه ..

*

والحياء اللي مات من وجه الغراب !
مثل ما مات الحياء في مسيلمه ..


هي تداعت من دعاوي الإنجذاب !
يوم طاحت في بحور العولمه !!




الله الله ي صديقي الغالي ..

ورب البيت القصيدة اذهلتني

من أجمل القصائد اللي قريتها في الشعر

صياغه عجيبه وفريدة وحس شعري وفكري متميز

ونورت والله من بعد طول الغياب

واعذرني على مجاراتي البسيطة اللي ما ترتقي ابدا لسمو حرفك ..

لك كل الود والاحترام ي صديقي .

المعتفس
02-20-20, 07:32 AM
الحبر منك تحدر بانسياب
والمشاعر في وجودك مفعمه

يا شاعر حبره مثل مزن السحاب
رتل الأبيات لين فز قلمه

جيت أدور بيت يناسب هالكتاب
مالقيت الإ بقايا تمتمه

تحشرجت فيني غصات الغياب
الغياب اللي بليلة مظلمه

يابنات الفكر بيديكم خضاب
والمحاني سجن وقيودك تهزمه

عشت عمري بين سكة اغتراب
تشهق العبرة لو ضحك مبسمه

حرفك اللي حرك بقلبي أسراب
لا انهدم بيت الشعور انت ترممه

..

أخي المبدع / المعتفس

قصيدتك عذبة و لها طابع متفرد حاولت أن أجاريها ولكن أعتقد أنني خرجت عن موضوع القصيدة بالكامل لذلك لا تؤاخذني فأنا عاجز عن وصف روعة القصيدة ..

صح لسانك و سلم بنانك

أخوك

*

أنا فداهم

أهلا ومرحبا بشاعرنا العذب والجميل
مجاراة رائعة تشرفت بها مثلما تشرفت بتواجدك

صح لسانك وبدنك ولاعدمنا تواجدك بينا

المعتفس
02-20-20, 07:33 AM
قلمٌ غنّيٌّ عن التّعريف
لا تعرّفه سوى :
الفخامة ، الجمال ، الجزالة



هو فقط ناتج :
سحاب وانهماره
يخلق الدّهشة





رائع

أهلا بالفيلسوفة والكاميرا الشاعرية الشعرية
شاكر وممتن لتواجدك هنا

المعتفس
02-20-20, 07:36 AM
صح لسانك شاعر معتفس

ابيات راقية كرقي حضورك


تشرفت بقرأتها

تحية طيبة لك

اهلا بك أخي
شرفت وأسعدت
شكرا لك

المعتفس
02-20-20, 07:43 AM
ويش بقى اكثر بعد هذا الخطاب !؟
غير روح(ن) من حروفك ملهمه ..


ترسم المعنى على عين الصواب ..
والقصيدة ي صديقي مجرمه ..


لو ابوصفها ابكتب لك كتاب
تنشر بعدة لغات / مترجمه ..

*

والحياء اللي مات من وجه الغراب !
مثل ما مات الحياء في مسيلمه ..


هي تداعت من دعاوي الإنجذاب !
يوم طاحت في بحور العولمه !!




الله الله ي صديقي الغالي ..

ورب البيت القصيدة اذهلتني

من أجمل القصائد اللي قريتها في الشعر

صياغه عجيبه وفريدة وحس شعري وفكري متميز

ونورت والله من بعد طول الغياب

واعذرني على مجاراتي البسيطة اللي ما ترتقي ابدا لسمو حرفك ..

لك كل الود والاحترام ي صديقي .












هلا بالصديق اللي دايم يردد لي صدفة احلى من الفين ميعاد،
وفعلا صدفة تواجدك هنا سعادة لاتوصف

والنور نورك والله

صح لسانك على المجاراة الأكثر من رائعة
ورفع الله قدرك

أنت شاعر علم وكبير ويشرفني تواجده حولي وفصفحتي

لاعدمت هالتواجد

كهله بقلب طفله
02-22-20, 04:35 AM
..




.......منزوي فاخر حدود الاكتئاب

............دفْتَرَه هالليل والتِّيه اقْلمَه


.......الهجوس تْمُر احساسه ذئاب

...............كل ماتنْهَشْه يِتْنثَّر دَمَه


.........ليت له شِعرٍ مَهُو ناتِج عذاب

..............ولا تلوَّن بالحياه المُظْلمَه


......الظما يَخلق من الشاعر سحاب

.......وتَخْلِق الروعه جروحه المؤلمَه


........يانوال الشاعر يْعيش اغتراب

..........وغير شعره لاوطن له يِفْهَمَه


.....اسمحي لِجْنون فنِّي الانسكاب

.....وشوفي عيبي يابَعَد عمري سِمَه


........والذي سوى الاوادم من تراب

....مُوْجِدٍ كلْ شي من عقْبِ اعْدِمَه


....... مااسْتَرَت عورات بِن آدم ثياب

.......طالما يْعيش العُرِي.. منطق فَمَه


.......ولا يعَمِّر بيت من قلبه خراب

.......ولااوْجَع مْن شْعور كفٍ مُعْدمَه


.....والوجوه فْعين من جرَّب كِتاب

...........واكثر الحزْن فْبِشَر متْبَسِّمَه


..... ولو نَعَق بالعَوْلَمَه طير الغراب

............ماتِعَوْلَم غير نِمسٍ وِرْخَمَه


............العَفَن له جاذبيَّه للذباب

..........مثْلِ جَذْب الطٌّهْر للمِتْحشِّمَه


.....كيف وقَّف قافله نبح الكلاب؟

........واعْبِثَت فاسلامنا المِتأسْلِمَه؟


......من حياها مابقى غير الهَباب

........ياالله امطرها حِجار مْسَوَّمَه


...والعِشِقْ روحه ولكن دون اياب

...........لاانفطَم رجَّال منَّه يَفْصِمَه


......ايه ياعشقي وِما لذَّ وَطاب

........ياهوا صدري وِصَعْداء انْسمَه


...صبِّيِ فْخوفي أمانك بانسياب

..... واخْرِسِي فاه الظنون المُجرمَه


...لملمي عاشق تشتَّت في الغياب

......خابر ان حضنك يجيد اللملمَه


من غيابك ممتلي صدري عِتاب

........ ينبت الأزهار وآنا اتمتمَه


..كيف اؤمن ياسراب انك سراب؟

......واقنع انك حلم ربي مااقْسِمَه؟


المعتفس


..... ولو نَعَق بالعَوْلَمَه طير الغراب

............ماتِعَوْلَم غير نِمسٍ وِرْخَمَه


............العَفَن له جاذبيَّه للذباب

..........مثْلِ جَذْب الطٌّهْر للمِتْحشِّمَه


ماهذا الجماااال لقد عفستنا يالمعتفس :869:
قصيدة واقعية جميلة المعاني تقبل مروري

المعتفس
02-24-20, 02:05 PM
لايكتمل الجمال إلا بكم كهلة

نورتي وشرفتي

الجادل 2018
03-15-20, 09:08 AM
اليوم أقف في ساحات شاعر ،،، هي المرة الأولى التي تُحسب في سجل مروري ،،، هذا السجل صرحه ممرد من أحجار كريمة ،،، قوامها الروائع التي ضمها ،،، فأرخت بها سجلا أفتخر به ،،، صنعته من من خامات بنات أفكار القصائد ،،، وكم أنا محظوظة بذاك السجل ،،، اليوم تضاف إليه رائعة من الروائع التي لو قلت كلمة روعة وتوقفت لبدت ظالمة مجحفة ،،،

وأنا لا أحب ذاك الظلم لبنات فكر ما أجاذبه ،،، كلمة روعة بدت طيفا من طيوفها ،،، وعلى فكرة روعة عندي بمعنى البهاء والجمال والحُسن ،،، حيث سترد لدى شاعرنا اليوم بمعنى الخوف من الروع ،،، رغم أنك كشاعر لست بالبسيط الهين أنت تروع من ينافسك واللهي ،،، بدت قصيدتك مدارس لا مدرسة ،،، ودعني أضيف حقيقة أخيرة قبل انتقالي لموضوع آخر ، بل هم حقيقتان
أولا أنت " المعتفس " هنا في هذه القصيدة لم تأخذ من حظ ذاك المعرف شيئا إلا انعكاسه على جمهورك ،،، فعلا هناك كمية من الإبداع التي لا تتسق مع هدوء القارئ ،،، تتسق مع التفاعل ،، الوتيرة تعلو وتهبط لا تثبت ،،، لكنك أنت بقيت منظم مسترسل في بث القصيدة ما بين البيت والبيت ،،، 20 بيتا ،،، نفائس ودرر ،،،

والشي الآخر يُقال " دع الآخرين يحكمون عليك لا أنت لأنهم أكثر رؤية " لكن معك أنت أنا أقول صدقت العبارة القائلة : " جل من عرف قدر نفسه " ،،، ببحثي في قصائدك ،،، أدركت صدق كلماتك وجملتك " ذي القصيدة مميزة عن كل ما مضى " واللهي صدقت وصدقت وراح يتضح من الجاي ذي القصيدة فاقت سابقاتها كما وكيفا ،،، راااائعة و رااائعة ورررائعة ,,, هذا لا ينفي جمالية أرشيفك جدا القصايد جميلة ،،، وبعضها بها حس جدا جميل ويحضرني وبشدة تلك الفتاة لينا وصاحبها عدنان ما بالهم ؟؟؟ اسأل شاعرنا المعتفس هو أخبر فلا يفتى ومالك بالمدينة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:09 AM
والآن
نحن أمام معلقة من هذا الزمن ،،، ليكن لم أحبب شيء بقدر تلك المساحات الشاسعة من الإبداع ،،، حيث ثقافة الكلمة وحرفية توظيفها ،،،
والانطباع الأول ،،، أكييد كان قمة في الإيجابية ،،، بل أكثر أقولها لأني عارفة ما سأخوض معه ،،،
نشوف

الجادل 2018
03-15-20, 09:11 AM
العنوان

" المتأسلمة "


قد يبدو العنوان لأول وهلة مستفزا للأنثى بالذات ،،، للمرأة ،،، للفتاة ،،، هو عنوان مثير بحد ذاته ،،، كلمة ترسم أبعاد وأبعاد ،،، عنوان ذكي يشد الانتباه ،،، لكن لنعود إلى توظيف الكلمة في بيتها 13 الذي حواها ،،، سيسقط قناع تلك الكلمة ،،، المقصود جماعة ،،، فئة ،،، وليست الأنثى فقط لينحسر الغضب ،،، للتراجع جموع الاحتجاج ’’’ لتخمد ثورة النقد اللاذع ،،،

نحن أمام ما هو أبعد وأخطر ،،، أمام فئة يناسبها الكلمة " المؤنثة " ولا يناسبها المعنى اللفظي الحرفي ،،، نحن أمام مقصد جماعة – فئة يناسبها التأنيث جماعة تدعي الإسلام كمظهر ،،، وتجهله كمخبر ،،، تكتب في شهادة الميلاد مسلم ومسلمة ،،، والتصرف الثنائي المزدوج ،،، الذي يحمل القشور دون اللب ،،، نحن أمام قضية ،،، ليست لتصفية أمر ينم عن جهل ،،، بل أمر جاء من وعي ،،، تلك الجماعة التي رسمت صورة نمطية وذهنية كاذبة خاطئة ’’’


وحملت الإسلام جرائم ذاك الادعاء، العنوان روعة من كلمة تثير وتثير ,,, الاستفزاز ،،، لفت النظر ،،، كلها وُظفت بحرفية ممتعة ,,, العنوان راق لي بشدة ،،، عنوان العمق والبعد معا ،،، سأقف في البيت 13 وقفة تفصيلية لأن الكلمة هذه أيضا لها معاني إيجابية أنت لم تقصدها ،،، لهذا أنا لجأت فقط للإصطلاح الذي يناسب العنوان هنا ،،، أنا قلت اصطلاحا وليس لغة فلنذكر ذلك عند وقوفنا على البيت 13 ،،،


إذا عنوانك قصة لنرى شاعرنا الفيلسوف " المعتفس " ماذا في أبياته ؟؟؟


قصيدة متنوعة المواضيع ،،، متجانسة السرد رغم التنوع ،،، رائعة من الروائع ,,,

الجادل 2018
03-15-20, 09:15 AM
((أوصاف مجهول معلوم))



((1))

منزوي فاخر حدود الاكتئاب
دفْتَرَه هالليل والتِّيه اقْلمَه


(( 2 ))

الهجوس تْمُر احساسه ذئاب
كل ما تنْهَشْه يِتْنثَّر دَمَه

((3 ))

ليت له شِعرٍ مَهُو ناتِج عذاب
ولا تلوَّن بالحياة المُظْلمَة

((4))

الظما يَخلق من الشاعر سحاب
وتَخْلِق الروعة جروحه المؤلمَة


المجموعة الأولى من الرائعة ،،، تبدأ بالحديث عن ذاك المجهول الذي اتخذ من انعزاله ملجأ للذات ،،، قد اختلى بنفسه ،،، تلك الزاوية لم تكن إلا شقاء ،،، لم تكن إلا عثرة حظ ،،، لم تكن إلا أقصى مشاعر عدم الرغبة بأي شيء ذاك ما يطلق عليه في علم النفس الإكلينيكي بمسمى " الاكتئاب " تلك الحالة النفسية التي تلبست المشاعر فأعطت للمكان وصفه ومسماه ،،، فالإنسان يكتأب لحدث وخطب ما يراه جلل وعظيم ،،، سبب أفقده الرغبة بأجمل الأشياء لتصل حتى للحياة ذاتها ،،،


لكن لحظة التساؤل

هنا

من هو ذاك الذي انزوى ؟؟؟

هل فعل الانزواء قد بُني للمجهول ،،، أم لفعل ظاهر فاعله مستتر ،،، تبدو صحة الحالة الثانية ،،،

ذاك المستتر خلف دفتره وقلمه ومن هو ؟؟؟ نحن أمام قلم و دفتر وكلها موجودة بقصيدة ،،، لدينا معطيات الحل إذن ،،، نحن أمام شاعر هذه القصيدة ،،،

يتحدث عن نفسه بصفته راوي لقصته وحكايته ،،، وما أروع وأجمل هذا الأسلوب ،،، كيف أصف النفس من داخلها ،،، وكأني المشخص لها ،،، هنا حيث لا يفهم من بداخل الإنسان سواه ،،، هنا الطبيب والمريض معا ،،، في قاسم شخص مشترك ،،، رووووعة ،،،


كلمة " حدود " الحد يعني آخر ما هو مسموح الوصول له ،،، أحيانا عندما يضيق الشخص ،،، ويصل لأعلى درجات الضيق والتبرم والشدة عاميا يعبر فيقول : خلاااص وصلت حدي ،،، للدلالة على أن القدرة على التحمل لم تعد موجودة ،،، فذاك أقصاه ،،،


لم يكن ذاك الشاعر لوحده ،،، هناك من ناصفه الوحدة ،،، أبجديات الشاعر : أدواته ،،، سلوته ،،، وسيلة الصرخات والتعبير ،،، الدفتر بمجموعة أوراق يخط عليها ،،، لكن لنرى التصوير القمة لم يكن الدفتر عادي كان دفتره " الليل " حدد الدفتر : بالوقت الزمن حيث وقت الخلوة والسكون والهدوء ،، حيث الأجواء المناسبة للاعتكاف والانعزال ،،، حيث النفس ونفسها ،،، والليل الخالي من البشر فالشكوى تبث لليل يخطها على صفحاته ،،، لم أذكر بيتا ترافق فيه الليل والشعر معا ،،، إلا حضر امرؤ القيس بحلته في بيته القائل :
وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأمواج الهموم ليبتلي ،،،
هنا معنى امرؤ القيس مع دفتر الشاعر ،،، وما هي اداه الكتابة ،،، كان " التيه " : الضياع هي الأداة ،،، فالشاعر في حالة ضياع كمن ضيع وجهته وفقد بوصلة الطريق ،،، ضاع ،،،، وهل فعلا هو ضائع في طرقاته ،،، الضياع نفسي ،،، ضاعت ذاته عن معرفة ذاته ،،، لم يعد هو ذاك الشخص القديم ،،، بدا مختلفا عن نفسه ،،،

لذا أداه تعبيره كانت كنفسه المشتتة الضائعة المكتئبة كان ذلك هو قلمه المناسب ’’’

الجادل 2018
03-15-20, 09:21 AM
لنذهب إلى رائعة من الروائع كل بيت رائعة البيت الثاني :


نأتي للأفكار ،،، للظنون التي تخطر على بال الشاعر كلها أفكار سلبية قاتمة مؤلمة ،،، تناسب حالة الاكتئاب ،،، تمر تلك الأفكار لكنها لا تمر بسلام ،،، لا تمر مرور الكرام تمر كمفترس والاختيار هنا " للذئب " الذئب هنا توظيفه فائق الروعة ،،، يناسب أجواء الافتراس والانقضاض ،،، في قصص القرآن الكريم كان النبي يعقوب " عليه السلام " خائفا من الذئب على النبي يوسف " عليه السلام " ،،، وأخوه يوسف كان ادعاءهم على الذئب ،،، كم هنا راق لي التشبيه روعة ،،،

لكن لم يكن ذئب واحد كانوا ذئاب ،،، فالنبي يوسف كان واحدا فكفى اتهام ذئب واحد ،،، هنا لدينا " هواجس " وليست هاجس لذا ناسبها الجمع روعة جدا ،،، كل فكرة كأنها ذئب ينقض على الإحساس انقضاضا وحشيا مفترسا ،،،

(( النهش )) لا يناسب إلا حالة الافتراس ،،، لذا استحالة أن تخيل حيوان أليف " أجلكم الله " مع حالة النهش ،،، النهش بغرس المخالف والأنياب والتقطيع للحم ،،، لذا نحن عندما ننهر أحدهم أن يكف عن اغتياب الآخر نقوله : " خلاص ، مب كفاية نهشت لحمه نهش " ، هنا كذلك ’’’ كأنها حالة غرس الأنياب والتقطيع تشبيه في قمة الروعة لأنه يعكس كمية التوحش والألم معا ،،، روعة روعة روعة ،،،


لكن هل للذئب دخل ؟؟؟ هو برئ تماما كحالة ذئب نبينا يوسف " عليه السلام " ، لكن كان للتشبيه دور في تكبير الصورة وتقريبها حتى بدت متجسدة واقعية لا تسألني اسأل إبداع وانتقاء شاعرها ،،،

وكان بعد التقطيع نزف الدماء حقيقة الإنسان مكون من لحم ودم ،،، متى ما طال التوحش والافتراس والتمزيق لحمه لا بد من الوصول لسائل حياته " الدم " ،،، أرى هنا توظيف للجمادات وعلوم الطب والأحياء في مختبر شاعرنا ،،، " اكتئاب " النهش " " انتثار الدم " جميييل ،،،


البيت الثالث :

بيت التمنى ،،، لا زال الشاعر يتحدث عن عذاباته ،،، عن همه ،،، يتمنى ما هي تلك الأمنية ؟؟؟ تمنى أن سخر شعره للفرح والسرور والسعادة ،،، لكن هيهات أن تنال النفس مناها ،،، تلك الأمنية لسبب مجهول فقدت عامل وعنصر التحقيق ،،، اشعاره كلها هي وليدة عذاب ،،، وليدة ألم وما أروع شعرك اللي اثبت أن الإبداع هنا ولد من رحم ألمه ،،، عذاب عذب ،،، فاض عذوبة بجماله ،،،


هل انتهت هنا ،،،، لا فلا زال للعذاب دور أخذ ريشة كالحة شديد السواد ،،، ليلون كل الألوان بالقاتم من الألوان ،،، فكانت الحياة المظلمة ،،، تلك التي تعكس المعاناة والألم والسبب لا زال طي المجهول ،،، فقد باتت حياته كئيبه ،،، لأقف هنا ونعمق الصورة ،،، ماذا سنرى ؟؟؟ إن اختيار اللفظ جاء مناسب حالة الاكتئاب ،،، فنحن نقول عن ألوان ما لا تعجبنا بلوحة ،،، أو لبس ،،، أو أثاث مثلا نقول : لا ما راح نقتنيها لأن ألوانها " كئيبة " وهو ما يناسب تلك الحالة التي يمر بها الشاعر ،،، تلك المزاوجة الذكية راقت لي بشدة ،،، أمير الشعراء في قصيدة من قصائده يقول معبرا عن الأعمى :
يا أمي ما شكل السماء وما الضياء وما القمر ؟؟؟
بجمالها تتحدثون ولا أرى منها أثر !!!
هل هذه الدنيا ظلام في ظلام مستمر ؟؟؟


هذا المعنى لمن لم يرَ كل تلك الأشياء ،،، ما بالنا بمن رأى وفقد أشياء جميلة وقع الألم أشد هنا ،،، لذا ظلمة الحياة لدى الشاعر أعمق في التأثير واللهي روعة ،،،

البيت الرابع :


لا زلنا نتحدث عن مشاعر مجهول شكلا ،،، معلوم كأثر لدينا لا زالت الكآبة تواصل سرد الحكاية ،،، ترسم بريشة فنانها احاسيس دامية ،،، فشاعرنا بدا هنا كالعطشان الذي لم يروي عطشه منذ مبطي ،،، ذاك العطش المعنوي بحرمانه مما كان يروي عروق حياته ،،، حياته اللي كانت جميلة وقتها ،،، هل بدت تتضح معالم الصورة ؟؟؟

نعم ، هناك حياتين الأولى الرائعة ،،، والثانية اليوم هنا من ضمنها ،،، الحرمان ولد اختراع الإبداع ،،، فكانت الحاجة أم الأختراع ،،، الحرمان الذي جعل الشاعر من ظمأه يتشكل كسحابة مثقلة بأمطارها ،،،

ونعم
هي كذلك هناك مزن من مزون الإبداع ممطر بغزارة ،،، هنا الشاعر لو دققنا النظر يفخر بذاته ،،، فهو صحيح يمر بمعاناته ،،، لكن تلك المعاناة جعلته خير معبر عنها بكلمات الشعر المنظوم ،،، وكونه كالسحابة ،،، والسحابة أساسها أن تروي الأرض فتصيبها بخير وافر هنا هو كذلك يفخر بنفسه كشاعر متمرس يمتع قرائه ،،، لكنه يخبرهم بالوقت ذاته إن كل ذاك الإبداع لم يأتِ من فراغ ؛ بل من معاناته الذاتية ،، ونحن نشهد كقراء أنك كنت كسحابة ساقت خيرا ،،، بين شاعر وقصيده وجمهور روعة ،،،

كما أن خوفه وهلعه قد خَلق وولد من كل تلك الجروح النازفة من افتراس، وكأن تلك المخاوف كانت أساس الأفكار السلبية السابقة " الخوف من ماذا؟؟؟ لا بد إن الشاعر كان خائفا من شيء وشيء كبير جدا ،،، لكن تلك المخاوف قد وقعت بالفعل لأن تقدم الأبيات وتأخرها يدل أن تلك المخاوف قد وقعت وتحققت ،،، لأن عنصر الفقد قد حل فعلا ،،، حتى بدا الشاعر في أقصى حالات الكآبة ،،، الشاعر هنا يشكل الفعل " خلق " حتى لا يلتبس الفاهم " للروعة " معناها ،،، فلو كانت الروعة : هي الجمال وأقصى حالاته لبدت أن ما يتولد منها الأجمل ،،، لكن اللي تولد : جروح والالام ،، فالروعة جاءت هنا بمعنى الترويع من أقصى حالات الخوف ،،، فعلا تُقال عاميا : " روعتني " : خوفتني بأقصى درجة ،،، رائع

هذه المجموعة إبداع وروعة من أقصى حالات الجمال، ،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:23 AM
الصور والمحسنات والأساليب:

منزوي فاخر : كناية عن العزلة ،،،

حدود الاكتئاب : استعارة ،،، شبهت الحدود كالدول لها حدود وفواصل ،،، الغرض منها : بيان أشد وأحلك حالات الضيق النفسي ،،،

دفْتَرَه هالليل : استعارة ،،، شبهت الليل كالدفتر ،،، الغرض منها : بيان وقت الخلوة كان ليلا ،،، وهو ما يناسب أجواء الانعزال ،،،

والتِّيه اقْلمَه : استعارة ،،، شبهت الضياع كقلم للشاعر ،،، الغرض منها : بيان تغير الشاعر عن الأمس الفرح لحالة أخر بات فيها مشتتا ضائعا حتى عن ذاته ،،

الهجوس تْمُر احساسه : استعارتين ،،، الأولى : شبهت الفكرة كإنسان يمر ،،، الغرض منها : بيان توارد الأفكار وكثرتها ،،، والثانية : شبهت الإحساس كإنسان يمر عليه ،،، الغرض منها : بيان إن المشاعر تتألم من تلك الأفكار المتوالية بكثرة بشكل عشوائي غير مترابط ،،،
تنْهَشْه يِتْنثَّر دَمَه : استعاره ،،، شبهت الأفكار كحيوان مفترس " الذئب " يفترس ،،، الغرض منها بيان علاقة تلك الأفكار بواقع مرير ،،،

ليت له شِعرٍ مَهُو ناتِج عذاب: أسلوب انشائي طلبي،، نوعه : تمني " ليت " ،،، الغرض منه : بيان إن قصائده ناتج تجربته الواقعية من ألم ،،،
بالحياة المُظْلمَة: كناية عن التعاسة،

الظما يَخلق : استعارة ،،، شبهت العطش " الحرمان " هنا كالصانع المبدع ،،، الغرض منها بيان إن الحرمان يولد التعبير عن الاحتياج المفقود ،،،

سحاب : كناية عن فخر الشاعر بنفسه ،،، فهو كمزن ممطر ،،،
وتَخْلِق الروعة : استعارة ،،، شبهت الروع " الخوف " كالصانع الغرض منها إن مخاوفك قد تحققت فكانت الجروح ،،،
جروحه : الهاء عائدة على الشاعر ،،، الذي يتكلم بضمير الغائب ،،،

روعة الصور ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:25 AM
(( العطاء ))

((5 ))

يا نوال الشاعر يْعيش اغتراب
وغير شعره لا وطن له يِفْهَمَه

((6 ))

اسمحي لِجْنون فنِّي الانسكاب
وشوفي عيبي يا بَعَد عمري سِمَه

نأتي لمجموعة العطاء ،،،

حيث بدأتها باستخدام أداة النداء للقريب ،،، هل لنوال ؟؟؟ هل اسمها نوال بالفعل ؟؟؟

لأ ، لماذا اجزمت أن الاسم كمعنى لا كلفظ ،،، لسببين : الأول الشاعر اعتاد توظيف أسماء في قصائده لإتمام المعنى ،،، مثلا : لينا ،،، عالية ،،، سعاد ،،، ونوال هنا ،،،


السبب الثاني : معنى نوال : العطاء ،،، هنا هو رمز لمن كانت إلهام شعره ،،، هنا يتضح سبب الكآبة لمن حملت معنى العطاء في حياة الشاعر ،،، والبيتان هنا قمة ذكاء + قمة روعة ،،،


عندما يخاطب تلك الحبوبة التي طالما ألهمته شعرا : خاطبها " يا " ليقربها " فأيتها مثلا للمنادى البعيد ،،، وهي الأقرب للذات ،،، يخاطبها للشكوى وكأنه عتاب من عاشق لمن هواها ،،، فالاغتراب سببه انقطاع العطاء ،،، فلو كان العطاء مستمرا لما عانى معنى الاغتراب ،،، ولذا لم يجد إلا الشعر أكبر وسيلة للتعبير ،،، فكل ما حوله بدا غريبا ،،، لم يعد يشعر بالانتماء ،،، لذا اتخذ من شعره وطن ،،، لماذا ؟؟؟

لأن شعره من يعبر عنه ،،، من يفهم معنى الغربة ،،، فليست الغربة دائما غربة وطن ،،، أحيانا الغربة هجر ،،، وهنا يعاود الشاعر الكرة بالفخر بذاته ،،، عندما يصف شعره بالفهم ،،، فكأنما تعبيره كان رائع ،،، لذا بدا مفسرا مترجما عما يجول بداخله ،،، اتفق بالفخر ،،،


ثم يأتي بلطافة المحب العاشق بالاستئذان " اسمحي " هنا الطلب لا الأمر ،،، صيغة الطلب هنا تكون من صاحب الحاجة لمن يحتاجه ،،، أو من باب التأدب وهي في الحالتين تناسبها ،،، يستأذنها : ان يسكب جنونه " شعره " الذي يمثل فنه وصحيح الشعر فن الشاعر الذي يمتلك من خلاله كل الفنون ،،، ويمارس كل أدوار الفن : رسام يخط بتعابيره ألوانا ،،، شاعر معبر ،،، موسيقي يبث اللحن ألحانا ،،، ودواليك ،،، السماح لأنه سيكون بها ولها أيضا فمن هنا طرقات الاستئذان ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:26 AM
ذاك الشعر وإن بدا ضرب من الجنون هي سببه ،،، فمن أين أتاه مس الجنون ؟؟؟

هي من ألهمته الشعر جنونا حيث جن بها ،،، فكان كالسحابة الممطرة تعابيرا ،،، كما يرجوها " شوفي " ولتأخذ نظرة الخصوصية بأن ترى عيبه ميزة ،،، الروعة هنا تصل أعلى مراتبها ،،، من الذي يرى عيوب الإنسان سمة وصفة إيجابية ؟؟؟ الذي يحب ، حتى العيوب يراها مزايا واللهي راقت لي وأبدعت ،،،

الإمام الشافعي " رحمه الله " يقول :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا

لهذا لو رأت عيوبك محاسن،،، أو تغاضت عنها فإنها تراك الحبيب لها ،،، وهذا مبتغاك أن تصل لغاية اعترافها بعشقك الذي يغض طرفها عن كل السلبيات ؛ بل وتحولها لإيجابيات ،،، وباللهجة العامية نقول : " اللي ما يدانيك يشين معانيك " طبعا وتنعكس ،،، جدا روعة هنا ،،، ابدعت ،،،

وتخاطبها: " يا بعد عمري " : للدلالة أنك لا تحبها فقط ،،، أنت تعشقها لدرجة تتمنى أن يطول عمرها أكثر من عمرك ،،، فبعد عمرك لتظل هي ،،، هنا لإخبارها أنك من غيرها لا يمكن أن تحيا ،،، وروعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:28 AM
الصور والمحسنات والأساليب:

يا نوال الشاعر: أسلوب انشائي طلبي، نوعه: نداء القريب " يا " ،،، الغرض منه : بيان حالة العطاء والإلهام للشاعر من قبل من يهواها ،،،


يا نوال الشاعر: الشاعر هنا مضاف إليه ،،، يعني لا نفصل نوال عن الشاعر هنا ملكية من قبل الشاعر لنوال بدليل الإضافة روعة الاستخدام والتوظيف هنا ،،،


شعره لا وطن : استعاره ،،، شبهت الشعر كالوطن ،،، الغرض : لبيان أن الشعر هو الباقي الوحيد يربطه بعالمها ،،،
له يِفْهَمَه : كناية عن الفخر بشاعريته ،،،

جْنون فنِّي الانسكاب : استعارة ،،، شبهت الجنون كسحابة ممطره ،،، الغرض منها : بيان تمرسك في الشعر لدرجة ارتقاءه كفن ،،،

عيبي / سِمَه : كناية عن رؤية المحب ،،،

يا بَعَد عمري : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: نداء القريب " يا " ،،، الغرض منه : بيان تمني أن تعيش بعده عمرا حيث لا يقوى على فراقها هو ،،،

روعة وتنوع وإبداع ،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:30 AM
((قسم وصور))

((7))

والذي سوى الاوادم من تراب
مُوْجِدٍ كلْ شي من عقْبِ اعْدِمَه

((8))

ما استرت عورات بِن آدم ثياب
طالما يْعيش العُرِي.. منطق فَمَه

((9))

ولا يعَمِّر بيت من قلبه خراب
ولا اوْجَع مْن شْعور كفٍ مُعْدمَه

((10 ))

والوجوه فْعين من جرَّب كِتاب
وأكثر الحزْن فْبِشَر متْبَسِّمَه

مجموعة أبيات القسم على صور أضحت واقع رغم كونه مرير ،،، لكنه الواقع ،،، فهنا القسم بالله ،،، بالذي خلق آدم " عليه السلام " ومن خلقه ؟؟؟ الله " سبحانه وتعالى " ،،، وذمر المادة التي خلقه منها ؟؟؟ وهي مادة العنصر البشري أجمع " الطين " ،،، وهنا الربط بأن الله أوجد كل شيء من بعد كان عدم , العدم : شيء لم يوجد أساسا وأوجده ،،، ليس شيء موجود وسوف يعاد صنعه ،،، لأ لم يكن موجود فبكلمة الله حيث قال له كن فكان ،،، والروعة في ربط ذاك العدم بأبانا آدم " عليه السلام " حيث يشكل أول العنصر البشري وجودا ، وقبله كان البشر عدم ،،، وقس على صورة آدم كل شيء قبله كالقلم وبعده إلى ما شاء الله ،، جمييل

الآن نبدأ بالصور الواقعية المريرة التي بدت لشاعر فأولها : قد يبدو للكثيرين إن الساتر الوحيد هي ثياب المرء ،،، هنا الشاعر يخوض بنا بفلسفة الستر الحقيقي ،،، الثياب ليست هي الساتر الحقيقي لبشر ،،، نعم هي وسيلة لإتمام عملية الستر ، لكن الستر الحقيقي هو " كف الأذى " حيث النطق ،،، الكلمات ،،، الجمل تفضح صاحبها المستتر خلف قطع قماش ،،، قد يكون أفخم الثياب زيه ،،، لكن منطوقه ،،، كلامه : هو العري الحقيقي الذي يسقط اقنعته البغيضة ،،، كل صفة ممكن تكون هنا كالنميمة ،،، الكبر ،،، الغيبة ،،، الكلام الماجن ،،،، إلخ إلخ وروعة هنا ليست بعدها روعة لننظر للعمق مجددا في فلسفة شاعرنا ،،،

النبي " صلى الله عليه وسلم " أشار للسان في كذا موقع قال : " وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم " ،،، وقال : من حفظ لي ما بين لحييه ضمنت له الجنة " بشرطين مراعاة النطق الركن الثاني منهما ،،،

ابدعت نعم اللسان فاضح جارح ،،، لهذا الكياسة والذوق مع الناس كانت من أسباب تحبب الناس ،،، من أسباب تجنب الكراهية والبغضاء ،،، من أسباب درء الفتن ،،، اللسان أو ما ينوب عنه من كتابة أو أي شيء هي من ترفع وتخفض أبدعت وامتعت ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:33 AM
ثاني الصور : القلب ومكنوناته " النية " تلك المضغة الصغيرة بحجم كف ،،، لها من الشأن العظيم فوق ما نتصور ،،، فعلا من صلح قلبه صلح حياته وينعكس ،،،

وكذلك هنا استشهد بخير الأنام " صلى الله عليه وسلم " حيث يقول : " ألا أن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي " القلب " ،،، ولنأخذ كلام الله " عز وجل في سورة الشعراء قال : " إلا من أتى الله بقلب سليم " ،

وقال في سورة الأعراف : " ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون " لننظر كيف ربط الحواس بسلامة القلب ،،، من كان قلبه سليم يسمع للحق والعكس ،،،

وفي حديث النبي " صلى الله عليه وسلم " : " إن الله لا ينظر لصوركم ولا لأموالكم لكن ينظر لقلوبكم وأعمالكم " لنرى هنا كيف ربط العمل السليم بالقلوب الصافية ،،،


وآخر برهان لنأخذ

شعر لابن العباس " رضي الله عنه " قال :

إن يأخذ الله من عيني نورهما
ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل
وفي فمي صارم كالسيف مأثور

جمع القلب + اللسان معا وما أروع المعنى وأجمله ،،،
روعة لديك هنا ،،،


ففعلا إذا لم يكن القلب عامرا بمحبة الله ،،، التي تعكس إيمان المؤمن من خلال عملية التكامل النهائية " الإحسان " لن يعمر قلبه ،،، صح جدا بيكون القلب حاسد ،،، حاقد ،،، وكل ما يمت بهما من أفعال مشينة تجعل القلب كخرابة مظلمة واللهي أبدعت وكم راق لي بشدة ما ذهبت إليه ،،،

ونكمل ثالثهما : الحاجة مذلة صحيح ،،، اليد السفلى كما جاء بتعبير المصطفى " اليد السائلة " صاحبه قد تحده الحاجة فيمدها للغير ،،، الغير هذا قد يكون كريم الطبع فيعطي من غير منه ،،، أو يصرفه من غير ذل ،،، وقد يكون الغير " السواد اعظم " ناهر زاجر مذل ،،، لذا يقع شعور الألم على المحتاج ،،، يحس بالغبن والظلم فلولا حاجته لما ذلت نفس قد تكون كريمة في أصلها ،،، شعور الحاجة قاسي ،،، وقد لا تطلب وتعيش العدم دون معرفة الآخر عن المعاناة هنا أيضا شعور مؤلم صورك قاسية و واقعية لذا الصور السابقة لهذه الصورة لو فُعلت بصدق ،،، لما كان هذا الكم من السلبية ،،، حيث التعاضد والتلاحم انتفى ،،، أبدعت وأوجعت بهذا الواقع هنا ،،،

ورابعها : ما أجمل هذا البيت الذي خُلق للمتمرس المتفرس ،،، وجوه تُقرأ ككتاب مفتوح ،،، ومن يفهمه ؟؟؟ من يجيد لغة المشاعر ،،، من يعيش الإلام تلك الفئات ،،، يقرأ من خلال البسمة حزن مرسوم ،،، الله والله هذا المعنى العميق عن الالاف من المعاني
،،،
ومجموعة إبداع من الاخر،

الجادل 2018
03-15-20, 09:34 AM
الصور والمحسنات والأساليب:

والذي سوى الاوادم من تراب : أسلوب انشائي غير طلبي ،،، نوعه : قسم ،، الغرض منه : التدليل على الصور القادة بتعظيم المقسم به للدلالة على الصدق ،،،

يْعيش العُرِي.. منطق فَمَه : استعاره ،،، شبهت العري موطن وهو الفم ،،، الغرض منها : بيان إن العري الحقيقي متعلق بمنطوق الإنسان " باللسان " ،،، وما ينوب

قلبه خراب : استعارة ،،، شبهت القلب كأرض قابلة للإعمار ببناء منزل ،،، الغرض منها : بيان إن الأساس القومي لصلاح الإنسان يتعلق بقلبه من إيمان ونيه ،،،

شْعور كفٍ مُعْدمَه : كناية عن الحاجة ،،، وهنا تم التخصيص بالجزء للإنابة عن الكل " الكف عن الإنسان كله " لأن اليد هي التي تتناول الأموال وما يشابهها ،،،

روعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:37 AM
(( تضاد ))

((11 ))

ولو نَعَق بالعولمة طير الغراب
ما تعولم غير نِمسٍ وِرْخَمَه

((12 ))

العَفَن له جاذبيَّه للذباب
مثْلِ جَذْب الطٌّهْر للمتحشمة

((13 ))

كيف وقَّف قافله نبح الكلاب؟
واعبث فإسلامنا المِتأسْلِمَه؟

((14 ))

من حياها ما بقى غير الهَباب
يا الله امطرها حِجار مْسَوَّمَة

الآن ندخل في رائعة جديدة ،،، ومواضيع فريدة من نوعها ،،، وجمالية رائعة منسجمة مع كل أبيات القصيد ،،، متفردة بطرح قضايا جديدة ،، التضاد لديك أنت كشاعر في التركيبة روعة روعة و روعة ،،، لكن لنرى لتضاد هذه المجموعة ،،،


ألفاظ شؤون دولية وسياسية ,,,


العولمة : مصطلح متشعب ولا زال حتى الاتفاق على تعريف علمي محدد كاصطلاح لم يتفق عليه ،،، لكن لنأخذ الأقرب والأسهل بما يتوافق مع أبيات القصيد ما دام سوف نوظفه اصطلاحا : العولمة من الاتجاه للعالمية ،،، تبدو شكلا مقبولة جدا لكن حقيقتها : هي تكريس للهيمنة الأمريكية بتعميم سياستها حيث تمثل أحادية القطب خاصة مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه ،،، وانتهاء ما يطلق عليه بمصطلح " الحرب الباردة " حيث كان العالم ثنائي القطبين شرقي " الاتحاد السوفيتي " وغربي " الولايات المتحدة " كان يسمى لدى بعض من تناولوا العلاقات الدولية ،،،

و الشؤون الدولية " بميزان توازن القوى " بانهيار الاتحاد السوفيتي الاشتراكي ،،، بقى العالم أمام قطب أوحد " الولايات المتحدة " وظهرت نظريات تدعم موقف الولايات المتحدة بنظامها الديمقراطي مثل فرانسيس فوكوياما اللي تراجع مؤخرا عن نظريته " نهاية التاريخ " و مثل صاموئيل هانتغتون صاحب نظرية " صدام الحضارات " ومن قبلهما برنارد لويس عميد الاستشراق الغربي ،،، وبقت صورة العالم كله ترى الولايات هي القوة الوحيدة عالميا ،،، وبات تكريس مصلحتها وهيمنتها كنظام يروج له الكثيرين ،،، من غربين وعرب ،،، مسيحيين علمانيين في المقام الأول ومسلمين مبهورين ،،، وطبعا العولمة الواضحة جدا الاقتصادية ومنها اشتق السياسية والفكرية وإلى ما شاء ربك ،،،


وكانت منظمة التجارة الدولية التي عملت من خلال الشركات العملاقة التي تجوب المحيطات كرسالة أولى ،،، ومنها طبعا تبعات طمس الهوية الإسلامية وتعميم الهوية الغربية باختصار " أمركة العالم " ،،، ورغم إن للعولمة وجوه إيجابية لكنك لا تعنيها لذا لن نذكرها ،،، طبعا في مجال العلم منها تغريب العلوم الإسلامية والعربية وتغيير اللغة العربية وغيرها الكثير ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:40 AM
طيب

العولمة هذه وظفها شاعرنا هنا ،،، وأنا لا تتصور فرحتي بتحويل وتوظيف الألفاظ العلمية والعسكرية والسياسية لمعنى أدبي ،،، هنا أنت أبدعت بشدة ،،، لنعود للعولمة ومن ينادي بها ،،،


سمى شاعرنا المنادي بالعولمة " كالغراب الناعق " الغراب لا نتصوره يغرد كالكروان مثلا ،،، لذا صوته لا يغريك كلحن بل هو نشاز ،،، وهنا أبدعت في توظيف الغراب بالذات ،،، لماذا ؟؟؟ لصوته كما اسلفت ،،، والشيء الثاني والأهم لأن المخيال العربي ربط صورة الغراب بالشؤم دوم ،،، ولو بحثنا عن جذور هذا الشؤم لم نستغرب ،،، لأن القرآن لما آتى على ذكر الغراب ربطه بكيفية التخلص من جثة القاتل للمقتول في قصة قابيل و هابيل ،،، لذا كان هذا الربط ،،،

مثل الحمار " أجلكم الله " لأن القرآن وصفه " بأنكر الأصوات " دائما تضرب به الأمثال للتحقير لا التعزيز ،،، شأنهم شأن البومة دائما تمثل شؤم للعرب بالعامية البعض يقول لأحدهم للشؤم " القبسة " و ما إلى ذلك ،،، رغم إن البومة نفسها في ثقافة بعض الشعوب تمثل سعادة و تفاؤل ،،، نفس النعامة اللي تربط بالجبن ،،، رغم إن النعامة لا تدفن رأسها بالتراب خوفا وهذا خطأ شائع ،،، لعبت النمطية لصورة الغراب دور كبير في التحقير للصوت والشكل لهذا الطائر ،،، ابدعت ،،،


وقياسا بعدنان ولينا هنا على سبيل اللطائف والفكاهة لا غير ألا يشفع للغراب تقلد ياسمينة تلك الأميرة المسحورة في رحلتها مع سندباد بغداد ،،، لربما شفع لها في القادم من قصائدك عفوا روائعك ،،، :)


نعود للجد من الحديث حيث :
هذا المنادي للعولمة كذاك الغراب الذي ينعق وكأنه يتحدث بما يشين ويسئ ،،، كيف لا ؟؟؟ وهو يرسخ مفهوم الهيمنة الأمريكية بطريقة ملتوية ،،، لهذا هذا المنادي ،،، لن يستجيب له المثقف الواعي ،،، سيكون جماعته من فئة المهمشين ،،، للتحقير مثلت لهم بالنمس والرخمة ،،، النمس معروف غذائه على الثعابين ،،، ويُقال أول من جلب هذا الحيوان " أجلكم الله " للمنطقة العربية المستعمر الإنجليزي ،،،

وهنا يذكره الشاعر للتحقير من شأن التابعين للمنادي بالعولمة ،،، كما إن الرخمة : هي دارجة بالعامية وجمعها الرخوم ،،، والرخمة الذي لا خير به ولا يعتمد عليه ،،، والرخمة طائر يشبه النسر لكنه لا يصطاد إنما غذائه القاذورات ،،، والجيف لذلك كان تشبيه الشاعر جدا موفق خاصة بالرخمة ،،،


ثم
يذكر الشاعر كترابط لما مضى الاتباع والتقليد الأعمى،،، تشبيه تكالب الذباب كحشرات تحمل وتحب القذارة ومنها " المتعفنة " وهي التي تركت بحرارة معينة ورطوبة اهلت لعدم صلاحية تلك المأكولات للاستخدام البشري بتحول لونها للأخضر عادة ،،، لكن العفن يجذب الذباب ،،، والتشبيه بالذباب هنا للحط والتحقير من الشأن ،،،


لحظة توقف هنا
توقفت عند كلمة " العفن " كثيرا العفن كتاب عن للمؤلف الفيلسوف المفكر الجزائري " مالك بن نبي " كمذكرات وثورة على بعض الشخصيات ،،، كتاب ناقد من أجرئ وأبرز ما كتبه ابن نبي لا اعلم مدى اطلاعك عليه ،،، لكن الغضب والنقد هنا يمثل المعنى ذاته ،،، فإن كنت من قراء هذا الكاتب العظيم الذي يعتبر ابن خلدون العصر الحديث فأنا انتمي هنا لنفس المدرسة الفكرية ،،، رغم اختلافي في مسائل تعد على الأصابع مع فكره النابه ،،، هذه الألفاظ رغم فضاعتها ،،، لكن ذكاء التوظيف فقط هو من يجعلنا نتقبلها ،،، بدت هنا في قصيدتك جدا رائعة ،،، ابدعت ابدعت ،،،

وهناك الصورة المغايرة تماما ،،، تلك المحتشمة يجذبها الطهر والعفاف ،،، نقطة وملاحظة هنا أنا أرى تعميم العفن على كل فكر شاذ منحرف عن الإسلام ويدعي بالانتماء إليه ،،، لا أراه فقط خاص بفتاة تستغني عن زيها هي ضمن تلك الفئة ،،، نوع من الأنواع ،،، أما أن اشبه فقط الفتيات بكحلوى مكشوفة والذباب عليها لا نحن تجاوزنا هذه المرحلة ،،، التي خلقت مرحلة عدائية بين الجنسين لأبعاد وأبعاد ،،، وتعتبر من أخطاء التوظيف ،،، أما كما بدت لي من خلال القصيدة ،،، إنها لجماعة المنحرفين عموما عن الفكر القويم ، نعم مثلت قمة من الروعة ،،، هذا الفرق بين ذكاء التعميم ،،، و نكسة التخصيص ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:43 AM
ثم نأتي لبيت العنوان

" البيت الاستفهامي من خلال سؤالين " ،،،

حيث علامة الترقيم ( ؟ ) كانت كفيلة بالأفصاح وتفسير ذاتها ،،، فالسؤال الأول : كيف استطاعت الكلام بنبحها أن توقف القافلة ،،، هل تغير الزمن ؟ ، كيف انقلبت الموازين ،،، يستنكر الشاعر هنا هذا الحال فالدارج كمثل دارج : " الكلاب تنبح والقافلة تسير " إذن الزمن تغير حيث وقفت القافلة ،،، هنا الإشارة لتصدر من لا يستحق الأمر ، بل أدهى من ذلك إنه استطاع أن يوقف مسيرة من يستحق الصدارة ،،، ومن يستحق الصدارة ؟؟؟ المسلم الحق المتمسك بالدين القويم ،،، إذا الفاسد وجد منفذ لإيقاف القافلة ذات المنهاج القويم ،،،

و السؤال الثاني :
من ذلك العابث بالإسلام من خلال ادعاءه له كيف؟؟؟ هنا قلت سأقف وجاء دور الوقفة ،،، لما نستخدم لفظ : متأسلم " أو " تأسلم مجتمع " أو " أسلمة الكتب " لغويا المعنى إيجابي هنا : يعني أن يصبح الإسلام مثلا دين ذلك المجتمع ،،، أو تحويل منهجية الكتب لطابع إسلامي ،،، لكن هنا وردت عند الشاعر كمعنى اصطلاحي لا لغوي لفظي ،،،

كالمستشرفة مثلا،،، ونحوها الاصطلاح هنا يؤطر في توظيف المعنى " بالادعاء للانتماء الإسلامي " وهو على العكس تماما ،، منهم من يدعيه بشكل ظاهري ،،، وعند الحوار والنقاش يسقط القناع ،، بل يجاوزه لما ليس فيه ،،، ومنهم من يحمله اسما كدعاة العولمة مثلا ،،، كلاهما متأسلم حسب التعريف الاصطلاحي ،،،

هنا الشاعر أيضا يثير السؤال الاستفهامي باستنكار، من أبعد ديننا القويم عن حقيقته ،،، دعاة الفكر المنحرف ،،،
ينكر عليهم ذلك ،،، ابدعت في استخدام ألفاظ عميقة من عالم السياسة ،،، وعلم الأحياء ،،، وعلم الاجتماع والتاريخ والفلسفة الحضارية ،،، ابدعت نوعت امتعت ،،،

وهنا ننتقل لبيت آخر ،،، هنا البيت لربما ذهب لتخصيص وهذا يعاكس معنى الأبيات ويخل بالترابط ،،، إن كان القصد للفتاة حيث لم يبقى من حياءها سوى القلة القليلة ،،، لذا الدعوة بالهلاك بأمطارها الحجارة المغايرة لحجارة الأرض ،،، فهي موسومة مختومة من الله خاصة بعذابه لغضبه ،،،

أما المعنى الآخر الذي يناسب المعنى ويكمل روعته و ترابطه التعميم لجماعات الفرقة، التي فقدت الحياء من الله بادعاءات باطلة أبعدت الإسلام عن روحه الحقيقة، بالتالي كانت الدعوة للغضب عليهم ،،، واسقاط صورة العذاب بالحجارة المسومة ،،، التي مر ذكرها ،،،
لدينا منهاجا في القرآن :
الأنبياء عادة كانوا يتمنون الهداية لأقوامهم ،،، وهناك استثناء لدعوة النبي نوح " عليه السلام " الذي جاءت في القرآن : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا "

بينما كانت دعوة المصطفى " صلى الله عليه وسلم " بالهداية ،،، هنا الشاعر وصل لمرحلة الغضب من كثرة الصور البعيدة عن الإسلام ،،، ولأننا بشر نغضب ونثور ولسنا ملائكة ولا أنبياء ،،، فنواقصنا أكبر لذا جاءت الدعوة متوافقة مع موجة الغضب التي اجتاحت الشاعر بانقلاب الوضع الإسلامي ،،،


الأبيات في عمومها في هذه المجموعة ابداااع وروعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:45 AM
الصور والمحسنات والأساليب:

طير الغراب : كناية عن التحقير ،،،

ما تعولم غير نِمسٍ وِرْخَمَه : استعارة ،، شبه التابعين لدعاة العولمة بالنمس والرخمة " حيوان وطير " ،،، الغرض منها : التحقير واستصغار الشأن ،،،

كيف وقَّف قافله نبح الكلاب؟ : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: استفهام " كيف " ،،، الغرض منه : الاستنكار ،،،،

واعبث فإسلامنا المِتأسْلِمَه؟ : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: استفهام " كيف " ،،، الغرض : استنكار ،،،

يا الله : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: نداء القريب " يا " ،،، الغرض منه : الدعوة لإنزال العقاب الإلهي ،،،


جميلة الصور ومتنوعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:47 AM
(( خوف عاشق ))


((15 ))

والعِشِقْ روحه ولكن دون اياب
لا انفطم رجَّال منَّه يَفْصِمَه

(( 16 ))

ايه يا عشقي وِما لذَّ وَطاب
ياهوا صدري وِصَعْداء انْسمَه


(( 17 ))


صبِّيِ فْخوفي أمانك بانسياب
واخْرِسِي فاه الظنون المجرمة


(( 18 ))


لملمي عاشق تشتَّت في الغياب
خابر ان حضنك يجيد اللملمَه

ثم نأتي لمجموعة الخوف ،،، ذاك العاشق الذي عشق وهوى ،،، لكن العشق تركه وما حواه
ولا احتوى حالته ،،، فكانت الرحلة لمن هواها ذات خط واحد ذهاب دون إياب ،،، تركتك من عشقها كطفل يحتاج أمه ،،، لا زال كرضيع لم يفطم عن حاجته والتصاقه بأمه ،،، ويظل العاشق الرجل الطفل الذي لن تنفك حاجته لمن هوى ’’’’ ولا يستطيع الانفصال عن واقع الغرام ،،، لن يرضي طموحه إلا نيل من هواها ،،، و لا يوجد حل وسط في قضية مصيره تلك ،،، جميل هنااا ،،،

ثم
تأتي المخاطبة بالتأكيد على النعم " أيه " إنكِ أنتِ من أعشقك واستخدام النداء لها لبيان أنها القريبة لقلبك،،، وللطلب لتكون بذلك القريب ،،، والياي في " عشقي " ياء التملك والنسب لك ،،، وكأنها شيء من أملاك العاشق ،،، فالياء تلك تقرب المسافة حتى أقرب ما تكون تنسبها بالملكية ،،، تحببا ،،، تقربا ،،، اثباتا لحبك وهواك ،،، فهي أشهى ما يكون من اللذيذ الطيب ،،، وهنا التذوق معنويا فالنفس تهواها وتشتهي قربها ولا أحد يسواها ،،، ولا تريد سواها ،،، روعة هنا ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:49 AM
ثم تؤكد لها بنداء آخر : إنها سر حياتك


فهي هواء وجرى تنفسك ،،، وهل يعيش الإنسان من غير أكسجين " الهواء

" ،، بالطبع لا ،،، قربها حياة ،،، وبعدها موت وانقطاع مجرى التنفس بشهيقه و زفيره ،،، روعة ،،

ثم إنها هي الفرج بعد الهم ،،، هي الراحة بعد الصعاب والتعب ،،، فهي تنفس الصعداء عندما تنفك الضيقة عن الإنسان يقول : أخيرا انتهت تلك المشكلة ،،، مرت أخيرا تنفست الصعداء ،،، روعة جدا ،،،

ثم تبين لأصالتها فهي كسحابة ترويك وأنت كقدح يستقبل انسكابها ،،، وماذا تصب ؟؟؟ تعتبر وجودها أمان يعكس مجرى الخوف ويبدده ،،، هذا البيت هو تفسير لحالة الهلع والروع والخوف التي سيطرت عليك في مدخل الأبيات ،،، فقدها يعني الشتات والضياع والخوف ,,, وكلمة " الانسياب " تؤكد على الاستمرارية والسهولة والمرونة فترجوها أن تكون كذلك ،،،


ثم يأتي الشطر الآخر من البيت العجز منه ليكون أكثر روعة وأكثر رقي ،،، أن تكون بقربها الحل للقضاء على الهواجس والأفكار السلبية ،،، ستخرس ،،، ستصمت ،،، هي بقربها من ستتولى اسكاتها ،،، بأن تصاب بالخرس والبكم ،،، تلك الظنون المخيفة التي تولدت داخلك جراء فراقها كانت كالمجرمين الذين سلبوك كل معاني الهناء والأمن والاستقرار ،،، وكأن الحبيبة هنا سلطة سياسية متمثلة في تمثيل الأمن لدولتك " أنت " ومن شأنها تأديب المجرمين " الهواجس والظنون " كلمة روعة قليلة هنا ،،،



تطلب منها أن تكون قريبة منك وقريبة جدا لأقصى ما تكون لدرجة احتوائك ،،، حيث أنك مشتت بدونها ،،، ضائع من غيرها ،،، تعاني من التيه والشتات الفكري المعنوي ،،، ولا يوجد علاج لك إلا قربها ،،، وذلك من تجربة للاحتواء " خابر " للدلالة بوجود خبرة سابقة في تأثير قربها في شعورك بالأمان ،،، وانتشالك من عالم الشتات والضياع جميل هنا ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:51 AM
الصور والمحسنات والأساليب:

العشق: استعارة، شبهت العشق كمسافر في رحلة ذهاب دون عودة، الغرض منها: بيان ابتعادها لظرف ما ،،،

روحه / إياب: طباق إيجابي، غرضه: بيان هجرها ،،،


يا عشقي : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: نداء القريب " يا " ،،، الغرض منه : التحبب والتودد ،،، الياء : للتملك ،،،

لذا وطاب : ترادف ،،،

ياهوا صدري : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: نداء القريب " يا " ،،، الغرض منه : الحياة بمعناها الحقيقي بقربها منه ،،،

صبِّيِ فْخوفي أمانك : استعارة ،،، شبهت أمانها وقربها كسحابة أو ما شابة منسكبة ،،، و خوفك فنجانها ،،، الغرض بيان أن قربها سبب استكنانك وهناء حالك ،،،

بانسياب : كناية عن الاستمرار والمرونة ،،،

فاه الظنون المجرمة : استعاره ،،، شبهت أن للهواجس والظنون فم كالإنسان ،،، الغرض منها : بيان تعاسة حالك من غيرها لكثرة توارد الأفكار السلبية التي تهوجس بها ،،،

رائعة الصور وتنوعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:53 AM
(( إنكار ))

(( 19 ))

من غيابك ممتلي صدري عِتاب
ينبت الأزهار وآنا اتمتمَه


(( 20 ))


كيف اؤمن ياسراب انك سراب؟
واقنع انك حلم ربي مااقْسِمَه؟



نأتي لباقة إنكار الواقع ،،، لماذا الإنكار ؟؟؟ لرفضه ،،، لعدم الرضا أن تكون تلك النهاية التي حُسمت بالغياب ،،، ذاك الغياب الذي غيبك عن الحياة بأكملها ،،، هذا الغياب الذي شحن عتاب الأحبة في القلب حتى ملأه ،،، كم كان وقع رحيلها وغيابها مؤلم ،،، كلمة " العتاب " جدا توظيفها في محله العتاب كلفظ أقرب للمحبة حيث : " ما يعاتبك إلا اللي يحبك " لذا لا يصل لمرحلة الخصومة والزعل ،،، يبقى ضمن محتوى الألفة ،،، ذاك العتاب فاض وانبت زهرا ،،، كيف لا ؟؟؟ هي عنوانه وذكراها ترتبط بكل جميل ،،، لذا نبت الورد ،،، أزهرت بقلبك ،،، حياتك بأكملها تزهر بها وأنت ترعها ،،، روعة جدا

وتأتي في الأخير لتستفهم باستنكار ،،،آنا لك كعاشق أن تقنع ذاك القلب الذي يفيض عشقا أن يقتنع برحيلها ،،، وأنها أصبحت مجرد ذكرى ،،، كسراب ،،، كوهم ،،، هذا القلب أول من سيقف ضدك ،،، كيف له أن ينبذ عشق يبقيه على قيد سجلات الأحياء !!! استحالة أن تقنع القلب وتتحايل عليه بشأن من يهواه ،،، هو يحيا على أمل السراب أن يعود لأصل الحقيقة ،،، سراب الوهم ذاك لربما أعطاه أمل ،،،


وتكمل الاستفهام كيف للقلب الذي يمثلك أن يقتنع إنها أصبحت مجرد حلم لم تكتب له قسمة القسمة بينكما ،،، هذا البيت الأخير دليل وبرهان إنها قُسمت بقسمة النصف بعيد عن القلب ،،،


روووعة روووعة روووعة ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:56 AM
الصور والمحسنات والأساليب:


من غيابك ممتلي صدري عِتاب : استعارة ،،، حيث شبهت الغياب كسائل والقلب ككأس يملأه ،،، الغرض منها : بيان حالة الافتقاد لوجودها ،،،


ينبت الأزهار : استعارة ،،، حيث شبهت القلب كأرض صالحة للزراعة تحديدا الأزهار ،،، الغرض منها : بيان إن ذكراها وكل ما يمت لها بصلة مزهر وله نكهة خاصة ،،،

كيف اؤمن ياسراب انك سراب؟ : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: استفهام " كيف " ،،، الغرض منه : استحالة التسليم والرضا بالأمر الواقع ،،،،

واقنع انك حلم ربي مااقْسِمَه؟ : أسلوب انشائي طلبي، نوعه: استفهام " كيف " ،،، الغرض منه : عدم الرضوخ للرضا بغيابها القطعي من غير عودة ،،،،

رائع ،،،

الجادل 2018
03-15-20, 09:58 AM
عشت في أجواء قصيدة ولااا أروع استطيع أقول أنها قصيدة من النوع الموسوعي ،،، تنوعت بعالم الفلسفة وعلم النفس الأكلينيكي ،،، والعلوم الإسلام والسياسية والشؤون الدولية وعلم الأحياء والأدب كل ذلك تحت مظلة الشعر ،،، كم لهذا الفن الراقي أبعاد وندرة ونفائس مكنونة ،،،


قصيدة كنت الحكم فيها إنها مميزة ،،، وبها روعة مختلفة ،،، أنا أصادق على حكمك وبشدة ،،، قصيدة مختلفة بكل معاييرها عن قصائدك جميعا ،،، ليس تقليلا من شأن باقي قصائدك بل للإعلاء من شأن هذه القصيدة ،،،

بعد المتأسلمة خلقت لنفسك بناء عالي كناطحة سحب ،،، أصبح عندك مشكلة كبيرة ، بعد قصيدة موسوعية كهذه ،،، يجب أن يكون اللي بعدها بنفس المستوى وأعلى هذا الأكيد المأمول من الذي كتب بهذا الثقل والعمق والعلم والثقافة هنا ،،،
ولا شك
العفسة بالجمالية كانت لنا ،،، والتنظيم الفكري بعيدا عن عالم العفسة والفوضى كانت من نصيبك

شاعرنا الفيلسوف
المعتفس

صح لسانك ،،، سلمت يمناك

،،،
مررت من هنا
الجادل
2018
،،،

المعتفس
03-16-20, 10:03 AM
أهلا بأديبتنا الجادل
كل عبارات الشكر لاتفيك حقك والله ،

أخذت من وقتك الكثير وأتعبتك،والجمال الحق رأيته في قدرتك الأدبية في التحليل والتعبير.
قرأتيني بتمعن ،ورأيتيني بعينين حببتني فيما أكتب أكثر وأكثر،لكن الشطر الذي قلت فيه
تخلق الروعة جروحه المؤلمة

لم أقصد به من الإرتياع ،إنما قصدت الروعة التي هي منتهى الجمال..
أي أن الجروح تجعل الشاعر يخلق جمالا في قصائده..

أسعدني تحليلك للقصيدة بقدر ما أخجلني من تحميلك عناءه

بارك الله بك وشاكر وممتن ومقدر

ولك جل احترامي وتقديري


SEO by vBSEO 3.6.1