مشاهدة النسخة كاملة : بينكَ و بيني
إن المرء حين يعشق
يغدو كزهرةٍ يانعة
متفتحاً
و زاهياً
و لطيفاً
يكون كنسمةٍ عابرة
تبهج أغصان الشجر
فتراقصها على نغمٍ رقيق
حين يعشق المرء
تسمو روحه لأعلى من الغيم
و ترق كقطرة مطرٍ عذبة
،
؛
حين يتلاشى كل شيء
هذا يعني أننا تلاشينا
؛
أخشى على عقلي من الجنون
لا تكن سبباً لجنوني
؛
يومٌ كالقيامة
يعقبه يومٌ بلا حياة
و يليه يومٌ هادئٌ ساكن
تشعر و كأنّ كل شيءٍ فيه على عهده من الاستقرار
و فجأةً يداهمك غدٌ كالزلزال !
،
مبعثرةٌ مشاعري
ألملمها بالنظر إليك
و كلما سرقت نظرةً للأمس ازداد تبعثري
سأستقي منك صبراً
سأستقي منك ما يعينني على الاحتمال
سأستقي منك ما يعينني على الحياة
،
؛
إنّك لن تقرأني
فلن تعرف بما في أعماق قلبي
لن تنسى
و لن أنسى
و هل يتناسى الإنسان عنوة ؟!
كل ما في الأمر أني أجتهد في تضميد نزفي
أراوغ الألم
أتجنب نوافذ الذاكرة بقدر استطاعتي
إلا أنّ شمسَ الذاكرة أقوى
فالشمس دوماً بضوءها تخترق النوافذ !
كنت أمد يدي من خلال نافذتي إليك
كنت تصافحني
أنا على يقينٍ أنك ستصافحني دائماً
و على يقينٍ أنني عن نوافذي لن أحيد
سأرمقك بصمت
و أرمق الماضي بحنين
و لكننا بتنا أنقاضاً
لذلك
سنكون نهاية !
،
لأخبرك سراً
كنت قد كتبت عهداً في مطلع فجرٍ مطمئن
بذات اليد
نقضت عهدي
و ها أنا أعود لأكتب إليك
لأعود أعتنق الألم
،
؛
لا أعرف أي شيءٍ أصابني
و كأنني أخوض حرباً عاتية ضدّ نفسي
أصارعها
أقاتلها
و كأنها حربٌ طويلة لا تنتهي
،
لا بل إني العائدة بلا نصر
بلا راحةٍ و بلا أمان
إن راحتي تركتها معك
في معركتي معك
قد ظفرت أنت
و أنا هزمت
،
؛
آهٍ منك
أيها المحرق قلبي
هل عزمت على أن تذيقني الحرمان ؟
دوماً ما كنت تقسو علي بالغياب
و دوماً ما كنت أبكيك
هل ضاع كل شيءٍ في مهبّات النسيان ؟
هل هُدِرتْ ؟!
،
؛
المنامات تصنع المستحيل
لأنها تضعك في عالمٍ غير عالمك
تحملك من وطنٍ إلى وطنٍ مختلف
تجمعك بأناسٍ لم تجتمع معهم من قبل !
و تجعل المستحيلَ ممكناً
تعيش بعض المنامات و كأنها الواقع
تعيشها بشدة
تحب الحياة التي تأخذك إليها
و حين تفتح عينيك
تتمنى لو أنه كان واقعاً
أو أنك مكثت أطول في الحلمِ الجميل
المستحيل !
؛
إنكَ الكِتاب الّذي أثقُ بمحتواه
و لستُ أثِقُ بمحتواه إلّا لأنّكَ الكاتِب !
لا أمسِكُ بهِ بقصدِ قراءةِ صفحةٍ معينة
أو موضوعٍ معيّن
بلْ لأقضي وقتاً جميلاً في قراءتِه
فأمسِكُ الكِتاب بكلْتا يَديّ ، و أفتحهُ متمعنةً على رقم الصفحةِ في ذيلِ الوَرقة
ابتَسمْ .. لأنها صفحةٌ طالَ بي الزمانُ على قِراءتها
فَتعودُ بي لذاك الزَّمَن ، و ذلكَ الوقْت
لتعودَ إليّ الدهشَةَ الأولَى !..
و لعلّني لمْ أقرَأ تلكَ الصّفحةَ مِنْ قَبل !
،
إنّ قراءةَ بعضِ صفحاتَك تسْتَحثّني على الكِتَابة
إذْ أنّها تغرِقُني
تسْتَفِزّني
تُبرّرُ لي شَغَفي في الكِتابةِ الّذي بدأ يخْبو مؤخّراً لتَدفَعَني للكِتابة
،
إنّنِي أقِرّ بِرغبَتي في الكِتَابة
وَ لكِنّ الكِتَابة تَخْذُلني
لأنّها لا تُرِيدُ الكِتابةَ في شِيءٍ .. ( سواك ) ..
و لَا أعْلَمُ إلى مَتَى سيبْقىَ قَلَمِي مُرتَهِناً بكْ !
أنتَ الّذِي تَقرَأنِي .. و لا تَقْرأُني
أنْتَ الّذي تَكْتِبُني .. وَ لا تَكْتِبُني ..
أنتَ الّذي تَحمِلُنِي .. وَ لا تَحْمِلُني ..
أنْتَ الَّذِي تَحْضُرُني .. و لا تحْضرُنِي ..
فَمَاذا عَسانِي أَكْتُب ؟!
لَكِنّني سأكْتُبُ الآن
سأسْمَحُ للقَلَمِ أنْ يتَمَادى
بِدَافِعِ الحُبّ
و الحَنِينِ
و الشّوق
،
؛
لم لا يمكننا الوقوف في المنتصف ؟
لم يجب أن نكون متطرفين جداً !
إما دنواً
و إما إقصاءً !
ألسنا على الحبِّ باقون ؟!
؛
إنك أشبه بزهور الفُل و الياسمين
لك عطرٌ يفوح في الأرجاء
ليتني أستطيع جمعها
لأحفظها في صدري
كما أحفظك في قلبي دائماً
دائماً
،
؛
لن أطلب منك حباً
و لكن سأكتفي بك حبيباً في قلبي
؛
ما من شيءٍ أسهل من الكتابة
ما من شيءٍ أقسى من الكتابة !
؛
vBulletin® , Copyright ©2000-2024,