المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلو الهارب97م


عاااايش
04-15-20, 10:31 AM
قصة قصيرة

لااياااام عديدة اصبح زياد المنخيلي حديث متوسطة المنقداني الواقعة بأحد احياء الرياض الشرقية . تعود القصة الى ظهيرة يوم حار من صيف المدينة القاهر عندما خرج طلاب المتوسطة من المدرسة في موعد الخروج اليومي. اكثر الطلاب واللذين لم يكن أولياء امورهم ينتظرونهم بسياراتهم امام باب المدرسة لم يتابعوا طريقهم اليومي الى منازلهم بعد الخروج من بوابة المدرسة، وإنما وقفوا في تجمهر كبير امام باب الخروج تحسبا لحدث جلل يعرفه بعضهم. كان وقوف فواز البعبتاني وصديقه فهد الناميسي وهم من طلاب السنة الثالثة مع ستة من أقارب فواز امام بوابة المتوسطة في حالة ترقب وتحفز للخارجين من البوابة هو ماجعل العديد من الطلاب يقفون غير بعيد منهم، وخصوصا اللذين يعرفون انهم بانتظار خالد البديسي زميل فواز في الفصل . خرج خالد ومعه ثلاثة من زملاء الفصل هم سعود الرمعان وابن عمه حمدي الرمعان وزياد المنخيلي. توجه فواز وفهد ومن معهم صوب خالد وقال له فواز بنبرة شرسة: ليش تعلم الوكيل؟! رد خالد باستهتار وهو ينقل بصره بين هذا الجمع : حر ، وش عندك ! كان الجواب من هذا الجمع هو الهجوم بمنتهى الشراسة على خالد الوحيد ! ضربا بالأيدي وركلًا بالأقدام وقذفا بالنعال هذا مافعله هؤلاء بخالد الذي كان يقاوم باستماتة وجبروت وبطولية. ووسط هذا الجحيم قذف زياد بنفسه ولم يرد ان يتخلى عن صديقه ويتركه لوحده في مجابهه هؤلاء الوحوش. أما سعود وابن عمه حمدي فقد وقفوا يتفرجون ولم يشاركوا . كان زياد بطلا خارقا للمألوف وهو يعاون خالد في المقاومة ويتلقى نصيبه من شراسة المهاجمين اللذين كان تفوقهم العددي يرجح كفتهم. وسط هذا الهرج والمرج لم يقف الناس اللذين صادف وجودهم امام البوابة يتفرجون بل جاهدوا بتفريق المتقاتلين وبالذات محاولة إيقاف شراسة فواز وفهد ومن معهم على الوحيدين خالد وزياد. وكان هناك اكثر من مدرس تصادف وجودهم قرب باب المدرسة عاونوا في إيقاف المعركة . اصل المشكلة تعود الى يومين مضت عندما هرب فواز وفهد من المدرسة في الفسحة الأولى وكان يرافقهم واحد من اجمل الطلاب في المدرسة وهو محمد المنقطاني الذي يدرس في الصف الأول متوسط .هرب الثلاثة من الركن الذي يقع بجوار المسجد والذي يحجبه أشجار كثيفة وهو مكان مثالي للمدخنين من الطلاب . شاع خبر الهروب في المدرسة بسبب وجود الحلو محمد معهم. وأثار الخبر موجة عارمة من الآراء والتحليلات والأوهام أيضًا . عند البعض اصبح الموضوع محسوما، فلم يخاطر الناميسي وفواز بالهروب ومع مثل المنقطاني الا الدعوة فيها أنا ! هكذا كان يخمن بعض الطلبة، ولم يخل الأمر من الحسد الشديد لفواز والناميسي الذين سيانسون بوجود فاتن مثل محمد المنقطاني معهم. الأقاويل والإشاعات كانت كثيرة بين الطلاب واستحوذ هذا الموضوع اهتمامهم منذ الفسحة الاولى والثانية، حتى فترات الاستراحة بين الحصص وعند الخروج من المدرسة في العصاري وغيرها، فقد شاع الخبر في جميع الحارات المجاورة لمتوسطة المنقداني. قبل الحصة الأخيرة لذلك اليوم وبينما كان طلاب الصف الثالث يتحادثون بجوار فصولهم كان سعود الرمعان وهو زلفاوي يتميز بطرافة مميزة تشمل حتى الشكل وهي سمة بارزة للرمعانيين اللذين يقاربون الثلاثين بيتًا في تلك المنطقة من الرياض . كان سعود من فصل خالد وفواز وكان يتحدث لمن معه من طلاب الصف والفصل بهيام غير عادي وهو يقول: اخ بس ! شكلهم بيشبعون من تلحيس ذا البنية الحلوة ، ياحظهم !! وقبيل مجيء الأستاذ توجه لمقعده بالفصل بجوار ابن عمه الأكثر طرافة حمدي ولكنه لا يعد سربوتا بل هو طريف في حاله، مع انه لايخفي احيانا هيامه بهذا الحلو أو ذاك، وأيضًا ليس اضحوكه بل كوميديان محترم في المدرسة وفي حارته . كان خالد البديسي عريف الفصل ومختارمن قبل إدارة المدرسة للجنة النظام المسىءولة عن الانضباط في المدرسة. كان طالبا ذو هيبة ومحترما ويميل للهدوء والوقار وكان مدخنا أيضًا ولكنه أبدا لم يدخن في المدرسة ومنذكان في الصف الأول . أبو صالح كما يلقب حمدي الرمعان وابن عمه سعود الذين يجاورون خالد في الفصل هم من حرضوا خالد البديسي على الابلاغ عن هروب فواز وفهد وابن المنقطاني! لا يمكن على وجه التحديد معرفة الأسباب التي جعلت خالد ينساق لايحاءات الرعمانيين الاثنين ويبلغ إدارة المدرسة عن هذا الهروب. قد يكون الحقد والحسد بوجود الاطخم محمد المنقطاني معهم، وقد يكون الغباء، وقد يكون فصل اخر من الصراعات التي تحتدم بين الحين والآخر بين الطلاب بحكم انتماءتهم القبلية والمناطقية والعاىءلية! كان خالد البديسي قصيميا من الشيحية ويميل برصانة وهدوء وخفية احيانا للدشرة والسربتة والعربجة . لا احد يعلم لماذا اقحم نفسه في هذه المشكلة؟! قد يكون التزام ارعن بوظيفته كعريف للفصل ومرشد للنظام توافقت مع التنويم المغناطيسي للرعمانيين الاثنان وهو مايملكونه وبكل اقتدار وتمكن مع لهجتهم الزلفاوية االمعجونة بقبحهم الطريف جدا والذي أعطاهم كاريزما مميزة ولقب معروف في شارع السفنتين حيث يقطنون وهو القبابيط!! لماذا لم يتفهم خالد كزقرت لابأس به هذا الهروب وبالذات وجود طالب حلو معهم منتهى اماني كثير من الطلاب دشير وغيرهم؟ بل لماذا لم يحترم ويهاب علاقة يغلب عليها الاحترام المتبادل مع مثل من هو في هيبة وشدة واسم مثل فواز وفهد و الأكيد انه كان سخيفا جدا منه التدخل بهذه المشكلة ، حتى ولو كان عريف للفصل ومرشد للنظام، فقد كان من الممكن جدا الا يتدخل ، وخصوصا ان إدارة المدرسة ستعلم لامحالة بهذا الهروب من المعلمين الذين اول مايقومون به عند بداية الحصة هو تحضير الطلاب .إذًا فقد استسلم خالد البديسي لرخامة رجال فادحة وتوجه صوب غرفة وكيل المدرسة وأبلغه بالنبأ وبرصانة لاداعي لها اكد ان ثالثهم هو ولد المنقطاني ! كان مدير المدرسة والمرشد الطلابي في غرفة الوكيل وشدهم كثيرا هذا النبأ وخصوصًا وجود طالب وسيم مثل محمد المنقطاني يخشى عليه من مشبوهين مثل فواز وفهد. المرشد الطلابي وبخبث تحقيقي واستدراج واضح سىءل خالد : وين تتوقع يروحون؟ ووش بيسوون؟ رد خالد ببراءة : مدري، اللي اعرفه قلته. عندما عرف الزقرت بكل ماتعنيه كلمة زقرت من معنى زياد المنخيلي القصيمي من الرس بما فعله خالد عاتبه كثيرا وذكره ان فواز مهما كان من عيال الفصل وأنه ماله داعي يعلم الوكيل. أما محمد المنقطاني فكان اقرب للفتاة الجميلة ، كان ذا جمال ساحر وقوام فاتن وصوت ناعس وفتان يليق بغانية بابلية ! كان مشهورًا في المدرسة والحواري المجاورة لها وكان الكثيرون متولهين به. وكان ينتمي لقبيلة المنقطانيين الشهيرة والمهابة والتي يعود اصلها الى غرب المملكة . وكان ذا تصرفات عجيبة قياسًا بمن مثله واللذين يسمون الحلوين ، فلم يكن متحفظًا ويميل الى عزل نفسه مع مجموعة مختارة من الأصدقاء و بالذات انه كان من المتفوقين دراسيا منذ المرحلة الابتدائية ! كان يميل للتبسط ولا يمانع بملاطفات وتودد الكثيريين، وبالذات ممن يسمون العرابجة والدشير والمشبوهين سواء في المدرسة أو خارجها . بل كان احيانا يزور الزاوية التي يتجمع بها المدخنون، ويدخن معهم ويشاركهم أحاديثهم ويجاريهم وسط فرحتهم العارمة به. ولم يبالي كثيرا حين وصله خبر عن احد المدخنين قوله: لحد يكلمني اليوم أخذت الزقارة بعد حمودي، من فمه على طول، ياقلبي ، ياعذابي ، يافرحتي ! على الرغم من رقة محمد الواضحة الا انه يلاحظ انه يميل لقوة الشخصية والصلابة والمغامرة وقد زاده انتماءه للمنقطانيين مهابة وسط من يسمون الدشير والسرابيت وبالذات المغامرين منهم سواء في المدرسة وحواريها المجاورة اوفي الحارة التي يقطن فيها والحارات التي يتردد عليها. كان بالفعل صعب المنال لمن أراد منه اللذة. بطولة زياد المنخيلي في هذه المشكلة اثارت ردود فعل واسعة ومتباينة في المدرسة وجميع الحواري التي وصلها خبر المعركة، بل حتى المدرسين وبالذات القصمان منهم اعجبوا بشجاعة هذا القصير المكير، ومدرس التاريخ الحجازي ذو الشعبية وسط الطلاب لعذوبة احاديثه سواء من المنهج أوخارجه والمعجب بشخصية زياد ويحب ان يمازحه استهل درسه لطلاب الفصل بعد المشكلة بيااازياد، يابطل يااااحسن قصيمي، إيش الفداوية والانتحارية هادي ، اجتهد يابني احسن لك وانتبه لدروسك وخش الحربية ولا الجوية! كان اكثر الأحاديث عن بطولة زياد بين الفتيان وحتى الأكبر منهم سنًا سواء من المدرسة اومن خارجها يميل للإعجاب والتقدير والانبهار بهذه البطولة الملحمية! ولم تخل بعض التعليقات من حقد وحسد وعدوانية واستهزاء وأحيانًا احترام وتقدير وثناء ممن يسمون البدو من بعبتانيين وغيرهم أو حتى ممن يميل اليهم .في احدى التجمعات قال طريني وهم اخوة أعداء قليلا للبعبتانيين : يلعن أم القهر شكل الحلوين فكوا معه ذا القصيمي مع انه تصفق هو وخويه وعقب اخر ، ياقلبي على القبابيط سعود وأبو صالح اتخيل انهم فازعيين مع خالد وزياد ههههااي!في صباح اليوم التالي لهروب الثلاثة تم المناداة عليهم اثناء ال الطابور الصباحي للتوجه لإدارة المدرسة ، وطوال اليوم الدراسي كانوا واقفين امام غرفة الوكيل وشوهد ولي امر محمد المنقطاني منذ الصباح الباكر، وأكثر ماكان يلفت النظر احاديثه المطولة مع مدرس العلوم المنقطاني المتعصب. لا احد يعلم ماذا جرى اثناء التحقيق مع الثلاثة؟ وهل تم حصارهم والتضييق عليهم لمعرفة أين ذهبوا وماذا فعلوا؟وهل تم تهديدهم بالشرطة؟ أم ان التحقيق اتخذ مسارا روتينيا لموضوع يتكرر بين الحين والآخر وهو الهروب من المدرسة. لاشك ان الثلاثة كانوا صلبين اثناء التحقيق وأوقفوا بحزم أي محاولة لاستدراجهم لأي اعتراف سواء ماحدث أو لم يحدث . بعد أيام قليلة من الحادثة انتقل محمد المنقطاني الى مدرسة أخرى، وثارت العديد من الأقاويل والطرف والإشاعات حول هذا الحدث، فعلى سبيل المثال قال البعض : اجل أكيد مسوين فيه شي ولايحسبون الناس متاكدين انهم مسوين فيه شي، واخرون اكثر خبثًا اكدوا ان نقله من المدرسة فضيحة سواء فعلوها فيه ولا مالموسه ذا المغرور! اخرون اكثر حنكة قالوا: ،ابوه يبيه يركز على دراسته علشان كذا نقله وقيل الكثير والكثير! الحقيقة انه لايعلم على وجه التأكيد ،ماذا حدث بين الثلاثة بعد تسلق الأشجار والقفز من سور المدرسة حيث الحرية والهواء الطلق ، اكثر ماتم تداوله وتكاد تكون القصة الوحيدة التي قيلت ، ماحكاه فهد الناميسي ابن عسير: وحنا في الملحق جالسين نناظر الفيديو يدي جت على فخذه آه بس ، عذاب ذا الآدمي ! انتهت هذه الحادثة واضيفت حكاية جديدة لحكايات حي العلييني التي لا تنتهي!!

ماجد المخبر
06-17-20, 08:36 AM
ممتاز

سمر ..
06-24-20, 04:51 AM
يعطيك العافية

محب لله العزيز
06-26-20, 01:09 PM
احسنت

عاااايش
07-02-20, 02:34 AM
ممتاز

اول واحد يطل على هالنص الذي افرحتني ولادته قبل سنوات ، اهلا بك يامستر


SEO by vBSEO 3.6.1