المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قارورة ..


مرجانة
06-08-20, 09:18 AM
قارورة ..


البحر صديق الخائبين ، صديق المحطَّمين .. رفيق الساهرين و المخذولين .
و أيضاً .. رفيق المتأملين .. و لأنني أحب تأمل البحر كثيراً أجيئه بين فترةٍ و أخرى .. فهو مكاني المفضل ، الذي أحب الجلوس فيه للاستمتاع برؤية المياه الممتدة و هي تعانق السماء شاسعة المدى .. أهوى النظر في قلب البحر ، و الإصغاء إلى أمواجه .. حين أكتفي من تأملي أتقدم إليه أكثر .. و أسير بقرب المياه مستمتعاً بارتطام الموج بأقدامي .. أسير و أقلب الرمال بقدمي ، و أمد يدي لتفحص بعض الأصداف و الأحجار .. و في عصر اليوم ، و بينما كنت كذلك .. وقع بصري على قارورةٍ زجاجية مغلقة .. كان بداخلها ورقةً مطوية !

ابتسمت و قلت في داخلي " هل يظن البعض أنّ البحر يأخذ برسائلهم بعيداً حتى الآن ؟.. يدفع البحر بأمواجه دائماً باتجاه الشاطئ مما يعني عودة رسائلهم لا محالة "

اقتربت من القارورة و انحنيت إليها .. و انتابني الفضول لمعرفةِ ما كتب في الورقة ، هل هي أمنية ؟.. أم شكوى ؟.. أم رسالة ؟
لم أقاوم فضولي ، فجلست متربعاً على الرمال و المياه تجيئني و تذهب .. و فتحت القارورة و أخرجت الورقة بحذر ؛ خشية أن تتمزق .
فتحت الورقة على مهل .. و أمسكت بها جيداً و أنا أمرر ناظري من أول السطر إلى آخره .. كانت سطوراً ممتلئةً و كثيرة .
عدت للبداية عند السطر الأول .. و قرأت ..

" لا أعرف أين أترك إليك رسالتي ، و لكنني أعرف وجهتك الدائمة إلى أين .. فكثيراً ما تجاور البحر .. و تعلق ناظريك في لوحته ، على صفحات البحرِ و السماء و الشمس .. تتردد على البحر دائماً ، و كأني أراك .. تسير على الشاطئ ، تقلب الرمل بقدميك .. و تتفحص الأصداف بيديك ، ثم تندفع إلى البحر لتخوض أمواجه ثم تعود .. لم تغادر صورتك عيناي ، و أظنك تعلقت بالبحر أكثر مذ أن حال بيننا الفراق .. فلعله كان إليك الرفيق .. و الصديق المخلص و المصغي لأشجانك .. هكذا أظن !
لأنني أعرف مدى عمقك ، مدى صمتك و قوتك .
ما زلت أذكر صمودك ، تجلدك و صبرك ، وجهك العابس ، حاجباك المعقودان ، صلابتك .. و أستطيع أن أتصور كم عانيت كثيراً لتكون بتلك الصورة المتماسكة ذلك اليوم ؛ لترغمني على الذهاب بعيداً .. فمنذ أن شدني والدي من أمامك و أمرك بالانصراف رافضاً أن يتم الزواج .. لم تعد تريد رؤيتي .. و كلما حاولت اللقاء بك صددتني .. فأعود بقلبي الخائب ، أحمل خذلاني لأعانقه و أنتحب .. أعرف أنك لم تتخلَ عن حبك ، و لكنه خوفك عليّ .. فأنا ابنة العم التي كنت تخاف عليها منذ الصغر .. يتساءل البعض إن كان معقولاً أن يولد الحب منذ الطفولة ؟!.. أريد أن أجيبهم بنعم .. فقد كان حبنا كذلك .. نمت أجسادنا و نمى كلاً منا في عقل الاخر .. و ثم في قلبه .. و أنا مؤمنة أن هذا الحب لا يمكن أن ينطفئ أبداً .. لأنه حبٌ راسخ .. علق منذ الصغر .. أتساءل .. هل سيبقى حبك راسخاً كاعتقادي ؟.. أم أنك ستخذلني ؟!
كتبت إليك رسالةً على أمل أن تقرأها .. و أنا أراهن أنها ستصل .. لأن حبي إليك سيلهمك أن تأتي إلى البحر ، و تسير باتجاه رسالتي .. لتقرأ حنيني إليك .. كتبت إليك لا لشيء .. إلا لحاجةٍ للكتابة .. و إثارة السؤال ... هل تحنّ إليّ ؟! "

أنحدرت دمعتين على وجنتي ، و تمتمت بهمس :

- زهور .. زهور ..

و نهضت أدور حولي ، أفتش عن زهور في الأنحاء و أنا أصرخ بصوتي :

- زهور .. أينَ أنتِ !؟

لم يكن على الشاطئ أحد .. لا طيفٌ و مخلوق .. ما كان هنا سواي ، و صوت تلاطم الأمواج يملأ مسامعي .. و لكنها قطعاً كانت هنا ، و هي تعلم تماماً أني سأكون هنا .
استدرتُ و نظرتُ إلى القارورة .. و جلست حيث كنت جالساً .. مددت يدي للقارورة لألتقطها ، فإذا بي ألمح سلسالاً بداخلها .
لفت السلسال انتباهي .. فأنكست القارورة لينزلق السلسال منها إلى راحة يدي ، و نظرتُ إليه .. كان هذا السلسال هديةً مني لها ، و قد أهديتها إياه قبل أن ننفصل ببضعةِ أيام .. قبل أن يحلّ الخصام بينَ والدينا .. لقد هدّ خصامهما كل شيء .. حبنا ، و زواجنا ، آمالنا .. و كذلك نفوسنا .

قبضت على السلسال بقلبٍ معصور .. و رفعته إلى شفتي و أنا أتمتم باكياً :

- زهور ..


مَرجانة

عطاء دائم
06-08-20, 09:28 AM
مرجانة العزيزة

كثيرة هي الرسائل التي نقذف بها داخل البحر
علها تصل لمن نريد يوماً
ولكن دائما امواج الحياة تأخذها بعيدا عما نريد

قصة جميلة استمتعت بقراءتها
اسعدكِ المولى

يختم ل3 ايام مع التقييم

آسيرة حرف
06-08-20, 01:18 PM
الفاضله / مرجانه




رسالة كهذه تجعلنا ندرك قيمة الشخص الذي يحتضننا وهو يبعد عنا آميالاً
كتلك الاحرف والكلمات والبرهان التي تركتها زهور
غير ان ثقتها هي من جعلتها تستقر في يومٍ تظهر فيه
من كانت له

فتلك المشاعر المدونه تضيء من تلقاء نفسها ليست بحاجة لنور والشمس
ولن يطغو عليها الظلام

كثيراً من هم في حياتنا كرسالة ثابته اما ان نحافظ عليهم
او نخسرهم دون عوده ولكن تظل كلماتهم وارواحهم مشبثه بنا

:67:


يالرقة الحرف عندما يلامسه احساسك ومشاعرك ايضاً
تعزفين لنا انغاماً
نستمتع بها ونسرح معها


قلم لايحتاج بصمة لكي يعرف
مرجانه حماك الرحمن


تقبلي ردي وعبق وردي مع خالص احترامي لسموك
آسيرة حرف

مرجانة
06-08-20, 01:43 PM
مرجانة العزيزة

كثيرة هي الرسائل التي نقذف بها داخل البحر
علها تصل لمن نريد يوماً
ولكن دائما امواج الحياة تأخذها بعيدا عما نريد

قصة جميلة استمتعت بقراءتها
اسعدكِ المولى

يختم ل3 ايام مع التقييم


فعلاً ، الحياة لا تعطي كل ما نتمنى و لكننا نوجه أمانينا في محض قصص
سرني مروركِ الجميل يا دائمة العطاء

ممتنة
و شكراً جزيلاً ..•

مرجانة
06-08-20, 01:47 PM
الفاضله / مرجانه




رسالة كهذه تجعلنا ندرك قيمة الشخص الذي يحتضننا وهو يبعد عنا آميالاً
كتلك الاحرف والكلمات والبرهان التي تركتها زهور
غير ان ثقتها هي من جعلتها تستقر في يومٍ تظهر فيه
من كانت له

فتلك المشاعر المدونه تضيء من تلقاء نفسها ليست بحاجة لنور والشمس
ولن يطغو عليها الظلام

كثيراً من هم في حياتنا كرسالة ثابته اما ان نحافظ عليهم
او نخسرهم دون عوده ولكن تظل كلماتهم وارواحهم مشبثه بنا

:67:


يالرقة الحرف عندما يلامسه احساسك ومشاعرك ايضاً
تعزفين لنا انغاماً
نستمتع بها ونسرح معها


قلم لايحتاج بصمة لكي يعرف
مرجانه حماك الرحمن


تقبلي ردي وعبق وردي مع خالص احترامي لسموك
آسيرة حرف

الجميلة أسيرة حرف
دوماً أنتِ الإضافة الجميلة في كل متصفح
تمارسين الغوص بين السطور و تعودينَ حاملةً اللآلىء و المرجان

هي حروفك بارقة و جميلة كدررٍ ثمينة يروق إليها النظر
ممتنة لعبورك الغدق

شكراً جزيلاً ..•

عاشق الحرية
06-08-20, 01:49 PM
قسوة الواقع تُذيب جليد المدامع..!

خصام آباء يفصل روحين طاهرتين...

يجعل تلك الروحين تهيم على شواطئ البحار ..!

قارورة ... رسالة ... سلسال

بقايا من زمن بعيد تحملها أمواج البحار

لعل أن تصل بطريقةٍ وأخرى

كلاهما يعرف روتين الآخر تآلف أرواح ودخول في عشق آخر

مؤلمةٌ هي المشاعر تتلاطم كمآ تتلاطم أمواج البحار

ومهما زاد بهآ المد والجزر لآ بد أن تعود لطبيعتها

مرجانة

كم رسائل يا تُرى في شواطئ البحار ...!
تحمل نفس المحتوى وتنزف آلام...!

جميلةٌ انتي بنزف قلمك أنيقةٌ انتي بروعة تصويرك...
اجد نفسي بين اسطرك حائرة تائهه وكأنها تحتاج أن تتنفس ولو ببطئ...
دوماً مآ تُلامسين المشاعر وهذا إحساسٌ لآ يملكه إلا قليلٌ من الكتاب...

تحية طيبة

عاشق الحرية

مرجانة
06-08-20, 03:24 PM
أهلاً بعاشق الحرية
و عاشق الحرف و صياغة الأبجدية

نعم هو الواقع مؤلم .. و كم من شخصٍ لم يتح له الاختيار لأن يحيى كما يحب
و كيفما يحب .. و مع من يحب

لعل البعض وجدَ عزاءً من بقايا الماضي
و ربما البعض اكتفى بتجرع الأسى عزاءً له .

حضور مزدحم بالجمال
كالعادة تكتمل الصورة من خلال حروفك

ممتنة و شكراً جزيلاً إليك ..•

رونق
06-08-20, 04:43 PM
وياما كثير من الرئل قذفت
ولم تجد لها مرسى ، الى الان
خلها الزمن، وجفت احرفها ،
جدآ ابحرت بين سطورك الذهبيه
سلمتى ودمتى لؤلؤه متألقه دآئمـأ

طير
06-08-20, 06:04 PM
عظيم امتناني لهذا النص الذي أجاد قرع الطبول

و فتك بالمواجع !

عظيم امتناني لكاتب يفرد جناحي نصه باناقه

و يصيبك بالشهامة ,..ويمنحك الثقة كي تمسك السلسال بقلب مرتجف

,.. وترتديه !!



تلك الحرائق التي لم يتجرأ الزمان على اخماد لوعتها

كانت تُبعثُ من جديد عند كل مرفئٍ و راسية

كندبة في خد السماء لا تلتئم ,.



حملتُ قلبي بيدي

و حانت مني التفاتهٌ ,.. أطلتُ النظر في هذه المحبرة

تلك التي اخرجت لي البحر

بدأتُ ارجوها أن تعيد لهذا السلسال صاحبته

ممنوعٌ هوَ الاقترابـ !

فلوت ذراعَ فضولي و حبست قلبي

وذلك البابـ
إذا ما دار مقبض الذكرى ,.. فتح الزمن ذراعيه

وكالَ لك اللعناتـ






ريشتك التي وهبت لنا الربيع ~ أنهكتني

قمن يشفقُ علينا منها بعد الان يا مرجانه !!

يالـَ أنتِ مرجانه !!

ويـالً أنتٍ

:رحيق:

مرجانة
06-08-20, 10:01 PM
وياما كثير من الرئل قذفت
ولم تجد لها مرسى ، الى الان
خلها الزمن، وجفت احرفها ،
جدآ ابحرت بين سطورك الذهبيه
سلمتى ودمتى لؤلؤه متألقه دآئمـأ

شكراً جزيلاً رونق لإبحارك بين السطور
ممتنة لبهاء الحضور

أكليل الياسمين يعانق قلبك
دمتِ بسعادة ..•

مرجانة
06-08-20, 10:07 PM
عظيم امتناني لهذا النص الذي أجاد قرع الطبول

و فتك بالمواجع !

عظيم امتناني لكاتب يفرد جناحي نصه باناقه

و يصيبك بالشهامة ,..ويمنحك الثقة كي تمسك السلسال بقلب مرتجف

,.. وترتديه !!



تلك الحرائق التي لم يتجرأ الزمان على اخماد لوعتها

كانت تُبعثُ من جديد عند كل مرفئٍ و راسية

كندبة في خد السماء لا تلتئم ,.



حملتُ قلبي بيدي

و حانت مني التفاتهٌ ,.. أطلتُ النظر في هذه المحبرة

تلك التي اخرجت لي البحر

بدأتُ ارجوها أن تعيد لهذا السلسال صاحبته

ممنوعٌ هوَ الاقترابـ !

فلوت ذراعَ فضولي و حبست قلبي

وذلك البابـ
إذا ما دار مقبض الذكرى ,.. فتح الزمن ذراعيه

وكالَ لك اللعناتـ






ريشتك التي وهبت لنا الربيع ~ أنهكتني

قمن يشفقُ علينا منها بعد الان يا مرجانه !!

يالـَ أنتِ مرجانه !!

ويـالً أنتٍ

:رحيق:


بعض الذكرياتِ لا تزيدنا سوى وجعاً و حنقاً على الأسباب
بعض الذكريات تنكأ الجرح
و لا تعينه على الالتئام

حينَ تتماسك و تتماسك و تحاول جاهداً المضي قدماً
نظرة واحدة للماضي قد تصيبك بالانهيار .

طير
حضور أنيق كالعادة
و حروف دونت بعذوبة و رقة
شكراً جزيلاً لمرورك

و دمتَ بخير و عافية ..•

سمر ..
06-24-20, 04:52 AM
يعطيك العافية

Somone
08-15-20, 07:55 PM
جميله جدا ورقيقه ورائعه
اشكرك

EVE
08-15-20, 10:30 PM
و لا زال البحر مهداً لأسرارنا التي لا تجد ملاذها


تحدر دمع القلب من شق صغير قديم


بعد أن اكتمل المشهد


سرد جميل و ملامسة رقيقة من أناملكِ لمشاعرنا الساكنة


تحياتي و مودتي يا مرجانة

مرجانة
08-18-20, 08:36 AM
يعطيك العافية

عافاك الله يا عزيزة
شكراً لمرورك اللطيف
مودتي و امتناني

دمتِ بخير ..

مرجانة
08-18-20, 08:39 AM
جميله جدا ورقيقه ورائعه
اشكرك

الأجمل هو مرورك هنا يا سموني
أسعدتني حروفكِ الأروع
دمتِ بسعادة و خير
شكراً ..•

مرجانة
08-18-20, 08:41 AM
و لا زال البحر مهداً لأسرارنا التي لا تجد ملاذها


تحدر دمع القلب من شق صغير قديم


بعد أن اكتمل المشهد


سرد جميل و ملامسة رقيقة من أناملكِ لمشاعرنا الساكنة


تحياتي و مودتي يا مرجانة

أهلاً و سهلاً بالأنيقة eve
و ماذا عسانا نشكو و نفعل
غير ذرف الدموع !؟

ممتنة لجمال المرور يا عزيزة
أضأتِ حنايا القلبِ سروراً و سعادة

شكراً جزيلاً
و دمتِ بخير ..•


SEO by vBSEO 3.6.1