المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو...


عطاء دائم
09-18-20, 08:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك ثلاث اختبارات في حياة العَبد مُتكررة:

1- {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ} :


الاختبار الأول أن تعْلم أنه هو الذي مسَّكَ بالضر، فهل أنت راضِ عنه
،أم لست براض؟

يعني الاختبار الأول في الرِّضا: هل ترضى عنه أم لا ترضى بعدما مسَّك بالضر؟

سواء وقت وقوع الضُّر أو بعده، فليس فقط الرضا في وقت وقوع الضر ومِن ثم انتهى!

وقد قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما صحّ في البخاري: (إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى) ...فهنا سيتبيّن رضاك!


والذي يصبر عند الصدمة الأولى هذا أعلى شيء، والذي يتصبّر

ولكن ليس عند الصدمة الأولى -يعني بعدها بقليل- أفضل من الذي لا يتصبّر نهائيًا،

والذي يتصبّر في اليوم الثاني أفضل مِن الذي لا يتصبر أصلًا، والذي

يتصبّر في اليوم الثالث أفضل مِن الذي يتصبّر في اليوم الخامس،

لكن الصبر الحقيقي هو: (إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى).

الضُّر هذا أي شيء؟

تفاصيل الحياة، ومما لا يُعقل أن البعض إذا كان يمشي فاصطدم في الباب قام يَسُب الباب!

والآخر لمَّا يَصُعب عليه شيء يقوم بلعنه!
هلاّ قلت (بسم الله)!

استحضر الاستعانة يفتحها الله لك، لكن كل شيء أصبح عندنا بالمقلوب.

{وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو}

2- الاختبار الثاني:


ستطلب الكشف مِمّن؟ {فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هو} وهذا يُناسب اسم الوكيل. وقد تقول: (كيف يكشفه الله)؟

نقول: نعم، الله -عز وجل- يُعامِلك بلطفه، وألطافه لها صورتان:

الصورة الأولى :

صورة لطف محض لا علاقة لك به، فأنت توكلهُ وهو يأتيك بالخير مِن حيث لا تحتسب، وأنت لم تحرّك ساكنا، طُرِقَ بابك فأتاك الخير، هذا نوع مِن اللطف.

الصورة الثانية:

مِن اللطف وكشف الضُّر هو التَّسخير، يعني يُسخّر في عقلك فكرة، يُسخّر لك شخص، يأتي في بالك مثلًا جِهة معينة تذهب لها، هذا هو التَّسخير.

ما معنى التسخير؟

أن يُسخّر الله -عز وجل- لعباده فكر أو أشخاص أو ملاجئ حوله تكون سَببًا في جَرَيان الرِّزق منها، أي أن عقلك يكون غافلًا تمامًا عن هؤلاء ثم يُلقيه الله -عز وجل- في قلبك إلقاءً.


3- الاختبار الثالث :

في سورة الزمر {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} كقولك: (جاءتني فكرة) أو تقول: (أنا لدي ميزة خطيرة، لو يأتيني ضِيق يُلقى في ذهني المخرج مباشرة).. مثلما قال قارون.

فإذا أصاب شخص الضر، ودعا الله، إلى هنا قد مشى في الاختبارين الأوليين بطريقة صحيحة، {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً} إذا آتيناه بفكرة أو سخّرنا له أحدًا يُساعده، مــاذا يفعل؟ يقول: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} يعني أنا،

فمثلا يقول:

(أنا أصلًا دائما في المواقف قوي ثابت، عندي حكمة) إلى آخر هذه الوصوفات التي يصف الإنسان بها نفسه.


لكن انظر ماذا قال الله -عز وجل-: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} اختبار، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} هذه هي القضية أن أكثرهم لا يعلمون، فهذا ثالث اختبار: يعني مسَّك الله بضر، عَلِمْت أنه منه، ورضيت عنه، ودعوته، إلى هنا أنت تمشي على الطريق الصحيح، لكن لمَّا أتتك النِّعمة اغتررت.

نحن ندخل في هذا الاختبار بِعدد أنفاسنا، فمثلا يدخل أولادنا الاخ تبارات وندعو الله أن ينجحهم، وكل أحد يتصل علينا نقول له: (ادع لنا أن ينجح أبناؤنا) فلمَّا ينجحون نقول: (أصلًا أنا كنت أذاكر لهم، أصلًا أنا كنت أسهر عليهم) كل هذا يقال عنه: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

لمَّا تقرؤون كتاب الله انظروا لهذه الصفات بقدر ما تستطيعون: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ}، {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ}، {لَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}

فالآيات لمَّا تُختم بمثل هذا ابحث عن الوصف، يعني ابحث مَن هذا الذي قال الله -عز وجل- عنه: {َلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.

انتبه!

فهذا معناه أنه يجب أن تكون ضِد هذا الوصف مِن أجل أن تكون ممن يعْلم. مثل ما ذَكرنا سابقًا في مسألة الأمثال وأنه {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} فلمَّا تأتيك الأمثال في القرآن وتجد نفسك لا تَعقِلها، معنى ذلك أنك جاهل، وهذا هو الجهل الحقيقي، لأنك في قبرك ستُسأل:

مَن ربك؟ ما دينك؟ مَن نبيك؟

أستاذة أناهيد السميرى

قيثارة
09-18-20, 06:48 PM
الحمد لله في السراء والضراء
الحمد لله في المنع والعطاء
الحمد لله في اليسر والبلاء ..
جزاكِ الله خيراً غاليتي
وجعله في ميزان حسناتكِ
يختم لمدة 3 ايام + التقييم

كمال بدر
09-18-20, 07:57 PM
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة عن هذا الطرح الطيب المبارك ...
جعله الله في ميزان حسناتك ...
تقبلي تحياتي والتقييم.

عطاء دائم
09-19-20, 06:59 AM
الحمد لله في السراء والضراء
الحمد لله في المنع والعطاء
الحمد لله في اليسر والبلاء ..
جزاكِ الله خيراً غاليتي
وجعله في ميزان حسناتكِ
يختم لمدة 3 ايام + التقييم

واياكِ يا رب خير الجزاء اختي الغالية
ربي يحفظك ويسعدك
شكرا على المرور والختم والتقييم

عطاء دائم
09-19-20, 06:59 AM
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة عن هذا الطرح الطيب المبارك ...
جعله الله في ميزان حسناتك ...
تقبلي تحياتي والتقييم.

واياك يا رب خير الجزاء اخي
شكرا لكرم مرورك


SEO by vBSEO 3.6.1