المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ## .. لم تغيــّره المدينة .. ##


فكر الحرف
10-03-20, 06:58 PM
لم تغيّره المدينة

ولد وتربى بتلك القرية الصغيرة . كانت الحياة بسيطة جدا .
ترعرع بين الحقول ورائحة الدخان الذي كان يتصاعد من تلك الأماكن
تخبز بها الأمهات مع الفجر وعند المساء على قدر الحاجة التي تكفي لعائلتها
كم كان لخبز والدته على ( الصاج ) لذة وطعم مع كاسة الشاي الذي
خدر على حافة النار التي تخبز عليها .
ينهض على تلك الرائحة كل فجر فتزيدة تلك الرائحة نشاطا وسعادة .

يقبل رأس والدته يتوضأ يؤدي فرضه ثم يتهيأ ليوم جديد طلب العلم .
وهو يغادر البيت إلى المدرسة قبل الشروق تطربه تلك الأنغام التي تصدح بها
الطيور . فينشرح صدره . عليه أن يقطع كل يوم تلك المسافة التي تأخذ
منه ساعة مشياً من قريته إلى القرية المجاورة والتي توجد بها المدرسة .

أنها عامة الأخير بتلك بهذه المدرسة وعليه أن يبحث عن مكان آخر يكمل به
تعليمه فهذه أمنية والده ووالدته وأمنيته هو أن ينال الشهادة الجامعية .
كان حلم الجميع . ومع هذا كان قلبه ووجدانه معلقين بتلك القرية الهادئة
التي لم يغادرها سوى مرة أو مرتين طيلة حياته وكانت تلك الرحلات خارج
القرية لا تتجاوز نصف يوم أو يوم واحد فقط يقضي حاجته ويعود مسرعا لها .
وكأنه ذاك المتيّم الذي ذاهب لمعشوقته . وكيف لا وهي فعلا كذلك لا يعرف
غيرها أرضا وعشقا فأهلها بدون أستثناء هم أهله وعشيرته وأقاربه .

واليوم سوف يغادرها لا لشيء سوى لتحقيق حلم طالما حلم به وكان هدفه
الذي يسعى له سهر من أجله الليالي حتى ينال أعلى الدرجات بين زملائة .

كان يسمع من زملائة عن المدينة وهم يتحدثون عنها وما فيها من مباهج الحياة
ورفاهية العيش بها ووسائل الراحة . وأيضاً عن ناسها الذي لا أحد يعرف الآخر .
فكانت تلك الصورة من حديثهم تخوفه . فيسأل نفسه كيف لي أن أعيش طيلة
فترة الدراسة بمثل هذه الحياة وفي وسط هذا الزحام من البشر .

خصوصا أنه سمع من بعضهم عن أشياء لم يسمع بها بحياته بتلك المدينة
التي يجهلها ويعرفها فقط بالأسم .

حزم أمتعته في تلك الليلة وجهزها ليرحل مع الفجر ولكن تلك الليلة لم يغمض
له جفن من التفكير وإعادة شريط تلك الصور والأحاديث التي سمعها سابقاً
من بعض زملائة . ومع أول صوت للديك الذي يعلن قرب الفجر شم رائحة
الحطب الذي أشعلته والدته فنهض إليها وقبل رأسها كعادته وأخذ يساعدها
بتجهيز النار لتضع والدته ( الصاج ) عليها .

وهنا وبعد أن وضعت أول رغيف خبز فوق الصاج وقربت أبريق الشاي للنار .
قالت والعبرة تخنقها يا وليدي إن حياة المدن غير حياتنا فدير بالك على نفسك
والله يكفيك شر خلقه . أريدك ترفع رؤوسنا وتعود بالشهادة الكبيرة
حتى تسعدنا وترفع رؤوسنا . مد يده وأخذ يد والدته وقبلها وقبل جبينها .
لكن لم يتكلم بأي حرف إنه لم يستطيع الحديث فقط ينظر إليها بعيون تكاد
أن تغرق بالدموع من دعواتها له بالتوفيق والنجاح .




تقديري
فكر الحرف

rooz
10-03-20, 09:39 PM
لم تغيّره المدينة

ولد وتربى بتلك القرية الصغيرة . كانت الحياة بسيطة جدا .
ترعرع بين الحقول ورائحة الدخان الذي كان يتصاعد من تلك الأماكن
تخبز بها الأمهات مع الفجر وعند المساء على قدر الحاجة التي تكفي لعائلتها
كم كان لخبز والدته على ( الصاج ) لذة وطعم مع كاسة الشاي الذي
خدر على حافة النار التي تخبز عليها .
ينهض على تلك الرائحة كل فجر فتزيدة تلك الرائحة نشاطا وسعادة .

يقبل رأس والدته يتوضأ يؤدي فرضه ثم يتهيأ ليوم جديد طلب العلم .
وهو يغادر البيت إلى المدرسة قبل الشروق تطربه تلك الأنغام التي تصدح بها
الطيور . فينشرح صدره . عليه أن يقطع كل يوم تلك المسافة التي تأخذ
منه ساعة مشياً من قريته إلى القرية المجاورة والتي توجد بها المدرسة .

أنها عامة الأخير بتلك بهذه المدرسة وعليه أن يبحث عن مكان آخر يكمل به
تعليمه فهذه أمنية والده ووالدته وأمنيته هو أن ينال الشهادة الجامعية .
كان حلم الجميع . ومع هذا كان قلبه ووجدانه معلقين بتلك القرية الهادئة
التي لم يغادرها سوى مرة أو مرتين طيلة حياته وكانت تلك الرحلات خارج
القرية لا تتجاوز نصف يوم أو يوم واحد فقط يقضي حاجته ويعود مسرعا لها .
وكأنه ذاك المتيّم الذي ذاهب لمعشوقته . وكيف لا وهي فعلا كذلك لا يعرف
غيرها أرضا وعشقا فأهلها بدون أستثناء هم أهله وعشيرته وأقاربه .

واليوم سوف يغادرها لا لشيء سوى لتحقيق حلم طالما حلم به وكان هدفه
الذي يسعى له سهر من أجله الليالي حتى ينال أعلى الدرجات بين زملائة .

كان يسمع من زملائة عن المدينة وهم يتحدثون عنها وما فيها من مباهج الحياة
ورفاهية العيش بها ووسائل الراحة . وأيضاً عن ناسها الذي لا أحد يعرف الآخر .
فكانت تلك الصورة من حديثهم تخوفه . فيسأل نفسه كيف لي أن أعيش طيلة
فترة الدراسة بمثل هذه الحياة وفي وسط هذا الزحام من البشر .

خصوصا أنه سمع من بعضهم عن أشياء لم يسمع بها بحياته بتلك المدينة
التي يجهلها ويعرفها فقط بالأسم .

حزم أمتعته في تلك الليلة وجهزها ليرحل مع الفجر ولكن تلك الليلة لم يغمض
له جفن من التفكير وإعادة شريط تلك الصور والأحاديث التي سمعها سابقاً
من بعض زملائة . ومع أول صوت للديك الذي يعلن قرب الفجر شم رائحة
الحطب الذي أشعلته والدته فنهض إليها وقبل رأسها كعادته وأخذ يساعدها
بتجهيز النار لتضع والدته ( الصاج ) عليها .

وهنا وبعد أن وضعت أول رغيف خبز فوق الصاج وقربت أبريق الشاي للنار .
قالت والعبرة تخنقها يا وليدي إن حياة المدن غير حياتنا فدير بالك على نفسك
والله يكفيك شر خلقه . أريدك ترفع رؤوسنا وتعود بالشهادة الكبيرة
حتى تسعدنا وترفع رؤوسنا . مد يده وأخذ يد والدته وقبلها وقبل جبينها .
لكن لم يتكلم بأي حرف إنه لم يستطيع الحديث فقط ينظر إليها بعيون تكاد
أن تغرق بالدموع من دعواتها له بالتوفيق والنجاح .




تقديري
فكر الحرف



فعلا ما اجمل الحياة ببساطتها...بدون وسائل ترفيه المدينه...م اجملها بالمزارع الخضراء وتراقص الورود ..

م اجمل الهدوء النفسي بالريف بعيدا عن ضجيج المدينه...بعيدا عن التكلف في التصرفات وفرض الوجود حسب الحاله الماديه...فعلا تبقى الرييف هي اجمل مكان لتنقية الروح والعيش بسلام...

جميل هذا الحرف ..تقديري لك.اخي..

مساحة قلم
10-04-20, 03:15 PM
رغم بساطه العيش في الريف مقارنه بالمدينه
إلا ان الارياف تعتبر الملاذ الامن لكل من يريد
صفاء فكر ونقاء عقل
تنزاح الهموم تلقائيا بذلك الهدوء الذي يجعل
نفسيتك مستقره
خبز امك له مذاق اجمل من الهامبرجر
صوت الديك افضل من الف منبه
الدخان المتصاعد من مطبخ امك رائحته شهيه
ذات طابع اخر

في الجانب المقابل
للمدينه طقوس اخرى...وعادات قبيحه احيانا
اهم تلك القبائح كانت الانعزال على نفسك


قلم جميل
سلمت وسلم فكرك وقلمك

انتظر جديدك بشغف


يختم ل3ايام
خمس نجوم
تقييمي


انتظر جديدك


SEO by vBSEO 3.6.1