المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار على رصيف الانتظار ..مع عابر سبيل *فضفضه.#


rooz
10-15-20, 07:01 PM
بعد جفاف قلمي لأيام ...صحوت ذات يوم ووجدت قلمي ينثر حبره ..


بينما كنت امارس طقوس وحدتي في محطة الانتظار ...
فإذا بأحدهم يقف بجواري ينتظر قطاره ليصل ..

مدة صمتٍ طويله لم يتحدث فيها أحدنا ..فقط كان يحدق بي بغرابه..

بعد صمت طال لعدة ساعات...
_ماذابك؟!
_أشعر بالاختناق لا أستطيع إشباع رئتي بالهواء ...صداع شديد يكاد يفجر رأسي...
ربما تراكمات الماضي ملئتني أو ربما تلك الدموع التي حبستها لسنين ...صمتٌ بأعماقي يريد الصراخ..وصدى ألآمي لا يقوى على الإرتداد...حزن دفين أبى إلا الظهور ليفرض هيمنته على ملامحي ...

_ماذا حدث لك؟؟
_اجمل تفاصيلي أصابها الذبول أجد شباك العناكب منصوبه بين طيات جسدي...اظن شراييني استبدلت محتواها من الدماء بالهموم والأحزان ليسري بجسدي...
_كيف تتحمل كل هذا؟؟
_حتى أنا أسأل نفسي ذات السؤال ..كيف لي تحمل كل هذا .أتريد الإجابة حقاً.؟لا أعلم كيف اقوم بهذا .كيف لازالت لدي القدرة على تحريك جفناي حتى الآن رغم ذاك التعب الذي يسكن جوفي .
_لماذا أنت نحيل هكذا . ألا تأكل؟؟
_أنا أتآكل من الداخل عزيزي ..لا شأن للاكل بهذا..كل خليه بجسمي ترمي نفسها على الأخرى من شدة الإرهاق وكريات دمي كلٌ تحاول دفع الأخرى للحفاظ على النبض...
_ماهذا البياض الذي يغزو شعرك؟مهلا مابال جفناك يحيطهما السواد ؟!
_ذات زمان كان البياض يحيط جفناي والسواد يتغلغل بشعري ..ذهب ذاك الزمان وكأن تلك الساعة الرملية قُلبت فتبدل إثر قلبها سواد شعري ليحيط جفناي وبياض جفناي ليكسو شعري ..أولم تلحظ إحمرار عيني !أصبحت كمن طالت ليالي حنينه...مفاصلي أصبحت تشكو إتكاء العظام عليها ...
_كيف قطع إصبعك؟
قصة طويله سأوجزها لك ..في أحد أيام الشتاء البارده كنت أسير مع أحدهم ..فظللنا الطريق في الظلام. ...تملكنا البرد حينها..حاملا معه لوعات الجوع .فتشت حقيبتي فوجدت قطعة خبز ...تناسيت جوعي ومددتها له ليأكلها..فإذا بي اتفاجأ به يقضم إصبعي..أو هذا جزاء الإحسان فصبر جميل والله المستعان..


_هل أستطيع مساعدتك ؟
_مقابل ماذا ؟
_لا اريد منك مقابل .
_لا أستطيع فأنا لا أأخذ دون مقابل ..
_فلما تعطي إذاً دون مقابل ؟
_لا أعلم ربما جينات ورثتها عن أبي أو فطرة خلقت عليها أوربما لاني لا انتظر شيئا من أحد ..
_أو تنتظر قطارك ؟
_لقد فاتني منذ زمن بعيد ولكني أحببت شعور الانتظار .
_وكيف فاتك ؟
_ كنت أجلس هنا بإنتظاره رأيت الكثير ممن ينتظرون .. أحببت الجلوس معهم ومشاركتهم لحظات الإنتظار ..عشنا ايام جميله وحاولت اسعادهم بكل ما أوتيت أحببتهم جدا ..
_ماذا حدث بعدها ؟
_أتى قطاري ووقفت اودعهم طال بكاؤهم على فراقي وظلوا يترجوني أن أبقى معهم الى أن يأتي قطارهم ..أجبرني قلبي على البقاء مستنكراً صراخ عقلي فوجهتهم ليست وجهتي وقطارهم لا يحوي مكانا لي .
مرت أيام الإنتظار وانا برفقتهم حتى جاء ذاك الصباح الذي وصل فيه قطار الحياه خاصتهم ..حينها ركضوا جميعاً نحوه متناسين وجودي ووداعي أو حتى الإيماء لي حينها أخبرني أحدهم أن لا قطار يعود ولا فائدة من انتظار قطاري طالما أنه قد فات .
_لابأس عزيزي إكتفي بذاتك .
_ماذا لو أخبرتك أن ذاتي لا تود البقاء معي..تتمنى أن تهج بعيدا بلا عوده..لا ملام عليها فقد اهملتها كثيرا ..رميتها على الرف المهجور الذي لا اطاله..

_لم لا تجلس ألم تتعب من الوقوف ؟؟
_انا اقف حدادا على روحي ...على حطامي المتناثر ..عل قائمة أحلامي الممزقه ..اقف إحتراماً لذكريات أبت مغادرة طيات ذاكرتي ..اقف كبرياء خوف إنهيار الجلوس.
_أتخاف تصويب الما جديدا نحوك ؟
_وهل يضير الشاة خلسها بعد ذبحها ...
لا اظن انني ساترك كل ألآم جسدي لأتأوه إثر ذاك الالم الجديد دعه يمكث بجوار إصدقائه ...فما عدت أبالي ..

جودي
10-15-20, 07:44 PM
روز
وتلك الفضفضه احيت جروحا كانت علي وشك الموت
اتمني لقلبك السعاده تقبلي تقييمي

عطاء دائم
10-15-20, 08:02 PM
على رصيف الانتظار
كانت لحظات كثيرة مؤلمة
وكأن العمر بات كله هناك
يتأرجح الخوف فوق تلك المحطة
يسقيها ألما
كم كانت عطشى حتى لم تعد ترتوي


خاطرتك حملت كل معاني الألم...الحنين...الخوف

أسعدك المولى غاليتي

يختم ل3ايام مع التقييم

ŢαŢμαŊα
10-16-20, 12:41 AM
بوح عذب مليان شجن وحنين
يسلم آحساسك وحروفك عزيزتي روز
آبدعتي وبتستاهلي تقييمي :MonTaseR_2:

أعد النجوم
10-16-20, 01:46 AM
بوح راقي

استمتعت بوجودي هنا

ربي يسعدك

إشراقة الصباح
10-17-20, 10:57 AM
بوح راقي و رائع

استمتعت و أنا أقرأ

rooz
10-17-20, 07:39 PM
بحضوركم زادت حروفي جمالا ....

دامت ارواحكم بسلام ...كونوا بالقرب


SEO by vBSEO 3.6.1