المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضائل أمهات المؤمنين


الشيخ حكيم
12-02-20, 08:14 PM
كما أن في الرجال رجالا أفاضل، سبقوا إلى الإسلام، وأفنوا أعمارهم في العلم والدعوة والجهاد؛ فكذلك في نساء الأمة فُضْلَيات كن شامات في هذه الأمة المباركة، وكنّ عونا لرجالهن على مهامهم في خدمة دين الله تعالى. وفي مقدمتهن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن؛ إذ عشن في بيت النبوة، وخدمن النبي صلى الله عليه وسلم، ونقلن عنه أقواله وأفعاله وأحواله في خاصة بيته وأهله، وهو علم لم يصل إلينا إلا عن طريقهن، ومناقبهن كثيرة، وفضائلهن عديدة، وما اختارهن الله تعالى لبيت النبوة إلا لفضلهن ومناقبهن:

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الله تعالى اختارهن زوجات لنبيه صلى الله عليه وسلم، ووصفهن بهذا الوصف في كتابه العزيز {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} [الأحزاب: 50] {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] وناداهن بنساء النبي فقال سبحانه {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 30] وهذا شرف عظيم لهن حين نوه الله تعالى بذكرهن في كتاب يتلى إلى آخر الزمان، ونسبهن فيه لخاتم الأنبياء والمرسلين.

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الله تعالى لما اختارهن لنبيه صلى الله عليه وسلم كنّ على قدر المسئولية، وأدركن قيمة ذلك الشرف العظيم؛ وذلك حين خيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين العيش معه على القلة والحرمان، وبين متاع الدنيا؛ فاخترن الله ورسوله؛ كما في حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِي، فَقَالَ: إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ، قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28- 29]، قَالَتْ: فَقُلْتُ: فِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ» رواه الشيخان. وقد أدخلن السرور على النبي صلى الله عليه وسلم باختيارهن له دون الدنيا ومتاعها، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْجَبَهُ»، فمن أعظم مناقبهن أنهن رضي الله عنهن قد أدخلن السرور على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. ونتيجة لهذا الاختيار صبرن على شظف العيش، وقلة الدنيا؛ إذ كان يمر الشهر والشهران لا يوقد في بيوتهن نار للطبخ، ويرضين بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو التمر والماء.

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الله تعالى لما اختارهن لنبيه صلى الله عليه وسلم حمّلهن من المسئولية أعظم من غيرهن من النساء، وجعلهن في منزلة أعلى من منزلة غيرهن، فضاعف لهن العقوبة في حال الإساءة، كما ضاعف لهن الأجر في حال الإحسان، وقد كن محسنات، فنلن الأجر مضاعفا {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}[الأحزاب: 30- 32]. وقد فُسِّر الرزق الكريم المعد لهن بأنه الجنة؛ فهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كما كن زوجاته في الدنيا.

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الله تعالى أكرمهن بقوله سبحانه {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52]، جاء عن جمع من السلف أن «هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ مُجَازَاةً لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضًا عَنْهُنَّ، عَلَى حُسْنِ صَنِيعِهِنَّ فِي اخْتِيَارِهِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ... فَلَمَّا اخْتَرْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ جَزَاؤُهُنَّ أَنَّ اللَّهَ قَصَره عَلَيْهِنَّ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِغَيْرِهِنَّ، أَوْ يَسْتَبْدِلَ بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرَهُنَّ، وَلَوْ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُنَّ، إِلَّا الْإِمَاءَ وَالسِّرَارِيَ فَلَا حَجْرَ عَلَيْهِ فِيهِنَّ. ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ عَنْهُ الْحَجْرَ فِي ذَلِكَ، وَنَسَخَ حُكْمَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّجَ، وَلَكِنْ لَمْ يَقَعْ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَزَوّج لِتَكُونَ الْمِنَّةُ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ». وَبَيَّنَ حُكْمَهُنَّ عَنْ غَيْرِهِنَّ فَقَالَ سبحانه: {وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً} [الأحزاب: 53]. فلم يحل لهن الزواج بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الله تعالى فضلهن على عموم النساء، وخاطبهن بهذا التفضيل في كتاب يتلى إلى آخر الزمان؛ ليعلم به كل قارئ للقرآن فقال سبحانه {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [الأحزاب: 32]. وقد اتقين الله تعالى رضي الله عنهن وأرضاهن، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «يُرِيدُ لَيْسَ قَدْرُكُنَّ عِنْدِي مِثْلَ قَدْرِ غَيْرِكُنَّ مِنَ النِّسَاءِ الصَّالِحَاتِ، أَنْتُنَّ أَكْرَمُ عَلِيَّ، وَثَوَابُكُنَّ أَعْظَمُ لَدَيَّ». «وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُنَّ اتَّصَلْنَ بِالنَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اتِّصَالًا أقرب مِنْ كُلِّ اتِّصَالٍ، وَصِرْنَ أنيساته، ملازمات شؤونه، فَيَخْتَصِصْنَ بِاطِّلَاعِ مَا لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ غَيْرُهُنَّ مِنْ أَحْوَالِهِ وَخُلُقِهِ فِي الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَيَتَخَلَّقْنَ بِخُلُقِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَقْتَبِسُ مِنْهُ غَيْرُهُنَّ، وَلَأَنَّ إِقْبَالَهُ عَلَيْهِنَّ إِقْبَالٌ خَاصٌّ».

ومن فضائل أمهات المؤمنين: أن الوحي كان يتنزل في بيوتهن؛ فمن حجرهن نبعت كثير من آيات القرآن التي نتلوها بعد قرون متتابعة من نزولها، وقد نوه الله تعالى بتلك الميزة لهن فقال سبحانه {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} [الأحزاب: 34].

الفيفي2017
12-02-20, 08:22 PM
رضي الله عنهن

با رك الله فيك وجزاك خيرا

رونق
12-03-20, 03:03 AM
الله يكتب أجرك
ويعطيك الف عافيه

بسام البلبيسي
12-08-20, 10:47 PM
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

seoworld201
12-13-20, 04:04 PM
موضوع جميل

الشيخ حكيم
12-16-20, 12:27 AM
بارك الله فيكم جميعا
وجزاكم الله خير الجزاء..
دمتم بحفظ الله ورعايته.


SEO by vBSEO 3.6.1