رمـآد آلآحسـآسـ
12-21-20, 08:02 PM
12:00
كُنْت قَدْ خَرَجَتْ وَاللَّيْل يُوشِك عَلَى الِانْتِصَاف
لَمْ أَكُنْ اعي دَوَرَان السَّاعَة وَقْتِهَا ، كُنْت قَدْ لمحت بَعْض الطُّرُقَات
بَدَت لِي وَكَأَنَّهَا شاخت !
لَمْ يَسْبِقْ لِي وَإِنْ رَأَيْتهَا هَكَذَا ، فَكَيْف لِلْجَمَاد أَن يشيخ ؟
بَعْدَمَا تَحْمِل الْمَارَّة وَوَطِئ أَقْدَامِهِم عَلَيْه بثقلهم الْمَمْزُوج بهموم قُلُوبِهِم
خَرَجَت ، وَكُلِّيّ رَجَاءَ أَنْ بَعُدَ الْمَسَافَةِ بَيْن نافذتني وَالطَّرِيق كَانَت عائِق لِلرُّؤْيَة
فَمَا كَانَ الْعَائِق الَا وَهْمًا وَالطَّرِيق قَد هَرِم
لَمْ يَكُنْ ليهرم بِسَبَب وَطِئ أَقْدَامِهِم فَقَط ، أَيْقَنْت أَن هُنَالِك ماهُو أَعْظَم
شَعَرْت إنَّنِي لَن احْتَاج للتفكير كَثِيرًا ، فَنَحْن الْبَشَر قَد هرمنا رَغِم صِغَر سُنَنًا
فَمَا بَالُ الْجَمَادُ وَهُوَ مُقْتَرِن بِنَا ، كَيْفَ لَا يشيخ كُلِّ شَيْءٍ وَيَفْقِد صَلَاحِيَّتِه
مَا دَامَتْ الْحَيَاةُ أَشْبَه بمذبحة جَمَاعِيَّة ، تُنْهَش و تَنْهَش رُوَيْدًا رُوَيْدًا وَمَا يَسَعُنَا سِوَى النَّظَر
بَدَت لِي حَيَاتِنَا ضَعِيفَةٌ ، قَد اِسْتَنْفَذ الْبَشَر طَاقَتِهَا حَتَّى كَادَتْ لَا تُحْسِنُ التَّنَفُّس
استنفذوها بقلوبها الشَّبِيهَة بفهوة البُرْكان تلتهم الأخْضَرِ وَاليَابِسِ
وَالْأَحْلَام نثروها بَيْن الْقِيلُ وَالْقَالُ حَتَّى الْخَيَال قَد سلبوه مِن الأَجْيَال
الْمَوْت أَصْبَحَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ قَرِيبًا مِنّا ، يَكْفِي أَنْ يَنْظُرَ الْمَرْء حَوْلَه
حَتَّى يصدم بفداحة الْحَيَاة الَّذِي لَوَّثَهَا بِيَدِه ، لِيَنْظُر للحروب ، والمجاعات
المذابح ، فَلْيَنْظُر لِلْمَاضِي المشوه وَالْمُسْتَقْبَل الْمَلِيء بالنكبات
وَالْأَهَمّ فَلْيَنْظُر لِلْحَاضِر المشبوه الَّذِي يُكاد يَنْفَجِرُ مِنْ الْأَوْهَامِ
أَصْبَحت اوقن إنَّ الْعَاقِلَ فِي هَذَا الزَّمَانِ هُوَ الَّذِي يُمَثِّل الْجُنُون !
يَكْفِيهِ أَنْ يَنْظُرَ لِحُقُوقِه حَتَّى يُجَنّ ، فَهاهي قَد غَرِقَت بِمُسْتَنْقَع لَا نِهَايَةَ لَهُ
لَن أَنْسَى يَوْم جائتني صديقتي وقد صَدَمَت حِينَ قَالَتْ :
وَمَا ذَنْبِي لِكَي أُعَاقِب أَثَر صَدَق مشاعري ، أَو أَصْبَحْت الْمَشَاعِر الصَّادِقَة عَار ؟
مَا كَانَ مِنِّي إلَّا أَنْ احتضنها واهدئها ، كَم شَخْصًا عَانى مِثْل مُعَانَاتُهَا وَجَاوَر اللَّيْل بنحيبه ؟
كَان الصِّدْقُ وَلَا شَيْءَ غَيْرُ الصِّدْقِ متواجدا قُبُلًا ، مَاذَا حَدَثَ لِلْعَالِم الْآن كَي يُصْبِح الصِّدْق ذَنْبًا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ الْمَرْء
وَالْكَذِب انْتَشَر وَكَأَنَّه حَبْل نَجَاةٌ أَوْ طَوْقُ غَرَقبَل وَجَعَل الْبَعْضِ مِنْهُ عَادَةً
إلَى أَيِّ دَرَجَةٍ قَد قُلِبَت الْمَوَازِين وَعُدِّلَت حَتَّى جرنا إلَى هَذَا الْحَالِ
وَالْغَرِيب أَنَّنَا نُجْبَر عَلَى تَحَمُّلِ الرَّدَى بِصَمْت ، وَالْقَهْر قَدْ فَاقَ اغلالنا
وَالْآن أَدْرَكْت إنَّنِي قَدْ تهت ، قَبْلَ أَنْ أَدْرَكَ الطَّرِيقِ الَّذِي لَا أَعْلَمُهُ
أَدْرَكْت الزَّمَنِ الَّذِي لَا أَفْقَه وَالْمَكَان ذُو التَّفَاصِيل الضَّائِعَة فِي منحنيات اللَّا حَيَاة
لَا أَعْلَمُ كَيْفَ أَوْ مَا الَّذِي أَوْصَلَنَا إلَى هُنَا ، كُلُّ مَا أَعْلَمُهُ أَنَّنَا فِي نُقْطَةٍ لَا يُمْكِنُ الرُّجُوعُ عَنْهَا أَبَدًا
وَلَا حَتَّى الْفِرَارُ مِنْهَا
هَمْسَة " ؛ ،
يَجِبُ عَلَيْنَا الِاسْتِعْدَادَ لِمَا هُوَ أَسْوَأُ
فَإِنِّي أَرَى الصِّفَات الْحَسَنَة تَكَاد تَنْعَدِم
وَرَغَم كُلّ المثابرين لِإِبْقَائِهَا ، يَبْقَى عَدَد المخربين والفاسدين أَكْبَر
كُلُّ مَا اتمناه الْآنَ هُوَ أَنْ يستيقظوا جَمِيعًا مِنْ سباتهم الشَّبَه أَبَدِي
وَلَوْ كَانَ بِمُعْجِزَة ! .
بعثرتي
.
كُنْت قَدْ خَرَجَتْ وَاللَّيْل يُوشِك عَلَى الِانْتِصَاف
لَمْ أَكُنْ اعي دَوَرَان السَّاعَة وَقْتِهَا ، كُنْت قَدْ لمحت بَعْض الطُّرُقَات
بَدَت لِي وَكَأَنَّهَا شاخت !
لَمْ يَسْبِقْ لِي وَإِنْ رَأَيْتهَا هَكَذَا ، فَكَيْف لِلْجَمَاد أَن يشيخ ؟
بَعْدَمَا تَحْمِل الْمَارَّة وَوَطِئ أَقْدَامِهِم عَلَيْه بثقلهم الْمَمْزُوج بهموم قُلُوبِهِم
خَرَجَت ، وَكُلِّيّ رَجَاءَ أَنْ بَعُدَ الْمَسَافَةِ بَيْن نافذتني وَالطَّرِيق كَانَت عائِق لِلرُّؤْيَة
فَمَا كَانَ الْعَائِق الَا وَهْمًا وَالطَّرِيق قَد هَرِم
لَمْ يَكُنْ ليهرم بِسَبَب وَطِئ أَقْدَامِهِم فَقَط ، أَيْقَنْت أَن هُنَالِك ماهُو أَعْظَم
شَعَرْت إنَّنِي لَن احْتَاج للتفكير كَثِيرًا ، فَنَحْن الْبَشَر قَد هرمنا رَغِم صِغَر سُنَنًا
فَمَا بَالُ الْجَمَادُ وَهُوَ مُقْتَرِن بِنَا ، كَيْفَ لَا يشيخ كُلِّ شَيْءٍ وَيَفْقِد صَلَاحِيَّتِه
مَا دَامَتْ الْحَيَاةُ أَشْبَه بمذبحة جَمَاعِيَّة ، تُنْهَش و تَنْهَش رُوَيْدًا رُوَيْدًا وَمَا يَسَعُنَا سِوَى النَّظَر
بَدَت لِي حَيَاتِنَا ضَعِيفَةٌ ، قَد اِسْتَنْفَذ الْبَشَر طَاقَتِهَا حَتَّى كَادَتْ لَا تُحْسِنُ التَّنَفُّس
استنفذوها بقلوبها الشَّبِيهَة بفهوة البُرْكان تلتهم الأخْضَرِ وَاليَابِسِ
وَالْأَحْلَام نثروها بَيْن الْقِيلُ وَالْقَالُ حَتَّى الْخَيَال قَد سلبوه مِن الأَجْيَال
الْمَوْت أَصْبَحَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ قَرِيبًا مِنّا ، يَكْفِي أَنْ يَنْظُرَ الْمَرْء حَوْلَه
حَتَّى يصدم بفداحة الْحَيَاة الَّذِي لَوَّثَهَا بِيَدِه ، لِيَنْظُر للحروب ، والمجاعات
المذابح ، فَلْيَنْظُر لِلْمَاضِي المشوه وَالْمُسْتَقْبَل الْمَلِيء بالنكبات
وَالْأَهَمّ فَلْيَنْظُر لِلْحَاضِر المشبوه الَّذِي يُكاد يَنْفَجِرُ مِنْ الْأَوْهَامِ
أَصْبَحت اوقن إنَّ الْعَاقِلَ فِي هَذَا الزَّمَانِ هُوَ الَّذِي يُمَثِّل الْجُنُون !
يَكْفِيهِ أَنْ يَنْظُرَ لِحُقُوقِه حَتَّى يُجَنّ ، فَهاهي قَد غَرِقَت بِمُسْتَنْقَع لَا نِهَايَةَ لَهُ
لَن أَنْسَى يَوْم جائتني صديقتي وقد صَدَمَت حِينَ قَالَتْ :
وَمَا ذَنْبِي لِكَي أُعَاقِب أَثَر صَدَق مشاعري ، أَو أَصْبَحْت الْمَشَاعِر الصَّادِقَة عَار ؟
مَا كَانَ مِنِّي إلَّا أَنْ احتضنها واهدئها ، كَم شَخْصًا عَانى مِثْل مُعَانَاتُهَا وَجَاوَر اللَّيْل بنحيبه ؟
كَان الصِّدْقُ وَلَا شَيْءَ غَيْرُ الصِّدْقِ متواجدا قُبُلًا ، مَاذَا حَدَثَ لِلْعَالِم الْآن كَي يُصْبِح الصِّدْق ذَنْبًا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ الْمَرْء
وَالْكَذِب انْتَشَر وَكَأَنَّه حَبْل نَجَاةٌ أَوْ طَوْقُ غَرَقبَل وَجَعَل الْبَعْضِ مِنْهُ عَادَةً
إلَى أَيِّ دَرَجَةٍ قَد قُلِبَت الْمَوَازِين وَعُدِّلَت حَتَّى جرنا إلَى هَذَا الْحَالِ
وَالْغَرِيب أَنَّنَا نُجْبَر عَلَى تَحَمُّلِ الرَّدَى بِصَمْت ، وَالْقَهْر قَدْ فَاقَ اغلالنا
وَالْآن أَدْرَكْت إنَّنِي قَدْ تهت ، قَبْلَ أَنْ أَدْرَكَ الطَّرِيقِ الَّذِي لَا أَعْلَمُهُ
أَدْرَكْت الزَّمَنِ الَّذِي لَا أَفْقَه وَالْمَكَان ذُو التَّفَاصِيل الضَّائِعَة فِي منحنيات اللَّا حَيَاة
لَا أَعْلَمُ كَيْفَ أَوْ مَا الَّذِي أَوْصَلَنَا إلَى هُنَا ، كُلُّ مَا أَعْلَمُهُ أَنَّنَا فِي نُقْطَةٍ لَا يُمْكِنُ الرُّجُوعُ عَنْهَا أَبَدًا
وَلَا حَتَّى الْفِرَارُ مِنْهَا
هَمْسَة " ؛ ،
يَجِبُ عَلَيْنَا الِاسْتِعْدَادَ لِمَا هُوَ أَسْوَأُ
فَإِنِّي أَرَى الصِّفَات الْحَسَنَة تَكَاد تَنْعَدِم
وَرَغَم كُلّ المثابرين لِإِبْقَائِهَا ، يَبْقَى عَدَد المخربين والفاسدين أَكْبَر
كُلُّ مَا اتمناه الْآنَ هُوَ أَنْ يستيقظوا جَمِيعًا مِنْ سباتهم الشَّبَه أَبَدِي
وَلَوْ كَانَ بِمُعْجِزَة ! .
بعثرتي
.