المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " الإمعة "


الفضل10
01-04-21, 11:42 AM
كنت :
أقف عند عبارة أراجع عند أعتابها موقعي من معناها ، يصدح صداها من أفواه المحذرين بأنها مقبرة المبدعين ،
ونهاية المفكرين ، ومع هذا يسير الجمع الغفير يلبس محتواها وهم منها تستعيذ ، لكونه جاهل لمعناها ،
ويحسب أنه على شيء وما علم بأنه يلصق نفسه بمعناها ليكون ضربا به يضرب ذاكَ المثل ليكون مناطا بالتذكير ،
تلك العبارة هي ؛ " الإمعة " !

هو ذاك :
الذي يسير مع الركب ويحدو بحدائهم ، وهو عن معنى الحداء ناكص بليد ، ولسان حاله ومقاله ،
حيث سار الجمع أنا معهم أسير ، ويد الله مع الجماعة والله ولي التوفيق ! وليت ذلكَ التفويض يكون عن علم يفيض ،
فكم نرى من تزاحم الأعياد التي أضيفت على العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى السعيد !

فاليوم جاء عيد الحب _ به شر أُريد _ ؛
حيث الرذائل في كل قطر والجهر بها كواد يسيل ، ذاك في الحرام إذا كان خارجاً عن إطار شرع ،
وذاك المتبجح به سعيد ، أما من خص فيه زوج عيد زواجه واحضر الورد باقة تأسر القلب العفيف ، يضاهي أقوام كفر وكأننا مبتوري الأصل
عن دين حنيف ، فما العيد لدينا إذا ما كان في زواج فكل أيامنا لنا يوم عيد!

يعقبه عيد أم ؛
وكأن الأم لم يعرف حقها إلا في ذاك اليوم ، فالكل في ذاك اليوم موف حليم ،
يا حسرة على أم إذا كانت ترتجي وصل إبن في يوم يحول عليه حول ليعود بعد عمر عتيد .

والإعلام :
بات بوقا لكل ناعق ينادي اليوم عيد ، لم يبقى لنا أصل حتى صرنا نسبح في فلك التغريب ،
فالفضيلة اليوم في عرفهم رذيلة ! والعكس بات أصل في عرف كل هجين !

أما لكم :
عقولا يا بني قومي لتستبدلوا غالٍ برخيص ؟! أما لكم قرآن ينطق بالحق ؟! وقد جاء فيه الوعد والوعيد !
مالكم أسلمتم سمعكم ، وأبصاركم ، وقلوبكم للغرب تنتظروا منهم وصول كل جديد ؟! كفاكم تقلبا في مراتع التقليد ،
فقد كنتم خير أمة وما سحقنا إلا بعدما خلعنا ثوب العز وانقلبنا بذاك صاغرين ، كم تضحكني وتبكيني تلك المقولة
حين أسمعها من متفلسف مسكين " خذوا منهم المفيد ، واتركوا الشر المستطير " !
حينها أردد متأففا كفاك مواربة يا متحاذق فالحق أولى أن تقول : " خذوا منهم الغث واتركوا السمين " !

أما ترى صدق قولي حين ترى حال المسلمين ؟!

" ليتنا أخذنا منهم العلم ، وكيف به نغزو الفضاء ، ونبتكر امصالا بها نخفف آلام الموجوعين ،
أو نصنع أمة تتسلح بالعلم وبه نزيل ظلمة الجهل القبيح " .


فمن هنا وما زلت ألهج بها ؛
" ألا تبت يد التقليد ومن صار امعة بحجة مجارات الواقع الكئيب " .

الفضل10
01-04-21, 11:43 AM
قال :
لن أتحدث عن التقليد أخي العزيز.
ولكن سأركز على ما ذكرتنهن من
أعياد . .عيد الحب وعيد الأم.
بالرغم أنهن من البدع والتقليد الغربي
ولكن اليوم الزوجه إن لم يذكرها زوجها
في عيد الحب تزعل منه زعلا شديدا.
وكذلك بعض الأمهات إذا لم يذكرها أولادها
في عيد الأم وهي تعلم بموعده ستبدي حزنها
وعدم رضاها بأن أولادها لا يذكرونها في هذه
المناسبات ولو كان أولادها بارين بها وغير مقصرين
إطلاقا في حقها ولكن تظل المرأه مرأه . .تحب
المناسبات وتحب الهدايا وتحب أن يذكرها فيها
المقربون ل قلبها .
ف من وجهة نظري لا ضرر في ذكرهن في هكذا
مناسبات غير دينيه ولكن رمزيه فقط ولو بشي قليل
فقط.

فقلت :
جميل ذاكَ ما ذكرته لو كان يأتي من مؤد أمين لا ينقطع وصله عن الذين حبهم في القلب لا يستكين ،
ولا ينالهم منه ما يهين ، نعم نجد ذاك التبرم من جنتنا في الأرض أمي وأمك عنيت ، وما كان لهن ذنب غير عادة عودت عليها
حتى صارت من فروض البر والعقوق يطول من يقصر في اتيانه وكفارته شيء ثمين ، اما الزوجة مهجة القلب ، وسر السعادة من الروح لها ترخص ،

ومن دونها الدنيا جحيم ، ففي الغالب هي من تذكرنا يوم زفافنا والله لهن معين ! ينسحب ذاك الجواب ولكن بتعديل طفيف ،
ولكن يطال قولي من هم غارقون في التقصير في جنب من لهم حق عليهم ، ولا يذكرونهم إلا في يوم عيد ! ليكونوا بذاك موفون ليوهموا به أنفسهم
كي لا تنالهم سوء الظنون ، لم أشأ فتح جبهة الخلاف فكل مخير في فعله ومحاسب يوم النشور ، غير أني يحز على قلبي حال الكثير من الناس من ينساقون للتقليد ،

وليتهم يحرصون على أخذ المكارم ، والأخلاق ، وأصول التهادي من معين الدين ، فكل سبل السعادة وضعت في تعاليم هذا الدين ،
وكم تحضرني قصة ذلكَ الشيخ _ لا يحضرني اسم ذلك الشيخ _ الذي يحكي عن ابنته وهو في القطار ، حينما جلست بجانب ابنته امرأة من الغرب غير مسلمة ،
فأخذت تلك المرأة تحدثها عن عمر الفاروق أمير المؤمنين حتى إذا ما فارقتها إذ بابنته ذلكَ الشيخ تطلب منه كتابا يحكي عن الفاروق ، والشيخ _ الأب _ متعجب يقول :
كم حكيت عنه مرات عديدة ولم يحرك ذاك شيء في قلبك ، وعندما ذكره من لسانه مخالف لديننا هرعتي لذاك الكتاب ... وله تطلبين ؟!

الفضل10
01-04-21, 11:45 AM
قالت :
واثق الخطى يمشي ملكا...لا تهزه بهرجات غيره...أما أولئك الذين ينصهرون ويذوبون في شخصيات الأخرين...
إعدام حقيقي لكل ما لديهم من قدرات...إن التقليد الأعمى والعيش في جلباب الأخرين مهما كان براق
ورائع يجر إلى سقوط حتمي وإذلال وإهانه لنفس..ستقلد سنه سنتين بعدها ستجد نفسك مرهق لمحاكات الغير...
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس متفاتون في القدرات والطبائع والأمزجه لم يخلقنا نسخ مكرره بل ميز كل فرد بميزه
عن غيره ومنح كل فرد علامه له...فلماذا الإنصهار في شخصيات الأخرين ؟

إن إختلافنا سنه ربانيه وآيه من آيات الله ليكمل الفرد الاخر.... ولا تكمن...
الخطورة فيما نقلد فمنذ نعومة أظافرنا ونحن نلقد أمهاتنا وآباءنا وما أن نكبر تصبح لنا شخصيه منفرده مميزه
عن شخصية من تربينا على أيديهم وتعلمنا منهم القضيه اليوم هناك تقليد أعمى هو ما يمسخ الهوية وتقليد من هب ودب...
وتقليد للاشياء التافهه..محكاة لأمور سخيفه...فلا تزيد المرء إلا سقوط وضياع لهويته .

فقلت :
وكم من هوية ضاعت في أتون التقليد حتى البعض منهم يتمنى أن يسلخ نفسه من انتماءه
لهذا المجتمع الذي يراه متخلف وعلى أنه سبب الانحدار والتأخر عن مواكبة التطور والازدهار !
فهناك سيدتي ذلكَ الجين الذي يرى تفاعله في مواد غيره ، فينغمس في شخوصهم ليبعث بعدها خلقا آخر هجين الفكر
مزدوج الإنتماء ، يصارع تجاذبات أصل خلقته مع تجاذبات طباع غيره لهذا نجد المسوخ من البشر بقلوب قريبة في عناصرها من عناصر الحجر !

وما كان للإنسان رداء عز إلا بالاعتزاز بسالف عصره حين كان أجداده سادة عصرهم فبعد أن كنا متبعوعين صرنا تابعين ،
فقد كان فيما يحكي عن حال الغرب في فتوة عهد العرب الفاتحين ، ورباني عصرهم ، ورادة العلم في زمانهم من أراد التباهي
والتفاخر من الغربين أمام أقرانهم يتحدثون " العربية " ! ولنا أن ننظر الآن لواقعنا ونرسم ونضع " مليار خط " عن واقعنا ، وأين وصل إليه حالنا !

" فما نزال سيدتي في قاع الغباء نتنفس _ إلا ما رحم ربي _
وما أكثر من يتباهى بشهادته وهو مفلس من الثقافة !
فما له من تلكم الشهادة غير _ كارتونا _ يزين به جداره " !

الفضل10
01-04-21, 11:47 AM
قالت :
تعرف اخي الفضل انت من الممكن ان تساعد اناس كثيرون
بحاجة الى كلامك او تجربتك واسلوبك الرائع

ولكن هذة القيود والجدران التي تنطلق من بين اسطرك
وكأنه الصعب الممتنع هي المشكلة

انا اعتقد انك مررت بتجربة وتستطيع انتشال الكثير
وانا واحدة منهم ولكن في نفس الوقت لا اعتقد

ياليت مشاكلنا واخطائنا جات على تقليد الاعياد لكنا اسعد الناس ...
ولكن للاسف ظلمنا انفسنا بأكثر من ذلك وابعد من ذلك .

فقلت :
من يمر على حرفي يسطيع أن يقيس على ما اختزلته في أمر التقليد في تلكم الأعياد ، فالتقليد يتسع رقعته ليشمل المأكل والمشرب ،
والصحبة وما نراه ونسمعه من أحوال تشيب منها مفارق الولدان ! ولا أخال اليوم من يوجد على هذه البسيطة ولا يعرف أين يكمن الصواب من الخطأ ،
فما نعانيه اليوم سيدتي أننا نعلم الخطأ ولكن لا نعالج الخطأ إلا بأعظم منه ! فلا يفهم من كلامي بأن لدي فرشاة ألون بها الواقع بذاك السواد الفاقع ،
ففي الشباب الخير وإن كانوا تحت تخدير الغفلة والتسويف ، فهم بين مطرقة وسندان الأمل والألم ، صراع على البقاء والحل ظاهر بسيط ،
فما هي إلا معرفة الطريق ، ولن يكون هنالك نجاح في تجاوز الواقع المرير إلا بنية صادقة لا يبترها قطاع الطريق ، عندما أخاطب من يمر على كلامي ،
أو يسمع مقالي أخاطبه خطاب مشفق لكوني لا أحب أسلوب التهويل وسوق الجنة والنار ليكون أسلوب تخويف وتشويق ، لأخاطب بذلك فكره ، تطلعاته ،
أهدافه ، فما حالنا إلا كحال ذلكَ الغريق الذي ينتظر المخلص الذي يخلصه من خطر به يحيق .

قيثارة
01-04-21, 09:23 PM
طرح عميق ورائع
ربي يصلح الحال
تسلم ايدك اخوي
وبارك الله فيك
يختم لمدة 3 ايام + الفايف ستارز

رونق
02-07-21, 01:28 AM
سلمت يداك على الطرح
والنقل المفيد
يعطيك الف عافيه


SEO by vBSEO 3.6.1