عطاء دائم
02-08-21, 08:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى في سورةآل عمران :
( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(آل عمران الآيات 61:59)
تسمى هذه الآيات من سورة آل عمران بالمباهلة ..
والمباهلة هي الملاعنة ، والمقصود منها الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنين..
وكان سبب نزول هذه الآية أن وفد نصارى نجران حين قدموا المدينة ،ودخلوا مسجد رسول الله(صل الله عليه وسلم ) وهم يلبسون أزياءهم الكنسيةويرتدون الديـباج والحرير، ويلبسون خواتيم الذهب ويحملون الصلبان في أعناقهم، فشعروا بانزعاج النبي لكنهم لم يعرفوا سبب ذلك، فسألوا عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وكانت بينهم صداقة قديمة....
فقال الرجلان لعلي بن أبي طالب: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟…
قال: أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم، ثم يعودون إليه.
ففعلوا ذلك ثم دخلوا على النبي(صلى الله عليه وسلم ) فسلموا عليه فرد عليه السلام، واحترمهم وقبل بعض هداياهم التي أهدوها إليه(صلىالله عليه وسلم )...
ثم إن الوفد قبل أن يـبدأوا مفاوضاتهم مع النبي قالوا: إن وقت صلاتهم قد حان، واستأذنوا النبي في أدائها، فأراد الناس منعهم، لكن رسول الله(صل الله عليه وسلم ) أذن لهم.... وقال للمسلمين: دعوهم فاستقبلوا المشرق، فصلوا صلاتهم.
عرض رسول الله على وفد نجران الإسلام وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا، وقالوا: قد كنا مسلمين قبلك.فقال رسول الله كذبتم بل يمنعكم عن الإسلام ثلاث عبادتكم الصليب وأكلكم لحم الخنزير ،وزعمكم أن لله ولدا..
جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية ،ويقولون هو الله ويقولون ولد الله ،ويقولون هو ثالث ثلاثه،وكذلك يحتجون في قولهم هو الله بأنه كان يحيي الموتى ،ويبرئ الأكمة والأبرص ،ويخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فتكون طيرا، ويقولون أنه تكلم في المهد بشئ لم يصنعه أحد من بني آدم قبله..ولكن عيسى بن مريم تقدس وتنزه عما يقولون..
أقام عليهم النبي صل الله عليه وسلم البراهين بأنه عبد الله ورسوله .قالا فمن أبوه يا محمد ؟
فصمت رسول الله عنهما فلم يجيبهما ، فنزل الوحي بقوله إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، وأمره الله تعالى أن يباهلهم والفصل من القضاء بينه وبينهم .
فدعاهم رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المباهلة ، بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه ، وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ،ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين .
فأحضر النبي صل الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.........وقال : هؤلاء أهلي .
وهم أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا وهم يخافون عليهم..ولهذا امتنعوا عن المباهلة لعلمهم بأنه على الحق ،وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم اللعنة..
فتشاور وفد نجران فيما بينهم وهم في دهشة،كيف خرج رسول الله بابنته الوحيده،وأفلاذ كبده المعصومين للمباهلة .
هل يجيبونه إلى ذلك ؟
وقالوا يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ،فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فلا تباهلوه فتهلكوا ،ولا تبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
فاتفق رأيهم أن لا يجيبوه ؛ لأنهم عرفوا أنهم إن باهلوه هلكوا ، فصالحوه وبذلوا له الجزية ، وطلبوا منه الموادعة والمهادنة ، فأجابهم صل الله عليه وسلم لذلك .
المصدر "تفسير ابن كثير لسورة آل عمران" .
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى في سورةآل عمران :
( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(آل عمران الآيات 61:59)
تسمى هذه الآيات من سورة آل عمران بالمباهلة ..
والمباهلة هي الملاعنة ، والمقصود منها الدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنين..
وكان سبب نزول هذه الآية أن وفد نصارى نجران حين قدموا المدينة ،ودخلوا مسجد رسول الله(صل الله عليه وسلم ) وهم يلبسون أزياءهم الكنسيةويرتدون الديـباج والحرير، ويلبسون خواتيم الذهب ويحملون الصلبان في أعناقهم، فشعروا بانزعاج النبي لكنهم لم يعرفوا سبب ذلك، فسألوا عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وكانت بينهم صداقة قديمة....
فقال الرجلان لعلي بن أبي طالب: ما ترى يا أبا الحسن في هؤلاء القوم؟…
قال: أرى أن يضعوا حللهم هذه وخواتيمهم، ثم يعودون إليه.
ففعلوا ذلك ثم دخلوا على النبي(صلى الله عليه وسلم ) فسلموا عليه فرد عليه السلام، واحترمهم وقبل بعض هداياهم التي أهدوها إليه(صلىالله عليه وسلم )...
ثم إن الوفد قبل أن يـبدأوا مفاوضاتهم مع النبي قالوا: إن وقت صلاتهم قد حان، واستأذنوا النبي في أدائها، فأراد الناس منعهم، لكن رسول الله(صل الله عليه وسلم ) أذن لهم.... وقال للمسلمين: دعوهم فاستقبلوا المشرق، فصلوا صلاتهم.
عرض رسول الله على وفد نجران الإسلام وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا، وقالوا: قد كنا مسلمين قبلك.فقال رسول الله كذبتم بل يمنعكم عن الإسلام ثلاث عبادتكم الصليب وأكلكم لحم الخنزير ،وزعمكم أن لله ولدا..
جعلوا يُجادلون في نبي الله عيسى عليه السلام ، ويزعمون فيه ما يزعمون من البنوة والإلهية ،ويقولون هو الله ويقولون ولد الله ،ويقولون هو ثالث ثلاثه،وكذلك يحتجون في قولهم هو الله بأنه كان يحيي الموتى ،ويبرئ الأكمة والأبرص ،ويخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فتكون طيرا، ويقولون أنه تكلم في المهد بشئ لم يصنعه أحد من بني آدم قبله..ولكن عيسى بن مريم تقدس وتنزه عما يقولون..
أقام عليهم النبي صل الله عليه وسلم البراهين بأنه عبد الله ورسوله .قالا فمن أبوه يا محمد ؟
فصمت رسول الله عنهما فلم يجيبهما ، فنزل الوحي بقوله إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، وأمره الله تعالى أن يباهلهم والفصل من القضاء بينه وبينهم .
فدعاهم رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المباهلة ، بأن يحضر هو وأهله وأبناؤه ، وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ،ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين .
فأحضر النبي صل الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.........وقال : هؤلاء أهلي .
وهم أيضا يحتاجون أن يدعوا أقرب الناس إليهم نسبا وهم يخافون عليهم..ولهذا امتنعوا عن المباهلة لعلمهم بأنه على الحق ،وأنهم إذا باهلوه حقت عليهم اللعنة..
فتشاور وفد نجران فيما بينهم وهم في دهشة،كيف خرج رسول الله بابنته الوحيده،وأفلاذ كبده المعصومين للمباهلة .
هل يجيبونه إلى ذلك ؟
وقالوا يا معشر النصارى لقد عرفتم أن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم ولقد علمتم أنه ما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ،فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فلا تباهلوه فتهلكوا ،ولا تبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
فاتفق رأيهم أن لا يجيبوه ؛ لأنهم عرفوا أنهم إن باهلوه هلكوا ، فصالحوه وبذلوا له الجزية ، وطلبوا منه الموادعة والمهادنة ، فأجابهم صل الله عليه وسلم لذلك .
المصدر "تفسير ابن كثير لسورة آل عمران" .