المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستعداد لرمضان


عطاء دائم
02-09-21, 08:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://g.top4top.io/p_1866y6gmp1.jpg

الحمد لله الذي قال في كتابه العزيز:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة البقرة:183]،

والحمد لله الذي قال في كتابه المنزل: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [سورة البقرة:184].

والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، رسول الله، الرحمة المهداة، البشير والنذير وحامل لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، والشافع المشفّع يوم الدين، الذي قال: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته[1] صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،

والحمد لله الذي فضل ما يشاء من الشهور بعضها على بعض، له الحمد في الأولى والآخرة، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [سورة الفرقان:62]


فجعلها مستودعاً للأعمال الصالحة، وجعلها تتقلب وتتوالى لتكون خزائن لأعمال العباد، خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [سورة الفرقان:62].


شهر رمضان موسم تُضاعف فيه الأجور والحسنات

وهذه الشهور على رأسها شهر رمضان، والأشهر الحُرُم، وشهر الله المحرّم، وشهر شعبان الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وفضّل بعض الليالي والأيام على بعض، كما فضل #ليلة_القدر والليالي العشر الأخيرة وأوتارها من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، فله الحمد سبحانه على ما عوّضنا من قِصر أعمارنا مواسم تُضاعف فيها الأجور، وتكفّر السيئات، وتُرفع الدرجات، فله الحمد على نعمه المنان الكريم .

ونحن عباد وظيفتنا طاعته، وظيفتنا عبادته، وظيفتنا التقرب إليه، خُلقنا لأجل عبادته.

نحن ينبغي علينا أن نطيع ولا نعصي ربنا ، وأن نعبده ونشكره، ولا نكفره ، أُمرنا بالتواصي بالحق والصبر، وأُمرنا بألا نظلم أنفسنا، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [سورة التوبة:36].

شهرنا هذا وضيفنا، وهذا الشوق العظيم من قلوب المحبين وأفئدة المؤمنين لهذا الموسم الكبير، إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، إنه كلام الله، كلام ربنا ، إنه الكلام الذي لو نزل على جبل لتدكدك، إنه الكلام الذي تتفطر منه قلوب المؤمنين فتنبت الأعمال الصالحة كما تنبت الأرض من هذا الماء النازل من السماء المبارك

وكذلك كتاب الله مبارك إذا نزل على القلوب أينعت وأثمرت بإذن الله، هذه المواسم الفاضلة الذكي من يغتنمها حقاً، والشقي من تفوت عليه، ولا يدري أنها حلّت ولا أنها ارتحلت.

أيها الإخوة والأخوات، إن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبداً، قال عمر بن ذر

"اعملوا لأنفسكم -رحمكم الله- في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله".

إن هذه الأيام التي سنقدم عليها، وهذا الشهر الكريم الذي سيحل بنا، إنه فعلاً ضيف يحتاج إلى استعداد، إنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات .

وأول ما نذكره نحن في هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟؛

لأن الله وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه احتساباً وإيماناً، إيماناً بفرضيته، واحتساباً بالأجر فيه، يحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، أن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، هذا الشهر الكريم الذي فيه الثواب والأجر، الذي فيه الطمع بمغفرة الله
وعندما يكون الله أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله

إننا نريد فعلاً أن نكون من المتقين، فإن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلاً السبب في فرضيته،

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة البقرة:183].

هذا الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"[3].

هو التقوى، "العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر" هذه هي التقوى[4].



الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-10-21, 10:12 AM
الاستعداد لرمضان

قال عمر بن عبد العزيز لصاحبه يكتب له وكان السلف كثيراً ما يكتبون يوصون، ونحن اليوم عندنا رسائل الجوالات نستطيع أن نتواصى بها في الحق والصبر، قال له: "أوصيك بتقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين".

وفعلاً، إنها عاصم في الفتنة، وحجاب عن المعصية، وستار بين العبد وبين الرذائل في الأقوال والأفعال، وما أكثرها في هذا الزمن، زمن القاذورات والفواحش، وهذه المواخير الفضائية المفتوحة على الناس بالشر ليل نهار، لقد غرق الناس بالعفن، لقد غرقوا بالملوّثات، تلوث الجو، ولا نقصد تلوث البيئة ببقايا النفط وعوادم السيارات، فإن هذا تلوث هين بالنسبة للتلوث الآخر، لقد تلوث الجو بالموجات التي تنقل هذه القاذورات، شبُهات وشهوات، هذا ما يعم به الجو اليوم أدمغة المسلمين وعقولهم، إنه ينقل إليهم هذا السُّم الناقع المبثوث في الهواء، إنك لا تراه، لكن الأجهزة تلتقطه وتبثه إلى الأدمغة، كثيرون اليوم يقولون: اشتبهت علينا أمور، تشككنا في آيات، اضطربت عندنا أحاديث.لماذا؟

قالوا سمعنا قسّاً في قناة فضائية يقول كذا، وسمعنا شخصاً في قناة فضائية يقول كذا، ما عدنا ندري ما الحق، كيف نفهم هذا؟
ما هو التوفيق بين هذا وهذا؟
ما هو الحق في هذه المسألة؟
اضطربنا، تزلزلنا.

أيها الإخوة، إن تلويث الأدمغة، تلويث العقول، إفساد القلوب اليوم يحتاج إلى مغسلة،
ورمضان مغسلة، ألم تر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في دعاء الجنازة: واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس.

هناك دنس كثير اليوم، وهناك ذنوب وخطايا كثيرة.
نحن قادمون على شهر نسأل الله أن يجعله كفارة للسيئات، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، مغسلة، إنه مغسلة تجلو القلب، تذهب الصدأ، تزيل القسوة،

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [سورة الحديد:16]، يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ [سورة النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [سورة آل عمران:102].

ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر.

يقول أبو الدرداء قالوا: "مه ما هذا؟ قال: "يخلو بمعاصي الله فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين".

قال سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته، إن العبد ليذنب فيما بينه وبين الله، ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك عليه".

وربما يرى الصالحون في وجوه بعض الناس ما لا يراه غيرهم، فراسة الإيمان، والسعيد من أصلح بينه وبين الله، السعيد من أصلح ما بينه وبين الله، نذكّر أنفسنا بهذا ونحن مقبلون على رمضان.

الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-11-21, 08:23 AM
الاستعداد لرمضان



كان حبيب أبو محمد تاجراً يؤجر النقود، ومعنى يؤجر النقود: يتعامل بالربا؛ لأن النقود لا تؤجر، ومن أجر النقود مرابي، فمر ذات يوم بصبيان، فإذا هم يلعبون، فقال بعضهم لبعض: جاء آكل الربا، جاء آكل الربا، فنكّس رأسه، وقال: "يا رب أفشيت سري إلى الصبيان، فرجع فجمع ماله كله، فقال: يا رب إني أسير، وإني قد اشتريتُ نفسي منك بهذا المال، فأعتقني"، فلما أصبح تصدق بالمال كله، وأخذ في العبادة، ثم مر مرة أخرى بالصبيان يوماً وهم يلعبون، فلما رأوه قال بعضهم لبعض: جاء حبيبٌ العابد، جاء حبيبٌ العابد، فبكى وقال: يا رب أن تذم مرة، وتحمد أخرى، وكله من عندك"[9].
فالله يجري على ألسنة بعض الناس الشهادة لبعض الأشخاص بأشياء؛ لتكون موعظة.

فمن الناس من تردهم مثل هذه الأشياء إلى صوابهم، ومنهم من يزداد عتواً ونفوراً، ولا كأن أحداً تكلم بشيء، وهذا لا يؤثر فيه نصيحة ناصح، ولا تؤثر فيه موعظة واعظ؛ لأن القلب قد تحجر، والنفس إذا تبلّدت فمتى يكون التأثر؟

أيها الإخوة، الذي يريد أن يستفيد من #رمضان لا بد أن يجلو قلبه، إذا أردتَ حسن الاستقبال أحسن تجهيز جهاز الاستقبال، فعند ذلك يكون البث نقياً، وإلا سيكون مشوشاً، أو لا يستقبل.

كان المسلمون يعدون العدة لرمضان، ومن إعداد العدة التوبة قبل رمضان، يرون أن جلاء القلوب بالتوبة قبل رمضان؛ لأن رمضان موسم اكتساب حسنات وطاعات وعبادات، فلذلك لابد من التجهز لاكتساب الحسنات وللعبادة قبل رمضان، لو دخلنا رمضان بهذه الأحوال من التقصير،
هل سنكون مستمتعين بصلاة التراويح؟
وهل سنكون أول يوم متلذذين بالصيام؟

ربما لا، ربما استثقلنا ذلك، لكن إذا دخلنا بجاهزية من أول الشهر بتوبة نصوح وإقبال على الله، فعند ذلك يكون كثير من التأثر، ألم تر أن الإنسان قبل أن يصلي له تجهيزات أذان وترديد مع الأذان ووضوء وأذكار الوضوء وتبكير للصلاة وإقبال وأدعية للذهاب للمسجد، ودخول المسجد، والانتظار في المسجد حتى يصلي، وهناك سنة قبلية، وسنة بعدية، ورمضان له قبلُ سنة قبلية في شعبان في الإكثار من الصيام، وبعده سنة بعدية في صيام ست من شوال، وهكذا الصلاة بعدها أذكار تبدأ بالاستغفار، وتسبيحات كثيرة،

فَصَلِّ لِرَبِّكَ [سورة الكوثر:2]، وهكذا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ۝ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ [سورة الشرح:7، 8].
على قدر أهل العزم تأتي العزائموتأتي على قدر الكرام المكارم[10]

فكيف تجهّز نفسك للشهر ستكون فيه، كيف تستعد، هكذا سيكون حالك وتكون رتبتُك، استكمال عناصر الإيمان، استكمال التوبة، ليست القضية الآن تجهيز المطبخ والثلاجة، وليست أنواع الاستعدادات التي يستعدون اليوم بها مع الأسف، إنها حقيقة أحوال مؤسفة تلك التي تحدث اليوم،
ما هي أنواع الاستعدادات المطلوبة؟
استعداد بالتوبة،
وما هي أنواع الاستعدادات الموجودة؟
إنها أنواع عجيبة. ..



الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

الزمن الطيب
02-12-21, 11:02 PM
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان لافاقدين ولا مفقودين واشفي حبيبة قلبي أمي الغالية ومرضى المسلمين ...
مبدعة كعادتك غاليتي رمضان أجمل شهر بكل تفاصيله وحقآ مع دخولنا رجب بدأنا نحس بالنفحات الإيمانية والروحانية لهذا الشهر الفضيل رمضان الخير وموضوع جميل في ميزان حسناتك...

عطاء دائم
02-13-21, 09:12 AM
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان لافاقدين ولا مفقودين واشفي حبيبة قلبي أمي الغالية ومرضى المسلمين ...
مبدعة كعادتك غاليتي رمضان أجمل شهر بكل تفاصيله وحقآ مع دخولنا رجب بدأنا نحس بالنفحات الإيمانية والروحانية لهذا الشهر الفضيل رمضان الخير وموضوع جميل في ميزان حسناتك...

آمين اجمعين
اهلا بكِ غاليتي
منورة الموضوع
ربي يحفظك ويرقزك كل خير ويشفي والدتك ويطول عمرها
شكرا لكِ على جميل حضورك

الزمن الطيب
02-14-21, 11:06 AM
من المتابعين وبإنتظار التكملة .. اللهم بلغنا رمضان يارب أجمعين

خياآل
02-14-21, 11:56 AM
نحن لانعلم حقيقة الصوم فعلا لذلك لم نستعد ونعد لرمضان وفرطنا فيه اعوام كثيرة واليك بعض الخطوات لاستدراك هذا الشهر والفوز بالجنان
اضبط الفرائض من الان
تب من الذنوب خلال 11 شهر
اصلح النية وتعلم احكام الصيام
صل ارحامك واقاربك
احسن للمساكين وتصدق عليهم
عوّد نفسك على طول السجود والركوع والدعاء
عوّد نفسك على الصوم وقلل من الاكل والنوم
عوّد نفسك على كثرة قراءة القران والمكث في المسجد او المصلى
عوّد نفسك على كثرة الذكر
واعمال الصالحة كثيرة لاتحصى
اسال الله لنا ولكاتب هذا الموضوع التوفيق وبلوغ شهر العتق من النيران

عطاء دائم
02-15-21, 08:05 AM
نحن لانعلم حقيقة الصوم فعلا لذلك لم نستعد ونعد لرمضان وفرطنا فيه اعوام كثيرة واليك بعض الخطوات لاستدراك هذا الشهر والفوز بالجنان
اضبط الفرائض من الان
تب من الذنوب خلال 11 شهر
اصلح النية وتعلم احكام الصيام
صل ارحامك واقاربك
احسن للمساكين وتصدق عليهم
عوّد نفسك على طول السجود والركوع والدعاء
عوّد نفسك على الصوم وقلل من الاكل والنوم
عوّد نفسك على كثرة قراءة القران والمكث في المسجد او المصلى
عوّد نفسك على كثرة الذكر
واعمال الصالحة كثيرة لاتحصى
اسال الله لنا ولكاتب هذا الموضوع التوفيق وبلوغ شهر العتق من النيران



اللهم آمين اجمعين
شكرا لك اخي على حضورك
ربي يحفظك

عطاء دائم
02-16-21, 09:09 AM
الاستعداد لرمضان



الاستعداد لشهر رمضان بالتوبة

والاستعداد بالتوبة:

الشعور بالتقصير والندم والعودة إلى الله قبل دخول الشهر.
أما مذهب وأكثر ما استطعتَ من المعاصي إذا كان القدوم على كريم إنها مصيبة، والذي يظن أننا قبل أن نبدأ رمضان نجهز على ما تبقى من البقية الباقية من أبواب المعاصي التي ما ولجناها، ونزداد منها فإن هذه مصيبة.

أيها الإخوة، الاستعداد يكون بإعداد النفس إعداد العبادات، تجهيز المساجد، إعداد المصاحف، إنه التعرف على أجر الصيام قبل الدخول فيه، وأجر القيام قبل الوقوف فيه، إنه العزم على الاستفادة،

والذي يدخل بعزم يخرج بقوة وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [سورة العنكبوت:69] فشد عزمك وإياك والتأجيل.

أنت تقرأ قبل رمضان وفي رمضان، ولكن الاجتهاد في رمضان أكثر.
إن الطهارة واستقبال القبلة والسواك والاستعاذة والترتيل والصبر على مشقة التلاوة والبكاء والتباكي والوقوف عند الآيات والدعاء عندها، وهكذا أن تحس أن الله يخاطبك بهذا القرآن، إنه الاستنفار.

كان مالك إذا دخل عليه رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف، ومنع المسائلة وقال هذا هو شهر رمضان، هذا هو شهر القرآن، فيمكث في المسجد حتى ينسلخ رمضان.

وكان بعضهم يؤجل مجالس التحديث لأجل ذلك.
وكان زُبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع أصحابه، وكانت لهم مجاهدات في الختمات.

وكان سعيد بن جبير يؤم الناس في رمضان فيقرأ بقراءة ابن مسعود، وبقراءة زيد، وهكذا في الليالي المختلفة.

كان النبي صلّ الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان، إنه تذليل النفس لرمضان، إعداد النفس لرمضان، يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.

وليست القضية أن نؤجل فعل الخيرات إلى رمضان؛ لأن بعض الناس يؤخرون الزكاة عن وقتها لرمضان، وهذا لا يجوز، يجب أن تؤدي الزكاة متى حال الحول، ولكنهم يظنون أن تأجيل إخراج الزكاة إلى رمضان يضاعف أجرها، كيف؟

التأجيل عن الوقت الشرعي معصية، فأيّ أجر يضاعف إذا كان الوزر سيحصل بالتأخير؟

ولكن لو صادف رمضان وقت إخراج الزكاة فهو يخرجها فيه محتسباً، وقد يبكّر إخراج الزكاة عن وقتها لتكون في رمضان، فلا بأس بذلك، وبعض الناس إذا خطر على باله الطاعة قبل رمضان، يقول: إذا جاء الشهر، إذا جاء الشهر.

النبي صلّ الله عليه وسلم أكثر من الصيام في شعبان، لماذا؟

كانت له نوافل يصومها فربما لم يتمكن منها لسفر، أو مرض، أو غزو، فيجمعها كلها يقضيها قبل رمضان نوافل؛ لأنه كان إذا عمل عملاً أثبته.
نساؤه كن يقضين في شعبان للشغل بالنبي عليه الصلاة والسلام، وهو شهر يغفل الناس عنه، وربما لا نعيش.

ولذلك لا بد أن نكون من الذين يستعدون دائماً للقاء الله، ألم يأتك نبأ الذي جاءته المنية بالأمس على حين غرّة تغدى مع أهله، وقام فغسل يديه، وسقط، إلى المستشفى، فارق الحياة، هذا هو قبل رمضان بليال، قد وافاه الأجل ورحل، ولذلك فإن عبادات المؤمن ليست موسمية، بمعنى أنه ينقطع قبل رمضان، فإذا جاء رمضان اجتهد، كلا، إنها عبادات على مدار العام، وإن استعدادنا لرمضان يكون بأمور متعددة، مثل: معرفة فضائل الأعمال، وهذه نقطة مهمة لأجل الاجتهاد، فإن معرفة الأجور من المحفزات لعمل الخيرات.

هناك أجور فيها بناء بيوت في الجنة السنن الرواتب، قل هو الله أحد عشر مرات، من أطعم الطعام، وألان الكلام وصلى بالليل والناس نيام، وأفشى السلام، بنى الله له غرفاً يُرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها[12].

وهناك منابر من نور، وهناك طعام في يوم جوع، وهناك شرب في يوم عطش، وهناك ظل في يوم شمس، وهنالك أزواج مطهرة، وهنالك ألبسة تُعطى لمن كظم غيظه، وهنالك أجور معينة على أعمال معينة، إذا عرفها العبد تحمس للعمل.



الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-17-21, 08:13 AM
الاستعداد لرمضان

إعداد النفس للدعاء بإطابة المطعم والمشرب

إننا نحتاج إلى إعداد النفس للدعاء، والدعاء يكون بأمور منها: إطابة المطعم، أطب مطعمك تكون مجاب الدعوة.


هل عندنا أنواع من المحرمات في الكسب نتخلص منها، حتى إذا أردنا أن ندعو يستجيب الله لنا؟

كثير هنالك من أبواب الشر في الكسب، فلنتجرد من ذلك.

وأيضاً، فإن من اللهف للشهر والتعلق به خدمة العبّاد فيه، وخدمة العباد مذهب إبراهيم الخليل، طَهِّرَا بَيْتِيَ [سورة البقرة:125].

وهكذا للطائفين والصائمين والقائمين والعاكفين والركع السجود، هؤلاء تُجهز لهم بيوت العبادة، وهذه من الطاعات، هكذا أُمر الخليل طَهِّرَا بَيْتِيَ الطهارة الحسية، والطهارة المعنوية، فيطهر من الأرجاس والأنجاس، أتاكم رمضان_شهر_مبارك
فرض الله عليكم صيامه تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حُرم أخرجه النسائي وصححه الألباني.


هكذا كان عليه الصلاة والسلام يفعل يشوق أصحابه إلى رمضان، كما قيل له حرض المؤمنين على القتال، كذلك يشوق المؤمنين إلى مواسم الطاعة، فيقول: أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء بين فرضيته، بين قدومه، بين ميزاته،

تُفتح فيه أبواب السماء، تُغلق فيه أبواب الجحيم، تُغلّ فيه مردة الشياطين الإعانة على العبادة تصفيد المردة لأجل تمكين الناس من الإقبال، فإن المردة يحولون بينهم وبين الطاعة، والله قد هيأ لنا الأسباب بقي العمل منا، لله فيه ليلة خير من ألف شهر لتشتاق النفوس للعمل، ولتتهيأ وتزداد في مضاعفة الجهد في هذا الشهر.


حكم التهنئة باستقبال شهر رمضان

ما حكم التهنئة به؟ إنها طيبة،

قال ابن رجب -رحمه الله-:

"هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين".

وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن هذا فقال: طيبة يعني التهنئة، التهنئة بدخول رمضان؛ لأنه شيء في النفوس يعتلج في النفس، ولذلك فإن البوح به والإخبار، إنه من الطاعات، إن الناس كانوا فيما مضى يتراءون الهلال من شوقهم لرمضان يتراءون يحاولون أن يروا الهلال، وهذه سنة مختفية في هذا الزمن المتأخر.


فيقول الصحابي تراءى الناس الهلال
إنهم يخرجون لرؤيته، إنهم يبحثون عنه،
إن النفوس متلهفة والقلوب مقبلة،
ولذلك العيون والأبصار متطلعة، تريد أن ترى الشهر،
تراءى الناس الهلال،
سنة البحث عن الهلال، إنها اشتياق لرمضان،

وهكذا فإن التحري لهلال هذا الشهر ليس مقصوراً على ناس معينين توكلهم المحكمة، لا، تراءى الناس الهلال يعني كل الناس، فلو أن إنساناً عرف من أين يخرج الهلال، وقبل كم من غروب الشمس يكون موجوداً، وفي أي ناحية من السماء، وعلى أي درجة يكون مرتفعاً، وكيف يكون شكله، وفتحة الهلال إلى أي جهة، إنه يستعين بهذه المعلومات على الترائي؛

لأن الشخص العادي لا يعرف في أي جهة يظهر الهلال، ولا في أي مكان، ولا الساعة كم، ولا عادة قبل مغيب الشمس بكم، ولا يدري هل هو أصلاً قبل مغيب الشمس، أو بعد مغيب الشمس،

فالتحري لهذا الهلال من أدلة الاشتياق للعبادة، وأيضاً فيه إعانة على الطاعة؛ لأن إخبار المسلمين بعضهم بعضاً بهذا الدخول،

ضبط الشهر مطلوب شرعاً،
ضبط الشهر واجب
، أمر النبي صلّ الله عليه وسلم بالتحري،
أمر بالتحري.


الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-18-21, 09:17 AM
الاستعداد لرمضان


قضاء ما فات من صيام قبل دخول رمضان

أيها الإخوة إن من الاستعدادات أيضاً قضاء ما فات قبل دخول رمضان، وكثير من الناس عليهم أيام فيما مضى من رمضان، وقد يكون بعض ذلك بعذر متصل، وقد يكون العذر انتهى من زمان، لكنه لم يصم ما فات، فليبادر قبل فوات الأوان، بعضهم أخر لعذر، وبعضهم أخر لغير عذر،

ولذلك من دخل عليه رمضان وما صام ما فاته فإنه يجب عليه بعد انقضاء رمضان قضاء ما فات من رمضان الذي قبله، وإطعام مسكين عند كثير من العلماء مذهب مالك والشافعي وأحمد أخذاً بفتوى عبد الله بن عباس وأبي هريرة في ذلك إطعام مسكين زائد القضاء مع التوبة من التأخير ومن كان عذره متصلاً أو عذرها متصلاً كامرأة حامل ثم وضعت فصارت نفساء، ثم أرضعت فاتصل عذرها حتى دخل رمضان الجديد، فليس عليها إلا القضاء فقط، ومريض امتد مرضه حتى دخل رمضان الجديد، فليس عليه إلا القضاء فقط بعد أن يعافيه الله ،

يدخل رمضان على ناس مرضى، هذا عنده فشل كلوي، وهذا عنده قرحة في المعدة، وهذا عنده صرع، وهذا عنده أشياء وأشياء مما يحول بينه وبين الصيام، ألا فليعلم هؤلاء المعذورون أن أجرهم عند الله لا ينقص، إذا كان عندهم عزيمة على الفعل، ومنعوا بشيء قهري، فإن أجرهم مكتوب عند رب العالمين، ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً إلا هم معكم لماذا؟ حبسهم العذر.



حكمة كراهة استقبال رمضان بصيام يوم الشك

أيها الإخوة، إن من التشويق لرمضان أن نمنع من الصيام قبله بيوم أو يومين، وهذا من سد ذرائع الزيادة في العبادة، فحتى لا يزاد فيه ما ليس منه، منعنا من تقدم رمضان بيوم أو يومين، إلا أصحاب القضاء، إلا أهل العادة الذين لهم عادة يصومونها كصيام الاثنين والخميس، فلو وافق آخر شعبان اثنين أو خميس، أو رجل يصوم يوماً ويفطر يوماً، فإنه في هذه الحالة يكمل على عادته.

أيها الإخوة، إن الاستعداد لرمضان التشوق إليه، ومن التشوّق أن نمنع من الصيام قبله بيوم أو يومين، ويوم الشك قد نهينا عنه، قال الصحابي: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم عليه الصلاة والسلام".

وهذا اليوم الذي لا يدرى هل هو من شعبان أو من رمضان، فهو الثلاثون من شعبان، أو واحد رمضان، إلا كما قلنا لمن يقضي، أو كان له عادة بالصيام، إن من النساء من تستعد لرمضان بحبوب منع العادة الشهرية، وتقول: أريد صيامه كاملاً، وأصوم مع الناس، وأصلي مع الناس، ولا أريد أن أنقطع ولا يوم، فنقول: ألا ترضين بما رضي الله منك، ألم يرض الله منك بالفطر في أيام العادة والقضاء بعد ذلك، وأجرك كاملٌ ولا نقص فيه؟ ولذلك فلا حاجة إلى تعاطي حبوب فيها ضرر على الجسد، وفيها لخبطة للعادة، وفيها اضطراب، وإنما هو رضاً بالقضاء، والرضا بالقضاء أجره عظيم جداً، فرضا المرأة بما قدّر الله عليها من هذه العادة، ومن النفاس، فيه أجر كبير.


لاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-19-21, 08:04 AM
الاستعداد لرمضان

رمضان شهر الفتوحات والنصر والعزة للمسلمين

وكذلك فإن من الاستعداد لهذا الشهر أن نعلم أنه كان بالنسبة للمسلمين كان شهر أمجاد، ونحن نستجر من الماضي ما نعزز به العزة في نفوسنا في زمن الذل الذي نحن فيه، عندما نرى اليهود في هذا الأيام قد شنّوا الحملات على إخواننا في فلسطين قتلاً، وهدماً، وجرحاً، وعندما نرى الصليبيين في بلاد الرافدين لم يرحموا امرأة، ولا شيخاً، ولا طفلاً، وإن أجساد المسلمين الملقاة في الشوارع اليوم لتبعث الأسى في نفوس المسلمين،

مما أصاب هذه الأمة من الذل ولكن ما يقدّر الله شيئاً إلا لحكمة، وربك حكيم عليم، وعليم حكيم وخبير ، ولعل الله يوقظ بهذه الأمور والأحداث قلوباً طالما كانت غافلة، ويوقظ نفوساً طالما كانت نائمة، ويوقظ أقواماً طالما كانوا في الغي سادرين، لكن يتذكر المسلم أن هناك جهاداً عظيماً كان في رمضان،

فغزوة بدر كانت فيه، وحفر الخندق كان فيه، وسرايا وبعوث كانت فيه، وفتح مكة كان فيه، وفتح جزيرة رودس كان في رمضان، وهلاك المختار بن عبيد الله الثقفي -أحد الكذابين- في رمضان، وفتح الأندلس كان في رمضان.

ركبنا سفيناً بالمجاز مقيرًا عسى أن يكون الله منا قد اشترى
هكذا كان يقول طارق بن زياد، وهكذا كان عسكر المسلمين متجهاً نفوساً وأموالاً وأهلاً بجنةإذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسراولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا
إذا نحن أدركنا الذي كان أجدرا

وهكذا فتح البذ مدينة بابك الخُرّمي في رمضان، وفتح عمورية في رمضان، وسرقوسا في رمضان، ووقعة حارم التي نصر الله فيها محمود زنكي وجيش المسلمين على الصليبيين الذين قُتل منهم عشرة آلاف في رمضان، ووقعة عين جالوت في رمضان بقيادة المظفر سيف الدين قُطُز الذي غامر في تلك المعركة حتى لاموه على تلك الجرأة ودخوله في الأعداء، وقالوا:

لم لا ركبت فرس فلان لو رآك بعض الأعداء لقتلك، وهلك الإسلام بسببك، قال: "أما أنا فكنت أروح إلى الجنة، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عدّ خلقاً فأقام الله للإسلام من يحفظه غيرهم". من يحفظه ولم يضيع الإسلام

معركة شقحب بين المسلمين والتتر كانت في رمضان، وكان شيخ الإسلام يطوف على الجند ويعدهم بالنصر، وكان العلماء يقرءون سورة الأنفال يثبّتون بها أقدام المؤمنين، ويقول لهم أنتم منصورون، ويقولون: قل إن شاء الله، فيقول: أقولها تحقيقاً لا تعليقاً.

وهكذا كان فتح بلجراد عاصمة المجر في رمضان على يد سلطان العثمانيين، وكان وكان في رمضان مما سالت به دماء الشهداء في أحداث مرت على الأمة، تحيي في النفوس ذكريات عطرة، وتشوّق إلى ذلك اليوم الذي ينتصر فيه أهل الإسلام، نسأل الله أن يعجّل بنصر المسلمين.

أيها الإخوة، ليست القضية في الكلام عما حدث من الفتوحات في #رمضان ضرباً من الخيال بحيث يُقال لا تناموا،رمضان شهر جهاد، يعني كان المسلمون يجاهدون مفطرين أو صائمين، كانوا يفطرون، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: أفطروا فالفطر أقوى لكم هذا دين الواقع، هذا دين فيه عمل الحسابات، هذا دين تراعى فيه الأحوال، فإذن، ليس معنى أن هذه الفتوحات كانت في #رمضان يعني أنهم كانوا يصومون كل الوقت لا، مراعاة الحال والفطر أقوى لكم[20].
وهكذا كان شيخ الإسلام يفطر بنفسه ويطوف على الصفوف في معركة شقحب، ويبين لهم حكم الفطر في هذا الشهر.


فضل العمرة في رمضان


يقوم كثير من الناس استعداداً_لرمضان بالحجز لأداء رحلة العمرة، وهذا شيء جميل في هذا الشهر الكريم، لأن عمرة في رمضان تقضي حجة معي، إذا كان #رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة.

إذن، أجرها كبير، ومن كان محتسباً لأجر، لو تمكن منه لفعله ولكن منعه عجز، ما أعطي إجازة من العمل، ما عنده نفقة يريد أن يقضي العشر الأواخر لكن الغلاء يمنعه، فإن الله إذا علم منه الصدق آتاه أجره.

وأيضاً، فإن الأعمال تُعرض على الله في كثير من مواسم الفضل، فأري الله من نفسك خيراً، فليرك متخشعاً ذاكراً منيباً أواباً متذكراً لخطيئتك باكياً على ما كان منك، تائباً مما أسلفت، وإن رفع اليدين في هذا الشهر وفي غيره، إنه شيء عظيم، ومن أوقات الإجابة رمضان، ومضاعفة الأعمال في الأزمان الفاضلة معروف محقق، ولذلك تجتهد النفوس فيه لأجل تحصيل هذه المضاعفة.


الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

عطاء دائم
02-20-21, 08:55 AM
الاستعداد لرمضان


الاستعداد لرمضان بالجود والبذل

إن من الاستعداد التخلق بخلق الجود، الجود البذل، مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ [سورة البقرة:261]. المجموع سبعمائة، هل تتوقف المضاعفة عندها؟
كلا الدليل قال بعدها: وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ [سورة البقرة:261]،
بعد السبعمائة وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

إنه جودٌ بالعبادات بالخير، أكان قراءة للقرآن،
أم صلاة،
أم ذكراً واستغفاراً،
أم جوداً بالصدقات والمال

الله أعطاك فابذل من عطيته
فالمال عارية والعمر رحّالُ
المال كالماء إن تحبس سواقيه
يأسن وإن يجر يعذب منه سلسالُ

وكل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين العباد.

والجود بالمال زكاة وصدقة ونفقات على الأهل واحتساب الأجر فيها إنه لشيء عظيم، وإن الجود بالنفس والجود بالراحة والجود بإتعاب النفس هذه في طاعة الله، وفي خدمة عباد الله، الجود بالوجاهة للشفاعة، والجود بالرفاهية والراحة لراحة الغير.

متيمٌ بالندى لو قال سائله
هب لي كرى عينك لم ينمِ

الجود بالعلم هب لي كرى عينك لم ينم،

الجود بالدعوة،
أين أنتم أيها الدعاة إلى الله؟
إن النفوس مقبلة، فماذا أعددتم؟
إن الناس في حال استيقاظ، فماذا جهزتم؟
إنك ترى أناساً مع عهدتهم في المساجد من قبل، فما هو الموقف منهم؟

وإذا كان هذا هو الحال عند النساء والرجال والكبار والصغار، فإنه لا بد أن يكون لنا تواصل، تواصل الدعاة مع الناس، طلبة العلم مع الناس، هذا أوان يستفتى فيه مستفتون لم يكونوا قد استفتوا من قبل ربما، ويقبل فيه أشخاص على السؤال ما سألوا من قبل، بل إن الأسئلة لتكثر في رمضان، عن الصيام والمفطّرات، وعن الزكاة، وعن أحكام كثيرة جداً في هذا الشهر،

ولذلك فإن نصب طلبة العلم والعلماء أنفسهم، وإن الجود بالبذل والعطاء، إنه يؤجر عليه صاحبه أجراً مضاعفاً، والناس اليوم بحاجة، هناك جهل كثير، وهناك إحساس بهذا الجهل، وهناك أناس تريد أن تتعلم، وهناك قضايا وحوادث تحتاج إلى فتاوى، وهناك على مدار الساعة أهل سؤال، ولا يكفي واحداً ولا اثنين، ولا عشرة، ولا مائة، إذا كان البلد فيها ثلاثمائة ألف -مثلاً- فكم تحتاج؟

كل واحد من الثلاثمائة ألف في رمضان أكيد ربما يتعرض لنحو من عشر أسئلة،
فكم عدد الأسئلة؟
ثلاث مليون، على كم توزّع؟

هذه المأساة اليوم، فلو كان في البلد ثلاثة ملايين، فكم سؤالاً لديهم،
ولذلك لا بد من تحفيز الناس للبحث عن الإجابات بالطرق المختلفة المشروعة، ولا بد أن يكون للإنسان بحث وتعب، وهب هو أراد أن يسأل فلم يتمكن، ووصل إلى فلان فلم يجده، واتصل بفلان فلم يرد عليه، فليبحث هو، هناك كتب ومؤلفات، وكتب للفتاوى،

فلماذا لا تُقرأ؟

إن كثيراً من الناس أسئلتهم من النوع المتكرر الذي سبقت الإجابة عنه، وطُبعت الإجابات، ولم يبق إلا أن يفتح الكتاب ويقرأه، أو يبحث بالفهرس، وهل أتاك نبأ الإنترنت وما فعله في الإجابة على الأسئلة، وتوفير الإجابات وتجهيزها للناس؟ وهل أتاك نبأ محركات البحث التي تستطيع بواسطتها الوصول إلى المعلومة بكل يسر وسهولة، ويقول لك العفريت قوقل زمن البحث فاصل واحد ثمانية عشرة من الثانية.


أيها الإخوة، بعض الناس لا يريدون أن يتعبوا، ويريد أن يرد عليه أي شيخ في أي وقت، هذا غير ممكن، وربما اتهم الآخرين وعلّق الخطأ على الشماعة، وقال: هؤلاء يكتمون العلم وهم في النار! يلجمهم الله بلجام من نار، وهؤلاء لا خير فيهم، وهؤلاء مشغولين بالنوم والأكل، وهؤلاء ...،

وأنت مشغول بماذا؟ ماذا فعلت في تحصيل الإجابة؟

اليوم يا إخوان عصر النشر هذا، نحن نعيش الآن في ثورة إعلام، وثورة إعلان، وثورة نشر، ومن أشراط الساعة فشو القلم، وهذه الطباعة قد عمّت والنشر الإلكتروني، وقيقات محشوة في هذه المخازن الإلكترونية تنتظر من يبحث، ودرر تنتظر من يلتقطها، ولذلك فقضية البحث المبدئي أرى في الوقت الحاضر أنه مطلوب من كل واحد عنده سؤال، لا بد يبحث بنفسه، إذا ما استطاع الوصول، خشي أن سؤاله يختلف عن سؤال الذي أجاب عنه الشيخ، وليس الاختلاف السائل محمد يقول:

إنه قد أكل ناسياً في نهار رمضان، فماذا عليه؟ ويقول أنا اسمي عبد اللطيف، السؤال يختلف،

كلا أيها الإخوة، المسألة فعلاً يحتاج الناس أن يُدفعوا إلى البحث عن أسئلتهم؛ لأن كثيراً من الأسئلة ليست قضايا اجتهادية، ليست قضايا تحتاج إلى مفتي أو مجتهد مثلاً تتوافر فيه شروط معينة، قد يكون السؤال سؤال بسيط جداً ومعتاد جداً، فلماذا لا يكلف الواحد نفسه في البحث، لماذا هذا الكسل، وأقرب ما له أزرار الجوال، هناك أزرار أخرى يمكن البحث فيها وصفحات يمكن تقليبها اتعب شيئاً ما،

أنت إذا شككت وإذا خشيت أن مسألتك غير موجودة وتختلف عما هو موجود، وتخشى من سوء الفهم مثلاً، فعند ذلك لا تنم حتى تعثر على جواب، ولو سافرت ولو رحلت، إذا كانوا يرحلون في طلب علو السند، وطلب علو السند من المستحبات، إذا كان عنده سند صحيح فيه خمسة رجال فأراد أن يسافر إلى شيخ شيخه ليصبحوا أربعة، هذا مستحب، فكيف بالسفر اليوم لقضية مصيرية مثل استمرار في وظيفة؟

كيف بالسفر لتحصيل فتوى يعرف بها جلوسه مع المرأة حلال أو حرام؟
كيف بالسفر لكي يعرف هذا اليوم من أيام الصيام صحيح أو لا؟

ولذلك فإن بعض الناس يريدها إما سهلة وإما مستغني، أشياء لا بد لها من تعب، تسألني أم الوليد جملاً يمشي رويداً ويأتي أولاً، ما تصير، إذا مشى رويداً سيأتي في آخر السباق، يا إخوان إن هذه الأزمة اليوم الموجودة أزمة الفتوى وأزمة الاستفتاء وأزمة وجود مشايخ وأزمة وجود طلبة علم وأزمة وجود من يرد على الهواتف وأزمة الوصول هذه جزء من حلها على الناس،

جزء من حلها أن يتعبوا قليلاً لإيجاد الجواب بأنفسهم، وتعاون مع أئمة المساجد الموجودين ومع طلبة العلم ومع الزملاء في العمل ومن أهل الدين والخير يصل للإنسان للمعلومة، الله وفر لنا في هذا الزمان وسائل كثيرة، ولا نقل اعمل من عندك، ولا برأيك، ولا أن تخبط خبط عشواء، لكن لا بد أن يبذل الإنسان أسباباً لهذا التعلم، والحصول على النتيجة.

وهذا الكلام مهم جداً قبل رمضان؛ لأن الأسئلة تكثر في رمضان، فلا بد أن يفهم ويعرف، ثم هناك أحياناً كتب أشرطة مسرودة فيها الأحكام، مسألتك قد تكون واحدة من مائة مسألة موجودة في شريط، موجودة في كتاب، ابحث، اتعب يا أخي قليلاً، قلّب الصفحات، اقرأ، ثم العلماء كيف صاروا علماء، هكذا ولدوا علماء؟ أليس مروا بمراحل كان الواحد فيهم جاهلاً؟

وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ [سورة النحل:78] هذه آلات التعلُّم والفقه، ثم صار الواحد متعلماً، صار عنده شيء من العلم صار طالب علم يصح أن يطلق عليه طالب علم، ثم صار مثلاً عالماً ثم صار مفتياً ثم صار مجتهداً مر بمراحل.

ولذلك أنت ممكن تكون إذا اجتهدتَ، يمكن أن تكون، لماذا تستبعد أن تكون طالب علم، أو تكون عالماً؟ ممكن، لكن المسألة تحتاج إلى تعب.


الاستعداد_لرمضان
[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....


SEO by vBSEO 3.6.1