المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعون الرمضانية ...


عطاء دائم
03-11-21, 08:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://g.top4top.io/p_18967oaub1.jpg

الحديث_الأول

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم: ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، والحجِّ، وصوم رمضان))
متفقٌ عليه


شرح_الحديث

شَبَّه النبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ الإسلامَ ببِناءٍ مُحكَمٍ، وشبَّه أركانَه الخَمسةَ بقواعدَ ثابتةٍ مُحكَمةٍ حاملةٍ لذلك البُنيانِ، فلا يثبُتُ البنيانُ بدُونِها
وأوَّلُ هذه الأركانِ: الشَّهادتانِ؛ شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وهُما رُكنٌ واحدٌ؛ لكَونِهما مُتلازمتَينِ

والرُّكنُ الثَّاني: هو إقامةُ الصَّلاةِ، ويعني: المحافظةَ على أداءِ الصلَواتِ الخَمسِ المَفروضاتِ في اليومِ واللَّيلةِ، في أوقاتِها، بشُروطِها وأركانِها وواجباتِها

والرُّكنُ الثَّالثُ: إخراجُ الزَّكاةِ المفروضةِ، وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ المِقدارَ والحدَّ الشرعيَّ، وحالَ عليه الحَوْلُ -وهو العامُ القمَريُّ أو الهِجريُّ- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ،

والرُّكنُ الرَّابع: الحجُّ، وهو مرَّةً واحدةً في العُمُرِ، ويَلزَمُ لوُجوبِه: القُدرةُ والاستطاعةُ الماليَّةُ والبَدنيَّةُ

والرُّكنُ الخامسُ: صومُ رمضانَ، وهو عِبادةٌ بدنيَّةٌ

والصِّيامُ يعني: الإمساكَ، بنيَّةِ التعبُّدِ، عن الأكْلِ والشُّربِ ، وسائرِ المُفطِّراتِ، مِن طلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ

فوائد الحديث

أركانَ الإسلام تنقسمُ إلى أربعة أقسامٍ
منها: ما هو عمَلٌ لِسانيٌّ قلبيٌّ، وهو الشَّهادتانِ؛ إذ لا بدَّ فيهما مِن نُطقِ اللِّسانِ، وتَصديقِ القلب
ومنها: ما هو عمَلٌ بدَنيٌّ، وهو الصَّلاةُ والصَّومُ
ومنها: ما هو ماليٌّ محضٌ، وهو الزَّكاةُ
ومنها: ما هو عمَلٌ بدَنيٌّ ماليٌّ، وهو الحَجُّ


و شعارنا دوما

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-11-21, 09:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://e.top4top.io/p_18963oimq1.jpg

الأربعون_الرمضانية
الحديث_الثاني

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم:
((الصَّلواتُ الخمسُ، والجمعة إلى الجُمُعة، ورمضانُ إلى رمضان، مُكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجتُنبَت الكبائرُ))
رواه مُسلم

شرح_الحديث

خُلِقَ الإنسانُ ضَعيفًا، يُخطِئ ويُذنِبُ، ويَغلِبُه الشَّيطانُ والنَّفسُ
وقدْ جعَلَ اللهُ تعالى له أُمورًا تُكفِّر السيِّئاتِ إذا اجتَنبَ الكَبائِر، ومنها ما ذَكرَه النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ في هذا الحديثِ

"الصَّلواتُ الخَمسُ"، أي: كُلُّ صلاةٍ إلى التي تَليها
"والجمُعَةُ إلى الجُمعَةُ"، أي: صَلاةُ الجمُعَةِ إلى الجُمعَةِ التي تَليها
"ورمضانُ إلى رمَضانَ"، أي: وصيامُ رمضانَ إلى رمَضانَ الذي يَليهِ
كلُّ هؤلاءِ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتُنبَتِ الكَبائرُ

أي: مُكفِّراتٌ لصَغائرِ الذُّنوبِ والآثامِ، وإنَّما للكَبائرِ في تَكفيرِها شأنٌ آخَرُ، ألَا وهو التَّوبةُ

و"الكَبائِرُ" المقصودُ بها الذُّنوبُ العَظيمةُ، وهي كلُّ ذَنبٍ أُطْلِقَ عليه- في القُرآنِ، أو السُّنَّةِ الصَّحيحةِ، أو الإجماع- أنَّه كَبيرةٌ، أو أُخْبِر فيه بشِدَّةِ العقابِ، أو كانَ فيه حَدٌّ، أو شُدِّدَ النَّكيرُ على فاعلِه، أو ورَد فيه لَعْنُ فاعلِه
#وفي الحَديثِ: بيانٌ لسَعةِ رحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ وتَفضُّله بالمغفرةِ وإعْطاء الأجْرِ العظيمِ على العَملِ القَليلِ.

و شعارنا دوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-12-21, 09:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://e.top4top.io/p_1897f4thg1.jpg

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الثالث

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم:
((إذا دخل شهرُ رمضان فتِّحَت أبوابُ السَّماء وغُلِّقَت أبوابُ جهنَّم، وسُلسلَت الشَّياطينُ))
متفق عليه

شرح_الحديث

شَهْرُ رَمضانَ مِن مَواسمِ الخَيرِ والغُفرانِ؛ فَفيه تَقعُ عِبادةُ الصَّومِ، وفيه ليلةُ القَدْرِ؛ أَشرَفُ لَيالي العامِ
ومِنْ فَضلِه: أنَّه إذا دَخَلَ الشَّهرُ فُتِّحت أبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقت أَبوابُ جَهنَّم،
وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ، يَعني: شُدَّت بالسَّلاسلِ ومُنِعَتْ مِنَ الوُصولِ إلى بُغيَتِها مِن إفسادِ المسلمينَ بالقَدْرِ الَّذي كانت تَفعَلُه في غَيرِ رَمضانَ
كُلُّ ذلك لِمَا خَصَّ اللهُ هذا الشَّهرَ بتَنزُّلِ الرَّحماتِ والغُفرانِ.

و شعارنا دوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يتبع

عطاء دائم
03-12-21, 09:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://h.top4top.io/p_18970easr1.jpg

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الرابع

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم:
((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))
متفق عليه

شرح_الحديث

في هذا الحديثِ بِشارةٌ عَظيمةٌ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِمَن وُفِّق لصِيامِ شَهرِ رمَضانَ كلِّه عندَ القُدرةِ عليه
والصَّومُ هو الإمساكُ بنِيَّةِ التَّعبُّدِ عنِ الأكْلِ والشُّربِ، وسائِرِ المُفطِّراتِ، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ
فمَن صامَ هذا الشَّهرَ «إيمانًا واحتسابًا»
تَصديقًا بالأمْرِ به، عالِمًا بوُجوبِه، خائِفًا مِن عِقابِ تَرْكِه، مُحتسِبًا جَزيلَ الأجْرِ في صَومِه
فإنَّ المَرْجُوَّ مِن اللهِ أنْ يَغفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذُنوبِه السَّابقةِ
غيرَ الحُقوقِ الآدميَّةِ المتعلِّقةِ بأموالِهم أو أعراضِهم أو أبدانِهم؛ فهذه لا تَسقُطُ إلَّا برِضاهُم

وفي_الحديثِ: الحثُّ على صِيامِ شَهرِ رَمضانَ وبَيانُ عَظيمِ أجْرِ ذلك

و شعارنا دوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-13-21, 07:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://h.top4top.io/p_1898ozw3d1.jpg

الأربعون الرمضانية

الحديث الخامس

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم:

((قال الله: كُلُّ عمل ابن آدم له إلاَّ الصِّيام؛ فإنَّه لي وأنا أجزي به، والصِّيامُ جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخب؛ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقُل إنِّي امرُؤٌ صائم، والذي نفسُ مُحمدٍ بيده لخُلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحُهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربَّه فرح بصومه))
متفق عليه

شرح_الحديث

للصِّيامِ فضائِلُ عَظيمةٌ، وكَرامةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأَعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غَيرِهم

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قال:
«كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له»، أي: فيه له حَظٌّ ومَدخَلٌ لاطِّلاعِ النَّاسِ عليه، إلَّا الصِّيامَ؛ فإنَّه خالِصٌ لي، لا يَعلَمُ ثَوابَه المُترتِّبَ عليه غَيري
«وأنا أَجْزي به» أي: أتولَّى جَزاءَه، وأنْفَرِدُ بعِلمِ مِقدارِ ثَوابِه، وتَضعيفِ حَسَناتِه،
ولَمَّا كان ثَوابُ الصِّيامِ لا يُحْصِيه إلَّا اللهُ تعالَى، لم يَكِلْه تعالَى إلى مَلائكتِه، بلْ تَولَّى جَزاءَه تعالَى بنفْسِه

ثمَّ أخبَرَ أنَّ الصِّيامَ جُنَّةٌ، يعني: وِقايةٌ وحِصنٌ حَصينٌ مِن المَعاصي والآثامِ في الدُّنيا، ومِن النَّارِ في الآخِرةِ.

ثُمَّ نَهىُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّائمَ عن الرَّفَثِ، وهو الفُحشُ في الكَلامِ، وكذا نَهاهُ عن الصَّخَبِ، وهو الصِّياحُ والخِصامُ، فإنْ شَتَمَهُ أحَدٌ أو قاتَلَهُ، فلْيَقُلْ له بلِسانِه:

«إنِّي امْرُؤٌ صائِمٌ»؛ لِيَكُفَّ خَصْمُه عنه، أو يَستشْعِرْ ذلِك بقَلْبِه؛ ليَكُفَّ هو عن خَصْمِهِ

والمرادُ بالنَّهيِ عن ذلك تَأكيدُه حالةَ الصَّومِ، وإلَّا فغَيرُ الصَّائمِ مَنهيٌّ عن ذلك أيضًا
ثمَّ أقْسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه:
«والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه»، أي: يُقسِم باللهِ الَّذي رُوحُه بيدِه؛ وذلك لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هو الَّذي يملِكُ الأنْفُسَ

«لَخُلُوفُ»، أي: تَغيُّرُ رائحةِ فَمِ الصَّائمِ -لخَلاءِ مَعِدَتِه مِن الطَّعامِ- أطيَبُ وأزْكى عندَ اللهِ تعالَى يومَ القِيامةِ مِن رِيحِ المِسكِ الَّذي هو أطيبُ الرَّوائحِ
ثمَّ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ للصَّائمِ الَّذي قامَ بحُقوقِ الصَّومِ، فأدَّاه بواجِباتِه ومُستحبَّاتِه؛ فَرْحتَينِ عَظيمتَينِ:

إحداهما في الدُّنيا، والأُخرى في الآخِرةِ؛ أمَّا الأُولى: فإنَّه إذا أفطَرَ فَرِحَ بفِطْرِه، وهذا الفرَحُ الطَّبيعيُّ
وأمَّا الثانيةُ: فإنَّه إذا لَقِيَ ربَّه فَرِحَ بصَومِه، يعني أنَّه يَفرَحُ وقْتَ لِقاءِ ربِّه بنَيلِ الجزاءِ، أو الفوزِ باللِّقاءِ
وفي_الحَديثِ: حَضُّ الصَّائمِ على تَرْكِ المُنكَراتِ والمُحرَّماتِ.
وفيه: أنَّ العِباداتِ تَتفاوَتُ مِن حيثُ الثَّوابُ.

وشعارنا دوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-13-21, 08:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://g.top4top.io/p_18984z4pu1.jpg

الأربعون الرمضانية

الحديث السادس

قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم:
" إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ "
(متفق عليه)

شرح_الحديث

فَضيلَةُ الصِّيامِ عَظيمةٌ، وكَرامَةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غيرِهم.
وفي هذا الحَديثِ اختصَّ الله الصَّائِمينَ الكامِلينَ في صَومِ الفَرْضِ والمكثرينَ مِن صِيامِ النَّفلِ، أو مَن غَلَب عليهم الصَّومُ مِن بيْنِ العِباداتِ
ببابٍ في الجنَّةِ يُقالُ له: الرَّيَّانُ

والرَّيَّانُ: مِن الرِّيِّ ؛ وفي تَسميةِ البابِ بذلك مُناسَبةٌ حَسنةٌ؛ لأنَّه جَزاءُ الصَّائِمينَ على عَطَشِهم وجُوعِهم
وهذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمينَ

حيثُ أُفْرِدَ لهم ؛ إكرامًا لهم واختِصاصًا، وليكونَ دُخولُهم في الجنَّةِ هيِّنًا غيرَ مُتزاحَمٍ عليهم عِندَ أبوابها، فهذا تَشريفٌ لهم وإعلاءٌ لمقامِهم، وتَمييزٌ لهم على غَيرِهم

"فيُنادَى عليهم: أين الصَّائمونَ؟"
فيَقومُون فيَدخُلون منه، فإذا دَخَلوا أُغلِقَ هذا البابُ، فلنْ يَدخُلَ منه أحدٌ غيرُ الصَّائمينَ، وكُرِّرَ نفْيُ دُخولِ غَيرِهم منه للتَّأكيدِ.

ودوما

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-14-21, 09:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://g.top4top.io/p_18994j7tg1.jpg

الأربعون الرمضانية

الحديث السابع

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صل الله عليه وسلَّم، قال:
((لا يتقدَّمنَّ أحدُكم رمضان بصوم يومٍ أو يومين، إلاَّ أن يكون رجُلٌ كان يصُومُ صومه، فليصُم ذلك اليوم))
متفق عليه

شرح الحديث

جعَلَ اللهُ الأهِلَّةَ لحِسابِ الشُّهورِ والسِّنينَ، فبِرُؤْيةِ الهِلالِ يَبدَأُ شَهْرٌ ويَنْتَهي آخَرُ، وعلى تلك الرُّؤْيةِ تتَحدَّدُ فَرائضُ كَثيرةٌ، كالصِّيامِ، والحَجِّ

وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى أنْ يَسْتقبِلَ المسلِمُ رَمَضانَ بصِيامِ آخرِ شَعبانَ، فيَصومَ قبْله يَومًا أو يَومينِ
فلا يُشرَعُ أنْ يَتقدَّمَ الشَّخصُ رمَضانَ بصَومِ يومٍ أو يَومينِ بقصْدِ الاحتِياطِ له؛ فإنَّ صَومَه مُرتبِطٌ بالرُّؤيةِ، فلا حاجةَ إلى التَّكلُّفِ، وسَواءٌ كان الجوُّ صَحْوًا أو غائمًا.
وإنَّما ذَكَر اليومينِ؛ لأنَّه قد يَحصُلُ الشَّكُّ في يَومينِ؛ لوُجودِ غَيمٍ أو ظُلمةٍ في شَهرينِ أو ثَلاثةٍ. وإنَّما نَهى عن ذلك لأمرينِ:

الأمرُ الأوَّلُ: خَوفًا مِن أنْ يُزادَ في رَمَضانَ ما لَيس منه، كما نُهِيَ عن صِيامِ يومِ العيدِ لذلك، حذَرًا ممَّا وَقَعَ فيه أهلُ الكتابِ في صِيامِهم، فَزادوا فيه بآرائِهِم وأهْوائِهم، ولهذا نُهِيَ عن صَومِ يومِ الشَّكِّ

الأمرُ الثَّاني: أنَّ الحُكمَ عُلِّقَ بالرُّؤيةِ؛ فمَنْ تَقدَّمه بيومٍ أو يَومينِ فقدْ حاولَ الطَّعنَ في ذلِك الحُكمِ.

ثمَّ استَثْنى صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هذا النَّهيِ ما إذا اعتادَ الإنسانُ صَومَ يَومٍ مُعيَّنٍ، كأنِ اعتادَ صَومَ يَومٍ وفِطرِ يومٍ، أو يومٍ مُعيَّنٍ كالاثنينِ فصادَفَه، فلا مانعَ مِن صِيامِه إذنْ؛ لأنَّ ذلك ليس مِن جِنسِ الصِّيامِ المَنهيِّ عنه شَرْعًا.

ودوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-16-21, 08:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://a.top4top.io/p_1901r0yq21.jpg

الأربعون_الرمضانية
الحديث_الثامن

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال النبيُّ صل الله عليه وسلَّم - أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلَّم -: ((صُوموا لرُؤيته وأفطروا لرُؤيته؛ فإن غُبِّي عليكم فأكملُوا عدَّة شعبان ثلاثين))
متفق عليه، واللفظ للبخاري.

شرح_الحديث

جعَلَ اللهُ سُبحانَه الأهِلَّةَ لحِسابِ الشُّهورِ والسِّنينَ، فبِرُؤْيةِ الهِلالِ يَبدَأُ شَهْرٌ ويَنْتَهي آخَرُ، وعلى تلك الرُّؤْيةِ تَتَحدَّدُ فَرائضُ كَثيرةٌ، كالصِّيامِ، والحَجِّ.
وفي هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يُصامُ رَمضانُ إلَّا إذا رُؤِيَ الهِلالُ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعشرينَ مِن شَعبانَ

وكذلك لا يَنتَهِي الصِّيامُ ويُفطَرُ إلَّا عندَ رُؤيَةِ هِلالِ شَهرِ شَوَّالٍ بعْدَ غُروبِ شَمسِ اليومِ التَّاسعِ والعشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ.

فإنْ تَعذَّرتْ رُؤيةُ الهِلالِ بسبَبِ الغَيْمِ، أو لأيِّ سَببٍ مِن الأسباب، فإنَّه يُكمَّلُ الشَّهرُ، فيكونُ ثَلاثينَ يومًا؛ لأنَّ الشَّهرَ لا يَزيدُ على ذلك، فيَتحقَّقُ اليَقينُ بدُخولِه أو بخُروجِه

وفي الحَديثِ: عدمُ الاعتِمادِ على غيرِ رُؤيةِ الهِلالِ، كالحِسابِ الفَلَكيِّ.

ودوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
03-24-21, 09:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://f.top4top.io/p_1909ciogb1.jpg

الأربعون_الرمضانية
الحديث_التاسع

عن كريبٍ، أنَّ أمَّ الفضل بنت الحارث رضي الله تعالى عنها بعثَته إلى مُعاوية رضي الله تعالى عنه بالشَّام، قال: "فقدِمتُ الشَّام فقضيتُ حاجتها، واستُهلَّ عليَّ رمضانُ وأنا بالشَّام، فرأيتُ الهلالَ ليلة الجمعة ثمَّ قدِمتُ المدينةَ في آخر الشَّهر، فسألني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ثُمَّ ذكر الهلال، فقال متى رأيتُم الهلال؟ فقلتُ: رأيناه ليلة الجمعة، فقال:

أنتَ رأيتَه؟ فقلتُ نعم، ورآه النَّاسُ وصامُوا وصام مُعاويةُ، فقال لكنَّا رأيناه ليلة السَّبت فلا نزالُ نصُومُ حتَّى نُكمل ثلاثين أو نراه، فقلتُ: أو لا تكتفي برُؤية مُعاوية وصيامِه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم"، وشكَّ يحيى بن يحيى في: "نكتفي أو تكتفي"
رواه مسلم.

شرح_الحديث

هذا الحديثُ يَتناوَلُ قَضِيَّةَ اختِلافِ مَطالِعِ القَمَرِ مِن مكانٍ لِآخَرَ عندَ تحديدِ بدايات الأشهُرِ القَمَرِيَّةِ، وخاصَّةً بِدايَة شهرِ رَمَضَانَ ونِهايَته.

وفي هذا الأثَرِ: يَذكُر كُرَيْبٌ أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بنتَ الحَارِثِ (وهي زوجةُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، وأُمُّ عبدِ الله بنِ العَبَّاسِ) "بَعَثَتْه إلى مُعاوِيَةَ بالشَّامِ، قال: فقَدِمْتُ الشامَ، فقَضَيْتُ حاجتَها، واستَهَلَّ عليَّ رَمَضَانُ وأنا بالشامِ، فرأيتُ الهلالَ ليلةَ الجُمُعَةِ"
وهذا مَطْلَع الهِلالِ في الشَّامِ، وبينها وبين المدينةِ أكثرُ مِن سَبْعِ مِئَةِ مِيل، أي: أكثرُ مِن 1120 كيلومتر، وكانت الشامُ قَلْبَ الخلافةِ في عهدِ مُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ، ومنها تُدارُ الدَّوْلَةُ، وتَتْبَعُها كلُّ الأقاليمِ الإسلاميَّةِ

يقول كُرَيْبٌ: "ثُمَّ قَدِمْتُ المدينةَ في آخِرِ الشَّهرِ، فسألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما"، أي: سألني عبدُ الله بنُ عَبَّاسٍ عن الرِّحلَةِ وقضاءِ حاجةِ أُمِّه، "ثُمَّ ذَكَر" ابنُ عَبَّاسٍ "الهلالَ فقال: متَى رأيتُم الهلالَ؟

فقلتُ: رأيناه ليلةَ الجُمُعَةِ، فقال: أنتَ رأيتَه؟ فقلتُ: نعم، ورَآه الناسُ، وصاموا، وصام مُعَاوِيَةُ"، أي: صام أهلُ الشَّامِ مع رؤيةِ الهلالِ ليلةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ الشهرِ، وقد ذَكَر كُرَيْبٌ أنَّه رَأَى الهلالَ بنفسِه ليلةَ الجُمُعَةِ وهو في الشامِ

فقال ابنُ عَبَّاسٍ: "لَكِنَّا رأيناه ليلةَ السَّبْتِ، فلا نَزَالُ نصومُ حتَّى نُكمِلَ ثلاثين، أو نرَاه" أي أنَّ أهلَ المدينةِ رَأَوْا هِلالَ رَمَضَانَ في ليلةِ السَّبتِ متأخِّرًا عن رؤيةِ أهلِ الشامِ بليلةٍ، وهذا مِن اختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ باختِلافِ المكانِ، فهُم يصومون حتَّى يَرَوْا هلالَ شَوَّال، فإن غُمَّ عليهم الهلالُ أَكْمَلُوا عِدَّةَ صيامِ الشهرِ ثلاثين يومًا
"فقُلْتُ"، أي: قال كُرَيْبٌ لابنِ عَبَّاسٍ: "أَوَلَا تَكتفِي برؤيةِ مُعَاوِيَةَ وصيامِه؟
فقال: لا، هكذا أمَرَنا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"

أي: ألَا تَكتفِي برؤيةِ أهلِ الشامِ ومعهم مُعَاوِيَةُ بنُ أبي سُفْيَانَ الخليفةُ؟! فتصوم بصومِهم وتُفطِر بفِطْرِهم، فقال ابنُ عَبَّاسٍ: لا، أي: لا نَكتفِي بِرُؤْيتِهم
ورُبَّما قال ذلك للبُعدِ المَكانِيِّ الذي يَسمَحُ باختِلافِ مَطالِعِ الأَهِلَّةِ، ولا يمكن أن يَبلُغَ الخبرُ مِن الشامِ إلى المدينةِ في الليلةِ نفسِها، فيكونُ اعتمادُهم على أمرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالصيامِ والإفطارِ برؤيةِ الهلالِ

كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِه وأَفطِروا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُمَّ عليكُم فأَكمِلوا العِدَّةَ ثلاثين".

وقد شكَّ يَحْيَى بنُ يَحْيَى في لَفْظَةِ: (نكتفي) أو (تكتفي) أي: شكَّ الرَّاوِي في هذه اللَّفظَةِ: هل هي بالنُّونِ أم بالتَّاءِ في بِدايَتِها، وهل هو بالخِطابِ لابنِ عَبَّاسٍ، أم بِنُونِ الجَمْعِ للمتكلِّم؟

وفي_الحديثِ: الاعتِمادُ على رُؤيةِ الأهِلَّةِ في معرفةِ بِداياتِ ونِهاياتِ الأَشْهُرِ القَمَرِيَّةِ.

وفيه:
صيامُ أهل الشامِ بِحَسَبِ رُؤْيَتِهِم، وصيامُ أهلِ المدينةِ بِحَسَبِ رُؤيتِهم الهلالَ بفارِق ليلة...

ودوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-03-21, 08:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأربعون_الرمضانية

الحديث العاشر

عن ابن عُمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلَّم،
أنَّه قال: ((*إنَّا أمَّة أُمِّية، لا نكتُبُ ولا نحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا))
يعني: مرَّةً تسعةً وعشرين، ومرَّة ثلاثين
متفق عليه.

شرح_الحديث

«إنَّا أمَّةٌ أمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ» أي: نحنُ العرَبَ تَغلِبُ علينا الأمِّيَّةُ،
يعني: أنَّنا لا نَعرِفُ القِراءةَ والكِتابةَ، والحِسابَ، أو المرادُ بالحِسابِ
حِسابُ النُّجومِ والمنازلِ والفَلَكِ،
فرُبِطَت عِبادتُنا بأُمورٍ ظاهرةٍ
يَسْتوي في مَعرفتِها الحُسَّابُ وغيرُهم، ثمَّ تمَّمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ هذا

المعنى :

بإشارتِه بيَدِه مِن غيرِ لَفظٍ، إشارةً يَفهَمُها الأخرسُ والأعجميُّ: «الشَّهرُ هكذا وهكذا»

قال الرَّاوي:
يعني أشارَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مرَّةً تِسعةً وعِشرينَ، ومرَّةً ثلاثينَ...

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-03-21, 08:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأربعون_الرمضانية

الحديث_الحادي_عشر

عن أبي بَكرة نُفيع بن الحارث الثقفي رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله
عليه وسلَّم، قال: ((*شهران لا ينقُصان، شَهرا عيدٍ؛ رمضانُ وذُو الحجَّة))
متفق عليه.


شرح_الحديث

إذا أدَّى الإنسانُ ما أُمِرَ به، واجتَهَدَ في مُوافَقةِ مُرادِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومَرْضاتِه
قدرَ استِطاعتِه وجَهْدِه؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لنْ يَحرِمَه الأجْرَ كاملًا وزِيادةً،
فضْلًا مِن اللهِ وكَرَمًا.

وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو بَكرةَ نُفَيعُ بنُ الحارثِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّ شَهرينِ لا يَنقُصُ أجْرُهما والثَّوابُ المُترتِّبُ عليهما،
وإنْ نقَص عَدَدُهما؛ هما: شَهْرُ رَمضانَ وذو الحِجَّةِ، وإنَّما خصَّهُما بالذِّكرِ؛
لتَعلُّقِ حكْمِ الصَّومِ والحجِّ بهما...

وسمَّى شَهْرَ رَمَضانَ شَهرَ عِيدٍ؛ لأنَّ شَهرَ رَمَضانَ يَعقُبُه عِيدُ الفِطرِ.
وفي هذا رَفْعٌ لِما قدْ يَقَعُ في القلوبِ مِن شكٍّ لمَن صامَ تِسعًا وعِشرينَ.
وفي_الحديثِ: بَيانُ فضْلِ شَهرِ رَمَضانَ وذي الحِجَّةِ....

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-05-21, 08:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الثاني_عشر

عن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم:
((تسحَّرُوا؛ فإنَّ في السُّحُور بركةً)) متفق عليه

شرح_الحديث

في هذا الحَديثِ يحُثُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّ مَن أرادَ الصَّومَ
على التَّسحُّرِ قَبْل الفَجرِ ويأمرُ به، فيقولُ: «تَسَحَّرُوا»
أي: تَناولُوا السَّحورَ ، ويكون قُبَيل طُلوعِ الفَجْرِ في رَمضانَ ولمنْ أَرادَ الصِّيامَ تطوُّعًا
«فإِنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً»،

أي: فيه مَزيدٌ من النَّماءِ والخيرِ والبَركةُ،
والبَركةُ في السُّحورِ تَحصُلُ بجِهاتٍ مُتعدِّدةٍ؛ وهي:

▪️ اتِّباعُ السُّنةِ
▪️ومُخالَفةُ أهْلِ الكتابِ؛ لأنَّهم لا يَتسحَّرون
▪️والتَّقوِّي على العِبادةِ
▪️ والزِّيادةُ في النَّشاطِ
▪️ والتَّسبُّبُ للذِّكرِ والدُّعاءِ وقْتَ مَظِنَّةِ الإجابةِ
وتَدارُكُ نِيَّةِ الصَّومِ لمَن أغْفَلَها قبْلَ أنْ يَنامَ

عجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-05-21, 08:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الثالث_عشر

عن عمر بن العاص رضي الله تعالى عنه
أنَّ رسُول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:
((فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أَكْلةُ السَّحَر)) رواه مسلم

شرح_الحديث

أي: إنَّ أَكلةَ السَّحرِ تُفرِّقُ بينَ طَبِيعَةِ صِيامِنا وصيامِ أهلِ الكِتابِ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارَى؛

لأنَّ الله أباح لنا بعضَ ما حرَّم عليهم،
ومُخالَفَتنا إيَّاهم في ذلك تَقَعُ مَوقِعَ الشُّكرِ لتلك النِّعمة؛ فهُم لا يَتسحَّرون
ونحن مَأْمورون بالسُّحورِ.


ووقتُ هذه الأَكْلَةِ هو وَقْتُ السَّحَرِ، وهو قُبَيْل طُلوعِ الفَجْرِ
الصادِقِ كما بيَّنت رواياتٌ أُخرَى
وفي_الحديثِ: * الحثُّ على السُّحورِ.

وفيه: حِرْصُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على التميُّزِ والاختِلافِ
عن أهلِ الكتابِ في العباداتِ المشترَكةِ بيننا وبينهم

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

نوااف
04-06-21, 04:10 AM
اللهم بلغنا رمضان

عطاء دائم
04-06-21, 06:52 AM
اللهم بلغنا رمضان

آمين يا رب
شكرا لك على جميل الحضور
اهلا بك

عطاء دائم
04-06-21, 06:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الرابع_عشر

عن زيد بن ثابتٍ رضي الله تعالى عنه، عن أنسٍ رضي الله تعالى عنه:
"أنَّ زيد بن ثابتٍ حدَّثه أنَّهم تسحَّروا مع النبي صلى الله عليه وسلَّم،
ثم قامُوا إلى الصَّلاة، قلتُ: كم بينهما؟ قال: قدرُ خمسين أو ستِّين"؛ يعني: آيةً
متفق عليه.

شرح_الحديث

يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسحَّرَ
مع زَيدِ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه، والسُّحورُ هو تَناوُلُ الطَّعامِ قبْلَ دُخولِ الفَجرِ
لِمَنْ نَوى الصِّيامَ

وبعْدَ فَراغِهما مِن السُّحورِ قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى صَلاةِ الصُّبحِ
، فسأل الحاضِرونَ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عن الوقتِ
بيْنَ سُحورِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ صَلاةِ الفَجرِ
فأجابهم بأنَّه كان بقَدْرِ قِراءةِ خَمسينَ آيةً على قِراءتِهم المُعتادةِ

وفي_الحديثِ

تأخيرُ السُّحورِ إلى قَريبٍ مِن الفَجرِ
وفيه: الاجتِماعُ على السُّحورِ

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-22-21, 10:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

الأربعون_الرمضانية

الحديث_الخامس_عشر

من أكل أو شرب ناسيا في رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ رواه البخاري(1933)، ومسلم (1155).

شرح الحديث

هذا الحديث دليل على أن من أكل أو شرب ناسياً فصومه صحيح لا نقص فيه، ولا إثم عليه؛ إذ لا قصد له في ذلك ولا إرادة، بل هو رزق ساقه الله إليه، ولهذا أضاف إطعامه وسقيه إلى الله تعالى. وما يكون مضافاً إلى الله تعالى لا يؤاخذ عليه العبد؛ لأنه إنما يُنهى عن فعله، والأفعال التي ليست اختيارية لا تدخل تحت التكليف، ولا فرق بين الأكل والشرب القليل والكثير لعموم الحديث.

وليس عليه قضاء لأنه أُمر بالإتمام وسما الذي يُتَمَ صوماً، فدل على أنه صائم حقيقة. وصحة صوم من أكل أو شرب ناسياً وكونه لا قضاء عليه أمر مجمع عليه، لولا خلاف الإمام مالك وابن أبي ليلى.

ويقاس على الأكل والشرب بقية المفطرات؛ لحديث أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال: من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة أخرجه ابن حبان (8/288)، والحاكم (1/430) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(6070).

وهذا الحكم في الصائم فرد من أفراد القاعدة العظيمة العامة في قوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وقد صح في الحديث الشريف أن الله تعالى قال إجابة لهذا الدعاء: قد فعلت وفي رواية قال: نعم.

وهذا من لطف الله تعالى بعباده والتيسير عليهم ورفع الحرج والمشقة عنهم.

قال النبي صلّ الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.

وهنا مسألة مهمة وهي:

حكم من رأى صائما يأكل أو يشرب ناسيا
من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً وجب عليه إعلامه وتذكيره؛ لأن هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والأكل والشرب في نهار رمضان منكر والناسي معذور، فوجب إعلامه في الحال.

ومن اغتسل أو تمضمض أو استنشق فدخل الماء إلى حلقه بلا قصد لم يَفْسُد صومه، وكذا لو طار إلى حلقه ذباب أو غبار من طريق أو دقيق أو نحو ذلك، أو وصل البنـزين إلى حلقه بغير اختيار لم يفسد صومه؛ لعدم إمكان التحرز من ذلك، لأنه لا قصد له ولا إرادة، فهو كالناسي في ترك العمد وسلب الاختيار، ولهذا قال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: " باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً ".

ثم قال: وقال عطاء: إن استنثر فدخل الماء في حلقه لا بأس إن لم يملك. (أي بدون قصد، أما لو استطاع دفع الماء ولم يدفعه وبلعه أفطر).

والله أعلم

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

وعجلت_إليك_ربي_لترضى
من_لم_يبذر_لن_يحصد
رمضان شهر الحصاد

يُتبع

عطاء دائم
04-22-21, 11:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الأربعون_الرمضانية
الحديث_السادس_عشر:

عن عديُّ بن حاتمٍ رضي الله تعالى عنه، قال: لمّا نزلَت: ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ﴾ [البقرة: 187]، عمدتُ إلى عقالٍ أسود، وإلى عقالٍ أبيض، فجعلتُهما تحت وسادتي، فجعلتُ أنظُرُ في اللَّيل فلا يستبينُ لي، فغدوتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فذكرتُ له ذلك، فقال: ((إنَّما ذلك سوادُ اللَّيل وبياضُ النَّهار)) متفق عليه.

شرح_الحديث:

يَحكي عَدِيُّ بنُ حاتمٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا بَلَغَه نُزولُ قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187]، فأباحَتْ لهم الآيةُ الأكْلَ والشُّربَ طُوالَ اللَّيلِ وحتَّى طُلوعِ الفجْرِ، وكانوا قبْلَها يَأكُلون ويَشرَبون مِن المغربِ إلى أنْ يَنامَ الواحدُ منهم، فإذا نام وَجَبَ عليه الإمساكُ إلى اليومِ التَّالي، كما في صَحيحِ البُخاريِّ

ففَهِمَ عدِيُّ بنُ حاتمٍ رَضيَ اللهُ عنه منها أنَّ المُرادَ بالخيطِ الأبيضِ والأسودِ معْناهما الحقيقيُّ، وأنَّ المقصودَ بهما حَبْلانِ: أحدُهما أبيضُ، والثَّاني أسْودُ، وأنَّ المسلمَ لا يَزالُ مُفطِرًا يَأكُلُ ويَشرَبُ حتَّى يَتجلَّى النَّهارُ، ويَظهَرَ له الحبلُ الأبيض مِن الحبْلِ الأسودِ

فأحْضَرَ حَبلينِ، ووَضَعَهما تحْتَ وِسادتِه؛ فكان يَرفَعُ الوِسادةَ إذا أراد أنْ يَنظُرَ إليهما؛ لِيَعرِفَ منهما أوَّلَ وَقتِ الصِّيامِ، فلمَّا طلَعَ الفجرُ نَظَرَ في الحَبْلينِ، فلم يُميِّزِ الأبيضَ مِن الأسودِ، وهو معْنى قولِه: «فلا يَستبينُ لي»؛ لأنَّ ضَوءَ النَّهارِ ما زال خافتًا ولم يَرتفِعْ بعْدُ.

فذَهَبَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَرَ له ذلك، فأعْلَمَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ليس المقصودُ بالخَيطِ الأبيضِ والخَيطِ الأسودَ حَقيقتَهما ومعْناهما الظَّاهريَّ، وإنَّما المقصودُ بالخيطِ الأسودِ سَوادُ اللَّيلِ، وبالخيطِ الأبيضِ بَياضُ النَّهارِ ونُورُه وضِياؤُه، إشارةً إلى وقْتِ طُلوعِ الفجْرِ، وأنَّ دُخولَ الفَجرِ هو الحَدُّ الفاصلُ بيْن انتِهاءِ اللَّيلِ وبِدايةِ النَّهارِ؛ ليُمسِكَ كلُّ مَن أراد الصِّيامَ عنِ الأكلِ والشُّربِ مع تلك العلامةِ البارِزةِ الواضحةِ.


دوما
وعجلت_إليك_ربي_لترضى
رمضان_شهر_الحصاد
من_لم_يبذر_لن_يحصد


رمضان شهر الحصاد

يُتبع


SEO by vBSEO 3.6.1