المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " مُستنقع الماديات "


الفضل10
03-15-21, 10:56 AM
قالت :
سبق وإن رأيت هذه الصورة قبل سنة أو سنتين
ولكن مرت مرور الكرام وأخرجتها من عقلي في ذلك الوقت.

في مرورها الثاني (بالأمس) أبت الصورة إلا أن تعلق في عقلي
وجعلتني أتسائل:
- يا ترى, لماذا على المرأة في الصورة أن تهجر إبنتها بهذه
الصورة التي تقطع القلب؟ هل يستحق ذلك الراتب الشهري
كل هذا الحزن والألم؟ أين المعين؟


بعد تفكير قلت:
لأن حياتهم مادية بحتة ولا قيمة للإنسان (ذكراً كان أو أنثى) بدون عمل ومال. بمجرد أن يفقد الشخص المال يفقد معه مكانته ويصبح مشرداً أو-Homeless- كما يطلق عليه هناك.

المسكينة في الصورة لن تجد من يقدرها ويعينها مادياً (لا عائلة ولا زوج) لذلك العمل بالنسبة لنسائهم غالباً يكون –شرٌ لا بد منه-.

يالها من مصيبة ،
وياله من بؤس أسود.


ثم تبادر لذهني سؤال آخر آلمني كثيراً جداً:
هل نحن نسلك نفس الطريق؟ أي هل سنصل لنفس الدرجة من النظرة المادية القاتمة السواد؟ هل سأرى يوماً قريباتي يعانين لأنهن لا يعملن؟ لأن لا دخل مادي عندهن؟ هل ستكون قيمة المرأة أو الرجل على قدر ما يستلم نهاية الشهر؟


حاولت مواساة نفسي وقلت: لا طبعاً لن نصل لذلك المستوى
الحقير فنحن مسلمين ولنا عاداتنا ولن نرضى و و و و.
ولكن في نفس الوقت قلت: هل فعلاً بقي شيء
من الإسلام عندنا؟

وقلت:
من أين أتت مصطلحات مثل-سكني وسكني تجاري؟
أليست من النظرة المادية؟ لمَ تصر الزوجة على تسجيل البيت بإسمها مناصفة مع الزوج؟ لمَ تحدث معركة على بطاقة البنك قبل زواج البنت؟ لماذا أحياناً تأخذ قرض لمصلحة الأب كضريبة على سنوات التربية التي قضتها في البيت؟

أليس كل ذلك نظرة مادية مختبئة تحت شعار -ضمان المستقبل تارة,
والمساواة والحقوق تارة, وحق الوالد في مال بنته لتعبة في التربية تارةً أخرى- وبعض الشعارات الواهية؟

وجدت نفسي محتاراً جداً, مرة أقول نحن بخير ومرة أقول :
نحن نسير بخطى ثابتة نحو نفس المستنقع المظلم الذي سبقنا
إليه الغرب, ربما نحن فقط في الربع الأول من الطريق.

لعلي أُبالغ قليلاً ولكن أنا فعلاً خائف من الوصول
لذاك المستنقع الكريه.

رأيكم؟


فقُلت :
ما تلكم الصورة إلا لسان حال عن تلكم الأم التي تركت فلذة كبدها كرهاً ،
وذاك الطفل الذي يستجدي ذاك الحنان الذي يهجر عشه ليطول به مقام الانتظار ،
يمني نفسه متى يعود له ذاك الحنان وتزول تلكم الضرورات والأحزان ؟!

ذاك التساؤل عن المقابل الذي يستحق ذاك الفراق والتضحية
وذاك الوجد والأسى ؟

كم لهذا الواقع الذي نتنفس لحظاته من ضرورات قد يفرضها الواقع ،
وقد يكون نوعا من أنواع الكماليات والشكليات !

ففي الأول :
يُقطع حبل التساؤلات ليكون السبب مجلٍ لكل عجب ،
فهناك السيل من المبررات منها المقبول
والذي منه العين تبكي والقلب يتفطر ألما !


وأما في الثاني :
ففيه المقال يطول عن تلك التضحية التي جاءت عن محض اختيار
ليكون الرصيد هو الغاية والراتب هو المستحق لتلك التضحيات ،
هو ميدان التنافس في امتلاك المناصب ،
وامتلاك الاكسسوارات ومن المسكن
والملبس والمطعم ما لذ وطاب !


إذا كانت المقارنة بين الغرب والشرق ؟
فهناك يتوسع ويتمدد الفرق ،
لكون الغرب لا يعيشون في غالب أمرهم إلا تحت وطئت المادة
التي تكسبهم رمق الحياة ، حيث المسؤولية تنقطع وتنفصل
عند سن " الرشد " ،

من هنا يأتي ذاك التكريم لبني الاسلام الذي يُحتم على الرجل تأمين الحياة
لمن يكفلهم ويتولى أمرهم ف" ذاك هو الأصل " ،
وما يحول بين هذا الأصل من ظروف تتخلل مرافق الحياة ،
فتلك عقبات وابتلاءات منها الإنسان يبحث له عن حل .

ذاك التساؤل عن حال القريبات أيكون كحال نساء الغرب ؟
الكثير من الأمثلة التي تطفو على سطح الواقع تتباين تفاصيل أحوالها ،
الكثير ممن يجعل الظروف هي المحفز أو الجابرة لذاك الخروج إلى ميدان العمل ،
ينشدون بذلك تأمين الحياة السعيدة التي بذاك ومن ذلك :

يوازون
و
يقاربون
و
يساددون

كي لا يكون البون شاسعا ،
ويصعب على الراقع رقع ذاك " الخرق "
الجاثم على ثوب الواقع !

ولكن يبقى أن لكل شيء ضريبة ولو كان على حساب :
الاستقرار النفسي
و
راحة البال والبدن !

فالمسألة دقيقة جداً وحساسة تحتاج لمعالجة ، بحيث
يكون هنالك مراعاة للمرأة ، كي توفق بين البيت والعمل في
حال تطلب الأمر ، في ظل هذا الواقع المرير ،

لا :
أتحدث عن جشع الرجال واستغلال راتب المرأة والذي
ينظر إليها أنها غنيمة تستحق امتلاكها والسيطرة على
حالها المادي والمعنوي ، لكوني لا أنظر لمن كان ذاك طبعه
وتلك سجيته ،

غير أنه منسلخ الفطرة ليس به ،
ولو ذرة من مروءة أو كرامة !

لم أشأ أن أغوص أكثر بقدر ما أردت وضع بعض الاعتبارات
الجميلة _ التي ساقها بعضهم _ ليكون بها التقريب والخروج
من تلكم الدوامة ولو بأقل التكاليف .

في حين توفرت الضوابط الشرعية :
لا بد أن تخلق ظروفا ملائمة لطبيعة المرأة الانثوية من توفير
برامج واوقات عمل ملائمة لظروفها ...

أليس من مصلحة المرأة و المجتمع ان تعمل المرأة العازبة
مثلا اربع ساعات يوميا فقط ؟

اليس ملائما ان تعمل المرأة المتزوجة صباحا فقط ؟
اليس من حقها عطلة امومة لا تقل عن سنة ترضع فيها ابنها ؟
اليس من حقها و واجبها ايضا ان تقضي وقتا اكبر مع اطفالها
وهم اولى بها من اي شخص آخر مهما كان و باي صفة كانت ؟
اليس هذا يوفر مناصب لعاطلات اخريات عن العمل؟ .

وما اكثر الاسئلة التي أهملت ، و اجوبتها حاضرة
وجاهزة ، و تطبيقها ليس بالصعب اطلاقا !





الفضل10

رونق
06-17-21, 01:26 AM
سلمت. الايادي
يعطيك الف عافيه


SEO by vBSEO 3.6.1