المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " الحوار وتقبل وجهة نظر الآخر "


الفضل10
03-23-21, 10:23 AM
قال :
في وسط الأحداث الكثيرة والمتسارعة بكل بقاع العالم،
دائماً ما نمر بتجارب ولحظات مثيرة للجدل كوننا نعيش
في جو تتحكم في تسييره التكنولوجيا ، التي وللأسف أفقدت
البعض اللباقة في الكلام بل وأنستهم اياه تماماً.

فعندما :
لا يتفق بعض الاشخاص مع رأي معين ،
يستخف ويسهتزئ به، يتنرفز، يشتم ويصرخ ، و يعتبر أن
الطرف الآخر ضده هو ، او دولته او شعبه، حتى لو يم يكن الكلام
موجه له اصلاً في الواقع .

ثم :
يقوم بتحوير الكلام وإتهامه بمُسبب للفتنه ، غير محترم ، الخ،
على الرغم ان الطرف الآخر محترم وهادئ الصوت والسلوك ،
ولم يسيء لأحد او شتم احد. كل هذه الامور غالباً ما يقومون بها ،
فقط من يشعرون بالضعف في الحوار وما شابه ،

لذلك :
يجب احترام الآراء المختلفة، فهي أمر لا بد منه .

بطبيعة الحال :
" لا يمكن ان يكون الكل على رأي واحد " ،

فنحن :
في القرن الواحد و العشرين وسط ما يقارب سبعة مليارات نسمه ،
و علينا المناقشة بشكل حضاري ، ولمن لا يستطيع ان يطبق هذا المبدأ،
فليمشي على الأقل بمبدأ المقوله الشهيرة
" لنتفق على ان لا نتفق ".

قلت :
لا يزال الحوار يرحل مع تعاقب الزمان لكونه وسيلة التواصل بين المخلوقات
وبه تخلق تلك الأمشاج من الترابط والتلاقي ، وبه تبتر تلك الأمشاج
إذا ما جعل " مشرطا " يمزق كل ذاك !

هي :
ثقافة وفطرة من أجل ايصال معلومة واستقبالها ،
ولنا فيما جاء عن الله في كتابه المبين تلك النماذج من الحوارات أكانت
" مع ابليس اللعين" ، أو " أبونا آدم الكريم " ،
وتلك التي دارت بينه
وبين الأنبياء والمرسلين ، ولنا في سيرة خير المرسلين قدوة حسنه منه
نهتدي ونقتفي أثره الشريف إلى يوم الدين .

" وما كانت الضرورة لذاك الحوار غير إقامة الحجة بالبرهان ،
والدليل والمنطق السليم " .

ولنا :
سوق بعضا من نقاط الأهمية من ذاك الحوار الذي نبني به جسرا
يوصلنا إلى عقل وقلب ذلك النبيل من بني جنسنا من الآدميين :

الحوار وسيلة لإيصال المعلومة الصّحيحة :
فالواحد منا إذا أراد الإذاعة بفكرة أو معلومة أن يقدمها بقصد الفائدة من غير أن يفرضها عليهم مهما تكن " صحتها "
وإنما يغلفها ويقويها بتلك الأدلة التي تحفظ سلامتها لتبقى القناعة " في خزانة المتلقي " ،
وما على المرسل غير إخلاص القصد والنية وأن يتجرد من هوى النفس والتعصب بالباطل ، فذاك أدعى أن ينال مراده ولو تأخر ذلك ،
فما هي غير " بذرة " تزرعها " والله يربيها ويتعاهدها إلى أن يأتي وقت حصادها .

الحوار وسيلة لتصحيح الأفكار
الخاطئة والعقائد الفاسدة :
فكثيرٌ من النّاس يعتنقون أفكاراً قد تخالف مسلّمات الدّين أو معتقداته أو قد تمسّ أعراف المجتمع وتقاليده المُتّفق عليها، وبالتّالي يكون التّحاور هو خير وسلية
من أجل إقناع صاحب الفكرة الخطأ بالفكرة الصحيحة. الحوار يعلّم الإنسان التّواضع وحسن التّعامل مع الآخرين والإصغاء لهم، فالإنسان حين
يحاور النّاس فإنّه يعلم في المقابل أنّه سوف يتلقّى منهم الأسئلة أو يستمع إلى آرائهم، وبالتّالي يهيئ نفسه لذلك ويمرّنها على تقبّل النّقد إن وجد،
أو الإساءة أحيانًا ممّن لا يُحسن آداب الحوار، وبالتّالي فإنّ الحوار يُكسب الإنسان قوّة في الشّخصيّة كما يجعله يتحلّى بالصّفات الحسنة،
ممّا يضع له القبول في الأرض والمحبّة في نفوس النّاس.

فكثير :
منا من يحمل أفكاراً قد تصادم وتخالف تلك المسلمات من الدين ،
وقد تبعد صاحبها عن الأعراف والعادات الحميدة التي توارثناها جيلا عن جيل ،
من هنا وجب التحاور معهم لتجلية ما غاب عنهم ولم تطله معارفهم ،

فهم :
يتخبطون في الخطأ بعدما ابتعدوا عن الناصح الأمين ،
وفي هذه الحال يحتاج الناصح ذاك النفس العميق الذي به يتحمل
النقد العنيف وذاك التجريح الشديد !

وفي نظري :
لن يكون ذاك الهجوم الكاسح من المنصوح إذا ما رافقت نصيحته
ذاك اللين والخضوع بالقول الجميل ،

فما :
كان أعظم القبول لتلكم النصائح كمثل " النصيحة والحوار "
المُعّتق بعبق المحبة والشفقة " لا الندية ، والتحدي ، والمغالبة !

من هنا كان للحوار آدابا :
" كلما تمسك بها صاحبها وعض عليها بالنواجذ كانت له قارب نجاة ،
وصمام أمان وسلامة صدر ومسّكن آلام " .

الحوار يجعل الحكمة والحقّ ضالّة الإنسان:
فالإنسان المتحاور حين يدخل ساحة الحوار عليه أن يحمل في نيته
هدفين لا يتجاوزهما أبدا :
الهدف الأول :
أن أضع ما لدي بين يدي محاوري من تلكم الحجج والمعلومات ،
معقبا على ما يدليه من ردود ب بالبرهان ، وله في الأخير الخيار في مسألة الاقتناع والله من وراءه شهيد .

الهدف الثاني :
وإما الاقرار والاعتراف بأن ما جاء به محاوري هو الحق المبين
وعنه لا أزيغ ، ولا أحيد .

فالمؤمن دوما :
" يسعى ، ويفتش ، ويبحث عن الحق ،
فإذا ما وجده
كان أولى الناس به " .

وأخيرا :
فإنّ أهمية الحوار أنه يصنع أُسساً سليمة في التعامل الإنساني
بعيداً عن كثير من المظاهر التي باتت تسيء إلى مجتمعاتنا ،
وتستخدم العنف والقوّة لفرض الراي على الآخر ،

" وليت لغة الحوار تعلو على صوت الجدل العقيم الذي لا ينتهي
بغير العداوة والكره الدفين العظيم " .


الفضل10

عطاء دائم
03-23-21, 01:31 PM
موضوع جيد يفتح آفاقآ كبيرة على طبيعة وأهمية الحوار
يعطيك العافية أخي

يختم ل3ايام مع التقييم


SEO by vBSEO 3.6.1