المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " كتاب تحت المجهر "


الفضل10
03-24-21, 07:59 AM
قراءة متواضعة لكتاب " رواية الخميائي " /

ما زلتُ :
أبحر في تلك الرواية التي تعج وتضج بالإشارات ،
والرموز ، والإيحاءات :

نجدُ في طياتها الحكمة ، العبرة ، التوجيه ،
الدعوة ، المراجعة ،

تنساب بين مساماتها بعض المصطلحات ، أو الأفكار التي تحتاج لتنقية ،
والوقوف على أعتابها كونها تخالف المبادئ وما نؤمن به من
ضوابط الشرع من حرمة ، وفي المحصلة :

في طواف ذلك الشاب الباحث عن الكنز الذي " نتجّوز" ،
وصف ذلك الكنز على أنه كنزا ماديا ومجازيا ، ليفتح الأبواب بسعيه
الحثيث ليعرف حقيقة نفسه وذاته ، أخذ الخيط الموصل
للحقيقة من ذلك الملك العجوز ،

جميلة :
تلك اللفتة عندما ساق تلك التجربة مع ذلك الباحث عن الزمردة وبعد البحث وتحطيم تسعمائة وتسعا وتسعين حجرا ،
كان الدرس أن الإنسان لا يستسلم فلربما يكون النجاح في المحاولة التالية ، نتوقف ليعاود أنفاسه ويعيد نشاطه ،
لعل الواحد منا يسير في الحياة متخبط خبط عشواء ليس له هدف يعيش من أجله ، ولربما حالفنا الحظ حين يُساق لنا من ينبهنا ويوقفنا مع ذواتنا ،
ولعل انفراجة وافقت ساعة راحة البال لتغير لنا نمط الحياة للنتقل من رتابتها إلى تجديدها ،


يمر :
الساعي عن الجديد وما يجعله متناغما مع الكون ، باحثا عن إكسير هذه الحياة ،وبينما هو مجد في طلبه صادقا ومؤمنا بقضيته ،
تعتريه الظروف وتغالبه حشرجات النفس ، حين يخفق القلب ويجذبه نحو ما يسكن به همه ،
وتنعش روحه ، ولربما كان ذلك مثبطا قدم عزيمته ،

فما :
كان حبه لتلك الفتاة إلا بابا من أبواب البلاء والإبتلاء لتقاس به درجة اليقين بهدفه ، تنحرف بوصلة المجد ، ولعل في ذلك زيادة وتبيانا
بأن الرحلة لم ولن تكون مفروشة بالورود ، بل يتلفعها الشوك ، وكم هو جميل ذلك الإنسجام والتلاحم عندما يغوص الإنسان في ذاته ومكوناته ،
يستمع لنبض قلبه وجوارحه ، لتكون لغة يتجاوزون المعاجم الشارحة لمعناها لوجود ذلك الرابط المتلازم ، الذي يكون القلب هو المستودع ، والبصر ،
والبصيرة التي تقود ذلك الإنسان الذي يضفي عليه المصداقية ،

ولكوننا :
نحن معاشر المسلمين لنا شريعتنا ، وما يضبط حركتنا وسكوننا هو البوصلة التي عليها نسير ، فقد كفانا الله مؤنة
البحث عن المجمع والصانع الأول لكل الخلق ، فما ينقصنا هو تسخير تلك الحصيلة العقدية في عملية التأمل والتدبر في الكون ،

أما :
فيما جاء في الرواية فهو بحث مضني يستحق العناء
لبلوغ الحقيقة المطلقة التي تجمع شتات المبعثر في جنبات
هذا الكون .

تلك الأسطورة :
هي سر الحياة التي يحيا من أجل تحقيق غايتها ذلك الإنسان المدرك لحقيقتها ، تنشأ كحلم وأمنية يتبعه سعي وعمل يحصنها
يقين وإيمان يظللها ، وينافح ويكافح عنها أمل ، واللبيب من يتدرج في الوصول للغاية الأسمى ، بحيث يجدد الأهداف ،

فالإنسان :
قد يصل لمبتغاه حينها تنطفي جذوة المبادرة والحراك ،
ولعل هنالك مغالبة تحول بينه وبين الوصول لهدفه ،

من هنا :
كان لزاما أن يخلق ويضع في الحسبان البدائل ،
وما نراه اليوم تلك الأمنيات التي أودعت في مستودعات
التسويف والإهمال ! ليكون المستحيل هو حقيقة الحالم والوسنان ،
ولنا في بطل قصتنا خير مثال في ترحاله وانتقاله من حال إلى حال .

نجد:
لتحركات بطل الرواية اشارات يجدها تُطل برأسها بين فينة وأخرى كنافخة لروح عزيمته إذا ما توارت عنه معالم الطريق ، فالإشارات قد تكون معالم ،
وقد تكون مؤشرات ومنبهات، وقد تكون علامات وبراهين صدق لذاك المقال لذاك الناصح .

الفضل10
03-24-21, 08:08 AM
توقفت :
كثيراَ عند ذلك العالم الانجليزي الذي افنى الكثير من عمره في مختبرات البحث ،
ومع هذا عندما سمع عن ذلك الخيميائي الذي بلغَ من العمر عتيا وما اكتشفه ،
حتى حزم حقائب السفر ، وقد نقل معه الغذاء الذي يستمريه ويتغذى عليه من كتب ،


ما لفت نظري :
ذلك الحرص الشديد لنيل ما هو جديد من علم ومعارف ،
متجردا عن كل المكتسبات العلمية والمعرفية لينزل بذلك منزلة الطالب
الذي يلهث وراء الفائدة ،

بذلك :
يكون الصدق في الطلب والذي تيقن بأن العلم لا ساحل له ،
وأن العاقل من عقل بأنه لم يبلغ ذروة العلم بأنه ما يزال في بداية المشوار ،
والبذل الصغير ،

فبذلك :
يجني الخير الوفير ويستقي من العلم ماء نمير .


حينها :
أرجع إلى الواقع الذي نعيش لحظاته لأعقد عليه المقارنة ،
فكم من قريب عهد ما يزال يحبو في مهد التحصيل العلمي نراه رافعا
هامة التقول والإدعاء بأنه نال علم الأولين والآخرين ،

وأنه :
ليس له منافس وند ! ليقف عند ذلك الحد واهما نفسه بأنه لا كمثله أحد !

"من هنا تقتل تلك الروح التي بها يطير المرء نحو فضاء
العلم ليفيد ويستفيد " .


تعودنا :
الجلوس مع الأخوة في كل مساء من يوم الإثنين ،
وقد قررنا أن يكون لتلك الجلسة ضوابط وشروط ،
بحيث توزع المهام ومن ضمنها تحديد اشخاص كي يكون عليهم
اختيار كتاب نتناوله بعد بسطه على مائدة الحوار ،

وكان :
الموضوع يتحدث عن أحد الأعلام من الأدباء العمانيين الذين
مزجوا وزاوجوا بين الواقع الأدبي المعاصر وذاك الماضي الغابر ،

فكان السؤال:
يتحدث عن ذلك السر في ذلك التوفيق بين الحاضر والماضي ؟

وقد :
كان في قلبي بعض الملاحظات على بعض الاشخاص ،
فوجدتها فرصة لأبدي ما اخفيته في صدري من باب التلميح والتعريض ،
كي لا أقع في اتون الحزازات والحساسيات ،

فقلت :
الجواب يكمن في ذلك الاستعداد من ذلك العّلم الذي هضم نفسه ،
وعرفها قدرها فكانت عينه فيما عند غيره من علم ومعارف ليكون السعي للتجديد ،
والتحديث والاطلاع فيما توصل اليه اقرانهم من المفكرين والادباء ،

بعكس :
اولئك الذي ظنوا بأنهم بلغوا الثرياء ، لينظروا للناس من ابراجهم العاجية !
وقد شلّوا ، وخثّروا بذلك تلك الدماء التي حُبست ، واغلق عليها التجديد ،
ليطوفهم ويتجاوزهم بذلك جني الفائدة من غيرهم !

"وليتهم بلغوا في ذلك معشار ما بلغ اضعفهم همة وفلاحا " !

واستحضرت حينها :
تلك القصة التي سردها القران عن موسى _ عليه السلام _ مع الخضر _ عليه السلام _ ،
لنتعلم كيف يكون حال طالب العلم ومن أراد أن يتعلم ،
بحيث يترك تلك اللألقاب والمسميات ليبقى مجردا منها ،
فهو في حضرة العلم الذي لا يتصل بحسب ولا نسب ، وما على الطالب
الانصياع والإتباع ،


من هنا :
نرى ذلك الإنجليزي قد طبق تلك النظرية بعدما علم قدر العلم ،
ومدى امتداد ساحله ،

فهناك :
من يتجاوزون حصيلته ومخزونه المعرفي .

من هنا :
كان السعي ليجلي ويتخلص من ذلك الجهل الذي يحول بينه
وبين اكتمال ما يعيش واقعه ،والعيش الذي يعيش من أجله لبلوغ هدفه
وغايته .

الفضل10
03-24-21, 08:09 AM
توقفت :
كثيراَ عند ذلك العالم الانجليزي الذي افنى الكثير من عمره في مختبرات البحث ،
ومع هذا عندما سمع عن ذلك الخيميائي الذي بلغَ من العمر عتيا وما اكتشفه ،
حتى حزم حقائب السفر ، وقد نقل معه الغذاء الذي يستمريه ويتغذى عليه من كتب ،


ما لفت نظري :
ذلك الحرص الشديد لنيل ما هو جديد من علم ومعارف ،
متجردا عن كل المكتسبات العلمية والمعرفية لينزل بذلك منزلة الطالب
الذي يلهث وراء الفائدة ،

بذلك :
يكون الصدق في الطلب والذي تيقن بأن العلم لا ساحل له ،
وأن العاقل من عقل بأنه لم يبلغ ذروة العلم بأنه ما يزال في بداية المشوار ،
والبذل الصغير ،

فبذلك :
يجني الخير الوفير ويستقي من العلم ماء نمير .


حينها :
أرجع إلى الواقع الذي نعيش لحظاته لأعقد عليه المقارنة ،
فكم من قريب عهد ما يزال يحبو في مهد التحصيل العلمي نراه رافعا
هامة التقول والإدعاء بأنه نال علم الأولين والآخرين ،

وأنه :
ليس له منافس وند ! ليقف عند ذلك الحد واهما نفسه بأنه لا كمثله أحد !

"من هنا تقتل تلك الروح التي بها يطير المرء نحو فضاء
العلم ليفيد ويستفيد " .


تعودنا :
الجلوس مع الأخوة في كل مساء من يوم الإثنين ،
وقد قررنا أن يكون لتلك الجلسة ضوابط وشروط ،
بحيث توزع المهام ومن ضمنها تحديد اشخاص كي يكون عليهم
اختيار كتاب نتناوله بعد بسطه على مائدة الحوار ،

وكان :
الموضوع يتحدث عن أحد الأعلام من الأدباء العمانيين الذين
مزجوا وزاوجوا بين الواقع الأدبي المعاصر وذاك الماضي الغابر ،

فكان السؤال:
يتحدث عن ذلك السر في ذلك التوفيق بين الحاضر والماضي ؟

وقد :
كان في قلبي بعض الملاحظات على بعض الاشخاص ،
فوجدتها فرصة لأبدي ما اخفيته في صدري من باب التلميح والتعريض ،
كي لا أقع في اتون الحزازات والحساسيات ،

فقلت :
الجواب يكمن في ذلك الاستعداد من ذلك العّلم الذي هضم نفسه ،
وعرفها قدرها فكانت عينه فيما عند غيره من علم ومعارف ليكون السعي للتجديد ،
والتحديث والاطلاع فيما توصل اليه اقرانهم من المفكرين والادباء ،

بعكس :
اولئك الذي ظنوا بأنهم بلغوا الثرياء ، لينظروا للناس من ابراجهم العاجية !
وقد شلّوا ، وخثّروا بذلك تلك الدماء التي حُبست ، واغلق عليها التجديد ،
ليطوفهم ويتجاوزهم بذلك جني الفائدة من غيرهم !

"وليتهم بلغوا في ذلك معشار ما بلغ اضعفهم همة وفلاحا " !

واستحضرت حينها :
تلك القصة التي سردها القران عن موسى _ عليه السلام _ مع الخضر _ عليه السلام _ ،
لنتعلم كيف يكون حال طالب العلم ومن أراد أن يتعلم ،
بحيث يترك تلك اللألقاب والمسميات ليبقى مجردا منها ،
فهو في حضرة العلم الذي لا يتصل بحسب ولا نسب ، وما على الطالب
الانصياع والإتباع ،


من هنا :
نرى ذلك الإنجليزي قد طبق تلك النظرية بعدما علم قدر العلم ،
ومدى امتداد ساحله ،

فهناك :
من يتجاوزون حصيلته ومخزونه المعرفي .

من هنا :
كان السعي ليجلي ويتخلص من ذلك الجهل الذي يحول بينه
وبين اكتمال ما يعيش واقعه ،والعيش الذي يعيش من أجله لبلوغ هدفه
وغايته .

الفضل10
03-24-21, 08:16 AM
وفي :
ذاك الفصل والحديث عن تلكم الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة ،
كنت بين الماضين والممتطين لتلك الركاب ،

اتنقل بفكري اعيش المشهد ،
وكم شدني ذاك النداء من قبل الدليل وقائد المسير ،

حيث طلب منهم القسم كل بما يؤمن به ،
أكان بالله رب العالمين ، أكان المسيح ،
أكان بوذا ، أكانت الطبيعة وما تعدد من ذلك وما تنوعت الانتماءات والاعتقادات ،

حينها :
رأيت في ذلك تجردا وتجريدا من كل الألقاب العلمية ، والألقاب الاجتماعية ،
ليتساوى الجميع ويتوحدون بسبب ذاك المصير الذي يسقط لزوم اصطحاب
أي مميزات وإنجازات .

أخذت :
من ذلك عبرة بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضة زائلة ،
والأصل هو الباقي ، ليكون قوام الإنسان ما يؤمن بها من مبادىء ،
وما يتبناها من أخلاق ، لتكون له خير زاد ،

وفي :
الطريق وفي تلك الصحراء لا يسمع إلا صفير الريح ،
ولا يشاهد إلا صحراء في مداها سراب ، انتقال من ضجيج
وصباح اطفال ،ومزاح وشجار ، ما هي إلا لحظة عابرة ، وكانهم دخلوا حياة الموات ،
والبرزخ فلا تسمع له همسا ! يترقبون ما ينتظرهم من أخطار ،

وايديهم :
على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء ، وما أن وصلوا لتلك
الواحة إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح ليعبروا عالم الأشهاد ، حينها تنفسوا الصعداء ،

" من هنا علينا تذكر ذلك اليوم الذي نفرد فيه ، وتنتزع منا الالقاب والمسميات ،
ويتخلى عنا أقرب الناس لنا ، ولا يكون لنا شفيع وانيس غير صالح الأعمال " .

من:
تلك الصحراء القاحلة وذلك الصمت الرهيب الذي يشبه صمت اصحاب القبور ،
إلى الرجوع لعالم الشهود حيث اللقاء الهادر الذي سّكنَ تلك الهواجس ،
وبدد تلك المخاوف من فاجعات المفاجآت في وسط تلك الرمال ،

حينها :
كان الفضول يحرك كوامن ذلك الانجليزي الذي يمني نفسه
بلقاء ذلك الخيميائي لينهل منه العلوم ،

كل :
اشتغل بما جاء من اجله منه من تّبضع ، ومنهم من لاقى اهله واصحابه ،
وصاحبنا اكتفى بالبحث مع ذلك الانجليزي عن طريدته ومبتغاه ،

ولنا :
أن نعيش مع ذلك الوصف الذي وصف به النسوة من جلباب ،
وتلك العادات والتقاليد والمعاملات ،

وعرّج :
على وجوب احترام ما يؤمنون بها من عادات ،
ومع هذا عندما اجتمع بطل القصة بفاطمة ،
جرى على لسانها ذلك التذمر والضيق من تلك العادات ،
التي اتعبت كواهلهم ليجعل من تلك العادات نوع من الكبت ،
والتسلط والاكراه الذي فرض عليهم عنوة !

بعيدا :
عن الخوض في الاحتمالات ونبش ما تخفيه وتواريه الكلمات ،
نجد ذلك اللقاء لقاء بطل القصة مع تلك الفتاة ،
الذي انساه مبتغاه وهدفه ، وذلك الحب الذي تجاهل الدين ،
وتسور حدود المحظورات من الفوارق الطبقية ،والمجتمعية ،
ليكون الحب هو العنوان والصخرة التي تحطم كل التباينات والاختلافات ،
بصرف النظر عن كون ذلك من المحرمات وما يدخل في تفاصيل الشرع ،

لكوننا :
نعرّج على الرواية ، ولا يفوتنا ذلك الوقوف عند ذلك الخضوع ،
وذلك الاسترخاء والركون إلى إلقاء عصا الترحال للوصول لذلك المنشود
من الكنوز والغنى الموعود ،

فقد ،
خمدت جذوة الحماسة والإصرار بعدما شاهد واجتمع مع الحبيب ،
وكأن تلك المعاني المادية تضائل وخفت بريقها أمام تلك المشاعر الجياشة
التي تّملكت العقل والقلب وكل جارحة في ذلك المرء .

ولنا :
أن نتأمل في ردت فعل تلك الفتاة التي داست على قلبها لتّغلبَ
مصلحة ذلك المجد الذي قطع الأميال والفيافي والقفار من اجل ادراك المأمول ،

لتكون له سنداً ، ورافداً ، ومغذياَ ، ونافخاَ في عزائمه الروح ،
من ذلك نستخلص بأن ذلك الحب الذي تجرد من جاذبية العاطفة الآنية الحدوث ،

التي :
لا ترى مستقبل الأمور هو المرشح والمؤهل ليكون جذوره في أرض
الحب ليكون سرمدياَ ما بقت في الجسد الروح ،

وما :
كان من ذلك الشاب إلا تجهيز متاع سفره بعد أن أخذ تلك الجرعات ،
والمحفزات ليشق طريقه بأمل وتفائل ،

فهنالك من ينتظر نجاحه ورجوعه .

الفضل10
03-24-21, 08:17 AM
وفي :
ذاك الفصل والحديث عن تلكم الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة ،
كنت بين الماضين والممتطين لتلك الركاب ،

اتنقل بفكري اعيش المشهد ،
وكم شدني ذاك النداء من قبل الدليل وقائد المسير ،

حيث طلب منهم القسم كل بما يؤمن به ،
أكان بالله رب العالمين ، أكان المسيح ،
أكان بوذا ، أكانت الطبيعة وما تعدد من ذلك وما تنوعت الانتماءات والاعتقادات ،

حينها :
رأيت في ذلك تجردا وتجريدا من كل الألقاب العلمية ، والألقاب الاجتماعية ،
ليتساوى الجميع ويتوحدون بسبب ذاك المصير الذي يسقط لزوم اصطحاب
أي مميزات وإنجازات .

أخذت :
من ذلك عبرة بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضة زائلة ،
والأصل هو الباقي ، ليكون قوام الإنسان ما يؤمن بها من مبادىء ،
وما يتبناها من أخلاق ، لتكون له خير زاد ،

وفي :
الطريق وفي تلك الصحراء لا يسمع إلا صفير الريح ،
ولا يشاهد إلا صحراء في مداها سراب ، انتقال من ضجيج
وصباح اطفال ،ومزاح وشجار ، ما هي إلا لحظة عابرة ، وكانهم دخلوا حياة الموات ،
والبرزخ فلا تسمع له همسا ! يترقبون ما ينتظرهم من أخطار ،

وايديهم :
على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء ، وما أن وصلوا لتلك
الواحة إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح ليعبروا عالم الأشهاد ، حينها تنفسوا الصعداء ،

" من هنا علينا تذكر ذلك اليوم الذي نفرد فيه ، وتنتزع منا الالقاب والمسميات ،
ويتخلى عنا أقرب الناس لنا ، ولا يكون لنا شفيع وانيس غير صالح الأعمال " .

من:
تلك الصحراء القاحلة وذلك الصمت الرهيب الذي يشبه صمت اصحاب القبور ،
إلى الرجوع لعالم الشهود حيث اللقاء الهادر الذي سّكنَ تلك الهواجس ،
وبدد تلك المخاوف من فاجعات المفاجآت في وسط تلك الرمال ،

حينها :
كان الفضول يحرك كوامن ذلك الانجليزي الذي يمني نفسه
بلقاء ذلك الخيميائي لينهل منه العلوم ،

كل :
اشتغل بما جاء من اجله منه من تّبضع ، ومنهم من لاقى اهله واصحابه ،
وصاحبنا اكتفى بالبحث مع ذلك الانجليزي عن طريدته ومبتغاه ،

ولنا :
أن نعيش مع ذلك الوصف الذي وصف به النسوة من جلباب ،
وتلك العادات والتقاليد والمعاملات ،

وعرّج :
على وجوب احترام ما يؤمنون بها من عادات ،
ومع هذا عندما اجتمع بطل القصة بفاطمة ،
جرى على لسانها ذلك التذمر والضيق من تلك العادات ،
التي اتعبت كواهلهم ليجعل من تلك العادات نوع من الكبت ،
والتسلط والاكراه الذي فرض عليهم عنوة !

بعيدا :
عن الخوض في الاحتمالات ونبش ما تخفيه وتواريه الكلمات ،
نجد ذلك اللقاء لقاء بطل القصة مع تلك الفتاة ،
الذي انساه مبتغاه وهدفه ، وذلك الحب الذي تجاهل الدين ،
وتسور حدود المحظورات من الفوارق الطبقية ،والمجتمعية ،
ليكون الحب هو العنوان والصخرة التي تحطم كل التباينات والاختلافات ،
بصرف النظر عن كون ذلك من المحرمات وما يدخل في تفاصيل الشرع ،

لكوننا :
نعرّج على الرواية ، ولا يفوتنا ذلك الوقوف عند ذلك الخضوع ،
وذلك الاسترخاء والركون إلى إلقاء عصا الترحال للوصول لذلك المنشود
من الكنوز والغنى الموعود ،

فقد ،
خمدت جذوة الحماسة والإصرار بعدما شاهد واجتمع مع الحبيب ،
وكأن تلك المعاني المادية تضائل وخفت بريقها أمام تلك المشاعر الجياشة
التي تّملكت العقل والقلب وكل جارحة في ذلك المرء .

ولنا :
أن نتأمل في ردت فعل تلك الفتاة التي داست على قلبها لتّغلبَ
مصلحة ذلك المجد الذي قطع الأميال والفيافي والقفار من اجل ادراك المأمول ،

لتكون له سنداً ، ورافداً ، ومغذياَ ، ونافخاَ في عزائمه الروح ،
من ذلك نستخلص بأن ذلك الحب الذي تجرد من جاذبية العاطفة الآنية الحدوث ،

التي :
لا ترى مستقبل الأمور هو المرشح والمؤهل ليكون جذوره في أرض
الحب ليكون سرمدياَ ما بقت في الجسد الروح ،

وما :
كان من ذلك الشاب إلا تجهيز متاع سفره بعد أن أخذ تلك الجرعات ،
والمحفزات ليشق طريقه بأمل وتفائل ،

فهنالك من ينتظر نجاحه ورجوعه .


الفضل10

رونق
06-17-21, 01:30 AM
سلمت. الايادي
يعطيك الف عافيه


SEO by vBSEO 3.6.1