المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة الدار الآخرة .......


عطاء دائم
03-31-21, 09:04 AM
https://f.top4top.io/p_1916bcc6b1.jpg

سلسلة الدار الآخرة .. ( 1 ) ... ))

سكرات الموت .. أختي اخي

بكى أبو هريرة رضي الله عنه حين حضرته الوفاة، فقيل له: يا أبا هريرة ! ما يبكيك؟ وهو الصحابي الجليل ،قال:

بعد السفر، وقلة الزاد، وضعف اليقين، وخوف الوقوع من الصراط في النار .. ) ..
قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ( آل عمران:185 ) كل نفس مؤمنة وكافرة، كل نفس صالحة وفاجرة كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.

أختي ما يدريك لعل ملك الموت يزورك وأنت بين أولادك، وأنت مع زوجك ، أو عند أبيك وأمك، أو في البيت...

قال سبحانه
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاق}ٍ القيامة:26-27

بلغت الروح الترقوة ولا زالت العين تبصر، ولا زالت الروح لم تخرج، هو ينظر إلى قدمه قد يبست وبردت، وينظر إلى من حوله يبكون، ويأتي الأب بالطبيب، والأخ بالرفيق وكأن هذه السكتة التي في القرآن لعبرة قد خنقت صاحبها
{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } القيامة:27

من يرقيه؟ من يداويه؟ من يطببه؟ من يعالجه؟ من يرد الروح إلى صاحبها ؟
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاق}ُ القيامة:28

هو متأكد ومتيقن أنه مفارق، أتعلمين يا أختي فراق ماذا ؟
إنه فراق الأثاث.. فراق السيارات.. فراق المنزل.. فراق القصور.. فراق الأرصدة.. فراق الزوج.. فراق الأولاد.. فراق الدراسة.. فراق الأهل والأحباب.. فراق الدنيا بأسرها ..

{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } القيامة:28-29
الجميع يبكونك و أنت لك شأنٌ آخر، و أنت لك همٌ آخر، إلى الآن لم أتب من جميع الذنوب والمعاصي، إلى الآن ما صليت الفجر ، إلى الآن ما تحجبت وما اهتديت وما استقمت، إلى الآن لا زالت أسمع الطرب، ، إلى الآن أموالي في الربا وفي البنوك الربوية، إلى الآن ما حافظت على الصلاة ...
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } القيامة:28-29

أي: في الكفن يا أختي ! فغسلت ثم كفنت والتفت الساق بالساق، ثم حملت على الأكتاف، يا ويلها! أين تذهبون بها ؟

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} القيامة:30-32.
أختى: هل فكرت في تلك اللحظات؟ هل أنت مستعدٌة لها ؟ هل أنت منتبهٌة منها ؟
كم وكم من الناس أتانا خبره قد مات وهو شاب ، بل مات وهو صغير
بنى البيت ولما يسكنه ففارق الدنيا.. كم وكم ؟؟

قال تعالى:

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون}ِ المؤمنون:99
انظري إليه في تلك اللحظة ماذا يقول ؟

{ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون}

ِيا رب يوماً واحداً، ساعة واحدة، لحظة واحدة أرجع، أتعرفين لماذا أختي ؟
أتظنين ليأكل، أو ليشرب، أو ليسكن القصر، أو ليتمتع بالأموال؟ كلا وربي !
{رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} ( المؤمنون:100-99 )

رب أرجعني أصلي حتى الموت، أسجد حتى تقبض روحي، والله لن أتعامل بالربا بعد اليوم، رب ارجعوني أتحجب من جميع الرجال، ولا أستمع الأغاني بعد اليوم! رب ارجعون ولن تضيع علي صلاة الفجر مرة واحدة! رب ارجعون ولن أفعل كذا وكذا!
{ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ }

الفرصة واحدة، والعمر واحد، والنذير يأتيك مرة واحدة، لكن هلا اعتبرنا ؟! هلا انتبهنا لأنفسنا ؟!

(كل نفس ذائقة الموت)

يتبع...

عطاء دائم
03-31-21, 09:07 AM
سلسلة الدار الآخرة .... ( 2 ) ....... ))


لحظة خروج الروح (1 )
يقول الله عز وجل : {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} سورة ق:19

أخواتي هل تدرون ماهي سكرات الموت ؟

هي شدائد الموت وأهواله التي تصيب المحتضر، بسبب نزع الروح ،و التى قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم : “لا إله إلا الله، إن للموت سكرات "
( البخاري )

ولكن هل هذه الشدائد تتساوى بين المؤمن و الكافر ؟
هذا ماسنعرض له
أولا : حال المؤمن حين الاحتضار ونزع الروح

أختى اخي

لنقف قليلا عند هذه اللحظات ، لحظة خروج الروج ، إنها من أصعب اللحظات التى تمر بالإنسان ، فهو خائف مما هو مقدم عليه لايدرى أيذهب به إلى الجنة أم إلى النار ، مشفق على من ترك خلفه مامصيرهم
هنا تتنزل الملائكة لتؤمن العبد المؤمن مما يخاف ويحزن، وتُطَمئِنُ قلبه، وتقول له: لا تخف من المستقبل الآتي في البرزخ والآخرة، ولا تحزن على ما خلفت من أهل وولد ، وتبشره بالبشرى العظيمة، {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون}َ فصلت: 30

اللهم بشرنا بالجنة
والمؤمن إذا بشر حين الاحتضار برحمة الله ورضوانه سرّ بذلك وفرح فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم قال:
”من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"، قالت عائشة رضي الله عنها :إنا لنكره الموت ، قال:

"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حُضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه”

[البخاري]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل صالحاً قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان ، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرج )

إذن الكلام بالبشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة مستمرة من الملائكة ، ( أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب غير غضبان )
وملائكة الموت تأتي المؤمن في صورة حسنة جميلة ، ففي الحديث :

" إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَة (ِإذا حضره الموت ) نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ (هو مايخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم )، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ : أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ "
قال: ( فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ )

القطرة في الإناء كأس من الزجاج إذا أملته وفيه قطرة كيف تنزلق على جدران الإناء؟ هكذا تخرج روح المؤمن من جسده
وعندما تقبض الروح تتجه من الأسفل إلى الأعلى ، أولاً تنزع من القدمين متجهة إلى الرأس ، فإذا بلغت العينين جحظت العينان ، واتجهتا إلى الأعلى؛ ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بغض بصر الميت ، أن نغمضه

(فيَأْخذُها ، فإذا أخَذَها ، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ ، فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ)

وفي رواية
( فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضاً )

تصور وتفكر في روح تتناولها الملائكة فيناولها بعضهم لبعض كيف نفعل إذا وضع في يد أحدنا الولد الصغير حديث العهد بالولادة يتأمله كل واحد ثم يناوله لمن يليه ، والملائكة يناولون روح المؤمن بعضهم لبعض مناولة ، كل واحد منهم يأخذ روح المؤمن ، يتناولها ويسلمها للآخر ، هل رأيتم يا عباد الله التكريم ، مناولة الروح من ملك إلى ملك ، فيا حظه وما أسعده

(فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ : فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا)

آلاف الملايين من الملائكة تصلي على المؤمن عند صعود روحه (تدعو له)
تقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ)

( حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له ، فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها )

فليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج( يصعد ) بروحه من قبلهم ( من ناحيتهم )

️( حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم ، وفِيها أُعِيدُهُم ، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى )
اللهم اجعلنا ممن تبشرهم الملائكة بالروح والريحان ورب غير غضبان ..))
يتبع بإذن الله ...


📚المراجع
أحوال المحتضر
محمد العلى
سلسلة المصير
هاني حلمي
لحظة خروج الروح
صالح المنجد
"صفة النار والجنة
من صحيح السنة"المعيصفي

يُتبع....

عطاء دائم
03-31-21, 09:09 AM
سلسلة الدار الآخرة ... .. (3) ... ))

تابع لحظة خروج الروح

لقد أرسل الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا ،فلابد مع النذارة مع البشارة ، فكما ذكرنا حال المؤمن عند نزع الروح والاحتضار فلابد لنا أن نذكر حال الكافر والمسرف على نفسه الذي لم يتب ويرجع إلى الله قبل موته لنتعظ بحالهم عند الموت ونرجع إلى الله...

ثانيا ) حال الكافر والعاصي الذي لم يتب حين الاحتضار ونزع الروح
ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
......... وإنَّ العبدَ الكافر( وفي رواية الفاجر)َ إذا كان في انقطاعٍ من الدُّنيا وإقبالٍ من الآخرةِ نزل إليه من السَّماءِ ملائكةٌ غلاظ شداد سودُ الوجوهِ معهم المُسوحُ من النار /

ينزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار ،أي الملابس من جهنم مفصلة لهذا الفاجر

( فيجلِسون منه مدَّ البصر، ثمَّ يجيءُ ملَكُ الموت )
انظر إلى المشهد كيف يصفه النبي عليه الصلاة والسلام .. ؟
مشهد مروع ! أولاً تنزل الملائكة ملائكة العذاب بهذا المنظر الفظيع، تحيط به من كل جانب، وإلى مد البصر، وليس واحد أو اثنان، ومعهم هذه الملابس من جهنم، والميت يرى كل هذا أمامه، ثم يأتي ملك الموت، ملك الموت أفظع منظراً وأبشع...

حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتها النَّفسُ الخبيثةُ اخرُجي إلى سخطٍ من اللهِ وغضبٍ ،،
تخيل يأتى إليه ملك الموت وتبدأ لحظات نزع الروح ستبدأ بكلمه من ملك الموت ،،، (( أيتها النفس الخبيثة اخرجى إلى سخط من الله وغضب ))
أي رعب وأي خوف هو فيه ،فقد اجتمع عليه كل شئ ملائكة العذاب وملك الموت والأهم غضب الله......

( قال : فتُفرَّقُ في جسدِه )
الروح ترى أمامها هذا العذاب وتعلم أنها خارجة إلى غضب وسخط من الله فتستعصي وترفض الخروج وتهرب وتتشبث في الجسد -تقعد في كل أجزاء الجسم- خوفا ورعبا من الخروج ، فقد دعاها إلى غضب ولعنة أين تذهب ؟؟
فتقوم الملائكة بضربه من الأمام والخلف، فالملائكة تبسط أيديها بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم رغما عنهم ، قائلين لهم { أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ } أمر من الملائكة، أخرج نفسك، أخرج روحك ...
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} الأنعام 93

فينتزِعُها كما يُنتزَعُ السُّفُّودُ من الصُّوفِ المبلولِ فيأخذُها
هنا يتدخل ملك الموت لنزع الروح الهاربة ،ولكن أي نزع ،،، ؟؟
السفود هو الحديدة ذات الاطراف المتعددة ... تخيلوا العذاب ،،!
هذه الحديدة ذات الأطراف المدببة المتعددة ، ندخلها في صوف والصوف مبلول ،ثم نطلعها بقوة ،ماالذي سيحدث للصوف ؟ سوف يتقطع ويتمزق من كل جهة ،،
كذلك الروح تخرج من جسد الفاسق والكافر على هذا الوضع ،تتقطع مع سحبها العروق والعصب ))

فإذا أخذها لم يدَعوها في يدِه طرفةَ عينٍ حتَّى يجعلوها في تلك المُسوحِ ويخرُجُ منها كأنتنِ جيفةٍ وُجِدت على وجهِ الأرض ،،
وعندما ينتزع ملك الموت هذه الروح ..

تأتى ملائكه العذاب وتلفها بالمسوح و يخرج منه أنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض ،،

فيصعدون بها فلا يمُرُّون بها على ملأٍ من الملائكةِ إلَّا قالوا ما هذا الرُّوحُ الخبيثُ فيقولون فلانُ بنُ فلانٍ بأقبحِ أسمائِه الَّتي كان يُسمَّى بها في الدُّنيا ،،،
فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، آلاف الملايين من الملائكة تلعنه عند خروج روحه ،،

حتَّى يُنتهَى به إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُستفتَحُ له فلا يُفتَحُ له
ثمَّ قرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ِ:
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ }

فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ اكتبوا كتابَه في سِجِّين في الأرضِ السُّفلَى ،،
فتُطرَحُ روحُه طرحًا ثمَّ قرأ ،،
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق }ٍ

... من علامة شقاء الكافر أن السماء والأرض لا تبكي عليه إذا غادر الدنيا ،و يلعنه كل ملكٍ بين السماء والأرض ، ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فتغلق دونه أبواب السماء، وتلقى روحه من السماء لتهوى إلى القبر.......

فمن الذي يتعظ ؟ ويقدر هذه اللحظة ؟..
اللهم أحسن خواتيم أعمالنا ،وأرزقنا توبة نصوحة قبل الموت.......
لحظة خروج الروح

الشيخ / صالح المنجد

يتبع...

عطاء دائم
03-31-21, 09:13 AM
سلسلة الدار الآخرة .... ....... ))

أحوال بعض الصالحين حين الموت

لما حضر عمر بن عبد العزيز، الموت قال:
"أجلسوني" فأجلسوه فقال: "أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا إله إلا الله"

ثم رفع رأسه فأحدّ النظر( دقق النظر) فقالوا له:
"إنك تنظر نظراً شديداً يا أمير المؤمنين"؟ قال: "إني أرى حضرة، أناس حضروا، إني أرى حضرة؛ ما هم بإنس ولا جن"، ثم قبض رحمه الله تعالى. فهكذا رأى قبل موته، رأى الملائكة الذين حضروا ..

و قيل للشافعي رحمه الله عند موته: "يا عبد الله كيف أصبحت"؟ فرفع رأسه وقال:

"أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، وما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنيها، أو إلى نار فأعزيها، ثم بكى".
وشتان بين أحوال هؤلاء وأحوال أهل الكفر والفجور ....
( بعد الموت )

بعد الموت تنفصل الروح عن الجسد ، فيذهب الجسد في رحلة أولها إغماض العينين والغسل والتكفين، وآخرها قبل البعث مواراته في التراب، وأما الروح فتصعد إلى الملأ الأعلى فإما أن تكرم وإما أن تهان، وتتصل بالجسد مرة أخرى ليقع عليها النعيم أو العذاب ..

وتبدأ رحلة الجسد بخروج الروح، فإذا خرجت الروح أصبح الجسد لا حراك به، فلا يضره شيء، فالسنة عندها أن تغمض عينا الميت ويدعو له بعد إغماض عينه :
"اللهم اغفر لفلان ( باسمه ) وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه"
(رواه مسلم)

ولا يحسن النظر إلى الميت؛ لأنه ينتقل إلى حالة أخرى من التكوين والتصوير، فلا ينطبع في الأذهان شيء ..
ثم بعد ذلك يكون غسله وتكفينه ،ويسن الاسراع بالجنازة لقوله صلى الله عليه وسلم :
" أسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فإنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَها إلَيْهِ، وإن تَكُ سِوَى ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ "
(البخاري)

" فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه " أي فإنما تسرعون بها إلى نعيمها وسعادتها وإلى روضة من رياض الجنة
" وإن تك سوى ذلك فشرٌّ تضعونه عن رقابكم "، أي: فإن تلك الجنازة الشقية شر فوق أعناقكم فسارعوا إلى التخلص منه.
مما يدل على استحباب الإِسراع بالجنازة لمصلحة الميت إن كان سعيداً، أو لمصلحة المشيعين إن كان شقياً ..
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
”إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم؛ فإن كانت صالحة قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمع الإنسان لصعق”
(البخاري )

وفي ذلك زيادة في بشرى المؤمن وبؤس الكافر
....وانتظرونا الحلقة القادمة مع أول مراحل الآخرة
القبر ونعيمه وعذابه ....

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل خروجنا من هذه الدنيا على لا إله إلا الله، وأن يوفقنا للتوبة النصوح، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وتجاوز عنا بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين ..

يتبع بإذن الله ..

قيثارة
03-31-21, 10:15 PM
اللهم آمين
جزاكِ الله خيراً غاليتي
وجعله في ميزان حسناتكِ بأذن الله
يختم لمدة 3 ايام + الفايف ستارز

عطاء دائم
04-01-21, 08:06 AM
اللهم آمين
جزاكِ الله خيراً غاليتي
وجعله في ميزان حسناتكِ بأذن الله
يختم لمدة 3 ايام + الفايف ستارز

واياك يا رب خير الجزاء اختي الغالية
ربي يحفظك ويسعدك ويرزقك ما تتمني
شكرا على المرور والختم

عطاء دائم
04-01-21, 08:15 AM
سلسلة الدار الآخرة ...... ( 4 ) ........ ))

القبر نعيمه وعذابه ( 1 )

القبر... هو أول منازل الآخرة

"كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قَبر بكى حتى يبلَّ لحيته، فقيل له: تَذكُرُ الجَنَّة والنارَ فلا تبكي، وتبكي من هذا؟! فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
"إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه، فما بعده أشدُّ منه"؛ (صحيح الجامع ).

هذا هو القبر ...
أول منزل من منازل الآخرة؛ فالرحلة إلى الدار الآخرة تبدأ مع أول ليلة في القبر، يا لها من ليلة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلاَّ والقبرُ أفظعُ منه"
(صحيح الجامع).

إنها محل للعِبَر، رياض من رياض الجَنَّة، أو حفرة من حفر النار؛ (الروح لابن القيم).

يقول الحسن البصري - رحمه الله -:
"يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط:
ليلة تبيت مع أهل القبور لم تبت ليلة قبلها، وليلة صبيحتها يوم القيامة.
أما اليومان: يوم يأتيك البشيرُ من الله، إما إلى الجَنَّة وإما إلى النار.
ويوم تُعطى كتابك إما بيمينك وإما بشِمالك".

فتعالَوا .. نعيش بقلوبنا!

لنتخيل هذا الموقف... إذا وضعك أبناؤك وأحِبَّاؤك في قبرك، وأغلقوا عليك فأحكموا الإغلاق، ثم تركوك وحيدًا وانصرفوا عنك، وأنت تسمع قرْعَ نعالهم، ذهبوا وتركوك ، بينما الإنسان منَّا في هذه الدَّهشة وتلك الرَّهبة، لم يستفقْ من هذا الهول، وإذ بأمر أخر يقع به وهو ضغطة القبر

حيث يضيق القبر حتى يضمَّه ويضغط على جانبيه، وهذه الضغطة لا ينجو منها أحدٌ، صالحًا كان أو عاصيًا، صغيرًا كان أو كبيرًا.

فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
((إن للقبر ضغطةً لو كان أحد ناجيًا منها لنجا سعدُ بن معاذ))؛ (صحيح الجامع).

وفي رواية .. ((لو نجا أحدٌ من ضمَّة القبر، لنجا سعدُ بن معاذ، ولقد ضُمَّ ضمةً، ثم رُخي عنه))
(صحيح الجامع).

ما تكاد تنتهى هذه المرحلة وما أشدها حتى يكون هناك كرب عظيم آخر
فتنة القبر ...

نعم إن للقبر فتنة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((ولقد أُوحي إليَّ أنكم تُفتنون في قُبوركم، مثلَ أو قريبًا من فتنة المسيح الدَّجَّال))
البخاري ومسلم

ولذلك كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا فَرَغَ من دَفْنِ الميتِ وقف عليه فقال :
"استَغْفِرُوا لِأَخِيكُم ، وسَلُوا له التثبيتَ ، فإنه الآنَ يُسْأَلُ "
الألباني

إنه الاختبار ... سؤال الملكين المنكر والنكير فتانا القبر

أشكالهم مرعبة وأصواتهم كالرعد يسألان العبد بصوت كالرعد، ينخلع معه القلبُ ويطير منه العقل
ثلاثة أسئله محددة تحتاج إلى إجابة فورية.

فماهي هذه الأسئلة ؟؟

.....تابعونا في الحلقة القادمة لنعرف ماهي الأسئلة...

اللهم توفنا مسلمين والحقنا بالصالحين

عطاء دائم
04-01-21, 08:16 AM
سلسلة الدار الآخرة .... ( 5 ) ........ ))

القبر نعيمه وعذابه (2 )

في المرة السابقة توقفنا عند هول عظيم يتعرض له الإنسان في القبر بعد ضغطة القبر هو فتنة القبر ...

وتحدثنا عن الاختبار وهو سؤال الملكين المنكر والنكير له ثلاثة أسئلة محددة ..

فهلموا بنا الأن نتعرف على صفة هذين الملكين وعلى الأسئلة التى تعرض على الميت .. )

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : في وصف الملكين
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إذا قُُبِِر الميِّت - أو قال أحدكم - أتاه ملكان أسْودان أزرقان(أي أعينهما ) يقال لأحدهما المنكر و للآخر النَّكِير فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فيقول : هو عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله
فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم يُنوَّر له فيه
ثم يقال له : نم
فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه حتى يَبْعثَهُ الله من مضجعه ذلك

و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله ،لا أدري
فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك
فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف فيها أضلاعه( أي يتداخل بعضها في بعض) فلا يزال فيها مُعذَّبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك "
(حسنه الألباني)

وفي هذا الامتحان يُسأَل العبد عن ثلاثة أسئلة:

ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن المؤمن وتعرضه للفتنة في القبر فقال:
((فيأتيه ملكان شديدَا الانتهار، فيَنتهرانه ويُجلسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله - عز وجل -:
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمد - صلى الله عليه وسلم - فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي))
(السلسلة الصحيحة).

ويرى كل عبد مقعده من الجنة أو النار

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال نبي الله صلى الله عليه و سلم :
" إن العبد إذا وضع في قبره و تولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرْعَ نِعالهم قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه فيقولان له :
ما كنت تقول في هذا الرجل ؟
فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله و رسوله
فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة " قال نبي الله صلى الله عليه و سلم : فيراهما جميعا "
(متفق عليه)

فلنتدبر أخواتي ولنستعد

هناك ثلاثة أسئلة محددة سيسأل عنها العبد..
وهذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة فورية صحيحة..

فهيا نستعد من الآن لهذه الأسئلة ، فإنه لا يجيب عنها إلا من عاش لها، فعرف ربه وعاش لدينه واتبع رسوله - صلى الله عليه وسلم .. )

فعندما يسأل العبد عن ربه فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا مَن عرف ربه في الدنيا وعبده.

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تجعلك لا تعصيه، وتعبده كأنك تراه .. ؟

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تدعوك إلى الخضوع له والإذاعات ..؟

فهل تعرفه حقًّا؟! معرفة تجعلك تعود إليه كلما أذنبت ترجو رضاه ولا تخشى أحدًا سواه ؟؟

وكذلك عندما يُسأل العبد عن دينه، فإنه سيجيب عن دينه الذي يَدين لله به، ويخضع له، ويعيش في كنفه، ويلتزم بأوامره، ويتحاكم إليه في كل شؤونه.

وكذلك عندما يُسأل عن نبيه، فإنه لا يجيب عن هذا السؤال إلا..
من عرف النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حقًّا، واهتدى بهديه واقتفى أثره واستنَّ بسنته، فجعل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إمامَهُ وقائدَهُ ومُرشدَهُ ودليله وأستاذه ومعلمَه، أمَّا من كان يُقلِّد الناس ويتبع هواه، فإنه يتلعثم في الإجابة؛ لأنه كان بعيدًا عن هديه فلا يهتدي لاسمه...


أسأل الله العظيم أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..

انتظرونا في اللقاء القادم بإذن الله مع حال المؤمن والكافر في القبر ....

عطاء دائم
04-02-21, 08:46 AM
سلسلة الدار الآخرة ..... ( 6 ) ............ ))

القبر نعيمه وعذابه ( 3 )

لنعلم جميعا...أنه إذا قُبِر(دفن) العبد عُرِض عليه مقعده بالغداة و العشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة و إن كان من أهل النار فمن أهل النار و يُفْسَحُ للمؤمن في قبره سبعون ذراعا و يُملأ عليه خَضِرًا إلى يوم يبعثون، أما الكافر فيُضرب بمطارق من حديد و يضيَّقُ عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، و هذا حق لا شك فيه أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم ... )

( ولنبدأ بحال المؤمن وسؤاله في القبر )

ففي حديث البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال العبد المؤمن بعد أن تصعد روحه إلى السماء )

" ......فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم ، وفِيها أُعِيدُهُم ، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى . فتُعادُ رُوحُه

فيَأتِيهِ مَلَكانِ ، فيُجْلِسانِه ، فيَقولانِ له : مَن ربُّكَ ؟
فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ ، فيَقولانِ له : ما دِينُكَ ؟
فيَقولُ : دِينِيَ الإِسلامُ ، فيَقولانِ له : ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟
فيَقولُ : هو رسولُ اللهِ
فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ ؟ فيَقولُ : قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ

فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي ، فَأفْرِشُوه من الجنةِ ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ ، وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ

فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها ، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ ، ويَأتِيهِ رَجلٌ حَسَنُ الوَجهِ ، حَسنُ الثِّيابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فيَقولُ : أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هذا يَومُكَ الذي كُنتَ تُوعَدُ
فيقولُ لهُ : مَن أنتَ ؟ فوجْهُكَ الوَجْهُ يَجِيءُ بِالخيرِ ، فيَقولُ : أنَا عَملُك الصالِحُ
فيَقولُ : رَبِّ أقِمِ السَّاعَةَ ، رَبِّ أقِمِ الساعَة"
(الألباني)

و المؤمن يرى مقعده من النار وكيف أن الله رحمه وأبدله به بيتا في الجنة

فعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" إن المؤمن إذا وُضِع في قبره أتاه ملك، فيقول له: ما كنتَ تعبد؟
فإن الله هداه، قال: كنت أعبد الله
فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟
فيقول: هو عبد الله ورسوله
فينطلق به إلى بيت كان في النار، فيقال له: هذا بيتك كان في النار ولكن الله عصمك ورحمك، فأبدلك به بيتًا في الجَنَّة، فيقول: دعوني حتى أذهب فأُبشِّر أهلي، فيقال له: اسكن "
(الألباني صحيح الجامع )

والمؤمن يأتيه عمله الصالح ليحيط به من كل جانب ، تأتيه صلاته ويأتيه قرآنه ويأتيه الذكر والتسبيح كل هذه الاعمال تأتيه لتدافع عنه وتمنع عنه العذاب

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنَّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنَّه يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ ، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رجلَيْهِ

فيُؤتَى مِن قِبَلِ رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخل (أي لايأتيه العذاب من ناحيتي)ٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ : ما قِبَلي مَدخلٌ ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ : ما قِبَلي مَدخلٌ

فيُقالُ لهُ ، اجلسْ فيجلسُ قد مُثِلَتْ لهُ الشَّمسُ ، وقد أذِنَتْ للغروبِ ، فيُقالُ لهُ : أرأيتُكَ هذا الَّذي كان قبلَكُم ، ما تقولُ فيهِ ، وماذا تشهدُ عليهِ ؟
فيقولُ : دعوني حتَّى أُصلِّيَ ، فيقولونَ : إنَّكَ ستفعلُ ، أخبِرْنا عمَّا نسألُكَ عنهُ ، أرأيتُكَ هذا الرَّجلُ الَّذي كان قبلَكُم ، ماذا تقولُ فيهِ وماذا تشهدُ عليهِ ؟
قال : فيقولُ : محمَّدٌ ، أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللهِ ، وأنَّهُ جاء بالحقِّ مِن عندِ اللهِ
فيُقالُ لهُ : على ذلكَ حَيِيتَ ، وعلى ذلكَ متَّ ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ

ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ مِن أبوابِ الجنَّةِ فيُقالُ لهُ هذا مقعدُكَ منها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها ، فيزدادُ غِبطةً وسرورًا ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ مِن أبوابِ النَّارِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لَو عصَيتَه

فيزدادُ غبطةً وسرورًا ثمَّ يُفسَحُ لهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا ، ويُنَوَّرُ لهُ فيهِ ، ويُعادُ الجسدُ لِما بُدِئَ منهُ فتُجعَلُ نسَمتُه( روحه)ُ في النَّسَمِ الطَّيِّبِ وهيَ طيرٌ تُعلَقُ من شجرِ الجنَّةِ فذلكَ قَولُه :
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
( الألباني )

يتبع بإذن الله ...

عطاء دائم
04-02-21, 08:51 AM
سلسلة الدار الآخرة ........ ( 7 ) .......... ))

القبر نعيمه وعذابه ( 4 )

تكلمنا في الدرس السابق عن حال المؤمن في القبر ، واليوم سنتحدث عن حال الكافر والعاصي الذي لم يتب في القبر

ليس الهدف هو التخويف ولكن الهدف هو التحذير ليستعد العبد لهذا الامتحان الصعب ، ويتوب إلى الله ، وحتى لا تتمكن الغفلة من القلوب خصوصا في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والشهوات ..

ففي حديث البراء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في حال العبد الكافر بعد خروج روحه والصعود بها إلى السماء وعدم فتح أبواب السماء لها ، وطرح روحه طرحا :

"........فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، ويَأْتِيهِ ملَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي
فَيَقُولَانِ لَهُ: ومَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي

فيَقُولانِ له : ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فِيكُم ؟ فيَقولُ : هَاه هَاه لا أدْرِي .. )
فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ : أنْ كَذَبَ عَبدِي ، فأفْرِشُوهُ من النارِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى النَّار

قال : فَيَأْتِيهِ من حَرِّهَا وسَمُومِهَا، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حتى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلَاعُهُ، ويَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هذا يَوْمُكَ الذي كُنْتُ تُوعَدُ
فَيَقُولُ: مَنْ أنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ
فَيَقُولُ: أنا عَمَلُكَ الخَبِيثُ فيَقُولُ: ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ"
(الألباني)

وفي رواية
"وإن الكافر إذا وُضِع في قبره، أتاه ملك فينتهره، فيقول له: ما كنتَ تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريتَ ، فيقال: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنتُ أقول ما يقوله الناس، فيضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها الخلقُ غيرَ الثقلين(الجن والإنس )"
(صحيح الجامع).

ويرى مقعده من الجنه وكيف أنه أبدل به بمقعد في النار لكفره
" وإنَّ الكافرَ ...............ُ ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ النَّارِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ من النَّارِ وما أعدَ اللهُ لكَ فيها فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُفتَحُ لهُ بابٌ من أبوابِ الجنَّةِ فيُقالُ لهُ : هذا مقعدُكَ منها وما أعدَّ اللهُ لكَ فيها لَو أطعتَهُ فيزدادُ حسرةً وثُبورًا ثمَّ يُضيَّقُ عليهِ قبرُهُ حتَّى تختلفَ فيهِ أضلاعُهُ فتلكَ المَعيشةُ الضَنكةُ الَّتى قال الله :{ُ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} "
( الألباني صحيح الترغيب)

فالقبر وعذاب القبر حق ، فهو أول منازل الآخرة، يكرم فيه المؤمن تهيئة لما ينتظره في الجنة ، ويعذب فيه الكافر والعاصي تهيئة لما ينتظره في جهنم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ، الذي أسمع منه "
(مسلم)

وقال عليه الصلاة والسلام : "إنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم"
(مسلم)
وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من عذاب القبر ، وقال :" تعوذوا بالله من عذاب القبر "
(مسلم)

وكان من دعائه بعد التشهد الأخير:
" اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال"
(مسلم)

اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر
هذا هو الامتحان الذي يمر به العبد في القبر ، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان

فماذا أعددنا للامتحان ؟؟
أُذكِّركم ونفسي بأن الموت يأتي بغتة، وملك الموت لن يُؤجِّلك، وضمة القبر لن ترحمَك، فهيا نستعدَّ من الآن لهذا اليوم العصيب، ونرجع إلى رب العالمين قبل أن يأتينا اليقين، ونستكثر الزاد ليوم الميعاد ..

انتظرونا في اللقاء القادم مع أسباب عذاب القبر والمنجيات من عذاب القبر....

عطاء دائم
04-03-21, 08:27 AM
سلسلة الدار الآخرة ......... ( 8 ) .......... ))

أسباب عذاب القبر والمنجيات من عذاب القبر

القبر .. هو أول منازل الآخرة وهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ،ولعذاب القبر ونعيمه أسباب فما هي ؟؟

( أسباب عذاب القبر )

هناك أسباب لعذاب القبر منها :
الشرك بالله والنفاق
النميمة و الغيبة و عدم التنزّه من البول
هجر القرآن ورفضه والتثاقل عن الصلاة المكتوبة
الكذب وأكل الربا والزنا

يقول ابن القيم رحمه الله
فعذاب القبر من معاصي القلب والعين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل ، ولما كان أكثر الناس كذلك كان أكثر أصحاب القبور معذبين ، والفائز منهم قليل ، فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات ..
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر
( الأسباب المنجية من عذاب القبر )

الإكثار من ذكر هادم اللذات
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أكثِروا من ذكر هادِم اللذَّات))؛ يعني: الموت
الألباني

وذكر الموت ينهى العبد ويمنعه من الذنوب والمعاصي ويدفعه إلى الإسراع إلى التوبة والعمل الصالح ، يجعله وجلاً خائفًا، فيأمَن في قبره وبين يدي ربه؛ لأن الله - عزَّ وجلَّ - لا يجمع على عبدٍ خوفَين ولا أمنَين، فمَن أمَّنه في الدنيا أخافه في الآخرة، ومَن خافَه في الدنيا أمَّنه في الآخرة.

محاسبة النفس
يجلس كلَّ ليلة يحاسب نفسه، فيدفعه ذلك إلى التوبة والندم والاستغفار

يقول ابن القيِّم:
"لا بُدَّ أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعةً يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدِّد له توبة نصوحًا بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألاَّ يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كلَّ ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبِلاً للعمل، مسرورًا بتأخير أجله، حتى يستقبل ربَّه ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه النومة .. )!

الإيمان والعمل الصالح:
الإيمان والعمل الصالح من أعظم الوسائل المنجية من عذاب القبر
قال تعالى -: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ إبراهيم: 27
التقوى:

التقوى من أهمِّ الأسباب التي تنجي العبد في الدنيا والآخِرة
قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
النمل: 53

الرباط في سبيل الله:
قال صلَّى الله عليه وسلَّم :
" كلُّ ميت يُختَم على عمله، إلاَّ الذي مات مُرابِطًا في سبيل الله، فإنه يُنمَى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر"
الألباني

الشهادة في سبيل الله:
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
" للشهيد عند الله ستُّ خصال: يغفر له في أوَّل دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُجَار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزَوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه "
الألباني

قراءة سورة تبارك
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:
" إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك} "
الألباني

وفي حديث أخر
" سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر"
الألباني

الموت بمرض البطن:
فعن عبد الله بن يسار رحمه الله أنه قال: كنت جالساً وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة رضي الله عنهما، فذكروا أن رجلاً توفي مات ببطنه، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شهداء جنازته، فقال أحدهما للآخر: " ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من يقتله بطنه، فلن يعذب في قبره)؟ فقال الآخر: بلى "
الألباني

والمقتول بسبب مرض بطنه يُسمّى المبطون كما جاء في بعض الروايات، وقد بشّر صاحبه بالشهادة، وليس في السنّة تحديدٌ لماهيّة المرض أو نوعه فاحتُمل عمومه.

الاستعاذة بالله من فتنة القبر وعذاب القبر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
" إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال "
مسلم )

إن عذب القبر ونعيمه غيب كما أن الجنة والنار والملائكة غيب ومن سمات المؤمنين الإيمان بالغيب قال تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب } البقرة:3
نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن تلقّته الملائكة قائلةً له: { ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} فصلت 30

النفخ في الصور (1 )

من أهوال الآخرة العظيمة الَّتي يجب على المؤمن الإيمان بها، والاستِعْدادُ لها: النفخَ في الصور، قال تعالى:
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} الكهف:99.

فما الصور ؟؟ ومن الذي ينفخ في الصور ؟؟؟
الصور قرن ينفخ فيه فتحدث صيحة في الكون فيموت كل من على وجه الأرض ولا يبقى إلا الله، فينادي سبحانه أين الملوك ؟ فلا يجيبه أحد
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم قال: ما الصُّور؟
قال: "قرن يُنفخ فيه"
البخاري

والنَّفخ في الصور أمر غيبي يكون عند نهاية الحياة الدنيا وبدْء الحياة الآخرة ، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صاحب الصور مستعد للنفخ فيه منذ أن خلقه الله
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه :
" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش ، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان "
الألباني

وعن ابن عباس رضِي الله عنْهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال:
" كيف أنعَمُ وصاحب القرن قدِ الْتقم القرن، وحنَى جبهته، يَسمع متى يُؤْمَر فينفخ؟"

فقال أصحاب محمَّد: كيف نقول؟
قال: " قولوا: حسبُنا الله ونعم الوكيل، على الله توكَّلنا "
الألباني
حسبنا الله ونعم الوكيل
أما من ينفخ في الصور فهو ملك من الملائكة اسمه إسرافيل.
فينفخ الملك إسرافيلُ في القرْن بأمر الله، فلا يبقى أحد من الخلق إلاَّ مات إلاَّ مَن استثناه الله، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الزمر:68.
كم عدد النفخات .. ؟؟

أكثر العلماء على أن النفخ في الصور يكون مرتين :
الأولى يحصل بها الصعق
والثانية يحصل بها البعث
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم ذكر ما يَحدث في آخر الزمان، فقال:

" ثمَّ يرسل الله ريحًا باردة من قِبَل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرَّة من خير أو إيمان إلاَّ قبضتْه، حتَّى لو أنَّ أحدكم دخل في كبد جبَل لدخلتْه عليه حتَّى تقبضه .. !

فيبقى شرار النَّاس في خفَّة الطير وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، فيتمثَّل لهم الشَّيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا .. ؟
فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقُهم، حسنٌ عيشُهم، ثمَّ ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدٌ إلاَّ أصغى لِيتًا ورفع لِيتًا" (أي لا يبقى أحد إلا أمال عنقه ورفع عنقه)
قال: " وأوَّل مَن يسمعه رجل يلوط حوضَ إبلِه" (أي يصلح الحوض الذي تشرب منه إبله)

قال: "فيَصعَقُ، ويَصعَق النَّاس
ثمَّ ينزل الله - مطرًا كأنَّه الطّلّ فتنبت منه أجساد النَّاس، ثمَّ يُنفَخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، ثمَّ يُقال: يا أيُّها النَّاس، هلمَّ إلى ربِّكم، {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ}"
(مسلم)

فالنَّفخة الأولى تحدث وهي نفخة الصعق، وهي الَّتي يَموت بها الأحياء من أهل السَّموات والأرض إلاَّ مَن شاء الله

ثمَّ يقبض الله - سبحانه - أرواح الباقين، حتَّى يكون آخِر مَن يموت ملك الموت، وينفرِد الحيّ القيوم - الَّذي كان أوَّلاً وهو الباقي آخرًا - بالديمومة والبقاء
ويقول: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} ثلاث مرات..

ثمَّ يُجيب نفسه بنفسه: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}..
الَّذي قهر كلَّ شيء، وحكم بالفناء على كلّ شيء
قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} مريم:40
ثمَّ يُحيي أوَّلَ من يحيي إسرافيلَ، ويأمره أن ينفخ في الصّور مرَّة أخرى، وهي النَّفخة الثَّانية نفخة البعث، فتعود الأرواح إلى الأجساد ،فيخرجون من القبور سراعا إلى أرض المحشر ، قال تعالى:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الزمر:68

..... انتظرونا في الحلقة القادمة بإذن الله لنعرف كم بين النفختين؟
وفي أي يوم يكون النفخ ... ؟
ومن أول من يبعث ... ؟

عطاء دائم
04-04-21, 07:46 AM
سلسلة الدار الآخرة ....... ( 9 ) ................. ))

النفخ في الصور (2 )

ذكرنا في الحلقة السابقة ماهو الصور ومن ينفخ في الصور وكم عدد النفخات ، ونتعرف اليوم على كم بين النفختين ومن أول من يبعث .. )

كم بين النفختين ؟؟

لا يعلم مابين النفختين إلا الله عز وجل

فعن أبي هريرة رضي الله عنْه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم قال:
" ما بين النفختَين أربعون"
قال: أربعون يومًا؟ قال: "أبيتُ"
قال: أربعون شهرًا؟ قال: "أبيتُ"
قال: أربعون سنة؟ قال: "أبيتُ"
قال: " ثمَّ يُنْزل الله من السَّماء ماء، فيَنبُتون كما ينبت البقل، ليْس من الإنسان شيء إلاَّ يبلى، إلاَّ عظمًا واحدًا وهو عَجْب الذَّنَب، ومنه يُركَّب الخلق يوم القيامة "
متفق عليه .. ))

لم يقل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل اربعون شهر أم أربعون يوم أم أربعون سنة أم أربعون ثانية أم أربعون دقيقة ، فالله أعلم بمقدارها ..

ثم ينزل الله من السماء مطرا ، تنبت أجساد الناس منه كما ينبت النبات ، فأجساد الناس تتحلل ولا يبقى منها إلا عظمة في آخر الظهر لا تموت أبدا على مر السنين وتسمى
(عجب الذنب ) ومنها يركب الإنسان ويعود شكله كما كان في الدنيا )

وقد أجرى عالم من اليابان تجربة على هذه العظمة وأدخلها فرن عالي الحرارة ولم تمت وأدخلها في برودة عالية جدا ولم تتغير فوقف حائرا من ذلك
و ما علم أن لله حكمة من ذلك وهي أن يركب منها المرء مرة أخرى .

أي يوم ستكون فيه النفخة ؟؟

( ستقوم الساعة يوم الجمعة )

فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن الدواب كلها ما عدا الإنس والجن تصيخ (تستمع وتنصت ) كل يوم جمعة من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس خوفاً وشفقة من قيام الساعة ..

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات،وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة (مستمعة منصتة) يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس "
( صححه الألباني )

و قال صلى الله عليه وسلم :
"إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق أدم وفيه قُبض وفيه النفخة ، وفيه الصعقة "
( الألباني )

من أول من يبعث

عن أبِي هُريرة رضي الله عنْه قال:
بيْنما يهوديٌّ يعْرض سلعته أُعطي بها شيئًا كرهه، فقال: لا والَّذي اصطفى موسى على البشَر، فسمِعه رجُل من الأنصار فقام فلطم وجْهَه
وقال: تقول: والَّذي اصطفى موسى على البشَر والنَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بين أظهُرِنا؟

فذهب إليه، فقال: أبا القاسم، إنَّ لي ذمَّة وعهدًا، فما بالُ فلان لطم وجهي؟!
فقال صلى الله عليه وسلم : " لِمَ لطمتَ وجهه؟" فذكره
فغضب النبيّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - حتَّى رُئِي في وجهه، ثمَّ قال:
" لا تفضّلوا بين أنبياء الله، فإنَّه ينفخ في الصّور فيصْعق مَن في السَّموات ومَن في الأرض إلاَّ مَن شاء الله، ثمَّ يُنفخ فيه أخرى فأكون أوَّل مَن بعث، فإذا موسى آخذٌ بالعرْش، فلا أدْري أحوسب بصعْقته يوم الطور، أم بُعِث قبلي؟! "
متفق عليه ..

قال ابن كثير : " إن الله الكريم أجرى بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ، وأن من مات على شيء بعث يوم القيامة عليه "

فكيف ستموت ؟؟؟
و علي ماذا ستبعث؟؟؟
وهل تحب أن تبعث علي ما أنت عليه الآن؟؟؟
فهل فكرت في البعث فخفت خوف مقلق للقلب ؟؟؟

......انتظرونا الحلقة القادمة بإذن الله مع الحشر وكيف يحشر الناس إلى الله وكيف هى أرض المحشر ..

اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين

عطاء دائم
04-05-21, 08:26 AM
سلسلة الدار الآخرة .......... ( 10 ) ........... ))
الحشر (1 )
ما هو يوم الحشـــــر ؟؟

هو جمع الخلائق (الملائكة والإنس والجن والحيوانات) للحساب، فيحشرهم الله عز وجل على أرض مستوية حفاة عراة وكل مخلوق مشغول بأحواله، وهو موقف طويل يشتد على الناس حتى يتصبّب منهم العرق، ولكن الله عز وجل يخففه على عباده المؤمنين ويكون سهلاً عليهم.

هذا اليوم الرهيب يخرج الناس من الأجداث (القبور ) في لحظة واحدة كأنهم جراد منتشر , مسرعين مهطعين(مذعنين خاضعين) إلى الداعي, وقد خفتت كل حركة وخيم الصمت الرهيب , حيث تنتشر صحف الأعمال , فيكشف المخبوء , ويظهر المستور , ويفتضح المكنون في الصدور .

ماهي صفــة أرض المحشر ؟؟

أرض المحشر هى الارض التى يحشر عليها الناس يوم القيامة ليس فيها شجر ولا حجر ولا بنيان فليس هناك مكان يختبئ وراءه الخلائق بل هى ارض مستوية ، وهي أرض جديدة غير الأرض التي نحن عليها قال سبحانه :
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
ويكون التغيير للكون كله

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يُحشَرُ الناسُ يوم القيامة على أرضِ بيضاء عفراء كقُرصَةِ النَّقِيّ ليس فيها علمٌ لأحد "
( رواه مسلم )

عفراء : أي بيضاء إلى حمرة ليست ناصعة البياض
قرصة النقي : أي قرص الدقيق النقي من النخالة
و عن عائشة رضي الله عنها أَنَّها قالت:(أنا أَوَّل الناس سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[إبراهيم:48]
قالت قلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: على الصراط)
( مسلم )

وفي مسلم من حديث (اليهودي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين يكون الناس يوم تُبدَّلُ الأرض غير الأرض والسماوات؟
فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر")

كيف يُحشر الناس ؟؟
يحشر الناس يومئذ حفاة عراة غُرْلا

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" يُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً (مختونين )"
قلت : يا رسول الله، النساء و الرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال صلى الله عليه و سلم : " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض "
متفق عليه )

ويحشر الكفار على وجوههم :

قال الله تعالى :
{وَ نَحْشُرُهم يَوْم القِيَامةِ على وُجُوههِمْ عُمْيًا و بُكْمًا و صُمًّا مَأْواهم جَهَنَّمَ كلَّمَا خَبَتْ زِدْناهُم سَعيرًا } الإسراء 97

و عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال :
يا رسول الله كَيْفَ يحْشرُ الكافر على وجهه يوم القيامة ؟
قال : " أَلَيْسَ الذي أمْشَاهُ على رجْلَيْهِ في الدُّنيا قادراً على أن يُمْشِيهُ على وجهه يوم القيامة ؟ "
قال قتادة : بلَى وَعزَّةِ ربنا "
( مسلم )

كيف يكون الناس في أرض المحشر ؟؟
تدنو الشمس من رؤؤس الخلائق بمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم منهم من يكون عرقه الى كعبيه ومنهم الى ركبتيه ومنهم من يغرق في عرقه ، ولو أنهم كحالهم في الدنيا لانصهروا وذابوا لكن يعطيهم الله قوة غير التي في الدنيا ، إلا أهل الأعمال الصالحة فهم في ظل عرش الرحمن ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
"يعْرَقُ الناس يوم القيامة حتى يذْهب عَرقهُم في الأرض سبعين ذراعاً و يُلْجِمُهُم حتى يَبْلُغ آذانَهُم "
( مسلم )

و عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار مِيل "
قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه و منهم من يكون إلى ركبتيه و منهم من يكون إلى حقويه و منهم من يُلجمه العرق إلجاماً "
( رواه مسلم )

حقويه : أي الخصر
إلجاما : أي يصل إلى أفواههم
من الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إنَّ اللهَ يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أُظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظل إلا ظلي "
( رواه مسلم )

بجلالي : أي بعظمتي و طاعتي لا للدنيا
ظلي : أي في ظل العرش يوم القيامة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" سبْعةٌ يُظلُّهم اللهُ تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه : إمَامٌ عَدْلٌ، و شابُّ في عبادة الله، و رجلٌ قلبُه معلق في المساجد، و رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه و تفرقا عليه، و رجلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ و جمالٍ فقال : إني أخاف الله، و رجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
( مسلم )

و عن أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" منْ أنظَر مُعْسِراً أو وضع عنهُ أظلَّهُ اللهُ في ظله "
( رواه مسلم )

و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" كلُّ امريءٍ في ظلِّ صدقتِه حتى يُفصل بين الناس " أو قال : " يُحكَمَ بين الناس "
( صححه الألباني )

انتظرونا في الحلقة القادمة لنعرف من أول من يحشر ؟ ومن أول من يكسى من الخلق؟ وكيف يحشر وأحوالهم في الحشر ؟

سلسلة الدار الآخرة .........

عطاء دائم
04-06-21, 06:49 AM
سلسلة الدار الآخرة ......... ( 11 ) ............. ))

( .... الحشر .... )

في الحلقة السابقة تكلمنا عن الحشر وأرض المحشر وكيف يكون الناس فيها ، واليوم نكمل حديثنا لنعرف من هو أول من يحشر ؟ومن اول من يكسى ؟ وكيف يحشر الناس ؟
من أول من يحشر من الخلق ؟؟

نبينا صلى الله عليه وسلم هو أول من يحشر؛ حيث تنشق عنه الأرض قبل كل مخلوق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة, وأول من ينشق عنه القبر))


فهو أول الناس يحشر، وأول الخلق تنشق عنه الأرض، لا غيره من البشر.
من أول من يكسى من الخلق ؟؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام هو أول من يكسى يوم القيامة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:
( وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ) البخاري

وهذا يدل على أن الخلائق يخرجون من القبور دون كسوة كلهم، ثم يكسى بعد ذلك من أراد الله كسوته من أصفيائه

وفي هذا اليوم الشديد تسود وجوه , وتبيض وجوه , وجوه ٌ تعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض , فقد عرفت ماقدمت واستيقنت ماينتظرها من جزاء , ووجوه مستنيرة مستبشرة مطمئنة ,
قد عرفت مصيرها , وتبين لها مكانها , فتهللت بعد الهول والفزع المذهل

يقول تبارك وتعالى :
{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } .سورة آل عمران 106-107
كيف يبعث الناس ؟؟

يبعث الناس على ما ماتوا عليه من خير أو شر , وكل نفس تشغل بأمرها ولا تلتفت إلى سواها حيث تقطع أواصر القربى والدم , فالكرب يلف الجميع , والهول يغشي الجميع في هذا اليوم الرهيب
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يبعث كل عبد على ما مات عليه )
( رواه مسلم )

فالجميع يسيرون إلى الموقف أمما أمما ، يتقدم كل أمة رسولها ، أفواج لا قبل للعقل بتصورها ولا يعلم عددها إلا خالقها ،يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد

الله أكبر ، ما أعظم ذلك الجمع !! وما أشد زحامه ، وما أفظع كربه !! فهل من عدة يعدها كل مسلم للنجاة من كربه ؟!

( كيف يحشر المتكبرين ؟ وكيف يحشر أهل الربا ؟
( وكيف يحشر أهل الوضوء والشهداء ؟

( بعض صور الحشر )
يأتي الخلق يوم الحشر بهيئات وحالات مختلفة؛ إما حسنة، وإما قبيحة، بحسب ما قدموا من خير، وشر، وإيمان، وكفر، وطاعة, ومعصية فتزود لهذا اليوم بالعمل الصالح.

( حشر المتكبرين )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال, يغشاهم الذل من كل مكان)
( الألباني )

والذر : هو صغار النمل ،وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تعاظم وغرور بأنفسهم، لأنهم كانوا في الدنيا يتصورون أنفسهم أعظم وأجل المخلوقات؛ فجعلهم الله في دار الجزاء أحقر المخلوقات وأصغرها.

حشر السائلين:
السائلين الذين يسألون الناس وعندهم ما يغنيهم، يأتون يوم القيامة وليس في وجوههم مزعة لحم (قطعة لحم )، يعرفهم الناس كلهم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((ما يزال الرجل يسأل الناس؛ حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم))
( متفق عليه )

( حشر أهل الربا )
فأهل الربا يتخبطون حال بعثهم، كما قال الله تعالى:
{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} البقرة: 275

لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياما منكرا
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق"

( حشر النائحة )

إذا لم تتب قبل موتها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل(لباس) من قطران
حشر أهل الوضوء، أهل الغرة والتحجيل:
قال صلى الله عليه وسلم :
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء)
( البخاري )

وقال صلى الله عليه وسلم:
((أمتي يوم القيامة غر من السجود, محجلون من الوضوء))
( الألباني )

غرا : الغرة هي بياض في الجبهة ، والمراد به النور يكون في وجوههم
والتحجيل :هو بياض في اليدين والرجلين بسبب آثار الوضوء

حشر الشهداء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كل كلم (جرح ) يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دماً. اللون لون الدم والعرف عرف المسك))
( البخاري )

فيحشرون ودمائهم تسيل لون الدم وريح المسك ، وهذا إكرام لهم وبيان لعلو مقامهم عند الله تعالى، لأن الجزاء من جنس العمل.
( حشر المحرم )

كما قال عليه الصلاة و السلام في الرجل الذي مات وهو محرم
" اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ، ولا تخمروا (تغطوا ) وجهه ولا رأسه ،فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا "
( الألباني )

فهو يبعث وهو يلبي "لبيك اللهم لبيك"
فتفكروا في هذا اليوم وفي الخلائق و ذلهم و انكسارهم في ذلك اليوم الطويل خوفا و انتظارا لما يُقضى عليهم من سعادة أو شقاوة...فكيف بكم في ذلك اليوم و قد لفظكم القبر بعد طول بلاء فنظرتم في أعمالكم التي قدمتم ..

يتبع بإذن الله ...

عطاء دائم
04-12-21, 07:18 AM
سلسلة الدار الآخرة .........


(الحوض )

إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر ، فيقومون في أرض المحشر قياماً طويلا ، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم ، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً

قال الله تعالى :
( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )سورة المعارج(4)
خمسين ألف سنة والناس في كرب عظيم وشدة وحر وضيق ، تدنو الشمس من الرؤوس، ويتمكن العطش من الناس، ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب

و تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين ،إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل أكرمهم بحياض يشربون منها

فإذا طال المُقام رَفَعَ الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود ، فمن مات على سنته غير مغير ولا مبدل ، ورد عليه الحوض وسقي منه ، فيكون أول الأمان له أن يكون مسقيا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. ، ثم بعدها يرفع لكل نبي حوضه ، فيسقي منه صالح أمته

الحوض والكوثر

الكوثر هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة
والحوض هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر

فالكوثر والحوض ماؤهما واحد، إلا أن أحدهما في الجنة، والآخر في أرض المحشر، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر


وصف الحوض

حوض النبي صلى الله عليه و سلم ماؤه أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل ، وريحه أطيب من المسك، وطوله وعرضه سواء ، وسعته كما بين أيله (بلد بالشام) وصنعاء ، و عدد آنيته كعدد نجوم السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبدا

قال – صلى الله عليه وسلم – في وصف الحوض:
" أشدُّ بياضا من اللبن و أحلى من العسل يَغُثُّ (يصب) فيه ميزابان يُمدانه من الجنة أحدهما من ذهب و الآخر من ورق ( فضة) "
رواه مسلم

و ‏قَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ ( آنيته ) كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبدا " ‏ ‏
متفق عليه ‏ ‏

وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ ‏تُرَى فِيهِ ‏أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السماء "
مسلم


و ليردَنَّ على رسول الله صلى الله عليه و سلم الحوض رجال من أمته يعرفهم بعلامة الوضوء غُرًّا محجَّلين ثم يطردون عن الحوض لأنهم نكصوا على أعقابهم و غيروا بعده صلى الله عليه و سلم و ما أكثرهم في هذا الزمان، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

فمن هم المطرودون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" تَرِد عليَّ أمتي الحوضَ و أنا أذُود ( أطرد وأدفع ) الناسَ عنه كما يذود الرجل إبِل الرجلِ عن إبله"
قالوا : يا نبي الله أتعرفنا ؟
قال : " نعم، لكم سِيْمَا ( علامة) ليست لأحد غيركم. تردون علي غُرًّا محجَّلين من آثار الوضوء و ليُصَدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول : يا ربِّ هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : و هل تدري ما أحدثوا بعدك "
رواه مسلم

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ُ:
" أَنَا فَرَطُكُمْ ( أي : سابقكم ) عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
فَأَقُول : " إِنَّهُمْ مِنِّي"
فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ : "سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "
متفق عليه


فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه

فعلينا أن نجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله علينا بالشرب من هذا الحوض المبارك

وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ، ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب...
فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.


الشيخ / صالح المنجد
مقالات الإسلام ويب

عطاء دائم
04-17-21, 09:24 AM
سلسلة الدار الآخرة

الشفاعة (1 )

الشفاعة من النعم العظيمة التى أنعم الله بها على العباد ، فكم رحم بها من الناس ، فأدخلوا الجنة وعصموا من النار ،أو رفعت درجاتهم بها إلى أعلى الجنان ، أو خفف عنهم العذاب في النار


ماهي أنواع الشفاعة؟
للشفاعة أنواع متعددة وأهمها الشفاعة العظمي

فماهي الشفاعة العظمي؟
هي الشفاعة الخاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء والرسل ، وهي خاصة بأن يأتي الله سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين الخلائق ، فيرفع الكرب عن الخلق ويحاسبهم


الشفاعة العظمى

عندما يشتد البلاء بالناس في الموقف العظيم ويطول عليهم زمن وقوفهم مع ما يعانونه من الحر والأهوال والكربات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا الموقف :
" كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ، ثم لا ينظر الله إليكم " السلسلة الصحيحة

حينها يبدأ العباد في البحث عن أصحاب المنازل العالية ليشفعوا لهم عند ربهم كي ينفس عنهم ما هم فيه من البلاء وليأتي سبحانه لفصل القضاء بين العباد

فيأتون آدم عليه السلام فيعتذر ، فيأتون نوحاً عليه السلام فيعتذر ، فيأتون إبراهيم عليه السلام فيعتذر ، فيأتون موسى عليه السلام فيعتذر ، فيأتون عيسى عليه السلام فيعتذر

فيأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها . فيشفع في أهل الموقف لفصل القضاء وذلك هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله :
( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 .
لأنه من حينها يكثر حمد الناس له

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍرضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ :اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ،

فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ
فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُول :ُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ
فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا: وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ : " أَنَا لَهَا " فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُول :"ُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ "
البخاري

فيسأل الله أن يخلص الناس من هذا الكرب العظيم ويبدأ الحساب ، وبعد أن يقبل الله تعالى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل الحساب.
يبدأ العرض على الله ويبدأ الحساب ...

....انتظرونا لنعرف ماهي أنواع الشفاعة الأخرى ،و هل هناك أعمال تشفع لصاحبها؟
وكيف نفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الشيخ/ صالح المنجد


سلسلة الدار الآخرة

عطاء دائم
04-23-21, 09:29 AM
سلسلة الدار الآخرة

الشفاعة (2 )

أحبتي تكلمنا في الحلقة السابقة عن أول نوع من أنواع الشفاعة وهي الشفاعة العظمي ، شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لكل الخلق ليبدأ الله الحساب ، وهي المقام المحمود الذي وعده الله

ونكمل اليوم معا بقية أنواع الشفاعة...

أنواع الشفاعة

شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته
قال صلى الله عليه وسلم :
"لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً" .

و منها :

الشفاعة في أهل الكبائر من الموحدين الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"
صحيح الترمذي

شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأقوام تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ، فيشفع لهم ليدخلوا الجنة وفي آخرين أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها

شفاعته صلى الله عليه وسلم لرفع درجات من يدخل الجنة
قال صلى الله عليه وسلم : وهو يدعو لأبي سلمة رضي الله عنه
" اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين"
مسلم

الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عمن يستحقه ، كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذاب النار ، وهي خاصة بعمه أبي طالب
قال صلى الله عليه وسلم :
" لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه "
البخاري ومسلم

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للإذن للمؤمنين بدخول الجنة
وهي شفاعته في استفتاح باب الجنة ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
" أَنا أَوَّل الناس يشفع في الجنة، وأَنا أكثر الأنبياء تبعاً "
مسلم

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" آتي باب الجنة يومَ القيامةِ فأستفتح، فيقول الخازن، مَنْ أَنْتَ؟
فأقول : محمد، فيقول بك أمرت لا أفتح لأَحَدٍ قبلك "
مسلم

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة المنورة
وهي شفاعته لمن سكن في المدينة المنورة ومات بها
قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يثبت على لأواء المدينة و شدتها أحد من أمتي ، إلا كنت له شفيعاً، أو شهيداً، يوم القيامة"
مسلم

هل هناك شفاعات أخرى ؟

الشفاعة لأصحاب الذنوب والمعاصي ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده ،بل يشاركه فيها الأنبياء والشهداء والعلماء والصالحين والملائكة ، وقد يشفع للمرء عمله الصالح لكن للنبي صلى الله عليه وسلم من أمر الشفاعة النصيب الأوفر .

وهذه مجموعة منها :

شفاعة القرآن والصيام :
قال صلى الله عليه وسلم:
" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه "
مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم :
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة "
الألباني

شفاعة الشهيد في سبيل الله تعالى:
فإنه يشفع في سبعين من أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته"
الألباني

شفاعة بعض الصالحين :
قال صلى الله عليه وسلم:
"ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر"
صححه الألباني

شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال َ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ . . . فذكر الحديث ، حتى ذكر مرور المؤمنين على الصرط وشفاعتهم في إخوانهم الذين دخلوا النار : " يَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ.... "

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"ما من مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا ، إلا شفعوا فيه"
مسلم

شفاعة أرحم الراحمين
ففي صحيح مسلم أن الله عز وجل يقول: " شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما "


وأخيرا ...كيف نفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة قال:
" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله "
البخاري

الترديد خلف المؤذن وسؤال الله الوسيلة للرسول صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة "
متفق عليه

....أسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى

أن يشفع فينا نبيه صل الله عليه وسلم

صالح المنجد

سلسلة الدار الآخرة

عطاء دائم
04-24-21, 09:48 AM
سلسلة الدار الآخرة

الحساب (1 )

ويبدأ العرض على الجبار..

و يؤتى بجهنم أمام أعين الناس فتوضع أمامهم..

ففي هذا الموقف المهول كثير الشدائد ، ما يشعر الناس إلا ومطلع مهيب يأتي إليهم ، ألا إنه نار جنهم ، تجر يجرها الملائكة إلى أرض المحشر ، ليرى المجرمون ما كانوا يوعدون وبه يكذبون

قال الله تعالى :{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى }

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يُؤْتَى بجهَنَّم يوْمئذٍ لها سبعون ألفَ زِمام (حبال)، مع كلِّ زمام سبعون ألف ملك يجُرُّونها "
رواه مسلم

لا إله إلا الله ! أربع بلايين وتسع ومائة مليون ملك ...ومايعلم جنود ربك إلا هو

وعندئذٍ ماذا يحدث للناس ؟

"وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا."

سبحان الله ! جهنم ترى وتزفر ..

قال السُدي: "تراهم من مسيرة مائة عام، وأول ما ترى الكفار، تفور وتزفر وتكاد تميز من الغيظ"
أي: تكاد ينفصل بعضها عن بعض من غيظها على من كفر بالله وجاهره بالمعاصي والآثام.


ثم يحدث أمام الناس مشهد هو أعجب من سابقه، فعندما تخرج إليهم ويرونها يخرج منها عنق له عينان وأذنان ولسان يتكلم ويقول إنه موكل بثلاثة أصناف من الناس

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ عُنُقٌ من النارِ يومَ القيامةِ ، له عينانِ يُبْصِرانِ ، وأُذُنانِ يَسْمَعانِ ، ولسانٌ يَنْطِقُ ، يقولُ : إني وُكِّلْتُ بثلاثةٍ : بكلِّ جَبَّارٍ عنيدٍ ، وبكلِّ مَن دعا مع اللهِ إلهًا ، وبالمُصَوِّرِينَ"
الألباني

فتلتقطهم كما يلقط الطيرُ الحب ، فلا هرب ولا نجاة لمن كان من أولئك ..

ثم تمر أمامهم فيراها كل من في الموقف ...

فإذا اقتربت من الناس زفرت زفرة شديدة، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم إلا سقط على ركبتيه

" وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون"َ

فأين أنت حينها !

وماذا ستفعل ؟

ثم تخيل الآن وقد بدأ العرض.

وتتنزل الملائكة لتحيط بالناس من كل اتجاه ثم يبدأ أمر جليل.. أمر عظيم ... إنه قدوم الله عز وجل ليقضي بين الخلائق...

{وأشرقت الأرض بنور ربها } الرمز 69

أضاءت الأرض يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء..

تخيل..

يقول الله تبارك وتعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا )

و عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" أما إنكم ستُعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر "
رواه مسلم

فتخيل هيبة هذا الموقف !

العرض على الله جلّ وعلا... والوقوف بين يديه سبحانه للحساب..

هل تعلم كيف ينادي على اسمك ؟

ينادي فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار والحساب...فمن شدة خوفك لا تتحرك .....
والملائكة تعرفك من بين الملايين.... فيجرونك للعرض على الله عز وجل .

و قد رفع الخلائق إليك أبصارهم...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
البخاري

و أنت في أيديهم..
و قد طار قلبك..
و اشتد رعبك...
لعلمك أين يراد بك !!!!!!!!!.

ماذا أعددنا لهذا اليوم ؟

إن المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

...فكيف يكون الحساب في ذلك اليوم؟ ما هي القواعد التي يحاسب عليها العباد ؟

انتظرونا لنكمل معا بإذن الله...

سلسلة الدار الآخرة

رونق
04-28-21, 03:27 AM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرآ.

عطاء دائم
02-28-22, 07:54 AM
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرآ.

واياك يا رب خير الجزاء غاليتي
شكرا لمرورك

عطاء دائم
02-28-22, 07:55 AM
سلسلة الدار الآخرة

الحساب (2 )

قواعد محاسبه الله عباده

العدل التام الخالي من الظلم

يوفي الحق عز وجل عباده في يوم القيامة أجورهم كاملة غير منقوصة ولا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل
{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]


لا يؤخذ أحد بذنب غيره

يجازي الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولا يحمل أحدا وزر غيره

اطلاع العباد على سجلات أعمالهم

حتى يحكموا على أنفسهم فلا يكون لهم بعد ذلك عذر قال تعالى:
{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا }
[آل عمران:30]


مضاعفه الحسنات دون السيئات

ومن رحمته أن يضاعف أجر الأعمال الصالحة
{إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } [التغابن:17]

وأقل ما تضاعف به الحسنة عشرة أضعاف: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا }[الأنعام:160]

أما السيئة فلا تجزى إلا مثلها {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} [الأنعام:160]

وهذا مقتضى عدله تبارك وتعالى.

ومن فضل الله أن المسلم الذي يهم بفعل الحسنة ولكنه لا يفعلها تكتب له حسنة تامة، وأن المسلم الذي يهم بفعل السيئة ثم تدركه مخافة الله فيتركها تكتب له حسنة تامة

تبديل السيئات حسنات

ومن رحمة الله بعباده وفضله عليهم أن يبدل سيئاتهم حسنات عن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها. فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة. فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا)). فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه
مسلم

إقامة الشهود على الكفرة والمنافقين


إقامة الشهود

وأعظمهم شهادة هو الله سبحانه الله جل جلاله
{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا } [المجادلة:7].

الرسل عليهم الصلاة والسلام ويشهد للرسل سيدنا وحبيبنا رسول الله للحديث: ((يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من أحد. فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، ثم أشهد لكم)) البخاري

الملائكة
{إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } [ق:17].

يقول الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا وقد عدل والله من جعلك حسيب نفسك)

{وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [سورة ق21 ]

قال ابن كثير في السائق والشهيد:
أي ملك يسوقها إلى المحشر....وملك يشهد عليها بأعمالها
فكل واحد منا يوم القيامة سيأتي ومعه ملكان، واحد يسوقه، والثاني يشهد عليه، وتنشر الصحائف التي غفل عنها العباد

الأرض

وتشهد الأرض على الناس ، تشهد بكل ما عمل عليها من خير أو شر، كما قال الله سبحانه وتعالى:
{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [سورة الزلزلة4-5]

ولما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
" بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد" ، قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: " بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم". (أي: ألزموا دياركم الحالية)
مسلم.


الجوارح
{وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء }[فصلت:21]

وعن أنس قال:
((كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقال:" هل تدرون مم أضحك؟"
قلنا: الله ورسوله أعلم قال:
"من مخاطبة العبد ربه ، فيقول: يا رب ألم تجرني (تحفظني) من الظلم؟
يقول:" بلى"
فيقول: إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني
فيقول: " كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، والكرام الكاتبين شهودا " ، قال: فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعداً لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت أناضل"
مسلم


محمد صالح المنجد

يُتبع

عطاء دائم
02-28-22, 07:57 AM
سلسلة الدار الآخرة

الحساب (3 )

تكلمنا في الدرس السابق عن قواعد محاسبة الله لعباده....ولكن من أول من يحاسب من الأمم ؟ وهل هناك أحد لن يحاسب ؟ وكيفية الحساب ؟ وعلى ماذا يسأل العباد ؟


أول من يحاسب من الأمم

أمة محمد صلى الله عليه و سلم أول من يحاسب من بين الأمم ..فهم أول من يُحشر و أول من يحاسب و أول من يدخل الجنة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" .... نحن الآخرون من أهل الدنيا و الأولون يوم القيامة المَقْضيُّ لهم قبل الخلائق "
رواه مسلم

و عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" نحن آخر الأمم و أول من يحاسب، يقال: أين الأمة الأمية و نبيها؟ فنحن الآخرون الأولون "
صححه الألباني

هل هناك أحد لن يحاسب ؟

هناك سبعون ألف من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم سيدخلون الجنة بغير حساب

ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ..... هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب "
متفق عليه

وجاء في وصفهم أنهم يدخلون الجنة متماسكين آخذ بعضهم ببعض ، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر...

كيفية الحساب

كل عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه ويكلمه ليس بينه وبينه ترجمان كما في الحديث


الحساب يوم القيامة نوعان :

النوع الأول :

حساب عرض

وهذا الحساب يخص المؤمن ، فهو لا يناقش الحساب ولا يدقق عليه ولا يحقق معه ، ولكن تعرض عليه أعماله حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة

فعن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

" إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ . حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ . فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ . وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَاد : {ُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }"
البخاري ومسلم


و عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
"مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ " ، قَالَت :ْ قُلْتُ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) ؟
قَالَ : " ذَلِكِ الْعَرْضُ "
البخاري ومسلم

و كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
"اللهم حاسبني حساباً يسيراً" ، فقالت عائشة رضي الله عنها : ما الحساب اليسير؟
قال: " الرجل تعرض عليع ذنوبه ثم يتجاوز له عنها ،إنه من نوقش الحساب هلك "
الألباني


النوع الثاني :

حساب مناقشة

وهذا حساب الله للكفار ، ومن شاء من عصاة الموحدين ، وقد يطول حسابهم ويعسر بحسب كثرة ذنوبهم . وهؤلاء العصاة من الموحدين يدخل الله منهم النار من يشاء إلى أمد ، ثم يخرجهم فيدخلهم الجنة إلى الأبد .

فهؤلاء يناقشون الحساب ويسألون فيه عن أعمالهم، يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته

ومن أمثلة هذا الصنف الذي يناقش الحساب وتوزن حسناته وسيئاته صاحب البطاقة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: " أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟"
فيقول: لا يا رب ، فيقول:" أفلك عذر أو حسنة؟"
فبهت الرجل فيقول: لا يا رب

فيقول: " بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك "
فتخرج له بطاقة فيها: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول:" احضروه" ، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال:" إنك لا تظلم"، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء "
الألباني

وأما الكافر ....فعن أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك "
البخاري.

يُتبع

عطاء دائم
03-01-22, 08:02 AM
سلسلة الدار الآخرة

الحساب (4 )

تكلمنا في الدرس السابق عن أول من يحاسب من الأمم ..وعن كيفية الحساب ....
ولكن على ماذا يحاسب الله تعالى العباد ؟

يسأل المرء في يوم القيامة عن جميع أعماله التي عملها في الحياة الدنيا ...
كما قال تعالى: ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الحجر:92-93]

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ "
صححه الألباني

فالحساب يتناول كل شيء ...العمر والمال والجسم والعلم


ولكن ماهو أول مايحاسب عليه العبد من أعماله..

أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله تبارك وتعالى ...الصلاة
فإن صلحت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك "
الألباني


أما أول ما يقضى بين الناس فهو الدماء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أول ما يقضى بين الناس في الدماء "
البخاري ومسلم


كما يسئل الانسان عن النعم وشكرها..

قال الله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) [التكاثر:8]

قال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أول ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك؟ ونرويك من الماء البارد "
الالباني

وبعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فلا يدرك النعمة التي في شربة الماء، ولقمة الطعام...

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "
البخاري

ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون.

والسؤال عن النعيم ....سؤال عن شكر العبد لما أنعم الله به عليه، فإذا شكر فقد أدى حق النعمة..وإن أبى وكفر، أغضب عليه الله

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها "
مسلم


ويسأل الله العباد عن جميع ما يقولونه..
ولذلك حذرهم من القول بلا علم ..فقال تعالى :
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً )
[الإسراء: 36]

قال قتادة: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله سائلك عن ذلك كل...


نادتك الملائكة للمثول بين يدي الله جل وعلا وأنت خائف..
ترتجف أطرافك وترتعد فرائصك ويكاد قلبك ينخلع من هول الموقف .
تخيل وأنت تسأل بين يدي الله وماذا أعددت من إجابات..وأي عذر ستقدم..

ألم ينعم الله عليك ؟؟ ألم يرزقك القوة ؟؟
فاستعنت بقوتك على معصيته واستهونت بلقاء الله.. أكان اللقاء عليك هينا؟؟ استخففت بنظر الله إليك في الدنيا ثم انظر وهو يعرض عليك أعمالك ...كيف بارزت ربك بالمعاصي في الدنيا....


فحاسب نفسك قبل أن تحاسب..
يقول عمر رضي الله عنه : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن"
و يقول أحد السلف: " رحم الله من إذا مات ماتت معه ذنوبه "


عمر الأشقر
القيامه الكبرى
هاشم محمد على
الحساب
صالح المنجد

يُتبع

عطاء دائم
03-01-22, 08:03 AM
سلسلة الدار الآخرة

الميزان (1 )

من عدل الله عز وجل أنه ينصب ميزاناً يوم القيامة للحساب ويزن فيه الأعمال من خير وشر ، ووزن الأعمال من مواقف يوم القيامة المشهودة


والميزان من الأمور الغيبية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله فالواجب على المسلم أن يؤمن به كما أخبر الله تعالى عنه..

يقول تبارك وتعالى :
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ).الأنبياء 47


ينصب الميزان لوزن أعمال العباد وإظهار مقادير الأعمال ليكون الجزاء بحسبها...
وهو ميزان حقيقي، له كفتان، ليس كموازين الدنيا ...ميزان عظيم لايقدر قدره إلا الله تعالى ، ميزان دقيق، لا يزيد ولا ينقص فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة..
فمن ثقل ميزان حسناته كان من المفلحين الفائزين ومن ثقل ميزان سيئاته والعياذ بالله كان من الخائبين الخاسرين .


قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ماعبدناك حق عبادتك )
الألباني


ما الذي يوزن يوم القيامة ؟

اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال:

الأول: أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسها، وأنها تجسم فتوضع في الميزان..

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) البخاري

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ )
الألباني


الثاني: أن الذي يوزن هو العامل نفسه
فقد دلَّت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة، فيثقلون في الميزان أو يخفون بمقدار إيمانهم، لا بضخامة أجسامهم

فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرؤوا:
(فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) [الكهف: 105]))
البخاري


ويدل عليه ما ثبت من أن ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه ٍ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِمَّ تَضْحَكُونَ ) قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ )
الألباني


الثالث: أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا َ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب
فيقول الله تعالى: بلى، إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك
فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء))
الألبانى

فماهى الأعمال التى تثقل في الميزان ؟؟....انتظرونا الدرس القادم بإذن الله

عطاء دائم
03-02-22, 07:56 AM
سلسلة الدار الآخرة

الميزان (2 )

الاعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة


أعظم ماتثقل به موازين العبد عند الله فعل ما أحب سبحانه ، وهو أداء الفرائض والواجبات.

كلمة التوحيد لا إله إلا الله. .. وهي أثقل شيء في الميزان...

كما في حديث البطاقة ...قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ .....فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ )
الألباني

ذكر الله تعالى: " التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير..

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) البخاري ومسلم

وقال عليه الصلاة والسلام : "وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ" رواه مسلم.

المحافظة على الأذكار دبر الصلاة المفروضة :

عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ..)
صححه الشيخ الألباني


الصبر والاحتساب على فقدان الولد الصالح

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( بَخٍ بَخٍ خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ وَقَال :َ بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْحِسَابِ )
صححه الشيخ الألباني

حسن الخلق

عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ )
صححه الشيخ الألباني

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أيضا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ )
صححه الشيخ الألباني

إتباع الجنازة حتى يفرغ من دفنها

عنْ أُبَيٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ )
صححه الشيخ الألباني


الوقف في سبيل الله

قال صلى الله عليه وسلم :
(من احتبس فرسا في سبيل الله ، إيمانا بالله ، وتصديقا بوعده ، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)


ستأتي لحظة يقفُ كل منا فيها حيثُ توضعُ أعماله على الـمِيزانِ وهو ينظر وينتظر حكم اللهِ فيه ، فما أصعبها مِن لحظة ٍ....



صالح المنجد
عمر الأشقر

عطاء دائم
03-02-22, 07:57 AM
سلسلة الدار الآخرة


تطاير صحف الاعمال

من الأهوال التي تحدث يوم القيامة وتنخلع لها الألباب...تطاير صحف الأعمال
لأنه سبحانه لايظلم أحدا ، فلابد أن يتم حجته على خلقه ،فيرى كل إنسان عاقبة ماقدمت يداه..

وهنا يأتي مشهد تطاير الصحف ، إنه المشهد الذي لايذكر فيه أحد أحدا...
وذهاب كل صحيفة لصاحبها...فآخذ كتابه باليمين وآخذ كتابه بشماله..

ويبقى الناس في حيرة وخوف ووجل..
حتى تستقر كل صحيفة بيد صاحبها..
فيستبشر المؤمنون بقرب النجاة عندما تستقر صحفهم بأيمانهم؛ بينما يزداد الكافرون والمنافقون غمًّا إلى غمهم حينما تستقر صحفهم بشمائلهم جزاءً وفاقًا.


قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ
أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) ﴾ [الحاقة: 19 - 29].


لنقف معا لحظات أحبتي...

تخيل نفسك إذا تطايرت الصحف..
وانخلع لها قلبك..
لا تذكر أحدا إلا نفسك...لا والدك ولا ولدك..
الكل يترقب في وجل ورعب..
يتذكر الإنسان في ذلك اليوم كل عمل عمله في حياته الدنيا صغيرا كان أو كبيرا لا ينسى منه شيئا

تتطاير الصحف وتذهب كل صحيفة لصاحبها،
حتى تستقر كل صحيفة بيد صاحبها.
فتوهم نفسك إن كنت من السعداء و قد خرجت على الخلائق مسرور الوجه قد حل لك الكمال و الحسن و الجمال كتابك في يمينك..
يطير قلبك فرحا...
وتقول..
" هاؤم اقرؤوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه "

وتزداد سروراً وقد غمرتك كرامة الله


أما أصحاب الشقاوة من الكفار والمنافقين( أعاذك الله من ذلك ) فتسود وجوههم و يتخطون الخلائق . كتابهم في شمائلهم أو من وراء ظهورهم ينادون بالويل و الثبور..


... انتظرونا لنكمل...ان شاء الله

عطاء دائم
03-03-22, 07:33 AM
سلسلة الدار الآخرة


قبل الصراط

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من كل أمة في آخر ذلك اليوم أن تتبع الإله الذي كانت تعبده،

الذي كان يعبد الشمس يتبع الشمس،

الذي كان يعبد القمر يتبع القمر،

والذي كان يعبد الأصنام تصور لهم آلهتهم ثم تسير أمامهم ويتبعونها،

والذين كانوا يعبدون فرعون يتبعونه،

ثم إن هذه الآلهة الباطلة تتساقط في النار، ويتساقط عبادها وراءها في السعير

قال تعالى في فرعون:

(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ )


ولا يبقى بعد ذلك إلا المؤمنون والمنافقون وبقايا أهل الكتاب.

فيدعى اليهود فيقال لهم:

ما كنتم تعبدون؟ قالوا كنا نعبد عزير ابن الله. فيقال: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار.

ثم يدعى النصارى:

يقال لهم: ما كنتم تعبدون: قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله. فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد. فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار.


حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر، وفي المؤمنين المنافقون الذين كانوا معهم في الدنيا، فيأتيهم ربهم، فيقول لهم: ما تنتظرون؟ فيقولون: ننتظر ربنا، فيعرفونه بساقه عندما يكشفها لهم ،وهي العلامة التى بينه وبينهم سبحانه وتعالى ..

عند ذلك يخرون له سجوداً، إلا المنافقون فلا يستطيعون

(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)

وقد كانوا يدعون الي السجود وهم سالمون وهم أصحاء الجسم معافون فيأبون.

لا يدعون إلى السجود تعبدا وتكليفا، ولكن توبيخا وتعنيفا على تركهم السجود في الدنيا، ثم إنه تعالى يسلب عنهم القدرة على السجود، ويحول بينهم وبين الاستطاعة حتى تزداد حسرتهم وندامتهم علي مافرطوا فيه حين دعوا إلى السجود في الدنيا وهم سالمو الأطراف والمفاصل.

فعوقبوا بنقيض ماكانوا عليه وذلك بعدم قدرتهم على السجود في الآخرة حيث يعود ظهر أحدهم طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر لقفاه، عكس السجود .!!

عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
" يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .
البخاري ومسلم

أين انتم يامن ضيعتم الصلوات من هول هذا الموقف؟!!!

تأمل واحذر ...

فالأمر جد..

فبادر قبل أن يأتي وقت لاينفع فيه الندم!!!

ثم يتبع المؤمنون ربهم، وينصب الصراط على متن جهنم

ماذا يحدث عندئذٍ؟


انتظرونا ....

عطاء دائم
03-04-22, 08:07 AM
سلسلة الدار الآخرة


الصراط (1 )


يوم القيامة هو يوم الأهوال والمخاوف، فما إن ينجو الناس من هول من أهوال ذلك اليوم، حتى يدركهم هول آخر، فتمتلئ القلوب خوفا وفزعاً .


ومن أشد أهوال ذلك اليوم وأشدها خطراً، المرور على الصراط، لأن فيه من الشدائد و الخوف والرعب ما لاتتحمله عقول الخلق ولا نفوسهم

وفي صحيح مسلم مِن حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ) ، فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : عَلَى الصِّرَاطِ .


وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَقَالَ : أَنَا فَاعِلٌ. قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ ؟ قَالَ : اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ . قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ ؟ قَالَ : فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ . قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ ؟ قَالَ : فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الحَوْضِ ، فَإِنِّي لاَ أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلاَثَ الْمَوَاطِنَ
صححه الألباني


وقت المرور علي الصراط لا يوجد إلا ثلاث أماكن فقط

جهنم
الجنة
الصراط


أول من يجتاز الصراط يوم القيامة

(محمد صلى الله عليه وسلم وأمته)

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه :
( يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم اللهم سلم).


فما هو الصراط ؟

هو جسر ممدود على نار جهنم ، بعرض جهنم ، مظلم تلتهب من تحته نار جهنم ، يعبر عليه الناس

حيث يأمر الله سبحانه في ذلك اليوم أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار

وتبقى هذه الأمة وفيها الصالحون والعصاة و المنافقون ، ويضرب الله عز وجل الظلمة ، ويسير الناس بما يعطون من الأنوار ، وتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون ، ثم إذا ساروا على أنوارهم ضرب السور بين المؤمنين المنافقين ، فيعطي الله عز وجل المؤمنين النور ويترك المنافقون بلا نور

و يُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم ، على حافتيه خطاطيف وكلاليب، فيأمرهم سبحانه أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف، وتعظم البلوى...

ويكون دعوى الرسل يومئذ اللهم سلِّم سلِّم، ويكون أول من يجتاز الصراط النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمته،

فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
( يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ؛ اللهم: سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان ؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم المؤمن يبقى بعمله، أو الموبق بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل أو المجازى ... )
البخاري .

....تابعونا لنتعرف على مواصفات الصراط

جسر الأهوال
صالح المنجد

عطاء دائم
03-04-22, 08:09 AM
سلسلة الدار الآخرة


الصراط (2 )


ماهي مواصفات الصراط ؟

أدق من الشعرة وأحد من السيف

يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :
( بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف )
مسلم

الصراط دحضٌ مزلةٌ على حافتيه خطاطيف وكلاليب

أي: موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر
على حافتيه خطاطيف وكلاليب وهي الحديدة المعقوفة الرأس ليعلق بها اللحم
وحَسَك أى شوك صلب من حديد ، تخطف من أمرت به فيقع في النار

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذكر مشاهد يوم القيامة :
( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟
قال: " دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك - شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، حتى يمر أخرهم يسحب سحبا )
رواه البخاري ومسلم .

والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب...
والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه...


والصراط مظلم شديد الظلمة ، وتحته جهنم سوداء مظلمة

وكل من يمر عليه يُعطي نورا علي قدر عمله ينير له الطريق حتي لا يسقط في جهنم ..

كما في حديث ابن مسعود الطويل الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((فيعطون نورهم على قدر أعمالهم وقال: فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطي نوره على إبهام قدمه، يضيء مرة, ويطفأ مرة إذا أضاء قدم قدمه, وإذا أطفئ قام))

قال تعالي :{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } الحديد 12


وترسل الأمانة والرحم، فتقومان على جنبتي الصراط يميناً وشمالاً

ربي نسألك رحمتك..

يامن فرّط مع أرحامه!!!!

وأضاع الأمانة!!!

تنبه!!!!

....تابعونا لنتعرف كيف يمر الناس على الصراط


صالح المنجد

عطاء دائم
03-05-22, 07:31 AM
سلسلة الدار الآخرة


الصراط (3)


كيف يمر الناس على الصراط ؟

عباد الله:

إن مرورنا على الصراط يكون على قدر أعمالنا

فأعمالك الصالحة هي مطيتك ووقودك على هذا الجسر الدقيق

يا من تسابق حطام الدنيا وتباطأت عن الأعمال الصالحة

يامن غرّك نسبك. حسبك. شهرتك. قوتك. مالك.

لن ينفعك في تلك الساعة إلا عملك.


أقسام المارين على الصراط

يتفاوت الناس في المرور على الصراط تفاوتاً عظيماً وذلك لأن المرور عليه إنما يكون بقدر الأعمال الصالحة التي قدمها المرء المسلم لربه في الحياة الدنيا،


فمن الناس من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالطير ، ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يجر رجليه مرة يقوم ومرة يسقط فتلفحه النار ومنهم من تخطفه الكلاليب فيقع في النار

كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه :
”فيمر أولكم كالبرق " ، قال قلت : بأبي أنت وأمي ! أي شيء كمر البرق ؟
قال : " ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح . ثم كمر الطير وشد الرجال . تجري بهم أعمالهم . ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب ! سلم سلم . حتى تعجز أعمال العباد . حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا ، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة . مأمورة بأخذ من أمرت به . فمخدوش ناج ومكدوس في النار . " والذي نفس أبي هريرة بيده ! إن قعر جهنم لسبعون خريفا .”
صحيح مسلم

كمر الريح : أي أن بعض الناس يمر من فوق الصراط ويعبره بسرعة الريح..

فيمرون على الصراط ، فإذا خلصوا قالوا : الحمد لله الذي نجانا منك بعد أن أراناك ،لقد أعطانا الله مالم يعط أحدا

معنى قوله تعالى :{ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا }(مريم:71)

معنى الورود هو الجواز على الصراط . وقد قال هذا ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسدي وغيرهم ، فكل مسلم لابد أن يمر على الصراط ، بينما الكافر يساق إلى النار..


ما الوسائل المعينة على الثبات على الصراط ؟

فالثبات يوم القيامة على الصراط مرهون بالثبات على الدين في هذه الدنيا ، فعلى قدر ثبوت العبد على هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم .
وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط .

هذا هو الصراط ....

هذا هو الصراط.....


فتفكر أخي الكريم وأختي الكريمة... فيما يحل بك من الرعب وبفؤادك من الفزع إذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها،وقد كُلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلا عن حدة الصراط .

فكيف بك إذا وَضَعْتَ عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق أمام عينيك يزلّون، ويعثرون وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب وتعتاد في ذلك اليوم على سماع الصراخ الشديد الممزوج بالبكاء والعذاب يوم القيامة، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ماأصبعه و مجاز ما أضيقه.

اللهم سلم سلم .. اللهم سلم سلم .. اللهم سلم سلم.



صالح المنجد

عطاء دائم
03-07-22, 07:53 AM
سلسلة الدار الآخرة


القنطرة

وهو الصراط الثاني القنطرة بين الجنة والنار

إذا خلص المؤمنون من الصراط حبسوا على قنطرة - جسر آخر – بين الجنة والنار يتقاصون مظالم كانت بينهم...

وهؤلاء لا يرجع أحدٌ منهم إلى النار ، لعلم الله أن المقاصة بينهم لا تستنفذ حسناتهم ، بل تبقى لهم من الحسنات ما يدخلهم الله به الجنة ...

فعن أبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهُ عنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إذَا خلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ ، فيَتَقَاصُّونَ مَظالِمَ كانَتْ بَيْنَهُمْ في الدُّنْيا ، حتَّى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الجنَّةِ ، فَوَالَّذِي نفْسُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ لأَحَدُهُم بِمَسْكَنِهِ فِي الجَنَّةِ أدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كانَ فِي الدُّنْيَا "
البخاري .

فهذا الصراط خاص بتنقية المؤمنين من الذنوب المتعلقة بالعباد حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غلٌ ولا حسدٌ لأحدٍ، كما وصف الله أهل الجنة فقال:
{ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين } ( الحجر: 47)

وأول البشر دخولاً الجنة هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وأول الأمم دخولاً الجنة أمته


شفاعة المؤمنون بعضهم لبعض

ثم يبدأ طلب المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار...
كما ورد في الحديث ..

فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال َ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا شفعوا فِي إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
( اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ )
وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُون،َ فَيَقُولُ :
( اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ )
فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ ، فَيَقُولُ :
( اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ )
فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا
قالَ أَبُو سَعِيدٍ : " فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا
( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ ... . البخاري ومسلم

وهذا فضل معرفة أهل الإيمان ، وفضل الصحبة الصالحة


شفاعة الله عز وجل

يشفع النبيون, والملائكة, والمؤمنون، فيقول الجبار:
" بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقواماً قد امتحشوا (تفحموا )، فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له: ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، وإلى جانب الشجرة؛ فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه "
البخاري


انتظرونا لنكمل

عبد الرحمن السحيم

عطاء دائم
03-07-22, 07:54 AM
سلسلة الدار الآخرة


الخلود

بعد أن يشفع الرسل والملائكة والمؤمنون ويشفع الله سبحانه وتعالى ...
يدخل المؤمنون الجنة ..

ويقول الله لهم هل رضيتم ..؟

عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ : " يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ " ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : " هَلْ رَضِيتُمْ "
فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ :
" أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ "
قَالُوا : يَا رَبِّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ :
" أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا "
البخاري

عن صهيب الرومي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى))
((ثم تلا هذه الآية: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26]))
مسلم

والنظر إلى وجه الله تعالى هو من المزيد الذي وعد الله به المحسنين..

ويخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار

فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((يدخل الله أهل الجنة الجنة, وأهل النار النار, ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت, ويا أهل النار لا موت, كل خالد فيما هو فيه ، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم))
البخاري ومسلم

ويؤتى بالموت ..

اذ استقر أهل الجنة في الجنة،

وأهل النار في النار،

أتي بالموت في صورة كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
((يجاء بالموت في صورة كبش أملح, فيوقف بين الجنة والنار, ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون مشفقين، ويقال: يا أهل النار فيطلعون فرحين، فقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيذبح بين الجنة والنار, ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت فيها، ويا أهل النار خلود ولا موت فيها))
البخاري ومسلم.


حينئذٍ ..

يستقر كل مكانه

فيستبشر أهل الجنة بما أنعم الله عليهم من الكرامه والرضوان.

وتزداد حسرات أهل النار بالعذاب المقيم

{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
[ مريم :39]

وأي حسرة أعظم من فواتِ رضاء الله وجنته واستحقاقِ سخطهِ وناره على وجه لا يمكنُ معه الرجوع ليستأنف العمل.

وأي حسرهٍ أكبر من أن يرى أهل النار أهلَ الجنة وقد فازوا برضوان الله والنعيم المقيم وهم يقولون:
{وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } [الأعراف: 44]

فما أشد حسرة المقصرين. وما اعظم ندم العاصين.


إخواني وأخواتي

هل آن لنا أن نعدَ لهذا الموقفِ العظيمِ عدته؟

ونعلنها من اللحظة توبة وعودة إلى مايرضي ربنا

اعدوا الزاد يا أحبائي ليوم التناد

وليكن نصب أعيننا

{ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ }

أسأل الله أن يرضى عنا ويهون علينا ذلك اليوم العظيم ويدخلنا ووالدينا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب يارب. . وأن يكرمنا برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة ولذة النظر إلى وجهه الكريم....


SEO by vBSEO 3.6.1