المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اية وتفسير


الفيفي2017
04-14-21, 10:08 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1)
{ بِسْمِ اللَّهِ } أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ { اسم } مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. { اللَّهِ } هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها. واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات. فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ }(2)
[هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه. { رَبِّ الْعَالَمِينَ } الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى. وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة. فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا. والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة. فدل قوله { رَبِّ الْعَالَمِينَ } على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.

الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3)
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها.


مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار. كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا, فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
وقوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك. وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده. و { العبادة } اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و { الاستعانة } هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك. والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة, وذكر { الاستعانة } بعد { العبادة } مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.


اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
ثم قال تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم. فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ } وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: { اللَّهِ } ومن قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ } كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة. وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك. وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالحمد لله رب العالمين.

عطاء دائم
04-15-21, 10:18 AM
جزاك الله خيرا أخي ونفع بك
يعطيك العافية على الموضوع الرائع
يختم ل3ايام مع الفايف ستارز

الفيفي2017
04-15-21, 05:38 PM
شكرا لك اخت عطاء دائم
والله يحفظك ويجزاك خير

الفيفي2017
04-15-21, 06:52 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }

أي { قُلْ } قولًا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه،

{ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال،
الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا،
والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.

{ اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي
والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم،
لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه،
الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه
{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.

فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.

قيثارة
04-15-21, 10:11 PM
ماشاء الله
جزاك الله خيراً اخوي
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
تقييمي + الفايف ستارز

الفيفي2017
04-15-21, 10:16 PM
ماشاء الله
جزاك الله خيراً اخوي
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
تقييمي + الفايف ستارز

وجزاك الله خيرا وبارك فيك وحفظك وشكرا لمرورك وتقييمك

الفيفي2017
04-16-21, 05:43 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3 وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5


(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )

(أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.)

(مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)

{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها،


(وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)

ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)

{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.

(وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)

{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه

الفيفي2017
04-17-21, 05:19 PM
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

(1) {{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }}

قل يا محمد: أعوذ و أعتصم برب الناس, القادر وحده على رد شر الوسواس

(2) {{ مَلِكِ النَّاسِ }}

ملك الناس المتصرف في كل شؤونهم, الغني عنهم.

(3) {{ إِلَهِ النَّاسِ }}

إله الناس الذي لا معبود بحق سواه.

(4) {{ مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ }}

من أذى الشيطان الذي يوسوس عند الغفلة, ويختفي عند ذكر الله سبحانه وتعالى.

(5) {{ ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ }}

الذي يبث الشر والشكوك في صدور الناس.

(6) {{ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ }}

من شياطين الجن والإنس.

الفيفي2017
04-18-21, 09:25 PM
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1 ) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2 ) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

(1) إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ

يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له { الكوثر } ومن الحوض
طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.

(2) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.

(3) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

{ إِنَّ شَانِئَكَ } أي: مبغضك وذامك ومنتقصك { هُوَ الْأَبْتَرُ } أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.
وأما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم.

سلمان الخالدي
04-18-21, 09:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي ونفع بك
يعطيك العافية على الموضوع الاكثر من الرائع
الله يسعدك في الدنياء والاخره

الفيفي2017
04-18-21, 09:55 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي ونفع بك
يعطيك العافية على الموضوع الاكثر من الرائع
الله يسعدك في الدنياء والاخره

يامرحبا باخوي سلمان الخالدي
والله يسعدك ويحفظك ويجزاك حير
على مروك الجميل ودعواتك الطيبة

قطرة ندى
04-19-21, 05:34 PM
جزاك الله خير اهي الفيفي
مفيد جدا

الفيفي2017
04-19-21, 05:59 PM
جزاك الله خير اخي الفيفي
مفيد جدا


شكرا لك على المرور
والله يجزاك خير
والحمدلله اننا استطعنا المشاركة بشيئ يفيدكم

الفيفي2017
04-19-21, 09:28 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2 ) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)

(1) تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } أي: خسرت يداه، وشقى { وَتَبَّ } فلم يربح،

(2) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ

{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به،

(3) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ أي: ستحيط به النار من كل جانب،

(4) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ

وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم،

(5) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ

وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلًا { مِنْ مَسَدٍ } أي: من ليف.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.

الفيفي2017
04-19-21, 09:38 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)

(1) إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ

في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك.
فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة.

(2) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا

ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به،

(3) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا

وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
[ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".

الفيفي2017
04-20-21, 07:15 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2 )وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)

قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)

أي: قل للكافرين معلنا ومصرحًا

لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)

{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله، ظاهرًا وباطنًا.

وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)

{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } لعدم إخلاصكم في عبادته ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا.


وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)

وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ

وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)

{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } لعدم إخلاصكم في عبادته ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا.


لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)

ولهذا ميز بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } .

الفيفي2017
04-22-21, 09:22 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ(2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)

يقول تعالى : أرأيت - يا محمد - الذي يكذب بالدين ؟ وهو : المعاد والجزاء

فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)

أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه.

وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)

يعني الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته.

فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ( 4)

ثم قال : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال ابن عباس ، وغيره : يعني المنافقين ، الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر .
ولهذا قال : ( للمصلين ) أي : الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ، ثم هم عنها ساهون ، إما عن فعلها بالكلية ، كما قاله ابن عباس ، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا ، فيخرجها عن وقتها بالكلية ، كما قاله مسروق وأبو الضحى .

الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)

وقال عطاء بن دينار : والحمد لله الذي قال : ( عن صلاتهم ساهون ) ولم يقل : في صلاتهم ساهون .
وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا . وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به . وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها ، فاللفظ يشمل هذا كله ، ولكل من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الآية . ومن اتصف بجميع ذلك ، فقد تم نصيبه منها ، وكمل له النفاق العملي . كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، يجلس يرقب الشمس ، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا " فهذا آخر صلاة العصر التي هي الوسطى ، كما ثبت به النص إلى آخر وقتها ، وهو وقت كراهة ، ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب ، لم يطمئن ولا خشع فيها أيضا ; ولهذا قال : " لا يذكر الله فيها إلا قليلا " . ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس ، لا ابتغاء وجه الله ، فهو إذا لم يصل بالكلية . قال تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) [ النساء : 142 ] .

الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)

وقال هاهنا : ( الذين هم يراءون )
وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه البغدادي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن يونس ، عن الحسن ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في جهنم لواديا تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة ، أعد ذلك الوادي للمرائين من أمة محمد : لحامل كتاب الله ، وللمصدق في غير ذات الله ، وللحاج إلى بيت الله ، وللخارج في سبيل الله " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة قال : كنا جلوسا عند أبي عبيدة فذكروا الرياء ، فقال رجل يكنى بأبي يزيد : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع الناس بعمله ، سمع الله به سامع خلقه ، وحقره وصغره " .
ورواه أيضا عن غندر ، ويحيى القطان ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
ومما يتعلق بقوله تعالى : ( الذين هم يراءون ) أن من عمل عملا لله فاطلع عليه الناس ، فأعجبه ذلك ، أن هذا لا يعد رياء ، والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا مخلد بن يزيد ، حدثنا سعيد بن بشير ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : كنت أصلي ، فدخل علي رجل ، فأعجبني ذلك ، فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " كتب لك أجران : أجر السر ، وأجر العلانية " .
قال أبو علي هارون بن معروف : بلغني أن ابن المبارك قال : نعم الحديث للمرائين .
وهذا حديث غريب من هذا الوجه وسعيد بن بشير متوسط ، وروايته عن الأعمش عزيزة ، وقد رواه غيره عنه .
قال أبو يعلى أيضا : حدثنا محمد بن المثنى بن موسى ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو سنان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رجل : يا رسول الله ، الرجل يعمل العمل يسره ، فإذا اطلع عليه أعجبه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " له أجران : أجر السر وأجر العلانية " .
وقد رواه الترمذي ، عن محمد بن المثنى . وابن ماجه ، عن بندار ، كلاهما عن أبي داود الطيالسي ، عن أبي سنان الشيباني - واسمه : ضرار بن مرة . ثم قال الترمذي : غريب ، وقد رواه الأعمش وغيره . عن حبيب عن [ النبي صلى الله عليه وسلم ] مرسلا .
وقد قال أبو جعفر بن جرير : حدثني أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام ، عن شيبان النحوي ، عن جابر الجعفي ، حدثني رجل ، عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : " الله أكبر ، هذا خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا ، هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " .
فيه جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وشيخه مبهم لم يسم ، والله أعلم .
وقال ابن جرير أيضا : حدثني زكريا بن أبان المصري ، حدثنا عمرو بن طارق ، حدثنا عكرمة بن إبراهيم ، حدثني عبد الملك بن عمير ، عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن : ( الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال : " هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها " .
وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلية ، أو صلاتها بعد وقتها شرعا ، أو تأخيرها عن أول الوقت [ سهوا حتى ضاع ] الوقت .
وكذا رواه الحافظ أبو يعلى ، عن شيبان بن فروخ ، عن عكرمة بن إبراهيم به . ثم رواه عن أبي الربيع ، عن جابر ، عن عاصم ، عن مصعب ، عن أبيه موقوفا ، وهذا أصح إسنادا ، وقد ضعف البيهقي رفعه ، وصحح وقفه ، وكذلك الحاكم .

وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)

وقوله : ( ويمنعون الماعون ) أي : لا أحسنوا عبادة ربهم ، ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به ويستعان به ، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم . فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى وأولى . وقد قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قال علي : الماعون : الزكاة . وكذا رواه السدي ، عن أبي صالح ، عن علي . وكذا روي من غير وجه عن ابن عمر . وبه يقول محمد بن الحنفية ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وعطية العوفي ، والزهري ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد .
وقال الحسن البصري : إن صلى راءى ، وإن فاتته لم يأس عليها ، ويمنع زكاة ماله وفي لفظ : صدقة ماله .
وقال زيد بن أسلم : هم المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها ، وضمنت الزكاة فمنعوها .
وقال الأعمش وشعبة ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار : أن أبا العبيدين سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون ، فقال : هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر ، [ والدلو ] .
[ وقال المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي العبيدين : أنه سئل ابن مسعود عن الماعون ، فقال : هو ما يتعاطاه الناس بينهم ، من الفأس والقدر ] والدلو ، وأشباه ذلك .
وقال ابن جرير : حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي العبيدين وسعد بن عياض ، عن عبد الله قال : كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون الدلو ، والفأس ، والقدر ، لا يستغنى عنهن .
وحدثنا خلاد بن أسلم ، أخبرنا النضر بن شميل ، أخبرنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت سعد بن عياض يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
وقال الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد عن عبد الله أنه سئل عن الماعون ، فقال : ما يتعاوره الناس بينهم : الفأس والدلو وشبهه .
وقال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي الفلاس ، حدثنا أبو داود - هو الطيالسي - ، حدثنا أبو عوانة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول : الماعون : منع الدلو وأشباه ذلك .
وقد رواه أبو داود والنسائي ، عن قتيبة ، عن أبي عوانة بإسناده نحوه ، ولفظ النسائي عن عبد الله قال : كل معروف صدقة ، وكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله قال : الماعون : العواري : القدر ، والميزان ، والدلو .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن ابن عباس : ( ويمنعون الماعون ) يعني : متاع البيت . وكذا قال مجاهد وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبو مالك ، وغير واحد : إنها العارية للأمتعة .
وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد عن ابن عباس : ( ويمنعون الماعون ) قال : لم يجئ أهلها بعد .
وقال العوفي عن ابن عباس : ( ويمنعون الماعون ) قال : اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من قال : يمنعون الزكاة . ومنهم من قال : يمنعون الطاعة . ومنهم من قال : يمنعون العارية . رواه ابن جرير . ثم روي عن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية ، عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي : الماعون : منع الناس الفأس ، والقدر ، والدلو .
وقال عكرمة : رأس الماعون زكاة المال ، وأدناه المنخل والدلو ، والإبرة . رواه ابن أبى حاتم .
وهذا الذي قاله عكرمة حسن ; فإنه يشمل الأقوال كلها ، وترجع كلها إلى شيء واحد . وهو ترك المعاونة بمال أو منفعة . ولهذا قال محمد بن كعب : ( ويمنعون الماعون ) قال : المعروف . ولهذا جاء في الحديث : " كل معروف صدقة " .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا وكيع ، عن ابن أبي ذئب عن الزهري : ( ويمنعون الماعون ) قال : بلسان قريش : المال .
وروى هاهنا حديثا غريبا عجيبا في إسناده ومتنه فقال :
حدثنا أبي وأبو زرعة ، قالا : حدثنا قيس بن حفص الدارمي ، حدثنا دلهم بن دهثم العجلي ، حدثنا عائذ بن ربيعة النميري ، حدثني قرة بن دعموص النميري : أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، ما تعهد إلينا ؟ قال : " لا تمنعون الماعون " . قالوا : يا رسول الله ، وما الماعون ؟ قال : " في الحجر ، وفي الحديدة ، وفي الماء " . قالوا : فأي حديدة ؟ قال : " قدوركم النحاس ، وحديد الفأس الذي تمتهنون به " . قالوا : وما الحجر ؟ قال : " قدوركم الحجارة " .
غريب جدا ، ورفعه منكر ، وفي إسناده من لا يعرف ، والله أعلم .
وقد ذكر ابن الأثير في الصحابة ترجمة " علي النميري " ، فقال : روى ابن قانع بسنده إلى عائذ بن ربيعة بن قيس النميري ، عن علي بن فلان النميري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " المسلم أخو المسلم . إذا لقيه حياه بالسلام ، ويرد عليه ما هو خير منه ، لا يمنع الماعون " . قلت : يا رسول الله ، ما الماعون ؟ قال : " الحجر ، والحديد ، وأشباه ذلك " .

الفيفي2017
04-23-21, 07:11 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1 )إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2 ) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1 )

قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.

إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ

قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي: فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم، وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.

فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3)

فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر، فقال: { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة.

الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

{ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر الله تعالى.
فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة، وخص الله بالربوبية البيت لفضله وشرفه، وإلا فهو رب كل شيء..

الفيفي2017
04-24-21, 09:45 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)


أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ

أي: أما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه، ورحمته بعباده، وأدلة توحيده، وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما فعله الله بأصحاب الفيل، الذين كادوا بيته الحرام وأرادوا إخرابه، فتجهزوا لأجل ذلك، واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به، من الحبشة واليمن، فلما انتهوا إلى قرب مكة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا على أنفسهم منهم.

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ

أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ

وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ

أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة.

تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ

تحمل حجارة محماة من سجيل، فرمتهم بها، وتتبعت قاصيهم ودانيهم، فخمدوا وهمدوا.

متأمل
04-24-21, 10:36 PM
ما شاء الله جهد
يذكر فيشكر

جزاك الله كل خير ..


تقديري

ِ

الفيفي2017
04-24-21, 10:49 PM
ما شاء الله جهد
يذكر فيشكر

جزاك الله كل خير ..


تقديري

ِ

شكرا لمرورك الكريم اخي الغالي
وجزاك الله خيرا

الفيفي2017
04-26-21, 09:16 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)


وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)

{ وَيْلٌ } أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب { لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.

الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ

ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك،

يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)

{ يَحْسَبُ } بجهله { أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر.

كَلَّا ۖ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)

{ كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ } أي: ليطرحن { فِي الْحُطَمَةِ}

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)

[وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ } تعظيم لها، وتهويل لشأنها.

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)

{ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ } التي وقودها الناس والحجارة


الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)

{ الَّتِي } من شدتها { تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ } أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب.

إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8)

ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال: { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } أي: مغلقة

فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)

{ فِي عَمَدٍ } من خلف الأبواب { مُمَدَّدَةٍ } لئلا يخرجوا منها { كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا } .
[نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية].

الفيفي2017
05-01-21, 02:24 AM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

وَالْعَصْرِ

القول في تأويل قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه: وَالْعَصْرِ (1)
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَالْعَصْرِ ) فقال بعضهم: هو قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر، فقال: العصر: هو الدهر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالْعَصْرِ ) قال: العصر: ساعة من ساعات النهار.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَالْعَصْرِ ) قال: هو العشيّ.
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر ( وَالْعَصْرِ ) اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.

(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ )

وقوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) يقول: إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان.
وكان عليّ رضى الله عنه يقرأ ذلك: ( إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْر وإنه فيه إلى آخر الدهر ).
حدثني ابن عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، قال: سمعت عليا رضى الله عنه يقرأ هذا الحرف ( وَالْعَصْرِ وَنَوَائِب الدَّهْرِ، إنَ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، وإنه فيه إلى آخر الدهر ) .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي &; 24-590 &; خُسْر ) ففي بعض القراءات ( وإنه فيه إلى آخر الدهر ).
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرّ، أن عليا رضى الله عنه قرأها( وَالْعَصْرِ وَنَوَائِب الدَّهْرِ، إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْر ).
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) إلا من آمن.

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)

( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) يقول: إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.
وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنـزل الله في كتابه، من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) والحق: كتاب الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال: الحقّ كتاب الله.
حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال: ثنا خطاب بن عثمان، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني، حمصيّ لقيته بإرمينية، قال: سمعت الحسن يقول في ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) قال: الحقّ: كتاب الله.
وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال: الصبر: طاعة الله.
حدثني عمران بن بكار الكُلاعي، قال: ثنا خطاب بن عثمان، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال: الصبر: طاعة الله.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) قال: الصبر: طاعة الله.

الفيفي2017
05-04-21, 04:14 PM
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }

يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: { أَلْهَاكُمُ } عن ذلك المذكور { التَّكَاثُرُ } ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.

فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.

ودل قوله: { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.

فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله: { كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.

ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.

{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: { وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا } .

{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.

أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ }

الوليد2
05-05-21, 06:25 PM
الله يجزاك الجنة على هذا الجهد العظيم المبارك
ونفعنا الله بالقرأن العظيم
وجعله ربيع قلوبنا ومهوى افئدتنا
الوليد

الفيفي2017
05-05-21, 07:04 PM
الله يجزاك الجنة على هذا الجهد العظيم المبارك
ونفعنا الله بالقرأن العظيم
وجعله ربيع قلوبنا ومهوى افئدتنا
الوليد


ويجزاك الجنة ويحفظك اخوي الوليد2

الفيفي2017
05-07-21, 02:18 AM
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

{الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ }

{ الْقَارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله: { الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ } من شدة الفزع والهول، { كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث } أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون { كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ } أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } سورة النمل آية 88 ، ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء، { فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } أي: رجحت حسناته على سيئاته { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ } في جنات النعيم.

{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته.

{ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } أي: مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا } .

وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه.

{ وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ } وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله هي: { نَارٌ حَامِيَةٌ } أي: شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله منها.

الفيفي2017
04-02-22, 05:14 AM
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
* وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ }


" والعاديات ضبحا "
أقسم الله تعالى بالخيل الجارية في سبيله, حين يظهر صوتها من سرعة عدوها.
ولا يجوز للمخلوق أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك.

" فالموريات قدحا "
فالموقدات بحوافرها نارا وذلك من شدة عدوها.

" فالمغيرات صبحا "
فالمغيرات على الأعداء عند الصبح.

" فأثرن به نقعا "
فيهجن بهذا العدو غبارا.

" فوسطن به جمعا "
فتوسطن بركبانهن جموع الأعداء.

" إن الإنسان لربه لكنود "
إن الإنسان لنعم ربه لجحود,

" وإنه على ذلك لشهيد "
وإنه بجحوده ذلك لمقر

" وإنه لحب الخير لشديد "
وإنه لحب المال لشديد.

" أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور "
أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأمهات من القبور للحساب والجزاء؟

" وحصل ما في الصدور "
واستخراج ما استتر في الصدور من خير أو شر.

" إن ربهم بهم يومئذ لخبير "
إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير, لا يخفى عليه شيء من ذلك.

الفيفي2017
04-03-22, 07:47 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا
(5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}

تفسير سورة الزلزلة

رقم الآية الآية الكريمة المعنى

1 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) إذا رجت الأرض رجًا شديدًا.
2 (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) وأخرجت ما في بطنها من موتى وكنوز.
3 (وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا) وتساءل الإنسان فزعًا: ما الذي حدث لها؟
4 (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) يوم القيامة تخبر الأرض بما عمل عليها من خير أو شر.
5 (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) وبأن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تخبر بما عمل عليها.
6 (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) يومئذ يرجع الناس عن موقف الحساب أصنافا متفرقين ; ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات، ويجازيهم عليها.
7 (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) فمن يعمل وزن نملة صغيرة خيرًا ير ثوابه في الآخرة.
8 (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ومن يعمل وزن نملة صغيرة شرًا، ير عقابه في الآخرة.

الفيفي2017
04-04-22, 07:39 PM
سورة البينة -

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة "
لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين تاركين كفرهم حتى تأتيهم العلامة التي وعدوا بها في الكتب السابقة.

" رسول من الله يتلو صحفا مطهرة "
وهي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم, يتلو قرآنا في صحف مطهرة

" فيها كتب قيمة "
في تلك الصحف أخبار صادقة وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم.

" وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة "

وما اختلف الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى في كون محمد صلى الله عليه وسلم رسولا حقا, لما يجدونه من نعته في كتابهم, إلا من بعد ما تبينها أنه النبي الذي وعدوا به في التوراة والإنجيل, فكانوا مجتمعين على صحة نبوته, فلما بعث جحدوها وتفرقوا.

" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة "
وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه, مائلين عن الشرك إلى الإيمان, ويقيموا الصلاة ويؤدوا الزكاة, وذلك هو دين الاستقامة, وهو الإسلام.

" إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية "
إن الذين كفروا من اليهود والنصارى والمشركين عقابهم نار جهنم خالدين فيها, أولئك هم أشد الخليقة شرا.

" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية "
إن الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات, أولئك هم خير الخلق.

" جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه "
جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات إقامة واستقرار في منتهى الحسن, تجري من تحت قصورها الأنهار, خالدين فيها أبدا, رضي الله عنهم فقبل أعمالهم الصالحة, ورضوا عنه بما أعد لهم من أنيواع الكرامات, ذلك الجزاء الحسن لمن خاف الله واجتنب معاصيه.

الفيفي2017
04-07-22, 12:19 AM
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4 )سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)

" إنا أنزلناه في ليلة القدر "
إنا أنزلنا القرآن في ليلة الشرف والفضل, وهي من شهر رمضان.

" وما أدراك ما ليلة القدر "
وما أدراك- يا محمد- ما ليلة القدر والشرف؟

" ليلة القدر خير من ألف شهر "
ليلة القدر ليلة مباركة, فضلها خير من فضل ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

" تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "
يكثر نزول الملائكة وجبريل عليه السلام فيها, بإذن ربهم من كل شهر قضاء في تلك السنة.

" سلام هي حتى مطلع الفجر "
هي أمن كلها, لا شر فيها إلى مطلع الفجر.

الفيفي2017
04-09-22, 12:44 AM
سورة العلق
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

" اقرأ باسم ربك الذي خلق "
اقرأ- يا محمد- ما أنزل إليك من القرآن مفتتحا باسم ربك المتفرد بالخلق

" خلق الإنسان من علق "
الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ رطب .

" اقرأ وربك الأكرم "
اقرأ- يا محمد- ما أنزل إليك, وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجهد.

" الذي علم بالقلم "
الذي علم خلقه الكتابة بالقلم.

" علم الإنسان ما لم يعلم "
علم الإنسان ما لم يكن يعلم, ونقله من ظلمة الجهل إلى نهر العلم.

" كلا إن الإنسان ليطغى "
حقا إن الإنسان ليتجاوز حدود الله إذا أبطره الغنى, فليعلم كل طاغية أن المصير إلى الله.

" أن رآه استغنى "

أرأيت أعجب من طغيان الذي ينهى (وهو أبو جهل) عبدا لنا إذا صلى لربه (وهو محمد صلى الله عليه وسلم)؟ أرأيت إن كان المنهي عن الصلاة على الهدى فكيف ينهاه؟ أو إن كان آمرا غيره بالتقوى أينهاه عن ذلك أرأيت إن كذب هذا الناهي بما يدعى إليه, وأعرض عنه, ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟ ليس الأمر كذلك لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه لنأخذن بناصيته أخذا عنيفا, ويطرح في النار, ناصيته ناصية كاذبة في مقالها, خاطئة في أفعالها.
فليحضر هذا الطاغية أهل ناديه الذين يتنصر بهم, سندعو ملائكة العذاب.
ليس الأمر على ما يظن أبو جهل, إنه لن ينالك- يا محمد- بسوء فلا تطعه فيما دعاك إليه من ترك الصلاة, واسجد لربك واقترب منه بالتحبب لله بطاعته.

" إن إلى ربك الرجعى "
" أرأيت الذي ينهى "


" عبدا إذا صلى "
تقوى أينهاه عن ذلك أرأيت إن كذب هذا الناهي بما يد
" أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى "

عى إليه, وأعرض عنه, ألم يعلم بأن الله يرى كل ما
" أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى "
" أرأيت إن كذب وتولى "
أينهاه عن ذلك أرأيت إن كذب هذا الناهي بما يدعى
" أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى "

إليه, وأعرض عنه, ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟ ليس الأ
" كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ "

مر كذلك لئن لم يرجع هذا عن شقاقه وأذاه
" نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ "

لنأخذن بناصيته أخذا عنيفا, ويطرح في النار, ناصيته ناصية كاذبة في مقالها, خاطئة في أفعاله
" فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ "

ا.
فليحضر هذا الطاغية أهل نادي
" سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ "

ه الذين يتنصر بهم, سندعو ملائكة العذاب.

" كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ "

الأمر على ما يظن أبو جهل, إنه لن ينالك- يا محمد-

الفيفي2017
04-13-22, 11:36 PM
سورة التين

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)

" والتين والزيتون "
أقسم الله بالتين والزيتون, وهما من الثمار المشهورة,

" وطور سينين "
وأقسم بجبل " طور سيناء " الذي كلم الله عليه موسى تكليما,

" وهذا البلد الأمين "
واقسم بهذا البلد الأمين من كل خوف وهو " مكة " مهبط الإسلام.

" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم "
لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة,

" ثم رددناه أسفل سافلين "
ثم رددناه إلى النار إن لم يطع الله, ويتبع الرسل,

" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون "
لكن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة لهم أجر عظيم غير مقطوع ولا منقوص.

" فما يكذبك بعد بالدين "
أي شيء يحملك -أيها الإنسان- على أن تكذب بالبعث والجزاء مع وضرح الأدلة على قدرة الله تعالى على ذلك؟

" أليس الله بأحكم الحاكمين "
أليس الله الذي جعل هذا اليوم للفصل بين الناس بأحكم الحاكمين في كل ما خلق؟ بلى.
فهل ترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون, ولا يثابون ولا يعاقبون؟

الفيفي2017
04-15-22, 04:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ ألم نشرح لك صدرك (١) ووضعنا عنك وزرك (٢) الذي أنقض ظهرك (٣) ورفعنا لك ذكرك (٤) فإنّ مع العسر يسرا (٥) إنّ مع العسر يسرا (٦) فإذا فرغت فانصب (٧) وإلى ربك فارغب (٨ ﴾

" ألم نشرح لك صدرك "
ألم نوسع لك- يا محمد- بنور الإسلام صدرك بعد حيرة وضيق,

" ووضعنا عنك وزرك "
وحططنا عنك بذلك حملك

" الذي أنقض ظهرك "
الذي أثقل ظهرك

" ورفعنا لك ذكرك "
وجعلناك بما أنعمنا عليك من المكارم- في منزلة رفيعة عالية؟

" فإن مع العسر يسرا "
فلا يثنك أذى أعدائك عن نشر الرسالة فإن مع الضيق فرجا,

" إن مع العسر يسرا "
إن مع الضيق فرجا.

" فإذا فرغت فانصب "
فإذا فرغت من أمور الدنيا, وأشغالها فجد في العبادة,

" وإلى ربك فارغب "
وإلى ربك وحده فارغب فيما عنده.

الفيفي2017
04-18-22, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والضحى ( 1 ) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ( 2 ) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ( 3 ) وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى ( 4 ) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ( 5 ) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ( 6 ) وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى ( 7 ) وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى ( 8 ) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ( 9 ) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ( 10 ) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ( 11 ) .


" والضحى "
أقسم الله بالنهار كله,

" والليل إذا سجى "
وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه, ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه؟ فإن القسم بغير الله شرك.

" ما ودعك ربك وما قلى "
ما تركك- يا محمد- ربك, وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.

" وللآخرة خير لك من الأولى "
وللدار الآخرة خير لك من دار الدنيا,

" ولسوف يعطيك ربك فترضى "
ولسوف يعطيك ربك- يا محمد- من أنواع الإنعام في الآخرة, فترضى بذلك.

" ألم يجدك يتيما فآوى "
ألم يجدك من قبل يتيما, فآواك ورعاك,

" ووجدك ضالا فهدى "
ووجدك لا تدري ما الكتب ولا الإيمان, فعلمك ما لم تكن تعلم, ووفقك لأحسن الأعمال؟

" ووجدك عائلا فأغنى "
ووجدك فقيرا, فساق لك رزقك, وأغنى نفسك بالقناعة والصبر؟

" فأما اليتيم فلا تقهر "
فأما اليتيم فلا تسيء معاملته,

" وأما السائل فلا تنهر "
وأما السائل فلا تزجره, بل أطعمه, واقض حاجته,

" وأما بنعمة ربك فحدث "
وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.

الفيفي2017
04-19-22, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)


" والشمس وضحاها "
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى,

" والقمر إذا تلاها "
وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول,

" والنهار إذا جلاها "
وبالنهار إذا جلى الظلمة وكشفها,

" والليل إذا يغشاها "
وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلما,

" والسماء وما بناها "
وبالسماء وبنائها المحكم,

" والأرض وما طحاها "
وبالأرض وبسطها,

" ونفس وما سواها "
وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها,

" فألهمها فجورها وتقواها "
فبين لها طريق الشر وطريق الخير,

" قد أفلح من زكاها "
قد فاز من طهرها ونماها بالخير,

" وقد خاب من دساها "
وقد خسر من أخفى نفسه في المعاصي.

" كذبت ثمود بطغواها "
كذبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان,

" إذ انبعث أشقاها "
إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة,

" فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها "
فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا الناقة التي أرسلها الله إليكم آية أن تمسوها بسوء, وأن تعتدوا على سقيها, فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم.

" فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها "
فشق عليهم ذلك, فكذبوه فيما توعدهم به فنحروها, فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم, فجعلها عليهم على السواء فلم يفلت منهم أحد.

" ولا يخاف عقباها "
ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.

الفيفي2017
04-20-22, 04:37 AM
سورة البلد - تفسير السعدي

{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }

لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ }


" لا أقسم بهذا البلد "
أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو (مكة),

" وأنت حل بهذا البلد "
وأنت- يا محمد- مقيم في هذا " البلد الحرام " ,

" ووالد وما ولد "
وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد,

" لقد خلقنا الإنسان في كبد "
لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا.

" أيحسب أن لن يقدر عليه أحد "
أيظن بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟

" يقول أهلكت مالا لبدا "
يقول متباهيا: أنفقت مالا كثيرا.

" أيحسب أن لم يره أحد "
أيظن في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه, ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟

" ألم نجعل له عينين "
ألم نجعل له عينين يبصر بهما,

" ولسانا وشفتين "
ولسانا وشفتين ينطق بها,

" وهديناه النجدين "
وبينا له سبيلي الخير والشر؟

" فلا اقتحم العقبة "
فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن.

" وما أدراك ما العقبة "
وأي شيء أعلمك ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟

" فك رقبة "
إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرق.

" أو إطعام في يوم ذي مسغبة "
أو إطعام في يوم في مجاعة شديدة,

" يتيما ذا مقربة "
يتيما من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم,

" أو مسكينا ذا متربة "
أو فقيرا معدما لا شيء عنده.

" ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة "
ثم كان مع فعل ما ذكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله, وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه, وتواصوا بالرحمة بالخلق.

" أولئك أصحاب الميمنة "
الذين فعلوا هذه الأفعال, هم أصحاب اليم, الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة.

" والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة "
والذين كفروا بالقرآن هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات الشمال إلى النار.

" عليهم نار مؤصدة "
جزاؤهم جهنم مطبقة مغلقة عليهم.

الفيفي2017
04-21-22, 12:26 AM
سورة الفجر - تفسير السعدي

" والفجر "
أقسم الله سبحانه بوقت الفجر,

" وليال عشر "
والليالي العشر الأول من ذي الحجة وما شرفت به,

" والشفع والوتر "
وبكل شفع وفرد,

" والليل إذا يسري "
وبالليل إذا يسري بظلامه,

" هل في ذلك قسم لذي حجر "
أليس في الأقسام المذكورة مقنع لذي عقل؟

" ألم تر كيف فعل ربك بعاد "
ألم تر- يا محمد- كيف فعل ربك بقوم عاد,

" إرم ذات العماد "
قبيلة إرم, ذات القوة والأبنية المرفوعة على الأعمدة,

" التي لم يخلق مثلها في البلاد "
التي لم تخلق مثلها في البلاد في عظم الأجاد وقوة البأس؟

" وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي "
وكيف فعل بثمود قوم صالع الذين قطعوا الصخر بالوادي واتخذوا منه بيوتا؟

" وفرعون ذي الأوتاد "
وفرعون ملك " مصر " , صاحب الجنود الذين ثبتوا ملكه, وقووا له أمره؟

" الذين طغوا في البلاد "
هؤلاء الذين استبدلوا, وظلموا في بلاد الله,

" فأكثروا فيها الفساد "
فأكثروا فيها بظلمهم الفساد,

" فصب عليهم ربك سوط عذاب "
فصب عليهم ربك عذابا شديدا

" إن ربك لبالمرصاد "
إن ربك- يا محمد- لبالمرصاد لمن يعصيه, يمهله قليلا, ثم يأخذه أخذ عزيز

" فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني "
فأما الإنسان إذا ما اختبره ربه بالنعمة, وبسط له رزقه, وجعله في أطيب عش, فيظن أن ذلك لكرامته عند ربه, فيقول: ربي أكرمن.

" وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني "
وأما إذا ما اختبره, فضيق عليه رزقه, فيظن أن ذلك لهوانه على الله, فيقول: ربي أهانن.

" كلا بل لا تكرمون اليتيم "
ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان, بل الإكرام بطاعة الله, والإهانة بمعصيته, وأنتم لا تكرمون اليتيم, ولا تحسنون معاملته,

" ولا تحاضون على طعام المسكين "
ولا يحث بعضكم بعضا على إطعام المسكين,

" وتأكلون التراث أكلا لما "
وتأكلون حقوق الأخرين في الميراث أكلا شديدا,

" وتحبون المال حبا جما "
وتحبون المال حبا مفرطا.

" كلا إذا دكت الأرض دكا دكا "
ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكسر بعضها بعضا,

" وجاء ربك والملك صفا صفا "
وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه, والملائكة صفوفا صفوفا,

" وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى "
وجيء في ذلك العظيم العظيم بجهنم, يومئذ يتعظ الكافر ويتوب, ومن أين له الاتعاظ والتوبة, وقد فرط فيهما في الدنيا, وفات أوانهما؟

" يقول يا ليتني قدمت لحياتي "
يقول: يا ليتني قدمت في الدنيا من الأعمال ما ينفعني لحياتي في الآخرة.

" فيومئذ لا يعذب عذابه أحد "
ففي ذلك اليوم العصيب لا يستطيع أحد ولا يقدر أن يعذب مثل تعذيب الله من عصاه,

" ولا يوثق وثاقه أحد "
ولا يستطيع أحد أن يوثق مثل وثاق الله, ولا يبلغ أحد مبلغه في ذلك.

" يا أيتها النفس المطمئنة "
يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذكر الله والإيمان به, وبما أعده من النعيم للمؤمنين,

" ارجعي إلى ربك راضية مرضية "
ارجعي إلى ربك وجواره راضية بإكرام الله لك, والله سبحانه قد رضي عنك,

" فادخلي في عبادي "
فادخلي في عداد الصالحين من عبادي,

" وادخلي جنتي "
وادخلي معهم جنتي.

القادم
04-21-22, 02:11 AM
جَزَاك اللَّهُ الفردس الْأَعْلَى
وَحِفْظك وَجَعَلَهَا فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِك:MonTaseR_205: .

الفيفي2017
04-21-22, 10:37 PM
جَزَاك اللَّهُ الفردس الْأَعْلَى
وَحِفْظك وَجَعَلَهَا فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِك:montaser_205: .

اللهم امين واياكم اجمعين
والله يجزاك خير

الفيفي2017
04-22-22, 02:28 AM
سورة الغاشية - تفسير السعدي

" هل أتاك حديث الغاشية "
هل أتاك- يا محمد- خبر القيامة التي تغشى الناس بأهوالها؟

" وجوه يومئذ خاشعة "
وجوه الكفار يومئذ ذليلة بالعذاب,

" عاملة ناصبة "
مجهدة بالعمل متعبة,

" تصلى نارا حامية "
تصيبها نار شديدة التوهج,

" تسقى من عين آنية "
تسقى من عين شديدة الحرارة

" ليس لهم طعام إلا من ضريع "
ليس لأصحاب النار طعام إلا من نبت ذي شوك لاصق بالأرض, وهو من شر الطعام وأخبثه,

" لا يسمن ولا يغني من جوع "
لا تسمن بدن صاحبه من الهزال, ولا بسد جوعه ورمقه.

" وجوه يومئذ ناعمة "
وجوه المؤمنين يوم القيامة ذات نعمة

" لسعيها راضية "
لسعيها في الدنيا بالطاعات راضية في الآخرة,

" في جنة عالية "
في جنة رفيعة المكان والمكانة,

" لا تسمع فيها لاغية "
لا تسمع فيها كلمة لغو واحدة,

" فيها عين جارية "
فيها عين تتدفق مياهها,

" فيها سرر مرفوعة "
فيها سرر عالية

" وأكواب موضوعة "
وأكواب معدة للثاربين,

" ونمارق مصفوفة "
ووسائد مصفوفة, الواحدة جنب الأخرى,

" وزرابي مبثوثة "
وبسط كثيرة مفروضة.

" أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت "
أفلا ينظر الكافرون المكذبون إلى الإبل: كيف خلقت هذا الخلق العجيب؟

" وإلى السماء كيف رفعت "
وإلى السماء كيف رفعت هذا الرفع البديع؟

" وإلى الجبال كيف نصبت "
وإلى الجبال كيف نصبت, فحصل بها الثبات للأرض والاستقرار؟

" وإلى الأرض كيف سطحت "
وإلى الأرض كيف بسطت ومهدت؟

" فذكر إنما أنت مذكر "
فعظ- يا محمد- المعرضين بما أرسلت به إليهم, ولا تحزن على إعراضهم, إنما أنت واعظ لهم,

" لست عليهم بمسيطر "
ليس عليك إكراههم على الإيمان.

" إلا من تولى وكفر "
لكن الذي أعرض عن التذكير والموعظة وأصر على كفره,

" فيعذبه الله العذاب الأكبر "
فيعذبه الله العذاب الشديد في النار.

" إن إلينا إيابهم "
إن إلينا مرجعهم بعد الموت,

" ثم إن علينا حسابهم "
ثم إن علينا جزاءهم على ما عملوا.

الفيفي2017
04-23-22, 01:40 AM
سورة الأعلى - تفسير السعدي

" سبح اسم ربك الأعلى "
نزه اسم ربك الأعلى عن الشريك والنقائص تنزيها يليق بعظمته سبحانه,

" الذي خلق فسوى "
الذي خلق المخلوقات, فأتقن خلقها, وأحسنه,

" والذي قدر فهدى "
والذي قدر جميع المقدرات, فهدى كل خلق إلى ما يناسبه,

" والذي أخرج المرعى "
والذي أنبت الكلأ الأخضر,

" فجعله غثاء أحوى "
فجعله بعد ذلك هشيما جافا متغيرا.

" سنقرئك فلا تنسى "
سنقرئك- يا محمد- هذا القرآن قراءة لا تنساها,

" إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى "
إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن ينسيه لمصلحة يعلمها.
إنه - سبحانه- يعلم الجهر من القول والعمل, وما يخفى منهما.

" ونيسرك لليسرى "
ونيسرك لليسرى في جميع أمورك, ومن ذلك تسهيل تلقي أعباء الرسال, وجعل دينك يسرا لا عسر فيه.

" فذكر إن نفعت الذكرى "
فعظ قومك- يا محمد- بالقرآن إن نفعت الموعظة.
فالتذكير واجب وإن لم ينفع, فالتوفيق بيد الله وحده, وما عليك إلا البلاغ.

" سيذكر من يخشى "
سيتعظ الذي يخاف ربه,

" ويتجنبها الأشقى "
ويبتعد عن الذكرى الأشقى الذي لا يخشى ربه,

" الذي يصلى النار الكبرى "
الذي سيدخل نار جهنم العظمى يقاسي حرها,

" ثم لا يموت فيها ولا يحيا "
ثم لا يميت فيها فيستريح, ولا يحيا حياة تنفعه.

" قد أفلح من تزكى "
قد فاز من طهر نفسه من الأخلاق السيئة.

" وذكر اسم ربه فصلى "
وذكر الله, فوحده ودعاه وعمل بما يرضيه, وأقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرعه

" بل تؤثرون الحياة الدنيا "
إنكم -أيها الناس- تفضلون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة.

" والآخرة خير وأبقى "
والدار الآخرة بما فيها من النعيم المقيم, خير من الدنيا وأبقى.

" إن هذا لفي الصحف الأولى "
إن ما أخبرتم به في هذه السورة هو مما ثبت معناه في الصحف التي أنزلت قبل القرآن.

" صحف إبراهيم وموسى "
وهي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.

الفيفي2017
04-24-22, 03:05 AM
سورة الطارق - تفسير السعدي

" والسماء والطارق "
أقسم الله سبحانه بالسماء والنجم الذي يطرق ليلا,

" وما أدراك ما الطارق "
وما أدراك ما عظم هذا النجم؟

" النجم الثاقب "
هو النجم شيء المتوهج

" إن كل نفس لما عليها حافظ "
ما كل نفس إلا أوكل بها ملك رتيب يحفظ عليها أعمالها لتجلب عليها يوم القيامة.

" فلينظر الإنسان مم خلق "
فلينظر الإنسان المنكر للبعث مم خلق؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست أصعب من خلقه أولا,

" خلق من ماء دافق "
خلق من مني منصب بسرعة في الرحم,

" يخرج من بين الصلب والترائب "
يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة

" إنه على رجعه لقادر "
إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت.

" يوم تبلى السرائر "
يوم يختبر السرائر فيما أخفته, ويميز الصالح منها من الفاسد,

" فما له من قوة ولا ناصر "
فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه, وما له من ناصر يدفع عنه عذاب الله.

" والسماء ذات الرجع "
والسماء ذات المطر المتكرر,

" والأرض ذات الصدع "
والأرض ذات التشقق بما يتخللها من نبات,

" إنه لقول فصل "
إن القرآن لقول فصل بين الحق, والباطل,

" وما هو بالهزل "
وما هو بالهزل ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, وإلا فقد أشرك.

" إنهم يكيدون كيدا "
إن المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم, وللقرآن, يكيدون ويدبرون, ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل,

" وأكيد كيدا "
وأكيد كيدا لإظهار الحق, ولو كره الكافرون,

" فمهل الكافرين أمهلهم رويدا "
فلا تستعجل لهم- يا محمد- بطلب إنزال العقاب بهم, بل أمهلهم وانظرهم قليلا, ولا تستعجل لهم, وسترى ما يحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك.

الفيفي2017
04-25-22, 03:32 AM
سورة البروج - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

" والسماء ذات البروج "
أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر,

" واليوم الموعود "
وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه,

" وشاهد ومشهود "
وشاهد يشهد, ومشهود يشهد عليه.
ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله, فإن القسم بغير الله شرك.

" قتل أصحاب الأخدود "
هلك وعذب ولعن الذين شقوا في الأرض شقا عظيما, لتعذيب المؤمنين,

" النار ذات الوقود "
وأوقدوا النار الشديدة ذات الوقود,

" إذ هم عليها قعود "
إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له,

" وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود "
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضور

" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "
وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالب, الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه,

" الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد "
الذي له ملك السموات والأرض, وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد, لا يخفى عليه شيء.

" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "
إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار.
ليصرفوهم عن دين الله, ثم لم يتوبها, فلهم في الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب الشديد المحرق.

" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير "
إن الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ذلك الفوز العظيم.

" إن بطش ربك لشديد "
إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لعظيم شديد,

" إنه هو يبدئ ويعيد "
إنه هو يبدئ الخلق ثم يعبده,

" وهو الغفور الودود "
وهو الغفور لمن تاب, الودود المحب لأوليائه,

" ذو العرش المجيد "
ذو العرش العظيم,

" فعال لما يريد "
فعال لما يريد, لا يمتنع عليه شيء يريده.

" هل أتاك حديث الجنود "
هل بلغك- يا محمد- خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائها,

" فرعون وثمود "
فرعون وثمود, وما حل بهم من العذاب والنكال, لم يعتبر القوم بذلك,

" بل الذين كفروا في تكذيب "
بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب من قبلهم,

" والله من ورائهم محيط "
والله قد أحاط بهم علما وقدرة, لا يخفى عليه منهم ومن أعمالهم شيء وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر, فكذبوا به,

" بل هو قرآن مجيد "
بل هو قرآن عظيم كريم,

" في لوح محفوظ "
في لوح محفوظ, لا يناله تبديل ولا تحريف.

الفيفي2017
04-26-22, 01:08 AM
سورة الانشقاق - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

" إذا السماء انشقت "
إذا السماء تصدعت, وتفطرت بالغمام يوم القيامة,

" وأذنت لربها وحقت "
وأطاعت أمر ربها فيما أمرها به من الانشقاق, حق لها أن تنقاد لأمره.

" وإذا الأرض مدت "
وإذا الأرض بسطت ووسعت, ودكت جبالا في ذلك اليوم,

" وألقت ما فيها وتخلت "
وقذفت ما في بطنها من الأموات, وتخلت عنهم,

" وأذنت لربها وحقت "
وانقادت لربها فيما أمرها به, وحق لها أن تنقاد لأمره.

" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه "
يا أيها الإنسان إنك ساع إلى الله, وعامل أعمالا من خير أو شر, ثم تلاقي الله يوم القيامة, فلا تعدم منه جزاء بالفضل أو العدل.

" فأما من أوتي كتابه بيمينه "
فأما من أعطي صحيفة أعماله بيمينه, وهو مؤمن بربه,

" فسوف يحاسب حسابا يسيرا "
فسوف يحاسب حسابا سهلا,

" وينقلب إلى أهله مسرورا "
ويرجع إلى أهله في الجنة مسرورا.

" وأما من أوتي كتابه وراء ظهره "
وأما من أعطى صحيفة أعماله من وراء ظهره, وهو الكافر بالله,

" فسوف يدعو ثبورا "
فسوف يدعو بالهلاك والثبور,

" ويصلى سعيرا "
ويدخل النار مقاسيا حرها.

" إنه كان في أهله مسرورا "
إنه كان في أهله في الدنيا مسرورا مغرورا, لا يفكر في العواقب,

" إنه ظن أن لن يحور "
إنه ظن أن لن يرجع إلى خالقه حيا للحساب.

" بلى إن ربه كان به بصيرا "
بلى سيعيده اللهكما بدأه ويجازيه على أعماله, إن ربه كان به بصيرا عليما بحاله من يوم خلقه إلى أن بعثه.

" فلا أقسم بالشفق "
أقسم الله تعالى باحمرار الأفق عند الغروب,

" والليل وما وسق "
وبالليل وما جمع من الدواب والحشرات والهوام وغير ذلك,

" والقمر إذا اتسق "
وبالقمر إذا تكامل نوره

" لتركبن طبقا عن طبق "
لتركبن- أيها الناس- أطوارا متعددة وأحوالا متباينة: من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى نفخ الروح إلى الموت إلى البعث والنشور ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, ولو فعل ذلك لأشرك.

" فما لهم لا يؤمنون "
فأي شيء يمنعهم من الإيمان بالله واليوم الآخر بعد ما رضحت لهم الآيات؟

" وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون "
وما لهم إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون لله, ولا يسلمون بما جاء فيه؟

" بل الذين كفروا يكذبون "
إنما سجية الذين كفروا التكذيب ومخالفة الحق

" والله أعلم بما يوعون "
والله أعلم بما يكتمون في صدورهم من العناد مع علمهم بأن ما جاء به القرآن حق,

" فبشرهم بعذاب أليم "
فبشرهم- يا محمد- بأن الله- عز وجل- قد أعد لهم عذابا موجعا,

" إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون "
لكن الذين آمنوا بالله ورسوله وأدوا ما فرضه الله عليهم, لهم أجر في الآخرة غير مقطوع ولا منقوص.

الفيفي2017
04-28-22, 01:25 AM
سورة المطففين - تفسير السعدي

" ويل للمطففين "
عذاب شديد للذين يبخسون المكيال والميزان,

" الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون "
الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونا يوفون لأنفسهم,

" وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون "
وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونا ينقصون في المكيال والميزان, فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما, ويبخس الناس أشيائهم؟ إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان.

" ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون "
ألا يعتقد أولئك المطففين أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعملهم

" ليوم عظيم "
في يوم عظيم الهول؟

" يوم يقوم الناس لرب العالمين "
يوم يقوم الناس بين يدي الله, فيحاسبهم على القليل والكثير, وهم فيه خاضعين لله رب العالمين.

" كلا إن كتاب الفجار لفي سجين "
ليس الحق فيما هم عليه من تطفيف الكيل والميزان, فليرتدعوا عن ذلك. إن مصير الفجار ومأواهم لفي ضيق,

" وما أدراك ما سجين "
وما أدراك ما هذا الضيق؟

" كتاب مرقوم "
كتاب مكتوب كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى.

" ويل يومئذ للمكذبين "
عذاب شديد يومئذ للمكذبين؟

" الذين يكذبون بيوم الدين "
الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء,

" وما يكذب به إلا كل معتد أثيم "
وما يكذب به إلا كل ظالم كثير الإثم,

" إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين "
إذا تتلى عليه آيات القرآن قال: هذه أباطيل الأولين

" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "
ليس الأمر كما زعمها, بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه, وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب.

" كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
ليس الأمر كما زعم الكفار, بل إنهم يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون.

" ثم إنهم لصالو الجحيم "
ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها,

" ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون "
ثم يقال لهم: هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون.

" كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين "
كلا, ليس القرآن أساطير الأولين إن كتاب الأبرار لفي المراتب العالية في الجنة

" وما أدراك ما عليون "
وما أدراك- يا محمد- ما هذه المراتب العالية؟

" كتاب مرقوم "
كتاب الأبرار مكتوب كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى,

" يشهده المقربون "
يطلع عليه المقربون من ملائكة كل سماء.

" إن الأبرار لفي نعيم "
إن أهل الصدق والطاعة لفي الجنة يتنعمون,

" على الأرائك ينظرون "
على الأسرة ينظرون إلى ربهم, وإلى ما أعد لهم من خيرات؟

" تعرف في وجوههم نضرة النعيم "
ترى في وجوههم بهجة النعيم,

" يسقون من رحيق مختوم "
يسقون من خمر صافية محكم إناؤها,

" ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
آخره رائحة مسك, وفي ذلك النعيم المقيم فليتسابق المتسابقون.

" ومزاجه من تسنيم "
وهذا الشراب مزاجه وخلطه من عين في الجنة تعرف لعلوها بـ " تسنيم " ,

" عينا يشرب بها المقربون "
عين أعدت ; ليشرب منها المقربون, ويتلذذوا بها.

" إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون "
إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين,

" وإذا مروا بهم يتغامزون "
وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم,

" وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين "
وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين.

" وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون "
وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم,

" وما أرسلوا عليهم حافظين "
وما بعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون "
فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من الكفار, كما سخر الكافرون منهم في الدنيا.

" على الأرائك ينظرون "
على المجالس الفاخرة ينظر المؤمنون إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والنعيم في الجنة, ومن أعظم ذلك النظر إلى وجه الله الكريم.

" هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون "
هل جوزي الكفار - إذ فعل بهم ذلك- جزاء وفاق ما كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور والآثام؟

الفيفي2017
04-29-22, 12:49 PM
سورة الانفطار - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم


" إذا السماء انفطرت "
إذا السماء انشقت, واختل نظامها,

" وإذا الكواكب انتثرت "
وإذا الكواكب تساقطت,

" وإذا البحار فجرت "
وإذا البحار امتلأت, وفاضت فانفجرت, وسالت مياهها وطغت,

" وإذا القبور بعثرت "
وإذا القبور قلبت ببعث من كان فيها,

" علمت نفس ما قدمت وأخرت "
حينئذ تعلم كل نفس جميع أعمالها, ما تقدم منها, وما تأخر, وجوزيت بها.

" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم "
يا أيها الإنسان المنكر للبعث, أفي شيء غرك بالإشراك بربك الكريم الحقيق بالشكر والطاعة,

" الذي خلقك فسواك فعدلك "
الذي خلقك فسوى خلقك فعدلك, وركبك لأداء وظائفك,

" في أي صورة ما شاء ركبك "
في أي صورة شاءها خلقك؟

" كلا بل تكذبون بالدين "
ليس الأمر كما تقولون من أنكم في عبادتكم غير الله محقون, بل تكذبون بيوم الحساب والجزاء.

" وإن عليكم لحافظين "
وإن عليكم لملائكة رقباء

" كراما كاتبين "
كراما على الله كاتبين لما وكلوا بإحصائه, لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء,

" يعلمون ما تفعلون "
يعلمون ما تفعلون من خير أو شر.

" إن الأبرار لفي نعيم "
إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم.

" وإن الفجار لفي جحيم "
وإن الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم,

" يصلونها يوم الدين "
يصيبهم لهبها يوم الجزاء,

" وما هم عنها بغائبين "
وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا بموت.

" وما أدراك ما يوم الدين "
وما أدراك ما عظمة يوم الحساب,

" ثم ما أدراك ما يوم الدين "
ثم ما أدراك ما عظمة يوم الحساب؟

" يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله "
يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد, والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب, ولا يقهره قاهر, ولا ينازعه أحد.

الفيفي2017
04-30-22, 01:31 AM
سورة التكوير - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

" إذا الشمس كورت "
إذا الشمس لفت وذهب ضوءها,

" وإذا النجوم انكدرت "
وإذا النجوم تناثرت, فذهب نورها,

" وإذا الجبال سيرت "
وإذا الجبال سيرت عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا,

" وإذا العشار عطلت "
وإذا النوق الحوامل تركت وأهملت,

" وإذا الوحوش حشرت "
وإذا الحيوانات الوحشية جمعت واختلطت , ليقتص الله من بعضها لبعض,

" وإذا البحار سجرت "
وإذا البحار ملئت حتى فاضت, فانفجرت وسالت,

" وإذا النفوس زوجت "
وإذا النفوس تركت بأمثالها ونظائرها,

" وإذا الموءودة سئلت "
وإذا الطفلة المدفونة حيه سئلت يوم القيامة سؤال تطييب لها وتبكيت لوائدها :

" بأي ذنب قتلت "
بأي ذنب كان دفنها؟

" وإذا الصحف نشرت "
وإذا صحف الأعمال عرضت,

" وإذا السماء كشطت "
وإذا السماء قلعت وأزيلت من مكانها,

" وإذا الجحيم سعرت "
وإذا النار أوقدت فأضرمت,

" وإذا الجنة أزلفت "
وإذا الجنة دار النعيم قربت من أهلها المتقين,

" علمت نفس ما أحضرت "
إذا وقع ذلك, تيقنت ووجدت كل نفس ما قدمت من خير أو شر.

" فلا أقسم بالخنس "
أقسم الله تعالى بالنجوم المختفية أنوارها نهارا,

" الجواري الكنس "
الجارية والمستترة في أبراجها,

" والليل إذا عسعس "
والليل إذا أقبل بظلامه,

" والصبح إذا تنفس "
والصبح إذا ظهر ضياؤه,

" إنه لقول رسول كريم "
إن القرآن لتبليغ رسول كريم- هو جبريل عليه السلام-,

" ذي قوة عند ذي العرش مكين "
ذي قوة في تنفيذ ما يؤمر به, صاحب مكانة رفيعة عند الله,

" مطاع ثم أمين "
تطيعه الملائكة, مؤتمن على الوحي الذي ينزل به.

" وما صاحبكم بمجنون "
وما محمد الذي تعرفونه بمجنون,

" ولقد رآه بالأفق المبين "
ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة في الأفق العظيم,

" وما هو على الغيب بضنين "
وما هو ببخيل في تبليغ الوحي

" وما هو بقول شيطان رجيم "
وما هذا القرآن بقول شيطان رجيم, مطرود من رحمة الله, ولكنه كلام الله ووحيه.

" فأين تذهبون "
فأين تذهب بكم عقولكم في التكذيب بالقرآن بعد هذه الحجج القاطعة؟

" إن هو إلا ذكر للعالمين "
ما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس,

" لمن شاء منكم أن يستقيم "
لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان,

" وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "
وما تشاؤون الاستقامة, ولا تقدرون على ذلك, إلا بمشيئة الله رب الخلائق أجمعين.

الفيفي2017
05-01-22, 02:26 AM
سورة عبس - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

" عبس وتولى "
ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم, وأعرض

" أن جاءه الأعمى "
لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.

" وما يدريك لعله يزكى "
وأي شيء يجعلك عالما بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه يتطهر,

" أو يذكر فتنفعه الذكرى "
أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار.

" أما من استغنى "
أما من استغنى عن هديك,

" فأنت له تصدى "
فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه,

" وما عليك ألا يزكى "
وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟

" وأما من جاءك يسعى "
وأما من كان حريصا على لقائك,

" وهو يخشى "
وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد,

" فأنت عنه تلهى "
فأنت عنه تتشاغل

" كلا إنها تذكرة "
ليس الأمر كما فعلت يا محمد, إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ

" فمن شاء ذكره "
فمن شاء ذكر الله وأتم بوحيه.

" في صحف مكرمة "
هذا الوحي, وهو القرآن في صحف معظمة, موقرة,

" مرفوعة مطهرة "
عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص,

" بأيدي سفرة "
بأيدي ملائكة كتبة, سفراء بين الله وخلقه,

" كرام بررة "
كرام الخلق, أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.

" قتل الإنسان ما أكفره "
لعن الإنسان الكافر وعذب, ما أشد كفره بربه!!

" من أي شيء خلقه "
ألم ير من أي شيء خلقه الله أول مرة؟

" من نطفة خلقه فقدره "
خلقه الله من ماء قليل- وهو المني- فقدره أطوارا,

" ثم السبيل يسره "
ثم بين له طريق الخير والشر,

" ثم أماته فأقبره "
ثم أماته فجعل له مكانا يقبر فيه,

" ثم إذا شاء أنشره "
ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء.

" كلا لما يقض ما أمره "
ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل, فلم يهد ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته

" فلينظر الإنسان إلى طعامه "
فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟

" أنا صببنا الماء صبا "
إنا صببنا الماء على الأرض صبا,

" ثم شققنا الأرض شقا "
ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى,

" فأنبتنا فيها حبا "
فأنبتنا فيها حبا,

" وعنبا وقضبا "
وعنبا وعلفا للدواب,

" وزيتونا ونخلا "
وزيتونا ونخلا,

" وحدائق غلبا "
وحدائق عظيمة الأشجار,

" وفاكهة وأبا "
وثمارا وكلأ,

" متاعا لكم ولأنعامكم "
تنعمون بها أنتم وأنعامكم.

" فإذا جاءت الصاخة "
فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصم من هولها الأسماع,

" يوم يفر المرء من أخيه "
يوم يفر المرء لهول ذلك اليوم من أخيه,

" وأمه وأبيه "
وأمه وأبيه,

" وصاحبته وبنيه "
وزوجه وبنيه.

" لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه "
لكل واحد منهم يومئذ أمر يمنعه من الانشغال بغيره.

" وجوه يومئذ مسفرة "
وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة؟

" ضاحكة مستبشرة "
مسرورة فرحة,

" ووجوه يومئذ عليها غبرة "
ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودة,

" ترهقها قترة "
تغشاها ذلة.

" أولئك هم الكفرة الفجرة "
أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذبوا بآياته, وتجرؤا على محارمه بالفجور والطغيان.

الفيفي2017
05-01-22, 02:32 AM
سورة النازعات - تفسير السعدي

بسم الله الرحمن الرحيم

" والنازعات غرقا "
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا

" والناشطات نشطا "
والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق

" والسابحات سبحا "
والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها,

" فالسابقات سبقا "
فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه ,

" فالمدبرات أمرا "
فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب,

" يوم ترجف الراجفة "
يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة,

" تتبعها الرادفة "
تتبعها نفخة أخرى للإحياء.

" قلوب يومئذ واجفة "
قلوب الكفار يومئذ مضطربة من شدة الخوف,

" أبصارها خاشعة "
أبصار أصحابها قليلة من هول ما ترى.

" يقولون أئنا لمردودون في الحافرة "
يقول هؤلاء المكذبون بالبعث: أنرد بعد موتنا إلى ما كنا عليه أحياء في الأرض؟

" أئذا كنا عظاما نخرة "
أنرد وقد صرنا عظاما بالية؟

" قالوا تلك إذا كرة خاسرة "
قالوا: رجعتنا تلك ستكون إذا خائبة كاذبة.

" فإنما هي زجرة واحدة "
فإنما هي نفخة واحدة,

" فإذا هم بالساهرة "
فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها.

" هل أتاك حديث موسى "
هل أتاك- يا محمد- خبر موسى؟

" إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى "

حين ناداه ربه بالوادي المطهر المبارك " طوى " ,
" اذهب إلى فرعون إنه طغى "
فقال له: اذهب إلى فرعون , إنه قد أفرط في العصيان؟

" فقل هل لك إلى أن تزكى "
فقل له: أتود أن تطهر نفسك من النقائص وتحليها بالإيمان,

" وأهديك إلى ربك فتخشى "
وأرشدك إلى طاعة ربك , فتخشاه وتتقيه؟

" فأراه الآية الكبرى "
فأرى موسى فرعون العلامة العظمى: للعصا واليد,

" فكذب وعصى "
فكذب فرعرن نبي الله موسى عليه السلام, وعصى ربه عز وجل ,

" ثم أدبر يسعى "
ثم ولى معرضا عن الإيمان مجتهدا في معارضة موسى.

" فحشر فنادى "
فجمع أهل مملكته وناداهم ,

" فقال أنا ربكم الأعلى "
فقال: أنا ربكم الذي لا رب فوقه ,

" فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
فانتقم الله منه بالعذاب في الدنيا والآخرة , وجعله عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين.

" إن في ذلك لعبرة لمن يخشى "
إن في فرعون وما نزل به من العذاب لموعظه لمن يتعظ وينزجر.

" أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها "
أبعثكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟

" رفع سمكها فسواها "
رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور ,

" وأغطش ليلها وأخرج ضحاها "
وأظلم ليلها بغروب شمسها, وأبرز نهارها بشروقها.

" والأرض بعد ذلك دحاها "
والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها ,

" أخرج منها ماءها ومرعاها "
وفجر فيها عيون الماء, وأنبت فيها ما يرعى من النباتات,

" والجبال أرساها "
وأثبت فيها الجبال أوتادا لها

" متاعا لكم ولأنعامكم "
خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم.
(إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء , وكله على الله هين يسير)

" فإذا جاءت الطامة الكبرى "
فإذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى وهي النفخة الثانية,

" يوم يتذكر الإنسان ما سعى "
عندئذ يعرض على الإنسان كل عمله من خير وشر , فيتذكره ويعترف به ,

" وبرزت الجحيم لمن يرى "
وأظهرت جهنم لكل مبصر ترى عيانا.

" فأما من طغى "
فأما من تمرد على أمر الله,

" وآثر الحياة الدنيا "
يفضل الحياة الدنيا على الآخرة,

" فإن الجحيم هي المأوى "
فإن مصيره إلى النار.

" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "
وأما من خاف القيام بين يدي الله للحساب , ونهى النفس عن الأهواء الفاسدة,

" فإن الجنة هي المأوى "
فإن الجنة هي مسكنه.

" يسألونك عن الساعة أيان مرساها "
يسألك المشركون يا محمد- استخفافا- عن وقت حلول الساعة التي تتوعدهم بها

" فيم أنت من ذكراها "
لست في شيء من علمها ,

" إلى ربك منتهاها "
بل مرد ذلك إلى الله عز وجل ,

" إنما أنت منذر من يخشاها "
وإنما شأنك في أمر الساعة أن تحذر منها من يخافها.

" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
كأنهم يوم يرون قيام الساعة لم يلبثوا في الحياة الدنيا, لهول الساعة إلا ما بين الظهر إلى غروب الشمس , أو ما بين طلوع الشمس إلى نصف النها

أوتار الأمل
11-02-22, 12:24 AM
https://akhawat.islamway.net/forum/applications/core/interface/imageproxy/imageproxy.php?img=http://up.3dlat.com/uploads/13464578151.png&key=be2afc51ea383cc0bc09b0e11b31092c27d5a699c81f5c e0f54a1ea642ec9908

الفيفي2017
11-02-22, 06:14 PM
اللهم امين واياكم اجمعين
شكرا لك والله يجزاك خير


SEO by vBSEO 3.6.1