المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخصيات اسلامية (الشخصية الرابعة و العشرون)


الفيفي2017
05-06-21, 11:26 PM
https://k.top4top.io/p_19521q3ga1.png
https://l.top4top.io/p_1952b46fu2.png

أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهُذلي حليف بني زهرة (المتوفي سنة 32 هـ) صحابي وفقيه ومقرئ ومحدث، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، وصاحب نعلي النبي محمد وسواكه، وواحد ممن هاجروا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وممن أدركوا القبلتين، وهو أول من جهر بقراءة القرآن في مكة. وقد تولى قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان.

سيرته

النشأة والبدايات

ينتسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم إلى بني سعد بن هذيل بن مدركة نشأ عبد الله في مكة، حيث استقر بها أبوه مسعود بن غافل قبل الإسلام، وحالف عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشي الذي زوجه من حفيدته أم عبد بنت عبد وُدّ بن سواءة الهُذلية ابنة ابنته هند بنت عبد بن الحارث.

كان عبد الله بن مسعود من السابقين الأولين في الإسلام، حيث أسلم قبل أن تصبح دار الأرقم مقرًا لتجمع أصحاب النبي محمد، وقد اختُلف في ترتيبه في السبق إلى الإسلام، فقيل أنه سادس ستة أسلموا، وقيل أنه أسلم بعد اثنين وعشرين نفسًا. وقد روى عبد الله بن مسعود قصة إسلامه، فقال: «كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال: يا غلام، هل من لبن؟ قلت: نعم، ولكني مؤتمن. قال: فهل من شاة لم ينزّ عليها الفحل؟ فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلب في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر. ثم قال للضرع: اقلُص، فقلص. ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، فمسح رأسي، وقال: إنك غلام مُعَلَّمٌ.» منذئذ، أسلم عبد الله بن مسعود، كما أسلمت أمه، وكان لها صحبة.

لزم ابن مسعود النبي محمد في مكة، وكان جريئًا في الدين، فكان أول من جهر بالقرآن في مكة بعد النبي محمد، فقاسى ابن مسعود ما قاساه المسلمون الأوائل من اضطهاد قريش، مما اضطره إلى الهجرة إلى الحبشة تحت وطأة هذا الاضطهاد لينجو بنفسه وبدينه. ثم عاد ابن مسعود بعد سنوات إلى مكة، قبل أن يغادرها مجددًا مهاجرًا إلى يثرب بعد أن أذن النبي محمد لأصحابه بالهجرة إليها.

مع النبي محمد في المدينة

وبعد الهجرة إلى المدينة، نزل عبد الله على معاذ بن جبل، وقيل سعد بن خيثمة، وآخى النبي محمد بين ابن مسعود والزبير بن العوام، وقيل بينه وبين سعد بن معاذ، وقيل بينه وبين أنس بن مالك، وقيل بينه وبين معاذ بن جبل. واختطّ النبي محمد لعبد الله وأخيه عتبة دُورًا مع دور بني زُهرة بن كلاب في ناحية مؤخر المسجد.

ما أن هاجر ابن مسعود حتى لزم هو وأمه خدمة النبي محمد، فكان عبد الله يُلبس النبي محمد نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا، حتى إذا أتى مجلسه، نزع نعليه، فأدخلهما عبد الله في ذراعه، وأعطاه العصا، وكان يدخل حجراته أمامه بالعصا، وأصبح ابن مسعود صاحب سواد(1) النبي ووساده(2) وسواكه ونعليه وطهوره، وكان هو من يستر النبي محمد إذا اغتسل، ويوقضه إذا نام، ويُؤنسه إذا مشي. لذا، فقد كان كثير الولوج على النبي محمد، حتى ظنّ أبو موسى الأشعري حين هاجر من اليمن إلى المدينة، أن ابن مسعود وأمه من أهل بيت النبي لكثرة دخولهم وخروجهم عليه. وقد شهد ابن مسعود المشاهد كلها مع النبي محمد، وكان هو من أجهز على أبي جهل يوم بدر بعد أن ضربه ابني عفراء، ونفله النبي محمد يومها سيف أبي جهل. كما كان ابن مسعود أحد أربعة ثبتوا مع النبي محمد بعد أن تقهقر عنه أصحابه يوم أحد

بعد وفاة النبي محمد

بعد وفاة النبي محمد، شارك ابن مسعود في الفتح الإسلامي للشام، وشهد فيها معركة اليرموك، وتولى يومها قسمة الغنائم. اختار عبد الله بن مسعود بعد انتهاء الفتح الإقامة في حمص، إلى أن جاءه أمر من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بالانتقال إلى الكوفة، ليعلّم أهلها أمور دينهم، وليعاون أميرها الجديد عمار بن ياسر، وكتب عمر إلى أهل الكوفة، فقال: «إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرًا، وعبد الله بن مسعود معلمًا، ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي». وقد بقي عبد الله بن مسعود بالكوفة مدة خلافة عمر، وبداية خلافة عثمان بن عفان، إلى أن عزله عثمان، وبعث إليه يأمره بالعودة إلى المدينة. اجتمع أهل الكوفة، وقالوا لعبد الله: «أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه»، فقال عبد الله: «إن له علي حق الطاعة، وإِنها ستكون أمور وفتن، فلا أحب أن أكون أول من فتحها»، وردّ الناس، وخرج إلى المدينة.

وفاته وصفته

لبث عبد الله بن مسعود في المدينة المنورة بعد عودته حتى ألمّ به مرض موته سنة 32 هـ، حيث توفي ابن مسعود في تلك السنة وعمره بضعًا وستين سنة، وكُفَّنَ في حُلَّة بمائتي درهم، ودفن بالبقيع ليلاً، عند قبر عثمان بن مظعون، بعد أن صلّى عليه الزبير بن العوام بحسب وصية ابن مسعود. وقد ترك ابن مسعود عند وفاته ضيعة براذان فمات عن تسعين ألف درهم، سوى الرقيق والماشية. وكان قد أوصى إلى الزبير بن العوام، وإلى ابنه عبد الله بن الزبير، بالتصرّف في تركته، وإنه لا تزوج امرأة من بنات عبد الله بن مسعود إلا بإذنهما. وبعد وفاة عبد الله بن مسعود، دخل الزبير على الخليفة عثمان يطالبه بعطاء ابن مسعود، وكان قد تركه حين مات عمر بن الخطاب، فأعطاه عثمان خمسة عشر ألفًا، وقيل عشرين ألفًا، وقيل خمسة وعشرين ألفًا، دفعها الزبير إلى عيال ابن مسعود.

أما صفة عبد الله بن مسعود، فقد كان آدم، خفيف اللحم، نحيفًا، قصيرًا، شديد الأدمة، وكان لا يغير شيبه، بعينيه أثرين أسودين من البكاء، وكان من أجود الناس ثوبًا أبيض، ومن أطيب الناس ريحًا، وكان يُعرف بالليل بريح الطيب. كما كان يتخذ خاتمًا من حديد.

ابن مسعود والقرآن

كان لملازمة ابن مسعود للنبي محمد أثرها في سعة علمه بتفسير القرآن وأسباب نزول آيته، فقد روى مسروق بن الأجدع عن ابن مسعود قوله: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه»، وهو قول الصحابي أبي مسعود الأنصاري الذي قال: «والله ما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ترك أحدًا أعلم بكتاب الله من عبد الله بن مسعود». أخذ ابن مسعود من فم النبي محمد مباشرة بضعًا وسبعين سورة، وكان حسن الصوت بقراءة القرآن، فكان النبي محمد يحب أن يسمعه منه، فقد روى ابن مسعود أن النبي محمد قال له يومًا: «إقرأ عليّ سورة النساء»، فتعجّب ابن مسعود وقال: «أقرأ عليك وعليك أُنزل؟»، فقال النبي محمد: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأ عليه حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا ففاضت عينا النبي محمد، وقال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد»، كما أوصى النبي فقال: «استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة». وقد تفرّغ ابن مسعود لخدمة القرآن وأهله، فكان يملي المصاحف عن ظهر قلب في الكوفة، وأخذ عنه القراءة عرضًا مُقرئين كأبي عبد الرحمن السُلمي وعبيد بن نضيلة والأسود بن يزيد النخعي وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعلقمة بن قيس النخعي وعبيدة بن عمرو السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق بن الأجدع، وإليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش. كما قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه: «كان عبد الله إذا هدأت العيون قام، فسمعت له دويًّا كدوي النحل حتى يُصبح».

ولما همّ الخليفة الأول أبو بكر الصديق بجمع القرآن، وندب لذلك زيد بن ثابت، شقّ على ابن مسعود ذلك، وقال: «لقد قرأت من فِيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وزيد له ذؤابة يلعب مع الغلمان»، كما قال: «يا معشر المسلمين، أعزل عن نسخ المصاحف، ويولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب أبيه كافر»، كما اختار الخليفة الثالث عثمان بن عفان زيد بن ثابت لكتابة مصحفه وحرق ما دونه من نسخ، وكان عبد الله بن مسعود وقتها بالكوفة، فقال عبد الله: «يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله قال: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ فالقوا الله بالمصاحف»، وقال: «لقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحدًا أعلمُ بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته»، إلا أنه رضي بعد ذلك، وتابع عثمان.

روايته للحديث النبوي

روى عن:

1- النبي محمد صلى الله عليه وسلم
2- عمر بن الخطاب
3- سعد بن معاذ
4- صفوان بن عسال المرادي

روى عنه:

عبد الله بن عباس
عبد الله بن عمر بن الخطاب
أبو موسى الأشعري
عمران بن حصين
عبد الله بن الزبير
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
أنس بن مالك
أبو سعيد الخدري
أبو هريرة
أبو رافع الأنصاري
أبو أمامة الباهلي
علقمة بن قيس النخعي
الأسود بن يزيد النخعي
مسروق بن الأجدع
عبيدة بن عمرو السلماني
أبو وائل شقيق بن سلمة
قيس بن أبي حازم
زر بن حبيش
الربيع بن خثيم
طارق بن شهاب
زيد بن وهب
ابنه أبو عبيدة
ابنه عبد الرحمن
أبو الأحوص عوف بن مالك
أبو عمرو الشيباني
ابن أخيه عبد الله بن عتبة بن مسعود
زوجته زينب بنت عبد الله الثقفية
أبو شريح الخزاعي
أبو جحيفة السوائي
أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي
أبو الأسود الدؤلي
شريح بن الحارث القاضي
عمرو بن ميمون
عبد الرحمن بن أبي ليلى
أبو عثمان النهدي
الحارث بن سويد التيمي
ربعي بن حراش
الأحنف بن قيس
البراء بن عازب
البراء بن ناجية
بلاد بن عصمة
الحارث بن عبد الله الأعور
حارثة بن مضرب العبدي
الحجاج بن مالك الأسلمي
حريث بن ظهير الكوفي
خالد بن ربعي الأسدي
خشف بن مالك الطائي
الربيع بن عميلة الفزاري
زاذان أبو عمر الكندي
زيد بن زائدة
سعد بن الأخرم
سعد بن عياض الثمالي
سليمان بن جابر الهجري
شتير بن شكل
شداد بن معقل
صلة بن زفر
عامر بن عبدة البجلي
عبد الله بن بريدة
عبد الله بن الحارث الزبيدي
أبو عبد الرحمن السُلمي
عبد الله بن ربيعة السلمي
أبو مريم عبد الله بن زياد الأسدي
أبو معمر عبد الله بن سخبره الأزدي
عبد الله بن شداد بن الهاد
عبد الله بن عكيم
عبد الله بن عمرو الأودي
عبد الله بن فيروز الديلمي
عبد الله بن معقل بن مقرن المزني
أبو الزعراء عبد الله بن هاني الأودي
عبد الله بن أبي الهذيل
عبد الرحمن بن حرملة الكوفي
عبد الرحمن بن يزيد النخعي
عبيدة بن ربيعة
عمرو بن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي
عمرو بن حريث
عمرو بن سلمة بن الحارث الهمذاني
أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل
عمير مولى ابن مسعود
عياش السلمي
فلفلة بن عبد الله الجعفي
قبيصة بن جابر
قرة بن إياس المزني
قيس بن السكن
كردوس الكوفي
كلثوم بن المصطلق الخزاعي
أبو عطية مالك بن أبي عامر الهمداني
مالك الطائي
محمد بن الأشعث
محمد بن عبد الله بن أسيد
محمد بن كعب القرظي
مرة الطيب
المستورد بن الأحنف
أبو العبيدين بن معاوية بن سبرة
المعرور بن سويد
أبو المثني مؤثر بن عفازة الشيباني
ناجية بن كعب الأسدي
النزال بن سبرة الهلالي
هبيرة بن يريم
هزيل بن شرحبيل
همام بن الحارث
وابصة بن معبد
وائل بن مهانة
وهب بن ربيعة
يسير بن عمرو الكندي
أبو ثور الفهمي
أبو الجعد الغطفاني
أبو رافع مولى النبي محمد
أبو زيد مولى عمرو بن حريث
أبو عثمان بن سنة الخزاعي
أبو عياض
أبو واقد الليثي
أم يعقوب الأسدية

الجرح والتعديل:

اتفقا له البخاري ومسلم في صحيحيهما على 64 حديثًا، وانفرد له البخاري بإخراج 21 حديثًا، ومسلم بإخراج 35 حديثًا، وأحصى له بقي بن مخلد في مسنده بالمكرر 840 حديثًا، وله 848 حديثًا بإحصاء النووي، وقد عدّ يحيى بن معين أصح الأسانيد عن ابن مسعود ما رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود، كما روى له الجماعة.

ابن مسعود والإفتاء


أثنى عدد من صحابة النبي محمد على فقه عبد الله بن مسعود وعلمه بالفتيا، فقال علي بن أبي طالب عنه: «عَلَمُ القرآن والسنة»، وأوصى معاذ بن جبل أصحابه في مرض موته، فقال: «التمسوا العلم عند أربعة عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام»، وقد استُفتي أبي موسى الأشعري يومًا في شيء من الفرائض، فغلط، وخالفه ابن مسعود، فقال أبو موسى: «لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهركم»، كما ذكر علقمة بن قيس النخعي أنه قدم الشام، فلقي أبا الدرداء، فسأله فقال: «تسألوني وفيكم عبد الله بن مسعود؟»، وقد عدّ ابن قيم الجوزية عبد الله بن مسعود واحدًا من المُكثرين من الصحابة في الفُتيا، وقد أخذ عن عبد الله علمه بالفقه والفتيا من التابعين علقمة بن قيس النخعي والأسود بن يزيد النخعي وشريح بن الحارث القاضي وعبيدة بن عمرو السلماني والحارث بن عبد الله الأعور، ونشروا فتواه وآرائه، حتى قال الشعبي: «ما كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفقه صاحاً من عبد الله بن مسعود».

أما مذهب عبد الله بن مسعود الفقهي، فقد كان ينحى منحى عمر بن الخطاب في الفقه بالإفتاء بالرأي حيث لا نص، وقد سار على هذا النهج في فترة قضائه بالكوفة، فلا يكاد يخالف عمر في شيء من آرائه، وهو ما يأيده قول الشعبي: «ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض، فكان عمر وعبد الله وزيد بن ثابت يستفتي بعضهم من بعض، وكان علي وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض»

مكانته

عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم

حظي ابن مسعود بمنزلة عالية عند النبي محمد الذي أولاه ثقته، فقال يومًا: «لو كنت مؤمّرًا أحدًا عن غير مشورة، لأمرت عليهم ابن أم عبد»، كما عاتب النبي محمد أصحابه يومًا حين أمر ابن مسعود بصعود شجرة يأتيه منها بشيء، فضحكوا من نحافة ساقيه، فقال النبي محمد: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أُحد»،

كما شهد بعض الصحابة على منزلة ابن مسعود من النبي محمد، فقد روى حذيفة بن اليمان قول النبي: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد»، كما قيل عمرو بن العاص في مرض موته، وقد أصابه الهمّ: «قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُدنيك ويُستعملك»، فقال: «والله ما أدري ما كان ذاك منه، أحُب أو كان يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنه مات وهو يحبهما ابن أم عبد وابن سمية»، كما روى أبو الدرداء الأنصاري أن النبي محمد خطب خطبة خفيفة، فلما فرغ من خطبته أمر أبا بكر، فقام فخطب، فقصّر دون النبي ثم أمر عمر، فقام فخطب، فقصّر دون أبي بكر، ثم نادى آخر فقام فخطب، فشقق القول،(3) فقال له النبي محمد: «اسكت أو اجلس، فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر»، ثم قال: «يا ابن أم عبد، قم فاخطب»، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إن الله - عز وجل - ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن هذا نبينا - وأومأ إلى النبي - رضينا ما رضي الله لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله، والسلام عليكم»، فقال النبي محمد: «أصاب ابن أم عبد وصدق، رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كره الله لأمتي وابن أم عبد».

عند الصحابة والتابعين

أثنى العديد من الصحابة والتابعين على عبد الله بن مسعود، فقال عمر بن الخطاب عنه حين أرسله إلى الكوفة: «كنيف ملئ علمًا، آثرت به أهل القادسية»، وقال حذيفة بن اليمان: «ما أعلم أحدًا أقرب سمتًا ولا هديًا ولا دلاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة يوم القيامة». وقال أبو الدرداء الأنصاري يوم أتاه نعي ابن مسعود: «ما ترك بعده مثله»، ومن التابعين قال مسروق بن الأجدع: «شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدت علمهم انتهى إلى ستة علي وعمر وعبد الله وزيد وأبي الدرداء وأُبيّ. ثم شاممت الستة، فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله»، وقال أبو وائل شقيق بن سلمة: «ما أعدل بابن مسعود أحدًا»، وقال الشعبي: «ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علمًا، ولا أفقه صاحبًا من عبد الله».

عند الشيعة

هناك أختلاف في وجهات النظر حوله ابن مسعود عند الشيعة ، ولكن ولم ينص أحد منهم أنه حارب عليا أو مات كافرا ، فذهب البعض ان ابن مسعود صحابي جليل ، الذين منهم الشريف المرتضى حيث قال:«لأنه لا خلاف بين الأمة في طهارة ابن مسعود، وفضله وإيمانه، ومدح رسول الله صلى الله عليه وآله وثنائه عليه وأنه مات على الجملة المحمودة منه» ، وقد روى له ابن قولويه القمي في كتابه كامل الزيارات وهو في بداية كتابه اشترط أن لايروي إلا عن من يثق فيهم ، وقد ترضى عليه ابن شهر آشوب ، ويرى المير دماماد أن ابن مسعود ندم أنه لم يوالي عليا حيث قال :«وقد ورد الاخبار وصح أن ابن مسعود قد رجع عما وقع منه وتندم وتظاهر بالتندم عليه.» ، ومن الذين ذهبوا أنه لم يكن مواليا لعلي أبو القاسم الخوئي ، حيث قال:«و المتلخص مما ذكرناه: أن عبد الله بن مسعود لم يثبت أنه والى عليا(عليه السلام) وقال بالحق، والله العالم.» وسئل الفضل بن شاذان عن ابن مسعود وحذيفة :«فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود لان حذيفة كان ركنا وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم» ، وقال ابن المطهر:«روى الكشي عن الفضل بن شاذان أنه خلط.»

ŢαŢμαŊα
05-06-21, 11:31 PM
تقرير وثائقي كامل عن الصحابي الجليل (عبدالله بن مسعود) كرم الله وجهه
بارك الله فيك وجزاك خيرا اخي الفيفي ع المجهود الكبير والاختيار المميز
ويجعله في ميزان حسناتك

يمنح التقييم + تقييم فايف ستارز + ختم موضوع يستحق القراءة لمده (3 آيام)

الفيفي2017
05-06-21, 11:38 PM
تقرير وثائقي كامل عن الصحابي الجليل (عبدالله بن مسعود) كرم الله وجهه
بارك الله فيك وجزاك خيرا اخي الفيفي ع المجهود الكبير والاختيار المميز
ويجعله في ميزان حسناتك

يمنح التقييم + تقييم فايف ستارز + ختم موضوع يستحق القراءة لمده (3 آيام)

شكرا لك اختنا الغالية ومراقبتنا النشيطة ŢαŢμαŊα
لتواجدك الدائم معي هنا
والله يحفظك ويجزاك خير على
المرور والتقييم

قيثارة
05-06-21, 11:54 PM
رضي الله عنه وارضاه
جزاك الله خيراً اخوي
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

الفيفي2017
05-07-21, 12:19 AM
رضي الله عنه وارضاه
جزاك الله خيراً اخوي
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

وجزاك الله خيرا وبارك فيك
اختنا الغالية والمراقبة المبدعه قيثارة

وشكرل لك على
المرور والتقييم

متأمل
05-07-21, 12:44 AM
في الحديث بما معناه :
"من اراد ان يقرأ القران غضاً كما انزل
فليقرأه على قراءة ابن ام عبد .. " يعني ابن مسعود

جزاك الله كل خير وبارك فيك وفي مواضيعك القيمة

شكراً أ. الفيفي



تقديري


ِ

الفيفي2017
05-07-21, 01:09 AM
في الحديث بما معناه :
"من اراد ان يقرأ القران غضاً كما انزل
فليقرأه على قراءة ابن ام عبد .. " يعني ابن مسعود

جزاك الله كل خير وبارك فيك وفي مواضيعك القيمة

شكراً أ. الفيفي



تقديري


ِ

شكرا لك اخي الغالي متأمل
على مرورك الرائع واضافتك الاروع
والله يجزاك خير ويحفظك

رونق
06-10-21, 06:30 PM
سلمتّ الايادي
وكتبّ الله اجركّ
واثابك كل خير


SEO by vBSEO 3.6.1