المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أخلاقيات "


الفضل10
05-17-21, 07:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله سادتي الأكارم /

اليوم تدور قصتنا _ احكيها بصياغتي _حول رجل عاش في كنف الأخوة الوارفة ، فقد نشأ في رحاب الحب في الله تحيط به كوكبة
من الذين تشربت قلوبهم بحب الله ، فكانوا سراج الليل وضياءه ، تجمعهم تلاوة قرآن وقيام ليل ،، ودعوة في سبيل الله ، كانت قريتهم تعيش عيش الفطرة ،
قل فيها من يجمع الناس ، ويعلمهم أمر دينهم ، ويذكرهم بالله ، ويكون ذلكَ من خلال المحاضرات والدروس ، فقام هؤلاء الشباب بالجهد كانت البداية قاسية
لحد ما فالأمر يعد في القرية أمرا جديدا لم يألفوه من قبل ، واعداد الذين يلتزمون أخذ يكثر ، فأخذ التوجس في قلوب أولياء الأمور ينمو ويكبر ،
والذي يغذي ذلكَ التخوف هي تلك الصورة المشوهة عن الإلتزام والملتزمين ، دعوني أذكر لكم بعض ردات فعل بعض أولياء الأمور عندما علم بتغير أولادهم ،
هنا نترك الأشخاص يتحدثون عن تجربتهم بأنفسهم .

يقول م :
_ عندما علم أبي بحالي _ والد هذا الشاب من الأثرياء ورجال الأعمال
_ أخذني بسيارته لمسافة بعيدة وفي الطريق يشغل الأغاني ويزيد صوت المسجل من أجل أن أسمعها !
_ وفي البيت يدخلني في المجلس ويشغل الأفلام الماجنة والقصد من ذلكَ أن يرجعتي عن الإلتزام !

يقول ب:
عندما علم والدي بأمري
اخرجني من البيت وأخذني في مكان بعيد وأخرج سكينا ،
وهددني اذا لم أعد عن هذا الأمر الذي انا فيه سيذبحني .

ويقول ب :
كنت اذا اردت سماع محاضرة لا بد أن يمر ذلكَ الشريط على مراحل حتى أدخله البيت الخطوة الأولى أرميه
في سطح البت ، ثم أذهب إليه في منتصف الليل عندما تنام العيون !
وهناك الكثير من تلك المواقف .

أعلم بأن ما أقوله لا يدخل في عقل البعض ، ولا تتصوره عقولهم ، ولكن أقول بأن هذا واقع عشت تفاصيله ،
غير أن هذا الكلام لا يقل حدوثه عن عشرين سنة من الآن ، فمن يمر على ما ذكرته يتصور حال المسلمين مع أهل قريش ،
وكيف كان التنكيل بهم حتى يعودوا ويعدلوا عن دينهم ، وهنا أود التوضيح بأن لكلام الناس ، وآلة التشويه والتهويل لها الأثر على تصرفات أولئك الآباء ،
ولكن بحمد الله تلك مرحلة تجاوزها أولئك الشباب عندما كانت أخلاقهم تبدد تلك المخاوف ،

مرت الأيام والسنوات واعداد الشباب الذين يختلطون بتلك الكوكبة يزداد ، والمجتمع بدأ يحتضنهم لما وجده من أخلاق ، وصدق السعي والبذل ،
غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، لقد بدأ الخلاف يدب بين أركان تلك الدعوة بعدما تقاطعت وجهات النظر ، والفكر الذي يحمله البعض ،
فلقد انظم إليهم شاب حديث السن ، غير أنه ظهر بمظهر المتشدد الذي يسعى لمصادمة المجتمع ، وذلك بإشهار عصا الفرض والإلزام ،

فكان يهتم بالمظهر ليجعله مقدما على المخبر ، لأوضح الصورة أكثر ، كان يعد النقاب ، والجوارب ، وعباءة الرأس من الفروض
والواجبات التي على المرأة التقيد بها ، فكان من ذلكَ الإنقسام ببن مؤيد ومعارض ، فتفرقت الجماعة وذهبت تلك الجهود في مهب الخلاف ،
لتمضي السنوات ، وتدخل المصلحون للم الشمل ، وتقريب وجهات النظر ، وجعلوا عليهم قائدا والقائد ذلك المتشدد في أفكاره !

فبدأت الرسل من قبل ذلكَ القائد تفد إلى الأشخاص الذين تخلفوا عن البيعة لذلك القائد ! البعض انخرط معهم من أجل لم الشمل ،
وتخلف شخص عنهم وذلك الشخص يعد من الأشخاص الذين لهم التأثير ، ولهم موالون ، غير أنه رفض الإنخراط معهم ، والعلة في ذلك
وجود ذلكَ القائد الذي يتقاطع معه نهجه وفكره ، وحاول ذلكَ القائد استقطابه ، ولكن كان يتعذر بأسلوب راقي لا يبدي به عن اختلافه مع ذلكَ الشخص ،
وذلك المتخلف عنهم لزم بيته ، وكف لسانه عن الخوض في أعراض أحد من الناس ، بل كانت تساق له الأخبار بأن رؤوس تلك المجموعة بدأت تشوه سمعته.

هنا أقف قليلا ،
من أجل وضع الدروس المستفادة من الفصل الأول من القصة .

الفضل10
05-17-21, 07:53 AM
ما يستفاد من تلكم القصة :
- قد تمر الحياة على هامش البساطة ، وقد يقع في ثناياها بسيط الخطأ ،
هناك تحتاج الحياة لمن ينير لها الطريق ويبصر الضرير .

- من هداهم الله وشرح صدورهم بنورهداه وجب عليهم الترفق بعباد الله ،
ومراعاة ما عاشو عليه من بساطة حال .
_على أولياء الأمور أن يفرحوا إذا لمسوا من أولادهم حسن الخلق ،
والإقبال على الصلاة وكف اللسان عن قبيح المقال .

_على أولياء الأمور أن يتحرو الصدق من القول الذي يساق إليهم من أحوال _ س _ من الناس ، كي لا يذهب جريرة من تنكب عن الصراط .

_على من استقام لدين الله أن يثبت على الطريق ، وأن لا يجعل من تلك
الإبتلاءات محبطات ومثبطات تشل حركة النشاط والعطاء لديه .

_وكذلك عليه أن يجعل من الإخلاص طريق النجاح والعون من الله الوهاب .

_ وعليه أن يغرس في قلوب الناس حب الله ، وإن يجعل حب الله هو الغاية لدى الناس .

_الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يدفع السيئة بالحسنة
ليكسب بذلك قلوب الناس .
_ لا بد أن يكون للمرء مبدأ عليه يقيس الأمور ،
كي يكون على بصيرة من أمره ، ولكي لا يغيره عارض
يعترض طريق النجاح .

_ هناك حيث يتطلب معالجة القلوب من أدران الحقد ، والضغينة ،
ومن شهوة الإنتقام .

__ عندما يكون لمجموعة أو جماعة تقوم على فعل الخير لابد أن يكون
لها نظام ودستور يحفظ بذلك الإحترام ، ويجنبها الخصام .

_ ما وجد التشدد في مكان إلا ووجد التقاطع ،والتدابر ،
والخير والحق يكون فيه يضام .

- من يريد الإصلاح عليه الإجتهاد على ما خامر القلب من خواطر ،
وأن ينقيه من كل مقامر ،يحبب إليه الطاعة ، ويكره له المعاصي والمنكر .


الفضل10

عطاء دائم
05-17-21, 08:12 AM
البذرة حين نزرعها لا بد ان نعتني بها كي نراها نبتة جيدة وجميلة وتعطينا ثمار ما زرعناه
وكذلك الانسان
حين نريد تربية الأبناء لا بد ان نضع بداخلهم ذاك الخير ونرويه رويداً رويداً
ونحرص على ان لا تموت تلك النبتة التي نسقيها بجميل القدوة والمعرفة وحب الله والخوف منه والعمل على رضاه


جزاك الله خيرا على موضوعك الهام والمفيد اخي
يختم ل3 ايام مع تقييم الخمس نجوم

متأمل
06-04-21, 08:07 PM
جزاك الله كل خير ...




تقديري


ِ

قيثارة
06-04-21, 08:54 PM
جزاك الله خيراً
مشكور ع الافادة

رونق
06-10-21, 06:09 PM
جزاك الله خير
واثابك على ماطرحت

رهينة الماضي
06-14-21, 03:35 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وجعل ما قدمته لنا من درر رائعة وقيمة بموازين حسناتك ان شاء الله
وأثابك الجنة وأظلك الله يوم لا ظل الا ظله
حفظك المولى ورعاك


SEO by vBSEO 3.6.1