الفيلسوف
06-19-21, 04:07 PM
المؤمن يعاني كما يعاني الآخرون ، يوجد حر ؟ يعاني الحر ، يوجد وباء ؟ يعاني الوباء ، أي كل ما يعانيه البشر يعاني منه المؤمن ، إلا أن المؤمن يتميز أن الله وعده بالجنة ، هذا الوعد يمتص كل متاعبه ، موعود بجنة عرضها السماوات والأرض :
(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[متفق عليه عن أبي هريرة]
فالمؤمن ما الذي يمتص كل متاعبه في الدنيا ؟ أن الله وعده بالجنة .
الدكتور بلال :
لو نضرب المثل سيدي عن هذا الشخص الفقير الذي ورث مبلغاً .
الدكتور راتب :
الحقيقة هذه قصة واقعية ، إنسان يسكن في غرفة ، عنده خمسة أطفال ، والثمن لا يكفي ثمن خبز ، أي صِف هذه الغرفة بضيقها ، وقلة دخله ما شئت ، هذا فجأة جاءه لسبب أو بآخر ، له قريب ، غني كبير ، مات فجأة بحادث ، وكان هو وريثه الوحيد ، ورث خمسمئة مليون ، لكن حتى يقبضها يحتاج إلى عام بأكمله ، المعاملات ، والأنظمة الحكومية ، والشهادات ، وحصر الإرث ، وما إلى ذلك ، لماذا هو في هذه السنة أسعد إنسان في الأرض مع أنه لم يأكل لقمة زائدة ؟
الدكتور بلال :
ما زال في بيته القديم .
الدكتور راتب :
ولم يشترِ دراجة ، ببيته القديم ، فقال الله عز وجل :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ ﴾
[ سورة القصص : 31]
والمؤمن موعود بالجنة .
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً ﴾
[ سورة القصص : 31]
من الله ، قد يعدك إنسان بوعد ، ثم يعتذر ، والله ما تمكنت ، حاولت لكن لم أستطع، كان هناك شخص هو صاحبي فانتقل ، أي إنسان وعدك قد لا يستطيع تحقيق الوعد ، أما خالق الأكوان :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
حتماً ، أي حتمية الوعد ، تحقيق الوعد مليار بالمئة .
﴿ فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
دقق ، هذه حالة .
﴿ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
[ سورة القصص : 31]
أكل ، شرب ، بيت ، لكن كبر في السن ، تعب بصره ، وضع نظارات ، تعبت بعض الأجهزة ، وضع مساعداً له .
﴿ فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
أما المتاع الدنيوي فهو متاع مؤقت .
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
[ سورة النساء : 77]
الإله قال لك : قليل ، عفواً للتقريب : إذا طفل عقب العيد زاره قريبه ، خاله مثلاً ، قال له : معي مبلغ عظيم ، كم تقدر هذا المبلغ في الأردن ؟ مئة دينار ، فإذا قال موظف كبير في دولة قوية : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً ، أي مئة مليار ، فإذا قال ملك الملوك وهو الله، ومالك الملوك :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
[ سورة النساء : 113]
كلمة عظيم من قالها ؟ خالق الأكوان ، الله أعد للمؤمن عطاء عظيماً ، جنة عرضها السماوات والأرض .
(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
ا
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
[ سورة النساء : 77]
المصيبة أنه ليس في قِلته ، لكن ثم :
﴿ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
لأن الموت ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، وغنى الغني ، وفقر الفقير ، ينهي وسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، ينهي أي منصب ، ينهي أي ثروة ، ينهي أي قصر ، هذا كله ينتهي بالموت .
(( عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت ))
[ ورد في الأثر ]
﴿ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
لذلك نحن نعيش للآخرة ، لكن لا يلغي ذلك أن نعمل في الدنيا .
افعل ما شئت ، واكسب المال كيفما شئت ، أنفقه كيفما شئت ، التقِ مع من تحب ، مهما يكن نوع اللقاء ، لكن بعدها ستحاسب حساباً عسيراً ، هذه الكلمة تكفي ، المؤمن يعلم ، يحاسب عن كسبه ، عن إنفاقه ، عن علاقته بالمرأة ، زوجته أو أقاربه ، لا يوجد لقاءات جانبية ، ولا أشياء مخالفة للمنهج ، محاسب عن المال ، هناك كسب حلال مئة بالمئة ، والحلال تحلو به النفس ، والحرام تحرم به النفس من السعادة ، فدخله حلال ، إنفاقه حلال ، علاقته بالنساء ، مع زوجته ، محارمه فقط ، لقاءاته كلها لقاءات إيجابية لا يوجد بها اختلاط ، ولا أشياء لا ترضي الله ، ولا لعب بالنرد للساعة الثالثة بالليل مثلاً ، لقاءاته كلها مشروعة ، وكلامه مشروع ، حتى متعه بالحياة مشروعة ، إذا أخذ أهله نزهة أنا أرى أن له أجراً بهذه النزهة ، أخذهم يوم العطلة نزهة ، أطعمهم طعاماً طيباً ، رأوا مناظر جميلة .
فلذلك أنا أقول كلمة : عادات المؤمن عبادات ، إذا أحضر طعاماً طيباً ، أتى لأولاده بثياب جيدة ، عادات المؤمن عبادات ، وعبادات المنافق سيئات
(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[متفق عليه عن أبي هريرة]
فالمؤمن ما الذي يمتص كل متاعبه في الدنيا ؟ أن الله وعده بالجنة .
الدكتور بلال :
لو نضرب المثل سيدي عن هذا الشخص الفقير الذي ورث مبلغاً .
الدكتور راتب :
الحقيقة هذه قصة واقعية ، إنسان يسكن في غرفة ، عنده خمسة أطفال ، والثمن لا يكفي ثمن خبز ، أي صِف هذه الغرفة بضيقها ، وقلة دخله ما شئت ، هذا فجأة جاءه لسبب أو بآخر ، له قريب ، غني كبير ، مات فجأة بحادث ، وكان هو وريثه الوحيد ، ورث خمسمئة مليون ، لكن حتى يقبضها يحتاج إلى عام بأكمله ، المعاملات ، والأنظمة الحكومية ، والشهادات ، وحصر الإرث ، وما إلى ذلك ، لماذا هو في هذه السنة أسعد إنسان في الأرض مع أنه لم يأكل لقمة زائدة ؟
الدكتور بلال :
ما زال في بيته القديم .
الدكتور راتب :
ولم يشترِ دراجة ، ببيته القديم ، فقال الله عز وجل :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ ﴾
[ سورة القصص : 31]
والمؤمن موعود بالجنة .
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً ﴾
[ سورة القصص : 31]
من الله ، قد يعدك إنسان بوعد ، ثم يعتذر ، والله ما تمكنت ، حاولت لكن لم أستطع، كان هناك شخص هو صاحبي فانتقل ، أي إنسان وعدك قد لا يستطيع تحقيق الوعد ، أما خالق الأكوان :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
حتماً ، أي حتمية الوعد ، تحقيق الوعد مليار بالمئة .
﴿ فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
دقق ، هذه حالة .
﴿ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
[ سورة القصص : 31]
أكل ، شرب ، بيت ، لكن كبر في السن ، تعب بصره ، وضع نظارات ، تعبت بعض الأجهزة ، وضع مساعداً له .
﴿ فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
أما المتاع الدنيوي فهو متاع مؤقت .
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
[ سورة النساء : 77]
الإله قال لك : قليل ، عفواً للتقريب : إذا طفل عقب العيد زاره قريبه ، خاله مثلاً ، قال له : معي مبلغ عظيم ، كم تقدر هذا المبلغ في الأردن ؟ مئة دينار ، فإذا قال موظف كبير في دولة قوية : أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً ، أي مئة مليار ، فإذا قال ملك الملوك وهو الله، ومالك الملوك :
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
[ سورة النساء : 113]
كلمة عظيم من قالها ؟ خالق الأكوان ، الله أعد للمؤمن عطاء عظيماً ، جنة عرضها السماوات والأرض .
(( فيها ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
[ متفق عليه عن أبي هريرة]
ا
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾
[ سورة النساء : 77]
المصيبة أنه ليس في قِلته ، لكن ثم :
﴿ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
لأن الموت ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، وغنى الغني ، وفقر الفقير ، ينهي وسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، ينهي أي منصب ، ينهي أي ثروة ، ينهي أي قصر ، هذا كله ينتهي بالموت .
(( عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت ))
[ ورد في الأثر ]
﴿ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ ﴾
[ سورة القصص : 31]
لذلك نحن نعيش للآخرة ، لكن لا يلغي ذلك أن نعمل في الدنيا .
افعل ما شئت ، واكسب المال كيفما شئت ، أنفقه كيفما شئت ، التقِ مع من تحب ، مهما يكن نوع اللقاء ، لكن بعدها ستحاسب حساباً عسيراً ، هذه الكلمة تكفي ، المؤمن يعلم ، يحاسب عن كسبه ، عن إنفاقه ، عن علاقته بالمرأة ، زوجته أو أقاربه ، لا يوجد لقاءات جانبية ، ولا أشياء مخالفة للمنهج ، محاسب عن المال ، هناك كسب حلال مئة بالمئة ، والحلال تحلو به النفس ، والحرام تحرم به النفس من السعادة ، فدخله حلال ، إنفاقه حلال ، علاقته بالنساء ، مع زوجته ، محارمه فقط ، لقاءاته كلها لقاءات إيجابية لا يوجد بها اختلاط ، ولا أشياء لا ترضي الله ، ولا لعب بالنرد للساعة الثالثة بالليل مثلاً ، لقاءاته كلها مشروعة ، وكلامه مشروع ، حتى متعه بالحياة مشروعة ، إذا أخذ أهله نزهة أنا أرى أن له أجراً بهذه النزهة ، أخذهم يوم العطلة نزهة ، أطعمهم طعاماً طيباً ، رأوا مناظر جميلة .
فلذلك أنا أقول كلمة : عادات المؤمن عبادات ، إذا أحضر طعاماً طيباً ، أتى لأولاده بثياب جيدة ، عادات المؤمن عبادات ، وعبادات المنافق سيئات