المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منْهَجيّةُ السَّـيرِ إلى الله


عطاء دائم
10-22-21, 07:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


واجعَل نفسك في جِواره ..
واهرُب إليه من عَجز السّـير ؛ إلى فَيض الأجر ..
وإياك أن تعتادَ روحك الإدبار عن السّبق ؛ وتقنعَ بوهْم القليل !

وما بين الوصال والغُربة عن الجوار ؛ أن توقِد لك من الهدى قبَساً يُنجيك من وخْـز الألم إذا انكشفت لك الحُجب !

فاقدَح في خاصّة قلبك نوراً ؛ تميِّـز به الأعمال ومراتبها عند الله ..

فميـّز مواطئ القَدم ..
فإنّ في بعض الحسنات من البركة ؛ ما لا يدركه الخيال ..
تبلُغ بها مقام { ثُمّ اصطفينا } !

ومابين وهن الخَطوة وبُراق السعي ؛ فقه الأهم فالمُهم ..
وتلك هي الغنائم !

ثمّ تأمّـل حكاية الإمام عبد الله بن وهب المِصري ؛ أحد كبار تلاميذ الإمام مالك رحمه الله .. كانَ بالإسكندرية مُرابطاً ، فاجتمعَ الناس عليه يسألونه نشـْر العلم ، فقال :
هذا بلـَدُ عبادة ، فترك الجلوس لهم في الأوقات التي كان يجلس ، وأقبلَ على العِبادة والحراسة .

فبعد يومين ؛ أتاه إنسانٌ فأخبره : أنه رأى نفسه في المسجد الحرام ، والنّبي عليه الصلاة والسلام فيه ، وأبو بكر عن يمينه ، وعمـر عن شماله ، وأنت بين يديه ، وفي المَسجد قناديل تزهر أحسن شيء وأشدّها ضياء ، إذا طفيت منها قنديلاً فانطفأ ، فقال لك رسول الله عليه الصلاة والسلام :

قُم يا عبد الله أوقِده، فأوقدته ، ثمّ آخر كذلك ، ثمّ أقمتُ أياماً فرأيتُ القناديل كلها همّت أن تُطفأ، فقال أبو بكر يا رسول الله: أمَا ترى هذه القناديل ، فقال صلّ الله عليه وسلم: هذا عمل (عبد الله) يريد أن يطفيها ؛ فبكَى ابن وهب ، وقال له الرجل : جئت لأُبشّـرك ، ولو علمتُ أنه يغمّك لم آتـِك، فقال ؛ خير، هذه الرؤيا وعظتُ بها نفسي ، ظننتُ أنّ العبادة أفضل من نشر العِلم !

فتركَ كثيراً من عمله للعلم، وحبَس نفسه لهم يقرأون عليه ويسألونه !

فقَـدِّم الأهم على المهم ..
وكن في قلب يونس ؛ يوم باح بدمعه في أسرار الظلمات :
{ إني كنتُ من الظالمين } ..
إذ ترك دعوته { مُغـَاضبا } !

هذا الدين ؛ جراحه مفتوحة ..
فأينَ أنت من صوت عبد القادر :
( وما أحبّ أنّ الإسلام يُشاك بشوكة ؛ وأنا في بيتي جالس ) !

ولقد رؤيت (منيفة) بعد موتها في المنام ، فقيل لها : يا منيفة .. ما حال الناس هناك ؟
فأقبلت وقالت : عن أي حالهم تسأل ؟
الدار واحدة لأهل الطاعة يتعالون فيها بتفاوت الأعمال ، فخذ سعيك إلى زمزم الأجور ، واقبس من وجه النبي نورك ، ويمم حيث يمم ..
ولا قرب بعد قرب الأنبياء ؛ إلا لمن حمل ميراث الأنبياء !

وانصتْ لعبد القادر الجيلاني ؛ إذ يقول :
أراد الله مني منفعة الخلق ، فقد أسلم على يدي أكثر من خَمسمائة ، وتاب على يدي أكثر من مائة ألف .. وتلك طريق مُحمد !

ومن أدركته كرامة الله ؛ بلغ المنازل العالية ..
فليت السعي يصب في ذاك المحل ..
وليت القلب يفهم ؛ كيف يكون القرب ..
وليت الكل من العمر ؛ لا يكون نقصا وفقرا !

فاجعل عمرك غيمة ؛ ملآى في الحل والترحال ..

واحذر قول السلف :
( قلمّا رأيتُ ساكتًا عن الحق وقت معافاته ؛ إلا وجدته ناطقًا بالباطل حين ابتلائه) !

وانظر إلى علي ؛ يقاد له شرف ( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله وروسوله ) .. وقد كان المرض يهده !

فلا تعجز في غربة الإسلام ؛ أن ترفع لله راية ..
ومايكون موت المقبولين ؛ إلا في الميادين ..
فلا تفقدك شهادة الخواتيم !

▪️د.كِفَاح أَبو هَنّوْد▪️

الفيفي2017
10-22-21, 10:45 PM
شكرا لك والله يعطيك العافية
مشاركة قيمة

عطاء دائم
10-23-21, 07:06 AM
شكرا لك والله يعطيك العافية
مشاركة قيمة

الله يعافيك اخي
شكرا لك على كرم الحضور
ربي يرزقك كل خير ويحفظك


SEO by vBSEO 3.6.1