عطاء دائم
10-27-21, 07:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه ; ويبغضون من لا يوافقهم وهذا ظاهر في الديانات الفاسدة من موالاة كل قوم لموافقيهم ; ومعاداتهم لمخالفيهم .
وكذلك في أمور الدنيا والشهوات كثيرا ما يختارون ويؤثرون من يشاركهم :
إما للمعاونة على ذلك ; كما في المتغلبين من أهل الرياسات وقطاع الطريق ونحوهم .
وإما بالموافقة ; كما في المجتمعين على شرب الخمر ; فإنهم يختارون أن يشرب كل من حضر عندهم
وإما لكراهتهم امتيازه عنهم بالخير :
إما حسدا له على ذلك ; لئلا يعلو عليهم بذلك ويحمد دونهم .
وإما لئلا يكون له عليهم حجة .
وإما لخوفهم من معاقبته لهم بنفسه ; أو بمن يرفع ذلك إليهم ; ولئلا يكونوا تحت منته وخطره [ ص: 151 ] ونحو ذلك من الأسباب
قال الله تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق }
وقال تعالى في المنافقين : { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه
ودت الزانية لو زنى النساء كلهن .
والمشاركة قد يختارونها في نفس الفجور كالاشتراك في الشرب والكذب والاعتقاد الفاسد وقد يختارونها في النوع ; كالزاني الذي يود أن غيره يزني ; والسارق الذي يود أن غيره يسرق أيضا ; لكن في غير العين التي زنى بها أو سرقها .
وأما الداعي الثاني فقد يأمرون الشخص بمشاركتهم فيما هم عليه من المنكر . فإن شاركهم وإلا عادوه وآذوه على وجه ينتهي إلى حد الإكراه ; أولا ينتهي إلى حد الإكراه ثم إن هؤلاء الذين يختارون مشاركة الغير لهم في قبيح فعلهم أو يأمرونه بذلك ويستعينون به على ما يريدونه : متى شاركهم وعاونهم وأطاعهم انتقصوه واستخفوا به . وجعلوا ذلك حجة عليه في أمور أخرى . وإن لم يشاركهم عادوه وآذَوُه . وهذه حال غالب الظالمين القادرين .
[ فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ]
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية [ ص: 147 ]
كثيرا من أهل المنكر يحبون من يوافقهم على ما هم فيه ; ويبغضون من لا يوافقهم وهذا ظاهر في الديانات الفاسدة من موالاة كل قوم لموافقيهم ; ومعاداتهم لمخالفيهم .
وكذلك في أمور الدنيا والشهوات كثيرا ما يختارون ويؤثرون من يشاركهم :
إما للمعاونة على ذلك ; كما في المتغلبين من أهل الرياسات وقطاع الطريق ونحوهم .
وإما بالموافقة ; كما في المجتمعين على شرب الخمر ; فإنهم يختارون أن يشرب كل من حضر عندهم
وإما لكراهتهم امتيازه عنهم بالخير :
إما حسدا له على ذلك ; لئلا يعلو عليهم بذلك ويحمد دونهم .
وإما لئلا يكون له عليهم حجة .
وإما لخوفهم من معاقبته لهم بنفسه ; أو بمن يرفع ذلك إليهم ; ولئلا يكونوا تحت منته وخطره [ ص: 151 ] ونحو ذلك من الأسباب
قال الله تعالى : { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق }
وقال تعالى في المنافقين : { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه
ودت الزانية لو زنى النساء كلهن .
والمشاركة قد يختارونها في نفس الفجور كالاشتراك في الشرب والكذب والاعتقاد الفاسد وقد يختارونها في النوع ; كالزاني الذي يود أن غيره يزني ; والسارق الذي يود أن غيره يسرق أيضا ; لكن في غير العين التي زنى بها أو سرقها .
وأما الداعي الثاني فقد يأمرون الشخص بمشاركتهم فيما هم عليه من المنكر . فإن شاركهم وإلا عادوه وآذوه على وجه ينتهي إلى حد الإكراه ; أولا ينتهي إلى حد الإكراه ثم إن هؤلاء الذين يختارون مشاركة الغير لهم في قبيح فعلهم أو يأمرونه بذلك ويستعينون به على ما يريدونه : متى شاركهم وعاونهم وأطاعهم انتقصوه واستخفوا به . وجعلوا ذلك حجة عليه في أمور أخرى . وإن لم يشاركهم عادوه وآذَوُه . وهذه حال غالب الظالمين القادرين .
[ فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ]
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية [ ص: 147 ]