الفيلسوف
10-31-21, 10:19 AM
https://storyy.cc/wp-content/uploads/2018/10/1131-10.jpg
تأثير النطع
في ١٣ مارس سنة ١٩٦٤ في مدينة نيويورك في حي كوينز، بنت مشرقة زي الوردة اسمها كيتي وعندها ٢٨ سنة كانت راجعة مِن شغلها الساعة ١٥ : ٣ صباحاً..
كيتي زي عادتها، ركنت العربية ف جراچ جنب البيت ونزلت عشان تدخل العمارة وتطلع شقتها بعد يوم عمل طويل ومرهق..
فجأة جه شاب من وراها وطعنها بسكينة طعنتين ف ضهرها وهي وقعت على الأرض وصرخت طبعاً وصوت استغاثاتها صحى الجيران..
بعض الجيران بصوا من الشباك عشان يشوفوا في ايه،، لقوا كيتي مرمية على الأرض بتنزف وبتزحف ناحية مدخل العمارة بتاعتها..
الشاب اللي طعنها لما شاف الناس بصت من الشبابيك، خاف وجري على عربيته وركبها ومشي..
كيتي كملت زحف على الأرض لحد ما وصلت العمارة وفضلت مرمية ف المدخل بتنزف ومفيش ولا أي حد من الجيران نزل يشوفها ولا حتى حد اتصل بالبوليس او الإسعاف..
بس كدة؟
لا لسه
بعد ١٠ دقايق، المجرم اللي طعنها (اسمه وينستون موزيلي) رجع تاني ودخل عليها العمارة واغتصبها ف المدخل وسرق شنطتها وطعنها كام مرة كمان وبعدين هرب لتاني مرة..
ف الوقت ده كان واحد من الجيران اتصل بالإسعاف..
الإسعاف وصل الساعة . . : ٤ صباحاً (بعد ٤٥ دقيقة من وقت أول طعنتين) وكانت كيتي لسه عايشة..
بس للأسف ماتت ف الطريق للمستشفى..
لما البوليس سأل الجيران ليه ماتصلتوش بالإسعاف والبوليس من الأول؟ (كانت كيتي هتعيش لأنهم كانوا هيلحقوها)
ردود الجيران كانت تتمحور حول ٣ تبريرات:
١- مليش دعوة مش عايز أتورط ف الجرايم دي
٢- اشمعنى انا؟ ناس كتير شافوا الحادثة وقلت أكيد حد تاني هيتصل
٣- هنعمل ايه بقى دي ضريبة انك تعيش وتشتغل ف مدينة كبيرة زي نيويورك
جريمة قتل واغتصاب كيتي چينوڤيز اشتهرت ف أمريكا كلها كشيء عجيب غير مفسر..
المجرم مشي ورجع تاني عشان يغتصبها ويكمل عليها!
ليه الجيران لم تتدخل؟؟
ليه الجيران ماتصلوش بالإسعاف والبوليس من الأول؟
اتقبض على المجرم بعدها بأسبوع وهو بيعمل جريمة تانية واعترف بقتل كيتي ولما سألوه قتلتها ليه؟ قال "كنت أحتاج لقتل امرأة!"
أتحاكم واتسجن مدى الحياة ومات ف السجن سنة ٢٠١٦ بعد موت كيتي ب ٥٢ سنة..
بعد دراسة الحادثة دي، طلع علماء الاجتماع بحاجة اسمها (The bystander effect) أو (تأثير المتفرج)
وقالوا إن لما الناس بتشوف حد متعرفوش محتاج مساعدة، وفِي ناس تانية موجودين ف مكان الحدث، نسبة كبيرة منهم بيفترضوا ان "شخص ما" أكيد هيتدخل ويساعد ف مش محتاج أتدخل أنا..
وكرروا التجربة كذا مرة وخلوا حد يكون مرمي على الارض ف مدخل مول أو محطة قطار مثلاً وشكله محتاج مساعدة والنَّاس رايحة جاية ونادراً لما حد يقف ويعرض مساعدة أو يقوله "مالك؟"
لدرجة انهم بقوا يعلموا الناس ف المدن الكبيرة لما تقع ف مصيبة وتحتاج مساعدة، بلاش تصرخ وتقول "ألحقوني" لأن محدش هيعبرك.. أصرخ وقول "حريق!" لأن دي الحاجة اللي بتخلي الكل يتحرك..
طبعاً الإسقاط بتاع القصة دي على واقعنا وشارعنا المصري مش محتاج شرح زيادة..
وكالعادة هقول الكلمتين "المثاليتين" بتوع كل مرة اللي على الرغم من استحالة تطبيقهم ظاهرياً، إلا إني ولسبب ساذج مجهول مؤمن بتحقيقهم يوماً ما:
نربي أولادنا على كراهية النطاعة وقيم المروءة والنخوة والشهامة أرجوكم.. أرجوكم ..
انا اول مرة سمعت عن التجربة دي اتأثرت جدااا و اتعلمت أبادر بالمساعدة على قد ما اقدر لأن فعلا كله هيقول غيري هيساعد و في الاخر محدش بيساعد .. غير إن ممكن الإنسان نفسه يقع في يوم ومحدش يساعده .. لو مابدأش هو بتحريك عجلة الكارما و بدأ بمساعدة غيره .
قضيه تستحق المناقشه ومحتاج ارائكم فيها
تأثير النطع
في ١٣ مارس سنة ١٩٦٤ في مدينة نيويورك في حي كوينز، بنت مشرقة زي الوردة اسمها كيتي وعندها ٢٨ سنة كانت راجعة مِن شغلها الساعة ١٥ : ٣ صباحاً..
كيتي زي عادتها، ركنت العربية ف جراچ جنب البيت ونزلت عشان تدخل العمارة وتطلع شقتها بعد يوم عمل طويل ومرهق..
فجأة جه شاب من وراها وطعنها بسكينة طعنتين ف ضهرها وهي وقعت على الأرض وصرخت طبعاً وصوت استغاثاتها صحى الجيران..
بعض الجيران بصوا من الشباك عشان يشوفوا في ايه،، لقوا كيتي مرمية على الأرض بتنزف وبتزحف ناحية مدخل العمارة بتاعتها..
الشاب اللي طعنها لما شاف الناس بصت من الشبابيك، خاف وجري على عربيته وركبها ومشي..
كيتي كملت زحف على الأرض لحد ما وصلت العمارة وفضلت مرمية ف المدخل بتنزف ومفيش ولا أي حد من الجيران نزل يشوفها ولا حتى حد اتصل بالبوليس او الإسعاف..
بس كدة؟
لا لسه
بعد ١٠ دقايق، المجرم اللي طعنها (اسمه وينستون موزيلي) رجع تاني ودخل عليها العمارة واغتصبها ف المدخل وسرق شنطتها وطعنها كام مرة كمان وبعدين هرب لتاني مرة..
ف الوقت ده كان واحد من الجيران اتصل بالإسعاف..
الإسعاف وصل الساعة . . : ٤ صباحاً (بعد ٤٥ دقيقة من وقت أول طعنتين) وكانت كيتي لسه عايشة..
بس للأسف ماتت ف الطريق للمستشفى..
لما البوليس سأل الجيران ليه ماتصلتوش بالإسعاف والبوليس من الأول؟ (كانت كيتي هتعيش لأنهم كانوا هيلحقوها)
ردود الجيران كانت تتمحور حول ٣ تبريرات:
١- مليش دعوة مش عايز أتورط ف الجرايم دي
٢- اشمعنى انا؟ ناس كتير شافوا الحادثة وقلت أكيد حد تاني هيتصل
٣- هنعمل ايه بقى دي ضريبة انك تعيش وتشتغل ف مدينة كبيرة زي نيويورك
جريمة قتل واغتصاب كيتي چينوڤيز اشتهرت ف أمريكا كلها كشيء عجيب غير مفسر..
المجرم مشي ورجع تاني عشان يغتصبها ويكمل عليها!
ليه الجيران لم تتدخل؟؟
ليه الجيران ماتصلوش بالإسعاف والبوليس من الأول؟
اتقبض على المجرم بعدها بأسبوع وهو بيعمل جريمة تانية واعترف بقتل كيتي ولما سألوه قتلتها ليه؟ قال "كنت أحتاج لقتل امرأة!"
أتحاكم واتسجن مدى الحياة ومات ف السجن سنة ٢٠١٦ بعد موت كيتي ب ٥٢ سنة..
بعد دراسة الحادثة دي، طلع علماء الاجتماع بحاجة اسمها (The bystander effect) أو (تأثير المتفرج)
وقالوا إن لما الناس بتشوف حد متعرفوش محتاج مساعدة، وفِي ناس تانية موجودين ف مكان الحدث، نسبة كبيرة منهم بيفترضوا ان "شخص ما" أكيد هيتدخل ويساعد ف مش محتاج أتدخل أنا..
وكرروا التجربة كذا مرة وخلوا حد يكون مرمي على الارض ف مدخل مول أو محطة قطار مثلاً وشكله محتاج مساعدة والنَّاس رايحة جاية ونادراً لما حد يقف ويعرض مساعدة أو يقوله "مالك؟"
لدرجة انهم بقوا يعلموا الناس ف المدن الكبيرة لما تقع ف مصيبة وتحتاج مساعدة، بلاش تصرخ وتقول "ألحقوني" لأن محدش هيعبرك.. أصرخ وقول "حريق!" لأن دي الحاجة اللي بتخلي الكل يتحرك..
طبعاً الإسقاط بتاع القصة دي على واقعنا وشارعنا المصري مش محتاج شرح زيادة..
وكالعادة هقول الكلمتين "المثاليتين" بتوع كل مرة اللي على الرغم من استحالة تطبيقهم ظاهرياً، إلا إني ولسبب ساذج مجهول مؤمن بتحقيقهم يوماً ما:
نربي أولادنا على كراهية النطاعة وقيم المروءة والنخوة والشهامة أرجوكم.. أرجوكم ..
انا اول مرة سمعت عن التجربة دي اتأثرت جدااا و اتعلمت أبادر بالمساعدة على قد ما اقدر لأن فعلا كله هيقول غيري هيساعد و في الاخر محدش بيساعد .. غير إن ممكن الإنسان نفسه يقع في يوم ومحدش يساعده .. لو مابدأش هو بتحريك عجلة الكارما و بدأ بمساعدة غيره .
قضيه تستحق المناقشه ومحتاج ارائكم فيها