المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَعَوّذوا بالله من النفاق


عطاء دائم
11-10-21, 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تَعَوّذوا بالله من النفاق :

- عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو يَقُولُ:
(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَالْقَسْوَةِ وَالْغَفْلَةِ وَالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ وَالْجُنُونِ والبرص والجذام وسيىء الأسقام)

[تحقيق الشيخ الألباني رحمه الله ]

صفات المنافقين
( من كتاب طريق الهجرتين ج١ ص٤٠٤-٤٠٦ )

قال الإمام ابن القيّم رحمه الله :

ومن تأمّل ما وصف الله به المنافقين فى القرآن من صفات الذم ، عَلِمَ أنهم أحق بالدرك الأسفل

فإنّ الله وصفهم بمخادعته ومخادعة عباده

ووصف قلوبهم بالمرض وهو مرض الشبهات والشكوك.

ووصفهم بالإفساد فى الأرض وبالاستهزاءِ بدينه وبعباده، وبالطُغيان، واشتراءِ الضلالة بالهدى
والصمم والبكم والعمى والحيرة
والكسل عند عبادته،
والزنا
وقلة ذكره،
والتردد- والتذبذب- بين المؤمنين والكفار، فلا إلى هؤلاءِ ولا إلى هؤلاءِ،
والحلف باسمه تعالى كذباً وباطلاً
وبالكذب
وبغاية الجبن،
وبعدم الفقه فى الدين وبعدم العلم،
وبالبخل،

وبعدم الإيمان بالله واليوم الآخر وبالرب،
وبأنهم مضرّة على المؤمنين ولا يحصل كلهم بنصيحتهم إلا الشر من الخبال والإسراع بينهم بالشر وإلقاءِ الفتنة، وكراهتهم لظهور أمر الله، ومحو الحق،

وأنهم يحزنون بما يحصل للمؤمنين من الخير والنصر، ويفرحون بما يحصل لهم من المحنة والابتلاءِ،

وأنهم يتربّصون الدوائر بالمسلمين وبكراهتهم الإنفاق فى مرضاة الله وسبيله،

وبعيب المؤمنين ورميهم بما ليس فيهم فيلزمون المتصدّقين ويعيبون المؤمن الفقير الذي يتصدّق بالمال القليل ،
ويرمون المؤمن الغني الذي يتصدّق بالمال الكثير بالرياءِ وأنه يريد الثناء من الناس،

وأنهم عبيد الدنيا إن أُعطوا منها رضوا وإن مُنِعو سخطوا،

وبأنهم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينسبونه إلى ما برّأه الله منه ويعيبونه بما هو من كماله وفضله

وأنهم يقصدون إرضاءَ المخلوقين ولا يطلبون إرضاءَ ربّ العالمين

وأنهم يسخرون من المؤمنين،

وأنهم يفرحون إذا تخلّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكرهون الجهاد فى سبيل الله،

وأنهم يتحيّلون على تعطيل فرائض الله عليهم بأنواع الحيّل،

وأنهم يرضون بالتخلف عن طاعة الله ورسوله،
وأنهم مطبوع على قلوبهم، وأنهم يتركون ما أوجب الله عليهم مع قدرتهم عليه،

وأنهم أحلف الناس بالله قد اتّخذوا أيمانهم جُنّة تَقيهم من إنكار المسلمين عليهم، وهذا شأْن المنافق أحلف الناس بالله كاذباً قد اتّخذ يمينه جُنّة ووقاية يتّقي بها إنكار المسلمين عليه،

ووصفهم بأنهم رجس- والرجس من كل جنس أخبثه وأقذره- فهم أخبث بنى آدم وأقذرهم وأرذلهم وبأنهم فاسقون، وبأنهم مضرة على أهل الإيمان يقصدون التفريق بينهم، ويؤوون من حاربهم وحارب الله ورسوله، وأنهم يتشبّهون بهم ويضاهونهم فى أعمالهم ليتوصّلوا منها إلى الإضرار بهم وتفريق كلمتهم، وهذا شأن المنافقين أبداً

وبأنهم فتنوا أنفسهم بكفرهم بالله ورسوله وتربّصوا بالمسلمين دوائر السوء، وهذه عادتهم فى كل زمان، وارتابوا فى الدين فلم يصدقوا به،

وغرّتهم الأمانى الباطلة وغرّهم الشيطان، وأنهم أحسن الناس أجساماً تعجب الرائى أجسامهم، والسامع منطقهم،
فإذا جاوزت أجسامهم وقولهم رأيت خشباً مُسَنّده، ولا إيمان ولا فقه، ولا علم ولا صدق، بل خشب قد كُسِيَت كسوة تروق الناظر، وليسوا وراءَ ذلك شيئاً،
وإذا عرض عليهم التوبة والاستغفار أَبَوْها وزعموا أنهم لا حاجة لهم إليها، إما لأن ما عندهم من الزندقة والجهل المُرَكّب مُغْنٍ عنها وعن الطاعات جملة- كحال كثير من الزنادقة-وإما احتقاراً وازدراءً بمن يدعوهم إلى ذلك

( من كتاب طريق الهجرتين ج١ ص٤٠٤-٤٠٦ )


SEO by vBSEO 3.6.1