المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبي؟


سُلحفة
11-12-21, 10:12 PM
قبل أسبوع من الآن في يوم الإثنين في الساعة 12 ظهرًا خرجت من الجامعة بحثًا عن اخي بعد نهاية دوامي الجامعي كان الشارع ممتليء بالسيارات وعلى يمين البوابة وقفت مجموعة صغيرة من الرجال ومن الواضح ان كل منهم ينتظر اخته او ابنته، لفت إنتباهي رجل من بينهم كان صادًا عني بظهره محدثًا شخصَ أمامة، رأيت في ذلك الرجل ابي الذي فقدته من سنين اقتربت اكثر وانهلت علي كل ذكرياتي القديمة دفعه واحده، ومرت من بينها تلك الخدعة الطفولية التي كنت أرددها بصغري فقد كنت أقنع نفسي ان ابي يعيش بمكان ما لا يستطيع المجيء لنا ولكنه ليس ميت، سرت رجفة شديدة بجسدي وقفت خلف الرجل الواقف أمامي وأنا وبغير قصد مني كنت استعد لرؤيته ابي كان ظهره عريضًا وكان طويل القامة ولديه لحية كثيفة مثل ابي تمامًا، انهمرت دموعي طوعًا عني لتبوح بوجعها، حينها نطقت بصوت متهشم يفضح تردّد صاحبه (يبه؟)، التفت الرجل ولم ينطق، شعرت كما لو ان الدنيا اسودت بعيناي كما لو ان احدهم ضربني بقوه على رأسي، فَملامحه تختلف تماما عن ابي لم يكن هذا الرجل ابي، ابتعدت عنه بسرعه وعلامات الاستفهام واضحة عليه وعلى صديقه بجواره متأكده انه لم يفهم وظن أني ضائعة فقط لن يعلم حقيقة الامر، ابتعدت حتى غبت عن ناظريهم واختبئت بزاوية بعيد عن الأنظار، بكيت بحرقه كأنني علمت للتو بخبر وفاة والدي بكيت حتى ابتل غطاء وجهي، لم يوقظني الا إتصالات اخي العنيده فعدلت هيئتي واسرعت له وعندما سألني عن سبب حالتي الغربية اجبته اني سقطت بقوة فلم يعلق، مر اليوم ثقيلًا ومر الأسبوع أيضا وانا بكل يوم اتلفت بحثا عن ذلك الرجل لا اعلم لما اردت ان اراه فرؤيتة زعزعت جبلًا عظيمًا بداخلي لتُخرج كل تلك المشاعر والآلام التي كتمتها اسفله.

أعد النجوم
11-12-21, 10:16 PM
رحم الله والدك وغفر له وجمعك به في مستقر رحمته بعد عمر طويل لك يارب

نص راقي وجميل ومعبر


يختم ل 3 ايام مع التقييم والايك

عطاء دائم
11-13-21, 06:44 AM
نفتقد الغائبين كثيرا
ونقنع أنفسنا احيانا انهم لم يرحلوا
من كثرة الحنين إليهم
نراهم في ملامح البعض
كما ذكرتي غاليتي
رحم الله والدك ووالدينا وجميع اموات المسلمين
ربي يحفظك ويسعدك ويرزقك كل خير

نجمة
11-13-21, 04:42 PM
ما اعرف ايش ارد هنا ؟
مشاعرك لم اجربها ولن اجربها بإذن الله
انا ادعوا دائما أن يأخذ الله روحي قبل والداي
ولن يخيب الله رجائي
شكرا لمشاركتنا مشاعرك ، غفر الله لوالدك وجمعك به في الفردوس الأعلى يارب

أمَل
11-13-21, 09:58 PM
اسعد الله قلبك بكل سكينة الارض
لقد مر النص بداخلي كـ مرور الموقف لروحك
كنت أتمنى أن أقول..
أن الحزن سيزول والايام سَتشفي الأوجاع
ولكن الالم أكبر من أبجديات اللغة
فقد الأب بابٌ لايغلق من الحزن
مهما حاولنا..
الحياة عندما تنتزعُ الأغلى..
ولاتمنحنا فرصة التعويض..
تجعلنا في دائرة مغلقة من الرمادية
تجددها المواقف
جبر الله قلبك وقلبي
ورحم الله جميع الراحلين إليه

سُكّر.
11-13-21, 11:01 PM
الفقد وكأنك تفقدين جزء منكِ ونصفكِ الآخر يعيش على عتبات الطيف والذكريات

مؤلمٌ ماعشتيه ورأيتهِ هُناك
اوتعلمين مررت بنفس الموقف ان أرى من يشبه أبي تارة ذاهب الى المسجد
وتارة يغسل سيارته العتيقه، الغصه والصمت والتأمل هما سيدا الموقف!

سُلحفه اضم يدي بيديكِ واقول:
لنعش وكأنهم بالقرب منّا هم في مكانٍ ما حولنا
ولنتذكرهم بالدعاء والصدقه فهما مابقى لهم منّا كالدينِ علينا

رحمه الله وجعل مثواه الجنه وكذلك كل مفقود ويكون الباري بعون الفَقيد!

Amro seed
11-14-21, 08:39 PM
ما اقسى قلمك !!
وكانة سووط تجلدين به الضهور
وكأنك ملئتي حزن من رأسك الى اخمص قدميك
ولكني على يقين ان حزنك سيذهب وتبقى روحك النقية .محبة للحياة شغوفة بها ..
لوالدك الرحمة والمغفرة .ولك اجر الصبر والاحتساب
اتمنى لك السعادة

النايفه
11-14-21, 09:58 PM
ذاك هو الحنين ما أبشعه
كأنه أخطبوط يفتك بعقلك قبل قلبك

لا بأس ..
أروع مافي ديننا أنه يعطينا فسحة أمل عملاقه للُّقا
فالجنه موعدنا بإذن الله
مازلنا أحياء وقادرين أن نصل الراحلين بدعواتنا وصدقاتنا
إجتهدو على أمل اللقا بالآخره

جبر الله قلبك وكسرك
وعوضكم خيرا في الدنيا والآخره

عبد الله ظفيري
11-17-21, 12:34 PM
قبل أسبوع من الآن في يوم الإثنين في الساعة 12 ظهرًا خرجت من الجامعة بحثًا عن اخي بعد نهاية دوامي الجامعي كان الشارع ممتليء بالسيارات وعلى يمين البوابة وقفت مجموعة صغيرة من الرجال ومن الواضح ان كل منهم ينتظر اخته او ابنته، لفت إنتباهي رجل من بينهم كان صادًا عني بظهره محدثًا شخصَ أمامة، رأيت في ذلك الرجل ابي الذي فقدته من سنين اقتربت اكثر وانهلت علي كل ذكرياتي القديمة دفعه واحده، ومرت من بينها تلك الخدعة الطفولية التي كنت أرددها بصغري فقد كنت أقنع نفسي ان ابي يعيش بمكان ما لا يستطيع المجيء لنا ولكنه ليس ميت، سرت رجفة شديدة بجسدي وقفت خلف الرجل الواقف أمامي وأنا وبغير قصد مني كنت استعد لرؤيته ابي كان ظهره عريضًا وكان طويل القامة ولديه لحية كثيفة مثل ابي تمامًا، انهمرت دموعي طوعًا عني لتبوح بوجعها، حينها نطقت بصوت متهشم يفضح تردّد صاحبه (يبه؟)، التفت الرجل ولم ينطق، شعرت كما لو ان الدنيا اسودت بعيناي كما لو ان احدهم ضربني بقوه على رأسي، فَملامحه تختلف تماما عن ابي لم يكن هذا الرجل ابي، ابتعدت عنه بسرعه وعلامات الاستفهام واضحة عليه وعلى صديقه بجواره متأكده انه لم يفهم وظن أني ضائعة فقط لن يعلم حقيقة الامر، ابتعدت حتى غبت عن ناظريهم واختبئت بزاوية بعيد عن الأنظار، بكيت بحرقه كأنني علمت للتو بخبر وفاة والدي بكيت حتى ابتل غطاء وجهي، لم يوقظني الا إتصالات اخي العنيده فعدلت هيئتي واسرعت له وعندما سألني عن سبب حالتي الغربية اجبته اني سقطت بقوة فلم يعلق، مر اليوم ثقيلًا ومر الأسبوع أيضا وانا بكل يوم اتلفت بحثا عن ذلك الرجل لا اعلم لما اردت ان اراه فرؤيتة زعزعت جبلًا عظيمًا بداخلي لتُخرج كل تلك المشاعر والآلام التي كتمتها اسفله.

انه يا عزيزتي شدة الوجع والشوق
وخصوصاً انكِ كنتي تخدعين نفسكِ بأنه سيعود
لكن كوني على يقين أن لقائكم حتمي بأذن الله هنالك في الاخرة
فكلنا لها راحلون تباعاً ،
مسألة وقت لا أكثر
اعانكِ الله على مصابكِ الجلل
وألهمك صبراً كبيراً على هذا الوجع الذي يدمي القلب ويزلزل الخاصرة
لحروفكِ صدى جميل رغم الحزن والانين

مع تقديري وودي

عبد الله ظفيري
17/11/2021


SEO by vBSEO 3.6.1