المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذاك اليوم ..


سُلحفة
11-21-21, 03:42 AM
استيقظت صباح يوم الخميس على نداءات خالتي الهادئة لي فوجئت برؤيتها وامتلئت بالأسئلة فوجودها ليس آمرًا مألوفًا فبادرت هي قائلةً اننا اليوم سنذهب في رحلة جماعيه وان علي الإسراع للاستعداد ، شعرت ان الدنيا أزهرت بعيناي فهذه الرحلة لطالما كانت اقصى احلامي قفزت من السرير متجهة الى المغسلة وإذ بي المح زوجه خالي فوجئت أيضا ولكن كنا سنذهب في رحلة لذا وجودها طبيعي ، خرجت من دورة المياه نحو الصالة وإذا بخالتي تمسك باخي عبد الرحمن كما لو انه سيقع وتُتمتم بعبارات التحسر ولكن أخي كان صامتًا وعيناه شاحبتان تمامًا ، واذ انا أرى أختي الوحيدة تصرخ بملئ حنجرتها وتطبق الباب عليها بكل قوه ، مرت هذه اللحظات سريعًا فتبعت خالتي واخي لغرفة أمي فأنا لم ارها منذ استيقظت ، كانت الأمور بسيطة بالنسبة لي ولكل ماجرى فلم أعُره آي إهتمام حتى دخلت غرفة أمي وفي هذه اللحظة تغيرت الاحداث أختفت ابتسامتي تماما وتجمد جسدي عند تلك اللحظة كانت أمي جالسةً بانكسار وتذرف العديد من الدموع الصامتة كانت الدموع تتساقط من عينيها بصمت تام وبجوارها جدتي تمسك يدها بهدوء ، كانت رؤية أمي بتلك اللحظة وقعًا مهيبا بداخلي لتبقى صورة لا تختفي حتى مع مرور السنوات ، مر الوقت ثقيلا سريعا مر بشكل عجيب بتضارب تام بدأوا المعزين بالتوافد وأنا صامته بالكامل تنهل علي التعزيات والعديد من المسحات الحانية على رأسي وآنا أنتظر خروجهم وعودة ابي وانتهاء كل هذه المسرحية المخيفة ، في أحد غرف المنزل لمحت أخي الأكبر متكئا على الجدار فرحت جدا فانا لم اره منذ الصباح اقبلت نحوه وانا انوي التذمر من ما يجري بمنزلنا ، وقبل أن ابدا امسك بي بين أحضانه واخذ يبكي بكاء شديدًا حينها سرت رجفة بكامل جسدي انفجرت باكيه وانا لا اعلم مايجري وكأنني أعاتب هذا اليوم العجيب أخذ اخي يهديني ويعزيني ومما قاله ان والدنا ذهب لمكان افضل من هنا ، لم اكن استطيع خداع نفسي اكثر فكان هذا اليوم عزاء ابي وحبيبي ، بكيت بين يدي أخي حتى هدأت فذهب وتركني ، لا اعلم الوقت الذي بقيت فيه جالسةً مكاني ساعة ساعتين لا أعلم ولكني تلك المده الطويلة من التفكير لم افهم منها ابدا معنى فقدك يأبي لكن الحياه اشعرتني بمرارة فقدك عندما كبرت ، أبي هل تعلم متى اول مره بكيت فيها بحرقة عليك ؟ عندما ذهبت صديقتي برفقة والدها نهاية دوامنا المدرسي في كل مره اراها تركض نحوه فيستقبلها بابتسامة ويحمل حقيبتها عنها اجتاحني شعور غريب بالحزن والغضب وتساؤلات ترددت علي بعدها دومًا "لماذا ابي ميت ؟ لماذا هي لديها أب؟ ان كان ابي ميت لماذا لايموت جميع الاباء لماذا هو وحده ؟"منذ ذلك الحين وانا افكر بك ، ليتك كنت معي ، ليتك تركت لي ذكريات برفقتك ، ليتك لم تغادرنا مبكرا ، تغزو هذه الأسئلة رأسي في كل مره اشعر فيها بالحزن على رحيلك لكنني اسكتها في النهايه لأنك على اي حال لست هنا ولن يعيدك إلي التمني .
ومع مرور السنوات لاتزال تفاصيل ذاك اليوم تُرعبني جِدَّا ذاك اليوم المشئوم الذي خسرتك فيه يا نبراسي..

أعد النجوم
11-21-21, 04:05 AM
الله عليك نص جدا جميل رغم حزنه

اسأل الله ان يرحم والدك ويغفر له ويتجاوز عنه

وان يجمعك به في مستقر رحمته بعد عمر طويل لك يارب





يختم ل 3 ايام مع التقييم الايك

عطاء دائم
11-21-21, 06:52 AM
فعلا وجود الأب يجعل الحياة اجمل
هو السند بعد الله
هو الحضن الدافئ حين تباغتنا رياح الألم

السرد جميل بطريقته البسيطة والتي تجعل القارئ لا يمل ويتابع
ربي يرحم والدينا ووالدك وكل اموات المسلمين
ويحفظك ويرزقك الراحة والطمأنينة

تمرد ذكرى
11-21-21, 09:52 AM
الأب والفقد عمله متشابه وجرعة موجعه بالغياب الأبدي
ماصعب أقدارنا وماكتب لنا حينما يتجرع الروح احساس لايتقبلها القلب
جبر الله قلبك والهمك الصبر
فيبقى الدعاء هو الأفضل لأجله
حروف موجعه جدا ونزفت مشاعر ثقيله بقلبك
ربي يسعدك ويجبر بقلبك بفرحه تملئ احساسك
يعطيك العافيه

عبد الله ظفيري
11-21-21, 11:41 PM
رحم الله اباكِ عزيزتي سلحفة
وجعل مثواه الجنة
وعليكِ أن تبعدي تلك الوساوس وتسلمي أمركِ لله
لأنها ثغرة يدخل من خلالها الشيطان
بأن يجعلكِ تقولين لو أن كل الأباء يموتون !!
فقد قال الله تعالى (ولكل أمة أجل فأذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نؤمن بالقدر خيره وشره
لكي نربح الدارين بأذنه الله
وقد بشر الله الصابرين على مصائب الدنيا بالخير الكثير
وفقكِ الله وحفظكِ من كل شر
وفي نفس الوقت كان لنثركِ وطريقة الكتابة ابداع ووصف مميز
بوركتي ودمتي
مع تقديري

عبد الله ظفيري
21/11/2021

أميرة الغيم
11-22-21, 11:23 PM
أتفق مع رد الظفيري
مع لوعة الحزن
نصك جمييل


SEO by vBSEO 3.6.1