المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواسم الهجرة


الكابتن
01-01-22, 02:17 AM
ما من أحد مثلي يقترف بحقهِ الفقد إثمْ المسافات والغياب والخيبات المتوالية ويعود ليمشي بخطوط موازية تماماً لذلك المنحدر الطويل من فداحة الشعور وزوايا الإنتظار المنفرجة على الصّبر ,القائمة على الإحتمالات والتضرُع
ثم يبقى في دائرة مغلقة لا يخترقها جيل كامل من التوبات أو قانون مزعوم للشفاعة
حتى وُلِدتْ في صمتي نتيجة نهائية عن قناعة ممتدة بأن "لا حُبْ ينمو في فراغ قاحل" ويبقى هذا الضجيج المتصاعد من شغف الوجد وأرق الأحلام البائتة وإنحسار النبض عند أول خفوت للشوق
فوضى عارمة تصدح بالكآبة الممتلئة بكل ما يمنح هذا الخذلان قراراً نافذاً بالحزن الرجيم
قلبُكِ فقط هومشروع سعادة أُخرى يدشنه فّرح مهاجر يرتاد أجوائك على ظهر طائر فينيق يَهبُكِ
قسطاً يسيرًا من النشوة ثم يغادر حاملاً بأجنحته رسماً كاملاً لخارطه تشريحية بأدق تفاصيل القسوة الموحشة.. ويرحل في عينيه خوفاً من موسم الهجرة القادم ،الأحلام البريئة التي تنمو في آخر الليل لا تنتهي شفافيتها بالإستيقاظ , ولا تفقد رتابتها في التكهن ,ولا تعدو مقدار خطوة واحدة من تزيف حقيقة مُعقدة
بعد أن ينفلق الصباح تُشرق بلون آخر ونقاء آخر وطُهر جديد ..
ثمة حكايات عتيقة تتعرى لتستحم في ذاكرتي تدنو من شغبي , تطرق باب البوح المؤجل غير آبهة بما أقترفه لساني من مرارة الكتمان والخيبات المُتبرعمة على أطرافه
تقترب وأبتعد ثم تتبعني بكامل الفتنة التي عَهدتها في مُخيلتي كما السابق وأبهى تتسلقني فأُعاشرها على مضض

أُنجب منها أفكاراً تتناسل في الدرك الأسفل من الصمت , ثم تطفو على السّطح ..تمضي إلى حيث يشاء اليأس تصنيفها على مقاس الأمل في رؤيتي المغمورة بكِ
إنما هي تسعى مراراً لوأد أي فرصة حية تتبرأ من كتمان ذاك الحنين ،الذي يتفتح بين ضلوعها ويكبر ويترعرع باسم الحب الذي تُدنفه بالغرور كلما حانت لحظة الإفصاح عنه ..
يفضحها ذلك الإرباك الذي ينتحل صفة الغلو في شخصيتها النرجسية الكرستالية ،فتبدو أكثر إثارة من السابق ، عندما تقبض على البوح بِكلتا يديها وكأنها تخنقه دون أن تعلم بأن لهذا البوح
ألف مئذنةٍ ،يتسرب صوتها المبحوح منه،يتسلق تمردها طالباً الصفح ولا يدري بأي ذنبٍ قُتِل ..
الأحاديث القديمة لّم تّنتهي عند هذا المُنحنى الهزيل من الوجع , لا زال فيها إستقامة أُخرى للبحث عن التفاصيل الصغيرة ،المتسترة في جيوب الشوق والحنين ،ولا زلتُ أنا على قيدِ الإحتضار طالما تبقى في قلبي رصيد وافر من الحب يمنحني قِسطاً كافياً من الحُزن ..ليس أنا من يُقيم حفل عزاء فاخر على فواجعه ،ولستُ الزاعم بتنميق الخيبة وتغليفها بالكلمات اليتيمة وترويجها للمزايدة على تصنيعها في قوالب أكثر
الَّماً وتقديمها دافئه تلسعً بعضاً من حنينك البارد ..

أنا فقط ذلك الرجل الذي سار على شواطىء الحب خالعاً نَعليه إكراماً بما يليق بمقام بحر هذا العشق، ثم عاد يبحث عن حِذاؤه وبقي ثلاثون عاماً يمشي حافياً دون قلبه !



..,,

عدي بلال
01-03-22, 08:58 PM
القدير الكابتن

حُق لهذا النص أن يُصلب أبد الدهر على مدخل هذا القسم .. وأشهد

لغة سامقة، وتشبيهات تُدخل القارىء في دهاليز الوجع، لا يكاد يلتقط انفاسه، حتى تُغرقه السطور التالية، وتغويه بالغرق.
نص يغوص في جوانيات الشخصية، وضمير المتكلم يحشد التعاطف والتماهي مع الكاتب.. وأفكاره.
والخاتمة التي اخترتها كانت تلخص كل هذا الوجع.
بصراحة .. ما زلت منبهراً بما قرأت.


قلم يستحق المتابعة، ولغة تتباهى بأجمل حلتها أمام القارىء..
شكراً لك

تقييمي

كل التحية

الكابتن
01-04-22, 12:03 AM
القدير الكابتن

حُق لهذا النص أن يُصلب أبد الدهر على مدخل هذا القسم .. وأشهد

لغة سامقة، وتشبيهات تُدخل القارىء في دهاليز الوجع، لا يكاد يلتقط انفاسه، حتى تُغرقه السطور التالية، وتغويه بالغرق.
نص يغوص في جوانيات الشخصية، وضمير المتكلم يحشد التعاطف والتماهي مع الكاتب.. وأفكاره.
والخاتمة التي اخترتها كانت تلخص كل هذا الوجع.
بصراحة .. ما زلت منبهراً بما قرأت.


قلم يستحق المتابعة، ولغة تتباهى بأجمل حلتها أمام القارىء..
شكراً لك

تقييمي

كل التحية



أخي عدي أمتعني ردك كثيرا ولطف عباراتك وذائقتك المترفة
تدل على قارىء متذوق وكاتب انيق يستحق الإحترام والتقدير
شكرُا مليون


..,,

سيدهم
01-06-22, 01:59 PM
أنا فقط ذلك الرجل الذي سار على شواطىء الحب خالعاً نَعليه إكراماً بما يليق بمقام بحر هذا العشق، ثم عاد يبحث عن حِذاؤه وبقي ثلاثون عاماً يمشي حافياً دون قلبه !


هذا ثمن من يخالف الاوامر ايها الكابتن
مواسم رائعة خطها قلمك
دمت مبدعا ومحلقا لعشق فوق السحاب
تحياتي

سرااااب
01-06-22, 03:45 PM
كلمات روعه تبع من احساس متألم هناك من عمق الوجع
وكأن ذاك الحب.. ماهو الا سراااب نتبعه
ونظن اننا وصلنا وفي الحقيقه ماهو الا سراب
الواقع بات شحيح
جفت معالمه لم يبقى لنا الا رسم الحب على شاطي البحر
لتأتي الامواج
وتقلع ما رسمنا من احلام كانت …!
سلم احساسك
تحيه وتقدير ..؛


SEO by vBSEO 3.6.1