المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهر رمضان موسم تُضاعف فيه الأجور والحسنات


عطاء دائم
02-24-22, 07:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله الذي قال في كتابه العزيز:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة البقرة:183]،
والحمد لله الذي قال في كتابه المنزل: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [سورة البقرة:184].

والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، رسول الله، الرحمة المهداة، البشير والنذير وحامل لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، والشافع المشفّع يوم الدين، الذي قال: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته ......صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،

والحمد لله الذي فضل ما يشاء من الشهور بعضها على بعض، له الحمد في الأولى والآخرة، وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [سورة الفرقان:62].

فجعلها مستودعاً للأعمال الصالحة، وجعلها تتقلب وتتوالى لتكون خزائن لأعمال العباد، خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [سورة الفرقان:62].


شهر رمضان موسم تُضاعف فيه الأجور والحسنات

وهذه الشهور على رأسها شهر رمضان، والأشهر الحُرُم، وشهر الله المحرّم، وشهر شعبان الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وفضّل بعض الليالي والأيام على بعض، كما فضل ليلة_القدر والليالي العشر الأخيرة وأوتارها من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، فله الحمد سبحانه على ما عوّضنا من قِصر أعمارنا مواسم تُضاعف فيها الأجور، وتكفّر السيئات، وتُرفع الدرجات، فله الحمد على نعمه المنان الكريم .

ونحن عباد وظيفتنا طاعته، وظيفتنا عبادته، وظيفتنا التقرب إليه، خُلقنا لأجل عبادته.
نحن ينبغي علينا أن نطيع ولا نعصي ربنا ، وأن نعبده ونشكره، ولا نكفره ، أُمرنا بالتواصي بالحق والصبر، وأُمرنا بألا نظلم أنفسنا، ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [سورة التوبة:36].

شهرنا هذا وضيفنا، وهذا الشوق العظيم من قلوب المحبين وأفئدة المؤمنين لهذا الموسم الكبير، إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، إنه كلام الله، كلام الرب ، إنه الكلام الذي لو نزل على جبل لتدكدك، إنه الكلام الذي تتفطر منه قلوب المؤمنين فتنبت الأعمال الصالحة كما تنبت الأرض من هذا الماء النازل من السماء المبارك

وكذلك كتاب الله مبارك إذا نزل على القلوب أينعت وأثمرت بإذن الله، هذه المواسم الفاضلة الذكي من يغتنمها حقاً، والشقي من تفوت عليه، ولا يدري أنها حلّت ولا أنها ارتحلت.

أيها الإخوة والأخوات، إن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبداً، قال عمر بن ذر: "اعملوا لأنفسكم -رحمكم الله- في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله".

إن هذه الأيام التي سنقدم عليها، وهذا الشهر الكريم الذي سيحل بنا، إنه فعلاً ضيف يحتاج إلى استعداد، إنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات .

وأول ما نذكره نحن في هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟؛ لأن الله وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه احتساباً وإيماناً، إيماناً بفرضيته، واحتساباً بالأجر فيه، يحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، أن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، هذا الشهر الكريم الذي فيه الثواب والأجر، الذي فيه الطمع بمغفرة الرب وعندما يكون الرب أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله .

إننا نريد فعلاً أن نكون من المتقين، فإن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلاً السبب في فرضيته، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة البقرة:183].

هذا الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

هو التقوى، "العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر" هذه هي التقوى.


[ للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله ]


يتبع....

*** سُهيل ***
03-02-22, 10:10 PM
بوركتِ عطاء دائم

ربي يحفظك

عطاء دائم
03-03-22, 07:18 AM
بوركتِ عطاء دائم

ربي يحفظك

بارك الله فيك اخي
وجزاك خيرا
شكرا لك على جميل الحضور


SEO by vBSEO 3.6.1