المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة مـــــاذا بــعـد رمضــــــان


عطاء دائم
05-10-22, 05:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://www4.0zz0.com/2022/05/10/02/208289491.jpg


..أيامـاً معـدودات عشـناها فـي طاعة الله عزوجل ، أحسسنا فيها بلذة القيـام وجهد الصـيام ،
عجلنـا فيـها إلى الله عزوجل كان شعارنا فيها "
وعجـلت إليـك ربي لترضى "
كان نشـيدنا فيها " إنـي ذاهـب إلــى ربـي سيهـدين " ، وهكـذا أيام رمـضان تنـتهي سريعـاً لا يمر فيـها يوم إلا تبعه أيام والـسؤال :

لماذا لا تكون السنة كلها رمضـان ؟
القـــرآن يحـــذر..
.. يقـول الله تعالـى : "
ولا تـكونوا كالـتي نقضـت غزلـها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم " [ النحل :92 ]

يقـول صاحب الظلال :
فمثل الله من ينقض العهد مثل امراءة حمقاء ملتاثة ، ضعيفة العزم والرأي ، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة !
وكل جزئية من جزئيات التشبيه تشي بالتحقير والترزيل والتعجيب . وتشوه الأمر في النفوس وتقبحه في القلــوب وهو المقـصود .
وما يرضى إنسان كريم لنفسه أن يكون مثله كمثل هذه المرأة الضعيـفة الإرادة الملتاثة العقل ، التي تقضي حياتها فيما لا غـناء فيه !

ويحــذرنا أيضاً بقوله :
" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " [ الحج : 11 ]
.يقول صاحب الظلال :
والتعبير القرآني يصوره في عبادته لله " على حرف " غير متمكن في العقيدة ، ولا متثبت في العبادة ،

ويصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى . ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب .
النبي ﷺ يدعوا
دعانا النبــي ﷺ .. إلى الاستمرار علي الطاعة ، وكان النبي ﷺ .. عمله ديمة ،
ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها : هل كان النبيﷺ يخص يوماً من القيام ؟ فقالت : لا ، كان عمله ديمة .....

تابعونا

عطاء دائم
05-10-22, 05:48 AM
فعـلى خٌـطـى الحبيب ﷺ ســر...
وكـن علـى عـمل دائم حتى ينتهي سبـاقك.. ويأتيـك أجـلك ،
قال الحســن : " إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ، ثم قرأ "
واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "
-..بـل إن النبي ﷺ من خلال أحاديثه يدعونا إلى المبادرة والمسارعة إلى الأعمال الصالحة ،
➊فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :⇇ "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ▪،
يصبح الرجل مؤمناً ،
ويمسي كافراً ،
أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " . [ رواه مسلم ]
❷ويقول الإمام النووي :
معنى الوصية : الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والانشغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل المظلم لا المقمر ،
.. وذكر النبي ﷺ نوعاً من شدائد تلك الفتن ، ينقلب الإنسان هذا الانقلاب وهو أنه : يمسي مؤمناً ويصبح كافراً أو عكسه .
❸وتلك الفتن قد ذكرها النبي ﷺ في وصية أخرى مفصلة فقال : " بادروا بالأعمال ستاً :
① طلوع الشمس من مغربها
② أو الدخان
③ أو الدجال ،
④ أو الدابة ،
⑤ أو خاصة أحدكم
⑥ أو أمر العامة " . [ رواه مسلم ]
والمقصود بخاصة أحدكم هو الموت ،
والمقصود بأمر العامة هو يوم القيامة .
وْيُأْتٗي تًمَاُمٍه بالغد إَن شٓآء اّلَلَة تُعٌاٗلۤى
وٍا٘لٍحَمْد لّلٓه رٍب اُلٍعُاٗلٗمْيٌن

تابعونا

عطاء دائم
05-11-22, 06:44 AM
الثالثة....

⁉️فهل نحن كنا من أهل الصلاة والصلاح و الصيام و القيام ، وختم القرآن ، ومداومة الذكر ؟! ..
⁉️كم من فرق بيننا وبين من كان قبلنا٠٠٠؟!
فكان العام كله عندهم رمضان.. فإذا دخل عليهم ارتفعت الهمم فزادوا في القربات٠٠٠

لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون *بين الخوف و الرجاء* كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه٠٠
كانوا رضي الله عنهم يظهرون الأسى والحزن على خروجه (انتهاء رمضان)، ويحرصون على أن يوصي بعضهم بعضاً على الاستمرار في الطاعة على مدار العام؛ لأن كل الشهور عند المؤمن مواسم عبادة، بل العمر كله موسم طاعة٠٠٠
نعم ٠٠ انت لم تأتى لهذه الدنيا إلا لتعبد ربك حق العبادة وفقط (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)
خرج عمر بن عبد العزيز - رضى ﷲ عنه - في يوم عيد فطر فقال في خطبته

*أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم*

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول:
*من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه* أيها المقبول هنيئا لك ٠٠ أيها المردود جبر الله مصيبتك

وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان *يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ، ومن هذا المحروم فنعزيه*
هذا حال سلف هذه الأمة فما هو حالنا ؟


نتابع بإذن الله تعالى

عطاء دائم
05-11-22, 06:45 AM
ماذا بعد رمضان؟

الرابعة...

كنا قد توقفنا امس مع لمحه عن حال سلفنا الصالح ٠٠٠ فو والله إن حالنا لعجيب غريب فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟
هل دعونا كما دعوا؟
قال معلى ابن الفضل : كانوا يدعون الله *ستة أشهر* أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه *ستة أشهر* أن يتقبل منهم رمضان٠٠٠
وقال يحيى ابن كثير كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان ، وتسلمه مني متقبلاً يا رب الأنام٠٠
و إحدانا تعمل العمل القليل و لا تتقنه ولا تحسنه ، ثم تنصرف وحالها كأنها قد ضمنت القبول والجنة٠٠
علينا أن نعيش بين الخوف والرجاء ، إذا تذكرنا تقصيرنا في صيامنا وقيامنا خفنا أن يرد الله علينا ذلك٠٠
و إذا نظرنا إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجونا أن يتقبلنا الله في المقبولين٠٠
أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري٠٠٠
فإن الله عزوجل قال
*( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ* )
( هود 114)
وهذا من تمام الفضل والمنه
ما اعظمك ربنا
وما اروعك ديننا
والرسول صلى الله عليه وسلم قال *وأتبع السيئة الحسنة تمحها*
(صحيح)
⁉️هل وفينا بالمطلوب ؟

نتابع ان شاء الله

خفايا الطيف
05-11-22, 07:42 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا اخت عطاء
وكل عام وانت بخير
اسال الله الكريم ان يسخر لك كل الخير
فعلا مواضيعك مميزة
كل الشكر والتقدير لك

عسل أسود
05-11-22, 09:02 AM
جزاك الله خير عزيزتي وكتب الله اجرك

عطاء دائم
05-12-22, 07:57 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا اخت عطاء
وكل عام وانت بخير
اسال الله الكريم ان يسخر لك كل الخير
فعلا مواضيعك مميزة
كل الشكر والتقدير لك


اللهم آمين واياك اخي
شكرا على كرم الحضور
ربي يحفظك
كل عام وانت بخير وجميع احبابك

عطاء دائم
05-12-22, 07:58 AM
جزاك الله خير عزيزتي وكتب الله اجرك

واياكِ يا ب خير الجزاء غاليتي
شكرا لكرم مرورك

عطاء دائم
05-12-22, 08:00 AM
ماذا بعد رمضان؟؟

الخامسة

هل وفينا بالمطلوب ؟
تقوى الله هي الغاية المنشودة والدرة المفقودة*
قال جل في علاه
{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ }
( النساء 131)
وقال عليه الصلاة السلام
( اتق الله حيثما كنت ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠الحديث)
⁉️ماذا استفدنا من رمضان؟
⁉️هل حققنا التقوى وتخرجنا من مدرسة رمضان *بشهادة المتقين* ؟
⁉️هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟
⁉️وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟
⁉️هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
⁉️هل... وهل.....وهل ؟
اسئلة كثيرة تحتاج لإجابات لا يستطيع أن يجيب عنها إلا الشخص نفسه فليكن لك وقفه مع تلك الاسئلة مع نفسك!!!!!!!
فاطرحها انت على نفسك
واجب واعرف نفسك لتستعين بالله في اصلاحها فمازال امامك فرصة مادام قلبك ينبض بالحياة٠٠٠
كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : أوصيك بتقوى الله
التي لا يقبل غيرها
ولا يرحم إلاَّ أهلها
ولا يثيب إلا عليها
فإنَّ الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل
جعلني الله وإياكم من عباده المتقين
أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ، وربما أنك من المحرومين وأنت لا تشعر

نتابع بحول الله لنقف على بعض أخبار المتقين...

عطاء دائم
05-12-22, 08:04 AM
مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 6《

استمر بعد رمضان

معنى الاستمرار
ليس المطلوب أن تكون بعد رمضان تمامًا كما كنت في رمضان، فهذا من المحال، لكن
المطلوب حقًا والمقصود بالاستمرار بعد رمضان:
الهجران: أن تهجر كل حرام كنت مواظبًا عليه قبل رمضان من قول أو فعل.
الزيادة: أن تكون بعد رمضان خيرًا مما كنت قبله، فإذا كنت في مستوى طاعتك
زائدًا عما كنت عليه قبل رمضان فأنت ولا شك على الطريق الصحيح.
المواظبة: أن تواظب على قراءة القرآن لا أن تكون علاقتك به شهرًا واحدًا في العام،
وتواصل صيامك ليكون ثلاثة أيام من كل شهر أو كل اثنين وخميس من كل أسبوع،
وتعتاد استنشاق نسيم السحر بانتظام خاصة حين يضيق صدرك بالهواء الملوث الذي
غشى الناس.
مع الأصحاب الثلاثة:
الزم الصالحين:
شعارهم:
هيا بنا نؤمن ساعة
دورك معهم:
شاركهم مجالس الذكر وأعمال الخير وهداية الخلق..
تزاور معهم في الله وأحبهم فيه.
اتخذ منهم إخوانا مقربين تستشيرهم وتستنصحهم وتبثهم أسرارك وهموم.
وحذار من الغافلين:
شعارهم:
تعالوا نقتل أوقات فراغنا معًا..
دورك معهم:
مخالطتهم بحساب..
محاولة جذبهم إلى الطاعة.
مفارقتهم على الفور إذا انجروا ناحية العصيان.
وفرَّ من العصاة:
فر منهم فرارك من الأسد خشية أن يفترسوا إيمانك حين يوقعونك في ما
وقعوا فيه من الآثام.
دورك معهم:
أزل منكرهم فإن لم تقو على إزالته فزُل أنت عنهم، وإلا نالتك العدوى وسرى
إليك الوباء، وبهذا تفهم وصية حبيبك وطبيبك ﷺ:
« لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي » .

نلتقي على الخير ان شاء الله

عطاء دائم
05-14-22, 06:15 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 7《

أستمر بعد رمضان
حوافز الاستمرار العشرة
1. اطرق الحديد وهو ساخن:
لان قلبك.. حضر دمعك..
خشعت جوارحك.. انتسبت إلى العُبَّاد.. تأدبت مع رب العباد..
وصارت الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى لتدرك الهداية الدائمة وتحظى بكنزها
المنشود، والثمن: ثبات في شوال، وإكمال الستين يومًا إلى التسعين.
أخي.. إنما هو صبر أيام معدودات.. وصدِّقني بعدها العجب العجاب.. وظهور المعجزات وروعة التحولات وإعلان ميلادك الجديد .. صبر هذه الأيام التسعين يعني اللحاق بقطار المتقين..
إن طول فترة التغيير يؤدي إلى دوام التغيير وثباته.. وفرصتك اليوم قد لا تتكرر.. وإلا
فأخبرني:
من يضمن لك الحياة لا أقول لك إلى العام المقبل بل إلى الصفحة التالية من هذا الكتاب!!
من يفاوض ملك الموت عنك على تمديد أجلك وتأخير قبض روحك؟!
من أعطاك الأمان من نزول الموت الزؤام؟!
فالآن الآن يا أخي.. وإلا فإنما تقامر بعمرك!!
وصية ذهبية
أعظم المنافسة وأنفعها أن ينافس الإنسان نفسه، نفسه التي عرفها
في رمضان، فلا يكون في غده إلا أفضل من يومه، ولا يكون في
يومه إلا أفضل من أمسه.. تتنافس أيامه مع بعضها، وتتبارى
ساعاته كل ساعة مع أختها..

عطاء دائم
05-14-22, 06:16 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 8《

, فهم رسالة رمضان:
يتعامل كثير من الناس مع رمضان خارج إطار الزمن؛ فلا يصلونه بإخوانه من شهور
العام، ولا يرون أنه حلقة في سلسلة الزمان المبارك، فينظرون إليه على أنه مجرَّد فرصةٌ
لاكتناز الثواب والعبِّ من الحسنات، ويا ليتهم مع هذا يجتهدون في الحفاظ على ما
اكتسبوه منه، بل يسمحون للشياطين أن تسرق إيمانهم وتسطو على حسناتهم، فيرجعون
بالإفلاس آخر العام بعد أن كانوا أغنى الأغنياء أوله، ذلك أنهم ظنوا أن مهمة الشهر قد
انتهت بانتهائه، وهي بالكاد بدأت!!
قصة خسارة!!
ما أخوفني أن يشبه حال الناكص على عقبيه بعد رمضان حال الكفرة الذين وصفهم
ربنا في كتابه فقال:﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ٦١﴾ [المائدة: 61]
قال ابن كثير في التفسير: مستصحبين الكفر في قلوبهم، ثم خرجوا وهو كامنٌ فيها، لم
ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم، ولا نجعت فيهم المواعظ ولا الزواجر.
خرج المسكين من هذه الأيام المباركة مثل ما دخل .. سافر ليتجر فرجع بخفي حنين..
دخل موسم الهداية بمعاصيه وخرج بمعاصيه.. زاره رمضان آكلاً للربا والرشا ورحل
عنه كما هو .. نزل بها الشهر فارتدت حجابها مع كل تراويح ثم غادرها لتنزعه وكأنها
خرجت من حبس انفرادي مكثت فيه 30 يومًا!!
عاد السارق إلى جريمته.. والنائم عن الصلاة إلى غفلته.. وعاق والديه وظالم رعيته إلى
سابق عهديهما.
يا من عدت بعد مضي الشهر إلى سالف العصيان والغدر:
تمهَّل وشاور عقلك وعاطفتك تجدهما يخاطبانك ويهتفان فيك:
كيف تعود إلى سيئات طهَّرك الله منها!!
كيف تعاود معاصي محاها الله من سجلات سيئاتك!!
أيعتقك الله من النار فتعود إليها تقتحمها؟
أيبيِّض الله صحيفتك من الأوزار ثم تسوِّدها مرة أخرى بلا خجل أو اعتذار؟!
أتستبدل بالقرب بعدًا و بالحب بغضًا!!
ويحك!! أزُهدًا في الجنة أم رغبةً في النار؟!
وصية ذهبية
لا تعامل ربك معاملة التجار.. فتنشط في مواسم الأرباح فحسب!!

عطاء دائم
05-14-22, 06:17 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 9《

موسم اكتشاف المرض:
أخي القادم عبر رمضان..
عرفت عيبك.. علمت من أين أُتيت، ومن أي باب هجم عليك العدو، فهلا أعدتَ
تحصين دفاعاتك، وقد علَّموك أن التكرار يُعلِّم الأبرار..
وكأني أرى الشيطان يقهقه عاليًا حين يراك تتهاون في تناول جرعات الدواء بعد
رمضان، وهو يدرك جيِّدا أن جذور الفساد لم تستأصل، وزرع الشر المقتلع يوشك أن
يرتع من جديد!
أخي.. عرفت داءك في شهر الاستشفاء، لكن بقيت الخطوة الأهم.
هل خططت لدوام توبتك؟
أم أنها فورة حماسة وانتباهة نائم سرعان ما ترجع بعدها للسبات؟!
هل توبتك مشروع عُمرٍك أم أنه ذبابٌ حطَّ على أنفك سرعان ما يطير؟
اصدقني واصدق نفسك قبل أن تصدقني:
توبتك حال أم انفعال؟! حق أم خيال؟!
أتعامل توبتك كأنها صفقة رابحة.. تحتاج منك إلى تخطيط وإعداد وبذل وتضحيات
ووقت وعرق.. أم أنها لا تستحق؟!
التوبة أخي مشروع استثماري رائع يستحق المغامرة ولا خسائر فيه البتة، بل أرباح وأي
أرباح.. فهل جهلت الربح أم عرفته وزهدت فيه لتكون في كلتا الحالتين من الخاسرين؟!
لا تبتئس!!
لقد كان رمضان شمعة أضاءت لك ظلمات نفسك فأرتك إياها على حقيقتها، وعرَّفتك
عيوبك ونقاط ضعفك؟!فلا تبتئس مهما كثرت انتكاساتك وكثرت محاولاتك، بل تذكَّر
دائما كلمات طبيب القلوب ومستشارك في الثبات ابن القيِّم لتكون لك الدليل كلما تهت أو
فحقيقة التوبة هي: الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، « : انحرفت
.» والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل
وقد قطعت ثلثي المسافة في رمضان حين ندمت على الذنب وأقلعت عنه، والمنتظر منك
أن تقطع الثلث الأخير في شوال فتعزم على عدم العود إلى سابق العهد المرير، وتفوِّت
الفرصة على شيطانك الذي يكيدك لترجع من حيث بدأت، وتهدم ما شيَّدت وبنيت،
فإذا كنت من الأفذاذ وقطعت الثلث الباقي استقامت بذلك توبتك، وحُقَّ لنا أن نب كِّرش
عندها بما يُبدي نواجذك فرحًا وطربًا، وهو قول أبي سليمان الداراني حين سئل: أيرجعون
.» ما رجع من وصل، ولو وصلوا ما رجعوا « : عنه بعد ما وصلوا، فقال
بل وأزيدك فأقول: حتى لو رجعت إلى عصيانك، وتحكَّم فيه شيطانك حتى شكوت
صارخًا: تعبت وما استطعت.. حاولت وفشلت، فلا عليك لأنك تكون قد عرفت
الملجأ والملاذ، وجرَّبت الدواء وعرفت الشفاء، ولنقولن لك عندها ما قاله نبينا عن ربنا : مبشراً إيانا وإياك :.» إن الله لا يملُّ حتى تملوا «
وصية ذهبية
قد لا يشعر مطرود بالطرد، لأنه لا يجد ألم السوط إلا من له حس....

يتبع ان شاء الله

عطاء دائم
05-15-22, 06:32 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 10《

أجدى في الشفاء:

كان عمل النبي ﷺ ديمة، وأحب الأعمال إليه ما دوووِم عليه وإن قلَّ، ولهذا شرع
صيام ست من شوال، وكوفئ العبد عليها بأن كانت في الثواب كصيام الدهر كله.
قال رسول الله ﷺ: من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر .
قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، والسر من وراء هذا الثواب العظيم أفشاه الإمام المناوي حين قال: خصَّ شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق، فثوابه أكثر .
ولا يلزم في صيام أيام الست أن يكون متتاليا ولا أن يعقب يوم عيد الفطر مباشرة،
بل يمكن صيامها بعده متتابعات أو متفرقات، ولكن الأفضل أن تصام متتالية كما قال الإمام النووي.
أبشر يا صاحب الداء!!
السم الذي تسرَّب إلى قلبك يوشك أن يخرج..
المرض الذي أوشك أن يفتك بك سيزول عن قريب..
روحك التي كادت أن تزهق تحت وقع الخطايا وعلى يد شيطانك بدأت تعود..
نبض إيمانك يتسارع..
ضربات قلبك تعلو خوفًا من الوعيد وشوقًا إلى الحبيب..
دموع خشيتك تغسلك..
آيات قرآنك تطهِّرك..
السعادة تغمرك.
حلاوة الدواء ومتعة الاستشفاء في متناول يديك.
وما هذا إلا ببركة الاستمرار وصدق الإصرار على مواصلة المشوار.
ولا عجب.. فهذه بعض مكاسب ثورة التسعين!!
وأخيرًا..
وصية ذهبية
ما لم تقع إصابتك في مقتل فالعلاج يسير والشفاء ممكن.
ستُّ الكمال!!
وهذه نوايا أربعة إذا استشعرها قلبك كانت أيامك التي صمت من شوال غير ستة غيرك في الفضل والثواب:
١) جبر كسر الفريضة
عن حُريثِ بن قَبيصة قال: قدمت المدينة وقلت اللهم ارزقني جليسًا صالحًا، فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله ﷺ لعل الله أن ينفعني به، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء. قال الرب عز
وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك
فالست من شوال تقوم مقام النافلة في جبر كسر الفريضة، فكل ما خدش صيامك الرمضاني من حرام تجبره ست من شوال، ومن منا صيامه غير مخدوش؟!
فهي كصلاة السنن تُكمِل بها ما حصل في الفرض من خلل ونقص.
٢) شكر نعمة رمضان
شكر الصائم ربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وصيام ست من شوال هو شكر عملي من أصل نوع النعمة، فشكر نعمة الصيام يكون بالمزيد من الصيام وهو ما يكون بهذه الأيام الست.
٣)خطِّط لخاتمتك
ولك أن تنوي بمداومة صومك بعد رمضان أنك تخطِّط للموت صائ ،ًام فمن عاش على شيء مات عليه، والحديث المشهور عن ابن عباس قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فرأى رجلاً قد سقط من بعيره، فوقص فمات وهو محرم، فقال رسول الله ﷺ: اغسلوه بماء وسدر، وكفِّنوه في ثوبيه ولا تُخمِّروا رأسه، فإنه يُبعَث يوم القيامة يُلبي .
وكان ممن خُتِم له شهيدا صائما: عثمان بن عفان ، فعن ابن عمر أن عثمان أصبح يُحدِّث الناس قبل موته بيوم: رأيتُ رسول الله ﷺ الليلة في المنام، فقال: يا عثمان.. أفطر عندنا غدًا، فأصبح صائم وقُتِل من يومه!!
فإذا صادف أن يكون موتك يوم الجمعة أو ليلتها فهنيئًا لك ويا بشراك!! قال رسول الله ﷺ: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله عذاب القبر .
٤) نشِّط صيامك
فإذا جعلت من نوايا صومك أن صيام ست من شوال هو بمثابة جرعة تنشيطية لازمة لإطالة أثر الصيام الرائع، كان عملك أعظم أجرًا وصومك أعمق أثرًا، وكما يأخذ الطفل التطعيم ضد مرض من الأمراض، فكذلك هذه الجرعة الصيامية تجعل الصوم أقوى مفعولاً في تطهير القلب وإحداث التقوى.

عطاء دائم
05-15-22, 06:33 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 11《

قبول رمضان متوقف على ما بعده:

من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها أن يصلها بغيرها، وعلامة ردِّها أن يُتبِعها بمعصية، فهذه علامة القبول ونيل رضا رب العباد، وعلامة أن الله قبل كل مجهود بذلته في رمضان، وإلا كان عملك مردودًا وسعيك خائبًا.
كان رمضان بابًا من أبواب الخير التي فُتِحت لك، فإن اغتنمته بحق فتح الله لك أبواب الطاعات بعده، وإن انقطعت عما واظبت عليه في رمضان، فهذه علامة على أنك لم تنهل من رمضان كما ينبغي، فقيِّم نفسك اليوم، واعرف نتيجة سعيك الرمضاني بحسب حالك
بعده، واسمع عقوبتك يا مبدِّل نعمة الصوم كفرًا إذا ارتددت على عقبيك بعد رمضان:
قال ابن رجب:
فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل «من بدل نعمة الله كفراً » .
وصية ذهبية
تضيع رسالة الشهر المبارك هباءً إذا فاتتك صلاة الفجر أول أيام العيد!
كن عاقلاً
قال تعالى:﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتۡ غَزۡلَهَا مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٍ أَنكَٰثٗا﴾ [النحل: 92]
قال قتادة: فلو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق هذه! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده.
والنكث حقيقته نقض المفتول من حبل أو غَزْل، واستعير النكث لعدم الوفاء بالعهد،
كما استعير الحبل للعهد.
فمثل من ينقض العهد مثل امرأة حمقاء ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه،
وهو تشبيه يفيض بالتحقير والترذيل والتعجب، ويشوِّه الأمر في النفوس ويقبِّحه إلى القلوب، وهو مراد الله في هذه الآية، ليردع عباده عن هدم ما بنوه وإلا ضاعت أعمارهم في مالا فائدة فيه!
أخي..
إذا ذكرت ظمأ هواجرك..
وتعبك..
وكظم غيظك..
وترتيل آياتك آناء الليل وأطراف النهار طوال شهر كامل، فلا بد أنه سيشقُّ عليك أن تبدِّده، فأنت أعقل من أن تسكب اللبن على التراب، أو تنثر الجوهر في أكوام الطين!!
وصية ذهبية
جرعة حياء: ما آثر عليك أي شيء، وأنت تؤثر عليه كل شيء!!

عطاء دائم
05-16-22, 08:18 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان
》 12《

بلوغ شط الاستقامة:
وهي وصية الله لأول المستقيمين ﷺ حين قال له:﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما نزلت على رسول الله ﷺ آية هي أشدّ عليه من هذه
الآية.
ولأنها في سورة هود فقد قال النبي ﷺ : « شيبتني هود وأخواتها »
دعاء الاستقامة!!
وعلَّم النبي ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقول :(( قُل اللهم اهدنى وَسَدِّد واذكر بالُهدى هدايتك الطريق والسَّداد سداد السَّهم ))
أي وتذكر حال دعائك: الهداية والسَّداد، وتفصيلهما كما يلي:
• الهداية علم : (( اهدني))
فتفهم ما تقول وتتدبر ما تدعو به، وتدرك قربك أو بعدك عن الاستقامة، وتعرف جيدًا محطة الوصول، لأن هادي الطريق لا يضل عنه أو يزيغ، واستحضار هذا المعنى في قلبك يجعل الخشوع أقرب وإجابة الدعاء أرجى ورحمة الله أدنى.
• والسداد عزم وعمل : (( وسدِّدني ))
قال الراغب: والتسديد أن تقوم إرادته وحركته نحو الغرض المطلوب ليهجم إليه في أسرع مدة يمكن الوصول فيها إليه كما أن مُسدِّد السهم يحرص على تقويمه حتى يستقيم رميه ويصيب هدفه، وحين يتشرَّب قلبك هذا المعنى يكون عملك مفع بالعزيمة
وإرادتك متشبعة بالقوة، فيلبي الله طلبك ويجيب دعاك.
لا تتثعلب!
وحين يصل العبد الرباني إلى شط الاستقامة يعلم أن الله قد استجاب دعاءه الذي ردده سبع عشرة مرة في اليوم والليلة وفي أشرف المواضع: صلاته، حين قرأ في فاتحة الكتاب:
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ٦﴾
أما تكرار هذا الدعاء باللسان بلا استقامة أحوال وأفعال فهو كوعد المنافق.. لسان حلو وعمل مُر!
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعرِّف معنى الاستقامة ويحدِّد شروطها: أن تستقيم على أمر الله ولا تروغ روغان الثعالب..
وصية ذهبية
احذر شماتة الشيطان فيك!!

عطاء دائم
05-16-22, 08:19 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 13《

كنز محبة الله:
من حوافز استمرارك على الطاعة بعد رمضان ظفرك بكنز محبة الله، فإن المداومة على العمل الصالح من أعظم أسباب نيل محبة الله كما في الحديث
((ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه))
وإذا استمر العبد على الطاعة في شوال أحبه الله، وثمرات محبة الله لك لا تُحصى:
* هل يحرم الله عبدًا أحبه من شيء؟!
* هل يعذِّب الحبيب حبيبه؟!
* هل يؤثر غيره عليه؟!
* هل يشغله إلا في ما فيه نفعه وربحه؟!
* هل يريد منه غير صلاح دنياه وأخراه؟!

عطاء دائم
05-17-22, 06:45 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان
》 14《

إغاظة الشيطان:

ما رأيكم:
ملاكم كسب جولة وخسر أحد عشر جولة؟! أيكون قد فاز بالبطولة؟!
تاجر ربح شهرًا في العام وباقي شهوره خسران؟! أيكون رابحًا؟!
ما تقولون في طالب علم درس مادة واحدة من بين اثني عشر مادة؟!
أيجتاز الإمتحان؟!
هذا حال غير المستقيمين بعد رمضان، أترضاه لنفسك؟
أترضاه لأهلك؟! أترضاه لأي ممن تحب؟!
وكأني بالشيطان يهتف آخر ليلة من ليالي رمضان:
لا بأس علي أن تخرجوا من سلطاني شهرًا في العام ما دمتم ترجعون إلي في النهاية..
لا ضرر من دموع ليلة أو ليلتين، على أن يرجع الحال إلى ما كان عليه..
لست قلقًا من ثورتكم ما دامت ستخمد.. لست خائفًا من نور عما قليل ينطفئ..
من همة فائرة لأنها يومًا تموت!!
كان هذا هو لسان إبليس مستهزءًا، أما لساني أنا فيقول متحسراِّ:
أيها المتراجعون الهاربون.. يا من لا يثبتون على العهد وينكثون.. غفر الله لكم..
أدخلتم السرور على قلب عدوكم، وملأتم بالحسرة قلب نبيكم!!
هنيئًا لكم.. الصفقة الخاسرة!

عطاء دائم
05-17-22, 06:46 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان
》 15《

موسم الاكتشافات:

في رمضان اكتشاف القدرات ومعرفة الإمكانات، ولي تجربتان في هذا الميدان:
الأولى: أعرف مجموعة من المعتكفين عقدوا في ما بينهم مسابقة لحفظ سورة الحجرات،
وعدد آياتها ثمانية عشر آية، فحفظها أحد الشباب في ثمانية عشر دقيقة، وحينها اكتشف في نفسه قدرته الفائقة على الحفظ، فخرج من الاعتكاف عازمًا على حفظ القرآن، وأتم حفظه كاملاً في فترة وجيزة.
الثانية: حدثت معي شخصيًا حيث بدر إلى ذهني قبيل اعتكاف من اعتكافات رمضان أن أجهِّز ورقة يتدارسها المعتكفون، فلاقت بفضل الله القبول والثناء الحسن، وبدا لي أن أستفيض في شرحها بعد رمضان مستفيدا من الحوارات والنقاشات التي دارت حولها،
فكان نتاج هذا أن خرج إلى النور كتابي الأول: (سباق نحو الجنان) . بالطبع الكلام لمؤلف الكتاب ( 90 يوم ثورة ) لــ الدكتور خالد أبو شادي
والمراد هنا أنك في رمضان تتعرَّف على قدراتك، وبعد رمضان تبني على هذه المعرفة،
ففي رمضان عِلْمٌ بما حباك الله به، وبعد رمضان تنمية لهذه الإمكانات، ولذا كان شوال شهرًا حاسماً في اقتناص الفرصة واغتنامها قبل أن تنسى في زحام الأحداث ما ظفرت به من إدراك قواك.
وصية ذهبية
إذا وفقك لطاعة فأبشر: أول الغيث قطرٌ ثم ينسكب.

عطاء دائم
05-18-22, 07:06 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان
》 16《

الدعاء:

رباه..
كلما استقمت اعوججت..
كلما تقدَّمت تعثَّرت..
كلما علوت هويت..
فمتى نظرة من رضاك تنالني..
وتنتشلني إلى شط السكينة وتؤويني إلى واحة الإيمان؟!
وما أحوجك إلى الدعاء بكل ذرة من كيانك أن يرزقك الله الثبات، والدعاء المأثور الذي تلهج به كلما خفت التراجع والسقوط: يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك.
دعاء من هذا؟!
قال (............):
أيها الناس!! إني داعٍ فأمِّنوا..
اللهم إني غَليظ فلينِّي لأهل طاعتك ابتغاء وجهك والدار الآخرة.
وارزقْني الغِلْظة والشدّة على أعدائك وأهل الدَّعارة والنِّفاق، من غير ظُلم منّي لهم ولا اعتداء عليهم.
اللهم إني شحيح فسَخِّني في نوائب المعروف قَصْداً من غير سرف ولا تَبْذير ولا رياء ولا سُمعة، واجعلني ابتغي بذلك وَجْهَك والدارَ الآخرة.
الَّلهم ارزقني خفْض الجناح ولين الجانب للمؤمنين.
اللهم إني كثير الغفلة والنِّسيان فألهمني ذِكرك على كل حال، وذِكرْ الموت في كلِّ حين.
اللهم إني ضعيف عند العمل بطاعتك فارزقني النشاط فيها والقوة عليها بالنية الحسنةالتي لا تكون إلا بعزتك وتَوفيقك
هل عرفتموه؟
لقد كان هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب !!
وإذا كان حال من تفر منه شياطين الإنس والجن، فكيف بمن تتراقص بين يديه شياطين الإنس والجن؟!
وصية ذهبية
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، واعلم أنه إذا مضى شوال وقد فشلت فيه
في تنفيذ ما خططت له، فالنهوض بعده أصعب وأشق.....

عطاء دائم
05-19-22, 08:03 AM
سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 17《

يا ملك الموت!!
جاءه ملك الموت على غفلة.. لم يحسب أنه سيراه يومًا إلا بعد أن زاره، و بُرضِت الحُجُب
على عيون من حوله إلا عينه هو، ليرى ما لا يراه الحاضرون:
﴿فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ﴾
وعندها علا صراخه وسط الحجرة:
لا يا ملك الموت.. ارجع إلى ربك.. فاسأله...
ما بال المغفرة التي وعدني بها؟! والرحمة التي أطمعني فيها؟!
أتوسَّل إليك أيها الملاك ... استأذنه أن يمد عمري ساعة....
أُذل فيها بين يديه وأتوب..
أبكي على ما سلف من الذنوب..
أُكفِّر عصياني بطاعاتي..
أُبدِّد غفلاتي بحسناتي..
أُقبِّل يد والديَّ..
أردُّ المظالم إلى أهلها..
ومالي!! مالي الذي ألهاني وأطغاني.. أنخلع منه كله طاعة لله ورسوله, إذا كان هذا سينقذني من الجحيم.
اشفع لي عنده أيها المعصوم.. لعله يقبل عبده الجهول الظلوم..
أتوسل إليك.. لا تقبضني هذه المرة.. ولا على هذه الحال.. فإني أخشى ربًا شديد المحال..
يا من لم يعص ربه مرة.. ارحم من عصى ربه كل مرة.
أخبرني..
أرِح قلبي.. ما لي لا أذكر اليوم من حسناتي أي شيء، وأذكر من سيئاتي كل شيء؟!!
يا ملك الموت..
إن لم تكن ساعة فدقيقة.. وإلا فلحظة .. أجِّلني لحظة.. أخِّرني لأتقدَّم... أمهلني لأسبق.
نعم.. ما سمعتُ أحدا سأل مثل مسألتي هذه فأجيب.. ولا طلب الإمهال منك فأمهلته.. لكنني طامع في كرم ليس كأي كرم.. متوسل إليك بعفو الله العفو الرحيم..
الذي ما رد سائلاً ولا خذل راجيًا.
ثم كانت المفاجأة!!
أجيب إلى طلبه ومُدَّ له في العمر المهلة.. وصار حلمه حقيقة.. والمحال بالإمكان، فماذا
ستصنع في المهلة الجديدة والنعمة الفريدة؟
ليُنزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، وأنه استقال ربه « : قال العلاء بن زياد رحمه الله
فأقاله، فليعمل بطاعة الله .»

انتهـــاء السلسلة...
أسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وان يجعل هذا شاهدا لنا لا علينا...


SEO by vBSEO 3.6.1