المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساء الحب


لبلبوني
07-13-22, 09:08 AM
مساء الحب
اشتهيت أن أكتب وأنا رجل ذو اشتهاء أعني في المزاج وحتى لا يتفتق ذهنك عن باطنه وينتفخ فيتحول من مجرد متلقٍ صافٍ قصده إلى متوقد مدّهن بأنواع المزالق المزاجية والمزاج حين تغريه بفكرة أو برقصة أو باستذكار حدث قديم يتّقد كبلورة مجمرة يتسمر الجسد له ويطوّعه أعني المزاج لذا أعود أكرر الاشتهاء قد يكون في الغناء وفي الغذاء وفي الهواء وفي جميع أنواع اللألاء ويصنف علماء اللغة هذا اللغو أو التعبير البالغ في ألمه المتجاوز ضغثه راحة نفسية كالبالونة فيها من الهواء ما في القلب من امتلاء إذا غرزت في الغشاء المملوء غرزة خفيفة تشبه شكة رأس دبوس مسنن تحت قدمك فتخبط بركلة خاطفة من حولك تسمى في الكاراتيه اللكمة الخطافية من سرعتها تخطف معها جفن عين وتصلب شعر رأس ملفوف فكيف لهذه الفرقعة الهوائية ضربت الأسماع كما ضربت الآفاق مشرقا ومغربا وعلى كل حال كلمات الاشتهاء تنطفي عند انتهاء بقعة الصوت تلك بداية من انطلاق موجتها وترددها الصوتي لحين سكونها وكأنها موجة في وسط بركة ترقب توسع دوائرها الغرامية ولا أعرف كيف أصف الانتهاء من وصف الاشتهاء لكنها فاصلة في معانٍ كثيرة من معاني كلمات الحب هل قلت الحب ! فلو اخترنا كلمة الدواء من يتذوق مرارته يلعق حلاوته ولو بعد حين لكن الأمر ليس بالهيّن فقد يحتاج وقتا لاستشعار مفعوله وتسكين الألم في كل عضوٍ في الجسد ويقال في الطب إن العلاج نتيجة وحسب أي حبة البندول نتيجة تسكين الألم المجهول مصدره والمضاد نتيجة حتمية لإنهاء المسبب المرضي حتى وإن كان مستوطنا ومرئيا في أحد الأنسجة المهم ينتهي بالاختفاء كإشارة إلى مسبب مرضي خفي كالفيروس كائن ممرض سابح في فضاء البدن ولا يدللك على فتكه إلا إذا وخزك وخزة مشاعرية في ناحية من جسمك تماما كما يصيبك فيروس آخر يسمى ( الحب ) فتاك مفترس نتائجه فاضحة ترى سيلان خبره كما ترى سيلان الدم من فك مفترس لا تنفع معه مسكّنات لا تشبه نتيجته نتيجة حبة البندول ترى بعض دلائله متناثرة حولك من أرق وزهق وتشويش في التفكير مكار لا يستقر في ليل أو نهار دمعته حارقة كاحتراق الشموع ولسعتها كمخلب لم يسن للأكل لكن للتنبيش فلو افترضنا اجتماع متشاحِنَيْن في غرفة مغلقة كيف حالهما مع مرور الوقت أظن من يبدأ العراك يخسر هو هذا ما أعنيه الحب غمزة عين نعناعةٍ في الحبِّ من القشر إلى اللُّبِّ يا ويح قلبي إذا زيد في ألْهّبِّ ولا أعرف هل يجوز سياقي في اللغة إبدال فعل ألهَبَ إلى صفة ثم يعقبها حسرة وندامة وتبدأ أول علامة من علامات جلد الذات وتبدد الملذات وأظن أن القارئ الفطن استلهم شم رائحة اشتهائي لا سيما أن البشرية يشتهون دعك فانوس إبريق هذا الفيروس فترى شياطه وشياطينه تخرج من فوهته أدخنةً لا تُستدفئ بنارِهِ أطرافُ أصابعٍ في أجواء باردة أو تشتري لها معطفا من أجود أنواع الصوف هو لشطة من سوط ظهر على إثرها حزام ناري هكذا يسمونه في الالتهابات الجلدية أو لا بأس قشطة من بقرة راعية هادئة حُلبت ونتج عن حليبها زبدة وضعوها على صفيح زمن غابر ساخن إنما قاتل الله أشداقي طالما هزلتْ في الحياة فانتفختْ لها يوما أوداجي وخرجت عن إسارها نفسي فنبست من أحداقي نظرة بكاء لذنبي في الحب وأحسب أن الله تعالى يمدّهُ لي كما يمدّ لي من مال وبنين فلا شفاء ولا اكتفاء من آلامه ونحن فيه أي في الحب سواء لا نملك إلا الدعاء فقد انتهى حياء نساء هذا العصر .


محمد الشعلان

نمارق
07-14-22, 01:57 AM
مساء الحب



يعطيك العافية اخوي

أمَل
07-14-22, 01:19 PM
قرأت النص
وكان من أجمل ما قرأت
الوصف اكثر من رائع
طريقة وصف الحب
بين المرارة والعذوبة
كـ المرض الخفي
إلى أن تصل للاستفهامات
العالقة ع جدران الروح
كان لي شرف المرور


SEO by vBSEO 3.6.1