المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السكينة ....


عطاء دائم
08-02-22, 07:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدرس رقم 1⃣


نحن نعيش في عصر القلق والهموم و والأمراض النفسية ليس هذا لأهل الفقر بل من اهل الجاه والثراء ايضا
هذا عصر الحيرة ازداد العلم وازداد نسبة الانتحار .
والقلق ياأحباب يعتبر ثمرة من ثمرات ضعف الأيمان والبعد عن الله .

فالله يعطي الصحة ، والقوة ، والذكاء ، والمال ، والجمال للكثير من خلقه ، ولكنه يعطي السكينة لأصفيائه المؤمنين ،
والسكينة هي السمة الأولى للمؤمن ،
هذه السكينة ليس شرطها المال أو الصحة ،
يسعد بها الإنسان ولو فقد كل شيء، ويشقى بفقدها ولو ملك كل شيء.

الإيمان بالله و اليوم الآخر المصدر الوحيد للسكينة :

لا سعادة بلا سكينة، ولا سكينة بلا إيمان، وسكينة النفس هي المسئول الأول عن السعادة

إن هذه السكينة ينزلها الله على قلوب المؤمنين ، ليثبتوا إذا اضطرب الناس ،
وليرضوا إذا سخط الناس ، وليوقنوا إذا شكّ الناس ، وليصبروا إذا جزع الناس ،
هذه السكينة عطاء من الله ، يسكن إليها الخائف ، يطمئن عندها القلق ،
ويقوى بها الضعيف، ويهتدي بها الحيران ، وليرهم نموذجاً لما ينتظرهم من نعيم ، والأمن والأمان ،
في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، إنها جنة القرب ، إنها جنة السكينة ،
قال تعالى :
﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ ( سورة محمد )
أي ذاقوا طعمها في الدنيا .

ويقول ابن القيم :

أن في القلب شعثاً لا يلمُّه إلا الإقبال على الله ،
وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله،
وفي القلب حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله،
وفيه قلق لا يسكنه إلا الفرار إليه،
وفي القلب نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ، ونهيه ، وقضائه ، وقدره ، والصبر على ذلك إلى يوم لقائه ،
وفي القلب فاقة لا تسدها إلا محبته، والإنابة إليه، وصدق الإخلاص له.

تذكروا
ما من نعمة بدون السكينة إلا وتنقلب إلى نقمة ،
وما من محنة تحفها السكينة إلا وتكون نعمة ،
ينام الإنسان على الشوك مع السكينة فإذا هو حرير،
وينام على الحرير وقد أمسكت عنه السكينة فإذا هو شوك
ويخوض المخاوف والأخطار ومعه السكينة فإذا هي أمن وسلام
السكينة ياأحبه وجدها إبراهيم عليه السلام في النار ، ووجدها يوسف عليه السلام في الجب ،

ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت ،
ووجدها موسى عليه السلام في اليم ،
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حينما افتقدوها في القصور ،
ووجدها نبينا عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار ، ويجدها كل مؤمن آوى إلى ربه ،
قاصداً بابه وحده من دون كل الأبواب ،

يبسط الله الرزق مع السكينة ،
فإذا هو متاع طيب ورخاء وفير ،
ويمسك السكينة مع الرزق فإذا هو قلق وخوف ،
وقد يكون معه الحرمان ببخل أو تلف بإفراط واستهتار .

يمنح الله الذرية مع السكينة فإذا هي زينة الحياة الدنيا ، ومصدر فرح واستمتاع بالخلف الصالح ،
ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ، ونكد ، وشقاء ، وسهر بالليل ، وتعب بالنهار .

يهب الله الصحة والعافية مع السكينة فإذا هي نعمة وحياة طيبة ، ويمسك سكينته فإذا الصحة والعافية بلاء ،فينفق الصحة والعافية ، فيما يحطم الجسم ويفسد الروح .-

ويعطي الله الجاه والقوة مع السكينة ، فإذا هي أداة إصلاح ، ومصدر أمن ، ووسيلة للعمل الصالح ،
يمسك السكينة فإذا الجاه والقوة مصدرا طغيان وبغي ، ومصدرا حقد وكراهية .

سؤال.. هل السكينة من هبه من الله أم من كسب العبد ؟‼️

هذا ماسنتعرف عليه المرة المقبلة بإذن الله

عطاء دائم
08-02-22, 07:18 AM
الدرس رقم 2⃣

سؤال.. هل السكينة من هبه من الله أم من كسب العبد ؟‼️
منزلة السكينة من منازل المواهب لا من منازل المكاسب .
يعني المؤمن يعمل ,
والله سبحانه وتعالى يُكافئ , فالذي يأتي من الله ,
هذه منازل المواهب ،
والذي يأتي من كسب العبد من المكاسب .
مثلا
الاستقامة من المكاسب ،
تحرّي الحلال من المكاسب ،
مجاهدة النفس والهوى من المكاسب.
لكن السكينةُ من المواهب ، أنتَ تستقيم والله يُكرّم ,
التكريم مواهب والاستقامة مكاسب ،
أنتَ تغضُ بصركَ عن محارم الله ,
والله يوهبكَ حلاوةً في قلبكَ إلى يوم تلقاه .

من_تعريفات_السكينة :

من معاني السكينةِ .....,

(محاسبة النفسِ, ومُلاطفةُ الخلقِ, ومراقبة الحق)....

1⃣محاسبة النفس:
حاسِبوا أنفسكم قبلَ أن تُحاسَبوا, وزِنوا أعمالكم قبلَ أن توزنَ عليكم.والله سبحانه وتعالى أثنى على النفسِ اللوامة, إذا كُنتَ تُحاسب نفسك,
لماذا قلتَ هذا الكلام؟
لماذا وقفتَ هذا الموقف؟ لماذا عبستَ في وجه فُلان؟
لماذا سَخِرتَ من فلان ؟
لماذا دفعتَه بيدك؟
لماذا حرمتَ فُلاناً؟
لماذا أعطيتَ فُلاناً؟ .

ركزوا

((من حاسبَ نفسه حِساباً عسيراً, كانَ حِسابه يومَ القيامة يسيراً،
ومن حاسبَ نفسه حِساباً يسيراً, كانَ حِسابه يومَ القيامة عسيراً))
من اطمأنَّ في الدنيا خافَ في الآخرة،
من خافَ في الدنيا اطمأنَ في الآخرة.
((لا يجتمعُ خوفانِ وأمنان؛ إن خِفته في الدنيا طمأنكَ يوم القيامة، وإن لم تخفه في الدنيا أخافكَ يوم القيامة))

الحسن رضي الله عنه قال: إنَّ المؤمن واللهِ لا تراه إلا قائماً على نفسه.
يعني يُحاسبها، يسألها يُسيء الظنَّ بها .

2⃣ملاطفة الخلق، معاملتهم بما يُحبُّ أن يعاملوك به,
هذا المقياس من أروع المقاييس,
هذا القول الرائع لو طبّقه الناس, لأغلقت المحاكم أبوابها.
((عامل الناس كما تُحبُ أن يُعاملوك))
عامل هذا الموظف كما تحب أن تعامل،
عامل زوجة ابنكَ كما تُحب أن يُعاملَ ابنتكَ زوجها.
قال تعالى:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ َ
آية: 159]
﴿ولو كنتً فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك﴾

تجد الأب قاسياً مع أولاده, يظن نفسه مع قسوته, يجب أن يُحبه أولاده, لأنه والدهم، لا, لا يكفي أن تكونَ أباً حتى تُحب,
لا بُدَّ من أن تكونَ كاملاً حتى تُحب ، يحترمونك ولكن لا يُحبونك,
الحُب ليسَ بيدهم،
إذا كنتَ قاسياً، قاسياً في كلماتك مع أولادك ،
توبخهم أمام الآخرين، تستعلي عليهم، تُسكتهم، تُخزيهم أمامَ زوجاتهم مثلاً، وإذا كُنتَ أباً لهم, لا يُحبونك .
يجوز إذا كان ابنك مؤمناً, يخاف من غضب الله,
لذلك يُرضيكَ في ظاهره،
أما أنتَ لا تستطيع أن تملكَ قلوبهم إلا بكمالك .
خذوا هذه القاعدة:
الإنسان له قلبٌ وله قالب, مهما كنتَ قوياً, مهما كنتَ مسيطراً,
لا تستطيع أن تمتلكَ إلا القالب،
لكن كمالُكَ يجعلُكَ تمتلك القلوب، القلب لا يُمتلك إلا بالكمال

3⃣مراقبة الحق سبحانه وتعالى :

ومع الله بالمراقبة:
اعبد الله كأنكَ تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وللحديث عن معاني السكينة الممتعة بقية بإذن الله

عطاء دائم
08-03-22, 07:18 AM
السكينة

الدرس رقم 3⃣

من_تعريفات_السكينة
معاني السكينة

أنَّ السكينةَ نورٌ وقوةٌ وروح
1نورٌ يقذفه الله في القلب,
ترى به الحقَ حقاً والباطلَ باطلاً ويجعلكَ تُميزُ بينَ الحق والباطل،
وبينَ الهدى والضلال،
صاحب السكينة لا ينخدع صاحب السكينة لا يرى رؤيةً مشوشةً, بل يرى رؤيةً صحيحةً ودقيقةً .

-2 .. الروح توجب كمالَ اليقظة ،
توجب البعدَ عن الغفلة، توجب التأهبَ للقاء الله عزّ وجل،
عنده روحانية،اي عنده حياة ،
سريع التأثر ، سريع الاستجابة ، قلبه يقظ عن الخطأ في حياة .

3- والقوة توجب له الصِدقَ , وصحة المعرفة, ويقهر بهذه القوة داعي الغي والضلال .

ومن تعريفات السكينة أيضا:

: طمأنينةٌ في القلب , وسكونٌ في الجوارح .من الداخل ومن الخارج ،

هناك أشخاص يتقنون التمثيل ، يكون قلبهم في جناحِ طائر , ومع ذلك يضبطون أعصابهم الخارجية ،هذا ليس بسكينة
السكينة في حقيقتها ؛ سكونٌ داخلي وسكون خارجي ، راحةٌ قلبية وهدوءٌ في الأعضاء والأعصاب .

السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها,
وإذا نزلت علي الجوارح خشعت, واكتسبت الوقار,
وأنطقت اللسان بالصواب والحِكمة، وحالت بينه وبين قول الفُحشِ واللهوِّ والهجر, وكلِّ باطل .

قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما : كُنّا نتحدّثُ أنَّ السكينة تنطقُ على لِسانِ عمر وقلبه قال :
هذه السكينةُ إذا سكنت في القلب أنطقت اللسان بالحِكمة ،
أنطقت اللسان بالحقيقة .


يقول ابن عباس
((سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ, قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأحْزَابِ, وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ, حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ, وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ, فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ, وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا,
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا,
وَثَبِّتِ الأقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا,
إِنَّ الألَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا, وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا, قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا))

النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق ، في وقت الشِدة ، والمِحن ,
في وقت أصبحَ وجود الإسلام في خطر ،
كانَ النبي صلى الله عليه وسلم يحفر الخندقَ مع أصحابه ,
وقد وصلَ الترابُ إلى جلدة بطنه , وهو يرتجز بأبيات عبد الله بن رواحة .

لاحظوا :

المؤمن في سكينة،
المؤمن كالجبل الراسخ، المؤمن لا يفزع، لا ينهار، لا يخرج عن أطواره،
لا يُحطّم الأواني إذا غضب،
لا يدفع الأبواب،
لا ينطلق لسانه بالسُباب، المؤمن في سكينة، في حلم، وكادَ الحليمُ أن يكونَ نبيّاً، والحلم سيد الأخلاق .

طيب هل هناك آيات لو قرأناها تساعد على وجود السكينة؟

عطاء دائم
08-03-22, 07:19 AM
السكينة

الدرس رقم 4⃣

آيات_السكينة

1⃣-﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾

2⃣-﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[سورة التوبة

3⃣-﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾

4⃣﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[سورة الفتح )

5⃣-﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾[سورة الفتح الآية]

القاسم المشترك في كلِّ هذه الآيات ؟
هذه الآيات كلها :

أخبرَ سبحانه وتعالى عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين,.....
في مواضع القلق والاضطراب،
في مواضع الشِدة والخوف وفي مواضع المِحن
تأتي السكينة، فتجعل وقعَ هذه المصائب برداً وسلاماً.

يقول ابن القيم في "مدراج السالكين":
"كان شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – إذا اشتدَّت عليه الأمور قرأ آيات السكينة،
وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه:
لما اشتد عليَّ الأمر قلت لأقاربي ومن حولي:
اقرأوا آيات السكينة.
وقال ابن القيم أيضًا: "قرأت هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يَردُ عليه فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته".

عطاء دائم
08-04-22, 06:45 AM
السكينة

الدرس رقم5⃣

من كرامات صاحب السكينة :

سبحان الله نجده ينطقُ بكلامٍ دون تحضير،
دون إعداد، دون تخطيط.
فالقلب الذي أنزلَ الله عليه السكينة ,
ينطِقُ بكلامٍ عن غير فكرةٍ منه ،
يستغربه هو من نفسه ،
يقول : أنا في حيرة ،
والله تكلمتُ كلاماً ما أعددته , وليسَ في إمكاني أن أُعيده , فقد كانَ فتحاً من الله عزّ وجل ،
هذه من آثار السكينة ، ويستغربهُ هوَ من نفسه كما يستغرب السامِعُ له ، وربما لا يعلم بعد انقضائه بِما صدرَ منه .
لذلك:
لماذا فُلان يتكلّم فلا يؤثر، وفُلان يتكلّم فيفعل في النفوسِ فِعل السِحر؟
هذا هو الفرق، هذا الذي تكلّمَ عن دراسةٍ, ومطالعةٍ, وحِفظٍ, وتذكرٍ, وقراءةٍ, وذكاءٍ,
هذا الكلام ما أيّده الله بروحٍ منه،
أما الذي تكلّمَ عن سكينةٍ أودعها الله في قلبه,
وهي ثمرةٌ من ثمار إيمانه, واستقامته, وإخلاصه, وورعه, وتضحيته,،
هذا الكلام الذي ينطقُ به الثاني يودعُ الله فيه الروح، يودعُ الله فيه قوة التأثير،
سبحان الله......
قد تعجب، قد تجد الفصاحة، والبيان, والإتقان، ولا تجد التأثير،
وقد تجد التأثير مع شخصٍ أقلَّ فصاحةً، وأقلَّ عِلماً، ،
و هذا هو التفسير الوحيد للذين يؤثرون في الآخرين,
لأنَّ الله سبحانه وتعالى أنزلَ على قلبهم السكينة .
أحد أسرار أنكَ إذا التقيتَ بمؤمن تأنسُ به وترتاحُ لهذه الجلسة،

اسأل الناس إذا التقوا بمؤمن إيمانه كبير يسعدونَ بهذا اللقاء,
ما سِرُّ هذه السعادة؟‼️

أنَّ الله سبحانه وتعالى قذف في قلبه السكينة,
فإذا تعاملوا معه, أو جلسوا إليه, أو صاحبوه, سَرت إليهم هذه السكينة التي في قلبه،
لذلك قالوا: الصاحب ساحب,
لذلك قالوا: لا تُصاحب إلاّ من ينهضُ بك إلى الله حالك أو يَدُلّكَ على الله مقاله،
وهذا سِر السعادة بينَ المؤمنين،
هذا سِر السرور الذي ينجم عن لِقاء المؤمن بأخيه المؤمن .
عنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ:
((دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقِ الشَّامِ, فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا, حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاتَهُ, جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ, فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ, فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأحِبُّكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, فَقَالَ: أَاللَّهِ؟
فَقُلْتُ: أَاللَّهِ, فَقَالَ: أَاللَّهِ؟ فَقُلْتُ: أَاللَّهِ, فَأَخَذَ بِحُبْوَةِ رِدَائِي فجذبني إِلَيْهِ,
وَقَالَ: أَبْشِرْ, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ, وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ, وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))

نسأل الله سبحانه وتعالى

أن يُنزلَ على قلوبنا السكينة فهيَّ من ثمرات الإيمان .

عطاء دائم
08-04-22, 06:46 AM
السكينة

الدرس رقم 6⃣

قد تجد إنساناً فقيراً, مرتبته الاجتماعية في الدرجة السفلى،
قد يكون حاجباً, قد يكون إنساناً ضعيفاً فقيراً لا شأنَ له، مغموراً لا أحد يعرفه،
بيته صغير، زوجته فقيره ليست على جمالً،
دخله قليل،
فإذا تجلّى الله على قلبه بالسكينة, كانَ أسعدَ من ملوك الأرض،
هذا الذي قالَ عنه البسطامي أبو يزيد:
واللهِ لو يعلمُ الملوك ما نحن عليه من النعيم , لقاتلونا عليها بالسيوف, هذه السكينة .

هذا الذي قاله بعض علماء النفس: إنَّ الله يُعطي الصِحةَ والذكاءَ والمالَ والجمالَ للكثيرينَ من خلقه,
ولكنه يُعطي السكينة بِقَدرٍ لأصفيائه المؤمنين

" قد يكون الإنسان جميلاً لكنه شقيّ،
قد يكون ذكياً لكنه مُنحط، قد يكون قوياً لكنه لئيم، قد يكون صحيح الجسم لكنه مريض النفس،
يعطي الصحة والمالَ والذكاءَ والجمال للكثيرينَ من خلقه،
ولكنه يُعطي السكينةَ بِقَدرٍ لأصفيائه المؤمنين,
تكادُ تكون السكينةُ هي أكبر ثمرات الإيمان وهي التي توصلنا الى السعادة .

حتى الإنسان أحياناً: العاصي لو أنه تابَ إلى الله توبةً نصوح, يمنحه الله بهذه السكينة قوةً, يغلب بها شهوتهُ،
كانَ مغلوباً فصارَ غالباً، كانَ مقهوراً فصارَ قاهراً، كان ضعيفاً فصارَ قوياً، كانَ تبعاً لأهوائه, فصارَ يقودها وفق الحق .

وللحديث بقية بإذن الله

عطاء دائم
08-06-22, 06:53 AM
السكينة

الدرس رقم 7⃣

السكينة علامة اليقين

فالسكينة هي علامة اليقين والثقة برب العالمين،
تثمر الخشوع
وتجلب الطمأنينة،
وتلبس صاحبها ثوب الوقار في المواطن التي تنخلع فيها القلوب وتطيش فيها العقول،

انظر حاله صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وهو يقول:
"إنه ربي وإنه لن يضيعني"

ويوم أحد
عندما كُسرت رباعيته وجُرح في وجهه الشريف،

ويوم الأحزاب

عندما ربط الحجر على بطنه الشريف من شدة الجوع،
ينقل التراب.
وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول:والله لولا أنت ما اهتدينا .. ... ..
ولا تصدقنا ولا صلينافأنزلن سكينــة علينا .. ... ..
وثبت الأقدام إن لاقيناإن الألى قد بغـوا علينا .. ... ..
إذا أرادوا فتنـة أبينا"

والحقيقة

من طالع أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم في عسره ويسره لعلم أن السكينة هي
علامة رضا الله عن العبد،
وهي أيضًا تؤدي إلى الرضا بما قسم الله عز وجل، وتمنع من الغلو،
كما أنها من الأمور التي تُسكنُ الخائف وتُسلي الحزين
وفيها طاعة لله وتأسٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال تعالى في وصف المؤمنين يوم بيعة الرضوان: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح:18].
وقال تعالى عن يوم حنين بعد أن ولوا مدبرين: (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ) [التوبة:26].
هي وصف بلال وهم يضعون الصخر على ظهره في حر الظهيرة بمكة وهو يردد: أحدٌ أحد.

و مصعب بن عمير،
عندما تمتنع أمه عن الطعام والشراب حتى تموت ويُعير بها، فيأتيها بعد ثلاث ويقول لها:
لو كانت لكِ مئة نفسٍ فخرجتْ نَفسًا نفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء.
فأكلت وشربت،
وهذا هو شأنه رضي الله عنه وهو يهاجر إلى المدينة لتعليم أهلها الإسلام،
وهو يعيش شظف العيش راضيًا عن الله.
ثم وهو يموت ويردد قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران:144].
قال ذلك بعد أن قُطعت يمينه وشماله، وأجهز عليه ابن قمئة بحربة.

تمكنت السكينة من نفس خبيب بن عدي وقد أحاط به المشركون لقتله، فقام يصلي لله ركعتين، ثم قال:
اللهم إني لا أرى إلا وجه عدو، ولا أرى وجها يُقرئ رسولك مني السلام،
فأقرئه مني السلام، ثم لما قتل وقع وهو يردد:
ولستُ أُبالي حين أُقتل مسلمًا .. ... .. على أي جنبٍ كان في الله مصرعي ....

عطاء دائم
08-06-22, 06:54 AM
السكينة

الدرس رقم 8⃣

السكينة صفة الأنبياء

1⃣- موسى عليه السلام:

كالسكينة التي ألقاها الله على موسى عليه الصلاة والسلام حينما لحق به فرعون وجنوده ،
فقال بنو إسرائيل لموسى:
يا موسى إنا لمدركون، البحر من أمامنا، والعدو من ورائنا، فإلى أين المفر؟
قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [الشعراء:62]

السكينة وجدها موسى عليه الصلاة السلام حينما كلمه الله عز وجل، فلما أتى إلى تلك الشجرة التي وجد عندها النار، وقد تاه في الصحراء البعيدة، الظلماء المتسعة الأرجاء
قال له الله تعالى: فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً * [طه:11-16] فلما سمع

كلام الله عز وجل -وهو كلام عظيم- ألقي الله في قلبه السكينة، مع أن الله إذا تكلم بالوحي أخذت السماوات رجفة

2⃣إبراهيم عليه السلام:

سكينة الأنبياء وجدها إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حينما وُضع في فوهة المنجنيق، وقُذف به إلى النار فوجد في قلبه السكينة والطمأنينة، وألقى الله في نفسه الهدوء والراحة
حتى اكتفى بقوله: حسبنا الله ونعم الوكيل،
قال ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه:
[[حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل
ْوَكِيلُ[آل عمران:173]]]
فما عادوا يهتمون بأحد يجمع، أو يكيد، أو يحشد أو يستعد لهم، أو يحاربهم، حسبنا الله ونعم الوكيل،
قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال الله:
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69].

عطاء دائم
08-08-22, 07:30 AM
السكينة

الدرس رقم 9⃣


3⃣-سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

هذه السكينة سكينة الأنبياء وجدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما خرج من مكة مستخفياً فاراً بدينه إلى المدينة، ما معه إلا أبو بكر الصديق، فأووا إلى الغار هاربين مستخفين
فقال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
{والله يا رسول الله!
لو نظر أحدهم إلى نعله لرآنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما}
وقال الله تعالى: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا [التوبة:40]

فهذه السكينة التي وجدها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وهما في الغار وآمنا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه من حفظه الله فلا خوف عليه.

ووجدها صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وأحد والخندق، وفتح مكة وحنين، حينما كان الأعداء يكيدون له ويجمعون قوتهم،

كان الصحابة رضي الله عنهم يرون أن السكينة تنطق على لسان عمر.

روى أحمد في مسنده، عن وهب السوائي قال:
خطبنا علي رضي الله عنه، فقال لنا:
[[من خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟
قال: فقيل له: أنت يا أمير المؤمنين
قال: لا، خير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر،
ثم عمر رضي الله عنه، وإن كنا لنقول: إن السكينة تنطق على لسان عمر.]]

إذاً: عمر، القوي في الحق الذي يَفْرَق الشيطان من ظله، وإذا رآه قد سلك طريقاً سلك الشيطان طريقاً آخر، كانت السكينة تنطق على لسانه رضي الله عنه.
فليست السكينة ذلاً ولا تماوتاً ولا خضوعاً،
وإنما السكينة طمأنينة في القلب، وإيمان بالرب جل وعلا، وثقة به وتوكل عليه مع القوة والجراءة في الحق.

متى تتنزل السكينة ؟؟

عطاء دائم
08-08-22, 07:31 AM
السكينة

الدرس رقم 🔟

متي تتنزل السكينة
‼️

1⃣تتنزل في حال الصلاة :

جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

{إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا}(البخاري )

فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يركض الإنسان إلى الصلاة،
وأمر أن يأتي للصلاة وعليه السكينة؛ لأن العبادة ينبغي أن يقبل عليها العبد بهدوء وبسكينة وبطمأنينة نفس،

ولهذا جاء في البخاري، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه:
{أنه جاء والرسول صلى الله عليه وسلم راكع، فأسرع وقد حفزه النفس، ثم ركع ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة،
فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم سأل من الذي أتى وهو راكع؟
فقال: أنا يا رسول الله.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
زادك الله حرصاً ولا تعد}
لا تعد لمثل هذا وائت إلى الصلاة وعليك السكينة والوقار، فما أدركت فصل وما فاتك فاقض.

2⃣السكينة تتنزل في حال الذكر وفي مجالس العلم

كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة،
أنه قال:
{وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نـزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله تعالى فيمن عنده}.
فإذا تجمع القوم على قراءة القرآن؛ نـزلت السكينة من السماء على هؤلاء وغشيتهم رحمة الله عز وجل، ونـزلت الملائكة فحفت بهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم، تأنس بالقرآن وتستمع إليه من أفواه المؤمنين غضاً طرياً رطبا، كأنما أنـزل الآن.

3⃣- السكينة تنزل في عند قراءة القرآن،

كما في الصحيحين، في قصة أُسيد بن حضير رضي الله عنه - أنه كان ذات ليلة يصلي صلاة الليل في مربد، فقرأ سورة البقرة -وفي رواية أخري أنه قرأ سورة الكهف- وكانت الخيل مربوطة قريباً منه،
فقرأ ورفع صوته بالقرآن -
فجالت الفرس (تقبل وتدبر)، حتى خشي أن تفك رباطها، وكان ولده يحيى إلى جنبه -وهو طفل صغير- فخشي عليه من الخيل، فسكت عن قراءة القرآن فسكنت الخيل،
فعاود القراءة بعد ذلك، فجالت الفرس وبدأت تقبل وتدبر،
حتى خشي على ولده فسكنت،
فرفع صوته بالقرآن مرة أخرى، فتحركت الخيل وجالت حتى خشي على ولده فسكت،
ثم صلى فرفع رأسه إلى السماء،
فإذا مثل الظلة فوق رأسه، وإذا فيها أمثال المصابيح.
فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال له: يا رسول الله! إنه حصل البارحة كذا وكذا،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
{اقرأ يـا بن حضير اقرأ، قال: فقرأت يا رسول الله، فجالت الخيل حتى خشيت على ولدي يحيى فسكت، قال:
اقرأ أبا يحيى،
قال: قرأت يا رسول الله حتى خشيت على ولدي فسكت،
قال صلى الله عليه وسلم: تلك السكينة -وفي رواية: تلك الملائكة- تنـزلت لقراءة القرآن ولو قرأت؛ لأصبحت
ينظر الناس إليها، لا تتوارى عنهم}.

4⃣السكينة تتنزل في الإكثار من ذكر الله
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

5⃣أيضا في حالة ورع الأنسان عن المشتبهات
كما ورد في الحديث
(البر ما اطمئن اليه القلب وسكنت اليه النفس والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ).

6⃣الصدق في الحديث
كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم
(الصدق طمأنينة والكذب ريبة ).

أوتار الأمل
10-27-22, 03:46 PM
https://www.fekera.com/wp-content/uploads/2021/02/524-7.gif

عطاء دائم
12-31-22, 08:31 AM
https://www.fekera.com/wp-content/uploads/2021/02/524-7.gif

اهلا بكِ غاليتي
ممتنة لكِ هذا الحضور
ربي يحفظك

عطاء دائم
12-31-22, 08:33 AM
السكينة

الدرس رقم 1⃣1⃣


متى نحتاج إلى السكينة ؟؟

نحن نحتاج الى السكينة

-1 لدفع الشك في الإيمان بالله :

في حال الوساوس الشيطانية التي تعترض الإيمان وتشككه بربه عز وجل، أو باليوم الآخر أو البعث والنشور، فإن هذه السكينة هي التي تحفظ قلب العبد بإذن الله تعالى من الزيغ والضلال ، ومن الوساوس والخواطر، التي تداهم قلوب المؤمنين ولا يكاد يسلم منها أحد،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وقد شكوا إليه ما يجدون: {أوجدتموه؟
قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة

2- الحاجة إلى السكينة لدفع الوساوس
قلب العبد محتاج إلى السكينة من الوساوس التي تعترضه في الأعمال الصالحة، من صلاة وصيام وحج وعمرة وغير ذلك، فيحتاج إلى السكينة؛ ليدفع الوساوس التي تعترضه في الأعمال،
لئلا تتحول هذه الوساوس إلى هموم وغموم وأشياء تقلقه وتفسد عليه عبادته. وكم من إنسان يشتكي من الوسوسة في الطهارة أو في النية، أو في الصلاة أو في الصيام - أو في أي عمل من الأعمال الأخرى، كأعمال البيع والشراء والنكاح والطلاق وغيرها، فكثيراً ما يشتكي الناس من ذلك
وما هذا إلا لفقد السكينة في قلوبهم.
ومن يكون في قلبه سكينة، وفي روحه إيمان، وله ورد من الذكر وورد من القرآن، وإقبال على الله عز وجل فإن الله تعالى يحفظ قلبه بهذه السكينة من وساوس الشيطان التي تهجم على أعماله الصالحة فتفسدها.

3- الحاجة إلى السكينة حال الخوف
إن القلب قد يصيبه الخوف والهلع والفزع، فيفقد إيمانه بالله عز وجل وتوكله على الله، فيحتاج إلى السكينة حتى يزول هذا الخوف من قلبه،
ولهذا كان شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله يقول: كان يصيبنا الخوف، فنأتي إلى الشيخ الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وإنه لغير مكترث، وكأن الأمر لا يهمه في قليل ولا كثير، فلا نخرج من عنده إلا وقد امتلأت قلوبنا طمأنينة وسكينة وثقة بالله عز وجل.

فيحتاج القلب إلى السكينة والطمأنينة في حال الخوف،
سواء كان الخوف من غريب يطالبه بِدَين أم من عدو يخشى من بأسه ،
أو مرض أو غير ذلك،
الخوف هو من أعظم أسباب الأمراض النفسية التي أشرت إليها.
ولهذا يحكى في الأساطير: أن رجلاً مر من عنده الوباء،
فقال: إلى أين أنت ذاهب أيها الوباء؟
فقال: ذاهب إلى قرية كذا وكذا. أُمرت أن أقتل منهم خمسة آلاف.
فلما رجع مر من عند الرجل فقال له: من أين أقبلت؟
قال: أقبلت من قرية كذا وكذا،
قال: كم قتلت منهم؟
قال: خمسة آلاف،
قال: لا، بل قتلت منهم خمسين ألفاً
قال: لا، أنا قتلت خمسة آلاف
أما خمسة وأربعون فإنما قتلهم الخوف والوهم!!
فكثير من الناس يعيشون من خوف المرض
والعلاج هو الإيمان بالله عز وجل والثقة به والتوكل عليه.
والبقية تأتي بإذن الله

عطاء دائم
12-31-22, 08:34 AM
السكينة

الدرس رقم2⃣1⃣

متى نحتاج إلى السكينة ؟؟

نحن نحتاج الى السكينة

4- الحاجة إلى السكينة حال الفرح
لئلا يتجاوز هذا الفرح إلى ما لا يحبه الله،كما قال قوم قارون له إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76]
فالله عز وجل لا يحب الفرح الذي ينقلب إلى فسق وإلى فساد وإلى اعتداء،
وإنما الفرح المطلوب هو الفرح المعتدل لئلا يتحول فرحه إلى فرح يبغضه الله عز وجل .

5- الحاجة إلى السكينة في حال الألم
كم من إنسان يتلوى من شدة الألم والمرض الذي يعانيه،
ومع ذلك يضع الله السكينة في قلبه؛ فيصبح وكأنه يتقلب على فرش الحرير ، وفي أعظم نعمة؛
وذلك لأن الله تعالى متعه بنعمة السكينة في نفسه،
فأصبح مطمئناً إلى الله عز وجل واثقاً به راجياً ما عنده بخلاف أولئك الذين وهبهم الله العافية والصحة والمال والجاه والنفوذ والقوة،
ومع هذا كله تجد في قلوبهم من القلق والفزع والهلع ما ذكرت لكم.

6- الحاجة إلى السكينة عند أداء العبادة
لئلا تتحول عبادته إلى نوع من الاغترار والإعجاب بما وهبه الله عز وجل،
فكم من إنسان تحولت عبادته إلى ذنب يعاقبه الله تعالى عليه في الدار الآخرة، وذلك لأنه أدل على الله تعالى بعمله،
ورأى أنه قد عمل شيئاً يستحق به الجنة
، فعاقبه الله عز وجل على ذلك.
وليس هناك باب يدخل منه العبد على الرب، أعظم من باب الذل والانكسار والاعتراف بالذنب،
وفي الصحيح:
{أن رجلاً من بني إسرائيل، كان عابداً، وكان يأتي إلى رجل مسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي،
فيقول له: يا فلان، اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك
، فيقول له: خلّ
بيني وبين ربي -أي: دعني وربي- فغضب منه العابد
وقال: والله لا يغفر الله لفلان.
فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر له، فإني قد غفرت له وأحبطت عملك }.
فيا أيها العبد:
إذا كان لسانك الذي تذكر به ربك،
وجسدك الذي تستخدمه في طاعته،
وعقلك الذي تفكر به،
ومالك الذي تنفق منه، وكل ما بيدك، فإنما هو فضل من رب العالمين

فكيف‼️‼️ تدل على الله تعالى بشيء أعطاك هو؟!
فالعبادة التي وفقك الله إليها هي نعمة منه عليك تستحق منك الشكر؟!


اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين،
اللهم أنـزل السكينة في قلوبنا،
اللهم زدنا إيماناً على إيماننا،
ووفقنا إلى ما تحب وترضى،
واهدنا سواء السبيل،
واهدنا ولا تضلنا،
اللهم أصلح سرنا وعلانينتا وظاهرنا وباطننا،
وأصلح ذرياتنا ونياتنا وباطننا،
اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا،
اللهم تقبل منا القليل واغفر لنا الذنب الكثير يا حي يا قيوم يا قدير،
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

تم بحمد الله درس السكينة ...


SEO by vBSEO 3.6.1