المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطائف إبن القيم


غَيث
08-20-22, 10:45 AM
‏المعاص تصغّر النفس وتحقّرها!

ومن عقوباتها أنها تُصغّر النفس وتقمعها، وتدسّيها وتحقّرها، حتى تصير أصغر شيء وأحقره، كما أنّ الطاعة تُنمّيها وتزكّيها وتكبّرها؛ قال الله تعالى: ﴿قد أفلح من زكاها • وقد خاب من دساها﴾

📚الداء والدواء(ص ١١٨)

غَيث
08-20-22, 10:48 AM
‏وكلُّ شيءٍ تعلّق به وأحبه من دون الله فإنّه يسومه سوء العذاب
فكلّ من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار، فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل، فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته، والتنغيص والتنكيد عليه، وأنواع من العذاب في هذه المعارضات،‏فإذا سلبه اشتد عليه عذابه، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار.
��الداء والدواء(ص ١٦٦)

غَيث
08-20-22, 10:50 AM
‏وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها،ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة،ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها،فيصير نفس دوائها،ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها، فهواها مرضها،وشفاؤها مخالفته، فإن استحكم المرض قتل أو كاد.
��الداء والدواء(ص ١١٥)

غَيث
08-20-22, 10:51 AM
‏المعاصي تصرف القلب عن الإستقامة !

ومن عقوباتها: أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه، فلا يزال مريضاً معلولاً لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه، فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان، بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها، ولا دواء لها إلا تركها. ‏��الداء والدواء(ص ١١٥).‎

غَيث
08-20-22, 10:52 AM
‏المعاصي توقع الوحشة في القلب ..

ومن عقوباتها أنها*توقع الوحشة العظيمة في القلب،*فيجد المذنب نفسه مستوحشاً، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربّه، وبينه وبين الخلق، وبينه وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمَرُّ العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين،‏فلو فكّر العاقل ووازن بين لذة المعصية وما توقعه فيه من الخوف والوحشة، لعلم سوء حاله وعظيم غبنه، إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية؛ وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له.
��الداء والدواء(ص ١١٤)

غَيث
08-20-22, 10:53 AM
‏الطاعة هي حصن الأمان !

يقول ابن القيم:
فإن الطاعة حصن الله الأعظم، من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب، فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناً، ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر،‏إن حركت الريح الباب قال: جاء الطلب، وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب، يحسب أن كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصداً إليه، فمن خاف الله آمنه من كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء.
��الداء والدواء(ص ١١٤)

غَيث
08-20-22, 10:55 AM
‏المعاصي تزيلُ النعم وتحل النّقم

ومن عقوباتِ الذنوبِ: أنَّها تُزيلُ النّعمَ وتحلُّ النّقمَ، فما زالت عنِ العبدِ نعمةٌ إلا بذنبٍ، ولا حلَّت به نقمةٌ إلَّا بذنبٍ، ولا رُفعَ بلاءٌ إلا بتوبةٍ؛ كما قال*عليُّ بنُ أبي طالبٍ:*[ما نزلَ بلاءٌ إلَّا بذنبٍ، ولا رُفِع بلاءٌ إلَّا بتوبة] ‏��الداء والدواء(ص ١١٣)

غَيث
08-20-22, 10:56 AM
‏فالذنبُ إمًّا أن يُميتَ القلبَ، أو يمرضَهُ مرضاً مخوفاً،*أو يضعفَ قوَّتهُ، ولا بدَّ حتى ينتهي ضعفُه إلى الأشياءِ الثمانيةِ التي استعاذَ منها النبيُّ ﷺ وهي:*[الهَمُّ، والحَزَنُ، والعَجزُ، والكسَلُ، والجُبنُ، والبُخلُ، وضَلَعُ الدَّينِ، وَغَلَبَة الرِّجال]*وكلُّ اثنين منها قرينان.
‏��الداء والدواء(ص ١١٢)

غَيث
08-20-22, 10:57 AM
‏المعاصي سبب إضعاف سير القلب إلى الله
ومن عقوباتِها: أنها*تُضعفُ سيرَ القلبِ إلى اللهِ والدارِ الآخرةِ،*أو تُعوِّقُهُ أو تُوقِفُهُ وتقطعُهُ عنِ السيرِ، فلا تَدَعُهُ يخطو إلى اللهِ خطوةً، هذا إنْ لم تَرُدَّهُ عن وَجْههِ إلى ورائهِ،‏فالذنبُ يحجبُ الواصِلَ، ويقطعُ السائرَ، ويُنكسُ الطالِب، فالقلبُ إنما يسيرُ إلى اللهِ بقوَّتِهِ، فإذا مرض بالذنوبِ ضعفتْ تلك القوَّةُ التي تُسَيِّرُهُ، فإنْ زالَتْ بالكليَّةِ انقطَعَ عنِ اللهِ انقطاعاً يصعبُ تداركُهُ، والله المستعان.
��الداء والدواء(ص ١١٢)

غَيث
08-20-22, 10:59 AM
‏المعاصي سببٌ للخروج من دائرة الإحسان
ومن عقوباتِها: أنَّها*تُخْرِجُ العبدَ من دائرةِ الإحسانِ،*وتمنعُهُ ثوابَ المُحْسنين، فإنَّ الإحسانَ إذا باشرَ القلبَ منعهُ منَ المعاصي،‏فإنَّ مَنْ عَبَدَ اللهَ كأنَّهُ يراهُ، لم يكنْ ذلك إلَّا لاستيلاءِ ذكرهِ ومحبَّتِهِ وخوفهِ ورجائِهِ على قلبهِ، بحيثُ يصيرُ كأنَّهُ يشاهدُهُ، وذلك يحولُ بينه وبين إرادةِ المعصيةِ، فضلاً عن مواقعتِهَا،‏فإذا خرجَ منْ دائرةِ الإحسانِ فاتهُ صحبتُه وَرفقتهُ الخاصَّةُ، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التامّ.
��الداء والدواء(ص ١٠٩)

غَيث
08-21-22, 02:48 AM
‏المعاصي سببٌ في أسر الشّيطان وسجن الشهوات!

ومن عقوباتها أنَّ العاصي دائماً في أسرِ شيطانه وسجن شهواته، وقيود هواه؛ فهو أسيرٌ مسجون مقيّد، ولا أسير أسوأ حالاً من أسير أسرَهُ أعدى عدوٍّ له، ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة؛‏فكيف يسير إلى الله والدار والآخرة قلب مأسورٌ مسجونٌ مقيّد؟ وكيف يخطو خطوةً واحدة؟

📚الداء والدواء(ص ١١٩)

غَيث
08-21-22, 02:49 AM
‏فالعاصي يدسُّ نفسه في المعصية، ويخفي مكانها، يتوارى من الخلق من سوء مايأتي به، قد انقمع عند نفسه وانقمع عند الله، وانقمع عند الخلق!

��الداء والدواء(ص ١١٨)

غَيث
08-21-22, 02:51 AM
‏فيا من باع حظه الغالي بأبخس الثمن، وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه قد غبن، إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسَل المقوّمين!
فيا عجباً من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى، والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول ﷺ، وقد بعتها بغاية الهوان ‏��الداء والدواء(ص ١١٧)

غَيث
08-21-22, 02:52 AM
‏وأعظمُ العقوباتِ نسيانُ العبدِ لنفسهِ، وإهمالُهُ لها، وإضاعةُ حظِّها ونصيبها منَ اللهِ، وبَيْعُها ذلك بالغُبنِ والهوانِ وأبخسِ الثمنِ، فضيَّعَ مَنْ لا غنى له عنه، ولا عِوَضَ له منه،‏واستبدلَ به مَنْ عنه كلُّ الغنى ومنه كلُّ العِوَضِ:
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ .. وَمَا مِنَ اللهِ إِنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ
��الداء والدواء(ص ١٠٨)

غَيث
08-21-22, 02:53 AM
‏فترى*العاصِي مهملاً لمصالحِ نفسهِ مضيِّعاً لها، قد أغفلَ اللهُ قلبَهُ عن ذكرهِ،*واتَّبَعَ هواهُ وكانَ أمرُهُ فُرُطاً، قد انفرطَتْ عليه مصالحُ دنياهُ وآخرتِهِ، وقد فَرَّطَ في سعادتِهِ الأبديَّةِ، واستبدلَ بها أدنى ما يكونُ منْ لذَّةٍ؛ إنَّما هي سحابةُ صيفٍ، أو خيالُ طيفٍ،‏كما قيل:
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ .. إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَايُخْدَعُ
��الداء والدواء(ص ١٠٨)

غَيث
08-21-22, 02:54 AM
‏المعاصي سببُ نسيان الله لعبده
ومِنْ عقوباتِها: أنَّها تستدعِي نسيانَ اللهِ لعبدِهِ،*وترْكَهُ، وتخليتَهُ بينه وبينَ نفسهِ وشيطانِهِ، وهذا أهْلَكُ الهلاك الذي لا يُرْجَى معه نجاةٌ ‏قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾
﴿وَلا تَكونوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم أُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾
��الداء والدواء(ص ١٠٨)

غَيث
08-21-22, 02:55 AM
‏فعلى قدرِ محبَّةِ العبدِ للهِ يحبُّهُ الناسُ، وعلى قدرِ خوفهِ مِنَ اللهِ يخافُهُ الخلقُ، وعلى قدرِ تعظيمهِ للهِ وَحُرُماتِهِ يُعَظِّم الناسُ حُرُماتِهِ.
وكيف ينتهكُ عبدٌ حُرُماتِ اللهِ، ويطمعُ أن لا ينتهكَ الناسُ حرماتِهِ؟ ‏أم كيفَ يهونُ عليه حقُّ اللهِ ولا يهوّنُهُ اللهُ على النَّاسِ؟
أم كيفَ يستخفُّ بمعاصي اللهِ ولا يستخفُّ به الخلقُ؟
��الداء والدواء(ص ١٠٧)


غَيث
08-21-22, 02:56 AM
‏وربَّما اغترَّ المغترُّ، وقال: إنَّما يحملُني على المعاصي حسنُ الرجاءِ، وطمعِي في عفوهِ، لا ضعفَ عظمتِهِ في قلبي!
وهذا مِن مغالطةِ النَّفسِ؛ فإنَّ عظمةَ اللهِ تعالى وجلالَهُ في قلبِ العبدِ تقتضي تعظيمَ حرماتِهِ، وتعظيمُ حرماتِهِ يحولُ بينه وبينَ الذنوبِ، ‏والمُتَجَرِّئونَ على معاصيهِ ما قَدَرُوا الله حقَّ قدرِهِ، وكيفَ يُقدِّره حقَّ قدرهِ، أو يعظِّمهُ أو يُكَبِّرهُ، ويرجو وقارَه ويُجِلّهُ، مَنْ يهونُ عليه أمرهُ ونهيُهُ؟! ‏هذا من أمحلِ المحال، وأبْيَنِ الباطلِ.
وكفى بالعاصي عقوبةً أنْ يضمحلَّ من قلبهِ تعظيمُ اللهِ جلَّ جلالهُ، وتعظيمُ حرماتِه، ويهونَ عليه حقُّه.
��الداء والدواء(ص ١٠٧)


غَيث
08-21-22, 02:57 AM
‏المعاصي تُضعِف تعظيمَ الربّ
ومِنْ عقوباتِ الذنوبِ: أنَّها*تُضعِفُ في القلبِ تعظيمَ الربِّ*جلَّ جلاله، وتُضعفُ وَقَارَهُ في قلبِ العبدِ ولا بُدَّ، شاءَ أم أبى، ولو تمكَّن وَقارُ اللهِ وعظمتُهُ في قلبِ العبدِ لما تجرَّأ على معاصيه.
��الداء والدواء(ص ١٠٧)

غَيث
08-21-22, 02:58 AM
‏وبينَ الذنوبِ وبينَ قلَّةِ الحياءِ وعدمِ الغيرة تلازمٌ مِنَ الطَّرَفَيْنِ، وكلٌّ منهما يستدعي الآخَرَ ويطلبُهُ حثيثاً، ومَنْ استحيى مِنَ اللهِ عندَ معصيتِهِ، استحيى اللهُ مِن عقوبتِهِ يومَ يلقاهُ، ومَنْ لم يستحِ من معصيتِهِ لم يستحِ مِنْ عقوبتِه.
��الداء والدواء(ص ١٠٧)

غَيث
08-22-22, 06:05 AM
‏"غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد :
حلاوة الإيمان ولذته ،
نور القلب وصحة فراسته ،
قوة القلب و ثباته و شجاعته".
[الإمام ابن القيم ، إغاثة اللهفان ( ٧٦/١)]

غَيث
08-22-22, 06:06 AM
‏"إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم؛
لم يروا عملاً أفضل ثوابًا من الذكـر،
فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون:
ما كان شىء أيسر علينا من الذكر".
{الإمام ابن القيم الوابل الصيّب ص (١١١)}

غَيث
08-24-22, 06:31 PM
‏سورة الفاتحة هي فاتحة الكتاب ، وأم القرآن ، والسبع المثاني ، والشفاء التام ، والدواء النافع ، والرقية التامة ، ومفتاح الغنى والفلاح ، وحافظة القوة ، ودافعة الهم والغم ، والخوف والحزن ، لمن عَرف مقدارها، وأعطاها حقَّها.

ابن القيم

غَيث
08-24-22, 08:00 PM
‏دواء قسوة القلب..

يقول ابن القيم:
أن في القلب قسوةً لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى . وذكر حماد بن زيد عن المعلَّى بن زياد : أن رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوة قلبي؟ قال: أذبه بالذكر..


SEO by vBSEO 3.6.1