المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسوان


etc
08-30-22, 05:30 AM
قال الشاعر :


وَسَمتْ إلى الواحاتِ خَيلُكَ ضُمَّراً حتى انتَهَتْ قُدُماً إلى (أُسْوانِ)


في مطلعها قال :


كُفّي فأيسَرُ من مَرَدِّ عِنَاني ، وقعُ الأسنَّة ِ في كلى الفرسانِ
ليسَ ادّخارُ البدرة ِ النّجلاءِ من ، شِيَمي ولا مَنعُ اللُّهَى من شاني
هلْ للفتى في العَيشِ مِن مِندوحَة ٍ ، إلاّ اصطفاءُ مودّة ِ الإخوانِ؟
و إذا الجوادُ جرى على عاداتهِ ، فذرِ الجوادَ وغاية َ الميدانِ
لا أرهبُ الإعدامَ بعدَ تيقُّني ، أن الغِنى شجَنٌ منَ الأشجان
ملأتْ يدي دلوي إلى أوذامها ، و أعرتُ للعافي قوى أشطاني
و لقد سمعتُ اللَّهَ يندبُ خلقهُ ، جهراً إلى الإفضالِ والإحسانِ
و إذا نجا من فتنة ِ الدّنيا امرؤٌ ، فكأنّما يَنجو من الطوفانِ
يأبى ليَ الغدرَ الوفاءُ بذمَّتي ، و الذَّمَّ آباهُ كما يأباني

(إنّي لآنفُ أنّ يَميلَ بي الهَوَى ، أو أنْ يَراني الله حَيثُ نَهاني)

حِزْبُ الإمامِ منَ الوَرَى حِزْبي إذاعدّوا وخلصانُ الهدى خلصاني
لا تَبعَدَنَّ عِصابَة ٌ شِيعِيّة ٌ ، ظفروا ببغيتهمْ منَ الرَّحمنِ
قوْمٌ إذا ماجَ البرِيّة ُ والتَقَى ، خَصْمانِ في المعبودِ يختَصِمانِ
تركوا سُيُوفَ الهند في أغمادِها ، وتَقَلّدُوا سَيفاً منَ القرآنِ
عقدوا الحبى بصدورِ مجلسهمْ كمنْ ، عَرَفَ المُعِزَّ حَقيقَة َ العِرْفانِ
قد شرّفَ اللَّهُ الورى بزمانهِ ، حتى الكَواكبُ والوَرَى سِيّانِ
و كفى بمنْ ميراثهُ الدّنيا ومن ، خلقتْ لهُ وعبيدهُ الثَّقلانِ
و كفى بشيعتهِ الزّكيّة ِ شيعة ٍ ، و كفى بهم في البرّ من صنوانِ
عُصِمت جَوارِحهم من العدوَى كما ، وقيتْ جوانحهم منَ الأضغانِ
قد أيّدوابالقدسِ إلاّ أنّهمْ ، قد أونسوا بالرُّوحِ والرَّيحانِ
للّهِ درُّهمُ بحيثُ لقيتهمُ ، إنّ الكرامَ كريمة ُ الأوطانِ
يَغشَوَنَ ناديَ أفْلَحٍ فكأنّما ، يغشونَ ربَّ التّاجِ من عدنانِ
حيُّوا جلالة َ قدرهِ فكأنّما ، حيُّوا أمينَ اللّهِ في الإيوانِ
يردونَ جمّة َ علمهِ ونوالهِ ، فكأنَّهمْ حيثُ التقى البحرانِ
حُفّتْ بِهِ شفعاؤهمْ واستَمطَرُوا ، مِنْ جانِبَيهِ سَحائِبَ الغفرانِ
ورأوْهُ من حيثُ التَقَتْ أبصارُهمْ ، مُتَصَوَّراً في صورة ِ البُرْهانِ
تنبو عقولُ الخلقِ عن إدراكهِ ، وتكِلُّ عنهُ صَحائحُ الأذهانِ
تَستَكْبِرُ الأملاكُ قبلَ لِقائِهِ ، وتَخِرُّ حينَ تَراهُ للأذْقانِ
أبلغْ أميرَ المؤمنينَ على النَّوى ، قَوْلاً يُريهِ نَصيحتي ومكاني
إنّ السّيوفَ بذي الفَقارِ تشَرّفَتْ ، ولَقَلَّ سيفٌ مثلُ أفلَحَ ثانِ
قد كنتُ أحسبُني تَقَصّيتُ الوَرَى ، وبَلَوْتُ شِيعَة َ أهلِ كلّ زَمانِ
فإذا موالاة ُ البريّة ِ كلّها ، جمعتْ لهُ في السّرّ والإعلان
و إذا الذينَ أعدُّهمْ شيعاً إذا ، قيسوا إليهِ كعبّدِ الأوثان
نُضِحَتْ حرارَة ُ قَلبِهِ بمَوَدّة ٍ ، ضربتْ عليهِ سرادقُ الإيمانِ
وحَنا جَوانحَ صَدرِهِ مَملوءة ً ، علماً بما يأتي منَ الحدثانِ
يتبرّكُ الرّوحُ الزّكيُّ بقربهِ ، نُسْكاً ويُرْوي مُهجَة َ الهَيمان
أمُعِزَّ أنصارِ المُعزّ منَ الوَرَى ، والمُنزِلُ النُّصْابَ دارَ هَوانِ


بكَ دانَ ملكُ المشرقينِ وأهلهُ ، وأنابَ بَعدَ النّكثِ والخُلعانِ
و إنّا وجدنا فتحَ مصرٍ آخراً ، لكَ ذِكرُهُ في سالِفِ الأزْمانِ
فبعزمكَ انهدّتْ قوى أركانها ، وبقُرْبك امتدّتْ إلى الإذْعانِ
وطأتَ بالغاراتِ مركبِ عزّها ، والجيشَ حتى ذَلّ للرُّكبْانِ
فإليكَ ينسبُ حيثُ كنتَ وإنّما ، فخرُ الصُّلِيَ لقادِحِ النّيرانِ
عصفتْ على الأعرابِ منكَ زعازعٌ ، سفكتْ دمَ الأقرانِ بالأقرانِ
ما قرّ أعينُ آلِ قرَّة َ مذْ سقوا ، بكَ ما سقوهُ منَ الحميمِ الآني
وقبيلة ً قتّلتها وقبيلة ً ، أثكَلْتَها بالبَرْكِ في الأعطانِ
أخْلى البُحيرَة َ منهُمُ والبِيدَ مَا ، خسفَ الصّعيدَ بشدّة ِ الرجفانِ
فشغلتَ أهلَ الخيمِ عن تطنيبها ، وأسمتهمُ شرداً مع الظُّلمانِ


وَسَمتْ إلى الواحاتِ خَيلُكَ ضُمَّراً ، حتى انتهت قدماً إلى أسوانِ
قد ظاهَرُوا لِبَدَ الدّرُوعِ عليهِمُ ، وتأجموا أجماً من الخرصان


وغَدَوْا حَوالَيْ مُتْرَفٍ لا يَنثَني ، علماهُ عن إنسٍ ولا عن جانِ
فكَأنّ دينَكَ يوْمَ أرْدى كُفرَهُ ، أجلٌ بطشتَ لهُ بعمرٍ فانِ
وكأنّ أسرابَ الجيادِ ضحى وقد ، خفّت إليهِ كواسرُ العقبانِ
عطَفَتْ علَيهِ صدورَها وكأنّما ، عَطَفَتْ على كِسرَى أنُو شروانِ
وكأنّما البرّاضُ صبّحَ أهلهُ ، وكأنّ هجائنُ النّعمانِ
ظلت سيوفكَ وهي تأخذ روحهُ ، كالنّارِ تَلفَحُهُ بغيرِ دُخانِ
حكَّمت بسعدَ المشتري لكَ ساعة ٌ ، حكمت لهُ بالنّحسِ من كيوانِ
فأتَى جُيوشَكَ إذْ أتَتْهُ كأنّهُ ركضاً إليها طالب لرهان
فعَجِبتُ كيفَ تخالَفَ القَدَرانِ في ، عُقْباهُما وتَشابَهَ الأمَلانِ
رُعْتَ الأوابِدَ في الفَدافِدِ فجأة ً ، بعجارفِ الرّديانِ والوخدانِ
وتَعَوّذَ الشّيطانُ منكَ وكَيدُهُ ، لمّا ذعرتَ جزيرة َ الشيطانِ


سارتْ جيادكَ في الفلا سيرَ القطا ، يحمِلْنَ ظُلْماناً على ظُلْمانِ
ضمنّتَ صهوة َ كلّ طرفٍ مثلهُ ، وحملتَ سرحاناً على سرحانِ
في مَهْمَهٍ، ما جابَهِ الرُّكبانُ مُذْ ، طُرِدَتْ من الدّنيا بَنو مَرْوانِ
لو سارَ فيهِ الشَّنفرى فتراً لما ، حملتهُ في وعسائه قدمان
يجتبنَ كلّ ملمّعٍ بالآلِ ما ، للجِن بالتّعريسِ فيهِ يَدانِ
خضنَ الظّلامِ إليهِ ثمّ اجتنبهُ ، ومَرَقنَ من سِجفَيْهِ كالحُسبانِ
فأتينه من حيث يأمن غرةً ، من لامرىءٍ من دهره بأمان


كَم غُلْنَ من مُستَكبِرٍ في قَوْمِه ، متَمَنَّعٍ بالعِزّ والسُّلطانِ
أو في درُوعِ البأسِ من مُستَلْئِمٍ ، أو في ثِيابِ الخَزّ من نَشوانِ
باتتْ تحيّيهِ سقاة ُ مدامة ٍ ، فغَدَتْ تُحَيّيهِ سُقاة ُ طِعانِ
يهوي السِّنانُ إليهِ وهوَ يظنُّهُ ، كأسَ الصَّبوحِ على يدِ النَّدمانِ
ولكمْ سلبتَ بها عزيزاً تاجهُ ، وتركتَ فيها من عبيطٍ قان
ومُجَدَّلاً فوْقَ الثَّرَى ونَجيعُهُ ، و الرّوحُ من ودجيهِ مختلطانِ
وكمِ استبَحنَ وكم أبحنكَ من حمى ً ، وحقوفِ رَملٍ في معاطِفِ بانِ
و كواعبٍ محفوفة ٍ بعصائبٍ ، قد كُلِّلتَ بالدُّرّ والمَرْجانِ
و المسكُ يعبقُ في البرودِ كأنَّها ، زهرُ الرّبيعِ مفوَّفُ الألوانِ
لم يبقَ إلاّ السّدُّ تخرقُ ردمهُ ، فلقد أطاعكَ في الورى العصرانِ
وبَلغتَ قُطرَ الأرضِ بالعزْمِ الذي ، لم تُؤتَهُ الأفلاكُ في الدّوَرَانِ
و جمعتَ شملَ المتَّقينَ على الهدى ، وتألّفَتْ بكَ أنفُسُ الحيوانِ
فزكتْ بكَ الأعمالُ حقَّ زكاتها ، ونجَتْ بكَ الأرْواحُ في الأبدانِ
لوْ يقرنُ اللَّهُ البلادَ بمثلها ، ضاقتْ بعزمكَ والصَّبيرِ الدّاني
تندي بآلافِ الألوفِ إلى مدى ً ، يعيا على الحسّابِ والحسبانِ


يا سَيفَ عِتْرَة ِ هاشِمٍ وسِنانَها ، و شهابها في حالكِ الأدجانِ
لوْ سرتُ أطلبُ هل أرى لكَ مشبهاً ، لطلبتُ شيئاً ليسَ في الإمكانِ
كلُّ الدُّعاة ِ إلى الهُدَى كالسّطرِ في ، بَطنِ الكتابِ وأنتَ كالعنوانِ
أنتَ الحَقيقَة ُ أُيّدَتْ بحَقيقَة ٍ ، و سواكَ عينُ الإفكِ والبهتانِ
إنّي لأستَحيي منَ العَليا إذا ، قابَلْتُ ما أوْلَيتني بَعيانِ
أعْجَلتَ في يوْمي رَجائي في غَدٍ ، فكأنّني في جنَّة ِ الرِّضوانِ
ولبسْتُ ما ألبَستَني من نِعمَة ٍ ، فبها شكرتكَ لا بطولِ لساني


إني مدحتك إذ مدحتك مخلصا ، حتى إذا ما ضاقَ ذَرْعُ بَياني
كادَتْ تَسيلُ معَ المَدائحِ مُهجتي لوْلا ارتِباطُ النّفسِ بالجُثمانِ


SEO by vBSEO 3.6.1