المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علو الهمة وقيمة العلم


عطاء دائم
12-26-22, 08:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الدرس رقم 1⃣

العلم ياأحبة قوة هائلة ، ،
يعطيك العلم طاقة لا تقدر بحدود الزمان والمكان ،
يكسبك العلم علواً ومنزلة ،
ويمهد الطريق أمامك بالرفعة في الدنيا والآخرة

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾
[ سورة المجادلة : 11]
هيا بنا نرى ثمرات العلم مع هؤلاء الرجال العظام

1 – عطاء بن أبي رباح :
دخل سليمان بن عبد الملك الحرم ، ومعه الوزراء والأمراء والحاشية ، وقادة الجيش ، وكان حاسر الرأس ، حافي القدمين ، ليس عليه إلا إزاره ورداؤه ، شأنه كشأن أي حاج محرم من المسلمين ، ومِن خلفه ولداه ، وهما غلامان كطلعة البدر بهاء ، وما إن انتهى خليفة المسلمين ، من الطواف من البيت العتيق حتى مال على رجل من خاصته ،
وقال : مَن عالم مكة ؟
فقال : عطاء بن أبي رباح ،
قال : أروني عطاء هذا ، فالتقى به فوجده شيخاً حبشياً أسود البشرة ، مفلفل الشعر ، أفطس الأنف ، مشلولاً نصفه ، لا يملك من الدنيا درهماً و لا ديناراً ،
فقال سليمان : أأنت عطاء بن أبي رباح الذي طوق ذكرك الدنيا ؟
قال : هكذا يقولون ،
قال : فبمَ حصلت هذا العلم وهذا الشرف ؟
قال : باستغنائي عن دنيا الناس ، وحاجتهم إلى علمي ـاي
( أنا مستغن عنهم ، وهم محتاجون إلى علمي ،)
، وحاجتهم إلى علمي الذي انقطعت له ثلاثين عاماً ،
قال سليمان : لا يفتي في المناسك إلا عطاء .

وحدث بعد اللقاء الأول أن اختلف سليمان وأبناؤه في مسألة من مسائل الحج ، فقال : خذوني إلى عطاء بن أبي رباح ، فأخذوه إلى عطاء ، وهو في الحرم ، والناس متحلقون حوله ،
فأراد سليمان أن يجتاز الصفوف ـ خليفة المسلمين ـ ويتقدم إليه ، وهو الخليفة ،
فقال عطاء : يا أمير المؤمنين ، خذ مكانك ، أي ابقَ في مكانك ، ولا تتقدم الناس ، فإن الناس سبقوك إلى هذا المكان ،

فلما أتى دوره سأله المسألة فأجابه ، فقال سليمان لأبنائه : يا أبنائي ، عليكم بتقوى الله ، والتفقه في الدين " .
، فوالله ما ذللت في حياتي إلا لهذا العبد " .
خليفة المسلمين أكبر ملوك الدنيا يقول : " والله ما ذللت في حياتي إلا لهذا العبد .

انها ثمرات العلم ياأحبة

البقية تأتي باذن الله

أوتار الأمل
12-27-22, 06:57 PM
https://i.imgur.com/zt4NuO9.gif

عطاء دائم
12-28-22, 08:08 AM
https://i.imgur.com/zt4nuo9.gif

ممتنة لكِ هذا الحضور غاليتي
ربي يحفظك

عطاء دائم
12-28-22, 08:10 AM
علو_الهمة_وقيمة_العلم

الدرس رقم2⃣

2 – أبو حنيفة النعمان :

التقى أبو جعفر المنصور بأبي حنيفة ، فقال :
" يا أبا حنيفة ، لو تغشيتنا ، فقال أبو حنيفة :
ولمَ أتغشاكم ، وليس لي عندكم شيء أخافكم عليه ؟‼️
وهل يتغشاكم إلا من خافكم على شيء ؟ " .
يقول سليمان بن عبد الملك :
" فوالله ما ذللت في حياتي إلا لهذا العبد
" ، لأن الله يرفع من يشاء بطاعته ، وإن كان عبداً حبشياً لا مال ، ولا نسب ، ويذل من يشاء بمعصيته ، وإن كان ذا نسب وشرف .
ثم قال سليمان لأحد ولديه : يا بني ، هذا الذي رأيته يا بني ، ورأيت ذلنا بين يديه هو وارث عبد الله بن عباس الصحابي الجليل الذي أوتي فهماً في القرآن الكريم ، وكان موسوعة في كل العلوم ،
ثم أردف يقول : يا بني ، تعلم العلم ، فبالعلم يشرف الوضيع ، وينبه الخامل ، ويعلو الأرقاء إلى مراتب الملوك ،
لأن رتبة العلم أعلى الرتب ،
تعلموا العلم ، فإن كنتم سادة فقتم ، وإن كنتم وسطاً سدتم ـ أصبحتم سادة ـ وإن كنتم سوقة عشتم " .

3 – الحسن البصري :
مع والي يزيد :

مرة كان الحسن البصري عند والي البصرة فجاءه توجيه من يزيد ، يبدو أنّ هذا التوجيه لو نفذه والي البصرة لأغضب الله ، ولو لم ينفذه أغضب يزيد ، ونحاه عن منصبه ، كان عنده الحسن البصري ،

قال له : ماذا أفعل ؟ أجابه إجابة يجب أن تكون شعاراً لكل واحد منا ،
قال له : " إن الله يمنعك من يزيد ، ولكن يزيد لا يمنعك من الله " .

ياأحبة حتى في هذا العصر صُنّاع القرار من يأمرهم ؟
العلماء في كل اختصاص ، العلماء في العالم هم يملون على صنّاع القرار قراراتهم ،
فلذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ،
والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ،
فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ،
ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل .....

عطاء دائم
12-28-22, 08:15 AM
علو_الهمة_وقيمة_العلم

الدرس رقم3⃣

تابع – الحسن البصري :

مع الحجاج بن يوسف :

الحسن البصري قام بتأدية أمانة العلم ، وهي التبيين والتوضيح في عهد الحجاج ،
ويبدو أن أناساً نقلوا للحجاج ما قاله الحسن البصري ،
فغضب الحجاج ، وقال : يا جبناء ، يخاطب مَن حوله ، والله لأروينكم مِن دمه ، ثم أمر بقتله ،
وجاء بالسياف ، ومدّ النطع ، وطلب الحسن ليقطع رأسه في مجلسه ،
( من هاب الله هابه كل شيء ، ومن لم يهب الله أهابه الله من كل شيء ،)
فاستدعى الحجاج الحسن ، وجاء الجنود بالحسن البصري ،
فلما دخل إلى مجلس الحجاج الحسن البصري ، ورأى السياف واقفاً ، والنطع قد مد أيقن بالموت ، حرك شفتيه ، ولم يفهم أحد بماذا حرك شفتيه ،
فإذا بالحجاج يستقبله ، ويقول له : أهلاً بأبي سعيد ، أنت سيد العلماء ، ومازال يقربه ، ويقربه حتى أجلسه على سريره ، واستفتاه في موضوع ، وضيفه ، وعطره ، وودعه ،
صعق السياف ، والحاجب ،
فلما خرج تبعه الحاجب ، قال : يا أبا سعيد ، لقد جيء بك لغير ما فُعل بك ،
فماذا قلت لربك ؟
قال له : قلت : يا ملاذي عند كربتي ، يا مؤنسي في وحشتي ، اجعل نقمته عليّ برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .

4 – مع الشيخ بدر الدين الحسني محدِّث الشام :
يروي التاريخ أنه كان رجل في الشام من ألصق الناس بالشيخ بدر الدين الحسني ، وقد أراد السلطان العثماني أن يدعو هذا الشيخ الجليل شيخ الشام كلها إلى اسطنبول لحفل ،
أرسل له رئيس الوزارة الصدر الأعظم على بارجة من اسطنبول إلى بيروت ،
ومن بيروت جاء بالسيارة إلى دمشق ، ودخل على الشيخ ،
وقدم له دعوة السلطان لحضور الاحتفال ، 👈فمن شدة هيبة الشيخ قال له : أنا ما أرغب ،
قال : لا أرغب ،
انتهى الأمر ، لا يوجد أحد يراجعه ،
فعاد إلى استطنبول
بعد أسابيع ، وصل إلى إنطاكية صدر أعظم رئيس وزارة حاكمة ثلث العالم أن شيخًا في الشام لا يستجيب لدعوة السلطان ، خاف على منصبه ، فعاد ثانية ليأخذه بالقوة ،
عاد خلال أسبوع آخر ، ووصل إلى بيروت ، وانتقل إلى الشام ،
ودخل على الشيخ ، كان يصلي ، فلما سلم من صلاته قال له : أنت جئت مرة ثانية ، قال له : نسيت أقبل يدك سيدي ، هذا العلم ، هذا الورع ، هذه التقوى ، هذا حب الله عز وجل ، هذا الإيمان بالآخرة ،

بما نلت هذا المقام ؟ قال : باستغنائي عن دنيا الناس ، وحاجتهم إلى علمي .

البنت بالقناع
01-01-23, 06:16 AM
شكرا ع الموضوع


SEO by vBSEO 3.6.1