المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهمة رسمية


الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:04 PM
كعادتنا السنوية أقضي إجازتي السنوية مع أسرتي الصغيرة
في منطقة ( بوسطن ) الأمريكية ..
حيث لا زلنا نحتفظ بالسكن الذي أشتراه والدي لإكمال دراستي ..
تلقيت مكالمة من مقر عملي بأنه تم ترشيحي بالمهمة الرسمية في إنجلترا ..
وبدأت المهمة الرسمية
يوم الاثنين 24 مايو بدلا من 6 يونيو 2021
بدأت المهمة في رحاب مدينة الضباب ( لندن )
ناهيك عن عشرة أيام حجر مؤسسي …..
لا أعلم إن كان سيطبّق عليّ أم لا كوني ترددتُ كثيرا على بريطانيا في الفترة الماضية …
لأول مرة أكون وحيدة لا رفيقة ترافقني في رحلتي ولا قريبة ،،،
ربما أنا من تريد ذلك وإلا فالصديقات على مضض برهن الإشارة…

الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:06 PM
في مطار في مدينة بوسطن
كبرى حواضر ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية
واسمه الرسمي مطار الجنرال إدوارد لورانس لوقان الدولي تيمنا باسم الجنرال الأمريكي ادواراد لوجان
بما أن المهمة رسمية إذن لابد أن أركب طائرة الخطوط الجوية الكويتية
التي تقلني إلى مطار هثرو في لندن
حان موعد الدخول إلى الطائرة ….

يُتبع ..


.

الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:09 PM
الكل أخذ مكانه في الطائرة
وكعادتي في كل رحلة (سَفرَة )
بعد ربط حزام الأمان أفتح المصحف وأقرأ
حتى تقلع الطائرة وتستمر بالتحليق على الأقل 30 دقيقة
وبعد ذلك أبدأ بقراءة أي كتاب أقتنيه في هذه الرحلة.
أجلس قرب النافذة في مكان هادئ رُغم عدد المقاعد
الذي لا يتعدّى الاثنَيْ عشر مقعدا إلا أن عددنا لا يتجاوز أربعة ركاب.

الطائرة تستعد للإقلاع…
يُتبع

الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:13 PM
أثناء قراءتي لكتاب (الجواهري )
جاء أحدهم وجلس بالمقعد المجاور لي ..
الحمد الله أن هناك مسافة لا بأس بها بين المقعدين،
ألقى التحية فرددتُ بأحسن منها توقعت أن المسألة مجرد سلام فقط ..
لكن للأسف هذا الشخص الذي أراه للمرة الأولى هدفه الثرثرة فيما لايعنيه ..
هو أجنبي، عربي، لا أعلم، فأنا بليدة جدا في تحديد جنسية من يخاطبني ..
المهم أنّ لغته الأجنبية عالية جدا واللكنة أمريكية ليست إنجليزية.
سألني مَن أكون وإلى أين أتجه ولم أنا وحيدة لا أحد معي ووووإلخ من الأسئلة
التي لا أفهم حقيقةً لم يريد معرفةَ إجاباتِها كل ما قلت له :
بما أننا في نفس الطائرة فبالتأكيد مُتجهانِ لنفس البلد، أستأذنك
يجب أن أنهي قراءة هذا الكتاب أثناء رحلة الطيران.
وبدأت بالدعاء "يارب أبعد عني هذا الشخص"
( لله الحمد دائما وأبدا تُستجاب دعواتي ولو بعد حين)
ولكن تحديداً هذه المرة اُستجيبت دعوتي فورا ..
أشكرك وأحمدك يارب ،

ولكن كيف؟!

الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:15 PM
المضيفة الخاصة بمجموعتنا لمحت شخصا غريبا يجلس معنا - وهي تعلم أن عليها أن تخدم أربعة أشخاص في هذه الرحلة- سألته عن مقعده فأجابها أن مكانهُ بالدرجة السياحية، ولكنه لمح المقاعدَ خالية وذلك من خلف الستارة التي تفصل بيننا، فانتقلَ وجلس معنا، أخبرته المضيفة أن هذا ممنوع ويجب أن يلتزم بمقعده الخاص بالسياحية، ويمكن تغيير مقعده إلى مقعد آخر ولكن بنفس الفئة، لا أن ينتقل إلى درجة أعلى، وأيضا أخبرته إن كان يريد أن يكمل الرحلة في هذا المكان عليه أن يدفع مبلغًا مُعينًا، ولأنه رجل ستيني كما بدا لي، وأكبر من والدي أطال الله في عمره، تعاطفت معه، قائلةً: ممكن أساعدك في فرق الدرجة ((وأعمل لك أبقريت)) وأدفع عنك، لكن في فئة رجال الأعمال وافق فورا وشكرني، وبذلك ابتعد عني وأكملت رحلتي بهدوء.
باقي على الرحلة ثلاث ساعات وتهبط الطائرة

الْياسَمِينْ
01-11-23, 01:18 PM
هبطت الطائرة بمطار هثرو
بدأ القلق يراودني، يا إلهي
أكره كثيرًا الانتظار عند المكان المخصص لاستلام الحقائب
ودائما أحمل معي في الطائرة حقيبة تحمل من 7 إلى 10 كيلو
من الأشياء الضرورية جدا لأول يوم ، وبعد ذلك
أشتري كل ما ينقصني أثناء الرحلة
لكن هذه المرة فكرت بالحجر المؤسسي،
فلا بدأن أحمل معي حقيبة كبيرة نوعًا ما،
ومجبرة أن أعتمد على نفسي وأستلم حقيبتي بيدي،
بل وأدفع العربة بنفسي، هذ هو النظام في الدول الأوروبية
لا أحد يساعدنا:Chulo:

الْياسَمِينْ
01-11-23, 03:42 PM
نزلت من الطائرة بعد أن توقفت تماما
وبعد أن أنهيت إجراءات الدخول ،وصلت إلى مكان استلام الحقائب، و من بعيدٍ لمحت حقيبتي، أعرفها جيّدًا لأنها مميزة، وهناك شخص بريطاني يقف بجانبها، اقتربت منه سألته: هل هذه حقيبتك؟ أجاب : بل حقيبة إحدى العائدات من ولاية بوسطن عبر الخطوط الجوية الكويتية تُدعى …. انتظري قليلًا كي أقرأ لكِ الاسم ، اسمها جاسمين، ههههه أصبح اسمي جاسمين ، استلمت الحقيبة منه وشكرته وخجلت أن أسأله لم استلمت الحقيبة نيابة عني، دائما أقول لنفسي كل الأمور المجهولة لابد أن تتضح فيما بعد.
المهم: دفعت حقيبتي ومشيت في ممر طويل استعدادًا للخروج من المطار ، وفي نهاية الممر لمحت بطاقة كبيرة مكتوب عليها اسمي باللغتين العربية والإنجليزية،
استغربت من الترتيبات المجهزة دون علمي، ابتسمت ابتسامة عريضة، مَن أخبرهم بوصولي ولمَ هذه البطاقة؟
ولله الحمد بإمكاني أن أتصرف فأنا وأعوذ بالله من هذه الكلمة أجيد اللغة، فكرت لبرهة، هل أقف وأستفسر أم أكمل السير وأمضي، مشيت خطوات ثم وقفت، تربيتي لاتسمح لي أن أمضي- على الأقل - دون أن أستفسر وأتركه ينتظر فترة أطول.
رجعت أدراجي فوقفت بجانبه وسألته: عمن تبحث؟ بإمكاني أن أساعدك!
رد بأنه ينتظر السيدة ياسمين ..
قلت : من أرسلك؟ أجاب لا أعلم بالضبط، تلقيت عددًا من المكالمات من قريب لي ويحرص على وجودي في المطار لاستقبالها، لأن قريبي مرتبط مع بعض القادمين من دول أخرى.
حسنا ، أنا ياسمين أحببت أن أخبرك حتى لاتنتظر أكثر، بإمكانك الذهاب، وبلغ تحياتي لقريبك الذي أرسلك لي والذي لا أعرف من يكون 😇

الْياسَمِينْ
01-11-23, 03:44 PM
كنتُ قد استأجرتُ سيارة ( جيب) عن طريق الأونلاين
وأخبروني أن الاستلام بالمطار ، رغم أنني لم أتعود على قيادة السيارات في بريطانيا
لأن مقود السيارة يكون على الجهة اليمنى..
(مِقوَد) يعني:
الكويت: (سِكّان)
تونس: فولون.
المغرب: بولا.
العراق: ستيرن.
الجزائر: فولون.
مصر: دركسيون.
المهم استلمت سيارتي وتوجهت إلى الفندق

الْياسَمِينْ
01-11-23, 10:59 PM
وصلت الفندق تمام الساعة العاشرة مساء بعد تلقّي مكالمة من عائلتي في أمريكا واطمئنانهم على وصولي بالسلامة. وفورا توجهت إلى مكتب الاستقبال حيث الشاب الخلوق المهذب الذي عرفت فيما بعد أنه من دولة المغرب الشقيقة، هكذا عهِدتُهم ظرفاء ولطفاء. أخبرني الموظف بعد أن سألته عن الحجر، باعتمادهم فقط على المسحة الأخيرة التي أخذتها بأمريكا وشهادة التطعيم وأنه بإمكاني الخروج والتجول في مدينة لندن كما يحلو لي؛ على أن ألتزم بأخذ مسحتين من مختبرات معتمدة في لندن في اليوم الثاني من الوصول واليوم الثامن، وبعد ذلك سألته عن غرفتي وطلبت منه عدم صعود الحقيبة حتى أتفقد الغرفة إن كانت تناسبني أم ألجأ لتغييرها، هنا كانت المفاجأة عندما أخبرني بأنني لا يمكنني تغييرها مهما كانت الأسباب، وأضاف أنها ستعجبني كثيرا فهي من أوسع الغرف وذات إطلالة جميلة وبأمر من إدارة الفندق أن نمنحك هذه الغرفة .. اضطررت بعد وصفه للغرفة بالقبول. دخلت الغرفة وانبهرت بها جدا وبإطلالتها وحجمها الكبير والروف الجميل ولفت انتباهي الأطباق الخليجية التي تنتظرني ولا أعلم من أين🥴.
اتصلت بمكتب الاستقبال واستفسرت عن الأطباق الموجودة، فاستغرب من استفساري وأكد لي أن لا علم له بذلك، طلبت التحدث مع مدير الفندق كي أستفسر منه .
أظن والله أعلم إلى هنا و المفاجآت انتهت (فكما يقولون: الثالثة ثابتة)
أولا: استلام حقيبتي دون انتظارها.
ثانيا: شخص ما ينتظرني في المطار حاملًا بطاقة باسمي .
والثالثة: تلك الأطباق التي تنتظرني.

الْياسَمِينْ
01-11-23, 11:04 PM
خرجت وأخذت المسحة التي يُفترض أخذها في اليوم الثاني.
ركنت سيارتي في إحدى زوايا شارع إجورد رود .
ثم دخلت السوبر ماركت الكبير ، لشراء بعض الأشياء الضرورية،..
اقتربت مني سيدتان ألقتا التحية، فرددتُ عليهما، للأمانة ارتحت لهما، سألتا: من أي بلد أكون بعد أن أخبرتني إحداهما أنهما من الجزائر الشقيقة رحبت بهما كثيرًا وأخبرتهما أنني من الكويت فسعدتا بذلك وأشارتا إلى مسلسلاتنا وأن أهل الجزائر يتابعونها، ثم أردفتا بسؤال:هل منازلكم كلها جميلة كما نشاهدها بالمسلسلات؟ وجهت لهما دعوة للعشاء بالفندق كي نكمل حديثنا، رحبتا بالفكرة وقبل أن أغادر المكان سألتني إحداهما إن كنت بحاجة لمساعدة، فشكرتهما ومضيت بعد أن تبادلنا الأرقام للتواصل فيما بيننا.
خرجت من السوبر ماركت متجهة إلى عدد من المطاعم وأخذت أرقامها حتى يوصلوا لي طعام العشاء والذي سيكون على شرفهما الليلة…
عدت إلى الفندق لاستقبالهما بعد ساعتين
يُتبع

الْياسَمِينْ
01-12-23, 12:05 AM
بدأت المهمة، حضرت القاعة كعادتي في كل أمور حياتي والتزاماتي أكون أول الحضور .
وبما أن الشيء بالشيء يُذكر
تذكرت هذه الحادثة :MonTaseR_26:
في مرة من المرات كنت بحاجة لطلبة الثانوية العامة لملء استبيان خاص بعملي، فاخترت مدرسة معينة - داخل الكويت طبعًا - واتصلت هاتفيا بمديرة المدرسة ورحبتْ بي على أساس ثاني يوم أذهب وأسلمها الاستبيان، كنا وقتها في فصل الشتاء، خرجت مبكرّا، كانت الساعة 6 صباحا والنور لم يظهر بعد ،
وصلت المدرسة، كان الباب مغلقا، طرقت الباب فأيقظت الحارس، دخلت المدرسة قبل العاملات اللاتي ينظفن قبل حضور الطالبات. وانتظرت المديرة.
استمر الحال ثلاثة أيام بين ذهاب وإياب إلى أن أستكمِل الاستبيان.
آخر يوم: بدلا من أن أُشكر على اختياري لمدرستهم، كانت هناك شكوى تنتظرني قُدّمت من قِبَل الحارس للمديرة، بأنني أقلقت راحته وكان يستيقظ مبكرا بسببي :(
هنا أحسست بتأنيب الضمير ، فعلا لِمَ التبكير ، وهناك متسع من الوقت؟
ولكنها عادة الالتزام بالحضور ظلت تلازمني :Silbando:
لابد من مكافأة هذا الحارس!
قبل أن أغادر شاهدته يجلس على مكتب متواضع عند مدخل المدرسة،
شكرته واعتذرت للإزعاج الذي سببته له
أعطيته المقسوم وقلت له إذا احتجت أي شيء كلم الأخت ( ….) على هذا الرقم ——-
فورا وبخجل شديد قال: ثلاجتي عطلانة، الميكرويف لا يشتغل. المكيف صوته مزعج، والتلفزيون لايشبك مع الواي فاي ….
- قلت لنفسي هذا وهو مقدم ضدي شكوى وهذه طلباته:MonTaseR_128:-
المهم بلغته يكلم وكيلة أعمالي وستنفذ كل طلباته
أهم من هذا كله رضاؤه عنا.
بعد أن تم توصيل كل طلباته وبجودة عالية
سأل المديرة إذا كانت قد أبلغتني شكواه وأنه يود التنازل عنها :)
شعور جميل جدّا عندما تُفرح المحتاج وتُسعده
شعور لا يحس به إلا من يقوم بذلك 🙏

بدأ المشاركون يتوافدون لقرب بدء اللقاء

الْياسَمِينْ
01-12-23, 04:03 AM
بدأ اللقاء بثلاثين مشاركا من الدول المختلفة، كل واحد منا أخذ مكانه على طاولة طويلة عريضة، ولأنني أول الحضور اخترت المكان القريب من المسئول عن هذه المهمة، دفتر الملاحظات والأقلام أمام كل مشارك، بدأ المسئول بالترحيب بنا جميعاً موضِّحًا أن هذه الدورة مهمة جدا لنطاق عملنا في دولنا ولابد من التواصل على مدار السنة بيننا حتى نحقق الأهداف المرجوة.
وأخبرنا بأنه سيحاضرنا عشرة أيام فقط.
والأيام الخمسةُ المتبقية ، يرغب بمشاركتنا وإعطاء ملاحظاتنا وأفكارنا، وتدوين سلبيات وإيجابيات هذه الدورة ولا بد أن نكوّن مجموعات، كل مجموعة تتكون من ستة أشخاص وشخص واحد ينوب عن المجموعة فيمسك المايك ويتحدث.
وعلينا أن ننسق فيما بيننا ونوزع أنفسنا بفترة الاستراحة.
بدأ بالمحاضرة واسترسل، وأنا معه خطوة بخطوة وأدون ما يقوله وأضع دوائر حول الكلام الذي لا يعجبني، فجأة توقفت عن تدوين الملاحظات، لِمَ أنا فقط من تكتب، لا أحد يمسك القلم، أين الخلل، هل هم على صواب يريدون التركيز حيث الكتابة تشغلهم عن ذلك؟ مع أنني أرى عكس ذلك، لم أهتم وزاولت الكتابة لأنني دائما أفعل ما أقتنع به، بعد أن أنهى المسؤول الجزء الأول من محاضرته، وبدأت الاستراحة، اقتربت من إحدى المشاركات وسألتها عن عدم كتابتها وتدوينها للملاحظات، أجابتني بأنها لم تفهم شيئًا مما قاله وأن لغتها ضعيفة نوعًا ما وهناك الكثير من المفردات صعُب عليها فهمها، أومأت برأسي وقلت لها : وكيف ستقدمين تقريرًا كاملا لمقر عملك في بلادك؟ أجابت بأنها ستتصرف.
اقتربت من أخرى وسألتها نفس السؤال
أجابت بما أننا سنكوّن مجموعات؛ لمَ أُتعِبُ نفسي لابد أن هناك من سيقوم بهذه المهمة في المجموعة، وصفتها بيني وبين نفسي بالاتكالية، وقررت ألّا تكون في مجموعتي، فضّلت أن تكون الأولى والتي تشتكي ضعف اللغة والوقوف معها لإنقاذها من زميلتها الاتكالية.
توقفت عن أسئلتي حتى لا يرتفع ضغطي من أجوبتهم وطلبت قهوة اسبريسو لحين الانتهاء من فترة الاستراحة.
أجّلتُ اختياري لمجموعتي لحين آخر؛ حتى أكتشف الجادين والمهتمين بالعمل.

الْياسَمِينْ
01-12-23, 04:09 AM
انتهت محاضرة اليوم الأول
خرجت محبطة من بعض النماذج التي أنفقت الدولة عليها واختارتها لتمثلها، لتكون بهذه اللامبالاة، ولن أحكم على البقية، ربما تكون هناك نماذج مشرّفة تمثل دُولَها خير تمثيل وتترك انطباعًا جيّدا عنها.
تركت سيارتي مركونة بمكانها، أرغب بالسير على الأقدام في هذا الجو الغائم الجميل
فكّرت باقتناء شريحة انجليزية؛ ربما أحتاجها الأيام القادمة حيث التواصل مع المجموعة التي سأكون معها، أو حتى مع الأشخاص الذين أرغب في التواصل معهم وقت الضرورة، والابتعاد عن الأقرباء الذين يسكنون ضواحي لندن ورغبتهم في إقامتي معهم بدلا من الفندق، لا أخفيكم هؤلاء يقلقون راحتي، أحب أن أكون حرة لذلك سأغلق الخطوط الكويتية لحين العودة لأمريكا.

الْياسَمِينْ
01-12-23, 04:17 AM
صادفت في طريقي أحد المتسولين يلبس ثيابًا رثة وينام على الأرض، وبجانبه - أعزَّكمُ الله- كلبه وإناء صغير بداخله بعض النقود من المارة.
استوقفني المنظر البائس، فتذكرت والدتي رحمها الله، عندما كنت في الثامنة من عمري وكنا نتجوّل في أسواق مدينة نيويورك بصحبة والدي،
شاهدتُ منظرا مماثلا لهذا المنظر
وقف والدي أطال الله في عمره وأخرج محفظته كي يضع حفنة من الدولارات فمنعته والدتي من مساعدته، استغربت وقتها وكنت أفهم وأنا في هذا العمر وسألتها، لم تمنعين والدي من مساعدته، أجابت عندما تكبرين ستفهمين لمَ منعته.
وعندما كبرت عرفت السبب، أنه بهذه النقود لا يشتري طعامًا أو لباسًا، إنما يشتري الخمرَ ، ونحن لا نريد أن نشاركه الإثم، والدتي لم تمنع والدي لأن الفقير غير مسلم ولا يجوز مساعدته، وكيف تفكر بذلك وهي التي ربتني على أننا نساعد من يحتاج المساعدة بإنسانيتنا وليس بطائفتنا وديننا ولا حتى بجنسيتنا.
ركّزت قليلًا فيما حول هذا الرجل، لمحتُ زجاجتين من الخمر فارغتين ، ما لمحته كان كفيلًا بأن أتركه وأمضي دون مساعدته.
واصلت سيري لشارع " اجورد رود"
لا أعلم السر في حبي لهذا الشارع
هل لأن الأغلبية عرب، يُشعِرُني أني بدولة عربية، أم لأني أجد كل ما أحتاجه في هذا الشارع من مطاعم وصيدليات وأماكن لبيع كل ما يتعلق بالهواتف وأنواع السوبر ماركت وكافيهات وغيرها من المحلات التجارية التي لا تُعد ولا تُحصى.

الْياسَمِينْ
01-12-23, 10:06 AM
ا

اقتنيت خطّا إنجليزيا وهاتفًا صغيرًا
أظن أصغر أحجام أيفون 12 أعجبني حجمه وأدخلت الشريحة مع خدمة الإنترنت للضرورة، مع العلم بأنه لن ينفعني الإنترنت في الدخول للمنتدى فمعي خدمة التجوال الكويتي من 21 فبراير
إلى ماشاء الله والعودة للوطن بالسلامة.
أعلم مسبقًا أن تكاليف الخدمة يمكنني أن أشتري بها شقة هنا :)
وقفت عند محل للعصير، طلبت عصير رمان ودفعتُ ثمنه ، العملية كلها أقل من دقائق كانت النتيجة أيدي خفيفة سرقت جوالي الجديد وبداخله الشريحة :(
سرقوا 650 جنيها استرلينيا قيمة الجوال والشريحة وخدمة الإنترنت.
فكرت، ربما لأنني لم أساعد الفقير ذو الثياب الرثة الذي تركته ومضيت عنه، صدقة لدفع البلاء عني،
بدأت بعودة أدراجي إلى سيارتي وقررت أن أساعده وأنا في الطريقِ إليه، وكنت أتمنى أن أجده.

الْياسَمِينْ
01-12-23, 10:12 AM
أكملت السير إلى أن وصلت إلى سيارتي
لم أرَ الفقير في طريقي، ربما يوم غد أصادفه، بل أتمنى ذلك، قدتُ سيارتي بشرود تام ثم لمحت سيارة الشرطة من المنظرة الجانبية، لا أتوقع أنها تريد أن تستوقفني، لم أخالف فأنا أحترم قوانين البلد، أشار إليَّ بالتوقف فوقفت نزلت زجاج نافذة السيارة: هلو ، هلو
بلمح البصر جاء أحد الأشخاص وطلب التحدث معه على جنب ثواني فقط رجع وقال لي :
أوكي يو كان قو ، باي :105:
رُحتُ أفكّر : لم استوقفني؟
هل تخطيت الإشارة وأنا شاردة؟
هل خرجت عن الخطوط الأرضية؟
هل كنت مسرعة؟
ومن هو ذلك الشخص البريطاني الذي تحدث معه؟
وهل كان الموضوع يخصني؟
و بما أنه أوقفني، لماذا لم يحرر لي مُخالفة؟ ولم طلب مني الذهاب ؟
حقيقة لم أتوصل إلى أية إجابة لتساؤلاتي!
ماحدث أنساني موضوع السرقة
كل ما تذكرته كلام جدتي رحمها الله
كانت دائما تحذرني من المال الحرام
لاتدعيه يدخل بيتك إذا تداولت المال الحلال تأكدي أن كل ما تشترينه حلال
لا يضيع منك ، وإن ضاع يرجع إليكِ.
خذيها قاعدة منّي يا ابنتي، يبدو أنّ جدتي رحمها الله لا تعلم أن لكل قاعدة شواذًا
وأنني اشتريت جوالي من مال حلال و سُرق��
وصلت الفندق مرهقة جدّا لدرجة أن الموظف الخلوق عندما ناداني من مكتب الاستقبال، لم أسمعه ، لحقني إلى المصعد وسلّمني الكيس الذي سُرق منّي، تفقدته وإذا بداخله الجوال وورقة صغيرة كُتب فيها انتبهي يا - - - - - -.
سألته من أعطاك هذا الكيس؟ صِفْهُ لي..
قال أحد الموظفين لدينا يستقبل الزبائن خارج الفندق سلمنا الكيس مع رقم الغرفة .
يبدو أن أحد الأشخاص وصاه بتسليمه لنا.

الْياسَمِينْ
01-12-23, 12:09 PM
ما السر وراء ما يحدث لي؟
لن أفكر فيما لا ينفع فيه التفكير
ولن أسعى لفك رموزه
التفكير المفرط يعني الذهاب بعيدا عن الأرض
بعيدا عن اللحظة بعيدا عن القلب
إن السعادة لاتحب دائما ألاعيب التفكير
والغوص في الأسباب
فعندما نغرق في التفكير
يحضر الخوف والأنا، وكل مصائب العالم
ويمنع القلب عن العمل

الْياسَمِينْ
01-12-23, 01:39 PM
اليوم الثاني للدورة كان حافلا جدّا بالأعمال
بدءًا بالدورة والمحاضرة التي لا يقبلها العقل ولا المنطق
وتدخلت بعد أن استأذنت من المحاضر لأضع حدًا للموضوع
قلت له : بالأمس لم تعجبني بعض النقاط ، واحتفظت بها لنفسي
حتى أناقشك فيها في الأيام الخمسةِ الأخيرة التي حددتها لنا .
واليوم تؤكد على النقاط التي ذكرتها بالأمس .
ولدي عدة ملاحظات، دورتك فاشلة بكل المقاييس
لا بروشورات ولا شاشة عرض ولا رسوم بيانية، مجرد حشو كلمات
لعلمك تناقشت مع بعض المشاركين بالأمس، وأبدَوا استياءهم وعدم
معرفتهم بعض المصطلحات، إذا كنت سأكمل المهمة على هذا النمط
فاسمح لي بالاعتذار عن المجيء في الأيام القادمة
( وأنا أتكلم عن نفسي فقط)
ولا شأن لي بالمشاركين الآخرين .
بعد أن أنهيت حديثي طلب لي كوبا من عصير الليمون كي أهدأ.
ثم قال: أكملت خمسين عاما لم أصادف شخصًا بجرأتك، ومعك حق في كل ما ذكرتِه .
هل بإمكاني أن أطلب منكِ أمرًا
- قلت لنفسي سيطردني من المحاضرة :26:
ولكني صُدِمت عندما طلب منّي شخصيا أن أكمل الدورة بالطريقة التي تناسب الجميع.
وحدد لي النقاط المهمة في هذه الدورة، رحبت بالفكرة، علّ وعسى يستفيد الجميع.
السؤال يطرح نفسه: هل كان المُحاضر يتقبلُ ويتفهّمُ الأمرَ لو كان عربيًّا؟
لا أتوقع !
البعض منّا دكتاتور؛ رأيه هو الصواب .
هذا رأيي الشخصي☺
المهم، محاضرة اليوم لم تتخللها استراحة لطول النقاش
كل ما حدث أن بعض المشاركين طلبوا مني أن أكون في مجموعتهم
قلت لهم بما أنني سأكمل الدورة فلا أحتاج للمجموعات ، سأكتفي في اليوم الأخير
أن تخبروني إن كان هناك بعض التقصير مني، وتذكرون لي السلبيات حتى لا تتكرر في المهمات القادمة ..

الْياسَمِينْ
01-12-23, 01:47 PM
خرجت من الدورة مبكرا
وكان لدي متسعٌ من الوقت
وشغلي الشاغل ذلك الفقير الذي تركته بالأمس ومضيت..
أثناء الطريق وقفت عند محل لبيع الكماليات واشتريت كرسيا قابلًا للطّي.
لأنني في قرارة نفسي أعتزمُ الجلوسَ بالقرب منه لأتحدث معه وإذا بإمكاني سأقفُ معه وأخرجه من هذا الوضع الكئيب.
الحمد الله وجدته في نفس المكان .. كان يقظا ولم أرَ الكلب -أعزكم الله-
جلست، ألقيت التحية عليه وسألته عن اسمه فقال:اسمي: جوزف
قلت له اسمك جميل نحن المسلمون عندنا نبي اسمه يوسف
ذُهلت عندما قال لي نعم أنا اسمي يوسف ولكن الجميع ينادونني بجوزف
استغربت ! كيف يكون اسمك يوسف؟! هل أنت عربيّ؟!
أجاب نعم من 20 سنة تزوجت ابنة بلدي واغتربنا كي نعيش، الآن لدي ثلاثة من الأبناء يعيشون مع والدتهم التي طردتني من الشقة، بعد أن حصلَتْ على وظيفة جيدة وطلبت مني الخروج من حياتهم،
وبلّغت رجل الأمن أسفل العمارة ألَّا يسمح لي بالصعود إليهم.
معها حق كنت أضربها كي تعطيني المال لأسكر ،الآن كما تشاهدين أعيش على القليل من النقود التي يتركها لي بعض المارة.
- أمممممم
وإذا ساعدتك بالعودة لأسرتك مقابل شروط أمليها عليك، هل تقبل؟
أكيد سأقبل ولكن كيف؟
لا عليك، سأتدبر الأمر، أعطني عنوانها.
وتعال معي الآن نشتري بعض أدوات النظافة وبعض الطعام من سوبر ماركت
وسأستأجر لك فندق لمدة ثلاثة أيام فقط، مع ثلاث وجبات، حتى أتأكد بأنك فعلا تريد أن تغيّر حياتك من جديد.
المطلوب منك الآتي: بعد أن تستلم غرفتك، تنزل للحلاق وترتب شعرك، وتستحم جيدّا، وخذ رقمي للتواصل سأعود بعد ساعتين كي أذهب معك لشراء بعض الثياب النظيفة،
لكني لا أملك جوالًا للتواصل معكِ :105:
خذ هذا الجهاز بالأمس اشتريته وبداخله شريحة، أنا أحتفظ بالرقم سأتواصل معك
وبعد ذلك لكل حادث حديث.
يبدو أن هذا الجهاز لا نصيب لي به، بالأمس سُرق، واليوم أهديه لهذا المسكين 🤗
تركته وعدتُ للفندق لحين أن ينتهي من طلباتي ويتواصل معي.
تواصل معي في وقت متأخر ، واعتذرت منه لتأخر الوقت والمحلات تغلق.
على أن أذهب إليه بعد انتهاء المحاضرة بوم غد .
حاليًا أشعر بسعادة غامرة
وأترقب الغد بشغف :y2o01875:

الْياسَمِينْ
01-12-23, 09:32 PM
اليوم الثالث للدورة
الجو غائم مع فرصة لطلوع الشمس
درجة الحرارة 19
خرجت مع بدء فتح المحلات التجارية
بما أنني سأحاضر اليوم
لابد من توفير جهاز الحاسوب وأوراق شفيفة
وبروجكتر وبعض المستلزمات التي أحتاجها لإلقاء المحاضرة
بمجرد الخروج من المحل ، استوقفني أحد المارة وعرض علي المساعدة بحمل الأغراض وتوصيلها.
ترددتُ بادئ الأمر، ربما يطير بالأغراض وأخرج من المولد بلا حمص😂
ولأنني دائما أُحسن الظن بمن حولي؛ وافقت على أن يحملها معي للسيارة.
رفض أن يأخذ نظير تعبه مع أن المبلغ كان مغريا، لم أجد تفسيرًا لرفضه.
عدت إلى الفندق لتدوين الملاحظات على الشفيفة
وكتابة النقاط التي سأتحدث عنها.
أدخلت بعض المعلومات في جهاز الحاسوب، ثُمَّ انطلقت متجهة إلى مقر الدورة
بعد أن أخذت شاحن الجوال الجديد لأعطيه ليوسف.
وصلت المقر وناديت المستخدمين هناك كي يساعدوني، وجهزت عملي بالتمام والكمال
انتهيت من إلقاء المحاضرة التي استغرقت تقريبا 90 دقيقة
وسط قبول الجميع وثنائهم .
طلبني المسؤول عن المحاضرة للتحدث معي خارج القاعة،
فاعتذرتُ منه لارتباطي مع المسكين يوسف كما وعدته
وأخبرته بإمكانه التحدث معي مطولا لاحقا
الآن في طريقي للأخ يوسف ( جوزف).

الْياسَمِينْ
01-12-23, 09:38 PM
بعد أن تواصلت مع الأخ المسكين يوسف هاتفيا، اختار محل بريمارك وطلب مني أن نلتقي هناك، مع أني لا أحب هذا المجمع الكبير ولا أحب بضاعته ولكن احترمت رغبته وقلت اتفقنا، اسبقني إلى هناك وتسوّق إلى أن أصل إليك، كنت وقتها في مجمع سيلفريدج اشتري له ساعة وعددًا من العطور حتى لا ينقصه شيء
وصلت بريمارك، هاتفته وطلبت منه أن يكمل التسوق وسوف أنتظره إلى أن ينتهي تماما. أتي بعربة مليئة تمامًا بالملابس وغيرها، وسألني كم المبلغ الذي حددتِه لشراء ملابسي؟
إذا تعدى المبلغ المحدد؛ بإمكاننا إرجاع بقية الملابس، فقلت له : لاتهتم إطلاقا
هيا نذهب لنحاسب على أغراضك، دار حديث بيني وبين نفسي، هذه العربة لن تتعدى ال1500 جنيه استرليني، يستاهل يوسف بما أنه وعدني أن يتغير ويبدأ حياة جديدة، بعد انتهاء المحاسَبة،كان المبلغ المطلوب 400 جنيه، طلبت من المحاسِبة أن تعيد الحساب ربما هناك خطأ، وبالتالي تدفع من جيبها فيما بعد، وهذا الأمر يضايقني ولا يرضيني، أيعقل 400 جنيه فقط؟ لابد أن يكون أكثر من هذا المبلغ بكثير،
في الوقت نفسه كان المسكين يوسف مستغربًا، قال لي: المفروض لا يصل الحساب أكثر من 250 باوند، ألا تعلمين أن بريمارك بضاعته رخيصة؟! قلت : لا، ولكني أدركت الآن سبب الازدحام الدائم هنا،
هيا نُسدد ونخرج حتى يمكنني الذهاب لزوجتك وننهي الموضوع.
طلبت منه أن يأخذ أشياءه ويذهب إلى الفندق، أما أنا فسوف أقابل زوجته
ركبت سيارتي وسجلت العنوان بقوقل ماب، قلت لنفسي: كيف أقابلها دون موعد مسبق، لا أملك سوى عنوانها، فكرت بطريقة تصلُح لأن أخبرها برغبتي في مقابلتها، فلم أجد أفضل من شراء بوكيه ورد، وسلة كبيرة من الفاكهة وبعض الحلويات.
سحبت البطاقة من البوكيه وكتبت عليها:
مرحبا أختي أم رائد
معك ياسمين من الكويت
أرغب بلقائك والتحدث معك
أرجو التواصل معي على هذا الرقم……..
كي تحددي لي الوقت الذي يناسبك.
ثم وضعت البطاقة وسط البوكيه
أخذت الأغراض بنفسي
وسلمتها لرجل الأمن الذي يحرس عمارتها وطلبت منه توصيلها للشقة رقم 18
لم أذهب، انتظرت قليلا ، ربما يرق قلبها وتتصل بي وأخبرها أنني قريبة جدا من منزلها وتدعوني لمقابلتها، ولكن كل هذا لم يحدث 🥺
اتجهت نحو سيارتي، لألمح امرأة أربعينية ربما أكبر تلوّح لي من النافذة وتناديني باسمي وتطلب منّي الصعود، لا أستطيع أن أصف لكم سعادتي حينها، رحت أسرع الخطى إلى المصعد وضغطت على الدور الرابع كما هو مُدوّن عندي في العنوان، وقفت عند الشقة 18 ، استخدمت الجرس .. فتحت لي الباب
دخلت……

الْياسَمِينْ
01-13-23, 03:52 AM
دخلت شقتها المتواضعة بالأمس وأبهرتني نظافتها وترتيبها - أي مكان أزوره إذا لم أشعر بالراحة لا أطيل البقاء فيه مهما كانت أسباب زيارتي، هذه أنا، أعشق النظافة والترتيب.
قبل كل شيء شكرتني على ما قدمته لها وبعد ذلك نادت على أبنائها لتعرفني عليهم: أكبرهم رائد لم يحضر جاء الابن الأوسط أحمد وعمره 14 سنة والصغير سعد وعمره 10 سنوات، اعتذَرَتْ نيابة عن الابن الكبير لعدم حضوره لأنه يذاكر أون لاين، ومزاجه سيّئ حيث أنه يجد صعوبة بالمذاكرة من جواله القديم نوعًا ما، طلبت منها أن تناديه لأصلح مزاجه وبلغيه إذا لم يحضر أنا من ستذهب إليه😅
حضر رائد شاب عمره 18 سنة سلّم وجلس بدأت بالتحدث معه وطلبت منه أن يفضفض ما بداخله حتى يرتاح، الحمد لله يبدو أنه ارتاح لي، والدليل أنه بعد دقائق أخذ يشتكي من عدة أمور، أولا أنه يفقد والده ويرغب بعودته و أن والدته تحمّله فوق طاقته، ومع ذلك لا توفر له ما يسهل عليه مذاكرته، طلبت منه أن يكمل حديثه ويذكر لي ما يضايقه أكثر وأكثر ، أجاب فقط هذه الأمور الثلاثة.
بفضفضته هذه سهّل عليّ الدخول في موضوع أبيه.
كانت الأم منحرجة من كلامه وبدا ذلك على وجهها، فكان لا بد أن ألطّف الجو بينهما، قلت له: هل تظن أن والدتك لو بإمكانها توفير طلباتك كانت تتقاعسُ عن ذلك؟! يجب أن تقدّر ظروفها، والله يا رائد والدتك أصفها بالمرأة الحديدية؛ قامت بتربيتك مع إخوتك لوحدها ، لتعيشوا حياة كريمة، فلا تكثر من طلباتك ولا تحملها فوق طاقتها، اعتمدتْ على راتبها في تربيتكم وليس لها مدخول آخر لتلبي كل كبيرة وصغيرة، عذرا لم أحضر هنا لكي أعطي نصائح، ولكن هي بعض الأمور أردت توضيحها لا أكثر ولا أقل.
بالنسبة للأمور الثلاثة التي تضايقك محلولة بإذن الله الواحد الأحد
والدك سيعود إذا سمحت له والدتك بذلك، وأفضَل جهاز حاسوب في الأسواق العالمية وبجودة وتقنية عالية سيصلك خلال أسبوعين، جهاز حاسوب ويتحول للأيباد، جهاز جديد استخدام أسبوعين، اليوم اشتريته وأحتاجه لمدة أسبوعين أو أقل، وبعد ذلك سيكون لك، الأمر الثالث والذي تتحمله فوق طاقتك، بعودة والدك سيخفف عنك تلك الأعباء
انتهينا يا رائد؟!
هيا ابتسم، لا شيء يستحق منا أن نحزن من أجله.
التفتُّ إلى والدته وطلبت منها التحدث لوحدنا، أشارت إلى أبنائها بالذهاب إلى غرفهم، وقف الصغير سعد وقال:
أتشترين لأخي جهاز حاسوب، وأنا ماذا ستشترين لي ؟! ابتسمت وقلت له: ليَ ابن في عمرك حبيبي، يحب البليستيشن، أشتري لك مِثله ؟فرح وأومأ برأسه وركض.
اسمعي يا أم رائد، أولادك بحاجه لأبيهم، أعرف قصته جيّدا استمعت إليه ووعدني أن يتغيّر وبالفعل لمحت ذلك من تصرفاته، أعطيه فرصة ليصحح خطأه، أمانة ما توقعت أن تطرديه، بدلًا من أن تقفي معه وتشدّي من أزره إلى أن يرجع لرشده، أسألك بالله يوم تزوجتِه، هل كان خمّاراً؟ لا بد أن ظروف الحياة الصعبة وقفت ضده، أرجوك دعيه يعود لمنزله بدلا من التسكع في الشوارع، ولك مني أن أدبر له عملا شريفا ، وأن يتحمل بعض الأعباء عنك ويساعدك في إيجار الشقة ويوفر كل طلباتكم، و معك رقمي، إذا ضايقك أو طلب منك مالا لا تترددي في أن تتواصلي معي، أعرف نقطة ضعفه وسأهدده بها، ماذا قلتِ؟
أجابت: إذا تضمنيه لي، لا مانع من عودته، فرحت كثيرًا بموافقتها هذه .
وأخبرتها بأنني غدا في نفس الوقت سآتي معه، وأمامك سأملي عليه بعض الشروط وعليه أن يلتزم بها. وقبل أن أغادر المكان طلبت منها أن تنادي ابنها الأوسط أحمد، لأسأله عمّا إذا كان شيءٌ مُعينٌ بخاطره أشتريه له؟ كل واحد من إخوته حصل على هدية مني إلا هو ، لا تجوز التفرقة🙄 ،
حضر أحمد، وطلب جوال10 ، فسألته:
لم اخترت جوال10 يا أحمد وهناك أجدد منه -جوال 12- فقال: لا أريد أن أثقل عليك،
غدا السبت سيكون معك جوال 12 والحجم الكبير 12بروماكس، نسي حاله فحضنني ☺
قلت له كرونا يا ولد 🤣🤣
غادرت المكان وكلي فرح

الْياسَمِينْ
01-13-23, 03:54 AM
النية والتوفيق
ليس كلُّ مَن يحبّ أن يصنع المعروفَ يَصنعُه..
ولا كلُّ مَن رَغِب فيه يَقدِر عليه..
ولا كلُّ مَن يَقْدر عليه يُؤْذَن له فيه..
فإذا مَنّ الله على العبد جَمَع له :
الرغبةَ في المعروف والقدرةَ والإذن ..
وهنا تتِمُّ السعادة والكرامة للطالب والمطلوب .

الْياسَمِينْ
01-13-23, 03:18 PM
الجو بديع بالنسبة لي، لأني أحب البرودة، استيقظت مبكرا حتى أتسوق وألبّي طلبات أبناء يوسف.
انتهيت من التسوق وتواصلت مع يوسف واتفقنا: في الساعة الرابعة نكون عند باب العمارة، بتوقيتكم الساعة السادسة مساءً. عدت إلى الفندق نقلتُ الأغراض وجلست قليلا في الغرفة، ضقت من الوحدة، فكرت في الذهاب إلى ‏Cafe de pierre مقهى فرنسي في قلب البكاديللي وسط لندن وهذا المقهى
‏يتميز بأنواع القهوة والحلويات.
ومزاجي أطلب تاكسي أوبر يُقلني إلى هناك، ميزة " تاكسي أوبر" في أقل من خمس دقائق يصل للمكان المطلوب، لأنها مُوزّعة في كل ضواحي مدينة لندن، بمجرّد اتصال من مركزهم وتحديد مكان أقرب سيارة لديهم للموقع المطلوب.
دخلت موقعهم وأرسلت إليهم موقعي وإلى أين سأتجه.
تلقيت مسجًا بلون السيارة والرقم وأنها خلال ثوانٍ ستقف أمام الفندق.
وصلتُ للمقهى وإذا بالنادل يقترب منّي
ويسألني ما إذا كان لديّ موعد مسبق
قبل أن أجيبه، خطفه أحد المارة وأخذه بعيدًا عني، لم أكترث لما حصل، انتظرت قليلًا، وإذا بنفس النادل يعود ويرحب بي ويدخلني، قلت له: تذَكّر بأنني لم أسجل موعدًا مسبقًا، ربما هناك من ينتظر، وهو أولى منّي بالمكان!
ابتسم وغمز بعينه، بمعنى لا يهمّ..

الْياسَمِينْ
01-13-23, 03:21 PM
طلبت قهوتي المفضلة " إسبيريسو"
ودخلت الإيميل الخاص بمصالحي ومصالح الوالد وزوجي حفظهما الله وأطال بعمريهما، وقرأت البريد اليومي …
لم أجد ما يستدعي الرد، الأمور تسير بدقة ونظام وعلى النهج الذي دربتهم عليه،
الساعة الآن تقترب من الثالثة لا بد من العودة واستبدال ملابسي والتجهيز للذهاب إلى عائلة يوسف .
قبل الموعد المتفق عليه بيني وبين الأخ يوسف اتصلت على مطعم عربي معروف جدّا في لندن اسمه" إشبيلية" وطلبت عددًا من الأصناف لعشرة أشخاص، على أن يتم توصيله لعنوان أسرة يوسف في تمامِ السادسة …

الْياسَمِينْ
01-13-23, 03:23 PM
وصلت منزل عائلة يوسف، وجدته ينتظرني، وقد بَدَتْ عليه علاماتُ القلق، قلت له: تشجع دعنا ننهي الموضوع اليوم، احمل عني أكياس الهدايا وقدّمها لأبنائك بيدك، وفهمته البليستيشن لسعد، والجوالين لأحمد ورائد، وأرجوك يا يوسف لا تحرجني مع زوجتك، أخبرتها بأنك تغيرت، وبأنني سأدبر لك عملا شريفا تتقاضى من ورائه راتبا، وبهذا الراتب ستساعدها، ولن أسمح لك بأن تأخذ منها بنسًا واحدًا، وأي خطأ منك ستخبرني به زوجتك، بعدها سأغضب، ولن تجدني إطلاقًا أمامك لمساعدتك، وبعد أن أنهيت حديثي، قال لي: ثقي بالله لن تسمعي عني بعد اليوم أي تصرف يغضبك، أسعدني كلامه قلت له: إذن خذ هذا الظرف واحتفظ به سيكفيك أنت وأسرتك لشهرين، ولكي تكسب ثقة زوجتك، دعها تحتفظ بهذا الظرف، بعملك هذا ستتأكد هي من أنك تغيرت، ولا يهمك أي مبلغ تحصل عليه.
و أكرر، سأبحث لك عن عمل هنا، وسأجد إن شاء الله .
هيا بنا نصعد لشقتك، أسرتك تنتظرك بفارغ الصبر🤗
لا أخفيكم: ضربات قلبي أسرع من ضربات قلبه كأن اللقاء لي وليس له🙃
وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية بأنني سأبكي، فأنا ضعيفة جدًّا في مواقف اللقاء والوداع😣

الْياسَمِينْ
01-13-23, 11:25 PM
استقبلت أسرة يوسف أباهم استقبالًا حارًّا
وسط الدموع وفرحة لقاء الأبناء بأبيهم،
انسحبت بهدوء دون أن يشعروا بي، والدموع تتساقط😢
" مَن علَّم الدمعة أن تحزن وتفرح.."
ها هي دموع الفرح تنهمر 🥺
عدت إلى الفندق فورا، كان الجوال صامتا
لمحت عدة رسائل ومكالمات فائتة في وقت متأخر،
وكانت جميعها منهم، ولأن الوقت متأخر، قررت أن أرد عليهم اليوم.
اِنسحابي بهدوء كان أفضل ما صنعت،
كي تأخذ الأسرة راحتها بعد فترة غياب لا يعلم بها إلا الله …
اِتصلت على المطعم وحرّصت على توصيل الطعام في الوقت الذي حددته لهم.
وكان الثمنُ مدفوعًا عبر الأون لاين، حيث أنني فتحت حسابا لديهم
فور وصولي بريطانيا في الفترة الماضية لطلبات الأون لاين لمشترياتي…

الْياسَمِينْ
01-13-23, 11:32 PM
اليوم الجو غائم ودرجة الحرارة 12
أطلُّ من الدور 16
الهدوء يخيم على المكان
غدا عطلة نهاية الأسبوع
وضعت خطتي ليوم غد …
ما بين المكوث في الفندق وبين التحضير للمحاضرات القادمة في الدورة
بمعنى ألَّا أغادر الفندق .
ولسبب آخر مهم بالنسبة لي، فقد اعتزمت أن:
أعمل كبسة🤫
ليست كبسة دجاج أو لحم…
بل كبسة على من يأتي إليّ يوميًا بالأطباق الخليجية
إذْ لم أجد ردّا على استفساري إلى الآن،
الهروب ديدنهم🤔
اليوم بنفسي سأستقبل تلك الأطباق .
وسيشتغل الذكاء نوعا ما😍
كيف؟!
سأطفئ الضوء الأخضر الذي يوحي بأنني بالداخل ولا أريد الإزعاج
حتى يدخل الغرفة مع الطعام بأريحية ….

الْياسَمِينْ
01-14-23, 08:54 AM
كنت أنتظر في غرفتي صاحب الأطباق الخليجية
سمعت بعض الحركة عند باب غرفتي، ومحاولة لفتح الباب
غيّرت وضعي وتأهبت لاستقباله …
دخل بعربته وتفاجأ بوجودي دفع عربة الطعام للداخل
وهرب بعد أن أغلق الباب خلفه.
لم يمهلني ثانية لسؤاله.
لكن شكله لم يكن غريبًا عليّ، صادفته قبل يومين
مرّ عليّ هذا الشخص أين ومتى لا أذكر
لا يزال البحث جاريا عنه في مخيلتي..

الْياسَمِينْ
01-14-23, 08:58 AM
تلقيت مكالمة هاتفية من أسرة يوسف
حيث يدعونني لمرافقتهم في الذهاب إلى مدينة ليڤربول
هي مدينة جميلة زرتها مرارًا
اعتذرت منهم لانشغالي ببعض الأمور
بالمقابل طلبت منهم استخدام سيارتي في الذهاب إلى هناك
اِعترضت زوجته بأن الجيب رنج روفر مستأجر وتخاف عليه من عوارض الطريق
المهم، تذكرت حادثة حصلت معي بالأمس بما أن الحديث يدور عن الرنج روفر
عندما انسحبت بالأمس بهدوء من منزل أسرة يوسف، شاهدت شابين يحوّمان حول الجيب
وعندما اقتربت سألني أحدهم: هل السيارة للبيع ؟
قلت: لا للأسف، ثمّ ركبت سيارتي ومضيت..

الْياسَمِينْ
01-14-23, 09:07 AM
أتأهب الآن للبحث عن عمل للسيد يوسف كما وعدته..
تذكرت قبل يومين بينما كنتُ أشتري بعض الفاكهة أنّ المكان كان مزدحمًا نوعًا ما
وكان صاحب المحل هو من يباشر الزبائن، قلت أتوجه فورًا لهذا المحل حتى أوفر الوقت والجهد في البحث، وأيضا فكرت: ربما لايكون هذا صاحب المحل، بل العامل الذي يساعده وبالتالي لن أحصل على وظيفة شاغرة لهذا المسكين، ولكن لا بأس، الله سبحانه وتعالى يقول :
(اسعَ يا عبدي واسألني التوفيق)
سأسعى وأجتهد وسيكتب الله لي النتائج العظيمة
حتى لو كانت الأسباب يسيرة.

الْياسَمِينْ
01-14-23, 08:26 PM
وصلت إلى محل الفاكهة وألقيت التحية
هيا ادخلي بالموضوع - حديث داخلي- لا يجوز أن أدخل في الموضوع مباشرة
وليس من أسلوبي أن أُفاجئ مَن أمامي بمثل هذا الموضوع
سألته: هل لديكم خدمة التوصيل لأي عنوان؟ أجاب بنعم
قلت: تمام، فسألني: هل أنتِ تركية ؟
قلت: ولمَ بالتحديد تركية ؟ أجاب لأنني من أصول تركية وفي لهجتنا نقول: تمام .
كانت فرصة أمامي لفتح الموضوع ولكن بعد أن أساعده بمبلغ معين ومحترم
طلبت منه أن يعبّئ لي أكياسًا من كل نوع من الفاكهة لديه، خمسة كيلوات
نظر إليّ نظرة كلها استغراب وهو يتمتم أن البريطانيين يشترون بالحبة، ماذا ستفعلين بهذه الكمية
" لو عرف السبب بطل العجب" - رشوة محترمة لا تضر بل تعين صاحبها-
طلبت منه أن يتصل بخدمة التوصيل حتى لا أتعطل ..
بدأت فورا في الموضوع بسؤاله: هل تملك هذا المحل؟ أجاب بنعم
ولمَ أنت وحدك في المحل، لابد من شخص يساعدك؟ وهذا الشخص جاهز.
أجاب: مَن يقبل بخمسين جنيهًا؟ قلت له الأجرة قليلة جدّا وبريطانيا غالية، بالتأكيد لا أحد سيقبل .
ثم أكمل حديثه: وأنا لا أحتاج مساعدة أحد بإمكاني أن أعمل وحدي .
أخذ العرق يتصبب من وجهي
قلت: ممكن تُقلل الخمسة، إلى ثلاثة كيلوات؟
لم أستمر طويلًا في المحل ودفعت المبلغ بعد أن سجل عنوان السيد يوسف لتوصيل الفاكهة إلى منزله .
خرجت حزينة متجهة لسيارتي، لم يبق لديّ متسع من الوقت فالمحاضرة ستبدأ
فإذا به خلفي يناديني: ممكن نتكلم؟ أنا فكّرت بإمكان الشخص الذي حدثتِني عنه أن يأتي ويساعدني وبالمبلغ الذي تحددينه، أنا راضٍ
سبحان الله ما الذي غيره في دقائق، قبل قليل: لن يدفع غير خمسين جنيها استرلينيا، والآن أنا أحدد أجرة السيد يوسف !!
بدأت الشكوك تساورني
قلت له: حسنًا انتظرني يوم غد
و في هذه الحالة ممكن تزيد الفاكهة إلى خمسة كيلوات، تستحق ذلك
وسوف أسددُ الفرق غدًا، اتفقنا؟! وافق على ذلك
بعد أن ذهب، قررت الرجوع إليه لأسددَ الفرق، للأمانة: لا أضمن حياتي ليوم غد.

الْياسَمِينْ
01-14-23, 10:05 PM
وصلت مقر الدّورة قبل البدء بعشرين دقيقة
ثم قدّمت المحاضرة كالمعتاد بأسلوب جديد
ووسائل متعددة، وكان بين الحضور، مدير المركز بشخصه الكريم
مع المسؤول الذي حاضرنا أول يوم
انتهت المحاضرة، وكان الاتفاق أن يدور حوار بيني وبين المسؤول
وكان ينتظرني في الغرفة، دخلت لأتفاجأ بوجود المدير معه
شكرني المدير لحرصي الشديد على الدورة واهتمامي بها
وطلب مني ألا أغادر بريطانيا بعد انتهاء الدورة، بل المكوث والعمل معهم
وأنه سيخاطب مقر عملي كي أكون منتدبة، والعرض سنتين وقابل للتجديد فترة أربع سنوات
استمعت إليه جيدا، وانتظرت أن يُنهي حديثه، ويسمع رأيي في الموضوع .
قلت: أعتذر وبشدة سيدي، ولستُ مجبرة أن أُبدي الأسباب
بدأت الإغراءات، كل مصاريفك ومصاريف أسرتك، المركز يتحملها،
ومن قال لك أن مشكلتي المصاريف؟ للعلم وجودي هذه الفترة بينكم على نفقتي الخاصة لم أرضَ أن يُصرَفَ لي شيءٌ من مقر العمل.
لا أهتم بالماديات إطلاقًا، مع أنني أعلم جيّدًا، أن هناك من يسعى ويضع ألف واسطة لينال هذا المنصب، للأسف الشديد لستُ منهم
أكرر اعتذاري لك، لا أرغب بالعمل معك. والآن أستأذن…
تركت المكان بأعصاب متوترة، لكن، هذه المرة لم أتوجه للسيارة، أدرك جيّدا: عندما أكون متوترة أتسببُ في حادث.

الْياسَمِينْ
01-15-23, 12:46 AM
دخلت حديقة الهايدبارك وأطلقت قدميَّ، ثم دخلت اليوتيوب واستعملت سماعات البلوتوث ورفعت صوت عبدالحليم حافظ مطربي المفضل
وأغنية " قارئة الفنجان"
"ف حبيبــة قلبك يا ولدي نائمــــــة في قصـــــر مرصــود
من يدخل حجرتها من يطلب يدها من يدنــو من سور حديقتــها
مـــن حــاول فك ضفائـرها مفقــود "

لا حول ولا قوّة إلا بالله
ها هما الشابان يظهران مرة أخرى أمامي
لم أهتم بظهورهما، بل حتى لم أرتعب منهما
فأكملت طريقي وأنا أدندن
ف حبيبــة قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنـــوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي ليس لها عنوان
ليس لها عنوان يا ولدي يا ولدي

اِلتفتُّ خلفي لأجد الشابين وقد دخلا في عراكٍ خفيفٍ وشدٍّ مع عدد من الشباب البريطانيين
شعرت بأنني سبب الخلاف، رجعت خطوات واقتربت منهم
وإذا بهما يسألاني: هل ضايقناك؟ هل تعرضنا لكِ ؟
أجبتهما: لا، لم أشتكِ منكما؟ وما شأني بما يحدث لكما؟
أجاب أحدهما وهو يشير إلى الآخرين : إنهم يهددونني أنا وزميلي بعدم التعرض لك وإلا سننال عقابًا لا تُحمَد عقباه .
غير صحيح، لا أحد منهما اعترضَ طريقي، ومَن أنتم حتى تهددون المارة بسببي؟ لم أتلقّ أي إجابة.
أكملتُ سيري وعدتُ إلى الفندق بأمان.

الْياسَمِينْ
01-15-23, 05:57 AM
كنت قد اتفقت مع السيد يوسف على اللقاء في شارع إجورد رود حيث أن محل الفاكهة الذي سيعمل به في نفس الشارع.
اتجهت إلى هناك فوجدته ينتظرني، دخلنا معًا المحل، ألقينا التحية، وعرّفت صاحب المحل بالسيد يوسف، فرح به وطلب منه أن يباشر العمل ، استغربت من تصرفه stop.
كيف يباشر العمل من دون عقد عمل وتحديد أجرته ، ووضع الشروط التي تحفظ حقك قبل أن تحفظ حق السيد يوسف، أظن بريطانيا دولة قانون، أم أنني على خطأ؟!
تفاجأ صاحب المحل من طلبي، وكأنه يريد هذا المسكين أن يعمل معه بلا عقد عمل
قال لي: أمهليني بعض الوقت، حتى أجري اتصالًا هاتفيا، قلت ولمَ هذا الاتصال؟
ألستَ صاحب المحل؟!
أجاب: بأن هناك أمورًا أجهلها ولا يريد أن يفصح عنها. أصررت على معرفة هذه الأمور لكنه امتنع عن الحديث.
وكان الوقت يقترب من موعد المُحاضرة. طلب مني أن أترك يوسف معه في المحل وأعود إليه بعد الانتهاء من دوامي.
وأنه سيمنحه أجرَ هذا اليوم إذا لم تستوِ الأمور.
قدتُ سيارتي متوجهة إلى مقر الدورة
وقبل أن أدخل القاعة، ناداني المسؤول
واعتذر عما حدث بالأمس، وقال: المدير تفهم الوضع وقدّر اعتذارك عن العمل معنا
ولكنْ له رجاء خاص أبلغني أن أخبرك به
قلت : تفضل، ما الذي يطلبه منّي؟!
أجاب: يريدكِ أنت من تختار من المشاركين من يُنتدب بدلًا منكِ في نهاية الدورة ، فيه صفات الحرص والاهتمام والمشاركة وأن يكون نشيطًا .
قلت: هذا أمر سهلٌ، سأشير إلى الشخص المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب!
قال: لي طلب أخير أرجو ألا تخيبي رجائي
قلت: تفضل!
أجاب: أن يأخذ مكانك شخص من إيطاليا .
ابتسمت ابتسامة صفراء😏
قلت: آسفة .بما أن المدير منحني مهمة الاختيار، سأختار من يستحق ولن أخيّب ظنه .
أستأذن، المحاضرة على وشك البدء بها وأريد الاستعداد لها جيّدًا
تركته ومضيت إلى القاعة .

الْياسَمِينْ
01-15-23, 08:38 PM
انتهيت من الدورة ، وتواصلت مع السيد يوسف ، كان سعيدًا بوظيفته الجديدة
وقال أن صاحب العمل ينتظرني للإشراف على عقد العمل ، أخبرته أنني متعبة اليوم وسألتقي به يوم غد .
بعد ذلك مَشَيتُ متجهة إلى الهايدبارك، وحول بحيرة البط اشتريت بعض الطعام للبط كي أطعمه ، أسمع صوتا ممكن تطلبين لنا أيضا،نريد إطعام البط
التفتُ لأجد نفس الشابين ، ابتسمت قلت لهما: ok ، خذا الكمية التي تناسبكما.
بعد ذلك ذهبت ناحية البحيرة الكبيرة وبالتحديد بالقرب من الشابين ، كنت أرغب بكسبهما وأعرف بالضبط من هما ولماذا يحومان حول امرأة ثلاثينية جادة بتصرفاتها، تربعت على الأرض، رُغم توافر الكراسي في كل مكان.
لوّحت بيدي لهما ودعوتهما للجلوس معي لنتناول بعض الأحاديث، اقتربا منّي، جلسا بهدوء، قلت مازحة، أتسمحان لي بتفتيشكما ؟! ربما تكونان لصّين 😂
ضحكا وأجاب أحدهما، لو فكرت في يوم ما أن أكون لصّا، أنتِ آخر شخص أفكر بسرقته يا ياسمين.
ياسمين؟!😳😳😳😳
هل تعرفني؟!
تخبط بالحديث ونظر إلى صاحبه كأنه يقول له فلنهرب، فركضا ركضا كأنهما في مارثون، هروبهما ضمان بأنني لن أشاهدهما مرة أخرى، أكملت إطعام البط، ثُمَّ عدت إلى سيارتي فَقدتُها إلى الفندق وسلمتهم المفاتيح، وكالعادة لابد من الجلوس في بهو الفندق الكبير ، لأجد من ينتظرني.
إنهما السيدتان الجزائريتان اللتان قابلتهما
أول ليلة من وصولي، رحبت بهما، وطلبت القهوة وتبادلنا بعض الأحاديث العامة. لاحظت بجانبهما كيسا كبيرا بها دفتر للتلوين وبعض الألوان الزيتية ومجموعة فرش للألوان- لا تتوقع أيها القارئ أنني أتلصص وأشاهد محتوى الكيس- وذلك في كيس شفاف يوضح ما بداخله.
هنا فكرت بابنتي ياسمين وطلبها الوحيد فقط لوحة خشبية كبيرة لتسند أوراقها عليها ومجموعة من الألوان والفرش وإناء لوضع الماء وكل مستلزمات الرسامين
سألتهما : أين أجد محلا خاصا يبيع أدوات الرسم وأخذت العنوان منهما. على أن أذهب يوم غد وأوفر طلبات الصغيرة ياسمين.

الْياسَمِينْ
01-16-23, 08:16 AM
أول عمل قمت به هاتفت أم رائد زوجة السيد يوسف
سألت عن أحوالهم، وبالتحديد عن زوجها ، وأخذت تدعو لي لصلاح حال زوجها
وأنه عاد للصلاة، ولا يخرج من البيت إلا لشراء الحاجيات،
ويعود بسرعة ليمازح أبناءه ويساعد من يحتاج إلى مساعدة،
قلت لها أشكري الله عز وجل على هدايته وما أنا إلا سبب،
أتمنى لكم الاستقرار العائلي، وسأكون اليوم بمكان عمله وننهي موضوع العقد،
بلغي تحياتي لأبنائك، قبل أن أغلق الهاتف تذكرت أم رائد موضوع الفاكهة التي أرسلتها لهم
وقالت: وزعنا على جميع الشقق في العمارة،
كانت الكمية زائدة عن حاجتنا، قلت لا بأس، خير ما فعلتِ.
وذهبت إلى مقرّ الدورة .

الْياسَمِينْ
01-16-23, 08:24 AM
قبل أن أكمل أحداث المهمة الرسمية ..
سأختصر ما تم تناوله بالألغاز التي صادفتني ماذا أذكر وماذا أترك ؟!
لغز الرجل الثرثار في الطائرة الذي يكلمني كأنه يعرفني
أم من كان يستقبلني وحقيبتي بجانبه..
و ماذا عن الرجل الذي يحمل البطاقة باسمي دون أن يخبرني أحد بذلك؟
وموظف الاستقبال الذي قال لي : لا يمكنك تغيير الفندق !
وسمح لي بالخروج من الفندق من أول يوم الوصول قبل ظهور نتيجة المسحة ، وفي اليوم الثامن يخبرني صاحب المختبر بأنه يمكنني الخروج اليوم .
والطعام الذي يدخل غرفتي يوميا ولا أعرف مصدره 😕
والشاب الذي يدخل الطعام ورؤيتي له ومن ثم هروبه
الشابان اللذان يعرفان من أكون بالضبط ويهربان عند سؤالهما
وهما نفس الشابان اللذان يحومان حول الجيب ويسألان إن كنت أرغب ببيعه!
الشباب الذين يدافعون عني ولا يريدونني أن أتعرض لسوء .
وصاحب المحل الذي رفض توظيف السيد يوسف وبعد ذلك وافق ، غير الأمور التي أجهلها حسب قوله.
و و و إلى آخره. من المواقف التي تعرضت لها
الرحلة كلها ألغاز ، لم أعد أهتم ..
أفكر عطلة نهاية الأسبوع أحضر فيلما أجنبيا، أو أزور مانشيستر
أعانني الله على الأيام المتبقية 🤲
لقلب من يتابع 💕

الْياسَمِينْ
01-16-23, 09:35 AM
استيقظت مبكرا لأتجه لشارع إجورد رود مباشرة بعد أن اعتذرت بالأمس من صاحب المحل لعدم قدومي بسبب مشكلة تعرضت لها.
التقيت بصاحب المحل، وانتهينا من وضع شروط عقد العمل بسرعة متناهية، فكتابة العقود من صميم عملي مع موظفي شركات الوالد أطال الله بعمره ، والزوج رحمه الله..
عندما وصلنا إلى خانة الأجرة سألته : كم سيكون أجرته ؟!
أجاب: المبلغ الذي تحددينه سأوافق عليه .
قلت: أي مبلغ؟! أجاب نعم.
قلت له: ما رأيك ننادي يوسف هو الذي يضع المبلغ الذي يناسبه؟!😍
أجاب: لا أرجوك، أخاف أن يطلب أجرة تفوق مدخول المحل .😭
قلت: لا بأس، فقط سأسأله سؤالا لا يتعلق بأجرته وأعود إليك.
الرواتب أسبوعية في الدول الأوروبية وليس لديّ علما ما إذا كانوا مستمرين على هذا النظام وعلى ضوء ذلك تحدثت مع السيد يوسف:
كم أجار شقتك يا يوسف ؟ أجاب 250 باوند، وكم تحتاج ما يسد مصاريفك أسبوعيا؟ أجاب: 150 باوند
عدت أدراجي لصاحب المحل: هيا نكمل العقد .
قلت له سأسألك سؤالا ولك مطلق الحرية في الإجابة أو الامتناع.
كم مدخولك في الشهر تقريبًا؟
أجاب : 5000 باوند
قلت له : يناسبك 10% تصرفها للسيد يوسف كأجرٍ مُعتَمد؟
500 باوند بواقع 120 باوند أسبوعيا
توقعت أن يعترض، بدأت بـ 500 باوند حتى نصل في النهاية إلى 400 باوند وإذا به يردد كلامي: الحياة غالية جدا ولن يكفيه هذا المبلغ، ظننته يسخر، وإذا به جاد في كلامه، ولكنني تمسكت بالـ 500 باوند فقط لا غير .
وسألته عن كيفية استلام أجرته، هل سيكون كاش أم استقطاع؟ فضل الاستقطاع الأسبوعي .
هنا ناديت على يوسف وقرأنا سويا شروط العقد الذي يلزِمه بالحضور يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى التاسعة مساءً، عدا يومي السبت والأحد، حيث يكون العمل يوم السبت من الساعة التاسعة حتى الرابعة عصرًا، والأحد إجازة رسمية، وأن يتعامل مع الزبائن بكل احترام، ولا يخلق المشاكل ويستلم البضاعة إذا لم يكن صاحب المحل موجودًا ويوقع بالاستلام بعد أن يتأكد من كميتها في الفاتورة وفي الواقع، ويقوم بتنظيف المحل قبل إغلاقه، وله الحق أن تكون له فترة لتناول الغداء ومدتها نصف ساعة، و يتقاضى راتبا أسبوعيا بمبلغ 120 جنيها استرلينيا مقابل عمله.
هل تقبل يا يوسف؟ خنقته العبرة وأومأ برأسه ووقّع العقد باسمه.
نظرت إلى ساعتي، أمامي ساعتان لبدء الدورة، استأذنت صاحب المحل بمرافقة السيد يوسف إلى أقرب بنك بعد أن علمت منه بأنه لا يملك حسابا بنكيا .
خرجت من المحل برفقة يوسف وأثناء الطريق لمّح لي أن هناك أمرًا ما لابد أن يخبرني به، سألته: بمن يتعلق الأمر؟!
أجاب بصاحب المحل.
يا يوسف سأسدي لك نصيحة لله، انتبه لوظيفتك وتذكر كلامي
لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم.
لا تحاول أن تنقل مايدور في المحل إلى الخارج، احتفظ بالسرية، أستر على ما تواجهه. ولم أترك له مجالًا ليغتاب صاحب المحل .
أكملنا سيرنا إلى البنك وانتهينا من فتح حساب خاص له واستلمنا ورقة منهم بالآيبان حتى يسلمه يوسف لصاحب المحل ويتم تحويل أجره عبر حسابه الشخصي،وأكدتُ عليه بأن يحتفظ بنسخة عقد العمل في مكان آمن .
عاد يوسف إلى عمله وتوجهت إلى مقر الدورة، وفي قرارة نفسي كانت بي رغبة لمعرفة ما رآه يوسف، لأن صاحب المحل أخبرني بالأمس بأن هناك أمورًا أجهلها، ومن حقي أن أعرفها، ولكن لن يكون يوسف سببا لتوصيل ما أجهله من أمور تتعلق بي شخصيا أو بصاحب المحل .
عدم رغبتي بسماع الموضوع من يوسف بالذات، حتى لا يعتاد نقل ما يدور حوله، بل يحافظ على السرية حتى يستمر بوظيفته، ولا يتعرض للمشاكل.
هنا انتهيت من موضوع يوسف لله الحمد رنّ الهاتف ، الرقم من مقر عملي في الكويت، لم أردّ لضيق الوقت، على أن أجيب عليهم بعد الانتهاء من الدورة.

الْياسَمِينْ
01-16-23, 03:57 PM
وصلت مقر الدورة
يا للمفاجأة
أحد الخليجيين يرغب بالتحدث معي
وأخرى روسيه و آخر طلياني و غيرهم
هنا أدركت أن مسؤول المحاضرات ( بخور السوق) 🙄
بالتأكيد أخبرهم بالموضوع، والكل يرغب بالانتداب في هذا المكان🙄
قلت بصوت مرتفع حتى يسمعني الجميع :
من يرغب بالتحدث معي يؤجله إلى ما بعد الانتهاء من المحاضرة،
بشرط ألا يكون الحديث يتعلق بالندب.
انتهيت من المحاضرة لم أجد أحدًا يرغب بالتحدث معي، هكذا أفضل🤣

خرجت من مقر الدورة حتى أهاتف مقر عملي داخل الكويت ،
هناك عدد من المكالمات الفائتة لأم رائد زوجة السيد يوسف
انخلع قلبي من تلك المكالمات ، طبعًا سأبدأ بمهاتفتها أولا ،
أوصلت نفسي للهايدبارك واخترت كرسيا مناسبًا ،
وبعد أن أخذتُ نفسًا عميقًا بدأت مكالمتي لها ...
مرحبا أم رائد ،،
أهلا ياسمين، أعتذر عن الإزعاج
ولكن لابد من محادثتك في موضوع هام يخص ابني
قلت : أي ابن من أبنائك ، تكلمي ما موضوعه ؟
قالت : الموضوع يتعلق بسعد ، أخجل والله من فتح الموضوع ،
قلت: أم رائد تكلمي ولا تخجلي ، نحن أسرة واحدة ولا تضعي حاجزًا بيننا
هيا تفضلي …
قالت : سأرسل لكِ صورة بالواتس أب وأنتِ تخيّلي ما الموضوع
قلت : أرسلي الصورة ، بانتظارها
أرسلت لي حقيبة يد كبيرة ( هاندباك )
لأول مرة أحتار ، لم أفهم شيئا ، وأين الخجل في الموضوع ؟!
ربما ابنه يرغب أن أشتري مثل هذه الحقيبة له ! احتمال
ربما تود أن آخذ معي هذه الحقيبة لمعارفها داخل أمريكا أو الكويت ، لأنها كانت ممتلئة .
لم أجد غير هذين الاحتمالين .
عاودت الاتصال بها لأعرف ما المطلوب مني بالضبط؟
أجابت بخجل شديد ، ابني منذ ثلاث ساعات يبكي وجهز حقيبته ، ومصر أن يرافقك ويكون معك
على أن يعود إلينا يوم الجمعة .
أول سؤال طرحته كم عمره بالضبط 😂😂😂😂😂
قالت : 10 سنوات
قلت لها : أكيد 10 سنوات، لو يوم واحد زائد ،سأعتذر 🙈
أرسلي لي صورة شهادة الميلاد :)
أرسلت وتأكدت من عمره ناقص شهرين على أن يكمل العشر سنوات ، في عمر ابني بنيامين
طيب ، ممكن أتحدث معه؟
أهلا سعد كيف حالك ، سمعت أنك ترغب بزيارتي
أجاب : لا ليست زيارة فقط ، أريد أن أمكث معك
قلت له : ممكن نعقد اتفاق ، بأن تكون الزيارة يوم الجمعة وأيضا يوم السبت ، عطلة نهاية الأسبوع ، ما رأيك ؟
طبعا وافق على أن أمر يوم الجمعة بعد انتهاء الدورة كي يرافقني .
الآن يا حبيبي أريد التحدث مع والدتك .
اسمعي يا أم رائد ، وافقت على طلب سعد بشرط أن تكتبي لي رسالة خطية بأنك على علم وبإرادتك وموافقتك أنتِ ووالده برفقته لي .
ولم كل هذا يا ياسمين نحن نثق بكِ كثيرًا .
قلت لها : سأستلم منك روحا بشريا وليس خروفا، وحتى أحفظ حقي ، معرفتي بكم لا تتعدى الأسبوع ، ماذا أفعل إذا اتهمتوني بخطفه؟!
وحتى أحفظ حقك أنتِ أيضا ، في حال ضياعه لا قدّر الله ، هناك مايثبت لديك بأنني أنا المسؤولة عن ضياعه.
لاتغضبي من تصرفي ، فتجارب الحياة علمتني الكثير . وافقت بعد أن أقنعتها . أنهيت المكالمة .

الْياسَمِينْ
01-16-23, 07:50 PM
حضرت دورتي في الوقت المناسب لي
عيون ونظرات لا أجد تفسيرًا لها من السادة المشاركين بالدورة
وسبحان مغير الأحوال ، النشاط اليوم لم أشهده قبل أن يصل إليهم خبر الندب…
وللعلم وحسب ما قرأت في أول يوم على السبورة عند مدخل المقر
جميع أسماء المشاركين ودولهم وسنة الميلاد ،
لمحت اسمي في آخر القائمة ، وست سنوات فرق العمر بيني وبين من يسبقني مباشرة في القائمة
صعب جدًا التعامل مع من هم أكبر منّي سنا ، للأمانة الكل في قمة الأدب والاحترام ،
لكني أخجل من أن أرد لأي منهم طلبًا ، وفي نفس الوقت ضميري حي وأخاف الله وأخشى الواسطات .
لم هذه المقدمة ؟
لأن المكالمة التي تلقيتها بالأمس من مقر عملي تتناول شيئين
أولهما : لم رفضتِ الندب ، سيكون من صالحك ،ويخدمك في الترقيات المستقبلية ، غير ذلك ترفعين من شأن وطنك .
ثانيا : إذا مصرّة على الاعتذار أرجو أن تختاري (…………) بأمر من المسؤول .
أجبتهم: أولا، رفضت لأسباب أسرية لست مجبرة على ذكرها .
ثانيا، بلغي تحياتي للمدير و أخبريه بالحرف الواحد ، ياسمين كما عهدتها في عملها ، لم تتغير ، ولن ترضى بأن يُملي عليها أحد قراره .
وهذا لا يعني أن هذا الشخص إذا يستحق المكان سوف أُبعده لأن المدير يطلبه بالاسم .
سأحسم الأمر في آخر يوم في الدورة وأختار من يمليه عليّ ضميري ، ولن أمدد يوما واحدًا لأي سبب كان .
انتهيت من الدورة ، وانطلقت مباشرة لبيت السيد يوسف، الطفل سعد ينتظرني حسب الاتفاق.
نزلت لشقتهم وجلست مع والدته ، واستلمت الورقة الخطية بخطها وتوقيعها هي وزوجها ، استأذنت ومعي سعد الصغير.
فتح باب السيارة الأمامي كي يجلس بجواري ، طلبت منه أن يجلس في المقعد الخلفي ، لأن النظام هنا، ممنوع جلوس الأطفال في المقعد الأمامي.
جلس في الخلف وهو غاضب ، سألته عن سبب غضبه ، أجاب لستُ طفلا ، أنا كبير، أنا رجل ، أعد الكلام يا سعد ، لم أسمع ، نعم أنا رجل
سألته : متأكد أنت رجل ؟ أكّدَ لي ذلك ، قلت لو سمحت خذ حقيبتك وارجع لماما ، ما أدخل غرفتي رجال😂😂😂😂
قال لا أقصد ذلك ، أنا طفل ولكن أتصرف كالرجال .
لا لا ، أنت خطر ، لابد أن تنزل وفورًا 😱
ماذا تريدين مني أن أقول خالة ياسمين حتى أكون برفقتك ؟
أن تجلس في الخلف وأنت سعيد يا سعد وراضٍ عن هذا المكان .
قبل العودة للفندق ، دخلت معه سوبر ماركت ، اختار ما يحتاجه من حلويات وأنواع الشوكلاته ، ثم أخذته للمكتبه واخترنا عددا من القصص لأقصها عليه .
وأثناء الطريق سألني : هل سأنام على الأرض؟ قلت له سريرك جاهز طلبته لك من إدارة الفندق ، لن تنام على الأرض.
سألته في غرفة مجاورة لي وباب بيننا هل أستأجرها لك ونجعل الباب مفتوحًا ؟ أم تخاف؟
قال أريد أن أكون معك في الغرفة ، حسنًا اتفقنا
وعدنا قبل قليل إلى الفندق ، الجميل سعد يبدو عليه الإرهاق نام فورًا بعد تناول العشاء ، لم نقرأ قصصًا ، ولا حتى تبادلنا الأحاديث😏
ناظرته وهو نائم وخرج منّي هذا الكلام☺
إلى طفلي الذي لم ألده
النبض الذي يتعايش داخلي بكل مرح
المطر الذي حل على روحي بكل حفاوة
الخوف الخاضع لجميع مراحل السعادة
الشوق المكبل بالطفولة والبراءة
طفلي الذي لم ألده والجرح النازف
عند كل خدش يحصل له
حبيبي عندما تكبر، لا تخضع لحزن
لِيندملَ جُرحُك؛ قاوم ولا تيأس واعلم أني دائمًا
بجوارك
أحبك يا سعد

الْياسَمِينْ
01-17-23, 12:43 AM
كنت قد أرسلت في وقت متأخر ليلة أمس رسالة نصية عبر الوتس أب لأم رائد، كي تخبرني إذا كان سعد يصلي حتى أوقظه لصلاة الفجر، مع أنني كنت على يقين أنه لا يصلي كوني لم أسمع منه ومن إخوته كلمة واحدة باللغة العربية، ولكن لابد أن تخبرني والدته بنفسها كي أبرئ ذمتي منه.
وكما توقعت استيقظت لأقرأ ردها :
- للأسف لا، هم من مواليد بريطانيا ولا يجيدون اللغة العربية.
طبعا، لم أعقب على كلامها. لن أحرجها ولن أتدخل في طريقة تربيتها لأبنائها، و لا حتى في شئون أسرتها.
وفي قرارة نفسي لا أجد مبررا من عدم تعليمهم للصلاة منذ الصغر ، فمَن في قلبه الصلاة يؤديها ويحرص على تعليم أبنائه.
ياسمين وبنيامين لغتهم أجنبية ‎%‎100 ويتحدثان بها في المنزل مع أباهما وجدهما ، ولله الحمد قربنا من الانتهاء بحفظ آيات الله عز وجل. مع أن لغتهم العربية لا تتعدى ال‎%‎30 الأم تربي ولا تُنجب فقط.
كنت أنتظر الجميل سعد يستيقظ كي أطلب لنا طعام الفطور لنفطر سويا، فاجأني بأنه يريد أن يفطر في مطعم الفندق مع الناس قلت نفطر في الغرفة، ثم نحلي في المطعم مع الناس، ما رأيك؟
اليوم السبت عطلة، بعض المحلات تفتح فترة زمنية محددة ثم تغلق.
فكرت في مكان مناسب أقضيه مع سعد
عين لندن/ كوفيت غاردن/ الهايدبارك
اختار الجميل سعد من بين هذه الأماكن
حديقة هايدبارك على أن نشتري كرة قدم ونلعب سويا في الحديقة .
نزلنا إلى بهو الفندق وطلبنا " سويت" وانطلقنا إلى الحديقة، وجد أولادًا في عمره أستأذنني أن يلعب معهم، وافقت بشرط ألا يبعد عن المنطقة التي أجلس فيها، هاهو يلعب، عين عليه وعين في كتاب أقرؤه.

الْياسَمِينْ
01-17-23, 12:52 AM
يُفترض أن الجميل سعد يعود لأسرته اليوم
ولكن ماحدث في الهايدبارك، ومكوثنا طوال اليوم في المستشفى وعدم خروجنا سويا،
جعلني أستأذن السيد يوسف أن يبقى معي الطفل سعد ليلة أخرى..
ماذا حدث بالأمس في الهايدبارك؟
أثناء لعب سعد مع الأولاد لكرة القدم، وقع أحدهم على قطعة (زجاجة)
- الله يكفينا شر مدمني الخمر الذين يشربون ويكسرون الزجاج -
وأحدثت جرحا غزيرا و قطعا في جبينه ، أتى سعد ليخبرني، ركضت فورًا معه لمكان الحادثة وانتظرت برهة عل وعسى، أحد أبويه يظهر، كان الطفل يبكي وينزف، حملتُه وسعد معي إلى أقرب مستشفى، وأثناء الطريق سألت الطفل : من أوصلك للحديقة؟ أجاب أبي وسيعود بعد ساعتين ليأخذني.
حسنا ، ممكن تمرر لي رقمه؟
هنا فكرت، لو أتصل به ماذا سأقول له ؟
الأفضل بعد الانتهاء من المستشفى أدع الولد يكلمه بنفسه ويطمئنه على حاله.
وصلنا مستشفى ( كرومويل لندن) وأسعفنا الولد، لابد من عدة غرز على جبينه ولابد من موافقة
ولي الأمر، هنا اضطررت أن أهاتف والده ليجيء بنفسه.
- مرحبا سيدي
- مرحبا، من معي؟
- لا يهم من أكون، أرجو أن تحضر فورًا إلى مستشفى كرومويل،
- لا يمكنني في الوقت الحاضر، يجب أن أمر على ابني وآخذه بعد ذلك أتوجه إلى المستشفى،ولكن لماذا؟
- ابنك معي في المستشفى، لا تقلق هو بخير ويمكنك محادثته، هي مجرد إجراءات تتطلب وجودك
تفضل كلم ابنك…..
أقل من عشر دقائق حضر أبوه
بمجرد أن رآني ابتسم وقال أيعقل. أهذه أنت؟
استغربت من كلامه !
من يكون حتى يسألني: أهذه أنتِ؟
تجاهلت كلامه وقلت له: اهتم بابنك، اِذهب ووقِّع بالموافقةِ على عملية الغرز فالولد ينزف.
ولكل حادث حديث.
سأذهب الآن وأرجو منك رسالة اطمئنان عن حالة ابنك.
- أرجوكِ انتظري قليلا .
- لا تقلق، سأعود، قليلًا من الوقت .
قلت لنفسي لابد أن أعود، على الأقل لأحل هذا اللغز .( أهذه أنتِ؟ )
خرجتُ إلى مكان قريب من المستشفى مع سعد لشراء هدية للطفل
وعدت، وبدأ الحديث الطويل الذي يقبله المنطق، ولا يقبله العقل…..
يُتبع :b090:

الْياسَمِينْ
01-17-23, 12:38 PM
عدتُ مع الجميل سعد إلى المستشفى لأجد والد الطفل بانتظاري، وقد انتهى ابنه من عملية الغرز على جبهته، وكان هادئا ولله الحمد، طلبت من سعد أن يقدم له الهدية بنفسه على التهنئة بسلامته، وقدمت له ظرفا بداخله (مبلغا) وقدره (…..) منّي له ،
-هذا أسلوبي من عمر 18 سنة، حتى في الكويت أجهز أظرفا تحسبًا لأي طارئ وأضعها في حقيبتي كي تدفع البلاء عني وعن أسرتي 🙌-
وتحمدت له بالسلامة، التفتُ إلى والده وسألته:
هل لي أن أفهم الآن، لم قلت لي
أهذه أنتِ؟ هل تعرفني؟
أجاب: الموضوع طويل، لا يصح التحدث على عجل فيه، هل بالامكان أن نتقابل ونجلس بمكان ونتحدث؟!
قلت له بما أن الموضوع يتعلق بي، سأفعل، بعد صلاة العشاء سأكون في أحد مقاهي هارودز الخارجية مع سعد طبعًا .
اتفقنا على ذلك …
خرجت مع سعد كي نتجول ونقضي وقتًا ممتعا، فكرت في غامبادو تشيلسي
أفضل مكان للأطفال في لندن، وهو عبارة عن منطقة ألعاب مغلقة تضم أكثر من 100 لعبة وكلها مناسبة للأطفال حتى سن 10 سنوات، ومؤمَّنة بأرضيات مرنة لضمان حماية الأطفال، كنت قد أخذت ياسمين وبنيامين قبل سنتين لهذا المكان، وأذكر أنهما كانا سعداء بهذا المكان، ذهبت معه، واستمتع جدا، انتظرته إلى أن انتهى وطلب مني أن نغادر المكان بعد قضاء ساعة ونصف الساعة متجولا بين الألعاب وأنا خلفه خطوة بخطوة خوفا عليه، مع أنني يوم أخذت أبنائي لهذا المكان طلبت منهما الذهاب معا للعب والتواصل معي بعد الانتهاء. وجلست أنتظرهما.
لكن يظل سعد أمانة في عنقي يجب الحفاظ على سلامته.
و كلّي فخر وعزّة أن أكون أمينة على أمانات غيري 😐
خرجنا من غامبادو تشيلسي فورًا إلى إحدى المطاعم العربية التي أثق فيها ومنذ سنوات أتعامل معها، لتناول طعام الغداء.
عدنا إلى الفندق للاستراحة وبعد صلاة العشاء توجهنا إلى هارودز، تسوقت قليلًا إلى أن حان موعد اللقاء مع والد الطفل

الْياسَمِينْ
01-17-23, 12:42 PM
وبدأ اللقاء مع والد الطفل في مقهًى عام
أمام مجمع هارودز .
سألته ماذا تريد أن أطلب لك؟!
أجاب: لاشيء شكرا.
ناديت على النادل وطلبت لنا كوبان من الشاي وأيسكريم للطفل سعد،
للأمانة مع أني لا أعلم ماذا سيدور من حديث ولكني مطمئنة تمام الاطمئنان، أن الطفل سعد لن يفهم شيئًا، لأن والد الطفل هو الشخص الوحيد الذي منذ وصولي للمملكة المتحدة يتحدث اللغة العربية جيدًا.
بدأ بالحديث بــ [يا أختي أنا أعرفك جيدا].
- بما أنك تعرفني جيدا، لمَ لم تذكر اسمي بعد كلمة أختي؟!
- نعم أعرفك جيدا، أعرف شخصك الكريم، ليس من الضروري أن أعرف اسمك!
- بدأنا من أولها بإخفاء المعلومات؟!!!!
- كيف تعرفني ولا تعرف اسمي؟
- أرجوك انتظري، ممكن سؤال قبل أن أكمل حديثي معكِ؟
- تفضل !
- كم لبثتِ في بطن أمك؟ لا تعطينني فرصة للحديث🙄
- سبعة شهور، وفي رواية أخرى خمسة شهور 😇، لا أعلم أي الروايتين صحيحة.
- ممكن أتحدث دون أية مقاطعة، عندما أنهي حديثي سأدعك تعقبين.
- حسنا، سأصمت😐

الْياسَمِينْ
01-17-23, 07:26 PM
منذ عشر سنوات تقريبًا، وهو عمر الولد أنس، وُلد وماتت أمّه أثناء الولادة، لم يُرضع كان بحاجة إلى الحليب، كان دائم البكاء بسبب الجوع ضاقت الدنيا بي ولم أجد ما يسد جوعه غير أني أخرج وأمد يدي للناس، لم أكن أملك وظيفة وأنا من فئة البدون الذي انولد وعاش في الكويت، وفي إحدى ليالي الشتاء الممطرة كنت أقف في مواقف إحدى الجمعيات التعاونية الاستهلاكية أسأل حاجتي، لم يلتفت لي أحد، وكنت أعذرُهم، لأنني تلثمت من البرد ، ووقتها انتشرتْ في الكويت عملية النصب والاحتيال، وكانت وزارة الإعلام تبث إرشاداتها عبر التلفاز، اقفلوا سياراتكم بمجرد ركوبكم ولا تفتحوا النافذة لأحد،بسبب كثرة الجرائم حينذاك .
- يئست وانتقلت للمواقف الخلفية ولم أجد غير سيارة واحدة [ ………. ] سوداء وتتأهب للسير بالرغم من الظلام الدامس، وصوت الرعد طرقتُ نافذة السيارة لتفتح لي فتاة كل نافذتها وليس جزءًا منها دون خوف وتسألني :
- تفضل أخي، هل هناك مشكلة ؟
- قلت بخجل شديد أطلب منكِ دينارا واحدا فقط لكي أشتري حليبا لابني .
- فتحت حقيبتها وأعطتني ظرفا به [250دينار] قالت لي : خذ هذا هو الظرف الأخير يبدو أنه من نصيبك، لو كانت هناك أظرف أخرى لأعطيتك إياه كلها.
و مضتْ وأنا أرفع يديّ للسماء في هذا الجو الماطر وأدعي الله أن يوفقها ويسدد خطاها .
- لا تقل لي أن تلك الفتاة هي أنا،
- نعم أنتِ.
- وكيف عرفتني جيدا وأنت تقول كان الجو ماطرا والظلام يسود المكان، والفترة الزمنية طويلة، لابد أن هناك تغيرات حتى لو كانت طفيفة!
- بعد أن مضيتِ، سجلت رقم سيارتك ولديّ معارف في الداخلية استطعت أن أعرف مَن أنتِ ومن هو والدك أو زوجك لا أعلم بالضبط مِن رقم سيارتك ولأن السيارة مسجلة باسم أحدهما. وبعدها تابعتك بعد أن عرفت عنوانك لفترة بسيطة وكنت أراكِ من بعيد، لذلك اليوم تعرفت على وجهكِ ، ولم تتغيري أبدًا فيما أرى عليّّ كأنك محافظة على نفسك.
- حسنا يا أبا أنس أنا تقريبًا تذكرت الأحداث وأنت صادق في كل كلمة نطقتها، بالضبط هو المبلغ الذي أملأ أظرفي بداخلها .
- ولكن ماذا تفعل هنا في لندن مع ابنك هل تعمل، هل الولد يدرس هنا، وهل تزوجت ولديك أبناء آخرين ، بمعنى هل أنتَ ميسور الحال وبإمكانك المكوث في هذا البلد الغالي؟
- صراحة بعت كل ما أملك في الكويت وهاجرت إلى هنا منذ شهرين فقط، لا زلت أبحث عن العمل، وحاليا أسكن في غرفة واحدة مع زوجتي ، وابني عند أختها، ولم أرزق بأبناء منها، يمكن لحكمة إلهية حتى تحب ابني وتربيه كإبنها. ، ومع أن أختها أمهلتنا ثلاثة أشهر كي ندبر سكنا لنا.
- امممممممممم
- اسمع يا أبا أنس، أنا هنا في مهمة ما، وعلى وشك الانتهاء منها ء وليس لديّ متسعا من الوقت كي أقف بجانبك. أمامك خياران تفكر وترد عليّ، بالكثير: يوم غد.
1- إمّا أن تعود إلى الكويت وهذا أفضل لك ولي وسأتكفل لك بالمسكن والوظيفة وحتى دراسة ابنك إلى أن يتخرج، وزوجتك بما أنها أحسنت معاملة ابنك ولم تعامله كزوجة أب سأكافئها أيضا بوظيفة تليق بمقامها .
2 بإمكاني أن أؤمن لك سكن هنا، تذكّرت للتو أني أملك شقتين مهجورتين ،ولكنهما نظيفتان، هناك من يعتني ويهتم بنظافتهما أسبوعيا، إحداهما لي والأخرى لوالدي، سأهاتفه الليلة كي يخبرني أي الشقتين أقدمها تكون لك كي تسكن فيها. غير ذلك لا يمكنني أن أقدم لك أي شيء غير هذه الأظرف الثلاثة لضيق الوقت ، أتوقع تكفيك لشهرين آخرين.
- لدي اقتراح، في حال اخترت الخيار الثاني، فشقتي كبيرة خمس غرف، بإمكان أخت زوجتك العيش معكم، ويتم تأجير شقتها والعيش من مردودها على أن تُقسم على اثنين، بينك وبينها، لأنها ستعيش مجانا معك ��

- فكّر وهاتِفني، رقمي معك .والآن يجب أن تتناول طعام العشاء .
- لا يا ——-
- ياسمين أنا ياسمين
- أشكرك على ما قدمتيه لي سابقا وماتقدمينه لي الآن
- ماذا أطلب لك؟
- أي شيء
- سأطلب عدة أصناف وسأدفع وأمضي، عليك أن تنتظر و تأخذ العشاء وتتناوله مع أفراد أسرتك، مع تمنياتي أن يكون العشاء هنيئا مريئا .
أخذت الطفل سعد و عُدنا إلى الفندق
كالعادة: مرهق ويريد أن ينام��
على أن يستيقظ باكرا يوم غد وأسلمه لأهله ومن ثَمَّ أحضر آخر يوم للدورة
لن تكون هناك محاضرات، مجرد تكريم وتوزيع الشهادات .

الْياسَمِينْ
01-18-23, 09:10 AM
استيقظت باكرا اليوم ..
لديّ من الأعمال لابد من إنهائها،
حيث أنه اليوم الأخير لي في بريطانيا وعليّ أن أغادر،
الجميل سعد إلى الآن لم يستيقظ، تركته نائما، وقمت بتجهيز وترتيب حقيبته، وجهزت جهاز الحاسوب مع محتوياته ووضعته في علبته لكي أسلمه لرائد كما وعدته، وطلبت طعام الإفطار، بانتظار سعد، يبدو أنه لا يريد الذهاب لمنزله. ليس من عادته أن يطيل في النوم، وببراءة الأطفال، لمحت البؤبؤ يتحرك :200: قلت له: تتظاهر بالنوم؟! هيا يا سعد، لا أملك الكثير من الوقت، استيقَظ وبسرعة بدل ملابسه وتجهز .
كان الإفطار على وشك الوصول، فطرنا واستعجلت الذهاب إلى منزله، والحمد الله تم تسليمه لأهله، طلبت من والدته تسليمي الرسالة الخطيّة التي وقعتُ عليها وسلمتها رسالتها التي وقعتْ عليها، وسلمت رائد جهاز الحاسوب، بقي أمرٌ واحد هو تحويل شريحة الجوال - التي استلمها مني يوسف – لتكونَ باسمه ، سلمتُ على الجميع واستأذنتهم بالذهاب إلى السيد يوسف
وتم التحويل، وانتهيت بتاتًا من هذه العائلة الجميلة.

الْياسَمِينْ
01-18-23, 09:21 AM
بقي موضوع والد أنس الذي قرر العودة للكويت ، وقد فرحتُ بقراره
وطلبت منه أن يتريث أسبوعين إلى أن أتمم حجوزاته وأتواصل مع مناديب
الشركة كي يوفروا له المسكن ويهيئوا له كل طلباته لحين عودتي إلى الوطن .
كنت قد هاتفت الوالد حفظه الله وأطال في عمره بخصوص الشقتين فعرض عليّ شقته لأنها أربع غرف وتناسبهم، وأن أحتفظ بشقة أحفاده :icon10:
قلت له تمّ، وبما أن والد أنس سيعود إلى الكويت، إذن الشقة من نصيب عائلة يوسف
لم أنس ما قاله سعد ( هل سأنام على الأرض) :MonTaseR_68:
اتصلت على أم رائد سألتها: كم عدد الغرف في شقتك؟ أجابت: غرفتين وحمام واحد والصالة التي جلستِ فيها و .. مستورة لله الحمد، قلت لها لا بأس، انتظري اتصالا هاتفيا مني
بعد الانتهاء من الدورة .
وحضرت الدورة وكنت قد اخترت من يُنتدب - ويعمل مع المركز لمدة سنتين -
من بين ثلاثة مشاركين، كلهم في نفس المستوى، حيث النشاط والتركيز والتقارير التي قُدّمت وأسلوب الطرح والعمل المتعوب عليه .
عملت القرعة بينهم، ثلاث مرات ،يظهر لي هذا المشارك الروسي، قلت نصيبه، والكلمة الأخيرة لهم .
انتهت الدورة بخير وسلام وتم توزيع الدروع وشهادات حضور الدورة.
شكر خاص لي كمحاضرة للدورة:SnipeR103:
وشهادة حضور ودرعين ، طلبت منهم إرسالها لمقر عملي، فلن أحمل شيئا معي إلى أمريكا، وتمت الموافقة. وخرجت من الدورة لأتلقى مكالمة من والدي حفظه الله وأطال في عمره، يُخبرني بأن عمة الأولاد في أمريكا وستغادر إلى لندن، وأن ياسمين وبنيامين يرغبان في الذهاب معها، ما رأيك في أن تمددي أسبوع وتنتظريهما :لا بالله:
- لا لا لا سئمت من المكوث في لندن لا ترسلهما أرجوك. بعد عودتي بأسبوع وعد مني آخذهما إلى باريس، فهما يحبان ديزني لاند، أخبرهما بذلك

الْياسَمِينْ
01-18-23, 05:14 PM
يا الله عقلي مشوش …
اتصلت على أم رائد وطلبت لقاءها في الساحة المقابلة لقصر الملكة، وأن تستعجل الحضور، ركنتْ سيارتها وركبت معي إلى حيث الشقتين المقابلتين في نفس الدور [الشقة رقم 6 خاصة بي والشقة رقم 7 ستكون لها ولأولادها أدخلتها الشقة التي ستسكنها، قلت لها ستنتقلين إلى هذه الشقة وستعيشين فيها مع أبنائك وبلا مقابل وإلى ماشاء الله لن يأتِ يوم ونطلب منك الخروج منها!
ماذا قلتِ يا أم رائد ؟
دمعت عينيها من الفرحة…
هذه الشقة يا أم رائد فيها أربع غرف ماستر بحماماتها -أعزكم الله - ومطبخ كبير ومكان خاص لثلاجة وفريزر، ومخزن للأغراض،
استلمي المفتاح من الآن، ولا تهتمي لأي شيء، سأمرر عليك رقم الصيانة، عليكِ الاتصال بهم فقط من دون أن تدفعي بِنسا واحد، فهم سنويا ينالون المال نظير خدمتهم. والضرائب أيضا مدفوعة تلقائيا.
بادرتْ بالاهتمام بشقتي المقابلة لها قلت لها هناك من يأتي أسبوعيا ويقوم بتنظيفها أنتِ فقط ارتاحي 😘
قالت على الأقل أشرف عليهم .
قلت أنا أشرف عليهم، الاتفاق أن يتصلوا بي قبل دخول الشقة، أطلب من الحارس أن يفتح لهم الشقة وأنا أفتح الكاميرا بالجوال وأتابع تحركاتهم إلى أن ينتهوا وأكلمهم كأنني معهم .
ومن الآن سأفصل الكاميرا عن شقتك، لا داعيَ لمتابعتها. هذا كل مالدي، سجلي العنوان حتى لا تنسي، وبلغي تحياتي للسيد يوسف، وسعدُ يا أم رائد لا تدعيه ينام على الأرض، الشقة تحتوي على ستة أسرة، هيا أوصلك إلى سيارتك .
وأي مشكلة بخصوص الشقة ،هاتفيني يا أجمل جارة ..
من بعد اليوم لن أسكن الفنادق بما أنك جارتي …

الْياسَمِينْ
01-18-23, 11:27 PM
موعد إقلاع طائرتي الساعة العاشرة مساء
ونظام الفنادق الخروج الساعة الثانية عشرة مساءً، أستغربُ من إدارة الفندق، عادةً يتركون ظرفا تحت الباب يخبرونا بانتهاء الإقامة، بالنسبة لي ليست لديّ أي مشكلة ممكن ترك الحقيبة في السيارة وفي المساء أتوجه إلى المطار. ومع ذلك اتصلتُ عليهم واستفسرت متى يمكنني الخروج؟
أجابني أحدهم: وقت ما تشائين :مبحلق:
كيف؟ أليس النظام الساعة 12 وتصرفون النظر بساعة إضافية، ضحك وقال لي : النظام لاينطبق عليك
العرب خربوا لندن يا رجاله :MonTaseR_172:
تركت حقيبتي في الغرفة، ونزلت لبهو الفندق، أتصفح الصحف البريطانية، انتهيت منها ثم توجهتُ لتناول الإفطار.
لأول مرة منذ وصولي لهذا الفندق، أنزل للإفطار في المطعم، ولم أطلبه في الغرفة
أخذت مقعدًا في الزاوية، المزاج عال، والعقل صاف، تذكرت المطربة أنغام وأغنيتها الجميلة "في الركن البعيد الهادي" حضر النادل وطلبت منه قهوة فرنسية. فجأة جاءت مَن تغمض عينيّ من الخلف وطلبت مني أن أتعرف عليها، جرحتْ جفني بظفرها، تمالكت نفسي وصبرت، حقيقة لم أتعرف على صوتها، كنت أضع سماعات بلوتوث وأسمع أنغام وانقطع صوتها، قلت لنفسي ربما من حركة يديها على عيني، بعد ذلك رفعتْ يديها وقالت: عفوا شبهتُ عليك، أنا لا أعرفك، قلت: ولا أنا، حصل خير.
قلت لنفسي: خير؟ وأنتِ تجرحين عيني، واختفت، كانت حركة خبيثة منها لسرقة جوالي، أظن مع رفيقتها.
ولأن هذا جوالي الرسمي وأعتمد عليه في العمل، توجهتُ فورًا لمكتب الاستقبال لأقدم شكوى، إذا بالشاب الذي يُدخِل عليّ الأطباق الخليجية أمامي وبيده الجوال، سلّمني إياه وعلى زاويةٍ شاهدت الفتاة التي سرقتني حيث أوقفوها وطلبوا لها الشرطة، قلت بما أن الجوال معي اتركوها، سأتنازل عن الشكوى، ومسكتُ بالشاب، وسحبته من يده، لن تهرب مني هذه المرة، قل لي : من أنت؟ هذه هي المرة الثالثة التي أشاهدك أمامي في أمور تتعلق بي شخصيا.
تذكرتكَ : في أول مرة حملتَ أغراضي وساعدتني ومِن ثَمَّ مضيتَ دون مقابل، وفي المرة الثانية أدخلتَ الطعام في غرفتي وهربت، وهذه المرة تلحق الفتاة وتأخذ جوالي منها، وتقدمه لي، من أنت؟
أجاب: هل ترضَين أن أطرد من عملي؟!
قلت أرضى ، وأدبر لك عملا أفضل بكثير من عملك وبضعف المبلغ، أخبِرني مَن تكون؟
في هذه اللحظة تدخّل أحد مسؤولي الفندق وطلب منه أن يذهب بسرعة ليأتي بغرض من مكتبه.
واختفى المسؤول، أتوقع أنهُ هرّبه.

الْياسَمِينْ
01-19-23, 06:37 AM
الوقت طويل ومُمل وليس لديّ ما أصنعه.
استيقظت مبكرا رغم إحساسي بالنعاس الشديد
سأُؤجل النوم لحين الصعود إلى الطائرة.
وأتصلُ بمن استأجرت منه السيارة لمدة أسبوعين،
كي يأتي ويستلمها منّي، قبل الرحلة بساعتين،
الرياضة الصباحية مفيدة ..
إلى الهايدبارك …

الأمور تسير على مايُرام
تواصلتْ معي أم رائد وأخبرتني
بأنهم سينتهون من النقل قبل نهاية الأسبوع
حتى يوفروا مبلغ الإيجار..
وصيتها على زوجها، وأخبرتها بأن كل ما قدمته لكم
السبب فيه هو يوسف - حتى تخاف ولا تطرده مرة أخرى - اهتمي به جيدا.
انتهيت منها، وهاتفت السيد يوسف ووصيته على زوجته وأبنائه
وأن يحافظ على أسرته، وشكرني على السكن الجديد .
سألته: هل أنت سعيد الآن؟!
- نعم
- هذا ما يهمني فلا تشكرني على شيء لك حق فيه ......
(وللفقراء حق في أموال الأغنياء)
لا أنتظر الشكر من أحد مقابل عمل الخير .

الْياسَمِينْ
01-19-23, 06:43 AM
سلّمت السيارة
وانتهيت من إجراءات الدخول لله الحمد
دخلت الطائرة …
نحن شخصان فقط في الفيرست كلاس
يجلس المسافر على مقعد موازٍ لمقعدي
ولكنه يغطي وجهه بصحيفة !

أتعلم ما معنى أن تطير من بريطانيا بالتحديد من مطار "هثرو" يوم الثلاثاء تاريخ 8 يونيو في تمام الساعة العاشرة مساء، لتصل إلى مدينة بوسطن
وبالتحديد إلى مطار " الجنرال إدوارد لورانس لوقان الدولي " في نفس اليوم والتاريخ والوقت بالضبط ؟!
وذلك بسبب فرق التوقيت :(
وكأن الزمن توقف عن الدوران
وبدأ رأسي في الدوران
إليكم ما حدث في الطائرة👇🏻

الْياسَمِينْ
01-19-23, 07:06 AM
الشخص الذي كان يرافقني ويغطي وجهه بالصحيفة، كشف عن وجهه ليكون ذلك الرجل الستيني الثرثار الذي صادفته داخل الطائرة في يوم الذهاب إلى بريطانيا:23:
وها هو يعود معي على نفس الرحلة إلى أمريكا ..
ابتسم وقال : يا للصدفة العجيبة.
لم أرد عليه، أحسستُ أنها صدفة مدبرة
التفتُّ للجهة الأخرى .
.لا أرغب في الحديث معه
بعد أن حلقتِ الطائرة وانتهيت من قراءة القرآن ومراقبته لي،
اقترب ووقف بالقرب من مقعدي وسألني
- هل أنتِ بخير ؟
- نعم بخير .
- ما رأيكِ أن تدعوني مساء الغد لتناول العشاء؟!
- نعم! وما المناسبة؟
- من غير مناسبة، وهل صدّقتِ فعلا بأنني سألبي دعوتكِ لي في حال أنكِ دعوتِني؟
- قلت : - لا " بليز " سأموت إن لم تحضر، وستنقلب الدنيا على بعضها، لابد أن تحضر.
عاد إلى مكانه .
- للأمانة خجلتُ من نفسي كيف خاطبته بهذه الطريقة وهو أكبر من والدي، ندمت جدا ، ذهبت إليه وقلت :
- أعلم أنك غضبتَ مني، أعتذر منك، وها أنا أقف أمامك وأوجه إليك دعوة رسمية لتناول العشاء مع أسرتي ماذا قلت؟
- ما المناسبة ؟!
- من غير مناسبة، سوى أنك تتعرف عليها، وأخبرها بثرثرتك معي أثناء الرحلة ذهابا وإيابا:icon27:
- دعيني أفكر، ثم أرد عليك.
- لن أعود إلى مكاني حتى تردَّ عليّ
- مبدئيا موافق، لكني مدعو للعشاء مساء الغد مع شخص عزيز جدا عليّ
- اتركي لي العنوان لبعد يوم الغد
- حسنا، تناول عشاءك معه، ثم احضر إلينا فترة التحلية.
- اكتشفت أنك بخيلة، تحرمينني من العشاء، وتقدمين لي السويت فقط
- لا حول ولا قوة إلا بالله- كيف أتعامل معه :(
- أوكي نعكس، تتناول معنا العشاء وبعد ذلك تذهب إلى صديقك للتحلية
- أفكر
- " كأنه صار يتدلل علي :23:
- حسنا، اصنع ما شئت
- ممكن رقم جوالِك
- لا. يكفي العنوان، هيا اكتبه
- عن إذنك سأعود لمقعدي،
- بعد ختم الجوازات التقينا عند سير الحقائب، ينتظر كل منا حقيبته.
- اقتربتُ منه مددت يدي وقلت له مازحة :
- لو سمحت، هات المبلغ الذي دفعته عنك أثناء الذهاب، فرق الدرجة ("مبلغ الأبقريت") ، كونك تجلسُ في الفيرست كلاس، إذن أنت لست بمحتاج للمساعدة :icon27:
- حسنا، عندما أحضر لتناول العشاء مع أسرتك، سأرجع المبلغ إليك.
- مع الفوائد رجاءً ( فوائد أسبوعين) :الجوهره:
- الآن ضمنتُ تلبيتكَ للدعوة على الأقل لِترجع المبلغ إليّ:32:
- استلمت حقيبتي قبله واستأذنته للمغادرة، إلى اللقاء
خرجتُ لأجد الجميع في استقبالي، وصلنا لمنزلنا في بوسطن .

انتهتِ المهمة لله الحمد

بقي أن أنتظر هل سيلبي الرجل الثرثار دعوتي أم يطنشها؟!

للحديث عن المهمة بقية ..

الْياسَمِينْ
01-19-23, 10:21 AM
طلب مني الوالد أن أشرف على عشاء الليلة وأتابع الطباخين، وأخبرني بأن لديه ثلاثة ضيوف،
تذكرت دعوتي للثرثار هذا المساء ولم أخبر والدي بدعوتي له
ولا أعلم إن كان سيلبي الدعوة أم لا، ليس لديه جوالي حتى يخبرني ويؤكد لي حضوره، لاداعي لإخبار والدي، منزلنا دائما مفتوح للقاصي والداني، إن حضر سيكون مفاجأتي للأسرة 😇

تتوقعون سيلبّي الثرثار
دعوتي أم سيلبّي دعوة صديقه ؟!

انتهت فصول المهمة ولم تنتهِ الحكاية

الْياسَمِينْ
01-19-23, 05:05 PM
تعودنا إذا حضر أي ضيف، أن يقف الجميع احتراما له ويستقبله، صديقي الثرثار وصل بقدر ما فرحت بقدومه، صدمني!
تقدمت خطواتٍ كي أرحب به وأعرّفه على الأسرة، فاجأني بقوله: أنا اليوم في ضيافة صديقي، وغدا سأكون في ضيافتك إن شئتِ، تلعثم لساني، تمالكتُ غضبي، بدأتُ شيئا فشيئا أستوعب ما يدور حولي مشدوهة، مصدومة، منزعجة حزينة، وفي نفس الوقت مندهشة، ووسط دهشتي استأذنني شخصيا بأن ينادي على مرافقتيه وهما زوجته وأختها.
طبعا، سمحت له بذلك بعد أن قلت له : استأذِن الوالد، ألم تقل أنك ضيفُه:6:
دخلت زوجته وأختها ( السيدتان الجزائريتان، تحمل إحداهما كيسًا بداخله أدوات التلوين، نفس الكيس الذي كان معهما في بهو الفندق :MonTaseR_166:
-كنت في موقف لا أُحسد عليه- ولم أنبسْ ببنت شفة ، فقط أحسست بحرارة شديدة وقتها وبأن 8000 طن من التكييف لن يبرّد على حرارة جسمي .جلست وسط ذهول شديد، أنظر إلى والدي الذي كان يتهرب من نظراتي وإلى زوجي وقتها ( رحمه الله ) فيما إذا كان له يدٌ بالموضوع،
سبحان الله هذا الثرثار صمتَ ولا كأنه يجيد الثرثرة، كان الوضع سيئًا، وساد الصمت المكان، لابد من تلطيف الجو، مهما حدث، في النهاية هم ضيوف في بيتي.
ابتسمت ورحبت بالجميع وكأن شيئًا لم يحدث - في قرارة نفسي بعد تناول العشاء لابد من التوضيح وبالتفصيل الممل والإجابة على جميع تساؤلاتي.
دعوتهم للعشاء وطلبت منهم أن يتناولوا الأحاديث العامة، وموضوع مهمتي الرسمية لبريطانيا يكون بعد العشاء. توجه الجميع نحو البوفيه المجهز لهم،
اقتربتُ من الثرثار دون أن يحس بي أحد، وهمست بأذنه - كنت دائما أنزعج من طولي، وليس باستطاعتي أن ألبس الكعب العالي كبقية الفتيات ولكن هذه المرة أحسستُ أن طولي مناسب جدا كي أصل لأذن هذا الطنطل - اسمع، إما قاتل أو مقتول، لن أتركك تغادر منزلنا هذه الليلة، إلا بعد أن أعرف كل التفاصيل، ابتسم ووضع إصبعه على أنفه، فهمتُ منه أنه وافق.

الْياسَمِينْ
01-19-23, 05:18 PM
الكل أخذ كلٌّ مكانه على طاولة الطعام، وبدأوا بتناول العشاء، كنتُ أُمسك بالشوكة والسكين وأصدر أصواتا و أُعبّر بها عن غضبي.
لا حظ أبي أنني لم أشاركهم طعام العشاء، بل أجاملهم، وكنت أنظر لساعة يدي أراقب الدقائق والثواني كي ينتهوا.
بعد الانتهاء تماما وجهتُ كلامي لأبي: لم تعرّفني على صديقك!
- لابد أن أعرف اسمه حتى أخاطبه-
- أجاب: اسمه صُهيب
هيا يا صُهيب، ما موضوعك معي؟
موضوعي مع والدك وليس معك
- تدخّل والدي موجها كلامه إليّ-
- نعم ياسمين أنا طلبتُ منه مرافقتك كي يحرسك لي.
- وهل أنا طفلة تستدعى حراستها
- بالنسبة لي أنت طفلتي المدللة ولن تكبري في نظري، وأرجو ألا تغضبي
- حسنا يا أبي، هل هذه أول مرة أسافر وحدي؟
- إلى بريطانيا بالذات، أول مرة تسافرين لوحدك، كنا نسافر دائما معك، أخاف عليك، خصوصا من شارع أجورد رود ، أغلبيتهم لصوص.
- حسنا ، في أسئلة معينة أحتاج لأجوبتها ممكن يا صُهيب ( رئيس الموساد)
- دعيني ياسمين أخبرك ما قمت به بالضبط .
- أدخلت زوجتي وأختها أول ليلة السوبر ماركت، ربما تحتاجين لمساعدة، لم يخبرني والدك بأنك تجيدين اللغة .
- طلبنا من أحد معارفنا استلام حقيبتك ، ومِن آخَر أن يحمل بطاقة باسمك حتى ندعكِ تحت حراستنا، و تفاجأنا بأنك استأجرت سيارة، حتى تواصلت مع والدك، لم يكن لديه علم.
- عقدنا عقدًا مبرما مع إدارة الفندق لحمايتك، وتوفير سبل الراحة لكِ وألا تغادري هذا الفندق نهائيا.
- الأطباق الخليجية يوميا تخرج من مطعم فريج الصويلح الموجود في شارع هارودز. .
- كنا نراقبك جيدًا، لذلك حين تعرضتِ للسرقة لحقنا اللص وأخذنا جوالك منه بعد أن تلقى درسًا لن ينساه.
- استوقفك الشرطي على الطريق السريع. نزل أحد رجالنا وخلصك منه دون أن تشعري.
- دخلتِ الكافيه في بيكاديلي دون موعد مسبق، خاطبناهم فأدخلوك فورًا.
- اشتريتِ أجهزة إلكترونية، أرسلنا شخصًا ليساعدك وحرصنا عليه بألا يأخذ منك مقابل حملها. نحن من نحاسبه.
- خرجتِ حزينة من محل الفاكهة و خاطبتُ والدكِ، هنا تدخل زوجُك طلب مني أن أدخل المحل وأحل المشكلة مهما كانت النتائج، عقدنا معه عقدًا لتوظيف السيد يوسف وزوجُك من يتحمل راتبه، وأيضا قدّمنا لصاحب المحل نسبة تتعلق بالراتب ، كلما ارتفع، ارتفعت نسبته.
- اها ، لذلك أخبرَني بأن الراتب 500 باوند راتبا ضئيلا لابد من رفعه🙄
- أكمل ….
- بالنسبة للشابين اللذين يحومان حولك. نحن من أرسلناهما، لنتأكد هل السيارة إيجار أم اشتريتِها كعادتك عندما تسافرين .
- وعند تواجدهما في الهايدبارك، الشباب الذين تعرضوا لهما كانوا عن طريقنا، ولا يعرفون أن الشابينِ أيضا معنا في الخطة المدبرة 🥺
- أفهم من كلامكم أن السيد يوسف يعمل بالمجان عند هذا المحتال وأيضا يتقاضى مبلغًا مقابل توظيفه
- لا حقا سأطلب منه ترك المكان..
- تدخل والدي: ليس من صالح يوسف ذلك يا ابنتي، أشغليه بالعمل حتى ينسى موضوع الشحاذة .
- حسنا ، لكن سأخفف العمل عليه لم من الساعة 9 صباحا إلى التاسعة مساء؟! سأتصرف
حسنا، وماذا عن الدورة، هل لكما يد في شيء؟
- أبدا لم نتدخل في عملك ..
- وما قصة الكيس الذي تحمله زوجتك؟!
- الهدف من شراء أدوات الرسم: أخبرنا والدك أن نذكّرك بابنتك وطلباتِها فقط لا غير، وتوقعنا في زحمة العمل أن تطلبيه بدلا من الذهاب لشراء غيره .
- لماذا فعلت كل ذلك يا أبي
- أنت تعلم أنني أربي أولادي بنفس الطريقة التي ربيتني عليها، لكن دلعك أوفر لي وبلا حدود فلا يمكنني أن أعاملهما كما تعاملني :outhg!:
- أخاف عليهما من الدلال الزائد
- ممكن أسألكم سؤال ؟!
- تفضلي.. ألا تعلمون أن هناك من يحرس عبده أينما كان؟
"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
- ونعم بالله يا بنتي، خوفي عليك هو السبب الأول والأخير لو كنت في دولة أخرى ، لما حرستك، أكرر بريطانيا وبالتحديد شارع أجورد رود مركز للصوص ..

الْياسَمِينْ
01-19-23, 05:26 PM
وانتهت المهمة الرسمية على خير بكل أحداثها الجميلة ( عائلة يوسف ):34:
والأحداث المؤلمة برعاية ( صُهيب ) :69:
إلى اللقاء :MonTaseR_98:

الْياسَمِينْ
01-19-23, 05:28 PM
فضلا وليس أمرًا
أرجو من المراقب العام إغلاق هذه المدونة
وإعادة فتح مدونتي ( عندما يتحدث القلم )


SEO by vBSEO 3.6.1