مشاهدة النسخة كاملة : سأخبركم بعض ما عندي
سأخبركم..
مازال في جعبتي الكثير..
وسأكسر حاجز الوقت..
وسأعبر البحار..
وأتخطى الجسور..
سأخبركم بأنني
قد ولدت من
رحم مهجور..
وأني قد رضعت الأسى
لبنا قاتما
من ثدي مسحور..
وحين ثكلتني النساء..
وركلتني مرضعتي السمراء..
فطمت على شوك منثور..
وسأخبركم عن حبيبتي الحوراء..
كيف قتلوها..
وامتعضوا لأيديهم
كيف لطختها الدماء..
سأقول في التحقيق
أنني شاهدتهم يغادرون جسدها..
أشباحا تمشي على الأرض..
دونما ضمير..
وسأقول أنني كنت شاهدا
مختبئا مثل فأر مقهور..
سأخبركم كيف أني
حين داهمنا البرد التحفت
بالقش والحصير..
وأني حين جعت
التهمت العشب والشعير..
فهل أغدو بهيمة؟
بربكم هذا هو ظلم الشعور..
هذا هو ظلم الشعور..
سأخبركم..
أن لي ذكريات حزينة..
جل ما أخشاه.....
أن تفيض..
وأن يفضحني وجهي عندما
يركض عاريا في
زقاق المدينة..
وأنني ما زلت..
ألعق الذكريات الحلوة
عن صفحات الدفاتر المغلقة..
فلقد تحمص حنيني ونضج
في طوابين القلوب المحترقة..
وأن آمالي البخسة صارت
تباع على الأرصفة..
وأن أحلامي المحرمة غدت
تروّج في الحارات والأزقة..
لا تملكين في قلبي
غير هذا الخنجر..
وفي شراييني بعض الجراح ..
وفي نبضي حرفين
من إسمك لا أكثر..
فلتسألي المدينة كيف
فتش مشردوها جيوب قلبي..
وجردوها من بقايا النبض
ومن ريح العنبر..
وكيف نمت على جدران روحي
شتيلات الجوري الأحمر..
وفي خياشيمي كيف قطنت
رائحة الزعتر..
سأشتري علبة تبغ ملونة..
وولاعة بألوان قوس قزح..
وعلبة الوان ودفتر..
ألون جميع كلماتي..
وألون قصصي وحكاياتي..
وألون في شعري
نهايات ابياتي..
وألون....
وجوه البشر..
وفراشات النهر.. ..
وصرار الليل..
وقمح البيدر...
نسيت أن أخبركم:
أنني ما زلت سجينا
بين شقوق الشفاه الراجفة..
وأن بقية أرواحي ما زالت
هائمة حول ثلاث نخلات
باسقات واقفة..
وللّهيب الذي يشتعل
في جلدي حكاية..
وللقنديل (المكافح) في خشة جدي
ألف رواية ورواية..
وهذياني أصبح سخيفا
وكانني أعزف في جوقة السلطان
نوتات غبية بلا قفلة ولا نهاية..
وانني حزنت عندما رأيتهم
يشنقون القاهرة..
في غفلة وسط ضجيج
الأمواج الهادرة..
طوبى لك يا وطني..
طوبى لك يا أرضي..
أوقفوا العالم...
سيمر قطار الموت الأسود
محمل بالجثث والدماء..
وسيطغي على سكون الكون
صراخ الاطفال
وعويل النساء..
فلقد مر في نوفسكا
وفي سراييفو..
ذات مساء..
استغفر الله..
إذا زل اللسان..
وتسلل إلى القلب
شيء من كفر..
لن أراك ..
وأنا الواثق..
وانا المجروح والمكلوم..
لكن هل أستطيع أن أسمع
صدى صوتك
في الأرجاء يهيم..
عندما أحببتك توقف القمر..
وتشردت النجوم ..
وأغلقت منافذ الكون..
وتبددت أنسجة الغيوم..
عندما أحببتك
... ان أكون
فراشات حولك تحوم..
عندما أحببتك
وشمت على ساعدي حرفين..
ونقشت على خارطة الوقت
جميع أسماءك المختارة..
ونثرت الورود على الشاشات
المكتظة بالأسماء المستعارة..
وركبت بحور العشق
في سفن مشققة منهارة..
فغرقت في المياه المظلمة
واختبأت روحي مثل درة
في محار
عندما أحببتك..
تجردت من أسلحتي..
ونزعت عني درعي الزجاجي..
وخلعت سيفي المسحور..
وخنجري المبتور..
وتنازلت عن اسمي
وعناويني..
وبعت للسماسرة قضيتي ..
وسافرت عبر العصور..
كيف لامرأة أن تحتسي تاريخي
خمرا معتقا؟
وكيف يسكن في جنبات الذاكرة
هذا الشعور؟
ج:
لأنني أحببتك وحسب
قد أكون غبيا إذ أخبركم
عن البرد الذي يحيطني..
وأنتم تعيشون
في البلاد المحترقة..
لكن رئئتيّ انقبضت
عندما استنشقت بعض
النسمات المختنقة..
هذا أنا ..
بلا وجه أسير..
بلا أجنحة فوق السحاب أطير..
بلا اقنعة في رياض الحرف
تستر عورتي..
بلا يافطات غضب
أكمل بها ثورتي..
هذا أنا..
مجرد من جميع الصفات
البشرية..
ومحكوم بعذابات
الشوق الابدية..
..
هذا انا فاشهدوني..
مشتاق..
مشتاق..
مشتاق..
إلى صوت حبيبتي
أحبك أيتها المحتالة الذكية..
فأنت تستدرجين شوقي
إليك ..
وأنت تسقين الورد
المزروع على شفتيك..
كي يخرج أنفي المختبئ
من وكره..
ويخر ساجدا بين خديك..
..
أحبك أيتها الحذقة الماكرة..
فحين يتململ الحزن
السجين في خزائن الذاكرة..
وحين ينتحب الشوق
الساكن في عيوني الماطرة..
ستصطادين دقات قلبي..
وتفترسين ومضات نبضي..
وتحرقين أبيات شعري
وستنثري الملح الأجاج
في أعماق جراحي الغائرة
حتى لو حملت كل يوم
ألف أسم جديد..
وارتديت كل لحظة
الف ثوب جديد..
سأعثر عليك..
فللعطر رائحة مميزة
صعب أن تخفيها
خلف قناع حزين.
لم أكن أظن يوما أنني سأخوض
غمار هذه الحرب الباردة..
وأنني سأطلق كلماتي
متدافعة كما الخيول الشاردة..
غفرانك ربي
إن كنت أسرفت في ذنبي..
غفرانك ربي
وإليك المصير..
يا سادة الخوف..
وباعة الموت بالأرطال..
أيها المنحرفون
المتعجرفون..السفاحون..
تبا لكم..
كم قتلتم اليوم من الأطفال..
وكم ربحت تجارتكم..
موتا ودموعا محترقة
في عيون الثكالى..
وكم ألقيتم بذور حقد
في قلوب الرجال..
أيها المنحرفون ..
أيها الأفاكون..الأفاقون..
تبا لكم..
وتبا لمجدكم القابع خلف الأسوار..
وتبا لخوفكم الذي يقطن فيكم..
تشيدون دونه ألف جدار..
تبا لتاريخم..ومآثركم..
تبا لماضيكم..وحاضركم..
تبا لبطونكم الممتلئة
في وطن الجياع..
في وطن يسكن فيه الأطفال
خياما من ورق..
في وطن
تبنون فيه قصورا وقلاع..
أيها الباذخون المترفون..
أيها الخانعون المرتعدون..
تبا لحناجركم خلف
كواليس الأخبار..
فسوف تهوي يوما أكاذيبكم..
وسوف تتعرى أمام الكون
أساطيركم..
وتعلن فضائحكم بأعرض العناوين..
على صفحات الأقمار..
فلن يطول ليلكم..
ولن يقف النصر منتظرا
في طوابير الثوار.
يا مخضرة العينين..
ووردية الخدين..
أحبك حين تبسمين..
وحين تعبسين..
وحين ترقص على وجنتيك
أطواق الياسمين..
أحبك حينما تكونين شقيقة نعمان
بالأحمر ترفلين..
وحينما تثمر في عينيك
حبات الزيتون..
وحينما تمرح على شفتيك
أزهار الزيزفون..
أحبك يا إلهة الأشوريين..
ويا ربة الكواكب..
ويا بخور العرافين..
احبك حينما تكونين..
قطرة برتقال انزلقت
عن نصل السكين..
سألت عنك في الجوار..
سألت عنك السادة والمشردين..
وسألت عنك ورود الدار..
أين أختبأت يا قاتلتي..
فإن لي معك
ألف ثأر وثأر..
أتسألينني عن حيفا
واللد والناصرة ؟
هناك تركت ألعابي..
وكتبي ودفاتري..
وهناك دفنت قطتي
وزرعت وردة
في ليلة حزينة ماطرة..
اللهم إني استغفرك
وأتوب اليك..
ارحمني برحمتك
وأعف عني..
يا عفو يا كريم..
لمات همستها في أذن امرأة.....ذات مساء.
تحادثنا معا..
تبادلنا الأفكار..
وقلنا رأينا بأصواتنا..
وحلمنا..
وسهرنا..
وسكرنا في نبيذ العشق..
لكن السماء أرعدت..
ولاح في الأفق وعيد ونار..
وغابت ضحكاتنا ..
وخبا همسنا في ضجة
سكون الأسحار..
لكني سأحبك....
اعتنقنا سحر الكلمات..
واقترفنا فتنة الأشواق..
ونهلنا من الحب..
وذقنا ما قد ذيق..
وما لم يذاق..
وانتظرنا الفجر..
وانتظرنا الغسق..
وانتظرنا بشيرا
قادما من الأفق..
وحللنا القصص..
والخواطر والشعر..
وأخترقنا في ليالينا
السهد والأرق..
لكنا لم نعرف بعد..
لماذا أحكم قبضته علينا
هذا الفراق..
لكنني سأحبك......
عندما قصفت صمتها المدافع..
بكت من حزنها أورليك..
وغيرت دراشنكا
مفاتيح أقفالها..
ولملمت في الصباح الباكر
أسمال اطفالها..
وغادرت في هدوء المقابر..
فوجدت فوكوفار
عن صفحة الأرض تغادر..
عندما لمع البرق فجأة
في ردهات السماء الحزينة..
انتفضت وبدلت
أثوابها المدينة..
بينما القرية المتكئة
على أطراف التلة
راحت تنفث أدخنتها
في هدوء وسكينة.
غفرانك ربنا..
وإليك النشور
استغفرك اللهم..
مداد كلماتك..
وزنة عرشك..
(لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أحبك في كل الاتجاهات ..
وكل المسافات..
وكل الابعاد..
وكل القياسات..
وكل الألوان المرئية
واللامرئية..
أحبك كما نحلة تنهل الرحيق
من رحم وردة جورية..
أحبك عندما تحتسين
أحلامي خمرا..
وتسرقين ذكرياتي
جهرا..
وتروضين بسوطك
اللاسع روحي البرية..
احبك عندما تسقطين
بين ذراعي..
كفراشة حائمة..
تعبت من البحث
عن بؤرة الضوء..
وكنسمات حالمة..
نفثتها مناخات الطقس
في رقة وهدوء..
فدخلت أجوائي
كموجات بحر أرهقها
السفر..
ورقصت بين طياتها
أشعة القمر
أحبك..
أحبك..
نعم..
أنا أنتظر وهما منذ عصور..
أنتظر طيفا يلثم جبيني..
وقدرا يمحو قلقي وحنيني..
ها أنا أجلس منتظرا
في عرشي وعريني..
عندما يفيض الحنين..
تظهر أطياف على
أطراف الكون
وتولد نجوم..
عندما يفيض الحنين.
ينمو على حد الوتر
لحن حزين..
وتتسابق في
ركضها الغيوم..
عندما يفيض الحنين..
تتدفق في فيافي الأرض
جداولا وتتفجر عيون
أينك الآن يا فتاتي..
ويا ذكرياتي..
ويا حلمي الماضي
ويا حلمي الآتي..
يا خيال الامل حينما
يتمشط مبتسما
خلف مرآتي..
يا ظل التينة والزيتونة
بحنان نساء الأرض
يفيأني..
وورود الدانوب الأرعن
يدثرني..
أينك يا خطيئتي الأولى
ويا ذنوبي
ويا نسكي وصلاتي..
أينك الآن فإني
محتاج لأسرد لك بعضا
من قصصي وحكاياتي..
لصوتك..
لكلماتك أنا مشتاق..
كلما مرت في سمائي غيمة..
وكلما عبثت في فنائي قطة
تعشق الرقص في العتمة..
مشتاق اليك حبيبتي..
شوق الغائب للدار..
مشتاق إليك..
كلما صادفت في طريقي..
يمامة طليقة..
تهوى اللعب بالنار..
يا صناع القرار..
في البلاد الرمادية..
لي في ذمتكم حقل مغتصب
ولي سياج ودار..
وزيتونة رومانية..
يا صناع القرار ..
في البلاد الرمادية..
ولي في ذمتكم
طابون جدتي
وغليون جدي..
ولي في ذمتكم قضية..
أيها الأوحال الملوثة..
والنعال اللامعة الجلدية ..
أعطوني ماتبقى من حقي..
ووثيقة تعتقني
من أسري ومن رقّي..
وخذوا ما تبقى من ذكرياتي..
وخذوا جميع أحزاني وآهاتي..
لن أعيش في سفارة
أو قنصلية..
يا صناع القرار..
في البلاد الرمادية..
لي أرض لا تصلح
أن تكون خطوطا
في خرائطكم الطبوغرافية..
فكيف تبنون
دوني ودونها أسوار..
وكيف ترسمون
خرائط الأوطان
بالأحبار السرية..
هل يخبرني أحدكم
كيف تستأصل الذاكرة..
فهو الدواء الوحيد
للقلوب المعذبة الحائرة..
أستغفرك اللهم
يا غافر الذنب..
وقابل التوب..
أستغفر الله العظيم..
يحكى أن..
رصاصة ذهبية..
اخترقت جسدا هلاميا..
وبحثت عن مستقر لها
جوف فقاعة زمنية..
يا قهوتي التركية..
وياسمينتي البرية..
هل أخبرتك أنني
وجدت ضالتي المنشودة..؟
وانني ما عدت تائها..
في متاهات العمر ..
وأنني ما عدت متلظيا..
فوق جذوات الجمر..
وأنني تحررت
من قيودي وأصفادي..
فهل أجد لديك
بعضا من قهوة
وقليلا من تمر..؟
أتظنين أنك تعرفين من أكون..
أو من لا أكون
لا سيدتي....
أنت محض عرافة مبتدئة
تتقن نثر الصدف الحزين..
وصديقة لهواة من الجن
مدمنين..
ومخمورين..
فهل بين السطور ستجديني..
إذا ما ذقت شيئا
من شوقي وحنيني..
..
لا أظن سيدتي..
لا أظن أنك تعرفيني..
فكثير غيرك ثوبا حزينا
قد ارتدوني..
لا تبحثي عني
في همزة أو ضمة أو كسرة..
لا تبحثي عني في نص
أو مضمون أو فكرة..
لا تبحثي عني
في سراديب العمر..
لا تبحثي عني
في قوارير الخمر..
هل مررت ببستاني يوما
وشممت أزهاره العطرة..؟
لا يا سيدتي
فأنفك ما زال مزكوما..
وقلبك ما زال محروما..
فابتعدي عني
وازرعي بعيدا
ورودك ونباتاتك..
علقي على أوراقها
أسماؤهم وأسماءك..
لتبقى خضراء نضرة..
ودعيني بعيدا
فعندما أكون خارج
خارطة الوقت..
تنبت في ظلّي زهرة..
لا تقرأيني في قصة
أو في كتاب
أو في صفحة الأخبار..
لا تكتبيني في تعليق
مشنوق فوق الأشجار..
فأنا منذ أن رحلت آمالي
وخذلتني وعود الأقدار..
بعت قلبي للسحرة
وبعت للتجار شعوري..
وألقيت في زحام الأحرف
توقيعي وحضوري
فهل أخطأت عنواني..؟
لا سيدتي..
لم تكوني مخطئة
لكني محتاج
لهذا الاعتذار
أستغفرك اللهم واتوب إليك..
فلأكن أنا أنت
ولتكوني أنت أنا..
ولنشهر في معركة
الوقت سيوفنا..
ولنذبح على أعتاب
الشوق حزننا..
فلقد أحببتك يا أنت
ولقد أحببتك يا أنا.
أحببت ثلاثة أرباع جنونك..
أحببت شكوكك وظنونك..
وفي الليالي الحالكات
أحببت لحنا شجيا
يأتيني كأنين الناي
كعتاب الميجنا..
فلا تتركيني لسكون الليل..
تتقاذفني أمواج السيل..
لا تتركيني لحرف
حزين حام حولنا..
لقد أحببتك أنت
فكوني هنا..
ولأكن أنا أنت
ولتكوني أنت أنا..
في صفقة لتبادل الأسرى..
في حياة شفافة لا ترى..
ولنكن يا أنت
في جنونا في عقلنا..
في صمتنا وهمسنا..
في ورقة ياسمين عابقة..
أو نسمة فجر صادقة..
لأعرف من كنت أنت
ولتعرفين من كنت أنا..
عاشقا أو عاشقة..
فقط يا زهرتي
كوني هنا..
أحبك حين يكون
الحرف الأبكم..
سهما في قوس
وحين يكون
القلم رمحا أثلم..
أحبك حين يستيقظ
الزنبق من غفوته
تتهادى على زهرته
فراشات تحلم..
احبك ولقد كتبت
على قلبي اسمك
كما الوشم الأخضر
في المعصم..
لن أبوح لك بعشقي وغرامي..
ولن أسكب على صفحات
الرسائل ولهي وهيامي..
فأنت أيضا يا سيدتي..
امرأة مرصودة..
م
ر
ص
و
د
ة
.
.
استغفر الله العظيم..
غافر الذنب..
وقابل التوب..
استغفره كلما أسرفت على نفسي..
أستغفره ولا أقنط من رحمته
نهر دماء يتدفق..
في ميدان العدوية..
وجماجم تدق في كسارة البندق..
ودم عربي
من بين خطوط الجبين يهرق..
فماذا نقول؟
مجزرة وحشية..؟
همجية..؟
بربرية..؟
ليس هناك من اسم سادتي
لظلم البشرية للبشرية
غفرانك ربنا ..
وإليك المصير
قف ها هنا يا قلب..
ولا تكن
محطة للعابرين..
ولا تكن حقلا
للأرواح الضالة
سياجه من صبار
وماءه من أنين..
قف ها هنا ولا تبك
لم يعد هناك متسع
لشيء من حنين..
.
قف يا قلب ولا تحزن
ولا تجزع..
ولا تدع بطينك
في بهيم الليل يدمع..
فالدمع لن يرتق جرحا
غائرا بين الأضلع..
والحزن لن يمسح
عرق خوفو
ولن يعيد البسمة
لوجه خفرع..
قف يا عزيزي الراقص
قف ها هنا..
وصلِّ لربك واخشع..
فهناك بعوض قارض
في دمنا يرتع.
لن يضيريني أن أعشق
ألف امرأة كل يوم..
ففي القلب مساحة كافية
ولأن أحدهم أخبرني
بأني زير نساء..
وبأني غيم بلا رعد
يهطل خمرا كل مساء
أستغفرك اللهم..
على ما أسرفت من أمري..
وما اقترفت من ذنوب..
غفرانك..
غفرانك..
غفرانك..
باذخ رسمك في الذاكرة..
صارخ اسمك
في ضميري..
كما الطيور المهاجرة..
تعالي فأنا منتظر..
وانا في وحدتي
محاصر محتضر..
تعالي فلقد اشتقتك
واشتقت صوتك
كما المطر..
على نافذتي ينهمر..
تعالي..
فانا وحيد أجلس في الشّقة..
أمارس هذياني
وأبعثر تاملاتي المنشّقة..
وحيد أنا غدوت
أراجع الصور والرسائل
واتذكر لون القمر
واتذكر لون السماء المزّرقة..
تعالي..
فأنا مازلت مشنوقا
على شجرة ياسمين
ما بين دمشق والرقّة..
تعالي حبيبتي..
فأنا منتظر
كم من عشرية أخرى
ستسقط من عمرك
يا حبيبتي
في وجل وندمْ..
وكم من جسد
ستسكن فيه روحك
وكم من قلمْ..
تكتبين فيه ما تبقى
من جنونك
أعرف أنك يا حبيبتي
لن تركضي وراء دجال
ولن تطوفي حول صنمْ..
فعودي..
للوحدة جلبة صارخة
تسقط في سطوة الصمت..
وللغياب حضور عابق
يترنح مضطربا
في شهوة الوقت..
وللشوق شدو عازف
يترنم منتشيا
في غفوة الصوت..
لا سيدتي..
لن آتيك طوعا
ولن آتيك رغم أنفي..
فأنا جبل شامخ
لا تهزني ريح..
ولا ترهبني
هيئة شبح قييح..
فلقد تحررت
من رعبي ومن خوفي..
لم أعد أخشى سيفا
ولا رمحا ولا خنجر..
ولا من انتقام عاشق جريح
في غفلة مني سوف يثأر..
لا سيدتي..
فأنا صبور
وأنا عنيد
وأنا قوي بما يكفي..
فكم إتكأ كتفي على جدار
وكم من جدار إتكأ على كتفي..
سأنتظر هاتفا منك
وكلّي آذان صاغية..
وسأنتظر ثمارا تسقط
من أشجارك العالية..
لأبقى ها هنا بقربك
روحا ناجية..
منتظر..
اشتقت إليك زهرتي..
وها أنا كما الطود منتظرا..
لقد اشتاق إليك
ذلك القلم الحزين
أيتها الورقة...
لذلك سوف أكتب
على الجدران اسمك
على أرواق الشجر..
على جذوع النخل
على مياه النهر..
سأكتب
وعليّ أن أكتب شيئا
من شوقي
من قلقي
ومن سهري..
سأكتب
بأني مشتاق
إليك يا قمري..
سأزورك يا طفلتي
في حديقة أطفال
خارج هذا الكوكب البائس..
سأزورك ذات يوم..
فانتظريني في موسيقى
دمية تغني أغنية للنوم..
وهل يبرح الجبل مكانه
عندما يشتاق إلى حبيبة..؟
استغفر الله العظيم..
رافع السماء..
وباسط الأرض..
ومرسي الجبال..
سبحانه..وغفرانه..
ستستيقظين حبيبتي
على صوت الفرح..
على ألوان قوس قزح..
ستستيقظين على همسي
على شوقي
على حاضري وأمسي..
على وقع أناملي
التي تراك..
على نبض قلبي
الراقص في هواك..
..
ستستيقظين
على صوت حب يولد
فاعملي لهذا الوليد
الف حساب..
أحبك أنت يا زهرتي
وعندما سألوا إبليس:
لم أبيت السجود لآدم
أهو الكبر أم الخجل..؟
قال:
أنا لا أسجد إلا لله وحده
في خشوع ووجل..
ولما سألوه :
لم وسوست لإبن آدم
قتل أخيه
قال: حاشى لله
هو من ذاته قد فعل..
ولما سألوه :
لم تفرق بين الناس
قال:
الإنسان يا سادتي
مخلوق لا يحتمل..
مخلوق لا يحتمل..
مبارك نجاحك اليوم
يا ابنتي اليافعة..
ستهتدين الطريق حتما
عندما تتوهين
في طرقات الجامعة..
إستغفرك اللهم وأتوب إليك..
اللهم يا رافع السماء بلا عمد..
ويا خالق كل شيء..
إغفر لعبدك إن سقط في مغبة الإثم..
غفرانك ربنا وإليك المصير..
لا تظني أني وحيد سيدتي..
فأنا بصحبة الكثير من الكلمات..
وأنا في حضرة الحروف الآثمة
وأنا وسط كومة من النجمات..
لا تظني أني أحدث نفسي..
أو أمسح عن وجه القمر
ملامح شقائي وبؤسي..
..
هي يا سيدتي
محض آلام وعذابات..
لا تظني أني وحيد سيدتي..
فأنا أسبح في لجة
من بحار الذكريات..
وعلى سريري الأبيض غرست
آلاف الآهات..
وآلاف الشتلات..
من الجوري والياسمين
وورود الغابات..
وبيض الثياب
حولي هن كثيرات..
لا تظني أني وحيد
أنا ملك هنا
بين الوصيفات والأميرات
هذا ما أثابر للعيش من أجله..
كي أراهنّ في فرحة عيد..
إرحل أيها الصيف..
فأنت أثقال
على القلوب تميل..
وأنت صحراء
منتشرة في الأبعاد
وأنت قاتل للورد الجميل...
إرحل
فإن لصوت المطر بكاء
وللريح عويل..
ولي في الشتاء حظوة
ومساحات شعر
في ليله الطويل..
ارحل
فأنت محض ضيف ثقيل..
أنت محض ضيف ثقيل.
vBulletin® , Copyright ©2000-2024,