المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجوه زائفة في مرايا متربصة


منى
01-18-23, 09:41 AM
لم أعرف لماذا بدأت المرايا تلاحقني؟!!
وأنا التي عشقت كل أنواع المرايا وأشكالها
من المستطيلة إلى المربعة والدائرية حتى الصغيرة منها
وواجهات الزجاج المظللة.
بدأ الأمر حين استيقظت ذات صباح متأخرة عن عملي
هرعت إلى الحمام لأغسل وجهي وأسناني
لأفاجئ بالمرآة في حمامي تعكس صورة لأمرأة مسنة تشبهني
بشعر أشيب وعيون متهدلة وتقول لي: لقد تأخرت كثيراً وكثيراً جداً
فاتك الموعد ...ظننتني ما زلت أحلم أو أن النوم لم يزل يخدر بعضاً مني
فخرجت مسرعة من الحمام .
ارتديت ملابسي على عجل وتوجهت نحو المصعد القديم في عمارتي الذي
كنت في كل مرة أركبه تحيلني مرآته إلى أشكال مضحكة فمرة أبدو بوجه
مستطيل وأخرى بوجه مفلطح لكنها هذه المرة طالعتني بوجه دائري مكتنز
وأوداج منتفخة وكانت تقول لي :لن تستطيعي الوصول بهذا الحمل الثقيل
على ظهرك..
يممت وجهي نحو باب المصعد وتركت مرآته خلفي ورحت أعد الثواني
منتظرة أن يفتح باب المصعد ويلفظني خارجاَ خائفة من أن تخرج
صورتي المنعكسة فتربت على كتفي لتكمل حديثها الساخر معي .
وما أن غمرني ضوء الشمس حتى تنفست الصعداء وأوقفت أول
سيارة أجرة مرت بي .

جلست بالمقعد الخلفي متوجهة إلى عملي أحاول أن أطرد ماحصل معي
مؤخراً من حكايا المرايا المتربصة بي ولكنني لم أعرف حقيقةً كيف
انسدلت المظلة الأمامية التي بجانب السائق بمرآتها المزدوجة
لأرى صورتي وهي تظهر مقتولة بأنشوطة مشدودة حول عنقها تقول لي:
لن تفلتي في كل مرة –منهم- !!
اختبئت خلف المقعد ورحت أردد في سري
ياخفي الألطاف نجنا مما نخاف لترد علي صورتي في المرآة مما نخاف ..مما نخاف !!
وصلت أخيراً إلى عملي منهكة وخائرة الأعصاب .
فتحت جهاز الحاسب الآلي لتطالعني شاشته السوداء كمرآة صقيلة
تعكس صورتي بنظارة وحدبة كبيرة على ظهري قائلة: هذه الحدبة
وسام لك على عملك الدؤوب لتومض الشاشة بعدها وتختفي الصورة..

في حال وصولي إلى بيتي ركلت الباب وخلعت حذائي ثم ركضت إلى
كل المرايا لأغطيها بورق الجرائد القديمة لا أريد رؤيتي بعد اليوم.
وفي النهاية حينما أويت إلى سريري ليلاً تسلل ضوء القمر من نافذتي وألقى بظله
علي لأرى خيالي الأسود نائماً بجانبي على السرير وهو يمد يديه
ليحضنني ويقول : لا خليل لك سواي ويبتلعني .


سيدة المطر

*** سُهيل ***
01-18-23, 10:00 AM
ما أشبه مراياك بعيون الناس

التي تُعيد تشكينا لنوافق أفكارهم

لكن في النهاية نبقى نحن كما نعتقدنا

كما نؤمن بأنفسنا لا كما تُريد المرايا

أبدعتِ منى ونتمنى لك طيب الإقامة بيننا

ولك خاتم الإبداع والتقييم

طبت وطابت أيامك سعيدة

تقديري

:رحيق:

الْياسَمِينْ
01-18-23, 10:12 AM
فيلم رعب هذا يا سيدة .. :MonTaseR_146:
فكرة رائعة ومميزة ..
هذه المرآيا صادقة مع البشر أحيانا !
سيدة المطر ( لدي ملاحظة والأمر لك في النهاية) ..
هذا النص الجميل احتاج منك إلى عناية مختلفة
لو أنك تريثتِ قليلاً وكتبتِه كوحدة متكاملة لا على شكل جمل متتالية ،
كمشاركتكِ في موضوع ( دعوة للمشاركة) للزميل القدير أثر
ولو أنكِ ربطتِ الصور والرؤى بحالة المرأة وتشكلاتها بشكل أعمق لغوياً لاتضحت الفكرة الرائعة واكتسبت زخماً مختلفا
وأنا عادة اهتم بالفكرة أكثر من كل شيء وكما اسلفت فكرتك مميزة لكنها في هذا النص نقص من قدرها خفة الإطار …
أكرر / فكرتك رائعة يا سيدة خاصة تداخل المرآيا والظل مع الذات .
شكرا لأنك أمتعتنا بهذه المقطوعة .
سرد سلس ..
كل الفرح لقلبك سيدة المطر :27:

منى
01-18-23, 10:18 AM
ما أشبه مراياك بعيون الناس

التي تُعيد تشكينا لنوافق أفكارهم

لكن في النهاية نبقى نحن كما نعتقدنا

كما نؤمن بأنفسنا لا كما تُريد المرايا

أبدعتِ منى ونتمنى لك طيب الإقامة بيننا

ولك خاتم الإبداع والتقييم

طبت وطابت أيامك سعيدة

تقديري

:رحيق:
أستاذ سهيل ..
شاكرة لك هذا العمق في الرؤية
ومرورك الكريم وكرمك:81:

منى
01-18-23, 10:23 AM
فيلم رعب هذا يا سيدة .. :montaser_146:
فكرة رائعة ومميزة ..
هذه المرآيا صادقة مع البشر أحيانا !
سيدة المطر ( لدي ملاحظة والأمر لك في النهاية) ..
هذا النص الجميل احتاج منك إلى عناية مختلفة
لو أنك تريثتِ قليلاً وكتبتِه كوحدة متكاملة لا على شكل جمل متتالية ،
كمشاركتكِ في موضوع ( دعوة للمشاركة) للزميل القدير أثر
ولو أنكِ ربطتِ الصور والرؤى بحالة المرأة وتشكلاتها بشكل أعمق لغوياً لاتضحت الفكرة الرائعة واكتسبت زخماً مختلفا
وأنا عادة اهتم بالفكرة أكثر من كل شيء وكما اسلفت فكرتك مميزة لكنها في هذا النص نقص من قدرها خفة الإطار …
أكرر / فكرتك رائعة يا سيدة خاصة تداخل المرآيا والظل مع الذات .
شكرا لأنك أمتعتنا بهذه المقطوعة .
سرد سلس ..
كل الفرح لقلبك سيدة المطر :27:

شاكرة لك أستاذة ياسمين
هذا النص بمجمله كتبته على الوسادة ربما هو حديث الوسادة مع نفسي
هذا التسارع في الطرح يخدم ارتباك المرأة الملاحقة من المرايا
ربما اغفلت وصف مشاعر المرأة أغفلت أن أسهب في وصف صراعها النفسي
وسآخذ بنصيحتك ، لكن النص أحيانا كالطلقة ما إن تخرج لا نستطيع إعادة توجيهها
أو الرجوع عنها .
مرورك وكلماتك محفزة أيتها البياض:81::67:

أثر
01-18-23, 10:34 AM
لاشك أن حديث المرايا طرق كثيرا ، ولكن التناول هنا جميل بالمرايا التي تطارد الشخصيه من نهوضها ،البيت ، المصعد ، التاكسي ، العمل . تغمره تلك الوجوديه بفرديه الانسان ووحدته ، وبأن الحياة كمية هائلة من العدمية المترصدة ، من فكره أن كل شيء يشبه كل شيء وأننا وحيدون في هذا العالم ، هذه الثيمه ولا يبقى للشخصية إلا ظلها الذي على السرير . كما يكون الإنسان دائما يبحث عن الحب ، عن حيا ما .
اختلف مع الأستاذة ياسمين ، فالنص متماسك ومترابط بشكل يفضي إلى هذه الحقيقه في النهاية .
سيدتي أنت موهوبة عظيمة ونصك هذا والأحدث يشير إلى ذلك
دمتِ وتحياتي لك..

الْياسَمِينْ
01-18-23, 10:44 AM
لاشك أن حديث المرايا طرق كثيرا ، ولكن التناول هنا جميل بالمرايا التي تطارد الشخصيه من نهوضها ،البيت ، المصعد ، التاكسي ، العمل . تغمره تلك الوجوديه بفرديه الانسان ووحدته ، وبأن الحياة كمية هائلة من العدمية المترصدة ، من فكره أن كل شيء يشبه كل شيء وأننا وحيدون في هذا العالم ، هذه الثيمه ولا يبقى للشخصية إلا ظلها الذي على السرير . كما يكون الإنسان دائما يبحث عن الحب ، عن حيا ما .
اختلف مع الأستاذة ياسمين ، فالنص متماسك ومترابط بشكل يفضي إلى هذه الحقيقه في النهاية .
سيدتي أنت موهوبة عظيمة ونصك هذا والأحدث يشير إلى ذلك
دمتِ وتحياتي لك..

أخي أثر
الاختلاف لا يفسد للود قضية..
الاختلاف يعنى أن هناك مساحة متباينة من الآراء بين الصواب والخطأ. - الاختلاف ليس هو نهاية المطاف بقدر ما هو بداية لجولة جديدة من الحوار والنقاش والإقناع …
أعود لمحور الاختلاف ..
لا تنسى أخي أثر لربما يعتمد القص الأوروبي على هذه الثيمة بداية بتيار سارتر والوجودية ثم تمثل أكثر في السريالية ، لذلك هرب العالم إلى الاحتفاء بالحياة كما لدي كتاب أمريكا الجنوبية وأفريقيا والعالم الثالث .
كما يقال دائما أن الحياة هي في مكان آخر بتعبير كونديرا .


:ah11::ah11:

منى
01-18-23, 10:50 AM
لاشك أن حديث المرايا طرق كثيرا ، ولكن التناول هنا جميل بالمرايا التي تطارد الشخصيه من نهوضها ،البيت ، المصعد ، التاكسي ، العمل . تغمره تلك الوجوديه بفرديه الانسان ووحدته ، وبأن الحياة كمية هائلة من العدمية المترصدة ، من فكره أن كل شيء يشبه كل شيء وأننا وحيدون في هذا العالم ، هذه الثيمه ولا يبقى للشخصية إلا ظلها الذي على السرير . كما يكون الإنسان دائما يبحث عن الحب ، عن حيا ما .
اختلف مع الأستاذة ياسمين ، فالنص متماسك ومترابط بشكل يفضي إلى هذه الحقيقه في النهاية .
سيدتي أنت موهوبة عظيمة ونصك هذا والأحدث يشير إلى ذلك
دمتِ وتحياتي لك..

الأستاذ أثر ...
أنت أفضت لما أردت قوله وربما تعديته بكثير
هو البحث الجاري الذي ينهك النفس عن حب أو حياة أو عنها أي تلك النفس
لربما أنا غرقت في نفسي كثيراً لأخرج هذا النص لذا هو بسيط وعميق كأناي
شكرا لمرورك المثري
والشكر موصول للأستاذة ياسمين على تحليلها الرائع
تبقى هذه القصة أول محاولاتي لطرق هذا الباب السحري

الفاضل
01-18-23, 10:54 AM
لم أعرف لماذا بدأت المرايا تلاحقني؟!!
وأنا التي عشقت كل أنواع المرايا وأشكالها

النص جميل والبداية بالاستفهام تثير القارئ، وهذا التصادم يولد صراعا في القصة وملاحقة للصور، النص يبدأ من مكان ويعود إليه، لكن ثمة اختلاف في الوضع النفسي بين بداية النص ونهايته. واستوقفني العنوان الطويل، فربما كان الأفضل حذف أحد طرفيه...
كأن يكون ( قصة زائفة) أو ( مرايا متربصة)
لك فائق الاحترام

غَـزل ،
01-18-23, 03:05 PM
'




سيدةُ المطر
هل ابتسمي يوماً الى نفسك و الوسيلة مرآتكِ !
ام عبثتي عليها يوماً ما ب قليلاً من احمر الشفاة لطباعة قبلةً !
جميلةً بِجميع حالاتك .. ومرآتك الوسيلة.


:رحيق:

EVE
01-18-23, 06:32 PM
المرايا هنا

أفكار الشخص ذاته

مخاوفه

قلقه

أوهامه

التي قد تنعكس و تتجلى في أي موقف كان معتاداً

فأصبح في ذلك اليوم هاجساً



سيدة المطر
د. منى

كان يوماً عصيباً

و الحدبة تشهد




نص قصصي ملفت و جاذب

تمرد ذكرى
01-19-23, 04:49 AM
رغم اني قرات القصه لكن حينما قرات العنوان شعرت باختلاف كبير بما روادني بالعنوان
ابدعتي السرد رغم شعرت بالرهبه وتفاعلت معك وانا اعشق المرايا وتصوري تختلف عن منظورك به
فنهاية تبقى قصه جميله ومختلفه عما نشعر به حنيما ننظر لمرايا بحياتنا
يعطيك العافيه

عطاء دائم
01-19-23, 07:47 AM
ربما المرايا عكست ما تحمله النفس من قلق
فجاءت بتلك الصور المختلفة
سرد جميل د/ منى
يعطيك العافية

منى
02-10-23, 10:58 PM
لم أعرف لماذا بدأت المرايا تلاحقني؟!!
وأنا التي عشقت كل أنواع المرايا وأشكالها

النص جميل والبداية بالاستفهام تثير القارئ، وهذا التصادم يولد صراعا في القصة وملاحقة للصور، النص يبدأ من مكان ويعود إليه، لكن ثمة اختلاف في الوضع النفسي بين بداية النص ونهايته. واستوقفني العنوان الطويل، فربما كان الأفضل حذف أحد طرفيه...
كأن يكون ( قصة زائفة) أو ( مرايا متربصة)
لك فائق الاحترام

أشكرك على كرم القراءة والملاحظة
ملاحظتك اسعدتني . وهي قيد اهتمامي لقناعتي بضرورة الإيضاح.

لك خالص الاحترام

منى
02-10-23, 11:01 PM
'




سيدةُ المطر
هل ابتسمي يوماً الى نفسك و الوسيلة مرآتكِ !
ام عبثتي عليها يوماً ما ب قليلاً من احمر الشفاة لطباعة قبلةً !
جميلةً بِجميع حالاتك .. ومرآتك الوسيلة.


:رحيق:

سعيدة بقراءتك ورأيك المحتفي غزل
دمت بخير دائما

منى
02-10-23, 11:04 PM
المرايا هنا

أفكار الشخص ذاته

مخاوفه

قلقه

أوهامه

التي قد تنعكس و تتجلى في أي موقف كان معتاداً

فأصبح في ذلك اليوم هاجساً



سيدة المطر
د. منى

كان يوماً عصيباً

و الحدبة تشهد




نص قصصي ملفت و جاذب
Eve
ما أحوجنا إلى تلك المرايا
بتنا نعمى عن مشاهدة أنفسنا ونقارنها بغيرنا
شكرا لتعقيبك
سعدت بك عزيزتي

منى
02-10-23, 11:08 PM
رغم اني قرات القصه لكن حينما قرات العنوان شعرت باختلاف كبير بما روادني بالعنوان
ابدعتي السرد رغم شعرت بالرهبه وتفاعلت معك وانا اعشق المرايا وتصوري تختلف عن منظورك به
فنهاية تبقى قصه جميله ومختلفه عما نشعر به حنيما ننظر لمرايا بحياتنا
يعطيك العافيه

سعيدة أنني استطعت إيصال الفكرة
وأن القصة نالت استحسانك
ممتنة لك جدا

منى
02-10-23, 11:10 PM
ربما المرايا عكست ما تحمله النفس من قلق
فجاءت بتلك الصور المختلفة
سرد جميل د/ منى
يعطيك العافية

شكرا لهذه القراءة الجميلة أغبطني عليها
ومساؤك سعيد


SEO by vBSEO 3.6.1