إرتواء
02-22-23, 11:48 AM
العنوان يوضح لكم من أنا، أليس كذلك؟ أنا صرصور غاضبٌ منكم أيها البشر، كلما رأيتموني غضبتم مني، وأرسلتم عدة لعنات وضربات رغم أنني لم أفعل شيئًا سوى الخروج من مخبئي، لأتنفس القليل من الأكسجين النقي مثلكم، لكنكم تغضبون وتصرخون وتتقافزون كلما رأيتموني، لا أعلم ما السبب؟ هل هو شكلي؟ هل هو لوني؟ أم مكان ظهوري هو السبب؟ أم أنكم تعانون من فوبيا الحشرات بشكلٍ عام؟ أريد التفكير بالخيار الأخير حتى لا أظلمكم وأعتبركم عنصريين ومتحيزين جدًا.
أنا غاضب رغم ذلك الآن، لقد تم رشي بمادةٍ غريبة تلك التي تطلقون عليها مبيد حشري؛ تجعلني لا أعي ما أقوله جيدًا، بلا تفكير سأقول لكم مشاعري الآن، ولا تنزعجوا مني فإنكم السبب في هذا، أنتم من أوصلني لهذه الحالة، أنتم من يصرخ كلما رآني وجعلني أكره ذاتي، أكره أنني خُلقت صرصورًا، هل يا تُرى لو كنت نملة لكانت الحياة أجمل؟ آه من أولئك النمل، يأكلوننا عندما نموت لكنكم لا تصرخون عندما ترونهم! لا أفهم هذا، هي مخلوقات تدخل بيوتكم بكثرة بين حين وآخر، تبني مستعمراتها، لا تستطيعون نسيان رشة سكرٍ في المطبخ حتى تأتي للهجوم على كل شيء تستطيع الهجوم عليه، رغم هذا لا تصرخون وتغضبون عليهم كما تغضبون مني. أعلم كيف ربيتم أبنائكم وأنتم تقصون عليهم قصة النملة العاملة والصرصور الكسول، وكيف أن النملة وجدت قوت شتائها بينما الصرصور تأزم خلال الشتاء. أنتم ترون الجانب الجيد من النمل وتتغافلون عن جانبها السلبي، أما فيما يتعلق بي فإنكم ترون فقط جانبي السلبي وتتجاهلون وجود جانبٍ جيدٍ لي! أريد أن أفهم فقط، لماذا؟
لا أنسى ذات مرة عندما خرجت لاستنشق هواءً نقيًا، تم ضربي من بعيد بحذاءٍ، لحسن حظي أن الضربة أتت من بعيد ولم تصبني بأكملي وإلا كان ذلك أجَلي، لكن أصابتني بجانب إحدى عيني، الأن لا أرى سوى بعين واحدة، لكنني لا زلت على قيد الحياة لفترة ولا بأس بفقدان عينٍ لأجل العيش! هكذا الحياة هي فقدان للحصول، ليست سهلة حتى لنا نحن الصراصير التي تكرهون.
أريد إخباركم شيئًا لا تفهمونه، هل فكرتم ذات مرة لماذا نعيش في المجاري؟ نحن نعيش لنتغذى على المواد المتحللة والتي تحتوي على النيتروجين، بالتالي فنحن نساهم بطريقةٍ ما في زيادة النتيروجين في الحياة بشكلٍ عام وفي التربة بشكلٍ خاص، نحن نساهم في جعل التربة خصبة للنباتات التي تأكلونها، وإن كنتم تتقرفون مني، فتقرفوا أكثر لأنني موجودٌ فيما تأكلونه بطريقتي. وهناك أسباب أخرى لفائدة وجودي في هذا العالم، أنتم لا تعلمون لأنكم لم تفكروا بهذا أبدًا، المشكلة منكم وليست مني، جهلكم بي هو بسبب عدم محاولتكم فهمي.
والآن أشعر أن تأثير مبيدكم صار أقوى، لا أقوى على فتح عيني المتبقية، تدور الدنيا في رأسي، لن أستطيع قول المزيد، أظن أن أجلي قد وصل، وأنا الآن غاضب، غاضبٌ لأنكم لا تفهمون سبب وجودي وأهميته، حتى وإن كنت حقيرًا مقززًا بالنسبة إليكم، خلقني الله مثلما خلقكم، شيء له سبب لوجوده ومعنى، وليس عبثًا، لذلك فكروا قليلاً قبل أن تظنوا أنكم المخلوقات الأعلى والأسمى والأفضل.
تمت
ملاحظة :
1- الفكرة في رأسي منذ ثلاثة شهور، ولقد تهورت هذه الأيام. :icon10:
2- أفكار الصرصور مجرد محاولة تقمُّص لشخصيته، وأنا في الواقع أخاف الصراصير.
أنا غاضب رغم ذلك الآن، لقد تم رشي بمادةٍ غريبة تلك التي تطلقون عليها مبيد حشري؛ تجعلني لا أعي ما أقوله جيدًا، بلا تفكير سأقول لكم مشاعري الآن، ولا تنزعجوا مني فإنكم السبب في هذا، أنتم من أوصلني لهذه الحالة، أنتم من يصرخ كلما رآني وجعلني أكره ذاتي، أكره أنني خُلقت صرصورًا، هل يا تُرى لو كنت نملة لكانت الحياة أجمل؟ آه من أولئك النمل، يأكلوننا عندما نموت لكنكم لا تصرخون عندما ترونهم! لا أفهم هذا، هي مخلوقات تدخل بيوتكم بكثرة بين حين وآخر، تبني مستعمراتها، لا تستطيعون نسيان رشة سكرٍ في المطبخ حتى تأتي للهجوم على كل شيء تستطيع الهجوم عليه، رغم هذا لا تصرخون وتغضبون عليهم كما تغضبون مني. أعلم كيف ربيتم أبنائكم وأنتم تقصون عليهم قصة النملة العاملة والصرصور الكسول، وكيف أن النملة وجدت قوت شتائها بينما الصرصور تأزم خلال الشتاء. أنتم ترون الجانب الجيد من النمل وتتغافلون عن جانبها السلبي، أما فيما يتعلق بي فإنكم ترون فقط جانبي السلبي وتتجاهلون وجود جانبٍ جيدٍ لي! أريد أن أفهم فقط، لماذا؟
لا أنسى ذات مرة عندما خرجت لاستنشق هواءً نقيًا، تم ضربي من بعيد بحذاءٍ، لحسن حظي أن الضربة أتت من بعيد ولم تصبني بأكملي وإلا كان ذلك أجَلي، لكن أصابتني بجانب إحدى عيني، الأن لا أرى سوى بعين واحدة، لكنني لا زلت على قيد الحياة لفترة ولا بأس بفقدان عينٍ لأجل العيش! هكذا الحياة هي فقدان للحصول، ليست سهلة حتى لنا نحن الصراصير التي تكرهون.
أريد إخباركم شيئًا لا تفهمونه، هل فكرتم ذات مرة لماذا نعيش في المجاري؟ نحن نعيش لنتغذى على المواد المتحللة والتي تحتوي على النيتروجين، بالتالي فنحن نساهم بطريقةٍ ما في زيادة النتيروجين في الحياة بشكلٍ عام وفي التربة بشكلٍ خاص، نحن نساهم في جعل التربة خصبة للنباتات التي تأكلونها، وإن كنتم تتقرفون مني، فتقرفوا أكثر لأنني موجودٌ فيما تأكلونه بطريقتي. وهناك أسباب أخرى لفائدة وجودي في هذا العالم، أنتم لا تعلمون لأنكم لم تفكروا بهذا أبدًا، المشكلة منكم وليست مني، جهلكم بي هو بسبب عدم محاولتكم فهمي.
والآن أشعر أن تأثير مبيدكم صار أقوى، لا أقوى على فتح عيني المتبقية، تدور الدنيا في رأسي، لن أستطيع قول المزيد، أظن أن أجلي قد وصل، وأنا الآن غاضب، غاضبٌ لأنكم لا تفهمون سبب وجودي وأهميته، حتى وإن كنت حقيرًا مقززًا بالنسبة إليكم، خلقني الله مثلما خلقكم، شيء له سبب لوجوده ومعنى، وليس عبثًا، لذلك فكروا قليلاً قبل أن تظنوا أنكم المخلوقات الأعلى والأسمى والأفضل.
تمت
ملاحظة :
1- الفكرة في رأسي منذ ثلاثة شهور، ولقد تهورت هذه الأيام. :icon10:
2- أفكار الصرصور مجرد محاولة تقمُّص لشخصيته، وأنا في الواقع أخاف الصراصير.