الْياسَمِينْ
03-15-23, 10:50 AM
إن كانت البطاقة الشخصية ( الهوية)
لا تسمح لصاحبها بالتجول في أرجاء الوطن العربي
فإنّ الكلمة لعلها تخترق جدران السياسة العربية
وتحاول الوصول إلى شغاف القلب..
ما أردت من هذا التمهيد إلا الولوج في صلب الموضوع
فمن المعروف أن الأديب كلما حاول الدنو من التواضع
استطاع جاهدا أن بتبوأ مكانة رفيعة في مجتمعه وهذه المكانة تمنحه العظمة..
ولا بدأ من توافر أكثر من عنصر لارتقاء الأديب في السلم البياني الصاعد نحو شهرته وذلك بما تسلح به من علم وثقافة ومعرفة واطلاع واسع على أن يوشح هذه العناصر بسمة التواضع ..
ومن المؤسف أنّ ما يحدث في أيامنا بعيد عن الحكمة والتواضع والمنطق . فما أن تصدر مجموعة شعرية أو قصصية لهذا أو ذاك رأيته وقد خال نفسه بأنه ملك ناصية الكلمة وهو ينفش ريشة كالطاووس ينظر إلى من حوله من فوق برج عاجي ، تراه يتحدث أكثر مما يصغي ويكتب أكثر مما يقرأ ، لا يقيم جانبا لحكمة الصمت والاستماع والنتيجة في مثل هذه الحالة لن تكون أكثر من زوبعة في فنجان تؤدي بصاحبها إلى الفراغ ولن يكون سوى فقاعات صابون ..
ولا ننصب أنفسنا في هذه المقالة كمثل الواعظ ولكن الهدف من ذلك أن يعرف الإنسان حجم نفسه ويعرف كيف يتصرف ؟ ومتى يتحدث وأين يقف؟..
فالبيت الشعري المشهور يجسد من خلال معاني العظمة كالتواضع والإباء والأنفة..
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
فالإناء ينضح بما فيه ، ولكن كيف ينضح؟!
وهنا تكمن عظمة الأديب عندما يتحلى بسمة التواضع
السمة النبيلة، ولعمري لم يكن التواضع يوما ضعفا أو خوفا أو جُبنا
بل كان شجاعة وكبرياء وأنفة، وخصلات حميدة ..
أننا نفخر كثيرا بأجدادنا العرب العظماء الأدباء الذين ملكوا إلى جانب اختصاصهم أدوات معرفية متنوعة ، رغم ذلك لم يعرفوا التكبر والتعجرف والصلف ، بل كانوا قدوة لتلامذتهم من أجل بناء صرح حضاري شامخ يرفرف فوق قيمته لواء التواضع وأيّةَ خسارة إذا أضاف الأديب إلى مناقبه ، الطيب والمودة والادخار ولم يشحن نفسه بالأضغان والأحقاد والكراهية، وهل هناك أسمى و أنقى وأصفى من قلب الأديب المتواضع ؟!
الأديب الذي يعرف متى يتحدث وكيف يصغي حيث تكون أعمال الأديب خير ترجمان لعظمته وشهرته ومكانته ..
وأن شاعرنا الكبير المتنبي لم يتطرق هذا البيت بشكل مجاني عابر إنما قصد به بعدا إنسانيا راقيا
فالأديب هنا لم يكن سوى شجرة وارفة الضلال تقدم أطيب ثمارها وأشهاها للبشرية وذلك في قوله :
كن كالنخيل عن الأحقاد مبتعدا
كالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر
وهكذا أنّ بروز العضلات الثقافية دون غذاء جسدي
يلحق بها سرعة الضمور الفكري و قصور الرؤية ووهم الاستشعار
وبذلك تكون الكلمة خير سفير عربي رحاله في كل عاصمة ومدينة وقرية
في زمن أحمق نفقد فيه التواصل المعرفي المحلي ..
فكيف على الصعيد العربي مترامي الأطراف ؟! ..
بقلم الياسَمِينْ
لا تسمح لصاحبها بالتجول في أرجاء الوطن العربي
فإنّ الكلمة لعلها تخترق جدران السياسة العربية
وتحاول الوصول إلى شغاف القلب..
ما أردت من هذا التمهيد إلا الولوج في صلب الموضوع
فمن المعروف أن الأديب كلما حاول الدنو من التواضع
استطاع جاهدا أن بتبوأ مكانة رفيعة في مجتمعه وهذه المكانة تمنحه العظمة..
ولا بدأ من توافر أكثر من عنصر لارتقاء الأديب في السلم البياني الصاعد نحو شهرته وذلك بما تسلح به من علم وثقافة ومعرفة واطلاع واسع على أن يوشح هذه العناصر بسمة التواضع ..
ومن المؤسف أنّ ما يحدث في أيامنا بعيد عن الحكمة والتواضع والمنطق . فما أن تصدر مجموعة شعرية أو قصصية لهذا أو ذاك رأيته وقد خال نفسه بأنه ملك ناصية الكلمة وهو ينفش ريشة كالطاووس ينظر إلى من حوله من فوق برج عاجي ، تراه يتحدث أكثر مما يصغي ويكتب أكثر مما يقرأ ، لا يقيم جانبا لحكمة الصمت والاستماع والنتيجة في مثل هذه الحالة لن تكون أكثر من زوبعة في فنجان تؤدي بصاحبها إلى الفراغ ولن يكون سوى فقاعات صابون ..
ولا ننصب أنفسنا في هذه المقالة كمثل الواعظ ولكن الهدف من ذلك أن يعرف الإنسان حجم نفسه ويعرف كيف يتصرف ؟ ومتى يتحدث وأين يقف؟..
فالبيت الشعري المشهور يجسد من خلال معاني العظمة كالتواضع والإباء والأنفة..
ملأى السنابل تنحني بتواضع
والفارغات رؤوسهن شوامخ
فالإناء ينضح بما فيه ، ولكن كيف ينضح؟!
وهنا تكمن عظمة الأديب عندما يتحلى بسمة التواضع
السمة النبيلة، ولعمري لم يكن التواضع يوما ضعفا أو خوفا أو جُبنا
بل كان شجاعة وكبرياء وأنفة، وخصلات حميدة ..
أننا نفخر كثيرا بأجدادنا العرب العظماء الأدباء الذين ملكوا إلى جانب اختصاصهم أدوات معرفية متنوعة ، رغم ذلك لم يعرفوا التكبر والتعجرف والصلف ، بل كانوا قدوة لتلامذتهم من أجل بناء صرح حضاري شامخ يرفرف فوق قيمته لواء التواضع وأيّةَ خسارة إذا أضاف الأديب إلى مناقبه ، الطيب والمودة والادخار ولم يشحن نفسه بالأضغان والأحقاد والكراهية، وهل هناك أسمى و أنقى وأصفى من قلب الأديب المتواضع ؟!
الأديب الذي يعرف متى يتحدث وكيف يصغي حيث تكون أعمال الأديب خير ترجمان لعظمته وشهرته ومكانته ..
وأن شاعرنا الكبير المتنبي لم يتطرق هذا البيت بشكل مجاني عابر إنما قصد به بعدا إنسانيا راقيا
فالأديب هنا لم يكن سوى شجرة وارفة الضلال تقدم أطيب ثمارها وأشهاها للبشرية وذلك في قوله :
كن كالنخيل عن الأحقاد مبتعدا
كالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر
وهكذا أنّ بروز العضلات الثقافية دون غذاء جسدي
يلحق بها سرعة الضمور الفكري و قصور الرؤية ووهم الاستشعار
وبذلك تكون الكلمة خير سفير عربي رحاله في كل عاصمة ومدينة وقرية
في زمن أحمق نفقد فيه التواصل المعرفي المحلي ..
فكيف على الصعيد العربي مترامي الأطراف ؟! ..
بقلم الياسَمِينْ